کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

البرهان فى تفسير القرآن

الجزء الأول

مقدمة المؤلف

1 - باب في فضل العالم و المتعلم 2 - باب في فضل القرآن 3 - باب في الثقلين 4 - باب في أن ما من شي‏ء يحتاج إليه العباد إلا و هو في القرآن، و فيه تبيان كل شي‏ء 5 - باب في أن القرآن لم يجمعه كما أنزل إلا الأئمة(عليهم السلام)، و عندهم تأويله 6 - باب في النهي عن تفسير القرآن بالرأي، و النهي عن الجدال فيه 7 - باب في أن القرآن له ظهر و بطن، و عام و خاص، و محكم و متشابه، و ناسخ و منسوخ، و النبي(صلى الله عليه و آله) و أهل بيته(عليهم السلام) يعلمون ذلك، و هم الراسخون في العلم 8 - باب في ما نزل عليه القرآن من الأقسام 9 - باب في أن القرآن نزل ب(إياك أعني و اسمعي يا جارة) 10 - باب في ما عنى به الأئمة(عليهم السلام) في القرآن 11 - باب آخر 12 - باب في معنى الثقلين و الخليفتين من طريق المخالفين 13 - باب في العلة التي من أجلها أتى القرآن باللسان العربي، و أن المعجزة في نظمه، و لم صار جديدا على مر الأزمان؟ 14 - باب أن كل حديث لا يوافق القرآن فهو مردود 15 - باب في أول سورة نزلت و آخر سورة 16 - باب في ذكر الكتب المأخوذ منها الكتاب 17 - باب في ما ذكره الشيخ علي بن إبراهيم في مطلع تفسيره
المستدرك(سورة آل عمران) فهرس محتويات الكتاب

الجزء الخامس

فهرس محتويات الكتاب فهرس المصادر و المراجع

البرهان فى تفسير القرآن


صفحه قبل

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏4، ص: 206

بأضعف خلقه، و هو النمل، لو رامته البخاتي من الإبل ما قدرت عليه».

فلما انتهى سليمان إلى وادي النمل، قالت نملة: يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ* فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَ قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَ‏ إلى قوله تعالى: فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ‏ .

و كان سليمان إذا قعد على كرسيه، جاءت جميع الطير التي سخرها الله لسليمان، فتظل الكرسي و البساط- بجميع من عليه- من الشمس، فغاب عنه الهدهد من بين الطير، فوقعت الشمس من موضعه في حجر سليمان (عليه السلام)، فرفع رأسه، و قال، كما حكى الله: ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ إلى قوله تعالى: بِسُلْطانٍ مُبِينٍ‏ أي بحجة قوية، فلم يمكث إلا قليلا، إذ جاء الهدهد، فقال له سليمان: «أين كنت؟» قال: أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَ جِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ‏ ، أي بخبر صحيح‏ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَ أُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ ، و هذا مما لفظه عام، و معناه خاص، لأنها لم تؤت أشياء كثيرة، منها: الذكر، و اللحية.

ثم قال: وَجَدْتُها وَ قَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ‏ إلى قوله تعالى: فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ‏ ، ثم قال الهدهد: أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْ‏ءَ فِي السَّماواتِ‏ أي المطر، و في‏ الْأَرْضِ‏ النبات.

ثم قال سليمان: سَنَنْظُرُ أَ صَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ‏ إلى قوله تعالى: ما ذا يَرْجِعُونَ‏ . فقال الهدهد:

إنها في حصن منيع، في سبأ وَ لَها عَرْشٌ عَظِيمٌ‏ أي سرير.

قال سليمان: «الق الكتاب على قبتها» فجاء الهدهد، فألقى الكتاب في حجرها، فارتاعت من ذلك، و جمعت جنودها، و قالت لهم، كما حكى الله: يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ‏ أي مختوم، إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَ أْتُونِي مُسْلِمِينَ‏ أي لا تتكبروا علي.

