کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

التبيان فى اعراب القرآن

خطبة الكتاب إعراب الاستعاذة سورة البقرة سورة آل عمران سورة النساء سورة المائدة سورة الأنعام سورة الأعراف سورة الأنفال سورة التوبة سورة يونس سورة هود سورة يوسف سورة الرعد سورة إبراهيم سورة الحجر سورة النحل سورة الإسراء سورة الكهف سورة مريم سورة طه سورة الأنبياء سورة الحج سورة المؤمنون سورة النور سورة الفرقان سورة الشعراء سورة النمل سورة القصص سورة العنكبوت سورة الروم سورة لقمان سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ سورة فاطر سورة يس سورة الصافات سورة ص سورة الزمر سورة غافر سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقون سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح عليه السلام سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الانشراح سورة التين سورة العلق سورة القدر سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة المسد سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس المحتويات

التبيان فى اعراب القرآن


صفحه قبل

التبيان فى اعراب القرآن، ص: 213

68- وَ لَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ‏ : في جواب «لما» وجهان:

أحدهما- هو «آوى»، و هو جواب «لما» في الأولى. و الثانية؛ كقولك: لما جئتك و لما كلمتك أجبتني؛ و حسّن ذلك أنّ دخولهم على يوسف يعقب دخولهم من الأبواب.

و الثاني- هو محذوف، تقديره: امتثلوا، أو قضوا حاجة أبيهم، و نحوه.

و يجوز أن يكون الجواب معنى‏ «ما كانَ يُغْنِي عَنْهُمْ» .

و حاجَةً : مفعول من أجله: و فاعل يغني «التفرق».

69- قالَ إِنِّي أَنَا : هو مستأنف، و هكذا كلّ ما اقتضى جوابا و ذكر جوابه ثم جاءت بعده «قال»- فهي مستأنفة.

72- صُواعَ الْمَلِكِ‏ : الجمهور على ضمّ الصاد، و ألف بعد الواو.

و يقرأ بغير ألف، فمنهم من يضمّ الصاد، و منهم من يفتحها.

و يقرأ «صاع الملك». و كل ذلك لغات فيه، و هو الإناء الذي يشرب به.

و يقرأ «صوغ الملك»- بغين معجمة؛ أي مصوغة. 75- قالُوا جَزاؤُهُ‏ : فيه ثلاثة أوجه:

أحدها- أنه مبتدأ، و الخبر محذوف؛ تقديره:

جزاؤه عندنا كجزائه عندكم. و الهاء تعود على السارق، أو على السّرق. و في الكلام المتقدم دليل عليهما؛ فعلى هذا يكون قوله‏ «مَنْ وُجِدَ» مبتدأ، و «فَهُوَ» مبتدأ ثان، و «جزاؤه» خبر المبتدأ الثاني، و المبتدأ الثاني و خبره خبر الأول.

و «من» شرطية، و الفاء جوابها.

و يجوز أن تكون بمعنى الذي، و دخلت الفاء في خبرها لما فيها من الإبهام، و التقدير: استعباد من وجد في رحله فهو- أي الاستعباد- جزاء السارق.

و يجوز أن تكون الهاء في جزائه للسّرق.

و الوجه الثاني- أن يكون «جزاؤه» مبتدأ، و «من وجد»: خبره؛ و التقدير: استعباد من وجد في رحله، و «فَهُوَ جَزاؤُهُ» مبتدأ و خبر مؤكّد لمعنى الأول.

و الوجه الثالث- أن يكون جزاؤه مبتدأ، و من وجد: مبتدأ ثان، و «فهو»: مبتدأ ثالث، و «جزاؤه» خبر الثالث، و العائد على المبتدأ الأول الهاء الأخيرة، و على الثاني هو.

كَذلِكَ نَجْزِي‏ : الكاف في موضع نصب؛ أي جزاء مثل ذلك. 76- وِعاءِ أَخِيهِ‏ : الجمهور على كسر الواو، و هو الأصل؛ لأنه من وعى يعي.

و يقرأ بالهمزة، و هي بدل من الواو؛ و هما لغتان؛ يقال: وعاء و إعاء، و وشاح و إشاح، و وسادة و إسادة؛ و إنما فرّوا إلى الهمز لثقل الكسرة على الواو.

و يقرأ بضمّها، و هى لغة.

