کتابخانه تفاسیر
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 280
31- غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ - بالجر على الصفة، أو البدل؛ و بالنصب على الحال أو الاستثناء، و قد ذكر في الفاتحة.
و مِنَ الرِّجالِ : نصب على الحال. و إفراد «الطِّفْلِ» قد ذكر في الحج.
مِنْ زِينَتِهِنَ : حال.
أَيُّهَا : الجمهور على فتح الهاء في الوصل؛ لأنّ بعدها ألفا في التقدير.
و قرئ بضم الهاء اتباعا للضمّة قبلها في اللفظ.
و هو بعيد.
33- وَ الَّذِينَ يَبْتَغُونَ : رفع أو نصب، كما ذكر في: «الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ» .
مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ : أي غفور؛ أي لهنّ.
35- اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ : تقديره:
صاحب نور السموات.
و قيل: المصدر بمعنى الفاعل؛ أي منوّر السموات.
فِيها مِصْباحٌ : صفة لمشكاة.
دُرِّيٌ : يقرأ بالضمّ و التشديد من غير همز، و هو منسوب إلى الدّر؛ شبّه به لصفائه و إضاءته. و يجوز أن يكون أصله الهمز، و لكن خفّفت الهمزة و أدغمت؛ و هو فعيل من الدرء؛ و هو دفع الظلمة بضوئه.
و يقرأ بالكسر على معنى الوجه الثاني، و يكون على فعيل، كسكّيت و صدّيق.
و يقرأ بالفتح على فعيل؛ و هو بعيد.
توقد: بالتاء و الفتح على أنه ماض، و توقد على أنه مضارع، و التاء لتأنيث الزجاجة، و الياء على معنى المصباح.
و زَيْتُونَةٍ : بدل من شجرة.
و لا شَرْقِيَّةٍ : نعت.
يَكادُ زَيْتُها : الجملة.
نعت لزيتونة.
نُورٌ عَلى نُورٍ : أي ذلك نور.
36- فِي بُيُوتٍ : فيما يتعلق به أوجه.
أحدهما- أنها صفة لزجاجة في قوله: «الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ» في بيوت.
و الثاني- هي متعلقة بتوقّد؛ أي توقد في المساجد.
و الثالث- هي متعلقة بيسبّح، و «فِيهَا» التي بعد «يُسَبِّحُ» مكرر، مثل قوله: «وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها» ؛ و لا يجوز أن يتعلّق بيذكر؛ لأنّه معطوف على «ترفع»،. هو في صلة «أن» فلا يعمل فيما قبله.
و يسبّح- بكسر الباء، و الفاعل «رجال»، و بالفتح على أن يكون القائم مقام الفاعل له أو فيها.
و رجال مرفوع بفعل محذوف، كأنه قيل: من يسبّحه؟ فقال: رجال؛ أي يسّبحه رجال.
و قيل: هو خبر مبتدأ محذوف؛ أي المسبّح رجال.
و قيل: التقدير: فيها رجال.
37- وَ إِقامِ الصَّلاةِ : قد ذكر في الأنبياء؛ أي: و عن إقام الصلاة. يَخافُونَ : حال الضمير في تلهيهم.
و يجوز أن تكون صفة أخرى لرجال.
38- لِيَجْزِيَهُمُ : يجوز أن تتعلّق اللام بيسبّح، و بلا تلهيهم، و بيخافون.
و يجوز أن تكون لام الصّيرورة، كالتي في قوله: «لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَ حَزَناً» ، و موضعها حال؛ و التقدير: يخافون ملهين ليجزيهم.
39- بِقِيعَةٍ : في موضع جرّ صفة لسراب.
و يجوز أن يكون ظرفا، و العامل فيه ما يتعلّق به الكاف التي هي الخبر.
و الياء في «قيعة» بدل من واو لسكونها و انكسار ما قبلها؛ لأنّهم قالوا في قاع أقواع.
و يقرأ قيعات، و هو جمع قيعة؛ و يجوز أن تكون الألف زائدة كألف سعلاة، فيكون مفردا.
و يَحْسَبُهُ : صفة لسراب أيضا.
و شَيْئاً : في موضع المصدر؛ أي لم يجده وجدانا، و قيل شيئا هنا بمعنى ماء على ما ظنّ.
وَ وَجَدَ اللَّهَ ؛ أي قدر الله، أو إماتة الله.
