کتابخانه تفاسیر
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 270
22- كُلَّما : العامل فيها «أُعِيدُوا» .
و «مِنْ غَمٍّ» : بدل بإعادة الخافض بدل الاشتمال. و قيل: الاولى لابتداء الغاية، و الثانية بمعنى من أجل.
وَ ذُوقُوا ، أي و قيل لهم، فحذف القول.
23- يُحَلَّوْنَ : يقرأ بالتشديد من التّحلية بالحلي.
و يقرأ بالتخفيف من قولك: احلي: البس الحلي، و هو من حليت المرأة تحلى؛ إذا لبست الحلي؛ و يجوز أن تكون من حلى بعيني كذا؛ إذا حسن. و تكون «من» زائدة، أو يكون المفعول محذوفا.
و مِنْ أَساوِرَ : نعت له. و قيل: هو من حليت بكذا؛ إذا ظفرت به.
و مِنْ ذَهَبٍ : نعت لأساور.
وَ لُؤْلُؤاً : معطوف على أساور، لا على ذهب؛ لانّ السوار لا يكون من لؤلؤ في العادة، و يصحّ أن يكون حليا.
و يقرأ بالنصب عطفا على موضع من أساور.
و قيل: هو منصوب بفعل محذوف، تقديره:
و يعطون لؤلؤا.
و الهمزة أو تركه لغتان قرئ بهما. 24- مِنَ الْقَوْلِ :
هو حال من الطّيب، أو من الضمير فيه.
25- وَ يَصُدُّونَ :
حال من الفاعل في «كَفَرُوا» .
و قيل: هو معطوف على المعنى؛ إذ التقدير: يكفرون و يصدّون، أو كفروا و صدّوا؛ و الخبر على هذين محذوف، تقديره: معذّبون، دلّ عليه آخر الآية.
و قيل الواو زائدة و هو الخبر.
و جَعَلْناهُ : يتعدّى إلى مفعولين؛ فالضمير هو الأول، و في الثاني ثلاثة أوجه:
أحدها- «لِلنَّاسِ» ؛ و قوله تعالى: «سَواءً» خبر مقدّم، و ما بعده المبتدأ، و الجملة حال إمّا من الضمير الذي هو الهاء، أو من الضمير في الجار.
و الوجه الثاني- أن يكون للناس حالا، و الجملة بعده في موضع المفعول الثاني.
و الثالث- أن يكون المفعول الثاني سواء على قراءة من نصب، و «الْعاكِفُ» : فاعل سواء.
و يجوز أن يكون «جعل» متعديا إلى مفعول واحد؛ و للناس حال، أو مفعول تعدّى إليه بحرف الجر.
و قرئ «العاكف» بالجر على أن يكون بدلا من الناس، و سواء على هذا نصب لا غير.
وَ مَنْ يُرِدْ : الجمهور على ضمّ الياء من الإرادة.
و يقرأ شاذّا بفتحها من الورود؛ فعلى هذا يكون «بِإِلْحادٍ» حالا؛ أي متلبّسا بإلحاد، و على الأول تكون الباء زائدة. و قيل المفعول محذوف؛ أي تعدّيا بإلحاد.
و بِظُلْمٍ : بدل بإعادة الجار. و قيل: هو حال أيضا؛ أي إلحادا ظالما.
و قيل: التقدير: إلحادا بسبب الظّلم.
26- وَ إِذْ بَوَّأْنا ؛ اي اذكر، و مَكانَ الْبَيْتِ : ظرف؛ و اللام في لإبراهيم زائدة؛ أي أنزلناه مكان البيت؛ و الدليل عليه قوله تعالى: «وَ لَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ» . و قيل: اللام غير زائدة، و المعنى هيأنا.
أَنْ لا تُشْرِكْ : تقديره: قائلين له، لا تشرك؛ فان مفسّره للقول. و قيل: هي مصدرية؛ أي فعلنا ذلك لئلا تشرك، و جعل النهى صلة؛ و قوّى ذلك قراءة من قرأ بالياء.
