کتابخانه تفاسیر
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 213
68- وَ لَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ : في جواب «لما» وجهان:
أحدهما- هو «آوى»، و هو جواب «لما» في الأولى. و الثانية؛ كقولك: لما جئتك و لما كلمتك أجبتني؛ و حسّن ذلك أنّ دخولهم على يوسف يعقب دخولهم من الأبواب.
و الثاني- هو محذوف، تقديره: امتثلوا، أو قضوا حاجة أبيهم، و نحوه.
و يجوز أن يكون الجواب معنى «ما كانَ يُغْنِي عَنْهُمْ» .
و حاجَةً : مفعول من أجله: و فاعل يغني «التفرق».
69- قالَ إِنِّي أَنَا : هو مستأنف، و هكذا كلّ ما اقتضى جوابا و ذكر جوابه ثم جاءت بعده «قال»- فهي مستأنفة.
72- صُواعَ الْمَلِكِ : الجمهور على ضمّ الصاد، و ألف بعد الواو.
و يقرأ بغير ألف، فمنهم من يضمّ الصاد، و منهم من يفتحها.
و يقرأ «صاع الملك». و كل ذلك لغات فيه، و هو الإناء الذي يشرب به.
و يقرأ «صوغ الملك»- بغين معجمة؛ أي مصوغة. 75- قالُوا جَزاؤُهُ : فيه ثلاثة أوجه:
أحدها- أنه مبتدأ، و الخبر محذوف؛ تقديره:
جزاؤه عندنا كجزائه عندكم. و الهاء تعود على السارق، أو على السّرق. و في الكلام المتقدم دليل عليهما؛ فعلى هذا يكون قوله «مَنْ وُجِدَ» مبتدأ، و «فَهُوَ» مبتدأ ثان، و «جزاؤه» خبر المبتدأ الثاني، و المبتدأ الثاني و خبره خبر الأول.
و «من» شرطية، و الفاء جوابها.
و يجوز أن تكون بمعنى الذي، و دخلت الفاء في خبرها لما فيها من الإبهام، و التقدير: استعباد من وجد في رحله فهو- أي الاستعباد- جزاء السارق.
و يجوز أن تكون الهاء في جزائه للسّرق.
و الوجه الثاني- أن يكون «جزاؤه» مبتدأ، و «من وجد»: خبره؛ و التقدير: استعباد من وجد في رحله، و «فَهُوَ جَزاؤُهُ» مبتدأ و خبر مؤكّد لمعنى الأول.
و الوجه الثالث- أن يكون جزاؤه مبتدأ، و من وجد: مبتدأ ثان، و «فهو»: مبتدأ ثالث، و «جزاؤه» خبر الثالث، و العائد على المبتدأ الأول الهاء الأخيرة، و على الثاني هو.
كَذلِكَ نَجْزِي : الكاف في موضع نصب؛ أي جزاء مثل ذلك. 76- وِعاءِ أَخِيهِ : الجمهور على كسر الواو، و هو الأصل؛ لأنه من وعى يعي.
و يقرأ بالهمزة، و هي بدل من الواو؛ و هما لغتان؛ يقال: وعاء و إعاء، و وشاح و إشاح، و وسادة و إسادة؛ و إنما فرّوا إلى الهمز لثقل الكسرة على الواو.
و يقرأ بضمّها، و هى لغة.
فإن قيل: لم لم يقل فاستخرجها منه لتقدم ذكره؟
قيل: لم يصرح بتفتيش وعاء أخيه حتى يعيد ذكره مضمرا فأظهره ليكون ذلك تنبيها على المحذوف، فتقديره: ثم فتّش وعاء أخيه، فاستخرجها منه.
كَذلِكَ كِدْنا ، و «إِلَّا أَنْ يَشاءَ» ، و «دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ» : كل ذلك قد ذكر.
وَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ : يقرأ شاذّا «ذي عالم»، و فيه ثلاثة أوجه:
أحدها- هو مصدر كالباطل.