40- أَوْ كَظُلُماتٍ : هو معطوف عل «كَسَرابٍ» ، و في التقدير و جهان:
أحدهما- تقديره: أو كأعمال ذي ظلمات؛ فيقدر ذي ليعود الضمير من قوله: «إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ» إليه، و تقدر ليصحّ تشبيه أعمال الكفار بأعمال صاحب الظلمة، إذ لا معنى لتشبيه العمل بصاحب الظلمات.
و الثاني- لا حذف فيه؛ و المعنى أنه شبّه أعمال الكفار بالظلمة في حيلولتها بين القلب و بين ما يهتدي إليه.
فأمّا الضمير في قوله: «إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ» - فيعود إلى مذكور حذف اعتمادا على المعنى؛ تقديره: إذا أخرج من فيها يده.
فِي بَحْرٍ : صفة لظلمات.
و لُجِّيٍ : نسبة إلى اللّجّ و هو في معنى ذي لجّة.
و يَغْشاهُ : صفة أخرى.
و مِنْ فَوْقِهِ : صفة لموج. و موج الثاني مرفوع بالظرف لأنّه قد اعتمد.
و يجوز أن يكون مبتدأ، و الظرف خبره.
و مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ : نعت لموج الثاني.
و ظُلُماتٌ - بالرفع: خبر مبتدأ محذوف؛ أي هذه ظلمات.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 281
و يقرأ «سحاب ظلمات» بالإضافة و الجرّ على جعل الموج المتراكم بمنزلة السحاب.
و يقرأ سحاب بالرفع و التنوين، و ظلمات بالجرّ على أنها بدل من ظلمات الأولى.
لَمْ يَكَدْ يَراها : اختلف الناس في تأويل هذا الكلام؛ و منشأ الاختلاف فيه أنّ موضع «كاد» إذا نفيت وقوع الفعل، و أكثر المفسرين على أنّ المعنى أنه لا يرى يده؛ فعلى هذا في التقدير ثلاثة أوجه:
أحدها- أنّ التقدير: لم يرها و لم يكد، ذكره جماعة من النحويين؛ و هذا خطأ: لأنّ قوله لم يرها جزم بنفي الرؤية، و قوله تعالى: «لَمْ يَكَدْ» إذا أخرجها عن مقتضى الباب كان التقدير: و لم يكد يراها، كما هو مصرّح به في الآية؛ فإن أراد هذا القائل لم يكد يراها و أنه رآها بعد جهد، تناقض، لأنّه نفى الرؤية ثم أثبتها.
و إن كان معنى لم يكد يراها لم يرها البته على خلاف الأكثر في هذا الباب فينبغي أن يحمل عليه من غير أن يقدر لم يرها.
و الوجه الثاني- أن «كاد» زائدة، و هو بعيد.
و الثالث- أنّ كاد أخرجت هاهنا على معنى قارب. و المعنى لم يقارب رؤيتها، و إذا لم يقاربها باعدها، و عليه جاء قول ذي الرّمة:
إذا غير النأي المحبّين لم يكد
رسيس الهوى من حبّ ميّة يبرح
أي لم يقارب البراح، و من هاهنا حكي عن ذي الرّمة أنه روجع في هذا البيت فقال: لم أجد بدلا من لم يكد.
و المعنى الثاني- جهد أنه رآها بعد؛ و التشبيه على هذا صحيح؛ لأنّه مع شدّة الظلمة إذا أحد نظره إلى يده و قربها من عينه رآها.
41- وَ الطَّيْرُ : هو معطوف على «من»، و «صَافَّاتٍ» : حال من الطير.
كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ : ضمير الفاعل في علم اسم الله عند قوم، و عند آخرين هو ضمير كلّ؛ و هو الأقوى لأنّ القراءة برفع كلّ على الابتداء، فيرجع ضمير الفاعل إليه، و لو كان فيه ضمير اسم الله لكان الأولى نصب كل؛ لأنّ الفعل الذي بعدها قد نصب ما هو من سببها؛ فيصير كقولك: زيدا ضرب عمرو غلامه، فتنصب زيدا بفعل دلّ عليه ما بعده؛ و هو أقوى من الرفع، و الآخر جائز.
43- يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ : إنما جاز دخول بين على المفرد؛ لأنّ المعنى بين كل قطعة و قطعة سحابة، و السحاب جنس لها.
وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ : «من» هاهنا لابتداء الغاية؛ فأمّا مِنْ جِبالٍ ففي «من» وجهان:
أحدهما- هي زائدة، هذا على رأي الأخفش.
