کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

التبيان فى اعراب القرآن

خطبة الكتاب إعراب الاستعاذة سورة البقرة سورة آل عمران سورة النساء سورة المائدة سورة الأنعام سورة الأعراف سورة الأنفال سورة التوبة سورة يونس سورة هود سورة يوسف سورة الرعد سورة إبراهيم سورة الحجر سورة النحل سورة الإسراء سورة الكهف سورة مريم سورة طه سورة الأنبياء سورة الحج سورة المؤمنون سورة النور سورة الفرقان سورة الشعراء سورة النمل سورة القصص سورة العنكبوت سورة الروم سورة لقمان سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ سورة فاطر سورة يس سورة الصافات سورة ص سورة الزمر سورة غافر سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقون سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح عليه السلام سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الانشراح سورة التين سورة العلق سورة القدر سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة المسد سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس المحتويات

التبيان فى اعراب القرآن


صفحه قبل

التبيان فى اعراب القرآن، ص: 195

يَتَعارَفُونَ‏ : حال أخرى، و العامل فيها «يحشرهم»؛ و هي حال مقدرة؛ لأنّ التعارف لا يكون حال الحشر.

قَدْ خَسِرَ : يجوز أن يكون مستأنفا؛ و يجوز أن يكون التقدير: يقولون: قد خسر، و المحذوف حال من الضمير في يتعارفون.

46- ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ : «ثم» هاهنا غير مقتضية ترتيبا في المعنى، و إنّما رتبت الأخبار بعضها على بعض، كقولك زيد عالم، ثم هو كريم.

50- ما ذا يَسْتَعْجِلُ‏ : قد ذكرنا في «ماذا» في البقرة عند قوله تعالى: «ما ذا يُنْفِقُونَ» قولين، و هما مقولان هاهنا.

و قيل فيها قول ثالث؛ و هو أن تكون «ماذا» اسما واحدا مبتدأ، و «يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ» الخبر، و قد ضعّف ذلك من حيث إنّ الخبر هاهنا جملة من فعل و فاعل، و لا ضمير فيه يعود على المبتدأ.

و ردّ هذا القول بأنّ العائد الهاء في «منه»، فهو كقولك: زيد أخذت منه درهما.

51- آلْآنَ‏ : فيها كلام قد ذكر مثله في البقرة، و الناصب لها محذوف، تقديره: آمنتم الآن.

53- أَ حَقٌّ هُوَ : مبتدأ، و «هو» مرفوع به؛ و يجوز أن يكون «هو» مبتدأ، و «أ حقّ» الخبر، و موضع الجملة نصب بيستنبئونك.

و إِي‏ : بمعنى نعم.

54- وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ : مستأنف؛ و هو حكاية ما يكون في الآخرة.

و قيل: هو بمعنى المستقبل. و قيل: قد كان ذلك في الدنيا.

57- وَ شِفاءٌ : هو مصدر في معنى الفاعل؛ أي و شاف.

و قيل: هو في معنى المفعول؛ أي المشفيّ به.

58- فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا : الفاء الأولى مرتبطة بما قبلها، و الثانية بفعل محذوف؛ تقديره:

فليعجبوا بذلك فليفرحوا، كقولهم: زيدا فاضربه؛ أي تعمّد زيدا فاضربه.

و قيل الفاء الأولى زائدة.

و الجمهور على الياء، و هو أمر للغائب؛ و هو رجوع من الخطاب إلى الغيبة.

و يقرأ بالتاء على الخطاب كالذي قبله.

59- أَ رَأَيْتُمْ‏ : قد ذكر في الأنعام.

اللَّهُ‏ مثل: «الذكرين»، و قد ذكر في الأنعام. 61- فِي شَأْنٍ‏ : خبر كان.

وَ ما تَتْلُوا : ما نافية؛ و مِنْهُ‏ ؛ أي من الشأن؛ أي من أجله، و مِنْ قُرْآنٍ‏ : مفعول تتلو، و من زائدة.

إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ‏ : ظرف ل «شهودا».

مِنْ مِثْقالِ‏ : في موضع رفع بيعزب، و يعزب- بضم الزاي و كسرها لغتان، و قد قرئ بهما.