فإن قيل: لم لم يقل فاستخرجها منه لتقدم ذكره؟

قيل: لم يصرح بتفتيش وعاء أخيه حتى يعيد ذكره مضمرا فأظهره ليكون ذلك تنبيها على المحذوف، فتقديره: ثم فتّش وعاء أخيه، فاستخرجها منه.

كَذلِكَ كِدْنا ، و «إِلَّا أَنْ يَشاءَ» ، و «دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ» : كل ذلك قد ذكر.

وَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ‏ : يقرأ شاذّا «ذي عالم»، و فيه ثلاثة أوجه:

أحدها- هو مصدر كالباطل.

و الثاني- ذي زائدة، و قد جاء مثل ذلك في الشعر، كقول الكميت:

إليكم ذوي آل النّبيّ الثالث- أنه أضاف الاسم إلى المسمّى؛ و هو محذوف تقديره: ذي مسمى عالم، كقول الشاعر:

إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما أي مسمّى السلام.

التبيان فى اعراب القرآن، ص: 214

77- فَأَسَرَّها : الضمير يعود إلى نسبتهم إياه إلى السّرق، و قد دلّ عليه الكلام.

و قيل: في الكلام تقديم و تأخير، تقديره: قال في نفسه أنتم شرّ مكانا. و أسرّها؛ أي هذه الكلمة.

و مَكاناً : تمييز؛ أي شرّ منه، أو منهما.

78- فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ‏ : هو منصوب على الظرف، و العامل فيه خذ.

و يجوز أن يكون محمولا على المعنى؛ أي اجعل أحدنا مكانه.

79- مَعاذَ اللَّهِ‏ : هو مصدر؛ و التقدير:

من أن نأخذ.

80- اسْتَيْأَسُوا : يقرأ بياء بعدها همزة، و هو من يئس.

و يقرأ استأيسوا- بألف بعد التاء و قبل الياء، و هو مقلوب؛ يقال: يئس و أيس، و الأصل تقديم الياء، و عليه تصرّف الكلمة؛ فأما «إياس» اسم رجل فليس مصدر هذا الفعل؛ بل مصدر استه؛ أي أعطيته، إلّا أنّ الهمزة في الآية قلبت ألفا تخفيفا.

نَجِيًّا : حال من ضمير الفاعل في‏ «خَلَصُوا» ، و هو واحد في موضع الجمع؛ أي أنجية؛ كما قال تعالى: «ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا» . وَ مِنْ قَبْلُ‏ : أي و من قبل ذلك.

ما فَرَّطْتُمْ‏ : في «ما» وجهان:

أحدهما- هي زائدة؛ «و من» متعلقة بالفعل؛ أي و فرّطتم من قبل.

و الثاني- هي مصدرية، و في موضعها ثلاثة أوجه:

أحدها: رفع بالابتداء، و «من قبل» خبره؛ أي و تفريطكم في يوسف من قبل.

و هذا ضعيف؛ لأن «قبل» إذا وقعت خبرا أو صلة لا تقطع عن الإضافة لئلا تبقى ناقصة.

و الثاني: موضعها نصب عطفا على معمول تعلموا؛ تقديره: ألم تعرفوا أخذ أبيكم عليكم الميثاق و تفريطكم في يوسف.

و الثالث- هو معطوف على اسم إن؛ تقديره:

و أنّ تفريطكم من قبل في يوسف.

و قيل: هو ضعيف على هذين الوجهين، لأنّ فيهما فصلا بين حرف العطف و المعطوف، و قد بيّنا في سورة النساء أن هذا ليس بشي‏ء.

فأما خبر إن على الوجه الأخير فيجوز أن يكون في يوسف؛ و هو الأولى لئلا يجعل «من قبل» خبرا.

فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ‏ : هو مفعول أبرح؛ أي لن أفارق؛ و يجوز أن يكون ظرفا.

81- سَرَقَ‏ : يقرأ بالفتح و التخفيف؛ أي فيما ظهر لنا.

و يقرأ بضم السين و تشديد الراء و كسرها؛ أي نسب إلى السّرق.

82- وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ ؛ أي أهل القرية؛ و جاز حذف المضاف؛ لأن المعنى لا يلتبس.

