کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم

الجزء الاول

المقدمه «سوره الفاتحة -/ مكية -/ و آياتها سبع»

الجزء الثانى

المقدمة الفقراء أنتم الى الله الله هو الخالق الفاطر البديع 1 الله خالق كل شى‏ء 2 اختصاصات ربانية في علمه تعالي و قدرته 3 العلم الطليق لزام الخالقية الطليقة 4 علم الغيب المطلق المطبق خاص بالله 1 مفاتح الغيب خاصه بالله 3 فحتى الرسول محمد صلى الله عليه و آله لا يعلم الغيب الرباني إلا بوحي رسالي فحسب 3 كلمة الله و كلمة الشيطان؟؟ 2 حتى نعلم من الله هي العلم: العلامة لا العلم المعرفة الله‏هو متوفي الانفس و القاهر فوق عباده اختصاصات ربانية النظر الى الرب هو نظر القلب معرفيا و انتظار رحمته 2 سئوال عضال من اهل الكتاب«أرنا الله جهرة» 3 ماذا يعنى رب ارنى انظر اليك؟ 4 ما هو المعنى من و لقدرآه نزلة اخرى 5 معنى الاضلال الربانى و هدايته 1 معنى الاضلال الربانى في سورة محمد 2 معنى الاضلال الربانى 3 معنى الهداية و الاضلال من الله؟ الله تعالى هل يأمر بالفسق و الضلالة!؟! لاجبر و لا تفويض بل امر بين الامرين فاين تذهبون؟ انما الحساب على الله كما الاياب الى الله كتاب المحو و الاثبات الرباني من متشابهات القرآن مجى‏ء الله يوم الآخرة؟ الروح من امر الله و خلقه دون ذاتة الاعمال التكليفته مختارة دون اضطرار القاءات شيطانية في امنيات الرسل؟ اختيارات تكليفية باختبارات 1 اختيارات 2 التفكر آفاقيا و انفسيا ليس الله ظالما و لا ضلاما بل هر عادل مقسط 1

المجلد السابع

المقدمة

القواعد الاربع لعرش الخلافة الاسلامية للامام امير المؤمنين عليه السلام القاعدة الاولى لعرش الخلافة:

القاعدة الأولى لعرش الخلافة: علي ولد مسلما القاعدة الثانية لعرش الخلافة: قاعدة الاخوة:
اهل بيت العصمة المحمدية في سورة الدهر ذكرى عتيقة من الخمسة الطاهرة عليهم السلام سفينة نوح والبشارة المحمدية على أنقاضها: ذكرى عتيقة من الخمسة الطاهرة في كتاب ادريس النبي صلى الله عليه و آله محمد صلى الله عليه و آله وخلفاءه المعصومون هم الاسماءالتي علم آدم عليه السلام أئمة أهل البيت عليهم السلام هم من اصدق الصادقين الائمة من آل الرسول صلى الله عليه و آله هم اصدق الصديقين محمد صلى الله عليه و آله هو المنذر وعلى وعترته المعصومون هم لكل‏قوم هادون مثل نوره... في بيوت هي بيوت ائمة اهل البيت هي من افاضل البيوت التى اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه رجال الاعراف هم اعرف رجالات العصمة خلفاء الرسول صلى الله عليه و آله هم ورثة الكتاب

