کتابخانه تفاسیر
البرهان فى تفسير القرآن، ج5، ص: 672
أبي طالب (عليه السلام) سرا و جهرا، و حماني أبو طالب جهرا، و آمن بي سرا، ثم بعث الله جبرئيل (عليه السلام) بلوائه، فركزه في بني هاشم، و بعث إبليس بلوائه فركزه في بني أمية، فلا يزالون أعداءنا، و شيعتهم أعداء شيعتنا إلى يوم القيامة».
11664/ «6» - شرف الدين النجفي، قال: روى علي بن محمد، عن أبي جميلة، عن الحلبي، و رواه أيضا علي ابن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن الفضل أبي العباس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال: وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها : «الشمس: أمير المؤمنين (عليه السلام)، و ضحاها: قيام القائم (عليه السلام)، لأن الله سبحانه قال: وَ أَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى «1» ، وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها الحسن و الحسين (عليهما السلام) وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها هو قيام القائم (عليه السلام) وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها حبتر و دولته، قد غشى عليه الحق».
و أما قوله: وَ السَّماءِ وَ ما بَناها ، قال: «هو محمد (عليه و آله السلام)، هو السماء الذي يسمو إليه الخلق في العلم» و قوله: وَ الْأَرْضِ وَ ما طَحاها ، قال: «الأرض: الشيعة» وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها ، قال: «هو المؤمن المستور و هو على الحق» و قوله: فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها ، قال: «عرفت «2» الحق من الباطل، فذلك قوله: وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها » قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ، قال: «قد أفلحت نفس زكاها الله وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها الله».
و قوله: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها ، قال: «ثمود: رهط من الشيعة، فإن الله سبحانه يقول: وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ «3» و هو السيف إذا قام القائم (عليه السلام)، و قوله تعالى: فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ [هو النبي (صلى الله عليه و آله)]». ناقَةَ اللَّهِ وَ سُقْياها ، قال:
«الناقة: الإمام الذي فهم عن الله [و فهم عن رسوله]، و سقياها، أي عنده مستقى العلم». فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها قال: «في الرجعة» وَ لا يَخافُ عُقْباها ، قال: «لا يخاف من مثلها إذا رجع».
11665/ «7» - علي بن إبراهيم: قوله: وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها ، قال: خلقها و صورها، و قوله: فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها أي عرفها و ألهمها ثم خيرها فاختارت.
11666/ «8» - محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن حمزة بن محمد الطيار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها ، قال:
«بين لها ما تأتي و ما تترك».
(6)- تأويل الآيات 2: 803/ 1.
(7)- تفسير القمّي 2: 424.
(8)- الكافي 1: 124/ 3.
(1) طه 20: 59.
(2) في المصدر: عرفه.
(3) فصلت 41: 17.
البرهان فى تفسير القرآن، ج5، ص: 673
11667/ «9» - علي بن إبراهيم: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها يعني نفسه، طهرها وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها أي أغواها.
11668/ «10» - ثم قال علي بن إبراهيم: حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد الله، قال: حدثنا الحسن بن جعفر، قال: حدثنا عثمان بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الله بن عبيد الله الفارسي، قال: حدثنا محمد بن علي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ، قال: «أمير المؤمنين (عليه السلام) زكاه ربه». وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها ، قال: «هو الأول و الثاني في بيعتهما إياه «1» ».
11669/ «11» - ثم قال علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى:
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها يقول: «الطغيان حمله «2» على التكذيب».
11670/ «12» - و قال علي بن إبراهيم، في قوله تعالى: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها* إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها ، قال:
الذي عقر الناقة، قوله: فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها ، قال: أخذهم بغتة و غفلة بالليل وَ لا يَخافُ عُقْباها ، قال: من بعد هؤلاء الذين أهلكناهم لا تخافوا.