و الثاني- ذي زائدة، و قد جاء مثل ذلك في الشعر، كقول الكميت:
إليكم ذوي آل النّبيّ الثالث- أنه أضاف الاسم إلى المسمّى؛ و هو محذوف تقديره: ذي مسمى عالم، كقول الشاعر:
إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما أي مسمّى السلام.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 214
77- فَأَسَرَّها : الضمير يعود إلى نسبتهم إياه إلى السّرق، و قد دلّ عليه الكلام.
و قيل: في الكلام تقديم و تأخير، تقديره: قال في نفسه أنتم شرّ مكانا. و أسرّها؛ أي هذه الكلمة.
و مَكاناً : تمييز؛ أي شرّ منه، أو منهما.
78- فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ : هو منصوب على الظرف، و العامل فيه خذ.
و يجوز أن يكون محمولا على المعنى؛ أي اجعل أحدنا مكانه.
79- مَعاذَ اللَّهِ : هو مصدر؛ و التقدير:
من أن نأخذ.
80- اسْتَيْأَسُوا : يقرأ بياء بعدها همزة، و هو من يئس.
و يقرأ استأيسوا- بألف بعد التاء و قبل الياء، و هو مقلوب؛ يقال: يئس و أيس، و الأصل تقديم الياء، و عليه تصرّف الكلمة؛ فأما «إياس» اسم رجل فليس مصدر هذا الفعل؛ بل مصدر استه؛ أي أعطيته، إلّا أنّ الهمزة في الآية قلبت ألفا تخفيفا.
نَجِيًّا : حال من ضمير الفاعل في «خَلَصُوا» ، و هو واحد في موضع الجمع؛ أي أنجية؛ كما قال تعالى: «ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا» . وَ مِنْ قَبْلُ : أي و من قبل ذلك.
ما فَرَّطْتُمْ : في «ما» وجهان:
أحدهما- هي زائدة؛ «و من» متعلقة بالفعل؛ أي و فرّطتم من قبل.
و الثاني- هي مصدرية، و في موضعها ثلاثة أوجه:
أحدها: رفع بالابتداء، و «من قبل» خبره؛ أي و تفريطكم في يوسف من قبل.
و هذا ضعيف؛ لأن «قبل» إذا وقعت خبرا أو صلة لا تقطع عن الإضافة لئلا تبقى ناقصة.
و الثاني: موضعها نصب عطفا على معمول تعلموا؛ تقديره: ألم تعرفوا أخذ أبيكم عليكم الميثاق و تفريطكم في يوسف.
و الثالث- هو معطوف على اسم إن؛ تقديره:
و أنّ تفريطكم من قبل في يوسف.
و قيل: هو ضعيف على هذين الوجهين، لأنّ فيهما فصلا بين حرف العطف و المعطوف، و قد بيّنا في سورة النساء أن هذا ليس بشيء.
فأما خبر إن على الوجه الأخير فيجوز أن يكون في يوسف؛ و هو الأولى لئلا يجعل «من قبل» خبرا.
فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ : هو مفعول أبرح؛ أي لن أفارق؛ و يجوز أن يكون ظرفا.
81- سَرَقَ : يقرأ بالفتح و التخفيف؛ أي فيما ظهر لنا.
و يقرأ بضم السين و تشديد الراء و كسرها؛ أي نسب إلى السّرق.
82- وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ ؛ أي أهل القرية؛ و جاز حذف المضاف؛ لأن المعنى لا يلتبس.
فأما قوله تعالى: وَ الْعِيرَ الَّتِي : فيراد بها الإبل؛ فعلى هذا يكون المضاف محذوفا أيضا؛ أي أصحاب العير؛ و قيل العير القافلة، و هم الناس الراجعون من السّفر؛ فعلى هذا ليس فيه حذف. 84- يا أَسَفى : الألف مبدلة من ياء المتكلم؛ و الأصل أسفي، ففتحت الفاء و صيّرت الياء ألفا ليكون الصوت بها أتمّ.
و عَلى : متعلقة بأسفى.
85- تَفْتَؤُا ؛ أي لا تفتا، فحذفت «لا» للعلم بها.
و تَذْكُرُ : في موضع نصب خبر تفتا.