ثم قالت: يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ‏ ، فقالوا لها، كما حكى الله:

نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَ أُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَ الْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ما ذا تَأْمُرِينَ‏ فقالت لهم: إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَ جَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً . فقال الله عز و جل: وَ كَذلِكَ يَفْعَلُونَ‏ «1» .

ثم قالت: إن كان هذا نبيا من عند الله- كما يدعي- فلا طاقة لنا به، فإن الله لا يغلب، و لكن سأبعث إليه بهدية، فإن كان ملكا يميل إلى الدنيا قبلها، و علمت أنه لا يقدر علينا. فبعثت إليه حقه‏ «2» فيها جوهرة عظيمة، و قالت للرسول: قل له يثقب هذه الجوهرة بلا حديد، و لا نار. فأتاه الرسول بذلك، فأمر سليمان بعض جنوده من الديدان، فأخذ خيطا في فيه، ثم ثقبها، و أخرج الخيط من الجانب الآخر، و قال سليمان لرسولها: فَما آتانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ* ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها أي لا طاقة لهم بها، وَ لَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَ هُمْ صاغِرُونَ‏ «3» .

(1) النمل 27: 18- 34.

(2) الحقّة: وعاء من خشب، و قد تسوّى من العاج. «أقرب الموارد- حقق- 1: 215».

(3) النمل 27: 36، 37.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏4، ص: 207

فرجع إليها الرسول، فأخبرها بذلك، و بقوة سليمان، فعلمت: أنه لا محيص لها. فخرجت و ارتحلت نحو سليمان، فلما علم سليمان بإقبالها نحوه، قال للجن و الشياطين: أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ* قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَ إِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ‏ «1» ، قال سليمان: «أريد أسرع من ذلك». فقال آصف بن برخيا: أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ‏ ، فدعا الله باسمه الأعظم، فخرج السرير من تحت كرسي سليمان، فقال سليمان: نَكِّرُوا لَها عَرْشَها أي غيروه‏ نَنْظُرْ أَ تَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ* فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَ هكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ «2» .

و كان سليمان قد أمر أن يتخذ لها بيتا من قوارير، و وضعه على الماء، ثم قيل لها ادْخُلِي الصَّرْحَ‏ فظنت أنه ماء، فرفعت ثوبها، و أبدت ساقيها، فإذا عليها شعر كثير، فقيل لها: إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَ أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ «3» فتزوجها سليمان، و هي بلقيس بنت الشرح الحميرية «4» . و قال سليمان للشياطين‏ «5» : «اتخذوا لها شيئا يذهب الشعر عنها». فعملوا الحمامات، و طبخوا النورة و الزرنيخ. فالحمامات و النورة مما اتخذته الشياطين لبلقيس، و كذا الأرحية «6» التي تدور على الماء.

7987/ «2» - و

قال الصادق (عليه السلام): «و اعطي سليمان بن داود- مع علمه- معرفة النطق بكل لسان، و معرفة اللغات، و منطق الطير، و البهائم، و السباع، فكان إذا شاهد الحروب تكلم بالفارسية، و إذا قعد لعماله و جنوده و أهل مملكته تكلم بالرومية، و إذا خلا بنسائه تكلم بالسريانية و النبطية، و إذا قام في محرابه لمناجاة ربه تكلم بالعربية، و إذا جلس للوفود و الخصماء تكلم بالعبرانية».

7988/ «3» - ثم‏

قال علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: فَهُمْ يُوزَعُونَ‏ قال: «يحبس أولهم على آخرهم، قوله تعالى: لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً «7» يقول لأنتفن ريشه. و قوله تعالى: أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَ‏ «8» يقول: لا تعظموا علي و قوله: لا قِبَلَ لَهُمْ بِها «9» يقول: لا طاقة لهم بها. و قول‏

(2)- تفسير القمّي 2: 129.

(3)- تفسير القمّي 2: 129

(1) النمل 27: 38، 39.

(2) النمل 27: 41، 42.

(3) النمل 27: 44.

(4) في «ج»: الخيبرية، و في «ط»: الجبيرية.

