کتابخانه تفاسیر
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 391
سورة الشمس
الواو الأولى للقسم، و ما بعدها عطف.
2- و إِذا : معمول للقسم، و جواب القسم: قَدْ أَفْلَحَ ، و حذف اللام لطول الكلام.
و ما في المواضع الثلاثة بمعنى من، و قيل: مصدرية.
10- و دَسَّاها : أصله دسّسها، فأبدلت السين الأخيرة ألفا لكثرة الأمثال.
و الطّغوى: فعلى من الطّغيان، و الواو مبدلة من ياء، مثل: التقوى. و من قال: طغوت كانت الواو أصلا عنده.
12- و إِذِ ظرف لكذّبت، أو لطغوى.
13- و ناقَةَ اللَّهِ : منصوب بمعنى احذروا.
15- وَ لا يَخافُ - بالواو، و الجملة حال؛ أي فعل ذلك و هو لا يخاف.
و قرئ بالفاء على أنها للعطف من غير مهلة؛ و الضمير في «فَسَوَّاها» ، و «عُقْباها» - للعقوبة. و الله أعلم.
سورة الليل
3- وَ ما خَلَقَ : «ما» بمعنى من، أو مصدرية؛ فعلى الأول: من كناية عن الله عزّ و جل.
و الذَّكَرَ : مفعول، أو يكون كنى به عن المخلوق؛ فيكون الذكر بدلا من «من»، و العائد محذوف.
11- وَ ما يُغْنِي : يجوز أن يكون نفيا، و أن يكون استفهاما.
14- و ناراً تَلَظَّى : يقرأ بكسر التنوين و تشديد التاء، و قد ذكر وجهه في قوله تعالى: «وَ لا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ» .
20- إِلَّا ابْتِغاءَ : هو استثناء من غير الجنس، و التقدير: لكن فعل ذلك ابتغاء وجه ربّه.
سورة الضحى
3- وَدَّعَكَ - بالتشديد. و قد قرئ بالتخفيف، و هي لغة قليلة؛ قال أبو الأسود الدّؤلي:
ليت شعري عن خليلي ما الّذي
غاله في الحبّ حتى ودعه
أي ترك الحب. وَ ما قَلى : الألف مبدلة عن ياء؛ لقولهم:
قليته، و المفعول محذوف؛ أي و ما قلاك. و كذلك:
فآواك، و فهداك، و فأغناك.
9- و الْيَتِيمَ : منصوب بما بعده، و كذلك:
10- السَّائِلَ .
11- و بِنِعْمَةِ رَبِّكَ : متعلّق ب فَحَدِّثْ ، و لا تمنع الفاء من ذلك؛ لأنها كالزّائدة.
سورة الانشراح
5- الْعُسْرِ : في الموضعين واحد؛ لأن الألف و اللام توجب تكرير الأوّل. و أما يسرا في الموضعين فاثنان؛ لأنّ النكرة إذا أريد تكريرها جيء بضميرها، أو بالألف و اللام، و من هنا قيل: «لن يغلب عسر يسرين». و الله أعلم.
سورة التين
2- سِينِينَ : هو لغة في سناء، و قد ذكر في المؤمنين.
4- فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ : هو في موضوع الحال من الإنسان، و أراد بالتقويم القوام؛ لأنّ التقويم فعل، و ذاك وصف للخالق لا للمخلوق؛ و يجوز أن يكون التقدير: في أحسن قوام التقويم، فحذف
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 392
المضاف؛ و يجوز أن تكون «في» زائدة؛ أي قوّمناه أحسن تقويم.
5- أَسْفَلَ : هو حال من المفعول؛ و يجوز أن يكون نعتا لمكان محذوف.
7- فَما يُكَذِّبُكَ : «ما»: استفهام على معنى الإنكار؛ أي ما الذي يحملك أيّها الإنسان على التكذيب بالبعث؟
8- أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ ؛ أي هو أحكم الحاكمين سبحانه. و الله أعلم.
سورة العلق
1- اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ : قيل: الباء زائدة، كقول الشاعر:
لا يقرأن بالسّور و قيل: دخلت لتنّبه على البداية باسمه في كل شيء؛ كما قال تعالى: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» ؛ فعلى هذا يجوز أن يكون حالا؛ أي اقرأ مبتدئا باسم ربك.
7- أَنْ رَآهُ : هو مفعول له؛ أي يطغى لذلك.
و الرؤية هنا بمعنى العلم. ف «اسْتَغْنى» : مفعول ثان.
