کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

البرهان فى تفسير القرآن

الجزء الأول

مقدمة المؤلف

1 - باب في فضل العالم و المتعلم 2 - باب في فضل القرآن 3 - باب في الثقلين 4 - باب في أن ما من شي‏ء يحتاج إليه العباد إلا و هو في القرآن، و فيه تبيان كل شي‏ء 5 - باب في أن القرآن لم يجمعه كما أنزل إلا الأئمة(عليهم السلام)، و عندهم تأويله 6 - باب في النهي عن تفسير القرآن بالرأي، و النهي عن الجدال فيه 7 - باب في أن القرآن له ظهر و بطن، و عام و خاص، و محكم و متشابه، و ناسخ و منسوخ، و النبي(صلى الله عليه و آله) و أهل بيته(عليهم السلام) يعلمون ذلك، و هم الراسخون في العلم 8 - باب في ما نزل عليه القرآن من الأقسام 9 - باب في أن القرآن نزل ب(إياك أعني و اسمعي يا جارة) 10 - باب في ما عنى به الأئمة(عليهم السلام) في القرآن 11 - باب آخر 12 - باب في معنى الثقلين و الخليفتين من طريق المخالفين 13 - باب في العلة التي من أجلها أتى القرآن باللسان العربي، و أن المعجزة في نظمه، و لم صار جديدا على مر الأزمان؟ 14 - باب أن كل حديث لا يوافق القرآن فهو مردود 15 - باب في أول سورة نزلت و آخر سورة 16 - باب في ذكر الكتب المأخوذ منها الكتاب 17 - باب في ما ذكره الشيخ علي بن إبراهيم في مطلع تفسيره
المستدرك(سورة آل عمران) فهرس محتويات الكتاب

الجزء الخامس

فهرس محتويات الكتاب فهرس المصادر و المراجع

البرهان فى تفسير القرآن


صفحه قبل

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏5، ص: 672

أبي طالب (عليه السلام) سرا و جهرا، و حماني أبو طالب جهرا، و آمن بي سرا، ثم بعث الله جبرئيل (عليه السلام) بلوائه، فركزه في بني هاشم، و بعث إبليس بلوائه فركزه في بني أمية، فلا يزالون أعداءنا، و شيعتهم أعداء شيعتنا إلى يوم القيامة».

11664/ «6» - شرف الدين النجفي، قال: روى علي بن محمد، عن أبي جميلة، عن الحلبي، و رواه أيضا علي ابن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن الفضل أبي العباس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال: وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها : «الشمس: أمير المؤمنين (عليه السلام)، و ضحاها: قيام القائم (عليه السلام)، لأن الله سبحانه قال: وَ أَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى‏ «1» ، وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها الحسن و الحسين (عليهما السلام) وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها هو قيام القائم (عليه السلام) وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها حبتر و دولته، قد غشى عليه الحق».

و أما قوله: وَ السَّماءِ وَ ما بَناها ، قال: «هو محمد (عليه و آله السلام)، هو السماء الذي يسمو إليه الخلق في العلم» و قوله: وَ الْأَرْضِ وَ ما طَحاها ، قال: «الأرض: الشيعة» وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها ، قال: «هو المؤمن المستور و هو على الحق» و قوله: فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها ، قال: «عرفت‏ «2» الحق من الباطل، فذلك قوله: وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها » قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ، قال: «قد أفلحت نفس زكاها الله‏ وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها الله».

و قوله: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها ، قال: «ثمود: رهط من الشيعة، فإن الله سبحانه يقول: وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى‏ عَلَى الْهُدى‏ فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ‏ «3» و هو السيف إذا قام القائم (عليه السلام)، و قوله تعالى: فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ‏ [هو النبي (صلى الله عليه و آله)]». ناقَةَ اللَّهِ وَ سُقْياها ، قال:

«الناقة: الإمام الذي فهم عن الله [و فهم عن رسوله‏]، و سقياها، أي عنده مستقى العلم». فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها قال: «في الرجعة» وَ لا يَخافُ عُقْباها ، قال: «لا يخاف من مثلها إذا رجع».

11665/ «7» - علي بن إبراهيم: قوله: وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها ، قال: خلقها و صورها، و قوله: فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها أي عرفها و ألهمها ثم خيرها فاختارت.

11666/ «8» - محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن حمزة بن محمد الطيار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها ، قال:

«بين لها ما تأتي و ما تترك».

(6)- تأويل الآيات 2: 803/ 1.

(7)- تفسير القمّي 2: 424.

