کتابخانه تفاسیر
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 217
4- وَ فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ : الجمهور على الرفع بالابتداء، أو فاعل الظّرف.
و قرأ الحسن «قطعا متجاورات»، على تقدير:
و جعل في الأرض.
وَ جَنَّاتٌ : كذلك على الاختلاف. و لم يقرأ أحد منهم. و «زرعا»- بالنصب؛ و لكن رفعه قوم، و هو عطف على قطع؛ و كذلك ما بعده. و جرّه آخرون عطفا على «أَعْنابٍ» ، و ضعّف قوم هذه القراءة؛ لأن الزّرع ليس من الجنات.
و قال آخرون: قد يكون في الجنة زرع، و لكن بين النخيل و الأعناب.
و قيل: التقدير: و نبات زرع؛ فعطفه على المعنى.
و الصّنوان: جمع صنو، مثل قنو و قنوان، و يجمع في القلّة على أصناء. و فيه لغتان: كسر الصاد و ضمها، و قد قرئ بهما.
تسقى: الجمهور على التاء، و التأنيث للجمع السابق. و يقرأ بالياء أي يسقى ذلك.
وَ نُفَضِّلُ : يقرأ بالنون و الياء على تسمية الفاعل، و بالياء و فتح الضاد، و بَعْضَها بالرفع؛ و هو بيّن.
فِي الْأُكُلِ : يجوز أن يكون ظرفا لنفضّل.
و أن يكون متعلقا بمحذوف على أن يكون حالا من بعضها؛ أي نفضّل بعضها مأكولا؛ أو و فيه الأكل.
5- فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ : قولهم: مبتدأ، و عجب خبر مقدم.
و قيل: العجب هنا بمعنى المعجب؛ فعلى هذا يجوز أن يرتفع «قولهم» به.
أَ إِذا كُنَّا : الكلام كلّه في موضع نصب بقولهم، و العامل في إذا فعل دلّ عليه الكلام؛ تقديره: أ إذا كنّا ترابا نبعث، و دلّ عليه قوله تعالى: «لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ» ؛ و لا يجوز أن ينتصب بكنّا؛ لأنّ «إذا» مضافة إليه؛ و لا بجديد؛ لأنّ ما بعد «إن» لا يعمل فيما قبلها.
6- قَبْلَ الْحَسَنَةِ : يجوز أن يكون ظرفا ليستعجلونك، و أن يكون حالا من السيئة مقدّرة.
و الْمَثُلاتُ : بفتح الميم، و ضمّ الثاء، واحدتها كذلك.
و يقرأ بإسكان الثاء؛ و فيه وجهان:
أحدهما- أنها مخفّفة من الجمع المضموم فرارا من ثقل الضمة مع توالي الحركات.
و الثاني- أنّ الواحد خفّف ثم جمع على ذلك.
و يقرأ بضمتين، و بضمّ الأول و إسكان الثاني، و ضمّ الميم فيه لغة، فأما ضمّ الثاء فيجوز أن يكون لغة في الواحد، و أن يكون اتباعا في الجمع، و أمّا إسكانها فعلى الوجهين.
حال من الناس، و العامل المغفرة.
فيه ثلاثة أوجه:
أحدها- أنه جملة مستأنفة؛ أي: و لكل قوم نبيّ هاد.
و الثاني- أنّ المبتدأ محذوف، تقديره: و هو لكل قوم هاد.
الثالث- تقديره: إنما أنت منذر و هاد لكل قوم؛ و في هذا فصل بين حرف العطف و المعطوف عليه، و قد ذكروا منه قدرا صالحا.
8- ما تَحْمِلُ :
في «ما» وجهان:
أحدهما هي بمعنى الذي، و موضعها نصب بيعلم.
و الثاني- هي استفهامية؛ فتكون منصوبة بتحمل، و الجملة في موضع نصب. و مثله: «وَ ما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَ ما تَزْدادُ» .
وَ كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ : يجوز أن يكون «عنده» في موضع جرّ صفة لشيء، أو في موضع رفع صفة لكل، و العامل فيها على الوجهين محذوف؛ و خبر كل «بمقدار».
و يجوز أن يكون صفة لمقدار، و ان يكون ظرفا لما يتعلّق به الجارّ.