المجلد الخامس عشر

المقدمة الدعوة الى الله‏الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تمكين و امكانية عليكم انفسكم ثم انفس الآخرين ليس الا من الضرر من شروط الأمر والنهي‏الا في الا هم منهما الناسي نفسه لا يدعوا غيره الا بعد اصلاح نفسه فيما يدعوا واجب التناهي عن المنكر لفاعلي المنكر إنهاء و انتهاء مسارعة في الاثم بديل التناهي عن المنكر لا يامر و لا ينهى الا العامل او المتعامل وجوبهما كفائيا على الصالحين الدعاة الى الله العاملون الصالحات‏هم أحسن قولا ممن سواهم اخذا بالعفو و اعراضا عن الجاهلين قولة منافقة نهى عن المعروف و امر بالمنكر و قولة مؤمنة امر بالمعروف و نهى عن المنكر مرحلة اخيرة في الامر والنهي الدفاع/ الجهاد/ القتال‏فى سبيل الله عند المكنة اعدادات حربية وسواهامن قوة نفسية، سياسية، عقيدية، علمية، نفاقية تحريض رباني على قتال مكافح عددا وعددا المجاهدون يقتلون ويقتلون و هم منتصرون فيهما الحرب سبحال‏وليس ضمانا الغلب للمسلمين الا غلبا ايمانا المقتولون في سبيل الله‏أحياءبحياة خاصة عند ربهم لن يصيبنا الا ما كتب لنا قاتلين او مقتولين قتال قبال قتال دون اعتداء كلام فيه ختام حول الجهاد الإسلامي. معاهدات حربية تخلف عن قيادة القوات المسلمةو نفر جماعي للقتال على تفقه في الدين اذا رجعوا في استنفار عام إنفروا خفافا وثقالا وعلى أية حال كلام حول العصمة: المهاجرون في سبيل الله في مراغمات .. بما ظلموا واخرجوا من ديارهم عاقبوا بمثل ما عاقبوا به.. ثم قتلوا او ماتوا للمجاهدين علامات لنهديهم سبلنا إنما من جاهد يجاهد لنفسه جاهدوا مع رسول الله صلى الله عليه و آله اقعدوا لهم كل مرصد قاتلوا الذين يقاتلونكم قاتلوا في سبيل الله والمستضعفين.. إذا ضربتهم في سبيل الله فتبينوا... تكتية حربية«لا تتخذوا بطانة من دونكم» تكتيكة حربية فرض القتال في سبيل الله وأخذ الحذر فيه المنافقون مركسون بما كسبوا مهاجرة للرسول(ص) أخرجك ربك من بيتك بالحق نصرة ربانية في القتال اصلاحات حربية بين المسلمين المتحاربين طاعات وانفاقات في سبيل الله الأشهر الحرم في قتال وسواه بشارة لغلب الكتابين على المشركين بشارة النصر القتال المكتوب على المؤمنين فتح الفتوح

المجلد السادس عشر

المقدمة

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم


صفحه قبل

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏1، ص: 11

لتفاصيله.

5-/ وهى الكافية:

تُجزى ما لا يجزى شى‏ءٌ من القرآن حيث «تكفى من سواها ولا تكفى عنها سواها» «1» فى أولى السورتين من الأوليين لفظياً، حيث تكفى من سائر القرآن فى الركعتين ولا يكفى سائره عنها فيهما، ومعنوياً فانها-/ على اختصارها-/ تحمل متناً حاصراً من غزيرة الوحى الهاطل، و خطاباً لربّنا فى معراج الصلاة اذ تكفى عن كافة التفاصيل المسرودة فى الذكر الحكيم حيث تناسب ذلك الخطاب.

6-/ وهى الحمد:

حيث تحمل أحمد حمد لرب العالمين، وخير ما يحمده به الحامدون، حمد غائب:

«الحمدلله ...» ومن ثم حاضر « إِيَّاكَ نَعْبُدُ ... » فانها بشطريها حمد مهما اختلف الموقف والتعبير وكله عبير، ثم وهى بادءة بالحمد، فلذلك كله سمّيت-/ فيما سميت-/ بسورة الحمد.

