کتابخانه تفاسیر
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 172
و يقرأ أصارهم، على الجمع؛ لاختلاف أنواع الثقل الذي كان عليهم، و لذلك جمع الأغلال.
وَ عَزَّرُوهُ - بالتشديد و التخفيف، و قد ذكر في المائدة.
158- الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ : في موضع نصب بإضمار أعني، أو في موضع رفع على إضمار هو، و يبعد أن يكون صفة لله، أو بدلا منه؛ لما فيه من الفصل بينهما بإليكم و حاله، و هو متعلّق برسول.
160- وَ قَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ : فيه وجهان:
أحدهما- أن قطّعنا بمعنى صيّرنا، فيكون «اثنتي عشرة» مفعولا ثانيا.
و الثاني- أن يكون حالا؛ أي فرّقناهم فرقا.
و عَشْرَةَ - بسكون الشين و كسرها و فتحها لغات قد قرئ بها.
و أَسْباطاً : بدل من اثنتي عشرة، لا تمييز؛ لأنه جمع.
و أُمَماً : نعت لأسباط، أو بدل بعد بدل، و أنّث اثنتي عشرة؛ لأنّ التقدير: اثنتي عشرة أمّة.
أَنِ اضْرِبْ : يجوز أن تكون مصدرية؛ و أن تكون بمعنى أي.
161- حِطَّةٌ : هو مثل الذي في البقرة. و نَغْفِرْ لَكُمْ : قد ذكر في البقرة ما يدلّ على ما هاهنا.
163- عَنِ الْقَرْيَةِ : أي عن خبر القرية.
و هذا المحذوف هو الناصب للظّرف الذي هو قوله:
و قيل: هو ظرف لحاضرة؛ و جوّز ذلك أنها كانت موجودة في ذلك الوقت ثم خربت.
و يعدون؛ خفيف؛ و يقرأ بالتشديد و الفتح، و الأصل يعتدون، و قد ذكر نظيره في «يخصف.
إِذْ تَأْتِيهِمْ : ظرف ل «يعدون».
حِيتانُهُمْ : جمع حوت، أبدلت الواو ياء لسكونها و انكسار ما قبلها.
شُرَّعاً : حال من الحيتان.
وَ يَوْمَ لا يَسْبِتُونَ : ظرف لقوله: «لا تَأْتِيهِمْ» .
164- مَعْذِرَةً : يقرأ بالرفع، أي موعظتنا معذرة. و بالنصب على المفعول له؛ أي وعظنا للمعذرة.
و قيل: هو مصدر؛ أي نعتذر معذرة.
165- بِعَذابٍ بَئِيسٍ : يقرأ بفتح الباء و كسر الهمزة و ياء ساكنة بعدها. و فيه وجهان: أحدهما- هو نعت للعذاب، مثل شديد.
و الثاني- هو مصدر، مثل النذير، و التقدير:
بعذاب ذي بأس؛ أي ذي شدّة.
و يقرأ كذلك إلا أنه بتخفيف الهمزة و تقريبها من الياء.
و يقرأ بفتح الباء و همزة مكسورة لا ياء بعدها.
و فيه وجهان:
أحدهما- هو صفة، مثل قلق و حنق.
و الثاني- هو منقول من بئس الموضوعة للذم إلى الوصف.
و يقرأ كذلك إلا أنه بكسر الباء اتباعا.
و يقرأ بكسر الباء و سكون الهمزة، و أصلها فتح الباء و كسر الهمزة، فكسر الباء اتباعا؛ و سكن الهمزة تخفيفا.
و يقرأ كذلك إلا أنّ مكان الهمزة ياء ساكنة، و ذلك تخفيف، كما تقول في ذئب ذيب.
و يقرأ بفتح الباء و كسر الياء، و أصلها همزة مكسورة أبدلت ياء.
و يقرأ بياءين على فيعال.
و يقرأ «بيس»- بفتح الباء و الياء من غير همز؛ و أصله ياء ساكنة و همزة مفتوحة؛ إلا أنّ حركة الهمزة ألقيت على الياء، و لم تقلب الياء ألفا لأنّ حركتها عارضة.