87- مِنْ رَوْحِ اللَّهِ : الجمهور على فتح الراء، و هو مصدر بمعنى الرحمة، إلّا أنّ استعمال الفعل منه قليل، و إنما يستعمل بالزيادة مثل: أراح، و روّح.
و يقرأ بضم الراء، و هي لغة فيه. و قيل: هو اسم للمصدر، مثل الشّرب و الشّرب.
88- مُزْجاةٍ : ألفها منقلبة عن ياء، أو عن واو؛ لقولهم زجا الأمر يزجو.
فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ ؛ أي المكيل.
90- قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا : جملة مستأنفة.
و قيل: هي حال من يوسف و أخي؛ و فيه بعد لعدم العامل في الحال، و «أَنَا» لا يعمل في الحال، و لا يصحّ أن يعمل فيه «هذا» ، لأنه إشارة إلى واحد، و «علينا» راجع إليهما جميعا.
مَنْ يَتَّقِ : الجمهور على حذف الياء. و «من» شرط، و الفاء جوابه.
و يقرأ بالياء، و فيه ثلاثة أوجه:
أحدها- أنه أشبع كسرة القاف، فنشأت الياء.
و الثاني- أنه قدّر الحركة على الياء، و حذفها بالجزم، و جعل حرف العلة كالصحيح في ذلك.
و الثالث- أنه جعل «من» بمعنى الذي، فالفعل على هذا مرفوع.
وَ يَصْبِرْ - بالسكون: فيه وجهان:
أحدهما- أنه حذف الضمة لئلا تتوالى الحركات، أو نوى الوقف عليه، و أجرى الوصل مجرى الوقف.
و الثاني- هو مجزوم على المعنى؛ لأنّ «من» هنا و إن كانت بمعنى الذي، و لكنها بمعنى الشرط لما فيها من العموم و الإبهام؛ و من هنا دخلت الفاء في خبرها، و نظيره: «فَأَصَّدَّقَ وَ أَكُنْ» - في قراءة من جزم.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 215
و العائد من الخبر محذوف؛ تقديره: المحسنين منهم.
و يجوز أن يكون وضع الظاهر موضع المضمر؛ أي لا نضيع أجرهم.
92- لا تَثْرِيبَ : في خبر «لا» وجهان:
أحدهما- قوله: «عَلَيْكُمُ» ؛ فعلى هذا ينتصب «الْيَوْمَ» بالخبر. و قيل ينتصب اليوم ب «يَغْفِرُ» .
و الثاني- الخبر «الْيَوْمَ» ، و عليكم يتعلّق بالظرف أو بالعامل في الظّرف، و هو الاستقرار.
و قيل: مي للتبيين كاللام في قولهم: سقيا لك؛ و لا يجوز أن تتعلق «على» بتثريب، و لا نصب اليوم به، لأن اسم «لا» إذا عمل ينوّن.
93- بِقَمِيصِي : يجوز أن يكون مفعولا به؛ أي احملوا قميصي. و يجوز أن يكون حالا؛ أي اذهبوا و قميصي معكم.
و بَصِيراً : حال في الموضعين.
100- سُجَّداً : حال مقدّرة، لأنّ السجود يكون بعد الخرور.
رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ : الظرف حال من «رؤياي»؛ لأنّ المعنى رؤياي التي كانت من قبل؛ و العامل فيها هذا. و يجوز أن يكون ظرفا للرّؤيا؛ أي تأويل رؤياي في ذلك الوقت.
و يجوز أن يكون العامل فيها «تَأْوِيلُ» ؛ لأنّ التأويل كان من حين وقوعها هكذا، و الآن ظهر له.
و قَدْ جَعَلَها : حال مقدرة؛ و يجوز أن تكون مقارنة.
و حَقًّا : صفة مصدر؛ أي جعلا حقّا.
و يجوز أن يكون مفعولا ثانيا؛ و جعل بمعنى صيّر. و يجوز أن يكون حالا؛ أي وضعها صحيحة.
و يجوز أن يكون «حقّا» مصدرا من غير لفظ الفحل؛ بل من معناه؛ لأن جعلها في معنى حقّقها، و حقّا في معنى تحقيق.