وَ الْقائِمِينَ ؛ أي المقيمين. و قيل: أراد المصلّين.
27- وَ أَذِّنْ : يقرأ بالتشديد و التخفيف و المدّ؛ أي أعلم الناس بالحج.
رِجالًا : حال، و هو جمع راجل.
و يقرأ بضم الراء مع التخفيف، و هو قليل في الجمع.
و يقرأ بالضم و التّشديد، مثل صائم و صوام.
و يقرأ رجالى مثل عجالى.
وَ عَلى كُلِّ ضامِرٍ : في موضع الحال أيضا؛ أي و ركبانا. و ضامر بغير هاء للمذكر و المؤنث.
و يَأْتِينَ : محمول على المعنى، و المعنى:
و ركبانا على ضوامر يأتين؛ فهو صفة لضامر.
و قرئ شاذّا «يأتون»؛ أي يأتون على كل ضامر. و قيل: يأتون مستأنف.
و مِنْ كُلِّ فَجٍ : يتعلّق به.
28- لِيَشْهَدُوا : يجوز أن تتعلّق اللام بأذّن، و أن تتعلّق بيأتوك. و الله أعلم.
30- ذلِكَ ؛ أي الأمر ذلك.
فَهُوَ خَيْرٌ : هو ضمير التعظيم الذي دلّ عليه يعظّم.
إِلَّا ما يُتْلى : يجوز أن يكون الاستثناء منقطعا؛ لانّ بهيمة الأنعام ليس فيها محرّم؛ و يجوز أن يكون متصلا و يصرف إلى ما حرمّ منها بسبب.
عارض؛ كالموت و نحوه.
مِنَ الْأَوْثانِ : «من» لبيان الجنس؛ أي اجتنبوا الرّجس من هذا القبيل، و هو بمعنى ابتداء الغاية هنا.
31- حُنَفاءَ : هو حال. و غَيْرَ مُشْرِكِينَ كذلك.
فَكَأَنَّما خَرَّ ؛ أي يخرّ، و لذلك عطف عليه قوله تعالى: «فَتَخْطَفُهُ» . و يجوز أن يكون التقدير:
فهو يخطفه؛ فيكون عطف الجملة على الجملة الأولى، و فيها قراءات قد ذكرت في أول البقرة.
32- فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ : في الضمير المؤنث وجهان:
أحدهما- هو ضمير الشعائر، و المضاف محذوف، تقديره: فإنّ تعظيمها، و العائد على «من» محذوف: أي فإن تعظيمها منه، أو من تقوى القلوب منهم. و يخرج على قول الكوفيين أن يكون التقدير: من تقوى قلوبهم، و الألف و اللام بدل من الضمير.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 271
و الوجه الثاني- أن يكون ضمير مصدر مؤنث، تقديره: فإنّ العظمة أو الحرمة أو الخصلة. و تقدير العائد على ما تقدم.
33- لَكُمْ فِيها : الضمير لبهيمة الأنعام.
34- و (المنسك): يقرا بفتح السين و كسرها، و هما لغتان.
و قيل: الفتح للمصدر، و الكسر للمكان.
35- الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ : يجوز أن يكون نصبا على الصفة، أو البدل، أو على إضمار أعني و أن يكون رفعا على تقدير «هم».
وَ الْمُقِيمِي الصَّلاةِ : الجمهور على الجرّ بالإضافة. و قرأ الحسن بالنصب، و التقدير:
و المقيمين، فحذف النون تخفيفا لا للإضافة.
36- وَ الْبُدْنَ : هو جمع بدن، و واحدته بدنة، مثل خشبة و خشب؛ و يقال: هو جمع بدنة مثل ثمرة و ثمر.
و يقرأ بضم الدال مثل ثمر.
و الجمهور على النصب بفعل محذوف: أي و جعلنا البدن. و يقرأ بالرفع على الابتداء.
و لَكُمْ ، أي من أجلكم، فيتعلّق بالفعل.