و يقرأ «بيأس» مثل ضيغم.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 173
و يقرأ بفتح الباء و كسر الياء و تشديدها، مثل سيد و ميت؛ و هو ضعيف؛ إذ ليس في الكلام مثله من الهمزة.
و يقرأ «بأيس»- بفتح الباء و سكون الهمزة و فتح الياء، و هو بعيد إذ ليس في الكلام فعيل.
و يقرأ كذلك إلا أنه بكسر الباء، مثل عثير و حذيم.
167- تَأَذَّنَ : هو بمعنى أذّن؛ أي أعلم.
إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ : يتعلق بتأذّن، أو يبعث؛ و هو الأوجه؛ و لا يتعلق ب «يَسُومُهُمْ» ؛ لأن الصلة أو الصفة لا تعمل فيما قبلها.
168- وَ قَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً :
مفعول ثان. أو حال.
مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ : صفة لأمم، أو بدل منه.
و دُونَ ذلِكَ : ظرف، أو خبر على ما ذكرنا في قوله: «لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ» .
169- وَرِثُوا الْكِتابَ : نعت لخلف.
يَأْخُذُونَ : حال من الضمير في ورثوا.
وَ دَرَسُوا : معطوف على «وَرِثُوا» . و قوله:
«أَ لَمْ يُؤْخَذْ» معترض بينهما.
و يقرأ: ادّارسوا، و هو مثل: ادّاركوا فيها. و قد ذكر.
170- وَ الَّذِينَ يُمَسِّكُونَ : مبتدأ، و الخبر «إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ» ، و التقدير: منهم. و إن شئت قلت: إنه وضع الظاهر موضع المضمر؛ أي لا نضيع أجرهم.
و إن شئت قلت لما كان الصالحون جنسا و المبتدأ واحدا منه استغنيت عن ضمير.
و يمسّكون- بالتشديد، و الماضي منه مسّك.
و يقرأ بالتخفيف من أمسك؛ و معنى القراءتين تمسك بالكتاب؛ أي عمل به و الكتاب جنس.
171- وَ إِذْ نَتَقْنَا : أي أذكر إذ ...
و فَوْقَهُمْ : ظرف لنتقنا، أو حال من الجبل غير مؤكدة؛ لأن رفع الجبل فوقهم تخصيص له ببعض جهات العلوّ.
كَأَنَّهُ : الجملة حال من الجبل أيضا.
وَ ظَنُّوا : مستأنف. و يجوز أن يكون معطوفا على نتقنا؛ فيكون موضعه جرّا؛ و يجوز أن يكون حالا، «و قد» معه مرادة.
خُذُوا ما آتَيْناكُمْ : قد ذكر في البقرة.
172- وَ إِذْ أَخَذَ : أي و اذكر.
مِنْ ظُهُورِهِمْ : بدل من بني آدم؛ أي من ظهور بني آدم، و أعاد حرف الجرّ مع البدل، و هو بدل الاشتمال.
أَنْ تَقُولُوا : بالياء و التاء، و هو مفعول له؛ أي مخافة أن تقولوا، و كذلك: «أَوْ تَقُولُوا ...» . 176- إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ : الكلام كلّه حال من الكلب، تقديره: يشبه الكلب لاهثا في كل حال.
177- ساءَ : هو بمعنى بئس، و فاعله مضمر؛ أي ساء المثل.
و مَثَلًا : مفسّر «الْقَوْمُ» ؛ أي مثل القوم؛ لا بد من هذا التقدير؛ لأنّ المخصوص بالذم من جنس فاعل بئس، و الفاعل المثل، و القوم ليس من جنس المثل؛ فلزم أن يكون التقدير مثل القوم، فحذفه، و أقام القوم مقامه.
179- لِجَهَنَّمَ : يجوز أن يتعلّق بذرأنا؛ و أن يتعلّق بمحذوف على أن يكون حالا من «كَثِيراً» ؛ أي كثيرا لجهنّم.