و الثاني- ليست زائدة. ثم فيها وجهان: أحدهما: هي بدل من الأولى على إعادة الجار، و التقدير: و ينزل من جبال السماء؛ أي من جبال في السماء؛ فعلى هذا يكون «مِنْ بَرَدٍ» زائدة عند قوم، و غير زائدة عند آخرين.
و الوجه الثاني: أنّ التقدير: شيئا من جبال، فحذف الموصوف و اكتفى بالصفة.
و هذا الوجه هو الصحيح؛ لأنّ قوله تعالى: «فِيها مِنْ بَرَدٍ» يحوجك إلى مفعول يعود الضمير إليه؛ فيكون تقديره: و ينزل من جبال السّماء جبالا فيها برد، و في ذلك زيادة حذف و تقدير مستغنىّ عنه.
و أما «من» الثانية ففيها وجهان:
أحدهما- هي زائدة- و الثاني- للتبعيض.
45- مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ : «من» فيهما لما لا يعقل؛ لأنّها صحبت من لمن يعقل؛ فكان الأحسن اتفاق لفظهما.
و قيل: لمّا وصف هذين بالمشي و الاختيار حمله على من يعقل.
48- إِذا فَرِيقٌ : هي للمفاجأة؛ و قد تقدم ذكرها في مواضع.
51- قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ : يقرأ بالنصب و الرفع، و قد ذكر نظيره في مواضع.
52- وَ يَتَّقْهِ : قد ذكر في قوله تعالى:
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 282
53- طاعَةٌ : مبتدأ، و الخبر محذوف؛ أي أمثل من غيرها؛ و يجوز أن يكون خبرا و المبتدأ محذوف؛ أي أمرنا طاعة.
و لو قرئ بالنصب لكان جائزا في العربية؛ و ذلك على المصدر؛ أي أطيعوا طاعة، و قولوا قولا، أو اتخذوا طاعة و قولا، و قد دلّ عليه قوله تعالى بعدها: «قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ» .
55- كَمَا اسْتَخْلَفَ : نعت لمصدر محذوف، أي استخلافا كما استخلف.
يَعْبُدُونَنِي : في موضع الحال من ضمير الفاعل في «لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ» ؛ أو من الضمير في «لَيُبَدِّلَنَّهُمْ» .
لا يُشْرِكُونَ : يجوز أن يكون حالا بدلا من الحال الأولى، و أن يكون حالا من الفاعل في «يَعْبُدُونَنِي» ؛ موحّدين.
57- لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ : يقرأ بالياء و التاء، و قد ذكر مثل ذلك في الأنفال.
58- ثَلاثَ مَرَّاتٍ : مرة في الأصل مصدر، و قد استعملت ظرفا؛ و فعلى هذا ينصب «ثلاث مرّات» على الظرف، و العامل ليستأذن؛ و على هذا في موضع «مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ» ثلاثة أوجه:
أحدها- نصب بدلا من ثلاث.
و الثاني- جرّ بدلا من مرّات.
و الثالث- رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف؛ أي هي من قبل، و تمام الثلاث معطوف على هذا.
مِنَ الظَّهِيرَةِ : يجوز أن تكون «من» لبيان الجنس؛ أي حين ذلك من وقت الظهيرة. و أن تكون بمعنى في. و أن تكون بمعنى من أجل حرّ الظّهيرة.
وَ حِينَ : معطوف على موضع «مِنْ قَبْلِ» .
ثَلاثُ عَوْراتٍ : يقرأ بالرفع؛ أي هي أوقات ثلاث عورات، فحذف المبتدأ و المضاف.
و بالنصب على البدل من الأوقات المذكورة، أو من ثلاث الأولى، أو على إضمار أعني.
بَعْدَهُنَ : التقدير بعد استئذانهنّ فيهن، ثم حذف حرف الجر و الفاعل، فيبقى بعد استئذانهن، ثم حذف المصدر. طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ ؛ أي هم طوّافون.
بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ ؛ أي بعضكم يطوف على بعض؛ فيجوز أن تكون الجملة بدلا من التي قبلها، و أن تكون مبيّنة مؤكدة.
60- وَ الْقَواعِدُ : واحدتهن قاعد، هذا إذا كانت كبيرة؛ أي قاعدة عن النكاح.
