کتابخانه تفاسیر
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 195
يَتَعارَفُونَ : حال أخرى، و العامل فيها «يحشرهم»؛ و هي حال مقدرة؛ لأنّ التعارف لا يكون حال الحشر.
قَدْ خَسِرَ : يجوز أن يكون مستأنفا؛ و يجوز أن يكون التقدير: يقولون: قد خسر، و المحذوف حال من الضمير في يتعارفون.
46- ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ : «ثم» هاهنا غير مقتضية ترتيبا في المعنى، و إنّما رتبت الأخبار بعضها على بعض، كقولك زيد عالم، ثم هو كريم.
50- ما ذا يَسْتَعْجِلُ : قد ذكرنا في «ماذا» في البقرة عند قوله تعالى: «ما ذا يُنْفِقُونَ» قولين، و هما مقولان هاهنا.
و قيل فيها قول ثالث؛ و هو أن تكون «ماذا» اسما واحدا مبتدأ، و «يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ» الخبر، و قد ضعّف ذلك من حيث إنّ الخبر هاهنا جملة من فعل و فاعل، و لا ضمير فيه يعود على المبتدأ.
و ردّ هذا القول بأنّ العائد الهاء في «منه»، فهو كقولك: زيد أخذت منه درهما.
51- آلْآنَ : فيها كلام قد ذكر مثله في البقرة، و الناصب لها محذوف، تقديره: آمنتم الآن.
53- أَ حَقٌّ هُوَ : مبتدأ، و «هو» مرفوع به؛ و يجوز أن يكون «هو» مبتدأ، و «أ حقّ» الخبر، و موضع الجملة نصب بيستنبئونك.
و إِي : بمعنى نعم.
54- وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ : مستأنف؛ و هو حكاية ما يكون في الآخرة.
و قيل: هو بمعنى المستقبل. و قيل: قد كان ذلك في الدنيا.
57- وَ شِفاءٌ : هو مصدر في معنى الفاعل؛ أي و شاف.
و قيل: هو في معنى المفعول؛ أي المشفيّ به.
58- فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا : الفاء الأولى مرتبطة بما قبلها، و الثانية بفعل محذوف؛ تقديره:
فليعجبوا بذلك فليفرحوا، كقولهم: زيدا فاضربه؛ أي تعمّد زيدا فاضربه.
و قيل الفاء الأولى زائدة.
و الجمهور على الياء، و هو أمر للغائب؛ و هو رجوع من الخطاب إلى الغيبة.
و يقرأ بالتاء على الخطاب كالذي قبله.
59- أَ رَأَيْتُمْ : قد ذكر في الأنعام.
اللَّهُ مثل: «الذكرين»، و قد ذكر في الأنعام. 61- فِي شَأْنٍ : خبر كان.
وَ ما تَتْلُوا : ما نافية؛ و مِنْهُ ؛ أي من الشأن؛ أي من أجله، و مِنْ قُرْآنٍ : مفعول تتلو، و من زائدة.
إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ : ظرف ل «شهودا».
مِنْ مِثْقالِ : في موضع رفع بيعزب، و يعزب- بضم الزاي و كسرها لغتان، و قد قرئ بهما.
وَ لا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرَ : بفتح الراء في موضع جرّ صفة ل «ذَرَّةٍ» ، أو ل «مثقال» على اللفظ.
و يقرآن بالرفع حملا على موضع من مثقال. و الذي في سبأ يذكر في موضعه إن شاء الله تعالى.
إِلَّا فِي كِتابٍ : أي إلا هو في كتاب، و الاستثناء منقطع.
63- الَّذِينَ آمَنُوا : يجوز أن يكون مبتدأ، و خبره لَهُمُ الْبُشْرى ؛ و يجوز أن يكون خبرا ثانيا لإنّ، أو خبر ابتداء محذوف؛ أي هم الذين. و يجوز أن يكون منصوبا بإضمار أعني، أو صفة لأولياء بعد الخبر.