و مِنَ الْجِنِ : نعت لكثير.
لَهُمْ قُلُوبٌ : نعت لكثير أيضا.
180- الْأَسْماءُ الْحُسْنى : الحسنى صفة مفردة لموصوف مجموع؛ و أنّث لتأنيث الجمع.
يُلْحِدُونَ : يقرأ بضم الياء و كسر الحاء، و ماضيه ألحد؛ و بفتح الياء و الحاء و ماضيه لحد؛ و هما لغتان.
181- وَ مِمَّنْ خَلَقْنا : نكرة موصوفة، أو بمعنى الذي.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 174
182- وَ الَّذِينَ كَذَّبُوا : مبتدأ، و سَنَسْتَدْرِجُهُمْ : الخبر.
و يجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف فسّره المذكور؛ أي سنستدرج الذين.
183- وَ أُمْلِي : خبر مبتدأ محذوف؛ أي و أنا أملي. و يجوز أن يكون معطوفا على نستدرج، و أن يكون مستأنفا.
184- ما بِصاحِبِهِمْ : في «ما» وجهان:
أحدهما- نافية، و في الكلام حذف، تقديره:
أو لم يتفكروا في قولهم به جنّة.
و الثاني- أنها استفهام؛ أي أو لم يتفكروا أي شيء بصاحبهم من الجنون مع انتظام أقواله و أفعاله.
و قيل: هي بمعنى الذي؛ و على هذا يكون الكلام خرج عن زعمهم.
185- وَ أَنْ عَسى : يجوز أن تكون المخفّفة من الثقيلة، و أن تكون مصدرية؛ و على كلا الوجهين هي في موضع جرّ عطفا على ملكوت.
و أَنْ يَكُونَ : فاعل عسى، و أما اسم يكون فمضمر فيها، و هو ضمير الشان.
و قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ : في موضع نصب خبر كان. و الهاء في «بَعْدَهُ» ضمير القرآن. 186- فَلا هادِيَ :
في موضع جزم على جواب الشرط.
وَ يَذَرُهُمْ : بالرفع على الاستئناف، و بالجزم عطفا على موضع: «فلا هادى».
و قيل: سكنت لتوالي الحركات.
187- أَيَّانَ :
اسم مبنيّ لتضمّنه حرف الاستفهام بمعنى متى، و هو خبر ل «مُرْساها» . و الجملة في موضع جرّ بدلا من الساعة، تقديره: يسألونك عن زمان حلول الساعة.
و مُرْساها : مفعل من أرسى، و هو مصدر مثل المدخل و المخرج، بمعنى الإدخال و الإخراج؛ أي متى أرساها.
إِنَّما عِلْمُها : المصدر مضاف إلى المفعول، و هو مبتدأ؛ و عِنْدَ : الخبر.
ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ ؛ أي ثقلت على أهل السموات و الأرض؛ أي تثقل عند وجودها.
و قيل التقدير: ثقل علمها على أهل السموات.
حَفِيٌّ عَنْها : فيه وجهان:
أحدهما- تقديره: يسألونك عنها كأنك حفيّ، أي معنىّ بطلبها؛ فقدّم و أخّر.
و الثاني- أنّ «عن» بمعنى الباء؛ أي حفيّ بها، و كَأَنَّكَ حال من المفعول.
و حفيّ بمعنى محفوّ. و يجوز أن يكون فعيلا بمعنى فاعل.
188- لِنَفْسِي : يتعلّق بأملك، أو حال من نفع.
إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ : استثناء من الجنس.
لِقَوْمٍ : يتعلّق ببشير عند البصريين، و بنذير عند الكوفيين.
189- فَمَرَّتْ بِهِ : يقرأ بتشديد الراء من المرور. و مارت- بالألف و تخفيف الراء من المور، و هو الذهاب و المجيء. 190- جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ : يقرأ بالمدّ على الجمع؛ و شركا- بكسر الشين و سكون الراء و التنوين، و فيه وجهان:
أحدهما- تقديره: جعلا لغيره شركا؛ أي نصيبا.