وَ قَدْ أَحْسَنَ بِي : قبل الباء بمعنى إلى.
و قيل: هي على بابها، و المفعول محذوف، تقديره:
و قد أحسن صنعه بي.
و إِذْ : ظرف لأحسن، أو لصنعه.
101- مِنَ الْمُلْكِ ، و «مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ» : قيل المفعول محذوف؛ أي عظيما من الملك، و حظّا من التأويل.
و قيل: هي زائدة. و قيل «من» لبيان الجنس. 105- وَ الْأَرْضِ يَمُرُّونَ : الجمهور على الجر عطفا على السموات، و الضمير في «عَلَيْها» للآية. و قيل الأرض؛ فيكون يمرّون حالا منها؛ و قيل: منها و من السموات.
و معنى يمرّون يشاهدون، أو يعلمون.
و يقرأ «و الأرض»- بالنصب؛ أي و يسلكون الأرض، و فسّره «يمرون».
و يقرأ بالرفع على الابتداء.
107- و بَغْتَةً : مصدر في موضع الحال.
108- و أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ : مستأنف.
و قيل: حال من الياء.
ظ+ عَلى بَصِيرَةٍ : حال؛ أي مستيقنا.
وَ مَنِ اتَّبَعَنِي : معطوف على ضمير الفاعل في ادعو.
و يجوز أن يكون مبتدأ؛ أي: و من اتبعني كذلك.
109- و مِنْ أَهْلِ الْقُرى : صفة لرجال، او حال من المجرور.
110- قَدْ كُذِبُوا : يقرأ بضمّ الكاف و تشديد الذال و كسرها؛ أي علموا أنهم نسبوا إلى التكذيب.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 216
و قيل الضمير يرجع إلى المرسّل إليهم؛ أي علم الأمم أنّ الرسل كذبوهم.
و يقرأ بتخفيف الذال، و المراد على هذا الأمم لا غير.
و يقرأ بالفتح و التشديد؛ أي: و ظنّ الرسل أنّ الأمم كذّبوهم.
و يقرأ بالتخفيف؛ أي علم الرسل أنّ الأمم كذبوا فيما ادّعوا.
فننجي: يقرأ بنونين و تخفيف الجيم.
و يقرأ بنون واحدة و تشديد الجيم على أنه ماض لم يسمّ فاعله.
و يقرأ كذلك إلا أنه بسكون الياء، و فيه وجهان:
أحدهما- أن يكون أبدل النون الثانية جيما و أدغمها؛ و هو مستقبل على هذا.
و الثاني- أن يكون ماضيا و سكّن الياء لثقلها بحركتها و انكسار ما قبلها.
111- ما كانَ حَدِيثاً ؛ أي ما كان حديث يوسف، أو ما كان المتلوّ عليهم.
وَ لكِنْ تَصْدِيقَ : قد ذكر في يونس.
وَ هُدىً وَ رَحْمَةً : معطوفان عليه، و الله أعلم.
سورة الرعد
1- المر : قد ذكر حكمها في أول البقرة.
تِلْكَ : يجوز أن يكون مبتدأ، و آياتُ الْكِتابِ : خبره. و أن يكون خبر «المر». و آيات بدل، أو عطف بيان.
وَ الَّذِي أُنْزِلَ : فيه وجهان:
أحدهما- هو في موضع رفع؛ و الْحَقُ :
خبره. و يجوز أن يكون الخبر مِنْ رَبِّكَ ، و الحق خبر مبتدأ محذوف، أو هو خبر بعد خبر، أو كلاهما خبر واحد.
و لو قرئ: الحقّ- بالجر، لجاز على أن يكون صفة لربك.
و الوجه الثاني- أن يكون «و الذي» صفة للكتاب، و أدخلت الواو في الصفة كما أدخلت في التائبين و الطّيبين.
و الحق- بالرفع على هذا خبر مبتدأ محذوف.
2- بِغَيْرِ عَمَدٍ : الجار و المجرور في موضع نصب على الحال؛ تقديره: خالية عن عمد.