و مِنْ شَعائِرِ : المفعول الثاني.
لَكُمْ فِيها خَيْرٌ : الجملة حال. صَوافَ : حال من الهاء؛ أي بعضها إلى جنب بعض.
و يقرأ «صوافن»، و واحده صافن؛ و هو الذي يقوم على ثلاث، و على سنبك الرابعة، و ذلك يكون إذا عقلت البدنة.
و يقرأ «صوافي»؛ أي خوالص لله تعالى.
و يقرأ بتسكين الياء؛ و هو مما سكن في موضع النصب من المنقوص.
الْقانِعَ : بالألف، من قولك قنع به إذا رضي بالشيء اليسير.
و يقرأ بغير ألف، من قولك: قنع قنوعا؛ إذا سأل.
وَ الْمُعْتَرَّ : المعترض. و يقرأ المعتري- بفتح التاء و هو في معناه، يقال عرّهم و اعترّهم و عراهم و اعتراهم؛ إذا تعرّض لهم للطلب.
كَذلِكَ : الكاف نعت لمصدر محذوف، تقديره: سخّرناهم تسخيرا مثل ما ذكرنا.
37- لَنْ يَنالَ اللَّهَ : الجمهور على الياء؛ لأن اللحوم و الدماء جمع تكسير؛ فتأنيثه غير حقيقي، و الفصل بينهما حاصل.
و يقرأ بالتاء؛ و كذلك «يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ» . 38- إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ : يقرأ بغير ألف و بالألف؛ و هما سواء.
و يقال: إن الألف تدلّ على أنّ المدافعة تكون بين الله تعالى و بين من يقصد أذى المؤمنين.
39- أُذِنَ : يقرأ على تسمية الفاعل، و على ترك تسميته، و كذلك «يُقاتَلُونَ» ؛ و التقدير:
أذن لهم في القتال بسبب توجيه الظّلم إليهم.
40- الَّذِينَ أُخْرِجُوا : هو نعت للذين الأول، أو بدل منه، أو في موضع نصب بأعني، أو في موضع رفع على إضمار «هم» إِلَّا أَنْ يَقُولُوا : هذا استثناء منقطع، تقديره: إلا بقولهم ربّنا الله.
و دَفْعُ اللَّهِ ، و دفاعه: قد ذكر في البقرة.
وَ صَلَواتٌ ؛ اي و مواضع صلوات.
و يقرأ بسكون اللام مع فتح الصاد و كسرها.
و يقرأ بضمّ الصاد و اللام، و بضمّ الصاد و فتح اللام.
و بسكون اللام كما جاء في «حجرة» اللغات الثلاث.
و يقرأ: صلوت- بضم الصاد و اللام و إسكان الواو، مثل صلب و صلوب.
و يقرأ: «صلويثا» بفتح الصاد و إسكان اللام و ياء بعد الواو و ثاء معجمة بثلاث.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 272
و يقرأ: «صلوتا» بفتح الصاد و ضم اللام، و هو اسم عربي.
و الضمير في «فيها» يعود على المواضع المذكورة.
41- الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ : هو مثل «الَّذِينَ أُخْرِجُوا» .
44- نَكِيرِ : مصدر في موضع الإنكار.
45- فَكَأَيِّنْ : يجوز أن يكون في موضع نصب بما دلّ عليه أهلكنا، و أن يكون في موضع رفع بالابتداء.
أَهْلَكْناها و أهلكتها سواء في المعنى.
وَ بِئْرٍ : معطوفة على قرية.
46- فَإِنَّها : الضمير للقصة، و الجملة بعدها مفسّرة لها.
و الَّتِي فِي الصُّدُورِ : صفة مؤكدة.
51- معجزين: حال و يقرأ «معاجزين»؛ بالألف و التخفيف، و هو في معنى المشدّد، مثل عاهد و عهد؛ و قيل: عاجز: سابق، و عجّز: سبق.