7-/ وهى السبع المثانى‏ «2» :

(1)-/ المصدر اخرج الثعلبى عن عفيف بن سالم قال: سألت عبدالله بن يحيى بن ابى كثير عن قراءة فاتحة الكتاب‏خلف الامام فقال عن الكافية تسأل؟ قلت: وما الكافية؟ قال: الفاتحة، اما تعلم أنها تكفى عن سواها ولا تكفى عنها سواها؟

و اخرج ابو نعيم والديلمى عن ابى الدرداء قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: فاتحة الكتاب تجزى ما لا يحزى شى‏ء من القرآن. واخرج الدار قطنى والحاكم عن عبادة بن الصامت قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ام القرآن عوض عن غيرها وليس غيرها عوضاً عنها.

(2)-/ الدر المنثور 4: 105-/ اخرج الدارمى وابن مردويه عن ابى بن كعب قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: فاتحة الكتاب هى السبع المثانى وفيه 1: 3-/ اخرج الدار قطنى وصححه والبيهقى فى السنن عن ابى هريرة قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: اذا قرأتم الحمد فاقرؤا بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ -/ إنهاام القرآن وأم الكتاب والسبع المثانى و « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » احدى آياتها واخرج ما فى معناه عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله البخارى والدارمى فى مسنده وابو داود والترمذى وابن المنذر وابن ابى حاتم وابن مردويه واحمد فى مسنده وابن جرير والطبرانى فى الأوسط والبيهقى والبخارى والنسائى وابن حبان وابو عبيد وابن خزيمة وابو ذر الهروى وعبدالله بن احمد بن حنبل فى زوائد المسند وابن الضريس فى فضائل القرآن-/ أخرجه هؤلاء الحفاظ فى مسانيدهم كما رواه على امير المؤمنين عليه السلام وعمر ايضاً عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله-/ فما يروى عن ابن عباس فى بعض رواياته وسعيد بن جبير دون نسبة الى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله آنها السبع الطوال: البقرة-/ آل عمران-/ النساءَ المائدة-/ الانعام-/ الأعراف-/ يونس-/ آنها غير الفاتحة، إنها لا تصدق لمخالفتها المتواتر عن الرسول صلى الله عليه و آله أنها الفاتحة، وأنها نزلت قبل السبع الطوال وسواها من مدنيات ومكيات، وأنها ليست مثانى بأى معنى من معانى المثانى اللهم الا كما القرآن كله مثانى: « كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ‏ » ولا يخص السبع.

و من طريق اهل البيت عليهم السلام عن محمد بن مسلم قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن الآية فقال: فاتحة الكتاب يثنّى فيها القول (العياشى 1: 22) ورواه مثله عن يونس بن عبد الرحمن عمن رفعه قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن هذه الأية قال: هى سورة الحمد، ورواه مثله عن محمدبن مسلم وعن السدى عمن سمع علياً عليه السلام يقول مثله.

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏1، ص: 12

لأنها حسب القرآن العظيم سبعٌ من المثانى: « وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏ » مهما كان القرآن كله مثانى: « اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ‏ . (39: 29) ولكن « سَبْعاً » ومن ثَمَّ « وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏ » تخصها بهذه المثانى بما لها من مَثْنَيات ومعانى، فهى تحمل ازدواجية المثانى.

ثم « الْمَثانِي‏ » جمع المَثْنَيَة او المَثنى وهو الذى يُثَنَّى، فأقلها ثلاث مثنيات ولكننا نجد لها سبعاً من المثانى.

1-/ مثنى نزولًا فى عهدى المكى والمدنى، اوّل ما نزلت بمكة، وحين حوّلت القبلة فى المدنية، ولا مَثنى هكذا الّا هِيَهْ!.

2-/ مثنى فى اوّليتها فى التأليف كما فى التنزيل ولا مثنى هكذا الا هِيَه!

3-/ مثنى فى الصلوات مفروضات ومسنونات‏ «1» اذ تثنى فى اولييها الا فى وتر الليل.

4-/ مثنى اذ تثنى بغيرها فى الصلوات كلها الّا فى وتيرة العشاء.