وَ لا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرَ : بفتح الراء في موضع جرّ صفة ل «ذَرَّةٍ» ، أو ل «مثقال» على اللفظ.

و يقرآن بالرفع حملا على موضع من مثقال. و الذي في سبأ يذكر في موضعه إن شاء الله تعالى.

إِلَّا فِي كِتابٍ‏ : أي إلا هو في كتاب، و الاستثناء منقطع.

63- الَّذِينَ آمَنُوا : يجوز أن يكون مبتدأ، و خبره‏ لَهُمُ الْبُشْرى‏ ؛ و يجوز أن يكون خبرا ثانيا لإنّ، أو خبر ابتداء محذوف؛ أي هم الذين. و يجوز أن يكون منصوبا بإضمار أعني، أو صفة لأولياء بعد الخبر.

و قيل: يجوز أن يكون في موضع جرّ بدلا من الهاء و الميم في‏ «عَلَيْهِمْ» .

فِي الْحَياةِ الدُّنْيا : يجوز أن تتعلق «في» بالبشرى، و أن تكون حالا منها، و العامل الاستقرار.

التبيان فى اعراب القرآن، ص: 196

و لا تَبْدِيلَ‏ : مستأنف.

65- إِنَّ الْعِزَّةَ : هو مستأنف، و الوقف على ما قبله.

66- وَ ما يَتَّبِعُ‏ : فيه وجهان:

أحدهما- هي نافية، و مفعول يتّبع محذوف دلّ عليه قوله: «إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ» .

و شُرَكاءَ : مفعول‏ «يَدْعُونَ» ؛ و لا يجوز أن يكون مفعول «يتّبعون»؛ لأنّ المعنى يصير إلى أنّهم لم يتّبعوا شركاء، و ليس كذلك.

و الوجه الثاني- أن تكون «ما» استفهاما في موضع نصب ب «يتبع».

68- إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ‏ : إن هاهنا بمعنى «ما» لا غير.

بِهذا : يتعلّق بسلطان، أو نعت له.

70- مَتاعٌ فِي الدُّنْيا : خبر مبتدأ محذوف، تقديره: افتراؤهم، أو حياتهم، أو تقلّبهم، و نحو ذلك.

71- إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ‏ : «إذ» ظرف، و العامل فيه‏ «نَبَأَ» ؛ و يجوز أن يكون حالا.

فَعَلَى اللَّهِ‏ : الفاء جواب الشرط. و الفاء في‏ فَأَجْمِعُوا عاطفة على الجواب، و أجمعوا بقطع الهمزة من قولك: أجمعت على الأمر؛ إذا عزمت عليه؛ إلا أنه حذف حرف الجر فوصل الفعل بنفسه.

و قيل: هو متعدّ بنفسه في الأصل، و منه قول الحارث:

أجمعوا أمرهم بليل فلمّا

أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء

و أمّا «شُرَكاءَكُمْ» فالجمهور على النصب، و فيه أوجه:

أحدها- هو معطوف على‏ «أَمْرَكُمْ» ؛ تقديره:

و أمر شركائكم؛ فأقام المضاف إليه مقام المضاف.

و الثاني- هو مفعول معه، تقديره: مع شركائكم.

و الثالث- هو منصوب بفعل محذوف؛ أي و أجمعوا شركاءكم.

و قيل: التقدير: و ادعوا شركاءكم.

و يقرأ بالرفع، و هو معطوف على الضمير في «أجمعوا».

و يقرأ: «فاجمعوا» بوصل الهمزة و فتح الميم؛ و التقدير: ذوي أمركم، لأنّك تقول: جمعت القوم، و أجمعت الأمر، و لا تقول: جمعت الأمر على هذا المعنى. و قيل: لا حذف فيه؛ لأنّ المراد بالجمع هنا ضمّ بعض أمورهم إلى بعض.

ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَ‏ : يقرأ بالقاف و الضاد؛ من قضيت الأمر، و المعنى: اقضوا ما عزمتم عليه من الإيقاع بي.

و يقرأ بفتح الهمزة، و الفاء و الضاد، و المصدر منه الإفضاء، و المعنى: صلوا إلي؛ و لام الكلمة واو، يقال: فضا المكان يفضو؛ إذا اتّسع.