و قيل: يجوز أن يكون في موضع جرّ بدلا من الهاء و الميم في «عَلَيْهِمْ» .
فِي الْحَياةِ الدُّنْيا : يجوز أن تتعلق «في» بالبشرى، و أن تكون حالا منها، و العامل الاستقرار.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 196
و لا تَبْدِيلَ : مستأنف.
65- إِنَّ الْعِزَّةَ : هو مستأنف، و الوقف على ما قبله.
66- وَ ما يَتَّبِعُ : فيه وجهان:
أحدهما- هي نافية، و مفعول يتّبع محذوف دلّ عليه قوله: «إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ» .
و شُرَكاءَ : مفعول «يَدْعُونَ» ؛ و لا يجوز أن يكون مفعول «يتّبعون»؛ لأنّ المعنى يصير إلى أنّهم لم يتّبعوا شركاء، و ليس كذلك.
و الوجه الثاني- أن تكون «ما» استفهاما في موضع نصب ب «يتبع».
68- إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ : إن هاهنا بمعنى «ما» لا غير.
بِهذا : يتعلّق بسلطان، أو نعت له.
70- مَتاعٌ فِي الدُّنْيا : خبر مبتدأ محذوف، تقديره: افتراؤهم، أو حياتهم، أو تقلّبهم، و نحو ذلك.
71- إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ : «إذ» ظرف، و العامل فيه «نَبَأَ» ؛ و يجوز أن يكون حالا.
فَعَلَى اللَّهِ : الفاء جواب الشرط. و الفاء في فَأَجْمِعُوا عاطفة على الجواب، و أجمعوا بقطع الهمزة من قولك: أجمعت على الأمر؛ إذا عزمت عليه؛ إلا أنه حذف حرف الجر فوصل الفعل بنفسه.
و قيل: هو متعدّ بنفسه في الأصل، و منه قول الحارث:
أجمعوا أمرهم بليل فلمّا
أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء
و أمّا «شُرَكاءَكُمْ» فالجمهور على النصب، و فيه أوجه:
أحدها- هو معطوف على «أَمْرَكُمْ» ؛ تقديره:
و أمر شركائكم؛ فأقام المضاف إليه مقام المضاف.
و الثاني- هو مفعول معه، تقديره: مع شركائكم.
و الثالث- هو منصوب بفعل محذوف؛ أي و أجمعوا شركاءكم.
و قيل: التقدير: و ادعوا شركاءكم.
و يقرأ بالرفع، و هو معطوف على الضمير في «أجمعوا».
و يقرأ: «فاجمعوا» بوصل الهمزة و فتح الميم؛ و التقدير: ذوي أمركم، لأنّك تقول: جمعت القوم، و أجمعت الأمر، و لا تقول: جمعت الأمر على هذا المعنى. و قيل: لا حذف فيه؛ لأنّ المراد بالجمع هنا ضمّ بعض أمورهم إلى بعض.
ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَ : يقرأ بالقاف و الضاد؛ من قضيت الأمر، و المعنى: اقضوا ما عزمتم عليه من الإيقاع بي.
و يقرأ بفتح الهمزة، و الفاء و الضاد، و المصدر منه الإفضاء، و المعنى: صلوا إلي؛ و لام الكلمة واو، يقال: فضا المكان يفضو؛ إذا اتّسع.
74- مِنْ بَعْدِهِ : الهاء تعود على نوح عليه السلام.
فَما كانُوا : الواو ضمير القوم، و الضمير في «كَذَّبُوا» يعود على قوم نوح، و الهاء في «بِهِ» لنوح.
و المعنى: فما كان قوم الرسل الذين بعد نوح ليؤمنوا بالذي كذّب به قوم نوح؛ أي بمثله.
و يجوز أن تكون الهاء لنوح، و لا يكون فيه حذف، و المعنى: فما كان قوم الرسل الذين بعد نوح ليؤمنوا بنوح عليه السلام.