5-/ مثنى فى ثنائية التأويل حيث تعنى القرآن جملة ويعنيها القرآن بالتفصيل.

6-/ مثنى فى المعنى الاتجاه، فنصفها ثناء اللَّه ونصفها عطاء الله.

7-/ ومثنى بثنائية الآيات حيث تتبنَّى فى كلٍّ من السبع أمرين اثنين ف:

1-/ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

(1)-/ الدر المنثور 6: 104-/ اخرج البيهقى فى شعب الايمان عن ابن عباس فى الآية قال: هى ام القرآن تثنى فى كل صلاة، وأخرج ابن جرير وابن الضريس عن قتادة فى الآية قال: فاتحة الكتاب تثنى فى كل ركعة مكتوبة وتطوع، وأخرجه ابن الضريس عن ابى صالح مثله-/ وفى تفسير العياشى 1: 19، عن يونس بن عبد الرحمن رفعه قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن هذه الآية قال: هى سورة الحمد، وانما سميّت المثانى. لانها تثنى فى الركعتين، وعن محمد بن مسلم عن ابى عبدالله (عليه السلام هى فاتحة الكتاب يثنى فيه القول‏

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏1، ص: 13

2-/ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ 3-/ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ 4-/ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ 5-/ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ 6-/ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ 7-/ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ‏ .

مثانٍ سبع فى السبع المثانى فى ام كتاب التدوين تتجاوب مع سبع التكوين، سبع الزمان وسبعى المكان: سماوات وارضين، وسبعى الطواف حول البيت وبين الصفا والمروة، كما ومراتب خلقة الانسان سبع:

« وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ‏ (12) ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ‏ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ‏ » (23: 14).

كذلك ومراتبه الباطنة سبع: الروح-/ الفطرة-/ العقل-/ الصدر-/ القلب-/ اللب والفوآد، وكما الصلاة اعمالها الظاهرة الملموسة سبع حيث النيّة فعل القلب، وهى: القيام-/ الركوع-/ الانتصاب منه-/ السجدتان-/ والانتصاب جلوساً بينهما-/ والقعود تشهُّداً وسلاماً، والسبع المثانى لهذه السبع كالروح فى الجسد، كما هى روح للانسان.

و كما الشيطنات والشياطين وابواب الجحيم سبع وهى تغلق بالسبع المثانى!.

«و الذى نفس محمد بيده ما أنزل فى التوراة ولا فى الانجيل ولا فى الزبور ولا فى الفرقان مثلها» «1» . ف «من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والانجيل والزبور والفرقان» «2»

لذلك «رنّ ابليس أربعاً حين نزلت فاتحة الكتاب، وحين لعن، وحين هبط الى الأرض، و حين بعث محمد صلى الله عليه و آله‏ «3» فقد جعلت عِدلًا للرسول كما هى عِدل القرآن، حيث الرسول‏

(1)-/ الدر المنثور 1: 4-/ اخرج جماعة ان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله خرج على ابى بن كعب فقال، يا ابى! وهو يصلى-/ فالتفت ابى فلم يجبه فصلى ابى فخفف ثم انصرف الى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: كيف تقرء فى الصلاة؟ فقرأ بأم القرآن فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: والذى نفسى بيده ...

(2)-/ المصدر 1: 5-/ اخرج ابو عبيد فى فضائله عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله ...

(3)-/ المصدر اخرج وكيع فى تفسيرة وابن الأنبارى فى المصاحف وابو الشيخ فى العظمة وابو نعيم فى الحلية عن‏مجاهد قال: رَنَّ ابليس اربع رنات، ومن طريق اهل البيت عليهم السلام فى تفسير البرهان 1: 41 عن ابى عبدالله عليه السلام مثله ورواه مثله شى 1: 20.

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏1، ص: 14

صلى الله عليه و آله هو القرآن والقرآن هو الرسول صلى الله عليه و آله وهى تمثلهما جملة كما هما يمثلانها تفصيلًا.