74- مِنْ بَعْدِهِ‏ : الهاء تعود على نوح عليه السلام.

فَما كانُوا : الواو ضمير القوم، و الضمير في‏ «كَذَّبُوا» يعود على قوم نوح، و الهاء في‏ «بِهِ» لنوح.

و المعنى: فما كان قوم الرسل الذين بعد نوح ليؤمنوا بالذي كذّب به قوم نوح؛ أي بمثله.

و يجوز أن تكون الهاء لنوح، و لا يكون فيه حذف، و المعنى: فما كان قوم الرسل الذين بعد نوح ليؤمنوا بنوح عليه السلام.

77- أَ تَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ‏ : المحكي بيقول محذوف؛ أي أ تقولون له: هو سحر! ثم استأنف، فقال: سِحْرٌ هذا ؟ و سحر خبر مقدم، و هذا مبتدأ.

78- الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ‏ : هو اسم كان، و لَكُمَا خبرها. و في الأرض ظرف للكبرياء منصوب بها، أو بكان، أو بالاستقرار في «لكما».

التبيان فى اعراب القرآن، ص: 197

و يجوز أن يكون حالا من الكبرياء، أو من الضمير في «لكما».

81- ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ : يقرأ بالاستفهام؛ فعلى هذا تكون «ما» استفهاما، و في موضعها وجهان.

أحدهما- نصب بفعل محذوف موضعه بعد ما، تقديره: أي شي‏ء أتيتم به، و «جئتم به» يفسّر المحذوف.

فعلى هذا في قوله «السحر» وجهان:

أحدهما: هو خبر مبتدأ محذوف؛ أي هو السحر.

و الثاني: أن يكون الخبر محذوفا؛ أي السحر هو.

و الثاني- موضعها رفع بالابتداء، و «جئتم به» الخبر.

و «السحر» فيه وجهان: أحدهما- ما تقدّم من الوجهين.

و الثاني- هو بدل من موضع «ما»؛ كما تقول:

ما عندك؛ أ دينار أم درهم؟

و يقرأ على لفظ الخبر و فيه وجهان:

أحدهما- استفهام أيضا في المعنى، و حذفت الهمزة للعلم بها.

و الثاني- هو خبر في المعنى؛ فعلى هذا تكون «ما» بمعنى الذي، و «جئتم به» صلتها، و السّحر خبرها.

و يجوز أن تكون «ما» استفهاما، و السحر خبر مبتدأ محذوف.

83- وَ مَلَائِهِمْ‏ : فيما يعود الهاء و الميم إليه أوجه:

أحدها- هو عائد على الذريّة، و لم تؤنّث؛ لأنّ الذرية قوم؛ فهو مذكّر في المعنى.

و الثاني- هو عائد على القوم.

و الثالث- يعود على فرعون؛ و إنما جمع لوجهين:

أحدهما- أنّ فرعون لما كان عظيما عندهم عاد الضمير إليه بلفظ الجمع، كما يقول العظيم: نحو نأمر.

و الثاني- أنّ فرعون صار اسما لأتباعه؛ كما أنّ ثمود اسم للقبيلة كلّها.

و قيل: الضمير يعود على محذوف؛ تقديره:

من آل فرعون و ملئهم؛ أي ملأ الآل؛ و هذا عندنا غلط؛ لأنّ المحذوف لا يعود إليه ضمير؛ إذ لو جاز ذلك لجاز أن تقول: زيد قاموا، و أنت تريد غلمان زيد قاموا.

أَنْ يَفْتِنَهُمْ‏ : هو في موضع جرّ بدلا من فرعون؛ تقديره: على خوف فتنة من فرعون.

و يجوز أن يكون في موضع نصب بخوف؛ أي على خوف فتنة فرعون.

87- أَنْ تَبَوَّءا :

يجوز أن تكون «أن» المفسرة و لا يكون لها موضع من الإعراب. و أن تكون مصدريّة فتكون في موضع نصب بأوحينا.

و الجمهور على تحقيق الهمزة؛ و منهم من جعلها ياء و هي مبدلة من الهمزة تخفيفا.

لِقَوْمِكُما : فيه وجهان:

أحدهما- اللام غير زائدة، و التقدير: اتّخذا لقومكما بيوتا؛ فعلى هذا يجوز أن يكون لقومكما أحد مفعولي تبوّا، و أن يكون حالا من البيوت.