(8)- الكافي 1: 124/ 3.

(1) طه 20: 59.

(2) في المصدر: عرفه.

(3) فصلت 41: 17.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏5، ص: 673

11667/ «9» - علي بن إبراهيم: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها يعني نفسه، طهرها وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها أي أغواها.

11668/ «10» - ثم قال علي بن إبراهيم: حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد الله، قال: حدثنا الحسن بن جعفر، قال: حدثنا عثمان بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الله بن عبيد الله الفارسي، قال: حدثنا محمد بن علي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ، قال: «أمير المؤمنين (عليه السلام) زكاه ربه». وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها ، قال: «هو الأول و الثاني في بيعتهما إياه‏ «1» ».

11669/ «11» - ثم قال علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى:

كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها يقول: «الطغيان حمله‏ «2» على التكذيب».

11670/ «12» - و قال علي بن إبراهيم، في قوله تعالى: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها* إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها ، قال:

الذي عقر الناقة، قوله: فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها ، قال: أخذهم بغتة و غفلة بالليل‏ وَ لا يَخافُ عُقْباها ، قال: من بعد هؤلاء الذين أهلكناهم لا تخافوا.

11671/ «13» - ابن شهر آشوب: عن أبي بكر بن مردويه في (فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، و أبو بكر الشيرازي في (نزول القرآن): أنه قال سعيد بن المسيب: كان علي (عليه السلام) يقرأ « إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها فو الذي نفسي بيده لتخضبن هذه من هذا «3» ».

11672/ «14» - و روى الثعلبي و الواحدي، بإسنادهما، عن عمار و عن عثمان بن صهيب، و عن الضحاك، و روى ابن مردويه بإسناده، عن جابر بن سمرة، و عن صهيب، و عن عمار، و عن ابن عدي، و عن الضحاك، و روي الخطيب في (التاريخ) عن جابر بن سمرة، و روى الطبري و الموصلي، عن عمار، و روى أحمد بن حنبل، عن الضحاك، أنه قال: قال النبي (صلى الله عليه و آله): «يا علي، أشقى الأولين عاقر الناقة، و أشقى الآخرين قاتلك»

و

في رواية: «من يخضب هذه من هذا».

11673/ «15» - ابن عباس، قال: كان عبد الرحمن بن ملجم من ولد قدار عاقر ناقة صالح، و قصتهما واحدة،

(9)- تفسير القمّي 2: 424.

(10)- تفسير القمّي 2: 424.

(11)- تفسير القمّي 2: 424.

(12)- تفسير القمّي 2: 424.

(13)- المناقب 3: 309.

(14)- المناقب 3: 309.

(15)- المناقب 3: 309.

(1) زاد في «ط» و المصدر: حيث مسح على كفه.

(2) في المصدر: حملها.

(3) زاد في المصدر: و أشار إليه لحيته.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏5، ص: 674

لأن قدار عشق امرأة يقال لها رباب، كما عشق ابن ملجم قطام.

11674/ «16» - و في حديث، قال له أمير المؤمنين (عليه السلام): «هل أخبرتك أمك أنها حملت بك و هي طامث»؟. قال: نعم. قال: «بايع» فبايع، ثم قال: «خلوا سبيله» و قد سمعه، و هو يقول: لأضربن عليا بسيفي هذا «1» .

11675/ «17» - الشيخ في (التهذيب): بإسناده، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن الحسين، عن عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في الرجل ينسى حرفا من القرآن، فذكر و هو راكع، هل يجوز له أن يقرأ؟ قال: «لا، و لكن إذا سجد فليقرأه».

و قال: «الرجل إذا قرأ: وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها فيختمها أن يقول: صدق الله و صدق رسوله، و الرجل إذا قرأ: الله خير أما يشركون‏ «2» أن يقول: الله خير، الله خير، الله أكبر، و إذا قرأ: ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ‏ «3» يقول: كذب العادلون بالله، و الرجل إذا قرأ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً «4» ، أن يقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر».

قلت: فإن لم يقل الرجل شيئا من هذا، إذا قرأ؟ قال: «ليس عليه شي‏ء».

(16)- المناقب 3: 310.

(17)- التهذيب 2: 297/ 1195.

(1) (و قد سمعه ... بسيقي هذا) ليس في المصدر.

(2) النمل 27: 59.

(3) الأنعام 6: 1.