إنهااوّل ما نزلت على الرسول صلى الله عليه و آله فانها فاتحة الكتاب، وأصل الكتاب هو المنزل ثم الكتاب المؤلف، ولا تحمل الخمسة الأوَل من العلق النازلة قبل الفاتحة الّا البسملة «1» فقد توحى « اقْرَأْ » أنه ما كان قارئاً قبله، ثم « بِاسْمِ رَبِّكَ‏ » يعلمه بماذا يبدأ قراءة الوحى، ولأن افضل اسماءه هوالله، فباسم ربك هو « بسم الله‏ » ثم « الَّذِي خَلَقَ‏ » هو «الرحمن» حيث الخلق هو اعم الرحمات ولا اعم من «الرحمن».

و من ثم « خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ‏ » هو الرحيم، فانه رحمة خاصة، ثم الاخص منه « الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ‏ » ثم « عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ‏ » رحيم فى أخصه حيث يعم سائر الوحى على سائر رجالات الوحى.

فبداية الوحى تلميحة-/ كتصريحة- بأفضل آية من كتاب الله: « بسم اللَّه الرحمن‏ الرحيم» حيث هى تُقرأ قبل كل أمر ذى بال، والقرآن يفوق كل أمر ذى بال!

و قد صلى الرسول صلى الله عليه و آله مع على وخديجة لما رجع من بازغة الوحى، وبطبيعة الحال قرأ الحمد، اذ «لا صلاة الا بفاتحة الكتاب» «2»

و رواية نزولها فى المدينة تعنى نزولها الثانى عند تحول القبلة، وهى نازلة قبلها فى مكة، وآية السبع الثاني المكية ليست لتعنى سورة مدنية لولا نزولها بداية فى مكة.

و كما القرآن المحكم نزل على قلب الرسول صلى الله عليه و آله فى ليلة مباركة هى ليلة القدر بعد زهاء

(1)-/ القمى فى تفسيره فى قوله تعالى: « اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ... » قال قال: اقرأ « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ »، وفى اسباب‏النزول للواحدى النيسابورى عن ابن عباس انه قال: اوّل ما نزل به جبرئيل عن النبى صلى الله عليه و آله قال يا محمد استعذ ثم قل: « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ ».

(2)-/ الدر المنثور 1: 2-/ اخرج ابن ابى شبية فى المصنف وابو نعيم والبيهقى كلاهما فى دلائل النبوة والواحدى والثعلبى عن ابى ميسرة عمرو بن شرحبيل ان رسول الله صلى الله عليه و آله قال لخديجة: انى اذا خلوت وحدى سمعت نداءً فقد والله خشيت ان يكون هذا امراً، فقالت: معاذ اللَّه ما كان اللَّه ليفعل بك فوالله، انك لتؤدى الامانة، وتصل الرحم وتصدق الحديث-/ الى ان قال-/: سمعت نداءً خلفى يا محمد يا محمد فانطلق هارباً فى الارض فقال ورقة لا تفعل اذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول ثم ائتنى فأخبرنى فلما خلا ناداه يا محمد! قل: « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ »-/ حتى بلغ-/ « وَ لَا الضَّالِّينَ‏ »-/ فاتى ورقة فذكر له ذلك فقال ورقة ابشر ابشر فانى اشهد أنك الذى بشر به ابن مريم وانك على مثل ناموس موسى وانك نبى مرسل.

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏1، ص: 15

خمسين ليلة من بداية الوحى، ثم القرآن المفصَّل بعد الحمد الى المائدة، تفصيلًا للمحكم النازل ليلة القدر.

فالحمد لله الذى جعل لنا نصيباً من القرآن المحكم كما خصَّ رسوله بنصيبه ليلة القدر، وأين محكم من محكم؟

ثم البسملة هى افضل آيات السبع الثانى، كما السبع أفضل القرآن العظيم، مهما كانت الأقوال حول: هل هى آية من الحمد وسائر القرآن الّا البرائة، عشرة كاملة «1» الا أن تسعة منها ناقصة مناقضة لحجة الكتاب والسنة.