11671/ «13» - ابن شهر آشوب: عن أبي بكر بن مردويه في (فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، و أبو بكر الشيرازي في (نزول القرآن): أنه قال سعيد بن المسيب: كان علي (عليه السلام) يقرأ « إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها فو الذي نفسي بيده لتخضبن هذه من هذا «3» ».
11672/ «14» - و روى الثعلبي و الواحدي، بإسنادهما، عن عمار و عن عثمان بن صهيب، و عن الضحاك، و روى ابن مردويه بإسناده، عن جابر بن سمرة، و عن صهيب، و عن عمار، و عن ابن عدي، و عن الضحاك، و روي الخطيب في (التاريخ) عن جابر بن سمرة، و روى الطبري و الموصلي، عن عمار، و روى أحمد بن حنبل، عن الضحاك، أنه قال: قال النبي (صلى الله عليه و آله): «يا علي، أشقى الأولين عاقر الناقة، و أشقى الآخرين قاتلك»
و
في رواية: «من يخضب هذه من هذا».
11673/ «15» - ابن عباس، قال: كان عبد الرحمن بن ملجم من ولد قدار عاقر ناقة صالح، و قصتهما واحدة،
(9)- تفسير القمّي 2: 424.
(10)- تفسير القمّي 2: 424.
(11)- تفسير القمّي 2: 424.
(12)- تفسير القمّي 2: 424.
(13)- المناقب 3: 309.
(14)- المناقب 3: 309.
(15)- المناقب 3: 309.
(1) زاد في «ط» و المصدر: حيث مسح على كفه.
(2) في المصدر: حملها.
(3) زاد في المصدر: و أشار إليه لحيته.
البرهان فى تفسير القرآن، ج5، ص: 674
لأن قدار عشق امرأة يقال لها رباب، كما عشق ابن ملجم قطام.
11674/ «16» - و في حديث، قال له أمير المؤمنين (عليه السلام): «هل أخبرتك أمك أنها حملت بك و هي طامث»؟. قال: نعم. قال: «بايع» فبايع، ثم قال: «خلوا سبيله» و قد سمعه، و هو يقول: لأضربن عليا بسيفي هذا «1» .
11675/ «17» - الشيخ في (التهذيب): بإسناده، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن الحسين، عن عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في الرجل ينسى حرفا من القرآن، فذكر و هو راكع، هل يجوز له أن يقرأ؟ قال: «لا، و لكن إذا سجد فليقرأه».
و قال: «الرجل إذا قرأ: وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها فيختمها أن يقول: صدق الله و صدق رسوله، و الرجل إذا قرأ: الله خير أما يشركون «2» أن يقول: الله خير، الله خير، الله أكبر، و إذا قرأ: ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ «3» يقول: كذب العادلون بالله، و الرجل إذا قرأ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً «4» ، أن يقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر».
قلت: فإن لم يقل الرجل شيئا من هذا، إذا قرأ؟ قال: «ليس عليه شيء».
(16)- المناقب 3: 310.
(17)- التهذيب 2: 297/ 1195.
(1) (و قد سمعه ... بسيقي هذا) ليس في المصدر.
(2) النمل 27: 59.
(3) الأنعام 6: 1.
(4) الإسراء 17: 111.
البرهان فى تفسير القرآن، ج5، ص: 675
سورة الليل
فضلها
تقدم في سورة الشمس «1»
11676/ «1» - و من (خواص القرآن): روي عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال: «من قرأ هذه السورة أعطاه الله تعالى حتى يرضى، و أزال عنه العسر، و يسر له اليسر، و أغناه من فضله، و من قرأها قبل أن ينام خمس عشرة مرة، لم ير في منامه إلا ما يحب من الخير، و لا يرى في منامه سوءا، و من صلى بها في العشاء الآخرة كأنما صلى بربع القرآن، و قبلت صلاته».
11677/ «2» - و قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «من أدمن قراءتها أعطاه الله مناه حتى يرضى، و زال عنه العسر، و سهل الله له اليسر، و من قرأها عند النوم عشرين مرة، لم ير في منامه إلا خيرا، و لم ير سوءا أبدا، و من صلى بها العشاء الآخرة فكأنما قرأ القرآن كله، و تقبل صلاته».
11678/ «3» - و قال الصادق (عليه السلام): «من قرأها خمس عشرة مرة، لم ير ما يكره، و نام بخير، و آمنه الله تعالى، و من قرأها في أذن مغشي عليه أو مصروع، أفاق من ساعته».
(1)- ......
(2)- .......
(3)- خواص القرآن: 14 «نحوه».
(1) تقدّم في الحديث (1) من فضل سورة الشمس.
البرهان فى تفسير القرآن، ج5، ص: 676
قوله تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى - إلى قوله تعالى- إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى [1- 4]
11679/ «1» - محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن محمد بن مسلم، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): قول الله عز و جل: وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى ، وَ النَّجْمِ إِذا هَوى «1» و ما أشبه ذلك؟ فقال: «إن لله عز و جل أن يقسم من خلقه بما شاء، و ليس لخلقه أن يقسموا إلا به».
11680/ «2» - ابن بابويه في (الفقيه): بإسناده، عن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): قول الله عز و جل: وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى* وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى ، و قوله عز و جل: وَ النَّجْمِ إِذا هَوى «2» ، و ما أشبه ذلك؟ فقال: «إن لله عز و جل أن يقسم من خلقه بما شاء، و ليس لخلقه أن يقسموا إلا به عز و جل».
11681/ «3» - علي بن إبراهيم: وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى ، قال: حين يغشى النهار، و هو قسم. وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى إذا أضاء و أشرق وَ ما خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى ، إنما يعني و الذي خلق الذكر و الأنثي، قسم و جواب القسم إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ، قال: منكم من يسعى في الخير، و منكم من يسعى في الشر.
11682/ «4» - ثم قال علي بن إبراهيم: أخبرنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا محمد بن عبد الجبار، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى ،
(1)- الكافي 7: 449/ 1.
(2)- من لا يحضره الفقيه 3: 236/ 1120.
(3)- تفسير القمي 2: 425.
(4)- تفسير القمي 2: 425.
(1) النجم 53: 1.
(2) النجم 53: 1.
البرهان فى تفسير القرآن، ج5، ص: 677
قال: «الليل في هذا الموضع الثاني، يغشي أمير المؤمنين (عليه السلام) في دولته التي جرت له عليه، و أمير المؤمنين (عليه السلام) يصبر في دولتهم حتى تنقضي».
قال: وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى ، قال: «النهار هو القائم (عليه السلام) منا أهل البيت، إذا قام غلبت دولته دولة الباطل، و القرآن ضرب فيه الأمثال للناس، و خاطب نبيه به و نحن، فليس يعلمه غيرنا».
قوله تعالى:
فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى - إلى قوله تعالى- إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى* و لسوف يرضى [5- 21]
11683/ «1» - علي بن إبراهيم: في قوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى* وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى قال: نزلت في رجل من الأنصار، كانت له نخلة في دار رجل آخر، و كان يدخل عليه بغير إذن، فشكا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فقال: رسول الله (صلى الله عليه و آله) لصاحب النخلة: «بعني نخلتك هذه بنخلة في الجنة». فقال: لا أفعل. فقال: «تبيعها بحديقة في الجنة؟» فقال: لا أفعل. فانصرف، فمضى إليه أبو الدحداح، فاشتراها منه، و أتى أبو الدحداح إلى النبي (صلى الله عليه و آله)، فقال: يا رسول الله، خذها و اجعل لي في الجنة الحديقة التي قلت لهذا بها فلم يقبلها، فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «لك في الجنة حدائق و حدائق» فأنزل الله في ذلك:
فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى* وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى يعني أبو الدحداح فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى* وَ أَمَّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنى* وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى* وَ ما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى [يعني] إذا مات إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى ، قال: علينا أن نبين لهم.