و من القعود قاعدة للفرق بين المذكر و المؤنث، و هو مبتدأ.
و مِنَ النِّساءِ : حال، و «اللاتي» صفة.
و الخبر: فَلَيْسَ عَلَيْهِنَ ، و دخلت الفاء لما في المبتدأ من معنى الشرط؛ لأنّ الألف و اللام بمعنى الذي.
غَيْرَ : حال.
61- أَوْ ما مَلَكْتُمْ : الجمهور على التخفيف. و يقرأ «ملّتكم»- بالتشديد على ما لم يسمّ فاعله.
و المفاتح: جمع مفتح، قيل هو نفس الشيء الذي يفتح به.
و قيل: هو جمع مفتح، و هو المصدر كالفتح.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 283
تَحِيَّةً : مصدر من معنى سلّموا، لأنّ سلم و حيّا بمعنى.
63- دُعاءَ الرَّسُولِ : المصدر مضاف إلى المفعول؛ أي دعاءكم الرسول.
و يجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل؛ أي لا تهملوا دعاءه إياكم.
لِواذاً : هو مصدر في موضع الحال؛ و يجوز أن يكون منصوبا بيتسللون على المعنى؛ أي يلاوذون لواذا، أو يتسللون تسلّلا؛ و إنما صحّت الواو في «لواذا» مع انكسار ما قبلها؛ لأنّها تصحّ في الفعل الذي هو لاوذ، و لو كان مصدر لاذ لكان لياذا مثل صام صياما.
عَنْ أَمْرِهِ : الكلام محمول على المعنى؛ لأنّ معنى يخالفون: يميلون و يعدلون.
أَنْ تُصِيبَهُمْ : مفعول يحذر. و الله أعلم.
سورة الفرقان
1- لِيَكُونَ : في اسم كان ثلاثة أوجه:
أحدها- الفرقان.
الثاني- العبد. و الثالث- الله تعالى.
و قرئ شاذّا: على عباده، فلا يعود الضمير إليه. 2- الَّذِي لَهُ : يجوز أن يكون بدلا من «الذي» الأولى، و أن يكون خبر مبتدأ محذوف، و أن يكون في موضع نصب على تقدير أعني.
4- افْتَراهُ : الهاء تعود على عبده في أول السورة.
ظُلْماً : مفعول جاؤوا؛ أي أتوا ظلما.
و يجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال.
و الأساطير قد ذكرت في الأنعام.
5- اكْتَتَبَها : في موضع الحال من الأساطير؛ أي قالوا هذا أساطير الأوّلين مكتتبة.
7- يَأْكُلُ الطَّعامَ : هو في موضع الحال، و العامل فيها العامل في «لِهذَا» ، أو نفس الظرف.
فَيَكُونَ : منصوب على جواب الاستفهام، أو التحضيض.
أَوْ يُلْقى . أَوْ تَكُونُ : معطوف على أنزل، لأنّ أنزل بمعنى ينزل، أو يلقى بمعنى ألقي.
و يَأْكُلُ - بالياء و النون، و المعنى فيهما ظاهر.
10- جَنَّاتٍ : بدل من «خَيْراً» .
وَ يَجْعَلْ لَكَ : بالجزم عطفا على موضع «جعل» الذي هو جواب الشرط؛ و بالرفع على الاستئناف؛ و يجوز أن يكون من جزم سكن المرفوع تخفيفا و أدغم.
12- إِذا رَأَتْهُمْ ... إلى آخر الآية: في موضع نصب صفة لسعير.
13- و ضَيِّقاً - بالتشديد و التخفيف: قد ذكر في الأنعام.
و مَكاناً : ظرف، و مِنْها حال منه؛ أي مكانا منها.
و ثُبُوراً : مفعول به؛ و يجوز أن يكون مصدرا من معنى دعوا.
16- خالِدِينَ : هو حال من الضمير في يشاؤون؛ أو من الضمير في لهم.
كانَ عَلى رَبِّكَ : الضمير في «كان» يعود على «ما»؛ و يجوز أن يكون التقدير: كان الوعد وعدا، و دلّ على هذا المصدر قوله تعالى: «وَعْداً» ، و قوله: «لَهُمْ فِيها» . و خبر كان وعدا، أو على ربك.
17- وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ : أي و اذكر.
وَ ما يَعْبُدُونَ : يجوز أن تكون الواو عاطفة، و أن تكون بمعنى مع.