و العمد- بالفتح: جمع عماد، أو عمود، مثل أديم و أدم، و أفيق و أفق، و إهاب و أهب، و لا خامس لها. و يقرأ بضمّتين، و هو مثل كتاب و كتب، و رسول و رسل.
تَرَوْنَها : الضمير المفعول يعود على العمد؛ فيكون «ترونها» في موضع جرّ صفة.
و يجوز أن يعود على السموات، فيكون حالا منها.
يُدَبِّرُ ، و يُفَصِّلُ : يقرآن بالياء و النون، و معناهما ظاهر، و هما مستأنفان.
و يجوز أن يكون الأول حالا من الضمير في سخّر، و الثاني حالا من الضمير في «يدبّر».
3- وَ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ : ففيه ثلاثة أوجه:
أحدها- أن يكون متعلقا بجعل الثانية؛ و التقدير: و جعل فيها زوجين اثنين من كلّ الثمرات.
و الثاني- أن يكون حالا من اثنين، و هو صفة له في الأصل.
و الثالث- أن يتعلّق بجعل الأولى، و يكون جعل الثاني مستأنفا.
يُغْشِي اللَّيْلَ : يجوز أن يكون حالا من ضمير اسم الله فيما يصحّ من الأفعال التي قبله، و هي: رفع، و سخّر، و يدبر، و يفصل، و مدّ، و جعل.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 217
4- وَ فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ : الجمهور على الرفع بالابتداء، أو فاعل الظّرف.
و قرأ الحسن «قطعا متجاورات»، على تقدير:
و جعل في الأرض.
وَ جَنَّاتٌ : كذلك على الاختلاف. و لم يقرأ أحد منهم. و «زرعا»- بالنصب؛ و لكن رفعه قوم، و هو عطف على قطع؛ و كذلك ما بعده. و جرّه آخرون عطفا على «أَعْنابٍ» ، و ضعّف قوم هذه القراءة؛ لأن الزّرع ليس من الجنات.
و قال آخرون: قد يكون في الجنة زرع، و لكن بين النخيل و الأعناب.
و قيل: التقدير: و نبات زرع؛ فعطفه على المعنى.
و الصّنوان: جمع صنو، مثل قنو و قنوان، و يجمع في القلّة على أصناء. و فيه لغتان: كسر الصاد و ضمها، و قد قرئ بهما.
تسقى: الجمهور على التاء، و التأنيث للجمع السابق. و يقرأ بالياء أي يسقى ذلك.
وَ نُفَضِّلُ : يقرأ بالنون و الياء على تسمية الفاعل، و بالياء و فتح الضاد، و بَعْضَها بالرفع؛ و هو بيّن.
فِي الْأُكُلِ : يجوز أن يكون ظرفا لنفضّل.
و أن يكون متعلقا بمحذوف على أن يكون حالا من بعضها؛ أي نفضّل بعضها مأكولا؛ أو و فيه الأكل.
5- فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ : قولهم: مبتدأ، و عجب خبر مقدم.
و قيل: العجب هنا بمعنى المعجب؛ فعلى هذا يجوز أن يرتفع «قولهم» به.
أَ إِذا كُنَّا : الكلام كلّه في موضع نصب بقولهم، و العامل في إذا فعل دلّ عليه الكلام؛ تقديره: أ إذا كنّا ترابا نبعث، و دلّ عليه قوله تعالى: «لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ» ؛ و لا يجوز أن ينتصب بكنّا؛ لأنّ «إذا» مضافة إليه؛ و لا بجديد؛ لأنّ ما بعد «إن» لا يعمل فيما قبلها.
6- قَبْلَ الْحَسَنَةِ : يجوز أن يكون ظرفا ليستعجلونك، و أن يكون حالا من السيئة مقدّرة.
و الْمَثُلاتُ : بفتح الميم، و ضمّ الثاء، واحدتها كذلك.
و يقرأ بإسكان الثاء؛ و فيه وجهان:
أحدهما- أنها مخفّفة من الجمع المضموم فرارا من ثقل الضمة مع توالي الحركات.