(5) في المصدر: و قالت الشياطين.

(6) الأرحية: واحدتها الرّحى، و هي الأداة التي يطحن بها. «المعجم الوسيط 1: 335».

(7) النمل 27: 21.

(8) النمل 27: 31.

(9) النمل 27: 37.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏4، ص: 208

سليمان: لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ «1» لما آتاني من الملك‏ أَمْ أَكْفُرُ «2» إذا رأيت من هو أدون مني أفضل مني علما؟ فعزم الله له على الشكر».

7989/ «4» - ابن بابويه، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب القرشي، قال: حدثنا منصور بن عبد الله الأصفهاني الصوفي، قال: حدثني علي بن مهرويه القزويني، قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي، قال: سمعت علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يقول، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد (عليهم السلام) ، في قول الله:

فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها «3» .

قال: «لما قالت النملة: يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ‏ «4» ، حملت الريح صوت النملة إلى سليمان (عليه السلام)، و هو مار في الهواء، و الريح قد حملته، فوقف، و قال: علي بالنملة. فلما أتي بها، قال سليمان: بل أبي داود. قالت النملة: فلم زيد في حروف اسمك حرف على حروف اسم أبيك داود (عليه السلام)؟ فقال سليمان: يا أيتها النملة، أما علمت أني نبي، و أني لا أظلم أحدا؟ قالت النملة: بلى. قال سليمان (عليه السلام): فلم حذرتهم ظلمي، فقلت: يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ‏ ؟ قالت النملة: خشيت أن ينظروا إلى زينتك، فيفتتنوا بها، فيبعدوا عن ذكر الله تعالى.

ثم قالت: أنت أكبر، أم أبوك داود (عليه السلام)؟ فقال سليمان: بل أبي داود. قالت النملة: فلم زيد في حروف اسمك حرف على حروف اسم أبيك داود (عليه السلام)؟ فقال سليمان: ما لي بهذا علم. قالت النملة: لأن أباك داود داوى جرحه بود، فسمي داود، و أنت- يا سليمان- أرجو أن تلحق بأبيك‏ «5» .

ثم قالت النملة: هل تدري لم سخرت لك الريح، من بين سائر المملكة؟ قال سليمان: ما لي بهذا علم. قالت النملة: يعني عز و جل بذلك، لو سخرت لك جميع المملكة، كما سخرت لك هذه الريح، لكان زوالها من يدك كزوال الريح. فحينئذ تبسم ضاحكا من قولها».

7990/ «5» - و

في (تحفة الإخوان): روي‏ أن سليمان بن داود (عليه السلام) لما حشر الطير، و أحب أن يستنطق الطير، و كان حاشرها جبرئيل و ميكائيل، فأما جبرئيل، فكان يحشر طيور المشرق و المغرب من البراري، و أما

(4)- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 2: 87/ 8.

(5)- تحفة الاخوان: 71.

(1) النمل 27: 40.

(2) النمل 27: 40.

(3) النمل 27: 19.

(4) النمل 27: 18.

(5) ذكر المجلسي (رحمه اللّه) وجوها أربعة في تفسير هذه العبارة، ارتضى التالي منها: أنّ المعنى أنّ أباك لمّا ارتكب ترك الأولى، و صار قلبه مجروحا بذلك، فداواه بودّ اللّه تعالى و محبته، فلذا سمّي داود اشتقاقا من الدواء بالودّ، و أنت لمّا لم ترتكب بعد، و أنت سليم منه سمّيت سليمان، فخصوص العلّتين للتسميتين، صارتا علّة لزيادة اسمك على اسم أبيك.