و الثاني- اللام زائدة، و التقدير: بوّءا قومكما بيوتا؛ أي أنزلاهم، و تفعّل و فعّل بمعنى، مثل علقها و تعلّقها.

فأما قوله: «بِمِصْرَ» فيجوز أن يتعلّق بتبوّءا، و أن يكون حالا من البيوت، و أن يكون حالا من قومكما.

و أن يكون حالا من ضمير الفاعل في تبوّا، و فيه ضعف.

وَ اجْعَلُوا - وَ أَقِيمُوا : إنما جمع فيهما؛ لأنه أراد موسى و هارون صلوات الله عليهما و قومهما، و أفرد في قوله: «وَ بَشِّرِ» ؛ لأنه أراد موسى عليه السلام وحده؛ إذ كان هو الرسول، و هارون وزيرا له؛ فموسى عليه السلام هو الأصل.

88- فَلا يُؤْمِنُوا : في موضعه وجهان:

أحدهما- النصب، و فيه وجهان: أحدهما:

هو معطوف على‏ «لِيُضِلُّوا» . و الثاني: هو جواب الدعاء في قوله: اطمس. و اشدد.

و القول الثاني- موضعه جزم؛ لأن معناه الدعاء، كما تقول: لا تعذبني. 89- وَ لا تَتَّبِعانِ‏ : يقرأ بتشديد النون، و النون للتوكيد، و الفعل مبني معها، و النون التي تدخل للرفع و لا وجه لها هاهنا؛ لأنّ الفعل هنا غير معرب.

و يقرأ بتخفيف النون و كسرها. و فيه وجهان:

أحدهما- أنه نهي أيضا، و حذف النون الأولى من الثقيلة تخفيفا؛ و لم تحذف الثانية؛ لأنه لو حذفها لحذف نونا محركة، و احتاج إلى تحريك الساكنة، و حذف الساكنة أقلّ تغيرا.

و الوجه الثاني- أنّ الفعل معرب مرفوع؛ و فيه وجهان:

أحدهما: هو خبر في معنى النهي، كما ذكرنا في قوله: «لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ» .

و الثاني: هو في موضع الحال، و التقدير:

فاستقيما غير متبعين.

90- وَ جاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ‏ : الباء للتعدية مثل الهمزة، كقولك: أجزت الرجال البحر.

بَغْياً وَ عَدْواً : مفعول من أجله، أو مصدر في موضع الحال.

التبيان فى اعراب القرآن، ص: 198

91- آلْآنَ‏ : العامل فيه محذوف، تقديره: أ تؤمن الآن.

92- بِبَدَنِكَ‏ : في موضع الحال؛ أي عاريا.

و قيل: بجسدك لا روح فيه. و قيل: بدرعك.

93- مُبَوَّأَ صِدْقٍ‏ : يجوز أن يكون مصدرا، و أن يكون مكانا.

98- إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ‏ : هو منصوب على الاستثناء المنقطع؛ لأن المستثنى منه القرية، و ليست من جنس القوم.

و قيل: هو متّصل؛ لأن التقدير: فلو لا كان أهل قرية.

و لو كان قد قرئ بالرفع لكانت «إلا فيه» بمنزلة غير، فيكون صفة.

101- ما ذا فِي السَّماواتِ‏ : هو استفهام في موضع رفع بالابتداء. و في السموات الخبر، و «انْظُرُوا» معلقة عن العمل.

و يجوز أن يكون بمعنى الذي، و قد تقدم أصل ذلك.

وَ ما تُغْنِي‏ : يجوز أن تكون استفهاما في موضع نصب، و أن تكون نفيا.

103- كَذلِكَ حَقًّا : فيه ثلاثة أوجه: أحدها- أن «كذلك» في موضع نصب صفة لمصدر محذوف؛ أي إنجاء كذلك. و «حقّا» بدل منه.

و الثاني- أن يكونا منصوبين ب «نُنْجِ» التي بعدهما.

و الثالث- أن يكون «كذلك» للأولى، و حقّا للثانية.