و الثاني- أنّ الواحد خفّف ثم جمع على ذلك.
و يقرأ بضمتين، و بضمّ الأول و إسكان الثاني، و ضمّ الميم فيه لغة، فأما ضمّ الثاء فيجوز أن يكون لغة في الواحد، و أن يكون اتباعا في الجمع، و أمّا إسكانها فعلى الوجهين.
حال من الناس، و العامل المغفرة.
فيه ثلاثة أوجه:
أحدها- أنه جملة مستأنفة؛ أي: و لكل قوم نبيّ هاد.
و الثاني- أنّ المبتدأ محذوف، تقديره: و هو لكل قوم هاد.
الثالث- تقديره: إنما أنت منذر و هاد لكل قوم؛ و في هذا فصل بين حرف العطف و المعطوف عليه، و قد ذكروا منه قدرا صالحا.
8- ما تَحْمِلُ :
في «ما» وجهان:
أحدهما هي بمعنى الذي، و موضعها نصب بيعلم.
و الثاني- هي استفهامية؛ فتكون منصوبة بتحمل، و الجملة في موضع نصب. و مثله: «وَ ما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَ ما تَزْدادُ» .
وَ كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ : يجوز أن يكون «عنده» في موضع جرّ صفة لشيء، أو في موضع رفع صفة لكل، و العامل فيها على الوجهين محذوف؛ و خبر كل «بمقدار».
و يجوز أن يكون صفة لمقدار، و ان يكون ظرفا لما يتعلّق به الجارّ.
9- عالِمُ الْغَيْبِ : خبر مبتدأ محذوف؛ أي هو.
و يجوز أن يكون مبتدأ، و «الْكَبِيرُ» : خبره.
و الجيّد أن يكون مبتدأ، و «الْكَبِيرُ» : خبره.
و الجيّد الوقف على «الْمُتَعالِ» بغير ياء؛ لأنه رأس آية، و لولا ذلك لكان الجيّد إثباتها.
10- سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ : من مبتدأ، و سواء خبر. فأما «منكم» فيجوز أن يكون حالا من الضمير في سواء؛ لأنّه في موضع مستو؛ و مثله: «لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ» .
و يضعف أن يكون «منكم» حالا من الضمير في «أسرّ»، و «جَهَرَ» ؛ لوجهين: أحدهما- تقديم ما في الصلة على الموصول، أو الصفة على الموصوف.
و الثاني- تقديم الخبر على «منكم»، و حقّه أن يقع بعده.
11- لَهُ مُعَقِّباتٌ : واحدتها معقّبة، و الهاء فيها للمبالغة؛ مثل نسّابة؛ أي ملك معقّب.
و قيل: معقبة: صفة للجمع، ثم جمع على ذلك.
مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ : يجوز أن يكون صفة لمعقبات؛ و أن يكون ظرفا؛ و أن يكون حالا من الضمير الذي فيه؛ فعلى هذا يتمّ الكلام عنده.
و يجوز أن يتعلّق ب «يَحْفَظُونَهُ» ؛ أي معقّبات يحفظونه من بين يديه و من خلفه و يجوز أن يتعلّق ب «يحفظونه» صفة لمعقّبات، و أن يكون حالا مما يتعّلق به الظرف.
مِنْ أَمْرِ اللَّهِ : أي من الجنّ و الإنس؛ فتكون «من» على بابها. و قيل: «من» بمعنى الباء؛ أي بأمر الله. و قيل بمعنى عن.
وَ إِذا أَرادَ : العامل في «إذا» ما دلّ عليه الجواب؛ أي لم يردّ، أو وقع.
مِنْ والٍ : يقرأ بالإمالة من أجل الكسرة، و لا مانع هنا.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 218
12- خَوْفاً وَ طَمَعاً : مفعول من أجله.
و السَّحابَ الثِّقالَ : قد ذكر في الأعراف.
13- وَ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ : قيل هو ملك؛ فعلى هذا قد سمّي بالمصدر؛ و قيل: الرعد صوته؛ و التقدير على هذا: ذو الرعد، أو الراعد.