ثمّ لمّا كان كلامها موهما لكونه من جهة السلامة أفضل من أبيه، استدركت ذلك بأنّ ما صدر عنه لم يصر سببا لنقصه، بل صار سببا لكمال محبّته و تمام مودّته، و أرجو أن تلحق أنت أيضا بأبيك في ذلك ليكمل محبّتك، البحار 14: 93.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏4، ص: 209

ميكائيل، فكان يحشر طيور الهواء و الجبال، فنظر سليمان إلى عجائب خلقتها، و حسن صورها «1» ، و جعل يسأل كل صنف منهم، و هم يجيبونه بمساكنهم، و معاشهم، و أوكارهم، و أعشاشهم، و كيف تبيض، و كيف تحيض.

و كان الديك آخر من تقدم بين يديه، و نظر سليمان في حسنه، و جماله، و بهائه، و مد عنقه، و ضرب بجناحه، و صاح صيحة أسمع الملائكة، و الطيور، و جميع من حضر: يا غافلين، اذكروا الله. ثم قال: يا نبي الله، إني كنت مع أبيك آدم (عليه السلام) أتقدمه لوقت الصلاة، و كنت مع نوح في الفلك، و كنت مع أبيك إبراهيم الخليل (عليه السلام) حين أظفره الله بعدوه النمرود، و نصره عليه بالبعوض، و كنت أكثر ما أسمع أباك إبراهيم (عليه السلام) يقرأ آية الملك: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ «2» إلى آخر الآية، و اعلم- يا نبي الله- أني لا أصيح صيحة في ليل أو نهار، إلا أفزعت بها الجن و الشياطين، و أما إبليس فإنه يذوب كما يذوب الرصاص.

باب أن الأئمة (عليهم السلام) يعرفون منطق الطير

7991/ «1» - المفيد في (الإختصاص): عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشاء، عمن رواه، عن علي ابن إسماعيل الميثمي، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة الثمالي، قال: كنت مع علي بن الحسين (عليهما السلام) في داره، و فيها شجرة فيها عصافير، و هن يصحن، فقال: «أ تدري ما يقلن هؤلاء؟» فقلت: لا أدري. فقال: «يسبحن ربهن، و يطلبن رزقهن».

و رواه محمد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات): عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن على الوشاء، عمن رواه، عن الميثمي، عن منصور، عن الثمالي، قال: كنت مع علي بن الحسين (عليه السلام) في داره، و فيها شجرة، و ذكر الحديث بعينه‏ «3» .

7992/ «2» - عن أحمد بن محمد بن عيسى، و محمد بن إسماعيل بن عيسى‏ «4» ، عن علي بن الحكم، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، قال: كنت عند علي بن الحسين (عليهما السلام)، فلما انتشرت العصافير، و صوتت، فقال: «يا أبا حمزة، أ تدري ما تقول؟» فقلت: لا. قال: «تقدس ربها، و تسأله قوت يومها». ثم قال: «يا أبا حمزة، علمنا منطق الطير، و أوتينا من كل شي‏ء».

و رواه الصفار في (بصائر الدرجات): عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن الحكم، عن مالك بن عطية، عن‏

(1)- الاختصاص: 292.

(2)- الاختصاص: 293.

(1) في المصدر: و اختلاف صورها.

(2) آل عمران 3: 26.

(3) بصائر الدرجات: 361/ 1.

(4) كذا في النسخ و المصدر، و لعلّه محمّد بن عيسى، لروايته من عليّ بن الحكم، راجع معجم رجال الحديث 11: 3884.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏4، ص: 210

أبي حمزة الثمالي، قال: كنت عند علي بن الحسين (عليه السلام)، فانتشرت العصافير، و صوتت، و ذكر الحديث بعينه‏ «1» .

7993/ «3» - عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن بعض رجاله، يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: تلا رجل عنده هذه الآية: عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ «2» ، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «ليس فيها من، و لكن هو: و أوتينا كل شي‏ء.

و رواه الصفار: عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خلف، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: تلا رجل عنده هذه الآية، و ذكر الحديث بعينه‏ «3» .

7994/ «4» - عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن يوسف، عن علي بن داود الحداد، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: كنت عنده، إذ نظرت إلى زوج حمام عنده، فهدر «4» الذكر على الأنثى، فقال:

«أ تدري ما يقول؟ يقول: يا سكني، و عرسي، ما خلق الله خلقا أحب إلي منك، إلا أن يكون مولاي جعفر بن محمد (عليهما السلام)».

