کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

التفسير المظهرى

الجزء الثامن

الجزء العاشر

سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيمة سورة الدهر سورة المرسلات سورة النبإ سورة النازعت سورة عبس سورة كورت سورة الانفطار سورة التطفيف سورة الانشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الانشراح سورة التين سورة العلق سورة القدر سورة البينة سورة الزلزال سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة اللهب سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس

التفسير المظهرى


صفحه قبل

التفسير المظهرى، ج‏5، ص: 368

التحتانية على الغيبة و الضمير راجع الى اللّه تعالى‏ الَّذِينَ صَبَرُوا على مصائب الدنيا من المرض و الفقر و أذى الكفار و مشاق التكليف و الاستقامة فى الجهاد أَجْرَهُمْ‏ اى يعطيهم ثواب صبرهم‏ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ‏ (92) اى بأحسن أجور أعمالهم يضاعف الحسنات الى عشرة أمثالها الى سبعمائة ضعف الى ما شاء اللّه- و قيل المراد بأحسن ما كانوا يعملون الواجبات و المندوبات فانها احسن من المباحات و الممنوعات.

مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى‏ بيّنه بالنوعين لدفع توهم التخصيص‏ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ‏ إذ لا اعتداد باعمال الكفار فى استحقاق الثواب و انما المتوقع عليها تخفيف العذاب لان مبنى الثواب عند اللّه الإخلاص و حسن النية و ذا مفقود لهم‏ فَلَنُحْيِيَنَّهُ‏ فى الدنيا حَياةً طَيِّبَةً قال سعيد بن جبير و عطاء هى الرزق الحلال- و قال الحسن هى القناعة- و قال مقاتل ابن حبان هى العيش فى الطاعة- و قال ابو بكر الوراق هى حلاوة الطاعة- و قال البيضاوي يعيش عيشا طيبا فانه ان كان موسرا فظاهر و ان كان معسرا يطيب عيشه بالقناعة و الرضاء بالقسمة و توقع الاجر العظيم فى الاخرة بخلاف الكافر فانه ان كان معسرا فظاهر و ان كان موسرا لم يدع الحرص و خوف الفوات ان يتهيّأ بعيشه قلت و ذلك هو المعنى من قوله تعالى‏ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً - قلت و الاولى ان يقال ان العبد إذا أحب اللّه تعالى فكل ما وصل اليه من المحبوب من حلاوة او مرارة يلتذّ به- قال المجدد رضى اللّه عنه إيلام المحبوب ألذّ للمحب من انعامه فان المراد فى الانعام كائن على مراده و فى الإيلام كائن على مراد المحبوب و مراد المحبوب أحب عنده من مراد نفسه- قال الفاضل الرومي قدس سره‏

عاشقم بر لطف و بر قهرت بجد

اى عجب من عاشقم بر هر دو ضد

ناخوش از وى خوش بود در جان من‏

جان فدائى يار دل رنجان من‏

قلت او يقال قد قال اللّه تعالى فى أوليائه‏ لَهُمُ الْبُشْرى‏ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا و قد مر تفسيره فى سورة يونس عليه السلام- فالمؤمن إذا بشر برضاء اللّه تعالى و علو مقامه عنده و رفع درجاته لديه حصل له فى الدنيا أفضل ما يرجوه فى الجنة- حيث قال‏

التفسير المظهرى، ج‏5، ص: 369

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ان اللّه تعالى يقول لاهل الجنة هل رضيتم فيقولون ما لنا لا نرضى و قد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من الخلق فقال اما أعطينّكم أفضل من ذلك فيقول احلّ عليكم رضوانى فلا أسخط عليكم ابدا- متفق عليه من حديث ابى سعيد و عند الطبراني فى الأوسط بسند صحيح عن جابر نحوه و من هاهنا قال بعض الكبراء

امروز چون جمال تو بى‏پرده ظاهر است‏

در حيرتم كه وعده فردا براى چيست‏

- كان شيخى و سندى الشيخ محمّد عابد المجددى رضى اللّه عنه يقول لو علم الملوك و الأمراء من اهل الدنيا ما للفقراء من اللذّة و الراحة لحسدوهم و اغبطوهم- لا يقال هذه الحالة ينافى الخوف و الخوف و الرجاء فى الدنيا من لوازم الايمان- لانا نقول هذه الحالة المترتبة على الانس و المحبة لا ينافى الخوف- فان الخوف مبنى على رؤية عظمة اللّه و كبريائه و هو لا ينفك عن المؤمن فى شي‏ء من الأحوال- بل الأنبياء الذين هم قاطعون بحسن الخاتمة و رضوان اللّه تعالى يرون عظمة اللّه و كبريائه فوق ما يراه غيرهم و يخافونه فوق ما يخافونه غيرهم- قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم انّ أعلمكم و أتقاكم بالله انا- و الصحابة الذين كانوا مبشرين بالجنة بالوحى القاطع حيث قال اللّه تعالى‏ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ و نحو ذلك كانوا يخافون اللّه تعالى كمال الخوف فما بال قوم بشروا برضوان اللّه بالكشف الظنى و اللّه اعلم قلت و جاز ان يكون المراد بالحياة الطيبة حيوة يثمر البركات- قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير و ليس ذلك لاحد الا للمؤمن ان أصابته سراء شكر فكان خيرا له و ان أصابته ضراء صبر فكان خيرا له- رواه احمد و مسلم فى الصحيح عن صهيب و احمد و ابن حبان فى الصحيح نحوه عن انس و البيهقي بسند صحيح نحوه عن سعد- و قال مجاهد و قتادة المراد بالحياة الطيبة الحيوة فى الجنة و رواه عوف عن الحسن و قال لا يطيب الحيوة لاحد الا فى الجنة و الظاهر هو المعنى الاول‏ وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ‏ فى الاخرة أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ‏ (97).

التفسير المظهرى، ج‏5، ص: 370

فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ‏ يعنى إذا أردت قراءة القران‏ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ‏ (98) كيلا يوسوس فى القراءة و لا يلقى فى الامنية- فان شأنه انه ما أرسل اللّه‏ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ‏ - عبر عن ارادة الفعل بالفعل المسبب عنها للايجاز و التنبيه على ان من أراد العبادة فليبادر إليها بحيث لا ينفك الارادة عن الفعل- و حكى عن النخعي و ابن سيرين ان يتعوذ بعد القراءة نظرا الى ظاهر هذه الاية و لان الدعاء بعدا العبادة اقرب الى الاجابة و التعوذ من الشيطان مطلوب دائما- و قد صح عن النبي صلى اللّه عليه و سلم انه كان يصلى قبل القراءة و عليه انعقد الإجماع من السلف و الخلف- لكنه سنة عند جمهور العلماء- و ذهب عطاء على كونه واجبا قبل القراءة احتجاجا بهذه الاية فان حقيقة الأمر للوجوب- و كونه لدفع الوسوسة فى القراءة لا يصلح صارفا عنه بل يصح شرع الوجوب معه فلا بد من جمله‏ «1» على الوجوب- قال ابن الهمام و اللّه اعلم بالصارف عن الوجوب على قول الجمهور قلت و الصارف عنه انهم راو و النبي صلى اللّه عليه و سلم ترك التعوذ قبل القراءة فى بعض الأحيان و لو لا ذلك لما اجمعوا على جواز ترك ما لم يتركه النبي صلى اللّه عليه و سلم قط- و قد روى فى كثير من الأحاديث قراءته صلى اللّه عليه و سلم من غير ذكر التعوذ فى الصحيحين عن ابن عباس انه صلى اللّه عليه و سلم قعد الثلث الأخير من الليل فنظر الى السماء فقال‏ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ‏ العشر الأواخر من ال عمران حتّى ختمها ثم قام فتوضا الحديث- و روى مسلم عن انس قال بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى اغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما اضحكك يا رسول اللّه قال أنزلت علىّ آنفا سورة فقرا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ الحديث- (مسئلة) اختلفوا فى التعوذ قبل القراءة فى الصلاة فقال ابو حنيفة و احمد يتعوذ فى أول ركعة- و قال الشافعي فى كل ركعة قال الشيخ ابن حجر استحب التعوذ فى كل‏

(1) و فى الأصل فلا بد حمله-

التفسير المظهرى، ج‏5، ص: 371

ركعة الحسن و عطاء و ابن سيرين- و قال مالك لا يتعوذ فى المكتوبة- قال البيضاوي حجة للشافعى ان الحكم المترتب على شرط يتكرر بتكرره قياسا فالاية دليل على ان المصلى يستعيذ فى كل ركعة- و احتج مالك بحديث انس قال كنا نصلى خلف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ابى بكر و عمر و عثمان و كانوا يستفتحون بام القران فيما يجهر به و فى لفظ اخرج فى الصحيحين كانوا يفتتحون الصلاة ب الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ - قلنا هذا الحديث لا ينافى التعوذ سرّا- و لنا ان النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يتعوذ بعد الثناء فى الركعة الاولى و لم يرو عنه صلى اللّه عليه و سلم التعوذ فى ركعة غير الاولى- روى ابن ماجة و ابن السنى عن جبير بن مطعم رضى اللّه عنه قال كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا دخل فى الصلاة قال اللّه اكبر كبيرا ثلاثا و الحمد لله كثيرا ثلاثا و سبحان اللّه بكرة و أصيلا ثلاثا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم- و روى احمد و ابن حبان و ابو داود عنه من نفخه و نفثه و همزه- و روى الحاكم نحوه و روى احمد و اهل السنن و الحاكم عن ابى سعيد الخدري قال كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا قام للصلوة بالليل كبر ثم يقول سبحانك اللّهم و بحمدك و تبارك اسمك و تعالى جدك و لا اله غيرك ثم يقول لا اله الا اللّه ثلاثا ثم يقول اللّه اكبر ثلاثا ثم يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من نفخه و نفثه و همزه- و روى احمد من حديث ابى امامة نحوه و فيه أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم و فى اسناده من لم يسم- و روى ابن ماجة و ابن خزيمة من حديث ابن مسعود ان النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يقول اللهم انى أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه و نفخه و نفثه- و رواه الحاكم البيهقي بلفظ كان إذا دخل فى الصلاة و عن انس نحوه رواه الدار قطنى و فيه الحسين بن علىّ بن الأسود و فيه مقال- و فى مراسيل ابى داؤد عن الحسن ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يتعوذ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم- (فائدة) قال صاحب الهداية الاولى ان يقول استعيد بالله ليوافق القران و يقرب منه أعوذ بالله- قلت لكن المستعمل عند الحذاق من اهل الأداء و الفقهاء فى لفظها أعوذ بالله من الشيطان‏

التفسير المظهرى، ج‏5، ص: 372

الرجيم دون غيره لما ذكرنا من الأحاديث- و اخرج الثعلبي و الواحدي عن ابن مسعود قال قرات على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم قال قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا أقرأنيه جبرئيل عن القلم عن اللوح المحفوظ- قال ابو عمرو الداني فى التيسير بهذا اللفظ بعينه قرات و به أخذ و لا اعلم خلافا بين اهل الأداء فى الجهر بها عند افتتاح القران (يعنى خارج الصلاة) و عند الابتداء برءوس الاجزاء و غيرها فى مذهب الجماعة اتباعا بالنص و اقتداء بالسنة و كذلك الرواية عن ابى عمرو (يعنى ابن العلاء) و روى عن حمزة انه كان يجهر بها فى أم القران خاصة و يخفيها بعد ذلك فى سائر القران كذا قال خلف عنه و قال خلاد عنه انه كان يخيّر الجهر و الإخفاء جميعا و الباقون لم يأت عنهم فى ذلك شي‏ء منصوص-.

إِنَّهُ‏ اى الشأن‏ لَيْسَ لَهُ‏ اى للشيطان‏ سُلْطانٌ‏ اى تسلط و استيلاء عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَلى‏ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ‏ (99) فانهم لا يطيعون أوامره بحفظ اللّه تعالى و لا يقبلون وساوسه الا فيما يحتقرون على ندور و غفلة- و لذلك أمروا بالاستعاذة فذكر السلطنة بعد الأمر بالاستعاذة لئلا يتوهم منه ان له سلطانا كذا قال البيضاوي- قلت و جاز ان يكون هذه الاية فى مقام التعليل للامر بالاستعاذة- لان معنى قوله‏ عَلى‏ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ‏ انهم يلتجئون الى اللّه تعالى و يحرزون أنفسهم بعزة اللّه تعالى من تسلط الشيطان إذ لا حول و لا قوة الا به تعالى و ذلك معنى الاستعاذة- فالاستعاذة و هو الالتجاء الى اللّه تعالى و الاعتماد عليه من صفات قلوب المؤمنين المخلصين لا ينفك عنهم لكنهم أمروا بالاستعاذة باللسان ايضا حتّى يتادى سنة الدعاء و يطابق الباطن الظاهر فى التضرع و الابتهال فيحصل الامان من الشيطان على وجه الكمال.

إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ‏ اى يحبونه و يطيعونه فيجعلونه مسلطا على أنفسهم باختيارهم من غير ان يكون له عليهم سلطان يضطرهم الى اتباعه فلا منافاة بين هذا و بين قوله‏ ما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ‏ و اللّه اعلم‏ وَ الَّذِينَ هُمْ بِهِ‏ اى بالله تعالى او بسبب‏

التفسير المظهرى، ج‏5، ص: 373

الشيطان‏ مُشْرِكُونَ‏ (100).

وَ إِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ يعنى نسخنا تلاوة اية و أنزلنا مكانها اخرى او نسخنا حكم اية بحكم اية أخرى‏ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ‏ انه كان مصلحة ثم صار مفسدة او كان مفسدة ثم صار مصلحة- و الجملة حال من فاعل بدلنا و اسم اللّه على هذا ظاهر موضع المضمر او استيناف لفظا لكنه فى مقام التعليل سببا للتبديل يعنى بدلنا لانى اعلم بما هو أصلح للخلق فى وقت دون وقت- قرا ابو عمرو و ابن كثير ينزل بالتخفيف من الافعال و الباقون بالتشديد من التفعيل‏ قالُوا يعنى الكفار إِنَّما أَنْتَ‏ يا محمّد مُفْتَرٍ اى متقوّل على اللّه قال البغوي قالت المشركون ان محمّدا يسخر بأصحابه يأمرهم اليوم بامر و ينهاهم عنه غدا ما هو الا مفتر يتقوّله من تلقاء نفسه- و جملة قالوا جواب إذا بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ‏ (101) حكمة الاحكام و لا يميزون الخطاء و الصواب- او المعنى أكثرهم ليسوا من اهل العلم و التميز و لو كانوا اهل التميز لعرفوا ان القران ليس مما يمكن ان يقوّله بشر و محمّد صلى اللّه عليه و سلم أمين لا يصح ان يتهم بالافتراء شعر

تبارك اللّه ما وحي بمكتسب‏

و لا نبى على غيب بمتهم‏

. قُلْ‏ يا محمّد ردّا لما قالوا نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ‏ يعنى جبرئيل عليه السلام و اضافة الروح الى القدس و هو الطهر بمعنى الطاهر كقولهم حاتم الجود- قرا ابن كثير القدس بسكون الدال و الباقون بضمها- و فى ينزّل و نزّله تنبيه على ان انزاله مدرجا على حسب المصالح مما يقتضى التبديل‏ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِ‏ اى متلبسا «1» بالحكمة البالغة لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا على الايمان بانه كلام اللّه فانهم إذا سمعوا الناسخ و تدبروا ما فيه من رعاية الصلاح و الحكمة رسخت عقائدهم و اطمأنت قلوبهم- او المعنى ليبلوهم بالنسخ حتّى إذا قالوا هو الحق من ربنا و هو الحكمة لان الحكيم لا يفعل الا ما هو الحكمة حكم لهم بثبات القدم‏ وَ هُدىً وَ بُشْرى‏ لِلْمُسْلِمِينَ‏ (102) المنقادين لحكمه و هما معطوفان على محل ليثبت اى تثبيتا و هداية و بشارة و فيه تعريض بحصول الاضداد لغيرهم-

(1) فى الأصل ملتبسا-

التفسير المظهرى، ج‏5، ص: 374

صفحه بعد