و بِحَمْدِهِ قد ذكر في البقرة في قصة آدم صلّى اللّه عليه و سلّم.
و الْمِحالِ : فعال من المحل، و هو القوة، يقال: محل به، إذا غلبه، و فيه لغة أخرى فتح الميم.
14- وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ : فيه قولان:
أحدهما- هو كناية عن الأصنام؛ أي و الأصنام الذين يدعون المشركين إلى عبادتهم «لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ» : و جمعهم جمع من يعقل على اعتقادهم فيها.
و الثاني- أنهم المشركون، و التقدير: و المشركون الذين يدعون الأصنام من دون الله لا يستجيبون لهم؛ أي لا يجيبونهم؛ أي إنّ الأصنام لا تجيبهم بشيء.
إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ : التقدير إلا استجابة كاستجابة باسط كفّيه. و المصدر في هذا التقدير مضاف إلى المفعول، كقوله تعالى: «لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ» ؛ و فاعل هذا المصدر مضمر، و هو ضمير في الماء؛ أي لا يجيبونهم إلا كما يجيب الماء باسط كفّيه إليه، و الإجابة هنا كناية عن الانقياد. و أما قوله تعالى «لِيَبْلُغَ فاهُ» - فاللام متعلّقة بباسط، و الفاعل ضمير الماء؛ أي ليبلغ الماء فاه.
وَ ما هُوَ ؛ أي الماء. و لا يجوز أن يكون ضمير الباسط على أن يكون فاعل بالغ مضمرا؛ لأنّ اسم الفاعل إذا جرى على غير من هوله لزم إبراز الفاعل؛ فكان يجب على هذا أن يقول: و ما هو ببالغه الماء؛ فإن جعلت الهاء في «بالغه» ضمير الماء جاز أن يكون هو ضمير الباسط.
و الكاف في «كَباسِطِ» إن جعلتها حرفا كان منها ضمير يعود على الموصوف المحذوف؛ و إن جعلتها اسما لم يكن فيها ضمير.
15- طَوْعاً وَ كَرْهاً : مفعول له، أو في موضع الحال.
وَ ظِلالُهُمْ : معطوف على من.
و بِالْغُدُوِّ : ظرف ليسجد.
16- أم هل يستوي: يقرأ بالياء و التاء، و قد سبقت نظائره.
17- أَوْدِيَةٌ : هو جمع واد، و جمع فاعل على أفعلة شاذّ، و لم نسمعه في غير هذا الحرف. و وجهه أنّ فاعلا قد جاء بمعنى فعيل، و كما جاء فعيل و أفعلة كجريب و أجربة، كذلك فاعل. بِقَدَرِها : صفة لأودية.
وَ مِمَّا يُوقِدُونَ : بالياء و التاء.
عَلَيْهِ فِي النَّارِ : متعلق بيوقدون.
و ابْتِغاءَ : مفعول له.
أَوْ مَتاعٍ : معطوف على حلية؛ و زَبَدٌ :
مبتدأ، و مِثْلُهُ : صفة له، و الخبر «مِمَّا يُوقِدُونَ» .
و المعنى: و من جواهر الأرض كالنّحاس ما فيه زبد، و هو خبثه، مثله؛ أي مثل الزبد الذي يكون على الماء.
و جُفاءً : حال، و همزته منقلبة عن واو.
و قيل: هي أصل.
18- لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا : مستأنف. و هو خبر «الْحُسْنى» .
20- الَّذِينَ يُوفُونَ : يجوز أن يكون نصبا على إضمار أعني.
23- جَنَّاتُ عَدْنٍ : هو بدل من عقبى.
و يجوز أن يكون مبتدأ، و «يَدْخُلُونَها» : الخبر.
وَ مَنْ صَلَحَ : في موضع رفع عطفا على ضمير الفاعل، و ساغ ذلك و إن لم يؤكّد؛ لأنّ ضمير المفعول صار فاصلا كالتوكيد.
و يجوز أن يكون نصبا بمعنى مع.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 219
24- سَلامٌ : أي يقولون سلام.