و الثاني- جعلا له ذا شرك؛ فحذف في الموضعين المضاف.
193- أَ دَعَوْتُمُوهُمْ : قد ذكر في قوله:
«سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ» .
و أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ : جملة اسمية في موضع الفعلية، و التقدير: أ دعوتموهم أم صمتّم؟
194- إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ : الجمهور على تشديد النون، و عِبادٌ خبر إن.
و أَمْثالُكُمْ : نعت له و العائد محذوف؛ أي تدعونهم.
و يقرأ «عبادا»، و هو حال من العائد المحذوف، و «أمثالكم» الخبر.
و يقرأ إِنَ بالتخفيف، و هي بمعنى «ما»، و عبادا خبرها.
و أمثالكم: يقرأ بالنصب نعتا لعبادا. و قد قرئ أيضا «أمثالكم»- بالرفع على أن يكون «عبادا» حالا من العائد المحذوف، و أمثالكم الخبر، و إن بمعنى «ما» لا تعمل عند سيبويه و تعمل عند المبرد.
195- قُلِ ادْعُوا : يقرأ بضم اللام و كسرها، و قد ذكرنا ذلك في قوله: «فَمَنِ اضْطُرَّ» .
196- إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ : الجمهور على تشديد الياء الأولى و فتح الثانية، و هو الأصل.
و يقرأ بحذف الثانية في اللفظ لسكونها و سكون ما بعدها.
و يقرأ بفتح الياء الأولى و لا ياء بعدها؛ و حذف الثانية من اللفظ تخفيفا.
201- طيف: يقرأ بتخفيف الياء. و فيه وجهان:
أحدهما- أصله طيّف، مثل ميّت، فخفّف.
و الثاني- أنه مصدر طاف يطيف، إذا أحاط بالشيء. و قيل: هو مصدر يطوف، قلبت الواو ياء و إن كانت ساكنة، كما قلبت في أيد؛ و هو بعيد.
و يقرأ طائف، على فاعل.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 175
202- يَمُدُّونَهُمْ : بفتح الياء و ضمّ الميم من مدّ يمد، مثل قوله: «وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ» .
و يقرأ بضمّ الباء و كسر الميم، من أمده إمدادا.
فِي الغَيِ : يجوز أن يتعلق بالفعل المذكور؛ و يجوز أن يكون حالا من ضمير المفعول، أو من ضمير الفاعل.
204- فَاسْتَمِعُوا لَهُ : يجوز أن تكون اللام بمعنى لله؛ أي لأجله؛ و يجوز أن تكون زائدة؛ أي فاستمعوه، و يجوز أن تكون بمعنى إلى.
205- تَضَرُّعاً وَ خِيفَةً : مصدران في موضع الحال.
و قيل: هو مصدر لفعل من غير المذكور؛ بل من معناه.
وَ دُونَ الْجَهْرِ : معطوف على تضرّع، و التقدير: مقتصدين.
بِالْغُدُوِّ : متعلق باذكر.
وَ الْآصالِ : جمع الجمع؛ لأن الواحد أصيل، و فعيل لا يجمع على أفعال؛ بل على فعل، ثم فعل على أفعال، و الأصل أصيل، و أصل، ثم آصال.
و يقرأ شاذا: و الإيصال- بكسر الهمزة و ياء بعدها، و هو مصدر آصلنا إذا دخلنا في الأصيل.
سورة الأنفال
1- عَنِ الْأَنْفالِ : الجمهور على إظهار النون.
و يقرأ بإدغامها في اللام، و قد ذكر في قوله: «عَنِ الْأَهِلَّةِ» .
و ذاتَ بَيْنِكُمْ : قد ذكر في آل عمران عند قوله: «بِذاتِ الصُّدُورِ» .
2- وَجِلَتْ : مستقبله توجل- بفتح التاء و سكون الواو، و هي اللغة الجيدة؛ و منهم من يقلب الواو ألفا تخفيفا، و منهم من يقلبها ياء بعد كسر التاء، و هو على لغة من كسر حرف المضارعة، و انقلبت الواو ياء لسكونها و انكسار ما قبلها؛ و منهم من يفتح التاء مع سكون الياء، فتركّب من اللغتين لغة ثالثة، فيفتح الأول على اللغة الفاشية، و تقلب الواو ياء على الأخرى.
وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ : يجوز أن تكون الجملة حالا من ضمير المفعول في «زادَتْهُمْ» ، و يجوز أن يكون مستأنفا.
4- حَقًّا : قد ذكر مثله في النساء.
و عِنْدَ رَبِّهِمْ : ظرف، و العامل فيه الاستقرار؛ و يجوز أن يكون العامل فيه درجات؛ لأن المراد به الأجور. 5- كَما أَخْرَجَكَ : في موضع الكاف أوجه:
أحدها- أنها صفة لمصدر محذوف، ثمّ في ذلك المصدر أوجه: تقديره: ثابتة لله ثبوتا كما أخرجك.
و الثاني- و أصلحوا ذات بينكم إصلاحا كما أخرجك، و في هذا رجوع من خطاب الجمع إلى خطاب الواحد.
و الثالث- تقديره: و أطيعوا الله طاعة كما أخرجك، و المعنى: طاعة محقّقة.
و الرابع- تقديره: يتوكلون توكّلا كما أخرجك.
و الخامس- هو صفة لحق، تقديره: أولئك هم المؤمنون حقّا مثل ما أخرجك.
و السادس- تقديره: يجادلونك جدالا كما أخرجك.
و السابع- تقديره: و هم كارهون كراهية كما أخرجك؛ أي ككراهيتهم، أو كراهيتك لإخراجك.
و قد ذهب قوم إلى أن الكاف بمعنى الواو التي للقسم، و هو بعيد.
و «ما» مصدرية، و «بِالْحَقِّ» حال، و قد ذكر نظائره.
وَ إِنَّ فَرِيقاً : الواو هنا واو الحال.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 176
7- وَ إِذْ يَعِدُكُمُ : إذ في موضع نصب؛ أي و اذكروا؛ و الجمهور على ضم الدال؛ و منهم من يسكّنها تخفيفا لتوالى الحركات.
و إِحْدَى : مفعول ثان.
و أَنَّها لَكُمْ : في موضع نصب بدلا من إحدى بدل الاشتمال، و التقدير: و إذ يعدكم الله ملكة إحدى الطائفتين.
9- إِذْ تَسْتَغِيثُونَ : يجوز أن يكون بدلا من «إذ» الأولى، و أن يكون التقدير: اذكروا؛ و يجوز أن يكون ظرفا لتودّون.
بِأَلْفٍ : الجمهور على إفراد لفظة الألف.
و يقرأ بألف على أفعل مثل أفلس، و هو معنى قوله: «بِخَمْسَةِ آلافٍ» .
مُرْدِفِينَ : يقرأ بضمّ الميم و كسر الدال و إسكان الراء، و فعله أردف، و المفعول محذوف؛ أي مردفين أمثالهم.
و يقرأ بفتح الدال على ما لم يسمّ فاعله؛ أي أردفوا بأمثالهم.
و يجوز أن يكون المردفون من جاء بعد الأوائل، أي جعلوا ردفا للأوائل. و يقرأ بضمّ الميم و كسر الدال و تشديدها، و على هذا في الراء ثلاثة أوجه:
الفتح و أصلها مرتدفين، فنقلت حركة التاء إلى الراء، و أبدلت دالا ليصحّ إدغامها في الدال، و كان تغيير التاء أولى لأنها مهموسة و الدال مجهورة؛ و تغيير الضعيف إلى القويّ أولى.
و الثاني- كسر الراء على إتباعها لكسرة الدال، أو على الأصل في التقاء الساكنين.
و الثالث- الضمّ اتباعا لضمّة الميم.
و يقرأ بكسر الميم و الراء على إتباع الميم راء.
و قيل من قرأ بفتح الراء و تشديد الدال فهو من ردّف بتضعيف العين للتكثير، أو أن التشديد بدل من الهمزة كأفرجته. و فرّجته.