9- عالِمُ الْغَيْبِ : خبر مبتدأ محذوف؛ أي هو.
و يجوز أن يكون مبتدأ، و «الْكَبِيرُ» : خبره.
و الجيّد أن يكون مبتدأ، و «الْكَبِيرُ» : خبره.
و الجيّد الوقف على «الْمُتَعالِ» بغير ياء؛ لأنه رأس آية، و لولا ذلك لكان الجيّد إثباتها.
10- سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ : من مبتدأ، و سواء خبر. فأما «منكم» فيجوز أن يكون حالا من الضمير في سواء؛ لأنّه في موضع مستو؛ و مثله: «لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ» .
و يضعف أن يكون «منكم» حالا من الضمير في «أسرّ»، و «جَهَرَ» ؛ لوجهين: أحدهما- تقديم ما في الصلة على الموصول، أو الصفة على الموصوف.
و الثاني- تقديم الخبر على «منكم»، و حقّه أن يقع بعده.
11- لَهُ مُعَقِّباتٌ : واحدتها معقّبة، و الهاء فيها للمبالغة؛ مثل نسّابة؛ أي ملك معقّب.
و قيل: معقبة: صفة للجمع، ثم جمع على ذلك.
مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ : يجوز أن يكون صفة لمعقبات؛ و أن يكون ظرفا؛ و أن يكون حالا من الضمير الذي فيه؛ فعلى هذا يتمّ الكلام عنده.
و يجوز أن يتعلّق ب «يَحْفَظُونَهُ» ؛ أي معقّبات يحفظونه من بين يديه و من خلفه و يجوز أن يتعلّق ب «يحفظونه» صفة لمعقّبات، و أن يكون حالا مما يتعّلق به الظرف.
مِنْ أَمْرِ اللَّهِ : أي من الجنّ و الإنس؛ فتكون «من» على بابها. و قيل: «من» بمعنى الباء؛ أي بأمر الله. و قيل بمعنى عن.
وَ إِذا أَرادَ : العامل في «إذا» ما دلّ عليه الجواب؛ أي لم يردّ، أو وقع.
مِنْ والٍ : يقرأ بالإمالة من أجل الكسرة، و لا مانع هنا.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 218
12- خَوْفاً وَ طَمَعاً : مفعول من أجله.
و السَّحابَ الثِّقالَ : قد ذكر في الأعراف.
13- وَ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ : قيل هو ملك؛ فعلى هذا قد سمّي بالمصدر؛ و قيل: الرعد صوته؛ و التقدير على هذا: ذو الرعد، أو الراعد.
و بِحَمْدِهِ قد ذكر في البقرة في قصة آدم صلّى اللّه عليه و سلّم.
و الْمِحالِ : فعال من المحل، و هو القوة، يقال: محل به، إذا غلبه، و فيه لغة أخرى فتح الميم.
14- وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ : فيه قولان:
أحدهما- هو كناية عن الأصنام؛ أي و الأصنام الذين يدعون المشركين إلى عبادتهم «لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ» : و جمعهم جمع من يعقل على اعتقادهم فيها.
و الثاني- أنهم المشركون، و التقدير: و المشركون الذين يدعون الأصنام من دون الله لا يستجيبون لهم؛ أي لا يجيبونهم؛ أي إنّ الأصنام لا تجيبهم بشيء.
إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ : التقدير إلا استجابة كاستجابة باسط كفّيه. و المصدر في هذا التقدير مضاف إلى المفعول، كقوله تعالى: «لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ» ؛ و فاعل هذا المصدر مضمر، و هو ضمير في الماء؛ أي لا يجيبونهم إلا كما يجيب الماء باسط كفّيه إليه، و الإجابة هنا كناية عن الانقياد. و أما قوله تعالى «لِيَبْلُغَ فاهُ» - فاللام متعلّقة بباسط، و الفاعل ضمير الماء؛ أي ليبلغ الماء فاه.
وَ ما هُوَ ؛ أي الماء. و لا يجوز أن يكون ضمير الباسط على أن يكون فاعل بالغ مضمرا؛ لأنّ اسم الفاعل إذا جرى على غير من هوله لزم إبراز الفاعل؛ فكان يجب على هذا أن يقول: و ما هو ببالغه الماء؛ فإن جعلت الهاء في «بالغه» ضمير الماء جاز أن يكون هو ضمير الباسط.