15- لَنَسْفَعاً : إذا وقف على هذه النون أبدل منها ألف لسكونها و انفتاح ما قبلها.
و ناصِيَةٍ : بدل من الناصية، و حسن إبدال النكرة من المعرفة لمّا نعتت النكرة. 17- فَلْيَدْعُ نادِيَهُ ؛ أي أهل ناديه.
18- و الزَّبانِيَةَ : فعالية، من الزّبن، و هو الدّفع.
سورة القدر
1- الهاء في: أَنْزَلْناهُ للقرآن العظيم، و لم يجر له ذكر هنا.
4- وَ الرُّوحُ : يجوز أن يكون مبتدأ، و فِيها الخبر، و أن يكون معطوفا على الفاعل.
و «فيها»: ظرف، أو حال.
بِإِذْنِ رَبِّهِمْ : يجوز أن تتعلّق الباء ب «تَنَزَّلُ» ، و ان تكون حالا.
5- سَلامٌ هِيَ : في «سلام» وجهان:
أحدهما- هي بمعنى مسلمة؛ أي تسلّم الملائكة على المؤمنين، أو يسلّم بعضهم على بعض.
و الثاني- هي بمعنى سلامة، أو تسليم؛ فعلى الأول هي مبتدأ، و سلام خبر مقدم. و حَتَّى :
متعلقة بسلام؛ أي الملائكة مسلّمة إلى مطلع الفجر.
و يجوز أن يرتفع «هي» بسلام على قول الأخفش، و على القول الثاني ليلة القدر ذات تسليم؛ أي ذات سلامة إلى طلوع الفجر، و فيه التقديران الأوّلان؛ و يجوز أن يتعلّق «حتى» بتنزل. و مَطْلَعِ الْفَجْرِ - بكسر اللام و فتحها لغتان.
و قيل الفتح أقيس.
سورة البينة
1- وَ الْمُشْرِكِينَ : هو معطوف على «أهل».
و مُنْفَكِّينَ : خبر كان.
و مِنْ أَهْلِ : حال من الفاعل في «كَفَرُوا» .
2- رَسُولٌ : هو بدل من البينة، أو خبر مبتدأ محذوف.
و مِنَ اللَّهِ : يجوز أن يكون صفة لرسول، أو متعلقا به.
و يَتْلُوا : حال من الضمير في الجار، أو صفة لرسول.
و يجوز أن يكون «من الله» حالا من صحف؛ أي يتلو صحفا مطهّرة منزّلة من الله.
3- و فِيها كُتُبٌ : الجملة نعت «الصحف».
5- و مُخْلِصِينَ : حال من الضمير في «يعبدوا».
و حُنَفاءَ : حال أخرى، أو حال من الضمير في «مخلصين».
دِينُ الْقَيِّمَةِ ؛ أي الملّة، أو الأمّة القيمة.
6- فِي نارِ جَهَنَّمَ : هو خبر إن.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 393
و خالِدِينَ فِيها : حال من الضمير في الخبر.
و الْبَرِيَّةِ - غير مهموز في اللغة الشائعة، و أصلها الهمز، من برأ الله الخلق؛ أي: ابتدأه، و هي فعيلة بمعنى مفعولة، و هي صفة غالبة، لأنها لا يذكر معها الموصوف.
و قيل: من لم يهمزها أخذها من البرى، و هو التراب، و قد همزها قوم على الأصل.
8- خالِدِينَ فِيها : هو حال، و العامل فيه محذوف، تقديره: ادخلوها خالدين، أو أعطوها.
و لا يكون حالا من الضمير المجرور في جَزاؤُهُمْ ؛ لأنك لو قلت ذلك لفصلت بين المصدر و معموله بالخبر، و قد أجازه قوم، و اعتلّوا له بأنّ المصدر هنا ليس في تقدير أن و الفعل، و فيه بعد.
فأما «عِنْدَ رَبِّهِمْ» فيجوز أن يكون ظرفا ل «جزاؤهم»، و أن يكون حالا منه.
و أَبَداً : ظرف زمان. و الله أعلم.
سورة الزلزلة
1- إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ : العامل في «إذا» جوابها، و هو قوله تعالى: تُحَدِّثُ ، أو يَصْدُرُ .
4- و يَوْمَئِذٍ : بدل من «إذا». و قيل:
التقدير: اذكر إذا زلزلت؛ فعلى هذا يجوز أن يكون «تحدّث» عاملا في يومئذ، و أن يكون بدلا. و الزّلزال- بالكسر: المصدر، و بالفتح الاسم.
