کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

التفسير المبين

سورة الفاتحة سورة البقرة سورة آل عمران سورة النساء سورة المائدة سورة الأنعام سورة الأعراف سورة الأنفال سورة التوبة سورة يونس عليه السلام سورة هود سورة يوسف سورة الرعد سورة ابراهيم سورة الحجر سورة النحل سورة الأسراء مكية و هي مائة و احدى عشرة آية سورة الكهف سورة مريم مكية و هى ثمان و تسعون اية سورة طه سورة الأنبياء سورة الحج سورة المؤمنون سورة النور سورة الفرقان سورة الشعراء سورة النمل سورة القصص سورة العنكبوت سورة الروم سورة لقمان سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ سورة فاطر سورة يس سورة الصافات سورة ص سورة الزمر سورة غافر سورة السجدة أو فصلت سورة الشورى سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقون سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك مكية و هي ثلاثون آية سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح عليه السلام سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الانشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد مكية و هي عشرون آية سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الانشراح سورة التين سورة العلق سورة القدر سورة البينة سورة الزلزال سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة اللهب سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس

التفسير المبين


صفحه قبل

التفسير المبين، ص: 2

سورة الفاتحة

و هي مكّيّة سبع آيات‏

1- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ البسملة آية من السورة، و اسم الجلالة «اللَّهِ» أصله إله، فحذفت الهمزة، و عوّض ب «ال» التعريف فصار اللفظ «اللَّهِ» و يختص بمن حقت له العبادة دون غيره. أما «الرحمن الرحيم فقد ورد الصادق (ع) أنه قال: «الرحمن» اسم خاص بصفة عامة، و «الرحيم» اسم عام بصفة خاصة، أي أن الرحمن اسم علم على ذات اللّه وحده، و لا يطلق على غيره، و لذا تقدم على الرحيم، و لكن صفة الرحمة فيه تعم المؤمن و الكافر من حيث الخلق و الرزق في الحياة الدنيا، و الرحيم اسم عام حيث يطلق على الخالق. و المخلوق، و صفة الرحمة فيه تختص بالمؤمن المطيع يوم القيامة.

2- الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ الحمد و المدح بمعنى واحد، و هو الثناء باللسان، أما الشكر فيكون بالقلب و اللسان‏ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ و الرب هو السيد المالك، و العالمين الخلق كله، و كلمة الرب بلا قيد لا تطلق إلا عليه تعالى، و تطلق على غيره مع القيد كرب الدار و رب الضيعة.

3- الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ مرّ معناهما.

4- مالِكِ‏ و يجوز ملك كقوله تعالى: «مَلِكِ النَّاسِ» و المراد: أن اللّه يملك الأمر كله‏ يَوْمِ الدِّينِ‏ أي يوم الجزاء من قولهم كما تدين تدان.

5- إِيَّاكَ نَعْبُدُ أيّا: مفعول نعبد، و الكاف حرف خطاب لا محل لها من الإعراب، و المعنى نعبدك، و تقدم المفعول بقصد اختصاص العبادة باللّه وحده، و مثله‏ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ أي لا نطلب المعونة إلا منك.

6- اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ هذه الآية بيان و تفسير للآية قبلها، و المعنى أن المعونة التي نطلبها منك يا إلهنا هي الهداية إلى الطرق المؤدية إلى مرضاتك و جنتك، و ليس من شك أن الطريق إلى ذلك معرفة الدين الحنيف و العمل به.

7- صِراطَ هذا الصراط هو عين الصراط الأول و بدل منه، لأنه صراط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏ بالخلق و الرزق و الهداية. إلى الحق و السلامة من غضب اللّه‏ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ و معنى غضبه تعالى الانتقام منهم و إنزال العقاب بهم‏ وَ لَا الضَّالِّينَ‏ و الضلال في الدين الانحراف عن الحق.

التفسير المبين، ص: 3

سورة البقرة

مدنيّة و هي ست و ثمانون و مائتان آية بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- الم‏ هذا اللفظ المركب من حروف الهجاء و نظائره مثل‏ «الر، و حم» و غير ذلك- يسمى فواتح السور، و اختلف فيه المفسرون فقيل: هو اسم للسورة.- و لكن ورد عن أئمتنا (ع) انه من المتشابهات و المبهمات التي استأثر اللّه بعلمها و لا يعلم تأويلها غيره.