52- إِلَّا إِذا تَمَنَّى : قيل: هو استثناء من غير الجنس. و قيل: الكلام كلّه في موضع صفة لنبيّ.
53- وَ الْقاسِيَةِ : الألف و اللام بمعنى الذي، و الضمير في «قُلُوبِهِمْ» العائد عليها، «و قلوبهم» مرفوع باسم الفاعل؛ و أنّث لأنه لو كان موضعه الفعل للحقته تاء التأنيث؛ و هو معطوف على الذين.
54- فَيُؤْمِنُوا : هو معطوف على «لِيَعْلَمَ» ، و كذلك «فَتُخْبِتَ» .
لهادي الّذين: الجمهور على الإضافة؛ و يقرأ لهاد بالتنوين، و «الذين» نصب به.
55- فِي مِرْيَةٍ - بالكسر و الضم، و هما لغتان.
56- يَوْمَئِذٍ : منصوب بقوله: «لِلَّهِ» ؛ و «لله» الخبر.
و يَحْكُمُ : مستأنف؛ و يجوز أن يكون حالا من اسم الله تعالى، و العامل فيه الجار.
57- فَأُولئِكَ : الجملة خبر الذين؛ و دخلت الفاء لمعنى الجزاء.
58- و قُتِلُوا - بالتخفيف و التشديد، و «لَيَرْزُقَنَّهُمُ» : الخبر. و «رِزْقاً» : مفعول ثان؛ و يحتمل أن يكون مصدرا مؤكّدا.
59- لَيُدْخِلَنَّهُمْ : يجوز أن يكون بدلا من ليرزقنّهم؛ و يجوز أن يكون مستأنفا.
و مُدْخَلًا - بالضم و الفتح، و قد ذكر في النساء. 60- ذلِكَ ؛ أي الأمر ذلك؛ و ما بعده مستأنف.
بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ : الباء فيها بمعنى السبب لا بمعنى الآلة؛ و «لَيَنْصُرَنَّهُ» : خبر من.
62- هُوَ الْحَقُ : يجوز أن يكون «هو» توكيدا، و فصلا، و مبتدأ.
و يَدْعُونَ - بالياء و التاء، و المعنى ظاهر.
63- فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ : إنما رفع الفعل هنا و إن كان قبله لفظ الاستفهام لأمرين:
أحدهما أنه استفهام بمعنى الخبر؛ أي قد رأيت، فلا يكون له جواب.
و الثاني- أنّ ما بعد الفاء ينتصب إذا كان المستفهم عنه سببا له؛ و رؤيته لإنزال الماء لا يوجب اخضرار الأرض؛ و إنما يجب عن الماء؛ و التقدير:
فهي؛ أي القصة، و تصبح الخبر.
و يجوز أن يكون فتصبح بمعنى أصبحت؛ و هو معطوف على أنزل، فلا موضع له إذا.
مُخْضَرَّةً : حال، و هو اسم فاعل.
و قرئ شاذّا بفتح الميم و تخفيف الضاد مثل مبقلة و مجزرة؛ أي ذات خضرة.
65- وَ الْفُلْكَ : في نصبه وجهان:
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 273
أحدهما- هو منصوب بسخّر معطوف على «ما».
و الثاني- هو معطوف على اسم إن.
و تَجْرِي : حال على الوجه الأول، و خبر على الثاني.
و يقرأ بالرّفع، و تجري الخبر.
أَنْ تَقَعَ : مفعول له، أي كراهة أن تقع.
و يجوز أن يكون في موضع جر؛ أي من أن تقع.
و قيل: في موضع نصب على بدل الاشتمال؛ أي: و يمسك وقوع السماء؛ أي يمنعه.
67- فَلا يُنازِعُنَّكَ . و يقرأ «ينزعنّك» بفتح الياء و كسر الزاي و إسكان النون؛ أي لا يخرجنّك.
72- يَكادُونَ : الجملة حال من الذين، أو من الوجوه؛ لأنه يعبّر بالوجوه عن أصحابها، كما قال تعالى: «وَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ» ؛ ثم قال:
«أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ» .