بِما صَبَرْتُمْ : لا يجوز أن تتعلّق الباء بسلام؛ لما فيه من الفصل بالخبر؛ و إنما يتعلّق بعليكم، أو بما يتعلّق به.
26- وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ :
التقدير في جنب الآخرة.
و لا يجوز أن يكون ظرفا لا للحياة و لا للدنيا؛ لأنهما لا يقعان في الآخرة؛ و إنما هو حال؛ و التقدير: و ما الحياة القريبة كائنة في جنب الآخرة.
28- بِذِكْرِ اللَّهِ : يجوز أن يكون مفعولا به؛ أي الطمأنينة تحصل لهم بذكر الله.
و يجوز أن يكون حالا من القلوب؛ أي تطمئن و فيها ذكر الله.
29- الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ : مبتدأ، و «طُوبى لَهُمْ» : مبتدأ ثان و خبر في موضع الخبر الأول.
و يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف؛ أي هم الذين آمنوا؛ فيكون «طوبى لهم» حالا مقدّرة، و العامل فيها: آمنوا و عملوا.
و يجوز أن يكون «الذين» بدلا من «مَنْ أَنابَ» ؛ أو بإضمار أعني.
و يجوز أن يكون «طوبى» في موضع نصب على تقدير جعل. و واوها مبدلة من ياء؛ لأنها من الطيب، أبدلت واو للضمة قبلها.
وَ حُسْنُ مَآبٍ : الجمهور على ضمّ النون و الإضافة، و هو معطوف على «طوبى» إذا جعلتها مبتدأ.
و قرئ بفتح النون و الإضافة، و هو عطف على طوبى في وجه نصبها.
و يقرأ شاذّا بفتح النون و رفع مآب، و «حسن» على هذا فعل نقلت ضمة سينه إلى الحاء؛ و هذا جائز في فعل إذا كان للمدح أو الذم.
30- كَذلِكَ : التقدير: الأمر كما أخبرناك.
31- وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً : جواب لو محذوف؛ أي لكان هذا القرآن.
و قال الفرّاء: جوابه مقدّم عليه؛ أي و هم يكفرون بالرحمن، و لو أنّ قرآنا على المبالغة.
أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى : الوجه في حذف التاء من هذا الفعل مع إثباتها في الفعلين قبله- أنّ الموتى يشتمل على المذكر الحقيقي و التغليب له؛ فكان حذف التاء أحسن، و الجبال و الأرض ليسا كذلك.
أَنْ لَوْ يَشاءُ : في موضع نصب بييأس؛ لأن معناه: أ فلم يتبين و يعلم.
أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً : فاعل «تحلّ» ضمير القارعة. و قيل: هو للخطاب؛ أي: أو تحل أنت يا محمّد قريبا منهم بالعقوبة؛ فيكون موضع الجملة نصبا عطفا على تصيب.
33- وَ جَعَلُوا لِلَّهِ : هو معطوف على «كَسَبَتْ» ؛ أي و يجعلهم شركاء. و يحتمل أن يكون مستأنفا.
وَ صُدُّوا : يقرأ بفتح الصاد؛ أي و صدوّا غيرهم، و بضمها أي و صدّهم الشيطان أو شركاؤهم؛ و بكسرها؛ و أصلها صددوا بضم الأول فنقلت كسرة الدال إلى الصاد.
35- مَثَلُ الْجَنَّةِ : مبتدأ، و الخبر محذوف؛ أي: و فيما يتلى عليكم مثل الجنة؛ فعلى هذا تَجْرِي : حال من العائد المحذوف في «وُعِدَ» ؛ أي وعدها مقدرا جريان أنهارها.
و قال الفراء: الخبر «تجري»، و هذا عند البصريين خطأ؛ لأن المثل لا تجري من تحته الأنهار، و إنما هو من صفة المضاف إليه، و شبهته أنّ المثل هنا بمعنى الصفة؛ فهو كقولك: صفة زيد أنه طويل.
و يجوز أن يكون «تجري» مستأنفا.
أُكُلُها دائِمٌ : هو مثل «تجري» في الوجهين.
41- نَنْقُصُها : حال من ضمير الفاعل، أو من الأرض.