و يجوز أن يكون كذلك خبر المبتدأ؛ أي الأمر كذلك، و «حقّا» منصوب بما بعدها.

105- وَ أَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ‏ : قد ذكر في الأنعام مثله.

سورة هود

إن جعلت «هودا» اسما للسّورة لم تصرفه للتعريف و التأنيث؛ و يجوز صرفه لسكون أوسطه عند قوم، و عند آخرين لا يجوز صرفه بحال؛ لأنه من تسمية المؤنث بالمذكر؛ و إن جعلته للنبي عليه السلام صرفته.

1- كِتابٌ‏ ؛ أي هذا كتاب؛ و يجوز أن يكون خبر «الر» ؛ أي «الر» و أشباهها كتاب.

ثُمَّ فُصِّلَتْ‏ : الجمهور على الضم و التشديد.

و يقرأ بالفتح و التخفيف و تسمية الفاعل؛ و المعنى: ثم فرقّت، كقوله: «فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ» ؛ أي فارق.

مِنْ لَدُنْ‏ : يجوز أن يكون صفة؛ أي كائن من لدن؛ و يجوز أن يكون مفعولا، و العامل فيه فصلت.

و بنيت «لدن» و إن أضيفت: لأنّ علّة بنائها خروجها عن نظيرها؛ لأن لدن بمعنى عند، و لكن هي مخصوصة بملاصقة الشي‏ء و شدّة مقاربته، و «عند» ليست كذلك؛ بل هي للقريب و ما بعد عنه، و بمعنى الملك.

2- أَلَّا تَعْبُدُوا : في «أن» ثلاثة أوجه:

أحدها- هي مخفّفة من الثقيلة.

و الثاني- أنها الناصبة للفعل؛ و على الوجهين موضعها رفع، تقديره هي أن لا تعبدوا؛ و يجوز أن يكون التقدير: بأن لا تعبدوا، فيكون موضعها جرّا أو نصبا على ما حكينا من الخلاف.

و الوجه الثالث- أن تكون «أن» بمعنى أي؛ فلا يكون لها موضع، و لا تعبدوا نهي.

و مِنْهُ‏ ؛ أي من الله؛ و التقدير: نذير كائن منه، فلما قدّمه صار حالا.

و يجوز أن يتعلّق بنذير؛ و يكون التقدير: إنني لكم نذير من أجل عذابه.

التبيان فى اعراب القرآن، ص: 199

3- وَ أَنِ اسْتَغْفِرُوا : «أن» معطوفة على «أن» الأولى، و هي مثلها فيما ذكر.

وَ إِنْ تَوَلَّوْا : أي يتولّوا.

5- يَثْنُونَ‏ : الجمهور على فتح الياء و ضمّ النون، و ماضيه ثنى.

و يقرأ كذلك إلا أنه بضمّ الياء و ماضيه أثنى؛ و لا يعرف في اللغة، إلا أن يقال معناه عرضوها للإثناء، كما تقول: أبعت الفرس إذا عرّضته للبيع.

و يقرأ بالياء مفتوحة و سكون الثاء و نون مفتوحة و بعدها همزة مضمومة بعدها نون مفتوحة مشدّدة مثل يقرؤن؛ و هو من ثنيت؛ إلا أنه قلب الياء واوا لانضمامها، ثم همزها لانضمامها.

و يقرأ يثنوني مثل يعشوشب، و هو يفعوعل، من ثنيت، و الصدور فاعل.

و يقرأ كذلك إلا أنه بحذف الياء الأخيرة تخفيفا لطول الكلمة.

و يقرأ بفتح الياء و النون و همزة مكسورة بعدها نون مرفوعة مشددة، و أصل الكلمة يفعوعل من الثني، إلا أنه أبدل الواو المكسورة همزة كما أبدلت في وسادة، فقالوا: إسادة، و قيل: أصلها يفعال مثل يحمارّ، فأبدلت الألف همزة؛ كما قالوا: ابياضّ. أَلا حِينَ‏ : العامل في الظرف محذوف؛ أي: ألا يستغشون ثيابهم يستخفون. و يجوز أن يكون ظرفا ليعلم.

6- مُسْتَقَرَّها وَ مُسْتَوْدَعَها : مكانان؛ و يجوز أن يكونا مصدرين؛ كما قال الشاعر: ألم تعلم مسرّحي القوافي؛ أي تسريحى.