10- وَ ما جَعَلَهُ اللَّهُ : الهاء هنا مثل الهاء التي في آل عمران.
11- إِذْ يُغَشِّيكُمُ : «إذ» مثل «إِذْ تَسْتَغِيثُونَ» ؛ و يجوز أن يكون ظرفا لما دلّ عليه «عَزِيزٌ حَكِيمٌ» .
و يقرأ: «يغشاكم»- بالتخفيف و الألف.
و «النُّعاسَ» فاعله.
و يقرأ بضمّ الياء و كسر الشين و ياء بعدها، و النعاس بالنصب؛ أي يغشيكم الله النعاس.
و يقرأ كذلك إلا أنه بتشديد الشين.
و أَمَنَةً : مذكور في آل عمران.
ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ : الجمهور على المدّ، و الجار و المجرور صفة له.
و يقرأ شاذّا بالقصر، و هي بمعنى الذي.
رِجْزَ الشَّيْطانِ : الجمهور على الزاي، و يراد به هنا الوسواس. و جاز أن يسمى رجزا؛ لأنه سبب للرجز، و هو العذاب. و قرئ بالسين، و أصل الرجس الشيء القذر؛ فجعل ما يقضي إلى العذاب رجسا استقذارا له.
12- فَوْقَ الْأَعْناقِ : هو ظرف لا ضربوا، و فوق العنق الرّأس.
و قيل: هو مفعول به. و قيل: فوق: زائدة.
مِنْهُمْ : حال من «كُلَّ بَنانٍ» ؛ أي كلّ بنان كائنا منهم.
و يضعف أن يكون حالا من بنان؛ إذ فيه تقديم حال المضاف إليه على المضاف.
13- ذلِكَ : أي الأمر. و قيل: ذلك مبتدأ.
و بِأَنَّهُمْ : الخبر؛ أي ذلك مستحق بشقاقهم.
وَ مَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ : إنما لم يدغم؛ لأنّ القاف الثانية ساكنة في الأصل و حركتها هنا لالتقاء الساكنين؛ فهي غير معتدّ بها.
14- ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ ؛ أي الأمر ذلكم، أو ذلكم واقع، أو مستحقّ.
و يجوز أن يكون في موضع نصب؛ أي ذوقوا ذلكم، و جعل الفعل الذي بعده مفسّرا له.
و الأحسن أن يكون التقدير: باشروا ذلكم فذوقوه؛ لتكون الفاء عاطفة.
وَ أَنَّ لِلْكافِرِينَ ؛ أي و الأمر أنّ للكافرين.
15- زَحْفاً : مصدر في موضع الحال.
و قيل: هو مصدر للحال المحذوفة؛ أي تزحفون زحفا.
و الْأَدْبارَ : مفعول ثان لتولّوهم.
16- مُتَحَرِّفاً ، أَوْ مُتَحَيِّزاً : حالان من ضمير الفعل في يولّهم.
18- ذلِكُمْ ؛ أي الأمر ذلكم؛ وَ الأمر أَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ - بتشديد الهاء و تخفيفها، و بالإضافة و التنوين؛ و هو ظاهر.
19- وَ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ : يقرأ بالكسر على الاستئناف، و بالفتح على تقدير: و الأمر أنّ الله مع المؤمنين.
22- إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُ : إنما جمع الصمّ و هو خبر «شرّ»؛ لأنّ شرّا هنا يراد به الكثرة، فجمع الخبر على المعنى، و لو قال الأصم لكان الإفراد على اللّفظ؛ و المعنى على الجمع.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 177
25- لا تُصِيبَنَ :
فيها ثلاثة أوجه:
أحدها- أنه مستأنف، و هو جواب قسم محذوف؛ أي و الله لا تصيبنّ الّذين ظلموا خاصة، بل تعمّ.
و الثاني- أنه نهي، و الكلام محمول على المعنى؛ كما تقول:
لا أرينّك هاهنا؛ أي لا تكن هاهنا، فإن من يكون هاهنا أراه.