النَّارُ : يقرأ بالرفع. و فيه وجهان:
أحدهما- هو مبتدأ، و «وَعَدَهَا» : الخبر.
و الثاني- هو خبر مبتدأ محذوف؛ أي هو النار؛ أي الشر، و «وعدها» على هذا مستأنف؛ إذ ليس في الجملة ما يصلح أن يعمل في الحال. و يقرأ بالنصب على تقدير أعني، أو ب «وعد» الذي دلّ عليه «وعدها».
و يقرأ بالجر على البدل من شرّ.
73- يَسْلُبْهُمُ : يتعدى إلى مفعولين؛ و «شَيْئاً» هو الثاني.
75- وَ مِنَ النَّاسِ ؛ أي و من الناس رسلا.
78- حَقَّ جِهادِهِ : هو منصوب على المصدر؛ و يجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف؛ أي جهادا حقّ جهاده.
مِلَّةَ أَبِيكُمْ ؛ أي اتّبعوا ملة أبيكم. و قيل:
تقديره: مثل ملّة؛ لأنّ المعنى: سهّل عليكم الدّين مثل ملّة إبراهيم، فحذف المضاف و أقام المضاف إليه مقامة.
هُوَ سَمَّاكُمُ : قيل: الضمير لإبراهيم؛ فعلى هذا الوجه يكون قوله: «وَ فِي هذا» ؛ أي و في هذا القرآن سمّاكم؛ أي بسببه سميتم. و قيل:
الضمير لله تعالى.
لِيَكُونَ الرَّسُولُ : يتعلّق بسمّاكم. و الله أعلم.
سورة المؤمنون
1- قَدْ أَفْلَحَ : من ألقى حركة الهمزة على الدال و حذفها فعلّته أن الهمزة بعد حذف حركتها صيّرت ألفا، ثم حذفت لسكونها و سكون الدال قبلها في الأصل؛ و لا يعتدّ بحركة الدّال لأنها عارضة.
5- إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ : في موضع نصب ب «حافِظُونَ» على المعنى؛ لأن المعنى صانوها عن كل فرج إلا عن فروج أزواجهم.
و قيل: هو حال؛ أي حفظوها في كل حال إلا في هذه الحال.
و لا يجوز أن يتعلق ب «مَلُومِينَ» لأمرين:
أحدهما- أنّ ما بعد «إن» لا يعمل فيما قبلها.
و الثاني- أنّ المضاف إليه لا يعمل فيما قبله.
و إنما تعلّقت «على» بحافظون على المعنى؛ و يجوز أن تتعلّق بفعل دلّ عليه «ملومين»؛ أي إلا على أزواجهم لا يلامون.
8- لِأَماناتِهِمْ : يقرأ بالجمع، لأنها كثيرة، كقوله تعالى: «أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها» ، و على الإفراد لأنها جنس؛ فهي في الإفراد كعهدهم؛ و مثله «صَلَواتِهِمْ» في الإفراد و الجمع.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 274
11- هُمْ فِيها خالِدُونَ : الجملة حال مقدرة، إمّا من الفاعل أو المفعول.
12- مِنْ سُلالَةٍ : يتعلق بخلقنا.
و مِنْ طِينٍ : بمحذوف؛ لأنه صفة لسلالة؛ و يجوز أن يتعلّق بمعنى سلالة؛ لأنها بمعنى مسلولة.
14- خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً : خلقنا بمعنى صيّرنا؛ فلذلك نصب مفعولين.
الْعِظامَ : بالجمع على الأصل، و بالإفراد لأنه جنس.
أَحْسَنُ الْخالِقِينَ : بدل، أو خبر مبتدأ محذوف؛ و ليس بصفة؛ لأنه نكرة و إن أضيف؛ لأن المضاف إليه عوض عن «من»، و هكذا جميع باب أفعل منك.