8- وَ لَئِنْ‏ : اللام لتوطئة القسم، و القسم محذوف؛ و جوابه‏ «لَيَقُولُنَّ» .

9- و مثله: «وَ لَئِنْ أَذَقْنَا» ، و جواب القسم‏ «إِنَّهُ لَيَؤُسٌ» ، و سدّ القسم و جوابه مسدّ جواب الشّرط.

أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ‏ : يوم ظرف ل «مَصْرُوفاً» ؛ أي لا يصرف عنهم يوم يأتيهم؛ و هذا يدلّ على جواز تقديم خبر ليس عليها.

و قال بعضهم: العامل فيه محذوف دلّ عليه الكلام؛ أي لا يصرف عنهم العذاب يوم يأتيهم؛ و اسم ليس مضمر فيها؛ أي ليس العذاب مصروفا.

10- لَفَرِحٌ‏ : يقرأ بكسر الراء و ضمّها، و هما لغتان؛ مثل يقظ و يقظ، و حذر و حذر.

11- إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا : في موضع نصب، و هو استثناء متصل، و المستثنى منه الإنسان.

و قيل هو منفصل. و قيل: هو في موضع رفع على الابتداء، و «أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ» : خبره.

12- وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ‏ : صدرك مرفوع بضائق؛ لأنه معتمد على المبتدأ.

و قيل: هو مبتدأ، و ضائق خبر مقدم، و جاء «ضائق» على فاعل، من ضاق يضيق.

أَنْ يَقُولُوا ؛ أي مخافة أن يقولوا. و قيل:

لأن يقولوا؛ أي: لأن قالوا؛ فهو بمعنى الماضي.

16- وَ باطِلٌ‏ : خبر مقدم، و «ما كانُوا» المبتدأ، و العائد محذوف؛ أي يعملونه.

و قرئ: باطل بالنصب، و العامل فيه‏ «يَعْمَلُونَ» ، و ما زائدة.

17- أَ فَمَنْ كانَ‏ : في موضع رفع بالابتداء، و الخبر محذوف؛ تقديره: أ فمن كان على هذه الأشياء كغيره.

وَ يَتْلُوهُ‏ : في الهاء عدة أوجه:

أحدها- يرجع على «من»، و هو النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم، و التقدير: و يتلو محمدا؛ أي صدق محمد.

شاهِدٌ مِنْهُ‏ : أي لسانه.

و قيل: الشاهد جبريل عليه السلام. و الهاء في «منه» لله، و في‏ «مِنْ قَبْلِهِ» للنبي.

التبيان فى اعراب القرآن، ص: 200

و كِتابُ مُوسى‏ : معطوف على الشاهد.

و قيل: الشّاهد الإنجيل، و المعنى أنّ التوراة و الإنجيل يتلوان محمّدا صلّى اللّه عليه و سلّم في التصديق، و قد فصل بين حرف العطف و المعطوف بقوله: «وَ مِنْ قَبْلِهِ» ؛ أي و كتاب موسى عليه السلام من قبله.

و الوجه الثاني- أنّ الهاء للقرآن، أي و يتلو القرآن شاهد من محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم؛ و هو لسانه. و قيل:

جبريل عليه السلام.

و الثالث- أنها تعود على البيان الذي دلّت عليه البينة.

و قيل: تمام الكلام عند قوله «منه»، و من قبله كتاب موسى عليه السلام ابتداء و خبر.

و إِماماً وَ رَحْمَةً : حالان.

و قرئ: كتاب موسى- بالنصب؛ أي و يتلو كتاب موسى.

فِي مِرْيَةٍ : يقرأ بالكسر و الضمّ، و هما لغتان.

20- يُضاعَفُ لَهُمُ‏ : مستأنف.

ما كانُوا : في «ما» ثلاثة أوجه:

أحدها- بمعنى الذي؛ و المعنى يضاعف لهم بما كانوا، فلما حذف الحرف نصب.

و الثاني- هي مصدرية، و التقدير: مدّة ما كانوا يستطيعون. و الثالث- هي نافية؛ أي من شدة بغضهم له لم يستطيعوا الإصغاء إليه.