فأما قوله تعالى: وَ الْعِيرَ الَّتِي‏ : فيراد بها الإبل؛ فعلى هذا يكون المضاف محذوفا أيضا؛ أي أصحاب العير؛ و قيل العير القافلة، و هم الناس الراجعون من السّفر؛ فعلى هذا ليس فيه حذف. 84- يا أَسَفى‏ : الألف مبدلة من ياء المتكلم؛ و الأصل أسفي، ففتحت الفاء و صيّرت الياء ألفا ليكون الصوت بها أتمّ.

و عَلى‏ : متعلقة بأسفى.

85- تَفْتَؤُا ؛ أي لا تفتا، فحذفت «لا» للعلم بها.

و تَذْكُرُ : في موضع نصب خبر تفتا.

87- مِنْ رَوْحِ اللَّهِ‏ : الجمهور على فتح الراء، و هو مصدر بمعنى الرحمة، إلّا أنّ استعمال الفعل منه قليل، و إنما يستعمل بالزيادة مثل: أراح، و روّح.

و يقرأ بضم الراء، و هي لغة فيه. و قيل: هو اسم للمصدر، مثل الشّرب و الشّرب.

88- مُزْجاةٍ : ألفها منقلبة عن ياء، أو عن واو؛ لقولهم زجا الأمر يزجو.

فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ‏ ؛ أي المكيل.

90- قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا : جملة مستأنفة.

و قيل: هي حال من يوسف و أخي؛ و فيه بعد لعدم العامل في الحال، و «أَنَا» لا يعمل في الحال، و لا يصحّ أن يعمل فيه‏ «هذا» ، لأنه إشارة إلى واحد، و «علينا» راجع إليهما جميعا.

مَنْ يَتَّقِ‏ : الجمهور على حذف الياء. و «من» شرط، و الفاء جوابه.

و يقرأ بالياء، و فيه ثلاثة أوجه:

أحدها- أنه أشبع كسرة القاف، فنشأت الياء.

و الثاني- أنه قدّر الحركة على الياء، و حذفها بالجزم، و جعل حرف العلة كالصحيح في ذلك.

و الثالث- أنه جعل «من» بمعنى الذي، فالفعل على هذا مرفوع.

وَ يَصْبِرْ - بالسكون: فيه وجهان:

أحدهما- أنه حذف الضمة لئلا تتوالى الحركات، أو نوى الوقف عليه، و أجرى الوصل مجرى الوقف.

و الثاني- هو مجزوم على المعنى؛ لأنّ «من» هنا و إن كانت بمعنى الذي، و لكنها بمعنى الشرط لما فيها من العموم و الإبهام؛ و من هنا دخلت الفاء في خبرها، و نظيره: «فَأَصَّدَّقَ وَ أَكُنْ» - في قراءة من جزم.

التبيان فى اعراب القرآن، ص: 215

و العائد من الخبر محذوف؛ تقديره: المحسنين منهم.

و يجوز أن يكون وضع الظاهر موضع المضمر؛ أي لا نضيع أجرهم.

92- لا تَثْرِيبَ‏ : في خبر «لا» وجهان:

أحدهما- قوله: «عَلَيْكُمُ» ؛ فعلى هذا ينتصب‏ «الْيَوْمَ» بالخبر. و قيل ينتصب اليوم ب «يَغْفِرُ» .

و الثاني- الخبر «الْيَوْمَ» ، و عليكم يتعلّق بالظرف أو بالعامل في الظّرف، و هو الاستقرار.

و قيل: مي للتبيين كاللام في قولهم: سقيا لك؛ و لا يجوز أن تتعلق «على» بتثريب، و لا نصب اليوم به، لأن اسم «لا» إذا عمل ينوّن.

93- بِقَمِيصِي‏ : يجوز أن يكون مفعولا به؛ أي احملوا قميصي. و يجوز أن يكون حالا؛ أي اذهبوا و قميصي معكم.

و بَصِيراً : حال في الموضعين.

100- سُجَّداً : حال مقدّرة، لأنّ السجود يكون بعد الخرور.

رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ‏ : الظرف حال من «رؤياي»؛ لأنّ المعنى رؤياي التي كانت من قبل؛ و العامل فيها هذا. و يجوز أن يكون ظرفا للرّؤيا؛ أي تأويل رؤياي في ذلك الوقت.

و يجوز أن يكون العامل فيها «تَأْوِيلُ» ؛ لأنّ التأويل كان من حين وقوعها هكذا، و الآن ظهر له.