15- بَعْدَ ذلِكَ : العامل فيه «ميّتون»، و اللام هاهنا لا تمنع العمل.
18- بِهِ : متعلق بذهاب. و «على» متعلقة ب «قادرون».
20- وَ شَجَرَةً ؛ أي و أنشأنا شجرة؛ فهو معطوف على «جَنَّاتٍ» .
سَيْناءَ : يقرأ بكسر السين، و الهمزة على هذا أصل، مثل حملاق، و ليست للتأنيث؛ إذ ليس في الكلام مثل سيناء؛ و لم ينصرف لأنه اسم بقعة؛ ففيه التعريف و التأنيث؛ و يجوز أن تكون فيه العجمة أيضا.
و يقرأ بفتح السين؛ و الهمزة على هذا للتأنيث؛ إذ ليس في الكلام فعلال بالفتح. و ما حكي الفراء من قولهم: ناقة فيها خزعال لا يثبت، و إن ثبت فهو شاذّ لا يحمل عليه.
تَنْبُتُ : يقرأ بضم التاء و كسر الباء. و فيه وجهان:
أحدهما- هو متعدّ، و المفعول محذوف، تقديره: تنبت ثمرها أو جناها؛ و الباء على هذا حال من المحذوف؛ أي و فيه الدّهن؛ كقولك: خرج زيد بثيابه.
و قيل: الباء زائدة، فلا حذف إذا؛ بل المفعول الدّهن.
و الوجه الثاني- هو لازم، يقال: نبت البقل، و أنبت بمعنى؛ فعلى هذا الباء حال، و قيل: هي مفعول؛ أي تنبت بسبب الدّهن.
و يقرأ بضم التاء و فتح الباء، و هو معلوم.
و يقرأ بفتح التاء و ضمّ الباء، و هو كالوجه الثاني المذكور. وَ صِبْغٍ : معطوف على الدّهن.
و قرئ- في الشاذ- بالنصب عطفا على موضع بالدهن.
21- نُسْقِيكُمْ : يقرأ بالنون؛ و قد ذكر في النحل. و بالتاء؛ و فيه ضمير الأنعام، و هو مستأنف.
27- بِأَعْيُنِنا : في موضع الحال؛ أي محفوظة.
و مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ : قد ذكر في هود.
29- مُنْزَلًا : يقرأ بفتح الميم و كسر الزاي؛ و هو مكان، أو مصدر نزل؛ و هو مطاوع أنزلته.
و يقرأ بضم الميم و فتح الزاي، و هو مصدر بمعنى الإنزال؛ و يجوز أن يكون مكانا، كقولك: أنزل المكان فهو منزل.
30- وَ إِنْ كُنَّا ؛ أي و إنا كنا؛ فهي مخفّفة من الثقيلة، و قد ذكرت في غير موضع.
35- أَ يَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ : في إعراب هذه الآية أوجه:
أحدها- أن اسم «أن» الأولى محذوف أقيم مقامه المضاف إليه، تقديره: أن إخراجكم. و «إذا» هو الخبر.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 275
و أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ تكرير؛ لأن «أن» و ما عملت فيه للتوكيد، أو للدلالة على المحذوف.
و الثاني- أنّ اسم «أن» الكاف و الميم، و «إذا» شرط، و جوابها محذوف، تقديره: أنكم إذا متّم يحدث أنكم مخرجون، فأنكم الثانية و ما عملت فيه فاعل جواب إذا، و الجملة كلها خبر أنّ الأولى.
و الثالث- أنّ خبر الأولى مخرجون، و أنّ الثانية مكرّرة وحدها توكيدا، و جاز ذلك لما طال الكلام، كما جاز ذلك في المكسورة في قوله تعالى: «ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا» .
و «ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ» ؛ و قد ذكر في النّحل.
و الرابع- أن خبر «أن» الأولى محذوف لدلالة خبر الثانية عليه؛ و لا يجوز أن يكون «إِذا» خبر الأولى؛ لأنها ظرف زمان، و اسمها جثّة.