5- بِأَنَّ رَبَّكَ : الباء تتعلق بتحدّث؛ أي تحدّث الأرض بما أوحي إليها.
و قيل: هي زائدة و «أن» بدل من أخبارها.
و لَها : بمعنى إليها و قيل: أوحى يتعدى باللام تارة و بعلى أخرى.
و يَوْمَئِذٍ الثاني: بدل، أو على تقدير اذكر، أو ظرف ل «يَصْدُرُ» .
و أَشْتاتاً : حال، و الواحد: شتّ.
و اللام في لِيُرَوْا : يتعلق ب «يصدر».
و يقرأ بتسمية الفاعل، و بترك التسمية، و هو من رؤية العين؛ أي ليروا جزاء أعمالهم.
7، 8- و خَيْراً و شَرًّا : بدلان من «مِثْقالَ ذَرَّةٍ» ؛ و يجوز أن يكون تمييزا. و الله أعلم.
سورة العاديات
1- ضَبْحاً : مصدر في موضع الحال؛ أي: و العاديات ضابحة.
2- و قَدْحاً : مصدر مؤكّد، لأنّ الموري القادح.
3- و صُبْحاً : ظرف. و الهاء ضمير الوادي، و لم يجر له ذكر هنا.
5- و جَمْعاً : حال، و بِهِ حال أيضا. و قيل: الباء زائدة؛ أي وسطنه.
6- و لِرَبِّهِ : تتعلق بكنود؛ أي كفور لنعم ربه.
8- و لِحُبِّ الْخَيْرِ : يتعلّق بتشديد؛ أي يتشدّد لحبّ جمع المال. و قيل: هي بمعنى على.
9- إِذا بُعْثِرَ : العامل في «إذا» يعلم.
و قيل: العامل فيه ما دلّ عليه خبر إن.
و المعنى: إذا بعثر جوزوا.
11- و يَوْمَئِذٍ : يتعلق بخبير. و الله أعلم.
سورة القارعة
الكلام في أولها مثل الكلام في أوّل الحاقّة.
4- يَوْمَ يَكُونُ : العامل فيه القارعة، أو ما دلّت عليه.
و قيل: التقدير: اذكروا.
7- و راضِيَةٍ : قد ذكر في الحاقة.
10- و الهاء في هِيَهْ : هاء السكت، و من أثبتها في الوصل أجرى الوصل مجرى الوقف لئلا تختلف رؤوس الآي.
11- و نارٌ : خبر مبتدأ محذوف؛ أي هي نار «حامِيَةٌ» .
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 394
سورة التكاثر
5- لَوْ تَعْلَمُونَ : جواب لو محذوف؛ أي لو علمتم لرجعتم عن كفركم.
و عِلْمَ الْيَقِينِ : مصدر.
6- لَتَرَوُنَ : هو مثل لتبلون، و قد ذكر.
و يقرأ بضم التاء على ما لم يسمّ فاعله، و هو من رؤية العين، نقل بالهمزة فتعدّى إلى اثنين؛ و لا يجوز همز الواو؛ لأنّ ضمّها غير لازم؛ و قد همز قوم كما همزوا واو اشتروا الضلالة، و قد ذكر.
7- و عَيْنَ الْيَقِينِ : مصدر على المعنى؛ لأنّ رأى و عاين بمعنى واحد. و الله أعلم.
سورة العصر
3- الجمهور على إسكان باء «الصبر»، و كسرها قوم، و هو على لغة من ينقل الضمة و الكسرة في الوقف إلى الساكن قبلها حرصا على بيان الإعراب.
سورة الهمزة
1- الهاء في الهمزة و اللّمزة للمبالغة.
2- و الَّذِي : يحتمل الجرّ على البدل، و النصب على إضمار أعني، و الرفع على هو.
وَ عَدَّدَهُ - بالتشديد على أنه فعل إمّا من العدد، أو الإعداد.
3- و يَحْسَبُ : حال من الضمير في «جَمَعَ» . و أَخْلَدَهُ : بمعنى يخلده. و قيل: هو على بابه؛ أي أطال عمره.
4- لَيُنْبَذَنَ ؛ أي الجامع؛ و ينبذانّ؛ أي هو و ماله؛ و ينبذنّ- بضم الذال؛ أي هو و ماله أيضا و عدده؛ و يجوز أن يكون المعنى هو و أمواله؛ لأنها مختلفة.