77- أَ تَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ : المحكي بيقول محذوف؛ أي أ تقولون له: هو سحر! ثم استأنف، فقال: سِحْرٌ هذا ؟ و سحر خبر مقدم، و هذا مبتدأ.
78- الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ : هو اسم كان، و لَكُمَا خبرها. و في الأرض ظرف للكبرياء منصوب بها، أو بكان، أو بالاستقرار في «لكما».
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 197
و يجوز أن يكون حالا من الكبرياء، أو من الضمير في «لكما».
81- ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ : يقرأ بالاستفهام؛ فعلى هذا تكون «ما» استفهاما، و في موضعها وجهان.
أحدهما- نصب بفعل محذوف موضعه بعد ما، تقديره: أي شيء أتيتم به، و «جئتم به» يفسّر المحذوف.
فعلى هذا في قوله «السحر» وجهان:
أحدهما: هو خبر مبتدأ محذوف؛ أي هو السحر.
و الثاني: أن يكون الخبر محذوفا؛ أي السحر هو.
و الثاني- موضعها رفع بالابتداء، و «جئتم به» الخبر.
و «السحر» فيه وجهان: أحدهما- ما تقدّم من الوجهين.
و الثاني- هو بدل من موضع «ما»؛ كما تقول:
ما عندك؛ أ دينار أم درهم؟
و يقرأ على لفظ الخبر و فيه وجهان:
أحدهما- استفهام أيضا في المعنى، و حذفت الهمزة للعلم بها.
و الثاني- هو خبر في المعنى؛ فعلى هذا تكون «ما» بمعنى الذي، و «جئتم به» صلتها، و السّحر خبرها.
و يجوز أن تكون «ما» استفهاما، و السحر خبر مبتدأ محذوف.
83- وَ مَلَائِهِمْ : فيما يعود الهاء و الميم إليه أوجه:
أحدها- هو عائد على الذريّة، و لم تؤنّث؛ لأنّ الذرية قوم؛ فهو مذكّر في المعنى.
و الثاني- هو عائد على القوم.
و الثالث- يعود على فرعون؛ و إنما جمع لوجهين:
أحدهما- أنّ فرعون لما كان عظيما عندهم عاد الضمير إليه بلفظ الجمع، كما يقول العظيم: نحو نأمر.
و الثاني- أنّ فرعون صار اسما لأتباعه؛ كما أنّ ثمود اسم للقبيلة كلّها.
و قيل: الضمير يعود على محذوف؛ تقديره:
من آل فرعون و ملئهم؛ أي ملأ الآل؛ و هذا عندنا غلط؛ لأنّ المحذوف لا يعود إليه ضمير؛ إذ لو جاز ذلك لجاز أن تقول: زيد قاموا، و أنت تريد غلمان زيد قاموا.
أَنْ يَفْتِنَهُمْ : هو في موضع جرّ بدلا من فرعون؛ تقديره: على خوف فتنة من فرعون.
و يجوز أن يكون في موضع نصب بخوف؛ أي على خوف فتنة فرعون.
87- أَنْ تَبَوَّءا :
يجوز أن تكون «أن» المفسرة و لا يكون لها موضع من الإعراب. و أن تكون مصدريّة فتكون في موضع نصب بأوحينا.
و الجمهور على تحقيق الهمزة؛ و منهم من جعلها ياء و هي مبدلة من الهمزة تخفيفا.
لِقَوْمِكُما : فيه وجهان:
أحدهما- اللام غير زائدة، و التقدير: اتّخذا لقومكما بيوتا؛ فعلى هذا يجوز أن يكون لقومكما أحد مفعولي تبوّا، و أن يكون حالا من البيوت.
و الثاني- اللام زائدة، و التقدير: بوّءا قومكما بيوتا؛ أي أنزلاهم، و تفعّل و فعّل بمعنى، مثل علقها و تعلّقها.
فأما قوله: «بِمِصْرَ» فيجوز أن يتعلّق بتبوّءا، و أن يكون حالا من البيوت، و أن يكون حالا من قومكما.
و أن يكون حالا من ضمير الفاعل في تبوّا، و فيه ضعف.