و الكاف في «كَباسِطِ» إن جعلتها حرفا كان منها ضمير يعود على الموصوف المحذوف؛ و إن جعلتها اسما لم يكن فيها ضمير.
15- طَوْعاً وَ كَرْهاً : مفعول له، أو في موضع الحال.
وَ ظِلالُهُمْ : معطوف على من.
و بِالْغُدُوِّ : ظرف ليسجد.
16- أم هل يستوي: يقرأ بالياء و التاء، و قد سبقت نظائره.
17- أَوْدِيَةٌ : هو جمع واد، و جمع فاعل على أفعلة شاذّ، و لم نسمعه في غير هذا الحرف. و وجهه أنّ فاعلا قد جاء بمعنى فعيل، و كما جاء فعيل و أفعلة كجريب و أجربة، كذلك فاعل. بِقَدَرِها : صفة لأودية.
وَ مِمَّا يُوقِدُونَ : بالياء و التاء.
عَلَيْهِ فِي النَّارِ : متعلق بيوقدون.
و ابْتِغاءَ : مفعول له.
أَوْ مَتاعٍ : معطوف على حلية؛ و زَبَدٌ :
مبتدأ، و مِثْلُهُ : صفة له، و الخبر «مِمَّا يُوقِدُونَ» .
و المعنى: و من جواهر الأرض كالنّحاس ما فيه زبد، و هو خبثه، مثله؛ أي مثل الزبد الذي يكون على الماء.
و جُفاءً : حال، و همزته منقلبة عن واو.
و قيل: هي أصل.
18- لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا : مستأنف. و هو خبر «الْحُسْنى» .
20- الَّذِينَ يُوفُونَ : يجوز أن يكون نصبا على إضمار أعني.
23- جَنَّاتُ عَدْنٍ : هو بدل من عقبى.
و يجوز أن يكون مبتدأ، و «يَدْخُلُونَها» : الخبر.
وَ مَنْ صَلَحَ : في موضع رفع عطفا على ضمير الفاعل، و ساغ ذلك و إن لم يؤكّد؛ لأنّ ضمير المفعول صار فاصلا كالتوكيد.
و يجوز أن يكون نصبا بمعنى مع.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 219
24- سَلامٌ : أي يقولون سلام.
بِما صَبَرْتُمْ : لا يجوز أن تتعلّق الباء بسلام؛ لما فيه من الفصل بالخبر؛ و إنما يتعلّق بعليكم، أو بما يتعلّق به.
26- وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ :
التقدير في جنب الآخرة.
و لا يجوز أن يكون ظرفا لا للحياة و لا للدنيا؛ لأنهما لا يقعان في الآخرة؛ و إنما هو حال؛ و التقدير: و ما الحياة القريبة كائنة في جنب الآخرة.
28- بِذِكْرِ اللَّهِ : يجوز أن يكون مفعولا به؛ أي الطمأنينة تحصل لهم بذكر الله.
و يجوز أن يكون حالا من القلوب؛ أي تطمئن و فيها ذكر الله.
29- الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ : مبتدأ، و «طُوبى لَهُمْ» : مبتدأ ثان و خبر في موضع الخبر الأول.
و يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف؛ أي هم الذين آمنوا؛ فيكون «طوبى لهم» حالا مقدّرة، و العامل فيها: آمنوا و عملوا.
و يجوز أن يكون «الذين» بدلا من «مَنْ أَنابَ» ؛ أو بإضمار أعني.
و يجوز أن يكون «طوبى» في موضع نصب على تقدير جعل. و واوها مبدلة من ياء؛ لأنها من الطيب، أبدلت واو للضمة قبلها.
وَ حُسْنُ مَآبٍ : الجمهور على ضمّ النون و الإضافة، و هو معطوف على «طوبى» إذا جعلتها مبتدأ.
و قرئ بفتح النون و الإضافة، و هو عطف على طوبى في وجه نصبها.
و يقرأ شاذّا بفتح النون و رفع مآب، و «حسن» على هذا فعل نقلت ضمة سينه إلى الحاء؛ و هذا جائز في فعل إذا كان للمدح أو الذم.