22- لا جَرَمَ‏ : فيه أربعة أقوال:

أحدها- أن «لا» ردّ لكلام ماض؛ أي ليس الأمر كما زعموا، و جرم فعل، و فاعله مضمر فيه.

و أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ : في موضع نصب، و التقدير: كسبهم قولهم خسرانهم في الآخرة.

و القول الثاني- أن «لا جرم» كلمتان ركّبتا و صارتا بمعنى حقّا، و «أنّ» في موضع رفع بأنه فاعل لحق؛ أي حقّ خسرانهم.

و الثالث- أنّ المعنى لا محالة خسرانهم؛ فيكون في موضع رفع أيضا. و قيل: في موضع نصب أو جرّ؛ إذ التقدير: لا محالة في خسرانهم.

و الرابع- أنّ المعنى لا منع من أنهم خسروا، فهو في الإعراب كالذي قبله.

24- مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ‏ : مبتدأ، و الخبر كَالْأَعْمى‏ ؛ و التقدير: كمثل الأعمى؛ و أحد الفريقين الأعمى و الأصم، و الآخر البصير و السميع.

مَثَلًا : تمييز 25- إِنِّي لَكُمْ‏ : يقرأ بكسر الهمزة، على تقدير: فقال: إني. و بفتحها على تقدير: بأنّي، و هو في موضع نصب؛ أي أرسلناه بالإنذار؛ أي منذرا.

26- أَنْ لا تَعْبُدُوا : هو مثل الذي في أوّل السورة.

27- ما نَراكَ‏ : يجوز أن يكون من رؤية العين، و تكون الجملة بعده في موضع الحال، «و قد» معه مرادة.

و يجوز أن يكون من رؤية القلب؛ فتكون الجملة في موضع المفعول الثاني.

و الأراذل: جمع أرذال، و أرذال: جمع رذل؛ و قيل الواحد أرذل، و الجمع أراذل؛ و جمع على هذه الزّنة و إن كان وصفا؛ لأنه غلب فصار كالأسماء. و معنى غلبته أنه لا يكاد يذكر الموصوف معه؛ و هو مثل الأبطح و الأبرق.

بادِيَ الرَّأْيِ‏ . يقرأ بهمزة بعد الدال، و هو من بدأ يبدا، إذا فعل الشي‏ء أولا.

و يقرأ بياء مفتوحة. و فيه وجهان:

أحدهما- أنّ الهمزة أبدلت ياء لانكسار ما قبلها.

و الثاني- أنه من بدا يبدو، إذا ظهر.

التبيان فى اعراب القرآن، ص: 201

و بادي هنا ظرف، و جاء على فاعل، كما جاء على فعيل، نحو قريب و بعيد، و هو مصدر مثل العافية و العاقبة، و في العامل فيه أربعة أوجه:

أحدها- نراك؛ أي فيما يظهر لنا من الرأي، أو في أول رأينا.

فإن قيل: ما قبل «إلا» إذا تمّ لا يعمل فيما بعدها، كقولك: ما أعطيت أحدا إلا زيدا دينارا؛ لأنّ إلّا تعدّي الفعل و لا تعدّيه إلا إلى واحد، كالواو في باب المفعول معه.

قيل: جاز لك هنا لأنّ بادي ظرف، أو كالظرف، مثل جهد رأيي أنك ذاهب؛ أي في جهد رأيي، و الظروف يتسع فيها.

و الوجه الثاني- أنّ العامل فيه‏ «اتَّبَعَكَ» ؛ أي اتّبعوك في أول الرأي، أو فيما ظهر منه من غير أن يبحثوا.

و الوجه الثالث- أنه من تمام‏ «أَراذِلُنا» ؛ أي الأراذل في رأينا.

و الرابع- أنّ العامل فيه محذوف؛ أي يقول ذاك في بادئ الرأي به.

و الرأي: مهموز؛ و غير مهموز.

28- رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ‏ : يجوز أن تكون «من» متعلقة بالفعل، و أن تكون من نعت الرحمة.

فَعُمِّيَتْ‏ : أي خفيت عليكم، لأنكم لم تنظروا فيها حقّ النظر.

و قيل: المعنى عميتم عنها، كقولهم: أدخلت الخاتم في إصبعي.