وَ اجْعَلُوا - وَ أَقِيمُوا : إنما جمع فيهما؛ لأنه أراد موسى و هارون صلوات الله عليهما و قومهما، و أفرد في قوله: «وَ بَشِّرِ» ؛ لأنه أراد موسى عليه السلام وحده؛ إذ كان هو الرسول، و هارون وزيرا له؛ فموسى عليه السلام هو الأصل.
88- فَلا يُؤْمِنُوا : في موضعه وجهان:
أحدهما- النصب، و فيه وجهان: أحدهما:
هو معطوف على «لِيُضِلُّوا» . و الثاني: هو جواب الدعاء في قوله: اطمس. و اشدد.
و القول الثاني- موضعه جزم؛ لأن معناه الدعاء، كما تقول: لا تعذبني. 89- وَ لا تَتَّبِعانِ : يقرأ بتشديد النون، و النون للتوكيد، و الفعل مبني معها، و النون التي تدخل للرفع و لا وجه لها هاهنا؛ لأنّ الفعل هنا غير معرب.
و يقرأ بتخفيف النون و كسرها. و فيه وجهان:
أحدهما- أنه نهي أيضا، و حذف النون الأولى من الثقيلة تخفيفا؛ و لم تحذف الثانية؛ لأنه لو حذفها لحذف نونا محركة، و احتاج إلى تحريك الساكنة، و حذف الساكنة أقلّ تغيرا.
و الوجه الثاني- أنّ الفعل معرب مرفوع؛ و فيه وجهان:
أحدهما: هو خبر في معنى النهي، كما ذكرنا في قوله: «لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ» .
و الثاني: هو في موضع الحال، و التقدير:
فاستقيما غير متبعين.
90- وَ جاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ : الباء للتعدية مثل الهمزة، كقولك: أجزت الرجال البحر.
بَغْياً وَ عَدْواً : مفعول من أجله، أو مصدر في موضع الحال.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 198
91- آلْآنَ : العامل فيه محذوف، تقديره: أ تؤمن الآن.
92- بِبَدَنِكَ : في موضع الحال؛ أي عاريا.
و قيل: بجسدك لا روح فيه. و قيل: بدرعك.
93- مُبَوَّأَ صِدْقٍ : يجوز أن يكون مصدرا، و أن يكون مكانا.
98- إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ : هو منصوب على الاستثناء المنقطع؛ لأن المستثنى منه القرية، و ليست من جنس القوم.
و قيل: هو متّصل؛ لأن التقدير: فلو لا كان أهل قرية.
و لو كان قد قرئ بالرفع لكانت «إلا فيه» بمنزلة غير، فيكون صفة.
101- ما ذا فِي السَّماواتِ : هو استفهام في موضع رفع بالابتداء. و في السموات الخبر، و «انْظُرُوا» معلقة عن العمل.
و يجوز أن يكون بمعنى الذي، و قد تقدم أصل ذلك.
وَ ما تُغْنِي : يجوز أن تكون استفهاما في موضع نصب، و أن تكون نفيا.
103- كَذلِكَ حَقًّا : فيه ثلاثة أوجه: أحدها- أن «كذلك» في موضع نصب صفة لمصدر محذوف؛ أي إنجاء كذلك. و «حقّا» بدل منه.
و الثاني- أن يكونا منصوبين ب «نُنْجِ» التي بعدهما.
و الثالث- أن يكون «كذلك» للأولى، و حقّا للثانية.
و يجوز أن يكون كذلك خبر المبتدأ؛ أي الأمر كذلك، و «حقّا» منصوب بما بعدها.
105- وَ أَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ : قد ذكر في الأنعام مثله.
سورة هود
إن جعلت «هودا» اسما للسّورة لم تصرفه للتعريف و التأنيث؛ و يجوز صرفه لسكون أوسطه عند قوم، و عند آخرين لا يجوز صرفه بحال؛ لأنه من تسمية المؤنث بالمذكر؛ و إن جعلته للنبي عليه السلام صرفته.