و قَدْ جَعَلَها : حال مقدرة؛ و يجوز أن تكون مقارنة.

و حَقًّا : صفة مصدر؛ أي جعلا حقّا.

و يجوز أن يكون مفعولا ثانيا؛ و جعل بمعنى صيّر. و يجوز أن يكون حالا؛ أي وضعها صحيحة.

و يجوز أن يكون «حقّا» مصدرا من غير لفظ الفحل؛ بل من معناه؛ لأن جعلها في معنى حقّقها، و حقّا في معنى تحقيق.

وَ قَدْ أَحْسَنَ بِي‏ : قبل الباء بمعنى إلى.

و قيل: هي على بابها، و المفعول محذوف، تقديره:

و قد أحسن صنعه بي.

و إِذْ : ظرف لأحسن، أو لصنعه.

101- مِنَ الْمُلْكِ‏ ، و «مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ» : قيل المفعول محذوف؛ أي عظيما من الملك، و حظّا من التأويل.

و قيل: هي زائدة. و قيل «من» لبيان الجنس. 105- وَ الْأَرْضِ يَمُرُّونَ‏ : الجمهور على الجر عطفا على السموات، و الضمير في‏ «عَلَيْها» للآية. و قيل الأرض؛ فيكون يمرّون حالا منها؛ و قيل: منها و من السموات.

و معنى يمرّون يشاهدون، أو يعلمون.

و يقرأ «و الأرض»- بالنصب؛ أي و يسلكون الأرض، و فسّره «يمرون».

و يقرأ بالرفع على الابتداء.

107- و بَغْتَةً : مصدر في موضع الحال.

108- و أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ‏ : مستأنف.

و قيل: حال من الياء.

ظ+ عَلى‏ بَصِيرَةٍ : حال؛ أي مستيقنا.

وَ مَنِ اتَّبَعَنِي‏ : معطوف على ضمير الفاعل في ادعو.

و يجوز أن يكون مبتدأ؛ أي: و من اتبعني كذلك.

109- و مِنْ أَهْلِ الْقُرى‏ : صفة لرجال، او حال من المجرور.

110- قَدْ كُذِبُوا : يقرأ بضمّ الكاف و تشديد الذال و كسرها؛ أي علموا أنهم نسبوا إلى التكذيب.

التبيان فى اعراب القرآن، ص: 216

و قيل الضمير يرجع إلى المرسّل إليهم؛ أي علم الأمم أنّ الرسل كذبوهم.

و يقرأ بتخفيف الذال، و المراد على هذا الأمم لا غير.

و يقرأ بالفتح و التشديد؛ أي: و ظنّ الرسل أنّ الأمم كذّبوهم.

و يقرأ بالتخفيف؛ أي علم الرسل أنّ الأمم كذبوا فيما ادّعوا.

فننجي: يقرأ بنونين و تخفيف الجيم.

و يقرأ بنون واحدة و تشديد الجيم على أنه ماض لم يسمّ فاعله.

و يقرأ كذلك إلا أنه بسكون الياء، و فيه وجهان:

أحدهما- أن يكون أبدل النون الثانية جيما و أدغمها؛ و هو مستقبل على هذا.

و الثاني- أن يكون ماضيا و سكّن الياء لثقلها بحركتها و انكسار ما قبلها.

111- ما كانَ حَدِيثاً ؛ أي ما كان حديث يوسف، أو ما كان المتلوّ عليهم.

وَ لكِنْ تَصْدِيقَ‏ : قد ذكر في يونس.

وَ هُدىً وَ رَحْمَةً : معطوفان عليه، و الله أعلم.

سورة الرعد

1- المر : قد ذكر حكمها في أول البقرة.

تِلْكَ‏ : يجوز أن يكون مبتدأ، و آياتُ الْكِتابِ‏ : خبره. و أن يكون خبر «المر». و آيات بدل، أو عطف بيان.

وَ الَّذِي أُنْزِلَ‏ : فيه وجهان:

أحدهما- هو في موضع رفع؛ و الْحَقُ‏ :

خبره. و يجوز أن يكون الخبر مِنْ رَبِّكَ‏ ، و الحق خبر مبتدأ محذوف، أو هو خبر بعد خبر، أو كلاهما خبر واحد.

و لو قرئ: الحقّ- بالجر، لجاز على أن يكون صفة لربك.

و الوجه الثاني- أن يكون «و الذي» صفة للكتاب، و أدخلت الواو في الصفة كما أدخلت في التائبين و الطّيبين.

و الحق- بالرفع على هذا خبر مبتدأ محذوف.

2- بِغَيْرِ عَمَدٍ : الجار و المجرور في موضع نصب على الحال؛ تقديره: خالية عن عمد.

و العمد- بالفتح: جمع عماد، أو عمود، مثل أديم و أدم، و أفيق و أفق، و إهاب و أهب، و لا خامس لها. و يقرأ بضمّتين، و هو مثل كتاب و كتب، و رسول و رسل.

تَرَوْنَها : الضمير المفعول يعود على العمد؛ فيكون «ترونها» في موضع جرّ صفة.

و يجوز أن يعود على السموات، فيكون حالا منها.

يُدَبِّرُ ، و يُفَصِّلُ‏ : يقرآن بالياء و النون، و معناهما ظاهر، و هما مستأنفان.

و يجوز أن يكون الأول حالا من الضمير في سخّر، و الثاني حالا من الضمير في «يدبّر».

3- وَ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ‏ : ففيه ثلاثة أوجه:

أحدها- أن يكون متعلقا بجعل الثانية؛ و التقدير: و جعل فيها زوجين اثنين من كلّ الثمرات.

و الثاني- أن يكون حالا من اثنين، و هو صفة له في الأصل.

و الثالث- أن يتعلّق بجعل الأولى، و يكون جعل الثاني مستأنفا.

يُغْشِي اللَّيْلَ‏ : يجوز أن يكون حالا من ضمير اسم الله فيما يصحّ من الأفعال التي قبله، و هي: رفع، و سخّر، و يدبر، و يفصل، و مدّ، و جعل.

التبيان فى اعراب القرآن، ص: 217

4- وَ فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ‏ : الجمهور على الرفع بالابتداء، أو فاعل الظّرف.

و قرأ الحسن «قطعا متجاورات»، على تقدير:

و جعل في الأرض.

وَ جَنَّاتٌ‏ : كذلك على الاختلاف. و لم يقرأ أحد منهم. و «زرعا»- بالنصب؛ و لكن رفعه قوم، و هو عطف على قطع؛ و كذلك ما بعده. و جرّه آخرون عطفا على‏ «أَعْنابٍ» ، و ضعّف قوم هذه القراءة؛ لأن الزّرع ليس من الجنات.

و قال آخرون: قد يكون في الجنة زرع، و لكن بين النخيل و الأعناب.

و قيل: التقدير: و نبات زرع؛ فعطفه على المعنى.

و الصّنوان: جمع صنو، مثل قنو و قنوان، و يجمع في القلّة على أصناء. و فيه لغتان: كسر الصاد و ضمها، و قد قرئ بهما.

تسقى: الجمهور على التاء، و التأنيث للجمع السابق. و يقرأ بالياء أي يسقى ذلك.

وَ نُفَضِّلُ‏ : يقرأ بالنون و الياء على تسمية الفاعل، و بالياء و فتح الضاد، و بَعْضَها بالرفع؛ و هو بيّن.

فِي الْأُكُلِ‏ : يجوز أن يكون ظرفا لنفضّل.

و أن يكون متعلقا بمحذوف على أن يكون حالا من بعضها؛ أي نفضّل بعضها مأكولا؛ أو و فيه الأكل.

5- فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ‏ : قولهم: مبتدأ، و عجب خبر مقدم.

و قيل: العجب هنا بمعنى المعجب؛ فعلى هذا يجوز أن يرتفع «قولهم» به.

أَ إِذا كُنَّا : الكلام كلّه في موضع نصب بقولهم، و العامل في إذا فعل دلّ عليه الكلام؛ تقديره: أ إذا كنّا ترابا نبعث، و دلّ عليه قوله تعالى: «لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ» ؛ و لا يجوز أن ينتصب بكنّا؛ لأنّ «إذا» مضافة إليه؛ و لا بجديد؛ لأنّ ما بعد «إن» لا يعمل فيما قبلها.

6- قَبْلَ الْحَسَنَةِ : يجوز أن يكون ظرفا ليستعجلونك، و أن يكون حالا من السيئة مقدّرة.

و الْمَثُلاتُ‏ : بفتح الميم، و ضمّ الثاء، واحدتها كذلك.

و يقرأ بإسكان الثاء؛ و فيه وجهان:

أحدهما- أنها مخفّفة من الجمع المضموم فرارا من ثقل الضمة مع توالي الحركات.

و الثاني- أنّ الواحد خفّف ثم جمع على ذلك.

و يقرأ بضمتين، و بضمّ الأول و إسكان الثاني، و ضمّ الميم فيه لغة، فأما ضمّ الثاء فيجوز أن يكون لغة في الواحد، و أن يكون اتباعا في الجمع، و أمّا إسكانها فعلى الوجهين.

عَلى‏ ظُلْمِهِمْ‏ :

حال من الناس، و العامل المغفرة.

7- وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ :

فيه ثلاثة أوجه:

أحدها- أنه جملة مستأنفة؛ أي: و لكل قوم نبيّ هاد.

و الثاني- أنّ المبتدأ محذوف، تقديره: و هو لكل قوم هاد.

الثالث- تقديره: إنما أنت منذر و هاد لكل قوم؛ و في هذا فصل بين حرف العطف و المعطوف عليه، و قد ذكروا منه قدرا صالحا.

8- ما تَحْمِلُ‏ :

في «ما» وجهان:

أحدهما هي بمعنى الذي، و موضعها نصب بيعلم.

و الثاني- هي استفهامية؛ فتكون منصوبة بتحمل، و الجملة في موضع نصب. و مثله: «وَ ما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَ ما تَزْدادُ» .

وَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ : يجوز أن يكون «عنده» في موضع جرّ صفة لشي‏ء، أو في موضع رفع صفة لكل، و العامل فيها على الوجهين محذوف؛ و خبر كل «بمقدار».

و يجوز أن يكون صفة لمقدار، و ان يكون ظرفا لما يتعلّق به الجارّ.

9- عالِمُ الْغَيْبِ‏ : خبر مبتدأ محذوف؛ أي هو.

و يجوز أن يكون مبتدأ، و «الْكَبِيرُ» : خبره.

و الجيّد أن يكون مبتدأ، و «الْكَبِيرُ» : خبره.

و الجيّد الوقف على‏ «الْمُتَعالِ» بغير ياء؛ لأنه رأس آية، و لولا ذلك لكان الجيّد إثباتها.

10- سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ‏ : من مبتدأ، و سواء خبر. فأما «منكم» فيجوز أن يكون حالا من الضمير في سواء؛ لأنّه في موضع مستو؛ و مثله: «لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ» .

و يضعف أن يكون «منكم» حالا من الضمير في «أسرّ»، و «جَهَرَ» ؛ لوجهين: أحدهما- تقديم ما في الصلة على الموصول، أو الصفة على الموصوف.

و الثاني- تقديم الخبر على «منكم»، و حقّه أن يقع بعده.

11- لَهُ مُعَقِّباتٌ‏ : واحدتها معقّبة، و الهاء فيها للمبالغة؛ مثل نسّابة؛ أي ملك معقّب.

و قيل: معقبة: صفة للجمع، ثم جمع على ذلك.

مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ‏ : يجوز أن يكون صفة لمعقبات؛ و أن يكون ظرفا؛ و أن يكون حالا من الضمير الذي فيه؛ فعلى هذا يتمّ الكلام عنده.

و يجوز أن يتعلّق ب «يَحْفَظُونَهُ» ؛ أي معقّبات يحفظونه من بين يديه و من خلفه و يجوز أن يتعلّق ب «يحفظونه» صفة لمعقّبات، و أن يكون حالا مما يتعّلق به الظرف.

مِنْ أَمْرِ اللَّهِ‏ : أي من الجنّ و الإنس؛ فتكون «من» على بابها. و قيل: «من» بمعنى الباء؛ أي بأمر الله. و قيل بمعنى عن.

وَ إِذا أَرادَ : العامل في «إذا» ما دلّ عليه الجواب؛ أي لم يردّ، أو وقع.

مِنْ والٍ‏ : يقرأ بالإمالة من أجل الكسرة، و لا مانع هنا.

التبيان فى اعراب القرآن، ص: 218

12- خَوْفاً وَ طَمَعاً : مفعول من أجله.

و السَّحابَ الثِّقالَ‏ : قد ذكر في الأعراف.