و أمّا العامل في «إذا» فمحذوف؛ فعلى الوجه الأوّل يكون المقدر من الاستقرار؛ و على الوجه الثاني يعمل فيها جوابها المحذوف، و على الثالث و الرابع يعمل فيها ما دلّ عليه خبر الثانية، و لا يعمل فيها «مِتُّمْ» لإضافتها إليه.
36- هَيْهاتَ : هو اسم للفعل، و هو خبر واقع موقع بعد. و في فاعله وجهان:
أحدهما- هو مضمر، تقديره بعد التصديق لما توعدون، أو الصحة أو الوقوع، و نحو ذلك.
و الثاني- فاعله «ما»، و اللام زائدة؛ أي بعد ما توعدون من البعث. و قال قوم: هيهات بمعنى البعد؛ فموضعه مبتدأ، و «لِما تُوعَدُونَ» الخبر؛ و هو ضعيف، و هيهات على الوجه الأول لا موضع لها، و فيها عدّة قراءات: الفتح بلا تنوين؛ على أنه مفرد. و بالتنوين على إرادة التكثير، و بالكسر بلا تنوين، و بتنوين على أنه جمع تأنيث، و الضم بالوجهين، شبّه بقبل و بعد.
و يقرأ هيهاه- بالهاء- وقفا و وصلا.
و يقرأ أيهاه- بإبدال الهمزة من الهاء الأولى.
40- عَمَّا قَلِيلٍ : «ما» زائدة.
و قيل: هي بمعنى شيء، أو زمن. و قيل بدل منها.
و في الكلام قسم محذوف جوابه: «لَيُصْبِحُنَّ» .
و «عن» يتعلق بيصبحن، و لم تمنع اللام ذلك كما منعتها لام الابتداء، و أجازوا زيد لأضربنّ؛ لأن اللام للتوكيد؛ فهي مثل قد، و مثل لام التوكيد في خبر إن؛ كقوله: «بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ» .
و قيل: اللام هنا تمنع من التقديم إلا في الظروف، فإنه يتوسّع فيها.
44- تترى: التاء بدل من الواو، لأنه من المواترة، و هي المتابعة؛ و ذلك من قولهم: جاؤوا على و تيرة؛ أي طريقة واحدة، و هو نصب على الحال؛ أي متتابعين، و حقيقته أنه مصدر في موضع الحال. و قيل:
هو صفة لمصدر محذوف؛ أي إرسالا متواترا. و في ألفها ثلاثة أوجه:
أحدها- هي للإلحاق بجعفر، كالألف في ارطى؛ و لذلك تؤنّث في قول من صرفها.
و الثاني- هي بدل من التنوين.
و الثالث- هي للتأنيث، مثل سكرى؛ و لذلك لا تنوّن على قول من منع الصّرف.
45- هارُونَ : هو بدل من أخاه.
47- مِثْلِنا : إنما لم يثن لأنّ «مثلا» في حكم المصدر، و قد جاءت تثنيته و جمعه في قوله: «يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ» ، و في قوله تعالى: «ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ» .
و قيل: إنما وحّد لأنّ المماثلة في البشرية، و ليس المراد الكمية.
و قيل: اكتفى بالواحد عن الاثنين.
50- وَ أُمَّهُ آيَةً : قد ذكر في الأنبياء.
وَ مَعِينٍ : فيه وجهان:
أحدهما- هو فعيل من المعن، و هو الشيء القليل، و منه الماعون. و قيل: الماعون: الماء، فالميم أصل.
و الثاني- الميم زائدة، و هو من عنته إذا أبصرته بعينك، و أصله معيون.
52- وَ إِنَّ هذِهِ : يقرأ بفتح الهمزة. و فيه ثلاثة أوجه:
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 276
أحدها- تقديره: و لأنّ، و اللام المقدّرة تتعلّق ب «فَاتَّقُونِ» ؛ أي فاتّقون؛ لأن هذه. و موضع أنّ نصب، أو جرّ على ما حكينا من الاختلاف في غير موضع.