1- كِتابٌ ؛ أي هذا كتاب؛ و يجوز أن يكون خبر «الر» ؛ أي «الر» و أشباهها كتاب.
ثُمَّ فُصِّلَتْ : الجمهور على الضم و التشديد.
و يقرأ بالفتح و التخفيف و تسمية الفاعل؛ و المعنى: ثم فرقّت، كقوله: «فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ» ؛ أي فارق.
مِنْ لَدُنْ : يجوز أن يكون صفة؛ أي كائن من لدن؛ و يجوز أن يكون مفعولا، و العامل فيه فصلت.
و بنيت «لدن» و إن أضيفت: لأنّ علّة بنائها خروجها عن نظيرها؛ لأن لدن بمعنى عند، و لكن هي مخصوصة بملاصقة الشيء و شدّة مقاربته، و «عند» ليست كذلك؛ بل هي للقريب و ما بعد عنه، و بمعنى الملك.
2- أَلَّا تَعْبُدُوا : في «أن» ثلاثة أوجه:
أحدها- هي مخفّفة من الثقيلة.
و الثاني- أنها الناصبة للفعل؛ و على الوجهين موضعها رفع، تقديره هي أن لا تعبدوا؛ و يجوز أن يكون التقدير: بأن لا تعبدوا، فيكون موضعها جرّا أو نصبا على ما حكينا من الخلاف.
و الوجه الثالث- أن تكون «أن» بمعنى أي؛ فلا يكون لها موضع، و لا تعبدوا نهي.
و مِنْهُ ؛ أي من الله؛ و التقدير: نذير كائن منه، فلما قدّمه صار حالا.
و يجوز أن يتعلّق بنذير؛ و يكون التقدير: إنني لكم نذير من أجل عذابه.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 199
3- وَ أَنِ اسْتَغْفِرُوا : «أن» معطوفة على «أن» الأولى، و هي مثلها فيما ذكر.
وَ إِنْ تَوَلَّوْا : أي يتولّوا.
5- يَثْنُونَ : الجمهور على فتح الياء و ضمّ النون، و ماضيه ثنى.
و يقرأ كذلك إلا أنه بضمّ الياء و ماضيه أثنى؛ و لا يعرف في اللغة، إلا أن يقال معناه عرضوها للإثناء، كما تقول: أبعت الفرس إذا عرّضته للبيع.
و يقرأ بالياء مفتوحة و سكون الثاء و نون مفتوحة و بعدها همزة مضمومة بعدها نون مفتوحة مشدّدة مثل يقرؤن؛ و هو من ثنيت؛ إلا أنه قلب الياء واوا لانضمامها، ثم همزها لانضمامها.
و يقرأ يثنوني مثل يعشوشب، و هو يفعوعل، من ثنيت، و الصدور فاعل.
و يقرأ كذلك إلا أنه بحذف الياء الأخيرة تخفيفا لطول الكلمة.
و يقرأ بفتح الياء و النون و همزة مكسورة بعدها نون مرفوعة مشددة، و أصل الكلمة يفعوعل من الثني، إلا أنه أبدل الواو المكسورة همزة كما أبدلت في وسادة، فقالوا: إسادة، و قيل: أصلها يفعال مثل يحمارّ، فأبدلت الألف همزة؛ كما قالوا: ابياضّ. أَلا حِينَ : العامل في الظرف محذوف؛ أي: ألا يستغشون ثيابهم يستخفون. و يجوز أن يكون ظرفا ليعلم.
6- مُسْتَقَرَّها وَ مُسْتَوْدَعَها : مكانان؛ و يجوز أن يكونا مصدرين؛ كما قال الشاعر: ألم تعلم مسرّحي القوافي؛ أي تسريحى.
8- وَ لَئِنْ : اللام لتوطئة القسم، و القسم محذوف؛ و جوابه «لَيَقُولُنَّ» .