و يقرأ بالتشديد و الضم؛ أي أبهمت عليكم عقوبة لكم.

و أَ نُلْزِمُكُمُوها : الماضي منه ألزمت، و هو متعدّ إلى مفعولين، و دخلت الواو هنا تتمّة للميم، و هو الأصل في ميم الجمع.

و قرئ بإسكان الميم الأولى، فرارا من توالى الحركات.

31- تَزْدَرِي‏ : الدال بدل من التاء، و أصلها تزتري، و هو تفتعل من زريت، و أبدلت دالا لتجانس الزاي في الجهر؛ و التاء مهموسة؛ فلم تجتمع مع الزاي.

32- قَدْ جادَلْتَنا : الجمهور على إثبات الألف، و كذلك‏ «جِدالَنا» .

و قرئ «جدلتنا فأكثرت جدلنا» بغير ألف فيهما، و هو بمعنى غلبتنا بالجدل. 34- إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللَّهُ‏ :

حكم الشرط إذا دخل على الشرط أن يكون الشرط الثاني و الجواب جوابا للشّرط الأول؛ كقولك: إن أتيتني إن كلمتني أكرمتك، فقولك: إن كلمتني أكرمتك جواب إن أتيتني؛ و إذا كان كذلك صار الشرط الأول في الذّكر مؤخّرا في المعنى حتى لو أتاه ثم كلّمه لم يجب الإكرام. و لكن إن كلّمه ثم أتاه وجب إكرامه.

و علة ذلك أنّ الجواب صار معوقا بالشرط الثاني، و قد جاء في القرآن منه قوله تعالى: «إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ ...» .

35- فَعَلَيَّ إِجْرامِي‏ :

يقرأ بكسر الهمزة، و هو مصدر أجرم، و فيه لغة أخرى «جرم». و بفتح الهمزة، و هو جمع جرم.

36- أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ‏ : يقرأ بفتح الهمزة، و إنه في موضع رفع بأوحي.

و يقرأ بكسرها، و التقدير: قيل إنه، و هو المرفوع بأوحي.

إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ‏ : استثناء من غير الجنس في المعنى، و هو فاعل «لن يؤمن».

37- بِأَعْيُنِنا : في موضع الحال من ضمير الفاعل في «اصنع»، أي محفوظا.

40- مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ‏ : يقرأ «كلّ» بالإضافة، و فيه وجهان:

أحدهما- أنّ مفعول «حمل» اثنين، تقديره:

احمل فيها اثنين من كلّ زوج، فمن- على هذا- حال، لأنها صفة للنكرة قدّمت عليها.

و الثاني- أن «من» زائدة، و المفعول «كل»، و اثنين توكيد، و هذا على قول الأخفش.

و يقرأ: «من كلّ»- بالتنوين؛ فعلى هذا مفعول احمل زوجين، و اثنين توكيد له، و «من» على هذا يجوز أن تتعلّق باحمل، و أن يكون حالا؛ و التقدير:

من كل شي‏ء أو صنف. وَ أَهْلَكَ‏ : معطوف على المفعول.

ظ+ إِلَّا مَنْ سَبَقَ‏ : استثناء متصل.

وَ مَنْ آمَنَ‏ : مفعول احمل أيضا.

41- بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها : مجراها مبتدأ، و بسم الله خبره، و الجملة حال مقدّرة، و صاحبها الواو في‏ «ارْكَبُوا» .

و يجوز أن ترفع مجراها ببسم الله على أن تكون بسم الله حالا من الواو في اركبوا.

و يجوز أن تكون الجملة حالا من الهاء؛ تقديره:

اركبوا فيها و جريانها بسم الله؛ و هي مقدرة أيضا.

و قيل: مجراها و مرساها ظرفا مكان، و بسم الله حال من الواو؛ أي مسمّين موضع جريانها.

و يجوز أن يكون زمانا؛ أي وقت جريانها.

و يقرأ بضمّ الميم فيهما، و هو مصدر أجريت مجرى؛ و بفتحهما، و هو مصدر جريت و رسيت.

و يقرأ بضمّ الميم و كسر الراء و السين و ياء بعدهما، و هو صفة لاسم الله عزّ و جلّ.

صفحه بعد