6- نارُ اللَّهِ ؛ أي هي نار الله.
7- و الَّتِي : رفع على النعت، أو خبر مبتدأ محذوف، أو في موضع نصب بأعني.
و الْأَفْئِدَةِ : جمع قلّة استعمل في موضع الكثرة.
و العمد- بالفتح جمع عمود، أو عماد، و هو جمع قليل.
قيل: و يقرأ بضمتين؛ مثل كتاب و كتب، و رسول و رسل؛ و التقدير: هم في عمد.
و يجوز أن يكون حالا من المجرور؛ أي موثقين.
و يجوز أن يكون صفة لمؤصدة و الله أعلم.
سورة الفيل
3- أَبابِيلَ : قيل: هو جمع لا واحد له من لفظه. و قيل: واحدة إبّول كعجّول. و قيل:
واحدة إبّيل؛ و قيل: إبّال.
4- و تَرْمِيهِمْ : نعت لطير.
و الكاف مفعول ثان. و الله أعلم.
سورة قريش
هو تصغير الترخيم؛ لأن القرش الجمع، و الفاعل على قارش، فقياسه قويرش فرخّم و صغّر.
و اللام متعلقة بقوله تعالى: فَلْيَعْبُدُوا ؛ أي ليعبدوا الله تعالى من أجل إلفهم، و لا تمنع الفاء من ذلك.
و قيل: تتعلق ب «جعلهم» من السورة قبلها؛ لأنهما كالسورة الواحدة.
و قيل: التقدير: اعجبوا لإيلاف. و فيه قراءات:
إحداها- إلف، و هو مصدر ألف يألف.
و الثانية- إلاف، مثل كتاب و قيام.
و الثالثة- إيلاف، و الفعل منه ألف ممدودا.
و الرابعة- إئلاف- بهمزتين، أخرج على الأصل، و هو شاذّ في الاستعمال و القياس.
و الخامسة- بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة بعدها همزة مكسورة، و هو بعيد و وجهه أنه أشبع الكسرة، فنشأت الياء، و قصد بذلك الفصل بين الهمزتين كالألف في أ أنذرتهم.
و «إيلاف» بدل من الأولى.
2- و رِحْلَةَ : معمول المصدر.
4- مِنْ جُوعٍ ، و مِنْ خَوْفٍ ؛ أي من أجل جوع.
و يجوز أن يكون حالا؛ أي أطعمهم جائعين.
و الله أعلم.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 395
سورة الماعون
2- فَذلِكَ : الفاء جواب شرط مقدّر، تقديره: إن تأملته، أو إن طلبت علمه.
و يَدُعُ - بالتشديد: يدفع.
و قرئ بفتح الدال و تخفيف العين؛ أي يهمله.
و الله أعلم.
سورة الكوثر
2- فَصَلِ : الفاء للتعقيب؛ أي عقب انقضاء الصلاة.
3- و هُوَ : مبتدأ، أو توكيد أو فصل.
و الله أعلم.
سورة الكافرون
2- ما تَعْبُدُونَ : يجوز أن تكون «ما» بمعنى الذي، و العائد محذوف؛ و أن تكون مصدرية و لا حذف. و التقدير: لا أعبد مثل عبادتكم. و الله أعلم.
سورة النصر
2- يَدْخُلُونَ : حال من الناس.
أَفْواجاً : حال من الفاعل في «يدخلون».
سورة المسد
1- أَبِي لَهَبٍ : يقرأ بفتح الهاء و إسكانها؛ و هما لغتان.
2- ما أَغْنى : يجوز أن يكون نفيا، و أن يكون استفهاما؛ و لا يكون بمعنى الذي.
4- وَ امْرَأَتُهُ : فيه و جهان:
أحدهما- هو معطوف على الضمير في «يصلى»؛ فعلى هذا في حَمَّالَةَ وجهان:
أحدهما: هو نعت لما قبله.
و الثاني: تقديره: هي حمّالة. و فِي جِيدِها حَبْلٌ : مبتدأ و خبر في موضع الحال من الضمير في «حمّالة».
و يقرأ «حمالة»- بالنصب- على الحال؛ أي تصلى النار مقولا لها ذلك.
و الجيّد أن ينتصب على الذّم؛ أي أذمّ أو أعني.
و الوجه الآخر- أن تكون امرأته مبتدأ، و حمّالة خبره، و «فِي جِيدِها حَبْلٌ» : حال من الضمير في حمّالة، أو خبر آخر.
و يجوز أن يرتفع «حبل» بالظرف؛ لأنه قد اعتمد، و من نصب حمّالة جعل الجملة بعده خبرا.
سورة الإخلاص
1- هُوَ : فيه وجهان:
أحدهما- هو ضمير الشأن، و اللَّهُ أَحَدٌ :
مبتدأ و خبر في موضع خبر «هو».
و الثاني- هو مبتدأ بمعنى المسئول عنه؛ لأنهم قالوا:
أ ربّك من نحاس أم من ذهب؟ فعلى هذا يجوز أن يكون الله خبر المبتدأ، و «أحد» بدل، أو خبر مبتدأ محذوف.
و يجوز أن يكون اللَّهُ بدلا، و أَحَدٌ الخبر.
و همزة «أحد» بدل من واو؛ لأنه بمعنى الواحد، و إبدال الواو المفتوحة همزة قليل؛ جاء منه امرأة أناة؛ أي وناة؛ لأنه من الوني.
و قيل: الهمزة أصل، كالهمزة في أحد المستعمل للعموم، و من حذف التنوين من أحد فلالتقاء الساكنين.
4- كُفُواً أَحَدٌ : اسم كان. و في خبرها وجهان:
أحدهما- كفوا؛ فعلى هذا يجوز أن يكون لَهُ حالا من «كُفُواً» ؛ لأنّ التقدير: و لم يكن أحدا كفوا له، و أن يتعلق ب «يكن».
و الوجه الثاني- أن يكون الخبر «له»، و «كفوا» حال من أحد؛ أي و لم يكن له أحد كفوا، فلما قدم النكرة نصبها على الحال. و الله أعلم.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 396
سورة الفلق
2- مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ : يجوز أن تكون «ما» بمعنى الذي، و العائد محذوف، و أن تكون مصدرية.
و الخلق بمعنى المخلوق. و إن شئت كان على بابه؛ أي من شرّ خلقه؛ أي ابتداعه.
و قرئ: من شرّ- بالتنوين، و «ما» على هذا بدل من شرّ، أو زائدة؛ و لا يجوز أن تكون نافية؛ لأن النافية لا يتقدّم عليها ما في حيّزها؛ فلذلك لم يجز أن يكون التقدير: ما خلق من شر؛ ثم هو فاسد في المعنى.
4- و النَّفَّاثاتِ : و النافثات بمعنى واحد. و الله أعلم.
سورة الناس
قد ذكرنا في أول سورة البقرة أنّ أصل ناس عند سيبويه أناس، فحذفت فاؤه؛ و عند غيره لم يحذف منه شيء، و أصله نوس؛ لقولهم في التصغير نويس.
و قال قوم: أصله نيس، مقلوب عن نسي، أخذوه من النسيان؛ و فيه بعد.
4- و الْوَسْواسِ - بالفتح: اسم، و بالكسر المصدر، و التقدير: من شرّ ذي الوسواس.
و قيل: سمّي الشيطان بالفعل مبالغة.
و الْخَنَّاسِ : نعت له.
5- و الَّذِي يُوَسْوِسُ : يحتمل الرفع و النّصب و الجرّ.
6- مِنَ الْجِنَّةِ : هو بدل من «شر» بإعادة العامل؛ أي من شرّ الجنّة.
و قيل: هو بدل من ذي الوسواس؛ لأن الموسوس من الجن.
و قيل: هو حال من الضمير في يوسوس؛ أي يوسوس و هو من الجن.
و قيل: هو بدل من الناس؛ أي في صدور الجنّة.
و جعل «من» تبيينا، و أطلق على الجنّ اسم الناس؛ لأنهم يتحركون في مراداتهم.
و الجنّ و الجنّة بمعنى. و قيل: «مِنَ الْجِنَّةِ» حال من الناس؛ أي كائنين من القبيلين.
و أما النَّاسِ الأخير فقيل: هو معطوف على ذي الوسواس؛ أي من شرّ القبيلين. و قيل: هو معطوف على الجنّة.
تمّ الكتاب و الحمد لله رب العالمين، و صلى الله على سيدنا محمد و آل سيدنا محمد أجمعين.
و هذا آخر ما تيسر من إملاء كتاب التبيان في إعراب القرآن و نسأل الله أن يوفّقنا لشكر آلائه، و للعمل بما علمنا، و العصمة من الزلل في القول و العمل، بمنّة و كرمه.
التبيان فى اعراب القرآن، ص: 397
المحتويات