9- و مثله: «وَ لَئِنْ أَذَقْنَا» ، و جواب القسم «إِنَّهُ لَيَؤُسٌ» ، و سدّ القسم و جوابه مسدّ جواب الشّرط.
أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ : يوم ظرف ل «مَصْرُوفاً» ؛ أي لا يصرف عنهم يوم يأتيهم؛ و هذا يدلّ على جواز تقديم خبر ليس عليها.
و قال بعضهم: العامل فيه محذوف دلّ عليه الكلام؛ أي لا يصرف عنهم العذاب يوم يأتيهم؛ و اسم ليس مضمر فيها؛ أي ليس العذاب مصروفا.
10- لَفَرِحٌ : يقرأ بكسر الراء و ضمّها، و هما لغتان؛ مثل يقظ و يقظ، و حذر و حذر.
11- إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا : في موضع نصب، و هو استثناء متصل، و المستثنى منه الإنسان.
و قيل هو منفصل. و قيل: هو في موضع رفع على الابتداء، و «أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ» : خبره.
12- وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ : صدرك مرفوع بضائق؛ لأنه معتمد على المبتدأ.
و قيل: هو مبتدأ، و ضائق خبر مقدم، و جاء «ضائق» على فاعل، من ضاق يضيق.
أَنْ يَقُولُوا ؛ أي مخافة أن يقولوا. و قيل:
لأن يقولوا؛ أي: لأن قالوا؛ فهو بمعنى الماضي.
16- وَ باطِلٌ : خبر مقدم، و «ما كانُوا» المبتدأ، و العائد محذوف؛ أي يعملونه.
و قرئ: باطل بالنصب، و العامل فيه «يَعْمَلُونَ» ، و ما زائدة.
17- أَ فَمَنْ كانَ : في موضع رفع بالابتداء، و الخبر محذوف؛ تقديره: أ فمن كان على هذه الأشياء كغيره.
وَ يَتْلُوهُ : في الهاء عدة أوجه:
أحدها- يرجع على «من»، و هو النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم، و التقدير: و يتلو محمدا؛ أي صدق محمد.
شاهِدٌ مِنْهُ : أي لسانه.
و قيل: الشاهد جبريل عليه السلام. و الهاء في «منه» لله، و في «مِنْ قَبْلِهِ» للنبي.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 200
و كِتابُ مُوسى : معطوف على الشاهد.
و قيل: الشّاهد الإنجيل، و المعنى أنّ التوراة و الإنجيل يتلوان محمّدا صلّى اللّه عليه و سلّم في التصديق، و قد فصل بين حرف العطف و المعطوف بقوله: «وَ مِنْ قَبْلِهِ» ؛ أي و كتاب موسى عليه السلام من قبله.
و الوجه الثاني- أنّ الهاء للقرآن، أي و يتلو القرآن شاهد من محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم؛ و هو لسانه. و قيل:
جبريل عليه السلام.
و الثالث- أنها تعود على البيان الذي دلّت عليه البينة.
و قيل: تمام الكلام عند قوله «منه»، و من قبله كتاب موسى عليه السلام ابتداء و خبر.
و إِماماً وَ رَحْمَةً : حالان.
و قرئ: كتاب موسى- بالنصب؛ أي و يتلو كتاب موسى.
فِي مِرْيَةٍ : يقرأ بالكسر و الضمّ، و هما لغتان.
20- يُضاعَفُ لَهُمُ : مستأنف.
ما كانُوا : في «ما» ثلاثة أوجه:
أحدها- بمعنى الذي؛ و المعنى يضاعف لهم بما كانوا، فلما حذف الحرف نصب.
و الثاني- هي مصدرية، و التقدير: مدّة ما كانوا يستطيعون. و الثالث- هي نافية؛ أي من شدة بغضهم له لم يستطيعوا الإصغاء إليه.
22- لا جَرَمَ : فيه أربعة أقوال:
أحدها- أن «لا» ردّ لكلام ماض؛ أي ليس الأمر كما زعموا، و جرم فعل، و فاعله مضمر فيه.
و أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ : في موضع نصب، و التقدير: كسبهم قولهم خسرانهم في الآخرة.
و القول الثاني- أن «لا جرم» كلمتان ركّبتا و صارتا بمعنى حقّا، و «أنّ» في موضع رفع بأنه فاعل لحق؛ أي حقّ خسرانهم.
و الثالث- أنّ المعنى لا محالة خسرانهم؛ فيكون في موضع رفع أيضا. و قيل: في موضع نصب أو جرّ؛ إذ التقدير: لا محالة في خسرانهم.
و الرابع- أنّ المعنى لا منع من أنهم خسروا، فهو في الإعراب كالذي قبله.
24- مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ : مبتدأ، و الخبر كَالْأَعْمى ؛ و التقدير: كمثل الأعمى؛ و أحد الفريقين الأعمى و الأصم، و الآخر البصير و السميع.
مَثَلًا : تمييز 25- إِنِّي لَكُمْ : يقرأ بكسر الهمزة، على تقدير: فقال: إني. و بفتحها على تقدير: بأنّي، و هو في موضع نصب؛ أي أرسلناه بالإنذار؛ أي منذرا.
26- أَنْ لا تَعْبُدُوا : هو مثل الذي في أوّل السورة.
27- ما نَراكَ : يجوز أن يكون من رؤية العين، و تكون الجملة بعده في موضع الحال، «و قد» معه مرادة.
و يجوز أن يكون من رؤية القلب؛ فتكون الجملة في موضع المفعول الثاني.
و الأراذل: جمع أرذال، و أرذال: جمع رذل؛ و قيل الواحد أرذل، و الجمع أراذل؛ و جمع على هذه الزّنة و إن كان وصفا؛ لأنه غلب فصار كالأسماء. و معنى غلبته أنه لا يكاد يذكر الموصوف معه؛ و هو مثل الأبطح و الأبرق.
بادِيَ الرَّأْيِ . يقرأ بهمزة بعد الدال، و هو من بدأ يبدا، إذا فعل الشيء أولا.
و يقرأ بياء مفتوحة. و فيه وجهان:
أحدهما- أنّ الهمزة أبدلت ياء لانكسار ما قبلها.
و الثاني- أنه من بدا يبدو، إذا ظهر.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 201
و بادي هنا ظرف، و جاء على فاعل، كما جاء على فعيل، نحو قريب و بعيد، و هو مصدر مثل العافية و العاقبة، و في العامل فيه أربعة أوجه:
أحدها- نراك؛ أي فيما يظهر لنا من الرأي، أو في أول رأينا.
فإن قيل: ما قبل «إلا» إذا تمّ لا يعمل فيما بعدها، كقولك: ما أعطيت أحدا إلا زيدا دينارا؛ لأنّ إلّا تعدّي الفعل و لا تعدّيه إلا إلى واحد، كالواو في باب المفعول معه.
قيل: جاز لك هنا لأنّ بادي ظرف، أو كالظرف، مثل جهد رأيي أنك ذاهب؛ أي في جهد رأيي، و الظروف يتسع فيها.
و الوجه الثاني- أنّ العامل فيه «اتَّبَعَكَ» ؛ أي اتّبعوك في أول الرأي، أو فيما ظهر منه من غير أن يبحثوا.
و الوجه الثالث- أنه من تمام «أَراذِلُنا» ؛ أي الأراذل في رأينا.
و الرابع- أنّ العامل فيه محذوف؛ أي يقول ذاك في بادئ الرأي به.
و الرأي: مهموز؛ و غير مهموز.
28- رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ : يجوز أن تكون «من» متعلقة بالفعل، و أن تكون من نعت الرحمة.
فَعُمِّيَتْ : أي خفيت عليكم، لأنكم لم تنظروا فيها حقّ النظر.
و قيل: المعنى عميتم عنها، كقولهم: أدخلت الخاتم في إصبعي.
و يقرأ بالتشديد و الضم؛ أي أبهمت عليكم عقوبة لكم.