(4) الإسراء 17: 111.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏5، ص: 675

سورة الليل‏

فضلها

تقدم في سورة الشمس‏ «1»

11676/ «1» - و من (خواص القرآن): روي عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال: «من قرأ هذه السورة أعطاه الله تعالى حتى يرضى، و أزال عنه العسر، و يسر له اليسر، و أغناه من فضله، و من قرأها قبل أن ينام خمس عشرة مرة، لم ير في منامه إلا ما يحب من الخير، و لا يرى في منامه سوءا، و من صلى بها في العشاء الآخرة كأنما صلى بربع القرآن، و قبلت صلاته».

11677/ «2» - و قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «من أدمن قراءتها أعطاه الله مناه حتى يرضى، و زال عنه العسر، و سهل الله له اليسر، و من قرأها عند النوم عشرين مرة، لم ير في منامه إلا خيرا، و لم ير سوءا أبدا، و من صلى بها العشاء الآخرة فكأنما قرأ القرآن كله، و تقبل صلاته».

11678/ «3» - و قال الصادق (عليه السلام): «من قرأها خمس عشرة مرة، لم ير ما يكره، و نام بخير، و آمنه الله تعالى، و من قرأها في أذن مغشي عليه أو مصروع، أفاق من ساعته».

(1)- ......

(2)- .......

(3)- خواص القرآن: 14 «نحوه».

(1) تقدّم في الحديث (1) من فضل سورة الشمس.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏5، ص: 676

قوله تعالى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى‏ - إلى قوله تعالى- إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى‏ [1- 4]

11679/ «1» - محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن محمد بن مسلم، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): قول الله عز و جل: وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى‏ ، وَ النَّجْمِ إِذا هَوى‏ «1» و ما أشبه ذلك؟ فقال: «إن لله عز و جل أن يقسم من خلقه بما شاء، و ليس لخلقه أن يقسموا إلا به».

11680/ «2» - ابن بابويه في (الفقيه): بإسناده، عن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): قول الله عز و جل: وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى‏* وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى‏ ، و قوله عز و جل: وَ النَّجْمِ إِذا هَوى‏ «2» ، و ما أشبه ذلك؟ فقال: «إن لله عز و جل أن يقسم من خلقه بما شاء، و ليس لخلقه أن يقسموا إلا به عز و جل».

11681/ «3» - علي بن إبراهيم: وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى‏ ، قال: حين يغشى النهار، و هو قسم. وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى‏ إذا أضاء و أشرق‏ وَ ما خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى‏ ، إنما يعني و الذي خلق الذكر و الأنثي، قسم و جواب القسم‏ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى‏ ، قال: منكم من يسعى في الخير، و منكم من يسعى في الشر.

11682/ «4» - ثم قال علي بن إبراهيم: أخبرنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا محمد بن عبد الجبار، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى‏ ،

(1)- الكافي 7: 449/ 1.

(2)- من لا يحضره الفقيه 3: 236/ 1120.

(3)- تفسير القمي 2: 425.

(4)- تفسير القمي 2: 425.

(1) النجم 53: 1.

(2) النجم 53: 1.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏5، ص: 677

قال: «الليل في هذا الموضع الثاني، يغشي أمير المؤمنين (عليه السلام) في دولته التي جرت له عليه، و أمير المؤمنين (عليه السلام) يصبر في دولتهم حتى تنقضي».

قال: وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى‏ ، قال: «النهار هو القائم (عليه السلام) منا أهل البيت، إذا قام غلبت دولته دولة الباطل، و القرآن ضرب فيه الأمثال للناس، و خاطب نبيه به و نحن، فليس يعلمه غيرنا».

قوله تعالى:

فَأَمَّا مَنْ أَعْطى‏ وَ اتَّقى‏ - إلى قوله تعالى- إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى* و لسوف يرضى [5- 21]

11683/ «1» - علي بن إبراهيم: في قوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطى‏ وَ اتَّقى‏* وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى‏* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى‏ قال: نزلت في رجل من الأنصار، كانت له نخلة في دار رجل آخر، و كان يدخل عليه بغير إذن، فشكا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فقال: رسول الله (صلى الله عليه و آله) لصاحب النخلة: «بعني نخلتك هذه بنخلة في الجنة». فقال: لا أفعل. فقال: «تبيعها بحديقة في الجنة؟» فقال: لا أفعل. فانصرف، فمضى إليه أبو الدحداح، فاشتراها منه، و أتى أبو الدحداح إلى النبي (صلى الله عليه و آله)، فقال: يا رسول الله، خذها و اجعل لي في الجنة الحديقة التي قلت لهذا بها فلم يقبلها، فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «لك في الجنة حدائق و حدائق» فأنزل الله في ذلك:

فَأَمَّا مَنْ أَعْطى‏ وَ اتَّقى‏* وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى‏ يعني أبو الدحداح‏ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى‏* وَ أَمَّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنى‏* وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنى‏* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى‏* وَ ما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى‏ [يعني‏] إذا مات‏ إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى‏ ، قال: علينا أن نبين لهم.