30- كَذلِكَ : التقدير: الأمر كما أخبرناك.
31- وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً : جواب لو محذوف؛ أي لكان هذا القرآن.
و قال الفرّاء: جوابه مقدّم عليه؛ أي و هم يكفرون بالرحمن، و لو أنّ قرآنا على المبالغة.
أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى : الوجه في حذف التاء من هذا الفعل مع إثباتها في الفعلين قبله- أنّ الموتى يشتمل على المذكر الحقيقي و التغليب له؛ فكان حذف التاء أحسن، و الجبال و الأرض ليسا كذلك.
أَنْ لَوْ يَشاءُ : في موضع نصب بييأس؛ لأن معناه: أ فلم يتبين و يعلم.
أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً : فاعل «تحلّ» ضمير القارعة. و قيل: هو للخطاب؛ أي: أو تحل أنت يا محمّد قريبا منهم بالعقوبة؛ فيكون موضع الجملة نصبا عطفا على تصيب.
33- وَ جَعَلُوا لِلَّهِ : هو معطوف على «كَسَبَتْ» ؛ أي و يجعلهم شركاء. و يحتمل أن يكون مستأنفا.
وَ صُدُّوا : يقرأ بفتح الصاد؛ أي و صدوّا غيرهم، و بضمها أي و صدّهم الشيطان أو شركاؤهم؛ و بكسرها؛ و أصلها صددوا بضم الأول فنقلت كسرة الدال إلى الصاد.
35- مَثَلُ الْجَنَّةِ : مبتدأ، و الخبر محذوف؛ أي: و فيما يتلى عليكم مثل الجنة؛ فعلى هذا تَجْرِي : حال من العائد المحذوف في «وُعِدَ» ؛ أي وعدها مقدرا جريان أنهارها.
و قال الفراء: الخبر «تجري»، و هذا عند البصريين خطأ؛ لأن المثل لا تجري من تحته الأنهار، و إنما هو من صفة المضاف إليه، و شبهته أنّ المثل هنا بمعنى الصفة؛ فهو كقولك: صفة زيد أنه طويل.
و يجوز أن يكون «تجري» مستأنفا.
أُكُلُها دائِمٌ : هو مثل «تجري» في الوجهين.
41- نَنْقُصُها : حال من ضمير الفاعل، أو من الأرض.
42- وَ سَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ : يقرأ على الإفراد، و هو جنس، و على الجمع على الأصل.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 220
43- وَ مَنْ عِنْدَهُ : يقرأ بفتح الميم، و هو بمعنى الذي، و في موضعه وجهان:
أحدهما- رفع على موضع اسم الله؛ أي كفى الله، و كفى من عنده.
و الثاني- في موضع جرّ عطفا على لفظ اسم الله تعالى؛ فعلى هذا عِلْمُ الْكِتابِ : مرفوع بالظرف؛ لأنه اعتمد بكونه صلة.
و يجوز أن يكون خبرا، و المبتدأ علم الكتاب.
و يقرأ «و من عنده»- بكسر الميم على أنه حرف؛ و علم الكتاب على هذا مبتدأ، أو فاعل الظرف.
و يقرأ: «علم الكتاب» على أنه فعل لم يسمّ فاعله، و هو العامل في «من».
سورة إبراهيم
1- كِتابٌ : خبر مبتدأ محذوف؛ أي هذا كتاب. و أَنْزَلْناهُ صفة للكتاب، و ليس بحال؛ لأنّ كتابا نكرة.
بِإِذْنِ رَبِّهِمْ : في موضع نصب إن شئت على أنه مفعول به؛ أي بسبب الإذن و إن شئت في موضع الحال من الناس؛ أي مأذونا لهم، أو من ضمير الفاعل: أي مأذونا لك.
إِلى صِراطِ : هذا بدل من قوله: إلى النّور، بإعادة حرف الجر. 2- اللَّهِ الَّذِي : يقرأ بالجر على البدل، و بالرفع على ثلاثة أوجه:
أحدها- على الابتداء، و ما بعده الخبر.
و الثاني- على الخبر، و المبتدأ محذوف؛ أي هو الله، و الذي صفة.