و أَ نُلْزِمُكُمُوها : الماضي منه ألزمت، و هو متعدّ إلى مفعولين، و دخلت الواو هنا تتمّة للميم، و هو الأصل في ميم الجمع.
و قرئ بإسكان الميم الأولى، فرارا من توالى الحركات.
31- تَزْدَرِي : الدال بدل من التاء، و أصلها تزتري، و هو تفتعل من زريت، و أبدلت دالا لتجانس الزاي في الجهر؛ و التاء مهموسة؛ فلم تجتمع مع الزاي.
32- قَدْ جادَلْتَنا : الجمهور على إثبات الألف، و كذلك «جِدالَنا» .
و قرئ «جدلتنا فأكثرت جدلنا» بغير ألف فيهما، و هو بمعنى غلبتنا بالجدل. 34- إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللَّهُ :
حكم الشرط إذا دخل على الشرط أن يكون الشرط الثاني و الجواب جوابا للشّرط الأول؛ كقولك: إن أتيتني إن كلمتني أكرمتك، فقولك: إن كلمتني أكرمتك جواب إن أتيتني؛ و إذا كان كذلك صار الشرط الأول في الذّكر مؤخّرا في المعنى حتى لو أتاه ثم كلّمه لم يجب الإكرام. و لكن إن كلّمه ثم أتاه وجب إكرامه.
و علة ذلك أنّ الجواب صار معوقا بالشرط الثاني، و قد جاء في القرآن منه قوله تعالى: «إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ ...» .
35- فَعَلَيَّ إِجْرامِي :
يقرأ بكسر الهمزة، و هو مصدر أجرم، و فيه لغة أخرى «جرم». و بفتح الهمزة، و هو جمع جرم.
36- أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ : يقرأ بفتح الهمزة، و إنه في موضع رفع بأوحي.
و يقرأ بكسرها، و التقدير: قيل إنه، و هو المرفوع بأوحي.
إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ : استثناء من غير الجنس في المعنى، و هو فاعل «لن يؤمن».
37- بِأَعْيُنِنا : في موضع الحال من ضمير الفاعل في «اصنع»، أي محفوظا.
40- مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ : يقرأ «كلّ» بالإضافة، و فيه وجهان:
أحدهما- أنّ مفعول «حمل» اثنين، تقديره:
احمل فيها اثنين من كلّ زوج، فمن- على هذا- حال، لأنها صفة للنكرة قدّمت عليها.
و الثاني- أن «من» زائدة، و المفعول «كل»، و اثنين توكيد، و هذا على قول الأخفش.
و يقرأ: «من كلّ»- بالتنوين؛ فعلى هذا مفعول احمل زوجين، و اثنين توكيد له، و «من» على هذا يجوز أن تتعلّق باحمل، و أن يكون حالا؛ و التقدير:
من كل شيء أو صنف. وَ أَهْلَكَ : معطوف على المفعول.
ظ+ إِلَّا مَنْ سَبَقَ : استثناء متصل.
وَ مَنْ آمَنَ : مفعول احمل أيضا.
41- بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها : مجراها مبتدأ، و بسم الله خبره، و الجملة حال مقدّرة، و صاحبها الواو في «ارْكَبُوا» .
و يجوز أن ترفع مجراها ببسم الله على أن تكون بسم الله حالا من الواو في اركبوا.
و يجوز أن تكون الجملة حالا من الهاء؛ تقديره:
اركبوا فيها و جريانها بسم الله؛ و هي مقدرة أيضا.
و قيل: مجراها و مرساها ظرفا مكان، و بسم الله حال من الواو؛ أي مسمّين موضع جريانها.
و يجوز أن يكون زمانا؛ أي وقت جريانها.
و يقرأ بضمّ الميم فيهما، و هو مصدر أجريت مجرى؛ و بفتحهما، و هو مصدر جريت و رسيت.
و يقرأ بضمّ الميم و كسر الراء و السين و ياء بعدهما، و هو صفة لاسم الله عزّ و جلّ.