هؤُلاءِ : يجوز أن يكون بدلا من عبادي، و أن يكون نعتا.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 284
18- أَنْ نَتَّخِذَ : يقرأ بفتح النون و كسر الخاء على تسمية الفاعل؛ و «مِنْ أَوْلِياءَ »: هو المفعول الأول؛ و «مِنْ دُونِكَ» الثاني؛ و جاز دخول «من»؛ لأنّه في سياق النفي، فهو كقوله تعالى: «مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ» .
و يقرأ بضم النون و فتح الخاء على ما لم يسمّ فاعله، و المفعول الأول مضمر، و «من أولياء» الثاني. و هذا لا يجوز عند أكثر النحويين؛ لأنّ «من» لا تزاد في المفعول الثاني؛ بل في الأول؛ كقولك: ما اتخذت من أحد وليّا؛ و لا يجوز ما اتخذت أحدا من ولي؛ و لو جاز ذلك لجاز: فما منكم أحد عنه من حاجزين؛ و يجوز أن يكون «من دونك» حالا من أولياء.
20- إِلَّا إِنَّهُمْ : كسرت «إن» لأجل اللام في الخبر.
و قيل: لو لم تكن اللام لكسرت أيضا؛ لأنّ الجملة حالية؛ إذ المعنى إلا و هم يأكلون.
و قرئ بالفتح على أنّ اللام زائدة، و تكون أن مصدرية، و يكون التقدير: إلا أنهم يأكلون؛ أي و ما جعلناهم رسلا إلى الناس إلا لكونهم مثلهم.
و يجوز أن تكون في موضع الحال، و يكون التقدير: أنهم ذوو أكل.
22- يَوْمَ يَرَوْنَ : في العامل فيه ثلاثة أوجه:
أحدها- اذكر يوم.
و الثاني- يعذّبون يوم، و الكلام الذي بعده يدلّ عليه. و الثالث- لا يبشرون يوم يرون.
و لا يجوز أن تعمل فيه البشرى لأمرين:
أحدهما: أنّ المصدر لا يعمل فيما قبله.
و الثاني: أن المنفي لا يعمل فيما قبل لا.
يَوْمَئِذٍ : فيه أوجه:
أحدها- هو تكرير ليوم الأوّل.
و الثاني- هو خبر بشرى، فيعمل فيه المحذوف؛ و «لِلْمُجْرِمِينَ» : تبيين، أو خبر ثان.
و الثالث- أن يكون الخبر للمجرمين؛ و العامل في يومئذ ما يتعلّق به اللام.
و الرابع- أن يعمل فيه بشرى إذا قدرت أنها منوّنة غير مبنية مع لا؛ و يكون الخبر للمجرمين، و سقط التنوين لعدم الصّرف؛ و لا يجوز أن يعمل فيه «بشرى» إذا بنيتها مع «لا».
حِجْراً مَحْجُوراً : هو مصدر، و التقدير:
حجرنا حجرا. و الفتح و الكسر لغتان؛ و قد قرئ بهما.
25- وَ يَوْمَ تَشَقَّقُ :
يقرأ بالتشديد و التخفيف، و الأصل تتشقّق، و هذا الفعل يجوز أن يراد به الحال و الاستقبال، و أن يراد به الماضي؛ و قد حكي، و الدليل عليه أنه عطف عليه، «وَ نُزِّلَ» و هو ماض، و ذكر بعد قوله:
«وَ يَقُولُونَ حِجْراً» ؛ و هذا يكون بعد تشقّق السماء.
و أما انتصاب «يوم» فعلى تقدير: اذكر، أو على معنى: و ينفرد الله بالملك يوم تشقّق السماء.
وَ نُزِّلَ : الجمهور على التشديد.
و يقرأ بالتخفيف و الفتح.
و تَنْزِيلًا : على هذا مصدر من غير لفظ الفعل؛ و التقدير: نزلوا تنزيلا فنزلوا.
26- الْمُلْكُ : مبتدأ، و في الخبر أوجه ثلاثة:
أحدها- «لِلرَّحْمنِ» ، فعلى هذا يكون الحقّ نعتا للملك، و يومئذ معمول الملك، أو معمول ما يتعلق به اللام؛ و لا يعمل فيه الحقّ؛ لأنّه مصدر متأخّر عنه.
و الثاني- أن يكون الخبر الحق، و للرحمن تبيين، أو متعلق بنفس الحق؛ أي يثبت للرحمن.