و الثالث- هو مبتدأ، و الذي صفته، و الخبر محذوف؛ تقديره: الله الذي له ما في السموات و ما في الأرض العزيز الحميد، و حذف لتقدّم ذكره.
وَ وَيْلٌ : مبتدأ، و لِلْكافِرِينَ : خبره.
مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ : في موضع رفع صفة لويل بعد الخبر، و هو جائز؛ و لا يجوز أن يتعلّق بويل من أجل الفصل بينهما بالخبر.
3- الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ : في موضع جرّ صفة للكافرين، أو في موضع نصب بإضمار أعني، أو في موضع رفع بإضمار «هم».
وَ يَبْغُونَها عوجا: قد ذكر في آل عمران.
4- إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ : في موضع نصب على الحال؛ أي إلا متكلما بلغتهم.
و قرئ في الشاذ «بلسن قومه»- بكسر اللام و إسكان السين، و هي بمعنى اللسان. فَيُضِلُ - بالرفع؛ و لم ينتصب على العطف على «لِيُبَيِّنَ» ؛ لأنّ العطف يجعل معنى المعطوف كمعنى المعطوف عليه، و الرسل أرسلوا للبيان لا للضلال.
و قال الزجاج: لو قرئ بالنصب على أن تكون اللام لام العاقبة جاز.
5- أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ : أن بمعنى أي، فلا موضع له.
و يجوز أن تكون مصدريّة، فيكون التقدير: بأن أخرج؛ و قد ذكر في غير موضع.
6- نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجاكُمْ : قد ذكر في قوله: «إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً» في آل عمران.
وَ يُذَبِّحُونَ : حال أخرى معطوفة على «يسومون».
7- وَ إِذْ تَأَذَّنَ : معطوف على: «إذ أنجاكم».
9- قَوْمِ نُوحٍ : بدل من «الذين».
وَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ : معطوف عليه؛ فعلى هذا يكون قوله تعالى: لا يَعْلَمُهُمْ حالا من الضمير في «من بعدهم».
و يجوز أن يكون مستأنفا، و كذلك جاءَتْهُمْ .
و يجوز أن يكون «وَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ» مبتدأ، و «لا يعلمهم»: خبره، أو حال من الاستقرار، و «جاءتهم» الخبر.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 221
فِي أَفْواهِهِمْ : «في» على بابها ظرف لردّوا؛ و هو على المجاز؛ لأنهم إذا سكتوهم فكأنهم وضعوا أيديهم في أفواههم فمنعوهم بها من النّطق.
و قيل: هي بمعنى إلى. و قيل بمعنى الباء.
10- أَ فِي اللَّهِ شَكٌ : فاعل الظّرف؛ لأنه اعتمد على الهمزة.
فاطِرِ السَّماواتِ : صفة، أو بدل.
لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ : المفعول محذوف، و «من» صفة له؛ أي شيئا من ذنوبكم، و عند الأخفش «من» زائدة.
و قال بعضهم: «من» للبدل؛ أي ليغفر لكم بدلا من عقوبة ذنوبكم؛ كقوله: «أَ رَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ» .
تُرِيدُونَ : صفة أخرى لبشر.
11- وَ ما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ : [ «أن نأتيكم»] اسم كان؛ و «لنا» الخبر.
و إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ : في موضع الحال؛ و قد ذكر في أول السورة.
و يجوز أن يكون الخبر بإذن الله، و «لنا» تبيين.
12- أَلَّا نَتَوَكَّلَ ؛ أي في أن لا نتوكّل.
و يجوز أن يكون حالا؛ أي غير متوكلين. و قد ذكر في غير موضع. 15- وَ اسْتَفْتَحُوا : و يقرأ على لفظ الأمر شاذّا.
17- يَتَجَرَّعُهُ : يجوز أن يكون صفة لماء، و أن يكون حالا من الضمير في يسقى، و أن يكون مستأنفا.
18- مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا : مبتدأ، و الخبر محذوف؛ أي فيما يتلى عليكم مثل الذين ...
و أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ : جملة مستأنفة مفسّرة للمثل. و قيل: الجملة خبر «مثل» على المعنى.