7995/ «5» - و

رواه الصفار، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن أحمد بن يوسف، عن علي بن داود الحداد «5» ، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: كنت عنده، إذ نظرت إلى زوج حمام عنده، فهدر الذكر على الأنثى، فقال لي: «أ تدري ما يقول؟ قلت: لا. قال: «يقول: يا سكني، و عرسي، ما خلق الله أحب إلي منك، إلا أن يكون مولاي جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)».

7996/ «6» - عن علي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات، عن أبيه، عن الفيض بن المختار، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إن سليمان بن داود (عليهما السلام) قال: عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ «6» ، و قد و الله علمنا منطق الطير، و أوتينا من‏ «7» كل شي‏ء».

و رواه الصفار: عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو الزيات، عن أبيه، عن الفيض بن المختار، قال:

(3)- الاختصاص: 293.

(4)- الاختصاص: 293.

(5)- بصائر الدرجات: 362/ 4.

(6)- الاختصاص: 203.

(1) بصائر الدرجات: 361/ 2.

(2) النمل 27: 16.

(3) بصائر الدرجات: 362/ 3.

(4) هدر الطائر: صوت. «لسان العرب- هدر- 5: 258». في المصدر: هدل.

(5) في جميع النسخ و المصدر: داود الحداد، انظر سند الحديث السابق، و معجم رجال الحديث 2: 365 و 12: 12.

(6) النمل 27: 16.

(7) (من) ليس في المصدر.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏4، ص: 211

سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) و ذكر الحديث‏ «1» .

7997/ «7» - عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن النضر بن شعيب، عن عمر بن خليفة، عن شيبة بن الفيض، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «يا أيها الناس، علمنا منطق الطير، و أوتينا من كل شي‏ء، إن هذا لهو الفضل المبين».

و رواه الصفار: عن أحمد بن موسى، عن محمد بن الحسين، عن النضر بن شعيب، عن عمر بن خليفة، عن شيبة بن الفيض، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «يا أيها الناس»، و ذكر الحديث‏ «2» .

7998/ «8» - عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن بعض أصحابه، قال: اهدي إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فاختة «3» ، و ورشان‏ «4» ، و طير راعبي‏ «5» ، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «أما الفاختة، فتقول: فقدتكم، فقدتكم، فافقدوها قبل أن تفقدكم- و أمر بها فذبحت- و أما الورشان، فيقول: قدستم، قدستم» فوهبه لبعض أصحابه «و الطير الراعبي يكون عندي آنس به».

7999/ «9» - محمد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات): عن أحمد بن موسى، عن محمد بن أحمد المعروف بغزال، عن محمد بن الحسين، عن سليمان من ولد جعفر بن أبي طالب، قال: كنت مع أبي الحسن الرضا (عليه السلام) في حائط له، إذ جاء عصفور، فوقع بين يديه، و أخذ يصيح، و يكثر الصياح، و يضطرب، فقال لي:

«يا فلان، أ تدري ما يقول هذا العصفور؟» قلت: الله، و رسوله، و ابن رسوله أعلم. قال: «إنها تقول: إن حية تريد أن تأكل فراخي في البيت، فخذ معك عصا، و ادخل البيت، و اقتل الحية». قال: فأخذت السعفة، و هي العصا، و دخلت في البيت، و إذا حية تجول في البيت، فقتلتها.

8000/ «10» - و

عنه: عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة، عن سالم مولى أبان، بياع الزطي‏ «6» ، قال: كنا في حائط لأبي عبد الله (عليه السلام)، و نفر معي- قال- فصاحت العصافير، فقال: «أ تدري ما تقول هذه؟» فقلنا: جعلنا الله فداك، لا ندري- و الله- ما تقول. قال: «تقول: اللهم، إنا خلق من خلقك، و لا بد لنا من رزقك، فأطعمنا، و اسقنا».