و الثالث- أن يكون الخبر يومئذ، و الحقّ نعت للرحمن.
27- يَقُولُ يا لَيْتَنِي : الجملة حال.
و في «يا» هاهنا و جهان ذكرناهما في قوله تعالى: «يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ» .
30- مَهْجُوراً : هو مفعول ثان لاتّخذوا؛ أي صيّروا القرآن مهجورا بإعراضهم عنه.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 285
32- جُمْلَةً : هو حال من القرآن؛ أي مجتمعا.
كَذلِكَ : أي أنزل كذلك؛ فالكاف في موضوع نصب على الحال، أو صفة لمصدر محذوف.
و اللام في لِنُثَبِّتَ يتعلق بالفعل المحذوف.
33- جِئْناكَ بِالْحَقِ ؛ أي بالمثل الحق، أو بمثل أحسن تفسيرا من تفسير مثلهم.
34- الَّذِينَ يُحْشَرُونَ : يجوز أن يكون التقدير: هم الذين، أو أعني الذين.
و أُوْلئِكَ : مستأنف، و يجوز أن يكون «الذين» مبتدأ، و أولئك خبره.
35- هارُونَ : هو بدل.
36- فَدَمَّرْناهُمْ : يقرأ فدمّر انّهم، و هو معطوف على اذهبا، و القراءة المشهورة معطوفة على فعل محذوف تقديره: فذهبا فأنذرا فكذّبوهما فدمّرناهم.
37- وَ قَوْمَ نُوحٍ : يجوز أن يكون معطوفا على ما قبله؛ أي و دمّرنا قوم نوح.
و أَغْرَقْناهُمْ : تبيين للتدمير؛ و يجوز؛ أن يكون التقدير: و أغرقنا قوم نوح.
38- وَ عاداً : أي و دمّرنا، أو أهلكنا عادا.
39- وَ كُلًّا : معطوف على ما قبله؛ و يجوز أن يكون التقدير: و ذكرنا كلا؛ لأنّ «ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ» في معناه.
و أما «كلّا» الثانية فمنصوبة ب تَبَّرْنا لا غير.
40- مَطَرَ السَّوْءِ : فيه ثلاثة أوجه:
أحدهما- أن يكون مفعولا به ثانيا؛ و الأصل أمطرت القرية مطرا؛ أي أوليتها أو أعطيتها.
و الثاني- أن يكون مصدرا محذوف الزوائد؛ أي إمطار السوء.
و الثالث- أن يكون نعتا لمحذوف؛ أي إمطارا مثل مطر السوء.
41- هُزُواً ؛ أي مهزوّا به؛ و في الكلام حذف، تقديره: يقولون «أَ هذَا» ؛ و المحذوف حال، و العائد إلى «الَّذِي» محذوف؛ أي بعثه.
و رَسُولًا : يجوز أن يكون بمعنى مرسل، و أن يكون مصدرا حذف منه المضاف؛ أي ذا رسول، و هو الرّسالة.
42- إِنْ كادَ : هي مخففة من الثقيلة، و قد ذكر الخلاف فيها في مواضع أخر.
مَنْ أَضَلُ : هو استفهام.
47- و نُشُوراً : قد ذكر في الأعراف. 49- لِنُحْيِيَ بِهِ : اللام متعلّقة بأنزلنا، و يضعف تعلّقها بطهور؛ لأنّ الماء ما طهر ليحيي.
مِمَّا خَلَقْنا : في موضع نصب على الحال من «أَنْعاماً وَ أَناسِيَّ» ؛ و التقدير أنعاما مما خلقنا.
و يجوز أن يتعلّق من بنسقيه لابتداء الغاية، كقولك: أخذت من زيد مالا؛ فإنهم أجازوا فيه الوجهين.
وَ أَناسِيَ : أصله أناسين، جمع إنسان، كسرحان و سراحين، فأبدلت النون فيه ياء و أدغمت.
و قبل: هو جمع إنسي على القياس.
50- و الهاء في صَرَّفْناهُ للماء. و الهاء في بِهِ للقرآن.
53- مِلْحٌ : المشهور على القياس يقال:
ماء ملح؛ و قرئ «ملح» بكسر اللام، و أصله؛ مالح على هذا، و قد جاء في الشذوذ؛ فحذفت الألف؛ كما قالوا في بارد برد.
و التاء في فرات أصلية، و وزنه فعال.
و بَيْنَهُما : ظرف لجعل؛ و يجوز أن يكون حالا من برزخ.