و قيل: مثل مبتدأ، و أعمالهم خبره؛ أي مثلهم مثل أعمالهم. و كرماد على هذا خبر مبتدأ محذوف؛ أي هي كرماد.
و قيل: أعمالهم بدل من مثل، كرماد الخبر، و لو كان في غير القرآن لجاز إبدال أعمالهم من الذين، و هو بدل الاشتمال.
فِي يَوْمٍ عاصِفٍ : ريحه؛ ثم حذف الريح، و جعلت الصفة لليوم مجازا.
و قيل: التقدير: في يوم ذي عصوف؛ فهو على النسب، كقولهم: نابل و رامح.
و قرئ «يوم عاصف» بالإضافة؛ أي يوم ريح عاصف.
لا يَقْدِرُونَ : مستأنف. 19- أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ : يقرأ شاذّا بسكون الراء في الوصل على أنه أجراه مجرى الوقف.
خَلَقَ السَّماواتِ : يقرأ على لفظ الماضي، و خالق على فاعل، و هو للماضي، فيتعرّف بالإضافة.
21- تَبَعاً : أن شئت جعلته جمع تابع، مثل خادم و خدم، و غائب و غيب، و إن شئت جعلته مصدر تبع؛ فيكون المصدر في موضع اسم الفاعل، أو يكون التقدير: ذوي تبع.
مِنْ عَذابِ اللَّهِ : في موضع نصب على الحال؛ لأنه في الأصل صفة لشيء؛ تقديره: من شيء من عذاب الله، و من زائدة؛ أي شيئا كائنا من عذاب الله، و يكون الفعل محمولا على المعنى؛ تقديره: هل تمنعون عنّا شيئا.
و يجوز أن يكون «شيء» واقعا موقع المصدر؛ أي عناء؛ فيكون من عذاب الله متعلقا بمغنون.
سَواءٌ عَلَيْنا أَ جَزِعْنا : قد ذكر في أول البقرة.
22- إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ : استثناء منقطع؛ لأنّ دعاءه لم يكن سلطانا؛ أي حجّة.
بِمُصْرِخِيَ : الجمهور على فتح الياء، و هو جمع مصرخ، فالياء الأولى ياء الجمع، و الثانية ضمير المتكلم، و فتحت لئلا تجتمع الكسرة و الياء بعد كسرتين.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 222
و يقرأ بكسرها، و هو ضعيف لما ذكرنا من الثقل، و فيها وجهان:
أحدهما- أنه كسر على الأصل.
و الثاني- أنه أراد به مصرخي- و هي لغيّة، يقول أربابها: في و رميتى، فتتبع الكسرة الياء إشباعا، إلا أنه في الآية حذف الياء الأخيرة اكتفاء بالكسرة قبلها.
بِما أَشْرَكْتُمُونِ : في «ما» وجهان:
أحدهما- هي بمعنى الذي؛ فتقديره على هذا:
بالذي أشركتموني به؛ أي بالصّنم الذي أطعتموني كما أطعتموه، فحذف العائد.
و الثاني- هي مصدرية؛ أي بإشراككم إياي مع الله عزّ و جل.
و مِنْ قَبْلُ : يتعلّق بأشركتموني؛ أي كفرت الآن بما أشركتموني من قبل.
و قيل: هي متعلقة بكفرت؛ أي كفرت من قبل إشراككم، فلا أنفعكم شيئا.
23- وَ أُدْخِلَ : يقرأ في لفظ الماضي، و هو معطوف على برزوا، أو على: فقال الضعفاء.
و يقرأ شاذّا بضم اللام على أنه مضارع، و الفاعل الله. بِإِذْنِ رَبِّهِمْ : يجوز أن يكون من تمام أدخل، و يكون من تمام خالدين.
تَحِيَّتُهُمْ : يجوز أن يكون المصدر مضافا إلى الفاعل؛ أي يحيي بعضهم بعضا بهذه الكلمة. و أن يكون مضافا إلى المفعول؛ أي يحيهم الله، أو الملائكة.
24- كَلِمَةً : بدل من «مَثَلًا» . كَشَجَرَةٍ :
نعت لها.
و يقرأ شاذّا «كلمة»- بالرفع، و كشجرة خبره.
25- و تُؤْتِي أُكُلَها :
نعت للشجرة، و يجوز أن يكون حالا من معنى الجملة الثانية؛ أي ترتفع مؤتية أكلها.