و كذلك المعنى هنا؛ إذ المعنى: لا تدخلوا في الفتنة، فإن من يدخل فيها تنزل به عقوبة عامة.
و الثالث- أنه جواب الأمر، و أكّد بالنون مبالغة، و هو ضعيف، لأنّ جواب الشرط متردّد، فلا يليق به التوكيد.
و قرئ في الشاذ:
«لتصيبنّ»- بغير ألف قال ابن جني: الأشبه أن تكون الألف محذوفة كما حذفت في أم و الله. و قيل في قراءة الجماعة: إنّ الجملة صفة لفتنة، و دخلت النون على المنفي في القسم على الشذوذ.
26- تَخافُونَ : يجوز أن يكون في موضع رفع صفة كالذي قبله؛ أي خائفون.
و يجوز أن يكون حالا من الضمير في «مُسْتَضْعَفُونَ» .
27- وَ تَخُونُوا أَماناتِكُمْ : يجوز أن يكون مجزوما عطفا على الفعل الأول، و أن يكون نصبا على الجواب بالواو.
30- وَ إِذْ يَمْكُرُ : هو معطوف على: «وَ اذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ ...» .
32- هُوَ الْحَقَ : القراءة المشهورة بالنصب، «و هو» هاهنا فصل.
و يقرأ بالرفع على أنّ «هو» مبتدأ، و «الحقّ» خبره، و الجملة خبر كان.
و مِنْ عِنْدِكَ : حال من معنى الحق؛ أي الثابت من عندك.
مِنَ السَّماءِ : يجوز أن يتعلّق بأمطر، و أن يكون صفة لحجارة.
34- أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ ؛ أي في أن لا يعذبهم؛ فهو في موضع نصب، أو جرّ على الاختلاف. و قيل هو حال؛ و هو بعيد؛ لأن «أن» تخلّص الفعل للاستقبال.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 178
35- وَ ما كانَ صَلاتُهُمْ : الجمهور على رفع الصلاة و نصب المكاء، و هو ظاهر.
و قرأ الأعمش بالعكس؛ و هي ضعيفة، و وجهها: أنّ المكاء و الصلاة مصدران، و المصدر جنس، و معرفة الجنس قريبة من نكرته، و نكرته قريبة من معرفته ألا ترى أنه لا فرق بين خرجت فإذا الأسد، أو فإذا أسد؛ و يقوّي ذلك أنّ الكلام قد دخله النّفي و الإثبات، و قد يحسن في ذلك ما لا يحسن في الإثبات المحض؛ ألا ترى أنه لا يحسن: كان رجل خيرا منك، و يحسن ما كان رجل إلا خيرا منك؟
و همزة المكاء مبدلة من واو، لقولهم: مكا يمكو.
و الأصل في التصدية؛ تصددة؛ لأنه من الصد؛ فأبدلت الدال الأخيرة ياء لثقل التضعيف.
و قيل: هي أصل، و هو من الصّدى الذي هو الصوت.
37- لِيَمِيزَ : يقرأ بالتشديد و التخفيف، و قد ذكر في آل عمران.
و بَعْضَهُ : بدل من الخبيث بدل البعض؛ أي بعض الخبيث على بعض.
وَ يَجْعَلَ هنا متعدّية إلى مفعول بنفسها، و إلى الثاني بحرف الجر. و قيل: الجار و المجرور حال، تقديره: و يجعل بعض الخبيث عاليا على بعض.
40- نِعْمَ الْمَوْلى :
المخصوص بالمدح محذوف؛ أي نعم المولى الله سبحانه.
41- أَنَّما غَنِمْتُمْ :
«ما»: بمعنى الذي، و العائد محذوف.
و مِنْ شَيْءٍ : حال من العائد المحذوف، تقديره:
ما غنمتموه قليلا أو كثيرا.
فَأَنَّ لِلَّهِ : يقرأ بفتح الهمزة. و في الفاء وجهان:
أحدهما- أنها دخلت في خبر «الذي» لما في الذي من معنى المجازاة، و «أن» و ما عملت فيه في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف، تقديره:
فالحكم أنّ لله خمسه.
و الثاني- أنّ الفاء زائدة، و «أن» بدل من الأولى.
و قيل: «ما» مصدرية، و المصدر بمعنى المفعول؛ أي و اعلموا أن غنيمتكم؛ أي مغنومكم.
و يقرأ بكسر الهمزة في «إن» الثانية على أن تكون «إن» و ما عملت فيه مبتدأ و خبرا في موضع خبر الأولى.
و الخمس- بضم الميم و سكونها لغتان قد قرئ بهما.
يَوْمَ الْفُرْقانِ : ظرف لأنزلنا، أو لآمنتم.
يَوْمَ الْتَقَى : بدل من يوم الأوّل.
و يجوز أن يكون ظرفا للفرقان؛ لأنه مصدر بمعنى التّفريق.
42- إِذْ أَنْتُمْ : «إذ» بدل من يوم أيضا.
و يجوز أن يكون التقدير: اذكروا إذ أنتم.
و يجوز أن يكون ظرفا لقدير.
و العدوة- بالضم و الكسر لغتان قد قرئ بهما.
الْقُصْوى - بالواو، و هي خارجة على الأصل، و أصلها من الواو. و قياس الاستعمال أن تكون القصيا؛ لأنه صفة كالدنيا و العليا، و فعلى إذا كانت صفة قلبت واوها ياء فرقا بين الاسم و الصفة. وَ الرَّكْبُ : جمع راكب في المعنى، و ليس بجمع في اللفظ؛ و لذلك تقول في التصغير: ركيب، كما تقول فريخ.
و أَسْفَلَ مِنْكُمْ : ظرف؛ أي و الرّكب في مكان أسفل منكم؛ أي أشدّ تسفّلا، و الجملة حال من الظرف الذي قبله.
و يجوز أن تكون في موضع رفع عطفا على أنتم؛ أي و إذ الركب أسفل منكم.
لِيَقْضِيَ اللَّهُ : أي فعل ذلك ليقضي.
لِيَهْلِكَ : يجوز أن يكون بدلا من ليقضي بإعادة الحرف، و أن يكون متعلقا بيقضي، أو ب «مَفْعُولًا» .
مَنْ هَلَكَ : الماضي هنا بمعنى المستقبل.
و يجوز أن يكون المعنى؛ ليهلك بعذاب الآخرة من هلك في الدنيا منهم بالقتل.
مَنْ حَيَ : يقرأ بتشديد الياء و هو الأصل؛ لأنّ الحرفين متماثلان متحركان؛ فهو مثل شدّ و مدّ، و منه قول عبيد:
عيّوا بأمرهم كما
عيّت ببيضتها الحمامه
و يقرأ بالإظهار؛ و فيه وجهان:
أحدهما- أنّ الماضي حمل على المستقبل و هو يحيا، فكما لم يدغم في المستقبل لم يدغم في الماضي، و ليس كذلك شدّ و مدّ؛ فإنه يدغم فيهما جميعا.
و الوجه الثاني- أنّ حركة الحرفين مختلفة؛ فالأولى مكسورة و الثانية مفتوحة، و اختلاف الحركتين كاختلاف الحرفين؛ و لذلك أجازوا في الاختيار: لححت عينه؛ و ضبب البلد، إذا كثر ضبّه.
و يقوّي ذلك أنّ الحركة الثانية عارضة؛ فكأنّ الياء الثانية ساكنة، و لو سكنت لم يلزم الإدغام؛ و كذلك إذا كانت في تقدير الساكن، و الياءان أصل، و ليست الثانية بدلا من واو، فأمّا الحيوان فالواو فيه بدل من الياء، و أما الحواء فليس من لفظ الحيّة، بل من حوى يحوي، إذا جمع.
و عَنْ بَيِّنَةٍ : في الموضعين يتعلّق بالفعل الأول.
43- إِذْ يُرِيكَهُمُ : أي اذكروا؛ و يجوز أن يكون ظرفا لعليم.