قوله تعالى: فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى‏ أي تلتهب عليهم‏ لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى* الَّذِي كَذَّبَ وَ تَوَلَّى‏ يعني هذا الذي بخل على رسول الله (صلى الله عليه و آله) وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى‏ ، قال: أبو الدحداح.

و قال الله تعالى: وَ ما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى‏* إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى‏ ، قال: ليس لأحد عند الله يد على ربه بما فعله لنفسه، و إن جازاه فبفضله يفعله، و هو قوله: إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى‏* وَ لَسَوْفَ يَرْضى‏ أي يرضى عن أمير المؤمنين (عليه السلام).

11684/ «2» - ثم قال علي بن إبراهيم: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا يحيى بن زكريا، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله تعالى: فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى* لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى*

(1)- تفسير القمي 2: 425.

(2)- تفسير القمي 2: 426.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏5، ص: 678

الَّذِي كَذَّبَ وَ تَوَلَّى‏ ، قال: «في جهنم واد فيه نار لا يصلها إلا الأشقى، أي فلان الذي كذب رسول الله (صلى الله عليه و آله) في علي (عليه السلام) و تولى عن ولايته». ثم قال (عليه السلام): «النيران بعضها دون بعض، فما كان من نار هذا الوادي فللنصاب».

11685/ «3» - و عنه، قال: أخبرنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الحضيني، عن خالد بن يزيد، عن عبد الأعلى، عن أبي الخطاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطى‏ وَ اتَّقى‏* وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى‏ ، قال: «بالولاية» فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى‏* وَ أَمَّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنى‏* وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنى‏ ، قال: «بالولاية» فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى‏ .

11686/ «4» - عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: سمعته يقول‏ في تفسير وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى‏ ، قال: «إن رجلا [من الأنصار] كان لرجل في حائطه نخلة، و كان يضربه، فشكا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فدعاه، فقال: أعطني نخلتك بنخلة في الجنة، فأبى، فسمع ذلك رجل من الأنصار يكنى أبا الدحداح، فجاء إلى صاحب النخلة، فقال: بعني نخلتك بحائطي، فباعه، فجاء إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فقال: يا رسول الله، قد اشتريت نخلة فلان بحائطي، قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله): فلك بدلها نخلة في الجنة، فأنزل الله تعالى على نبيه (صلوات الله عليه): وَ ما خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى‏* إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى* فَأَمَّا مَنْ أَعْطى‏ يعني النخلة وَ اتَّقى‏* وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى‏ ، هو ما عند «1» رسول الله (صلى الله عليه و آله) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى‏ إلى قوله: تَرَدَّى‏ ».

11687/ «5» - و عنه: عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: قلت: قول الله تبارك و تعالى: إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى‏ ؟ قال: «إن الله يهدي من يشاء، و يضل من يشاء».

فقلت له: أصلحك الله، إن قوما من أصحابنا يزعمون أن المعرفة مكتسبة، و إنهم إن ينظروا من وجه النظر أدركوا؟ فأنكر ذلك، فقال: «ما لهؤلاء القوم لا يكتسبون الخير لأنفسهم، ليس أحد من الناس إلا و يحب أن يكون خيرا ممن هو خير منه، هؤلاء بنو هاشم موضعهم موضعهم، و قرابتهم قرابتهم، و هم أحق بهذا الأمر منكم، أفترى أنهم لا ينظرون لأنفسهم، و قد عرفتم و لم يعرفوا! قال أبو جعفر (عليه السلام): لو استطاع الناس لأحبونا».

11688/ «6» - محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مهران بن محمد، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: فَأَمَّا مَنْ أَعْطى‏ وَ اتَّقى‏* وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى‏ :

«بأن الله تعالى يعطي بالواحدة عشرة إلى مائة ألف فما زاد فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى‏ قال: لا يريد شيئا من الخير، إلا

(3)- تفسير القمّي 2: 426.

(4)- قرب الاسناد: 156.

(5)- قرب الاسناد: 156.

(6)- الكافي 4: 46/ 5.

صفحه بعد