26- ما لَها مِنْ قَرارٍ :
الجملة صفة لشجرة.
و يجوز أن تكون حالا من الضمير في «اجْتُثَّتْ» .
27- فِي الْحَياةِ الدُّنْيا : يتعلّق بيثبّت.
و يجوز أن يتعلق بالثابت.
28- كُفْراً : مفعول ثان لبدّل.
29- و جَهَنَّمَ : بدل من دار البوار.
و يجوز أن ينتصب بفعل محذوف، أي يصلون جهنّم، أو يدخلون جهنم.
و يَصْلَوْنَها : تفسير له فعلى هذا ليس ليصلونها موضع. و على الأول يجوز أن يكون موضعه حالا من جهنم، أو من الدار، أو من قومهم.
31- يُقِيمُوا الصَّلاةَ : فيه ثلاثة أوجه:
أحدها- هو جواب «قُلْ» ، و في الكلام حذف؛ تقديره: قل لهم أقيموا الصلاة يقيموا؛ أي إن تقل لهم يقيموا؛ قاله الأخفش.
و ردّه قوم؛ قالوا: لأنّ قول الرسول لهم لا يوجب أن يقيموا. و هذا عندي لا يبطل قوله؛ لأنه لم يرد بالعباد الكفار بل المؤمنين، و إذا قال الرسول لهم:
أقيموا الصلاة أقاموها؛ و يدلّ على ذلك قوله:
«لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا» .
و القول الثاني- حكي عن المبرّد، و هو أنّ التقدير: قل لهم أقيموا يقيموا؛ فيقيموا المصرّح به جواب أقيموا المحذوف، و حكاه جماعة و لم يتعرّضوا لإفساده؛ و هو فاسد لوجهين:
أحدهما- أن جواب الشرط يخالف الشّرط، إما في الفعل أو في الفاعل أو فيهما، فأمّا إذا كان مثله في الفعل و الفاعل فهو خطأ، كقولك: قم تقم، و التقدير على ما ذكر في هذا الوجه: إن يقيموا يقيموا.
و الوجه الثاني- أنّ الأمر المقدّر للمواجهة، و يقيموا على لفظ الغيبة؛ و هو خطأ إذا كان الفاعل واحدا.
و القول الثالث- أنه مجزوم بلام محذوفة، تقديره: ليقيموا، فهو أمر مستأنف، و جاز حذف اللام لدلالة «قل» على الأمر.
وَ يُنْفِقُوا : مثل يقيموا.
سِرًّا وَ عَلانِيَةً : مصدران في موضع الحال.
33- دائِبَيْنِ : حال من الشمس و القمر.
34- مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ : يقرأ بإضافة «كلّ» إلى «ما»؛ فمن على قول الأخفش زائدة، و علة قول سيبويه المفعول محذوف تقديره: من كل ما سألتموه ما سألتموه.
و «ما»: يجوز أن تكون بمعنى الذي، و نكرة موصوفة، و مصدرية، و يكون المصدر بمعنى المفعول.
و يقرأ بتنوين «كلّ»، فما سألتموه على هذا مفعول آتاكم.
35- آمِناً : مفعول ثان، و «البلد» وصف المفعول الأول.
وَ اجْنُبْنِي : يقال جنبته و أجنبته و جنّبته.
و قد قرئ بقطع الهمزة و كسر النون.
أَنْ نَعْبُدَ ؛ أي عن أن نعبد؛ و قد ذكر الخلاف في موضعه من الإعراب مرارا.
36- وَ مَنْ عَصانِي : شرط في موضع رفع، و جواب الشرط «فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» . و العائد محذوف؛ أي له، و قد ذكر مثله في يوسف.
37- مِنْ ذُرِّيَّتِي : المفعول محذوف، أي ذرية من ذريتي، و يخرج على قول الأخفش أن تكون «من» زائدة.
عِنْدَ بَيْتِكَ : يجوز أن يكون صفة لواد، و أن يكون بدلا منه.
لِيُقِيمُوا : اللام متعلقة بأسكنت.
تَهْوِي : مفعول ثان لا جعل.