2- ذلِكَ الْكِتابُ‏ إشارة الى القرآن الكريم‏ لا رَيْبَ فِيهِ‏ حيث بلغ الغاية و النهاية في وضوح الدلالة على صدقه، لأنه المعجزة الإلهية التي تحدى بها سبحانه كل جاحد و معاند هُدىً لِلْمُتَّقِينَ‏ و الهدى هو الدليل المرشد إلى التي هي أقوم، و «المتقين جمع المتقي، و المراد بهم هنا الذين يرغبون في طاعة اللّه و رسوله، و يعدونها ذخرا و نصرا.

3- الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ‏ المراد بهذا الغيب كل ما خفي و غاب عن علم العباد مما نزل على قلب محمد (ص) كالبعث و النشر و الجنة و النار و ما إلى ذلك مما لا ينكره العقل، أما ما يرفض العقل السليم فلا يسمى غيبا، بل أسطورة و خرافة وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ يحافظون عليها، و يؤدونها على أصولها وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ‏ يتصدقون ببعض ما يملكون من المال الحلال الطيّب.

4- وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ‏ الخطاب لرسول اللّه (ص) و المعنى: لا بد أن يكون مع الإيمان بالغيب و إقامة الصلاة و إيتاء الزكاة، الإيمان بنبوتك يا محمد وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ‏ و أيضا لا بد من الإيمان بكل نبي آمنت أنت بنبوته و ما أنزل إليه من الوحي‏ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ‏ هذا هو الأصل الثالث من أصول الإسلام، فمن آمن باللّه و نبوة محمد، و لم يؤمن بالآخرة فليس بمسلم، و كذلك من آمن باللّه و اليوم الآخر، و لم يؤمن بنبوة محمد صلى اللّه عليه و آله.

التفسير المبين، ص: 4

5- أُولئِكَ‏ إشارة إلى الذين اتصفوا بالخصال السابقة النبيلة الفاضلة عَلى‏ هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ‏ أبدا لا هدى إلا هدى اللّه وحده، و أهل تلك الخصال الحميدة متمكنون منه و مستقرون عليه‏ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‏ كرر سبحانه كلمة أولئك للتنبيه إلى أنهم قد تميزوا عن غيرهم بفضيلتين:

الهدى إلى دين الحق و الفلاح و الظفر بمرضاة اللّه و ثوابه.

6- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ‏ سواء بمعنى الاستواء و هو هنا خبر إن الذين، و الإنذار: التحذير من العذاب، لما قدم سبحانه ذكر الأتقياء عقّبه بذكر الأشقياء، و أنهم لا يستجيبون لداعي اللّه، و إن بالغ في الوعيد و التهديد.

7- خَتَمَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ وَ عَلى‏ سَمْعِهِمْ وَ عَلى‏ أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ الختم و الغشاوة هنا كناية عن أنهم قد بلغوا الغاية القصوى في العناد و المكابرة حتى كأن قلوبهم مقفلة لا ينفذ إليها شي‏ء، و على أبصارهم غطاء لا يرون معه شيئا.

8- وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ‏ ذكر سبحانه أولا الذين آمنوا سرا و علانية، ثم ثنى بالذين كفروا كذلك قلبا و لسانا، ثم ثلّث بالذين أسرّوا الكفر و أعلنوا الإيمان، و هم المنافقون، و ذنبهم عند اللّه سبحانه أعظم من ذنب الكفرة الفجرة ...

9- يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ الَّذِينَ آمَنُوا إن اللّه لا يخدع، و لكن المنافقين صنعوا صنع الخادعين حيث تظاهروا بالإيمان و هم كافرون، فأمر اللّه نبيه و الصحابة أن يعاملوهم معاملة المسلمين، و غدا يجري سبحانه معهم حساب المشركين‏ وَ ما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ‏ لأن عاقبة النفاق و الخداع تعود عليهم بالضرر لا على غيرهم‏ وَ ما يَشْعُرُونَ‏ بسوء المصير.

10- فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ‏ و مرض القلب هو النفاق و الاعتقاد الفاسد و الحقد و الحسد و نحو ذلك من الرذائل‏ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً و ذلك بأن المنافقين حسدوا النبي على عظيم مقامه، فزاده اللّه عظمة و علوّا. فازدادوا حسدا على حسد أي مرضا على مرض‏ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ‏ فيه إشارة إلى أن الإنسان لا يعذب على مجرد الحسد ما دام في القلب فقط، و إنما يعذب إذا ظهر للحسد أثر محسوس كالكذب و الافتراء على المحسود و نحو ذلك.

11- وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ‏ كان المنافقون يتجسّسون على المسلمين، و يفشون أسرارهم للأعداء، و إذا نهوا عن هذا الفساد قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ‏ خالصون من كل عيب، فإذا بهذا الزعم فساد إلى فساد.

12- أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لكِنْ لا يَشْعُرُونَ‏ لا يرون ما هم فيه من عيوب و عورات.

13- وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ‏ أي صدقوا رسول اللّه (ص) كما صدّقه إخوانكم و أصحابكم كعبد اللّه بن سلام و غيره‏ قالُوا أَ نُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ السفه: خفة الحلم و سخافة العقل، أما النفاق فهو: فساد العقيدة أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ أي يجهلون أنهم جاهلون و هذا أبلغ الذم.

التفسير المبين، ص: 5

14- وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا كذبا و نفاقا وَ إِذا خَلَوْا إِلى‏ شَياطِينِهِمْ‏ و هم رؤساؤهم من أعداء الإسلام و المسلمين‏ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ‏ على الكفر و الكره لمحمد (ص) إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ‏ بالإسلام و المسلمين.

15- اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ‏ و معنى استهزائه تعالى الإذلال في الدنيا و العذاب في الآخرة وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ‏ يدعهم و شأنهم يتمادون في الغيّ و الضلال‏ يَعْمَهُونَ‏ العمه في البصيرة، و العمى في القلب.

16- أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى‏ أحبوا الباطل و آثروه على دين الحقّ‏ فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَ ما كانُوا مُهْتَدِينَ‏ لأن المطلوب في التجارة الربح مع سلامة رأس المال، و المنافقون أضاعوهما معا، لأن الهدى عند اللّه سبحانه هو رأس المال، و قد ذهب أو بعد عن المنافقين، و تبعه الربح حيث لا بقاء لفرع بلا أصل.

17- مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي‏ المراد بذلك هنا الجنس الشامل للجماعة تماما كقوله تعالى: «وَ خُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا - 69 التوبة» أي الذين خاضوا اسْتَوْقَدَ ناراً أشعلها فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ‏ امتد ضوؤها إلى الأشياء التي حول من أوقدها ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ‏ خمدت النار و لا نور يستضيئون به‏ وَ تَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ‏ بقوا متحيّرين متحسرين حيث لا يدرون أين يذهبون؟ و ما ذا يفعلون ..؟

18- صُمٌ‏ لا يسمعون‏ بُكْمٌ‏ لا ينطقون‏ عُمْيٌ‏ لا يبصرون على سلامة الآذان و الألسن و الأبصار، و لكنهم لما رفضوا الاستماع للحق و النطق به و النظر إليه، أصبحوا كمن فقد هذه الحواس من الأساس‏ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ‏ إلى الرشد، و لا ينتهون عن البغي بعد أن أصبحوا كالصم البكم العمي.

19- أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ هذا تمثيل آخر لحال المنافقين، و الصيّب مطر ينزل من السماء فِيهِ ظُلُماتٌ‏ دامسة وَ رَعْدٌ قاصف‏ وَ بَرْقٌ‏ خاطف‏ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ‏ يقال: صعقته الصاعقة فصعق أي فمات، و المنافقون دائما في قلق و خوف من كشف حقيقتهم و لا ملجأ لهم تماما كمن أتته الصاعقة فاتقاها بسد أذنيه‏ وَ اللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ‏ كلنا نتقلّب في قبضته جلّت عظمته، و لا مفرّ منه إلا إليه.

صفحه بعد