13- وَ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ‏ : قيل هو ملك؛ فعلى هذا قد سمّي بالمصدر؛ و قيل: الرعد صوته؛ و التقدير على هذا: ذو الرعد، أو الراعد.

و بِحَمْدِهِ‏ قد ذكر في البقرة في قصة آدم صلّى اللّه عليه و سلّم.

و الْمِحالِ‏ : فعال من المحل، و هو القوة، يقال: محل به، إذا غلبه، و فيه لغة أخرى فتح الميم.

14- وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ‏ : فيه قولان:

أحدهما- هو كناية عن الأصنام؛ أي و الأصنام الذين يدعون المشركين إلى عبادتهم‏ «لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْ‏ءٍ» : و جمعهم جمع من يعقل على اعتقادهم فيها.

و الثاني- أنهم المشركون، و التقدير: و المشركون الذين يدعون الأصنام من دون الله لا يستجيبون لهم؛ أي لا يجيبونهم؛ أي إنّ الأصنام لا تجيبهم بشي‏ء.

إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ‏ : التقدير إلا استجابة كاستجابة باسط كفّيه. و المصدر في هذا التقدير مضاف إلى المفعول، كقوله تعالى: «لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ» ؛ و فاعل هذا المصدر مضمر، و هو ضمير في الماء؛ أي لا يجيبونهم إلا كما يجيب الماء باسط كفّيه إليه، و الإجابة هنا كناية عن الانقياد. و أما قوله تعالى‏ «لِيَبْلُغَ فاهُ» - فاللام متعلّقة بباسط، و الفاعل ضمير الماء؛ أي ليبلغ الماء فاه.

وَ ما هُوَ ؛ أي الماء. و لا يجوز أن يكون ضمير الباسط على أن يكون فاعل بالغ مضمرا؛ لأنّ اسم الفاعل إذا جرى على غير من هوله لزم إبراز الفاعل؛ فكان يجب على هذا أن يقول: و ما هو ببالغه الماء؛ فإن جعلت الهاء في «بالغه» ضمير الماء جاز أن يكون هو ضمير الباسط.

و الكاف في‏ «كَباسِطِ» إن جعلتها حرفا كان منها ضمير يعود على الموصوف المحذوف؛ و إن جعلتها اسما لم يكن فيها ضمير.

15- طَوْعاً وَ كَرْهاً : مفعول له، أو في موضع الحال.

وَ ظِلالُهُمْ‏ : معطوف على من.

و بِالْغُدُوِّ : ظرف ليسجد.

16- أم هل يستوي: يقرأ بالياء و التاء، و قد سبقت نظائره.

17- أَوْدِيَةٌ : هو جمع واد، و جمع فاعل على أفعلة شاذّ، و لم نسمعه في غير هذا الحرف. و وجهه أنّ فاعلا قد جاء بمعنى فعيل، و كما جاء فعيل و أفعلة كجريب و أجربة، كذلك فاعل. بِقَدَرِها : صفة لأودية.

وَ مِمَّا يُوقِدُونَ‏ : بالياء و التاء.

عَلَيْهِ فِي النَّارِ : متعلق بيوقدون.

و ابْتِغاءَ : مفعول له.

أَوْ مَتاعٍ‏ : معطوف على حلية؛ و زَبَدٌ :

مبتدأ، و مِثْلُهُ‏ : صفة له، و الخبر «مِمَّا يُوقِدُونَ» .

و المعنى: و من جواهر الأرض كالنّحاس ما فيه زبد، و هو خبثه، مثله؛ أي مثل الزبد الذي يكون على الماء.

و جُفاءً : حال، و همزته منقلبة عن واو.

و قيل: هي أصل.

18- لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا : مستأنف. و هو خبر «الْحُسْنى‏» .

20- الَّذِينَ يُوفُونَ‏ : يجوز أن يكون نصبا على إضمار أعني.

23- جَنَّاتُ عَدْنٍ‏ : هو بدل من عقبى.

و يجوز أن يكون مبتدأ، و «يَدْخُلُونَها» : الخبر.

وَ مَنْ صَلَحَ‏ : في موضع رفع عطفا على ضمير الفاعل، و ساغ ذلك و إن لم يؤكّد؛ لأنّ ضمير المفعول صار فاصلا كالتوكيد.

و يجوز أن يكون نصبا بمعنى مع.

التبيان فى اعراب القرآن، ص: 219

24- سَلامٌ‏ : أي يقولون سلام.