و الثاني- أنه معطوف على ما قبله، تقديره:
إني بما تعملون عليم و بأن هذه.
و الثالث- أن في الكلام حذفا؛ أي و اعلموا أنّ هذه.
و يقرأ بتخفيف النون، و هي مخففة من الثقيلة.
و يقرأ بالكسر على الاستئناف.
و أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً : قد ذكر في الأنبياء، و كذلك: «فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ» .
و زُبُراً - بضمتين: جمع زبور، مثل رسول و رسل.
و يقرأ بالتسكين على هذا المعنى.
و يقرأ بفتح الباء، و هو جمع زبرة و هي القطعة أو الفرقة؛ و النصب على الوجه الأوّل على الحال من «أمرهم»؛ أي مثل كتب.
و قيل: «من» ضمير الفاعل.
و قيل: هو مفعول ثان لتقطّعوا؛ و على الوجه الثاني هو حال من الفاعل.
55- أَنَّما : بمعنى الذي، و خبر أنّ «نُسارِعُ لَهُمْ» ؛ و العائد محذوف؛ أي نسارع لهم، أي فيه؛ و لا يجوز أن يكون الخبر من مال؛ لأنه إذا كان من مال فلا يعاب عليهم ذلك؛ و إنما يعاب عليهم اعتقادهم أنّ تلك الأموال خير لهم.
و يقرأ نسارع بالياء و النون و على ترك تسمية الفاعل، و نسرع بغير ألف.
60- ما آتَوْا : «ما»: بمعنى الذي، و العقائد محذوف؛ أي يعطون ما يعطون.
و يقرأ: أتوا- بالقصر؛ أي ما جاؤوه.
أَنَّهُمْ ... ؛ أي وجلة من رجوعهم إلى ربهم، فحذف حرف الجر.
61- وَ هُمْ لَها ؛ أي لأجلها. و قيل: التقدير:
و هم يسابقونها؛ أي يبادرونها؛ فهي في موضع المفعول؛ و مثله: و «هُمْ لَها عامِلُونَ» ؛ أي لأجلها و إياها يعملون.
64- إِذا هي للمفاجأة، و قد ذكر حكمها.
66- عَلى أَعْقابِكُمْ : هو حال من الفاعل في «تَنْكِصُونَ» . و قوله تعالى: مُسْتَكْبِرِينَ : حال أخرى.
و الهاء في بِهِ للقرآن العظيم. و قيل: للنبي عليه الصلاة و السلام. و قيل: لأمر الله تعالى؛ و قيل: للبيت؛ فعلى هذا القول تكون متعلقة ب سامِراً ؛ أي تسمرون حول البيت.
و قيل: بالقرآن. و سامرا حال أيضا، و هو مصدر، كقولهم: قم قائما، و قد جاء من المصدر على لفظ اسم الفاعل نحو العاقبة و العافية. و قيل: هو واحد في موضع الجمع.
و قرئ: سمّر، جمع سامر، مثل شاهد و شهّد.
و تَهْجُرُونَ : في موضع الحال من الضمير في سامرا.
و يقرأ بفتح التاء، من قولك: هجر يهجر، إذا هذى. و قيل: يهجرون القرآن.
و يقرأ بضم التاء و كسر الجيم، من أهجر؛ إذا جاء بالهجر، و هو الفحش.
و يقرأ بالتشديد، و هو في معنى المخفّف.
72- خَرْجاً : يقرأ بغير ألف في الأول، و بألف في الثاني.
و يقرأ بغير ألف فيهما، و هما بمعنى.
و قيل: الخرج الاجرة، و الخراج: ما يضرب على الأرض و الرّقاب.
74- عَنِ الصِّراطِ : يتعلّق ب لَناكِبُونَ ، و لا تمنع اللام من ذلك.
76- فَمَا اسْتَكانُوا : قد ذكر في آل عمران بما فيه من الاختلاف.
78- قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ : قد ذكر في أول الأعراف.