(7)- الاختصاص: 293.

(8)- الاختصاص: 294.

(9)- بصائر الدرجات: 365/ 19.

(10)- بصائر الدرجات: 365/ 20.

(1) بصائر الدرجات: 364/ 17.

(2) بصائر الدرجات: 364/ 18.

(3) الفاختة: ضرب من الحمام المطوّق. «لسان العرب- فخت- 2: 65».

(4) الورشان: طائر شبه الحمامة. «لسان العرب- ورش- 6: 372».

(5) الرّاعبيّ: جنس من الحمام. «لسان العرب- رعب- 1: 421».

(6) الزطّ: جنس من السودان أو الهنود، الواحد زطّي. «مجمع البحرين- زطط- 4: 250».

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏4، ص: 212

8001/ «11» - و

عنه: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، و البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن عبد الله بن فرقد، قال: خرجنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) متوجهين إلى مكة، حتى إذا كنا بسرف‏ «1» ، استقبله غراب ينعق في وجهه، فقال: «مت جوعا، ما تعلم شيئا إلا و نحن نعلمه، إلا أنا أعلم بالله منك». فقلنا: هل كان في وجهه شي‏ء؟ قال: «نعم، سقطت ناقة بعرفات».

8002/ «12» - و

عنه: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن أبي أحمد، عن شعيب بن الحسن، قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) جالسا، فسمعت صوتا من الفاختة، فقال: «تدرون ما تقول هذه؟» فقلنا: و الله ما ندري. قال: «تقول: فقدتكم، فافقدوها قبل أن تفقدكم».

8003/ «13» - و

عنه: عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن أحمد بن الحسن الميثمي‏ «2» ، عن مليح‏ «3» ، عن أبي حمزة، قال: كنت عند علي بن الحسين (عليه السلام)، و العصافير على الحائط يصحن، فقال: «يا أبا حمزة، أ تدري ما يقلن؟- قال- يتحدثن أنهن في وقت يسألن فيه قوتهن. يا أبا حمزة، لا تنم قبل طلوع الشمس، فإني أكرهها لك، إن الله يقسم في ذلك الوقت أرزاق العباد، و على أيدينا يجريها».

8004/ «14» - و

عنه: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، و البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن علي بن سنان، قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسمع صوت فاختي في الدار، فقال: «أين هذه التي أسمع صوتها؟» فقلنا: هي في الدار، أهديت لبعضهم، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «أما لتفقدنك قبل أن تفقدنا» قال: ثم أمر بها، فأخرجت من الدار.

8005/ «15» - و

عنه: عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن محمد بن أبي حمزة، عن عثمان الأصبهاني‏ «4» ، قال: اهدي لإسماعيل بن أبي عبد الله (عليه السلام) صلصلا «5» ، فدخل أبو عبد الله (عليه السلام)، فلما رآه، قال: «ما هذا الطير المشؤوم، أخرجوه فإنه يقول: فقدتكم؛ فافقدوه قبل أن يفقدكم».

8006/ «16» - و

عنه: عن الجاموراني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن محمد بن يوسف التميمي، عن‏

(11)- بصائر الدرجات: 365/ 21.

(12)- بصائر الدرجات: 363/ 8.

(13)- بصائر الدرجات: 363/ 9.

(14)- بصائر الدرجات: 366/ 23.

(15)- بصائر الدرجات: 365/ 22.

(16)- بصائر الدرجات: 366/ 24.

(1) سرف: موضع على ستّة أميال من مكّة. «معجم البلدان 3: 212».

(2) في نسخة «ج، ي، ط» زيادة: عن محمّد بن الحسن بن زياد، انظر معجم رجال الحديث 2: 87.

(3) في المصدر: عن صالح.

(4) في «ط، ج، ي»: عمر بن أصبهان، و في المصدر: عمر بن محمد الأصبهاني، انظر الكافي 6: 551/ 2، معجم رجال الحديث 11: 104.

صفحه بعد