بِما صَبَرْتُمْ‏ : لا يجوز أن تتعلّق الباء بسلام؛ لما فيه من الفصل بالخبر؛ و إنما يتعلّق بعليكم، أو بما يتعلّق به.

26- وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ :

التقدير في جنب الآخرة.

و لا يجوز أن يكون ظرفا لا للحياة و لا للدنيا؛ لأنهما لا يقعان في الآخرة؛ و إنما هو حال؛ و التقدير: و ما الحياة القريبة كائنة في جنب الآخرة.

28- بِذِكْرِ اللَّهِ‏ : يجوز أن يكون مفعولا به؛ أي الطمأنينة تحصل لهم بذكر الله.

و يجوز أن يكون حالا من القلوب؛ أي تطمئن و فيها ذكر الله.

29- الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ‏ : مبتدأ، و «طُوبى‏ لَهُمْ» : مبتدأ ثان و خبر في موضع الخبر الأول.

و يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف؛ أي هم الذين آمنوا؛ فيكون «طوبى لهم» حالا مقدّرة، و العامل فيها: آمنوا و عملوا.

و يجوز أن يكون «الذين» بدلا من‏ «مَنْ أَنابَ» ؛ أو بإضمار أعني.

و يجوز أن يكون «طوبى» في موضع نصب على تقدير جعل. و واوها مبدلة من ياء؛ لأنها من الطيب، أبدلت واو للضمة قبلها.

وَ حُسْنُ مَآبٍ‏ : الجمهور على ضمّ النون و الإضافة، و هو معطوف على «طوبى» إذا جعلتها مبتدأ.

و قرئ بفتح النون و الإضافة، و هو عطف على طوبى في وجه نصبها.

و يقرأ شاذّا بفتح النون و رفع مآب، و «حسن» على هذا فعل نقلت ضمة سينه إلى الحاء؛ و هذا جائز في فعل إذا كان للمدح أو الذم.

30- كَذلِكَ‏ : التقدير: الأمر كما أخبرناك.

31- وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً : جواب لو محذوف؛ أي لكان هذا القرآن.

و قال الفرّاء: جوابه مقدّم عليه؛ أي و هم يكفرون بالرحمن، و لو أنّ قرآنا على المبالغة.

أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى‏ : الوجه في حذف التاء من هذا الفعل مع إثباتها في الفعلين قبله- أنّ الموتى يشتمل على المذكر الحقيقي و التغليب له؛ فكان حذف التاء أحسن، و الجبال و الأرض ليسا كذلك.

أَنْ لَوْ يَشاءُ : في موضع نصب بييأس؛ لأن معناه: أ فلم يتبين و يعلم.

أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً : فاعل «تحلّ» ضمير القارعة. و قيل: هو للخطاب؛ أي: أو تحل أنت يا محمّد قريبا منهم بالعقوبة؛ فيكون موضع الجملة نصبا عطفا على تصيب.

33- وَ جَعَلُوا لِلَّهِ‏ : هو معطوف على‏ «كَسَبَتْ» ؛ أي و يجعلهم شركاء. و يحتمل أن يكون مستأنفا.

وَ صُدُّوا : يقرأ بفتح الصاد؛ أي و صدوّا غيرهم، و بضمها أي و صدّهم الشيطان أو شركاؤهم؛ و بكسرها؛ و أصلها صددوا بضم الأول فنقلت كسرة الدال إلى الصاد.

35- مَثَلُ الْجَنَّةِ : مبتدأ، و الخبر محذوف؛ أي: و فيما يتلى عليكم مثل الجنة؛ فعلى هذا تَجْرِي‏ : حال من العائد المحذوف في‏ «وُعِدَ» ؛ أي وعدها مقدرا جريان أنهارها.

و قال الفراء: الخبر «تجري»، و هذا عند البصريين خطأ؛ لأن المثل لا تجري من تحته الأنهار، و إنما هو من صفة المضاف إليه، و شبهته أنّ المثل هنا بمعنى الصفة؛ فهو كقولك: صفة زيد أنه طويل.

و يجوز أن يكون «تجري» مستأنفا.

أُكُلُها دائِمٌ‏ : هو مثل «تجري» في الوجهين.

41- نَنْقُصُها : حال من ضمير الفاعل، أو من الأرض.

صفحه بعد