55- عَلى رَبِّهِ : يجوز أن يكون خبر كان. و ظَهِيراً : حال، أو خبر ثان؛ و يجوز أن يتعلّق بظهيرا؛ و هو الأقوى.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 286
57- إِلَّا مَنْ شاءَ : هو استثناء من غير الجنس.
58- بِذُنُوبِ : هو متعلّق ب «خَبِيراً» ؛ أي كفى الله خبيرا بذنوبهم.
59- الَّذِي خَلَقَ : يجوز أن يكون مبتدأ.
و الرَّحْمنُ : الخبر؛ و أن يكون خبرا؛ أي هو الذي؛ أو نصبا على إضمار أعني، فيتمّ الكلام على العرش. و يكون الرحمن مبتدأ، و فَسْئَلْ بِهِ الخبر على قول الأخفش؛ أو خبر مبتدأ محذوف؛ أي هو الرحمن، أو بدلا من الضمير في «اسْتَوى» .
بِهِ : فيه وجهان:
أحدهما- الباء تتعلق ب «خَبِيراً» ، و خبيرا مفعول اسأل.
و الثاني- أنّ الباء بمعنى عن، فتتعلّق باسأل.
و قيل: التقدير: فأسأل بسؤالك عنه خبيرا.
و يضعف أن يكون خبيرا حالا من الفاعل في اسأل، لأنّ الخبير لا يسأل إلا على جهة التوكيد؛ مثل: «وَ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً» ؛ و يجوز أن يكون حالا من الرحمن إذا رفعته ب «استوى».
60- لِما تَأْمُرُنا : يقرأ بالتاء و الياء. و في «ما» ثلاثة أوجه:
أحدهما- هي بمعنى الذي. و الثاني- نكرة موصوفة، و على الوجهين تحتاج إلى عائد، و التقدير: لما تأمرنا بالسجود له، ثم بسجوده، يأمرنا على قول أبي الحسن؛ و على قول سيبويه حذف ذلك كله من غير تدريج.
و الوجه الثالث- هي مصدرية؛ أي أ نسجد من أجل أمرك؛ و هذا لا يحتاج الى عائد، و المعنى: أ نعبد لأجل أمرك.
61- سِراجاً : يقرأ على الإفراد، و المراد الشمس، و على الجميع بضمتين؛ أي الشمس و الكواكب، أو يكون كلّ جزء من الشمس سراجا لانتشارها و إضاءتها في موضع دون موضع.
62- و خِلْفَةً : مفعول ثان، أو حال؛ و أفرد؛ لأنّ المعنى يخلف أحدهما الآخر، فلا يتحقق هذا إلا منهما.
و الشّكور- بالضم: مصدر مثل الشّكر.
63- وَ عِبادُ الرَّحْمنِ : مبتدأ. و في الخبر و جهان أحدهما- «الَّذِينَ يَمْشُونَ» .
و الثاني- قوله تعالى: «أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ» . و الذين يمشون صفة.
قالُوا سَلاماً : «سلاما» هنا مصدر، و كانوا في مبدأ الإسلام إذا خاطبهم الجاهلون ذكروا هذه الكلمة؛ لأنّ القتال لم يكن شرع ثم نسخ.
و يجوز أن يكون قالوا بمعنى سلّموا، فيكون سلاما مصدره.
66- مُسْتَقَرًّا : هو تمييز، و ساءت بمعنى بئس.
67- و يَقْتُرُوا : بفتح الياء، و في التاء وجهان: الكسر، و الضم؛ و قد قرئ بهما. و الماضي ثلاثي؛ يقال: قتر يقتر و يقتر.
و يقرأ بضم الياء و كسر التاء، و الماضي أقتر، و هي لغة، و عليها جاء: «وَ عَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ» .
وَ كانَ بَيْنَ ذلِكَ ؛ أي و كان الإنفاق.
و قَواماً الخبر.
و يجوز أن يكون «بين» الخبر و «قواما» حالا.
68- إِلَّا بِالْحَقِ : في موضع الحال، و التقدير: إلا مستحقّين.
و الأثام: اسم للمصدر، مثل السلام و الكلام.
69- يُضاعَفْ : يقرأ بالجزم على البدل من «يَلْقَ» ؛ إذ كان من معناه؛ لأنّ مضاعفة العذاب لقى الآثام.
و قرئ بالرفع شاذّا على الاستئناف.