و يقرأ بكسر الواو، و ماضيه هوى، و مصدره الهوى.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 223
و يقرأ بفتح الواو و بالألف بعدها، و ماضيه هوي يهوى هوى، و المعنيان متقاربان، إلا أنّ هوى يتعدّى بنفسه، و هوي يتعدى بإلى، إلا أن القراءة الثانية عدّيت بإلى حملا على تميل.
39- عَلَى الْكِبَرِ : حال من الياء في «وَ هَبْ لِي» .
40- وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي : هو معطوف على المفعول في «اجْعَلْنِي» ؛ و التقدير: و من ذريتي مقيم الصلاة.
42- إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ : يقرأ بالنون على التعظيم، و بالياء لتقدّم اسم الله تعالى.
لِيَوْمٍ ؛ أي لأجل جزاء يوم.
و قيل: هي بمعنى إلى.
43- مُهْطِعِينَ : هو حال من الأبصار؛ و إنما جاز ذلك، لأنّ التقدير تشخص فيه أصحاب الأبصار؛ لأنه يقال: شخص زيد بصره؛ أو تكون الأبصار دلّت على أربابها، فجعلت الحال من المدلول عليه.
و يجوز أن يكون مفعولا لفعل محذوف تقديره: تراهم مهطعين.
مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ : الإضافة غير محضة؛ لأنّه مستقبل، أو حال.
لا يَرْتَدُّ : حال من الضمير في مقنعي، أو بدل من مقنعي. و طَرْفُهُمْ : مصدر في الأصل بمعنى الفاعل، لأنه يقال: ما طرفت عينه، و لم يبق عين تطرف، و قد جاء مجموعا.
وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ : جملة في موضع الحال أيضا؛ فيجوز أن يكون العامل في الحال «يرتدّ» أو ما قبله من العوامل الصالحة للعمل فيها.
فإن قيل: كيف أفرد هواء، و هو خبر لجمع؟
قيل: لما كان معنى هواء هاهنا فارغة متخرّفة أفرد، كما يجوز إفراد فارغة؛ لأنّ تاء التأنيث فيها تدلّ على تأنيث الجمع الذي في «أفئدتهم». و مثله:
أحوال صعبة، و أفعال فاسدة، و نحو ذلك.
44- يَوْمَ يَأْتِيهِمُ : هو مفعول ثان لأنذر؛ و التقدير: و أنذرهم عذاب يوم؛ و لا يجوز أن يكون ظرفا، لأنّ الإنذار لا يكون في ذلك اليوم.
45- وَ تَبَيَّنَ لَكُمْ : فاعله مضمر دلّ عليه الكلام؛ أي تبيّن لكم حالهم.
و كَيْفَ : في موضع نصب ب فعلنا؛ و لا يجوز أن يكون فاعل «تبيّن»، لأمرين:
أحدهما- أنّ الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله.
و الثاني- أنّ كيف لا تكون إلا خبرا، أو ظرفا، أو حالا على اختلافهم في ذلك. 46- وَ عِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ ؛ أي علم مكرهم، أو جزاء مكرهم؛ فحذف المضاف.
لِتَزُولَ مِنْهُ : يقرأ بكسر اللام الأولى و فتح الثانية، و هي لام كي؛ فعلى هذا في «إِنْ» وجهان:
أحدهما- هي بمعنى ما؛ أي ما كان مكرهم لإزالة الجبال؛ و هو تمثيل أمر النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم.
و الثاني- أنها مخفّفة من الثقيلة، و المعنى أنهم مكروا ليزيلوا ما هو كالجبال في الثبوت؛ و مثل هذا المكر باطل.
و يقرأ بفتح اللام الأولى و ضم الثانية، و إن على هذا مخفّفة من الثقيلة، و اللام للتوكيد.
و قرئ شاذا بفتح اللامين، و ذلك على لغة من فتح لام كي؛ و «كانَ» هنا يحتمل أن تكون التامة، و يحتمل أن تكون الناقصة.
47- مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ : الرّسل:
مفعول أول، و الوعد: مفعول ثان، و إضافة مخلف إلى الوعد اتّساع؛ و الأصل مخلف رسله وعده؛ و لكن ساغ ذلك لما كان كلّ واحد منهما مفعولا؛ و هو قريب من قولهم: