کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

التفسير المظهرى

الجزء الثامن

الجزء العاشر

سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيمة سورة الدهر سورة المرسلات سورة النبإ سورة النازعت سورة عبس سورة كورت سورة الانفطار سورة التطفيف سورة الانشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الانشراح سورة التين سورة العلق سورة القدر سورة البينة سورة الزلزال سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة اللهب سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس

التفسير المظهرى


صفحه قبل

التفسير المظهرى، ج‏10، ص: 298

من النار لو أساء ليزداد شكرا و لا يدخل النار أحد الا ارى مقعده من الجنة لو احسن ليكون عليه حسرة و اما الشياطين فليس كذلك و لم يكن لهم مقعد فى الجنة لعدم استعدادهم دخولها و قال الحسن و مجاهد و قتادة معنى الاية ثم رددناه أسفل سافلين يعنى الى النار لان جهنم بعضها أسفل من بعض و قال ابو العالية يعنى الى النار فى شر صورة فى صورة خنزير و نحوه.

إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ‏ استثناء متصل من الإنسان لاخراجهم من حكم الرد فانهم لا يرددون الى النار و لا يصيرون الى أخبث الأحوال‏ فَلَهُمْ‏ اى للمومنين الصالحين‏ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ‏ ط اى غير مقطوع او لا يمن به عليهم الفاء للسببية و الجملة فى مقام التعليل للاستثناء مقرر له و قيل معنى الاية خلقنا الإنسان فى احسن تقويم اى اعدل صورة او أقوم حالة بحيث تيسر له كل ما أراد به و بتسخير له الحيوانات كلها و البر و البحر بل الجن و الشياطين ايضا ثم رددناه فى بعض الافراد اى صيرناه بالهرم و أرذل العمر أسفل السافلين و السافلون هم الضعفاء و الزمناء و الأطفال فان الشيخ الكبير إذا زال عقله و ضعف بدنه و غلب عليه العوارض و الأمراض يصير أضعف من الضعفاء فعلى هذا قوله تعالى الا الذين أمنوا و عملوا الصالحات استثناء منقطع بمعنى لكن للاستدراك و دفع توهم نشأ و هو ان المؤمنين ايضا بعد الهرم و سوء الكبر يكونون أسوأ حالا من الضعفاء و وجودهم فى هذه الحالة و بال عليهم فقال اللّه لكن الذين أمنوا و عملوا الصالحات قبل الهرم فى حالة القوة و الشباب فاجورهم غير مقطوعة لا يزال يكتب حسناتهم على حسب ما كانوا يعملون قال الضحاك اجرا بغير عمل اخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس فى هذه الاية قال هم نفر ردوا الى أرذل العمر على عهد رسول اللّه صلعم فسئل حين اسفت عقولهم فأنزل اللّه عذرهم ان لهم أجرهم الذي عملوا قبل ان تذهب عقولهم قال البغوي قال عكرمة لا يضر هذا الشيخ كبره إذا ختم اللّه له بأحسن ما كان يعمل و روى العاصم الأحول عن عكرمة عن ابن عباس قال الا الذين أمنوا و عملوا الصالحات قال الا الذين قرؤا القران لم يردوا الى ارزل العمر و قال جلال الدين المحلى رحمة اللّه تعالى إذا بلغ المؤمن من الكبر بالعجز عن العمل كتب له ما كان يعمل و روى عن انس ان رسول اللّه صلعم قال إذا ابتلى المسلم ببلاء فى جسده قال للملك اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل و عن عبد اللّه ابن عمر و نحوه رواهما البغوي فى شرح السنة و روى البخاري عن ابى موسى نحوه فى المريض‏

التفسير المظهرى، ج‏10، ص: 299

و المسافر فان قيل مقتضى البلاغة تأكيد الكلام على قدر انكار المخاطب و كون الإنسان مخلوقا على احسن صورة ثم رده بالهرم الى ضعف امر بديهي لا ينكره أحد فكيف أورد الكلام بالقسم و لام التأكيد و كلمة قد على هذا التأويل قلنا لما كان تحول الأحوال على الإنسان دليلا واضحا على جواز الاعادة و الجزاء و الكفار كانوا ينكرون الاعادة و الجزاء كانهم أنكروا التحول لانه من أنكر المدلول فكانه أنكر الدليل الواضح لاستلزام أحدهما الاخر.

فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ‏ المخاطب به الإنسان على سبيل الالتفات يعنى فاى شى‏ء يحملك ايها الإنسان على التكذيب بالجزاء أو اى شى‏ء جعلك كاذبا حيث تقول خلاف الحق ان لا بعث و لا جزاء بعد تلك الدلائل الواضحة من نفسك ان خلقك فقويك ثم ضعفك فاماتك قادر على اعادتك و جزاء أعمالك و الاستفهام للتوبيخ و الإنكار يعنى لا ينبغى لك التكذيب بالجزاء او المخاطب به النبي صلعم و ما للنفى و للاستفهام الإنكاري و المعنى لا شى‏ء يكذبك او فاى شى‏ء يكذبك اى يدل على كذبك فى قولك بالجزاء بالدلائل الواضحة على صدقك فينظر هذه الاية قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين و قيل ما بمعنى من و الاستفهام للتعجب يعنى من ينسبك الى الكذب بعد تلك الشواهد على الصدق عجبا منه.

أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ‏ ع استفهام إنكاري للنفى و نفى النفي اثبات فهو تحقيق و تقرير لما سبق و المعنى أ ليس الذي فعل ذلك من الخلق و الرد باحكم الحاكمين صنعا و تدبير او من كان كذلك كان قادرا على الاعادة و الجزاء و الجملة لتسلية النبي صلى اللّه عليه و سلم على تكذيب الكفار إياه مكابرة و عنادا او وعيد للكفار و المعنى أ ليس اللّه باقضى القاضين فهو يحكم بينك و بين من كذبك يا محمد كذا قال مقاتل او هى فى مقام التعليل بقوله تعالى فما يكذبك لا ينبغى لك ايها الإنسان التكذيب قال اللّه احكم الحاكمين عليك بالعذاب عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم من قرأ بالتين فانتهى الى آخرها أ ليس اللّه باحكم الحاكمين فليقل بلى و انا على ذلك من الشاهدين رواه ابو داود و عن البراء ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم كان فى سفر فقرأ فى العشاء فى أحد الركعتين بالتين و الزيتون رواه البخاري و اللّه تعالى اعلم.

التفسير المظهرى، ج‏10، ص: 300

سورة العلق‏

مكيّة و هى تسع عشرة اية بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ روى البغوي بسنده عن عائشة قالت أول سورة نزلت اقرأ باسم ربك و عليه اكثر المفسرين و أول ما نزل خمس الآيات من أولها الى قوله تعالى ما لم يعلم عن عائشة أم المؤمنين انها قالت ما بدأ به رسول اللّه صلعم من الوحى الرؤيا الصالحة فى النوم و كان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب اليه الخلاء و كان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه و هو تعبد الليالى ذوات العدد قبل ان ينزع الى اهله و يتزود لذلك ثم يرجع الى خديجة فيتزود امثلها حتى جاءه الحق و هو فى حراء فجاءه الملك فقال اقرأ فقلت ما انا بقاري قال فاخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما انا بقاري قال فاخذنى فغطنى الثانية حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما انا بقاري قال فاخذنى فغطنى الثالثة ثم أرسلني فقال‏

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ‏ فرجع بها رسول اللّه صلعم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد فقال زملونى فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة و أخبرها الخبر و قال لقد خشيت على نفسى فقالت كلا و اللّه ما يحزنك اللّه ابدا انك لتصل الرحم و تحمل الكل و تكسب المعدوم و تقرى الضيف و تعين على توايب الحق فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسيد بن عبد العزى ابن عم خديجة و كان امرأ تنصر بالجاهلية و كان يكتب الكتاب العبرى فيكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء اللّه ان يكتب و كان شيخا كبيرا قد عمى فقالت له خديجة يا ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة يا ابن أخي ما ذا ترى فاخبره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خبر ما راى فقال له ورقة هذا الناموس انزل اللّه على موسى يا ليتنى فيها جذعا يا ليتنى أكون حيا او يخرجك قومك قال رسول اللّه صلعم او مخرجىّ هم قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به الا أوذي‏

التفسير المظهرى، ج‏10، ص: 301

و ان يدركنى يومك ينصرك نصرا مؤزرا ثم لم يلبث ورقة ان توفى و فتر الوحى متفق عليه و قيل المدثر أول القرآن نزولا و قد ذكرنا هناك و قيل أول ما انزل سورة الفاتحة لما روى البيهقي فى الدلائل ان خديجة قالت لابى بكر يا عتيق اذهب به الى ورقة فاخذه ابو بكر فقص عليه ما راى فقال عليه الصلاة و السلام إذا خلوت وحدي سمعت نداء يقول يا محمد يا محمد فانطلق هاربا فقال لا تفعل إذا قال فاثبت حتى تسمع ثم انتهى فأخبرنى فلما خلا فناداه يا محمد فثبت فقال قل‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ الى آخرها ثم قال قل لا اله الا اللّه الحديث و الصحيح هو الاول قال البغوي و هو الصواب الذي عليه جماهير الخلف و السلف و ما قيل انه أول ما نزل فيها يايها المدثر فمحمول على انه أول ما نزل بعد فترة الوحى و أول سورة نزلت بكمالها الفاتحة او يقال أوليتها اضافية أول اكثر القران بعد اقرأ و المدثر و اختلفوا فى مدة الخلو بغار حراء و فى الصحيحين جاورت بحراء شهرا و هو شهر رمضان كما رواه ابن اسحق فى السيرة و أفاد الزرقانى انه لم يصح اكثر منه و روى مسوار بن مصعب أربعون يوما لكنه متروك الحديث قاله الحاكم و غيره و رجح بعض العلماء هذا قياما على ميقات موسى عليه السلام و استدلالا بقوله صلى اللّه عليه و سلم من أخلص للّه أربعين يوما ظهر ينابيع الحكمة من قلبه الى لسانه رواه ابو نعيم فى الحلية عن أيوب لكن الحديث ضعيف و كذا القياس لان ميعاد موسى كان ثلثين ليلة فاتمها اللّه أربعين بعارضة قال اللّه تعالى‏ وَ واعَدْنا مُوسى‏ ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَ أَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً و اختلفوا فى كيفية تعبده فقيل مشرع نوح و ابراهيم و عيسى و ليس بشئ لكونه اميا و الصحيح انه كان يتعبد بالانقطاع عن الخلق و النيل الى الحق و التفكر قال القسطلاني و لم تكن الرجفة المذكورة فى الحديث خوفا من جبرئيل عليه السلام فانه صلى اللّه عليه و سلم أجل من ذلك و اثبت جنانا بل خشية ان يشتغل بغير اللّه عنه تعالى قيل خاف من ثقل أعباء النبوة و روى ابو نعيم ان جبرئيل و ميكائيل شقا صدره هنا و غسلاه ثم قالا اقرأ باسم ربك الآيات (مسئلة) و هذه القصة تدل على ان التسمية ليست جزء من كل سورة لكن روى ابن جرير عن ابن عباس قال أول ما نزل جبرئيل على محمد صلعم قال يا محمد استعذ قال‏

التفسير المظهرى، ج‏10، ص: 302

أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم ثم قال قل بسم اللّه الرحمن الرحيم ثم قال اقرأ باسم ربك الذي خلق و هذه الرواية شاذة فى مقابلة الصحاح- (فائده) و مدة فترة الوحى ذكر السهيلي ان الفترة كانت سنتين و نصفا و وقع فى التاريخ الامام احمد عن الشعبي أنزلت عليه النبوة و هو ابن أربعين فقرن نبوته اسرافيل ثلث سنين فكان يعلمه الكلمة و الشي‏ء و لم ينزل عليه القران على لسانه فلما مضت ثلث سنين قرن نبوته جبرئيل فينزل عليه القران على لسانه عشرين سنة و قد ذكرنا حزن النبي صلعم فى ايام الفترة فى سورة و الضحى قوله تعالى‏ اقْرَأْ امر بالقراءة و المفعول محذوف اى اقرأ القران مفتحا او متبركا بِاسْمِ رَبِّكَ‏ فهو منصوب على الحال يعنى قل باسم اللّه ثم اقرأ القران و يحتمل ان يكون باسم ربك فى محل النصب على المفعولية و الباء زائدة يعنى اقرأ اسم ربك و لم يقل اسم اللّه لان اللّه علم لذات الواجب و لا بسبيل الى معرفة الذات الا بالتفكر فى الآثار و الصفات و اظهر الصفات بالنسبة إلينا صفة الخلق و التربية التي تنبه على التحول احوال الممكنات الدال على حدوث العالم الموصل الى العلم بالمحدث القديم المنزه عن شوايب النقص و الزوال و احتمال التحول عن حال الى حال و فيه اشارة الى ان الصوفي يلتزم او لا على ذكر الاسم لكى يهتدى به الى المسمى لكن الصوفية اختاروا من الأسماء اسم الذات لان سلوك الطريقة يكون بعد الايمان المجازى بذات الواجب فالاول فى حقه اسم الذات لاستجماعه فى الدلالة على الصفات كلها و لو اجمالا و لكونه اقرب من الذات و المقصود هو الذات و قال الطيبي هذا امر بايجاد القراءة مطلقا و هو لا يختص بمفرد دون مفرد فهو بمنزلة اللام و الباء للاستعانة و الجملة فى جواب قوله صلى اللّه عليه و سلم ما انا بقاري و المعنى قاريا لا بقوتك و معرفتك بل باعانة ربك و قوته لفظة اسم على هذا مقحم كما فى قوله تعالى سبح اسم ربك‏ الَّذِي خَلَقَ‏ ج صفة موضحة للرب فان الربوبية يقتضى الخلق و التربية من النقصان الى الكمال و حذف مفعول خلق للدلالة على التعميم اى خلق كل شى‏ء و من جملته خلق القدرة على القراءة و نزل خلق منزلة اللازم يعنى الذي له صفة الخلق و التكوين و لا يمكن اتصاف أحد غيره بتلك الصفة خَلَقَ الْإِنْسانَ‏ الظاهر انه جملة مستانفة كانه فى جواب سوال ما خلق و انما خص الإنسان بالذكر بوجوه أحدها انه أشمل المخلوقات اجزاء فان كل ما هو

التفسير المظهرى، ج‏10، ص: 303

فى العالم الكبير فهو ثابت فيه و لذا سمى عالما صغيرا فالحكم بانه خلق الإنسان حكم بخلق كل شى‏ء من عوالم الخلق و الأمر ثانيها انه اشرف المخلوقات مستعد لتجليات الصفات و الذات اولى بالمعرفة التي هى المقصود بخلق الكائنات قال اللّه تعالى و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون اى ليعرفون و فى الحديث القدسي لولاك لما خلقت الافلاك و لما أظهرت الربوبية خص النبي صلعم هاهنا بالذكر لكونه أكمل افراد الناس معرفة و فى الحديث كنت كنزا مخفيا فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق فخص الإنسان فى هذه الاية بالذكر إظهارا لشرفه و بيانا لانه المقصود بالخلق و ثالثها انه هو المخاطب بالشرائع و المكلف بالتكليفات الشرعية اولا و انه اعرف بحاله من حال غيره فاستدلاله على الصانع بانقلابات أحواله اولى و اقرب لحصول المعرفة و يجوز ان يكون المحذوف من الجملة الاولى كاف الخطاب اى الذي خلقك الجملة الثانية مستانفة فى جواب سوال مقدر و هو من اى شى‏ء خلقه قال اللّه تعالى خلق الإنسان بلفظ الجنس لاشتراك افراد الإنسان فيه اختصاص ما منه الخلق بالمخاطب و يحتمل ان يكون المفعول المحذوف من الجملة الاولى هو الإنسان و الجملة الثانية تأكيد لها فسر بعد الإبهام تفخيما لخلقه و ليكون أوقع فى النفس و يحتمل ان يكون المراد بالإنسان هو النبي صلى اللّه عليه و سلم خص بالذكر إظهارا لشرفه و لانه هو المخاطب به‏ مِنْ عَلَقٍ‏ ج جمع علقة أورد صيغة جمع لان الإنسان جنس فى معنى الجمع و لعل العدول من قوله خلق الإنسان من نطفة او من تراب لمراعاة الفواصل و الاشارة الى جميع أطوار خلقه حيث أشار الى ما توسط منها فان هذا خلقه من الطين ثم من الاغذية التي تصير بعد تحويلات منيا ثم تصير المنى علقة ثم العلقة مضغة ثم المضغة عظاما ثم تكسى العظام لحما ثم ينفخ فيه الروح فذكر المتوسط يشعر بما سبقه و ما لحقه من الأطوار اقْرَأْ تكرير للتاكيد و للمبالغة و الاول مطلق و الثاني للتبليغ او فى الصلاة و جاز ان يكون باسم ربك متعلقا بهذا و يكون الاول نازلا منزلة اللازم و الثاني مستانفة تقديره اقرأ اى صرقاريا فكانه قال ما اقرء و كيف اقرء فقال اللّه تعالى اسم ربك اقرأ او باسم ربك اقرأ القران و على هذا يحتمل ان يكون ما فى قوله صلى اللّه عليه و سلم ما انا بقاري فى جواب قول جبرئيل اقرأ استفهامية و الباء فى الخبر زائدة على لغة اهل المصر و يمكن ان يقال ما فى المرتبة الاولى‏

التفسير المظهرى، ج‏10، ص: 304

صفحه بعد