قوله تعالى: فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى أي تلتهب عليهم لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى* الَّذِي كَذَّبَ وَ تَوَلَّى يعني هذا الذي بخل على رسول الله (صلى الله عليه و آله) وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ، قال: أبو الدحداح.
و قال الله تعالى: وَ ما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى* إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى ، قال: ليس لأحد عند الله يد على ربه بما فعله لنفسه، و إن جازاه فبفضله يفعله، و هو قوله: إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى* وَ لَسَوْفَ يَرْضى أي يرضى عن أمير المؤمنين (عليه السلام).
11684/ «2» - ثم قال علي بن إبراهيم: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا يحيى بن زكريا، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله تعالى: فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى* لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى*
(1)- تفسير القمي 2: 425.
(2)- تفسير القمي 2: 426.
البرهان فى تفسير القرآن، ج5، ص: 678
الَّذِي كَذَّبَ وَ تَوَلَّى ، قال: «في جهنم واد فيه نار لا يصلها إلا الأشقى، أي فلان الذي كذب رسول الله (صلى الله عليه و آله) في علي (عليه السلام) و تولى عن ولايته». ثم قال (عليه السلام): «النيران بعضها دون بعض، فما كان من نار هذا الوادي فللنصاب».
11685/ «3» - و عنه، قال: أخبرنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الحضيني، عن خالد بن يزيد، عن عبد الأعلى، عن أبي الخطاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى* وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى ، قال: «بالولاية» فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى* وَ أَمَّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنى* وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنى ، قال: «بالولاية» فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى .
11686/ «4» - عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: سمعته يقول في تفسير وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى ، قال: «إن رجلا [من الأنصار] كان لرجل في حائطه نخلة، و كان يضربه، فشكا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فدعاه، فقال: أعطني نخلتك بنخلة في الجنة، فأبى، فسمع ذلك رجل من الأنصار يكنى أبا الدحداح، فجاء إلى صاحب النخلة، فقال: بعني نخلتك بحائطي، فباعه، فجاء إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فقال: يا رسول الله، قد اشتريت نخلة فلان بحائطي، قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله): فلك بدلها نخلة في الجنة، فأنزل الله تعالى على نبيه (صلوات الله عليه): وَ ما خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى* إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى* فَأَمَّا مَنْ أَعْطى يعني النخلة وَ اتَّقى* وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى ، هو ما عند «1» رسول الله (صلى الله عليه و آله) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى إلى قوله: تَرَدَّى ».
11687/ «5» - و عنه: عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: قلت: قول الله تبارك و تعالى: إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى ؟ قال: «إن الله يهدي من يشاء، و يضل من يشاء».
فقلت له: أصلحك الله، إن قوما من أصحابنا يزعمون أن المعرفة مكتسبة، و إنهم إن ينظروا من وجه النظر أدركوا؟ فأنكر ذلك، فقال: «ما لهؤلاء القوم لا يكتسبون الخير لأنفسهم، ليس أحد من الناس إلا و يحب أن يكون خيرا ممن هو خير منه، هؤلاء بنو هاشم موضعهم موضعهم، و قرابتهم قرابتهم، و هم أحق بهذا الأمر منكم، أفترى أنهم لا ينظرون لأنفسهم، و قد عرفتم و لم يعرفوا! قال أبو جعفر (عليه السلام): لو استطاع الناس لأحبونا».
11688/ «6» - محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مهران بن محمد، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى* وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى :
«بأن الله تعالى يعطي بالواحدة عشرة إلى مائة ألف فما زاد فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى قال: لا يريد شيئا من الخير، إلا
(3)- تفسير القمّي 2: 426.
(4)- قرب الاسناد: 156.
(5)- قرب الاسناد: 156.
(6)- الكافي 4: 46/ 5.