فكونها آية من النمل دون خلاف يؤكد كونها آية قرآنية أينما حلَّت، فجملة واحدة كيف تكون هنا آية وفى سواها ليست آية، وليست هى إلّاهيه؟!

و كون السورة سبعاً من الثانى بشهادة القرآن والرواية المتواترة تجعلها آية منها، والّا فهى ست من الثانى، وقد رقمت بواحدة مهما لم ترقم فى سواها، فما امرها الا واحدة لأنها آية واحدة.

و كونها فصلًا بين السور لا تجعلها غير آية، ولا تفتتح بها البراءةْ وهى سورة فذة، ولا غرو أن تفصل بين السور بآية مكررة كما يعرف بها ختام سورة وبداية اخرى.

و كيف يقحم فى القرآن ما ليس منه مهما كان لفصل وسواه، اذ يحصل الفصل بسواه، أفإقحاماً فى القرآن جملة كآية لكل سورة الا البراءة؟

و قد امر الرسول صلى الله عليه و آله فى بازغ الوحى ان يقرأه بالبسملة « اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ... » كما امر دائباً مستمراً بقراءتها فى الصلاة « وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ‏ ى‏ فَصَلَّى‏ » (87: 15) والصلاة بلا تكبيرة

(1)-/ وهى-/ 1-/ ليست آية من أيّة سورة!-/ 2-/ آية من كل سورة سوى البرائة-/ 3-/ آية من الفاتحة دون‏غيرها-/ 4-/ بعض آية من الفاتحة فقط-/ 5-/ آية مستقلة انزلت لبيان رؤوس السور تيمناً وللفصل بينها-/ 6-/ يجوز جعلها آية من الحمد و غير آية لتكرر نزولها بالوصفين-/ 7-/ بعض آية من جميع السور-/ 8-/ آية من الفاتحة وجزء آية من سائر السور الّا البرائة-/ 9-/ جزء آية من الفاتحة وآية من السور الا البرائة-/ 10-/ أنها آيات مستقلة حيثما كانت، وترى ان ما سوى القول الاوّل من هذه العشرة متفقة على كونها آية وان اختلفت فى جهات اخرى ولا حجة فى القول الاول كما لا حجة فى كونها بعض آية-/ تأمل:

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏1، ص: 16

او بسملة دخول فى الدار دون استئناس واستئذان من صاحب الدار» «1»

ثم وفى كل القرآن « وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا » (73: 8) أفليست هى بعدُ آية من القرآن، وهى افضل آية من القرآن حيث تعنى أمّ القرآن اجمالًا كما هى تعنيه اجمالًا و هما تعنيانه تفصيلًا مهما بان تفصيل عن تفصيل.

و لان البسملة افضل آية فى الذكر الحكيم‏ «2» فلتذكر فى افضل عبادة هى الصلاة، وليكن عبدالله بسملة لله فى مجراه ومرساه، فابتداء اقواله وافكاره واعماله «بسم الله» وانتهاءها «بسم الله» اذا قام «بسم الله» واذا نام «بسم الله» اذا عقد النطفة «بسم الله» واذا حضر الموقف «بسم الله» وليكن هو بتمامه اسماً لله، يدل بكله على الله، اعلاناً-/ بالثناء على الله، واذاعة لذكر الله، كما وان الكون كله اسم الله.

فما لهم تركوا أفضل آية من كتاب الله، اخفتوا بها ثم تركوها، والكتاب القاطع والسنة القاطعة حجتان لا مرد لهما أنها آية «3» يجهر بها فى الجهرية فرضاً وفى الاخفاتية نفلًا، فمن‏

(1)-/ الدر المنثور 1: 7-/ أخرج ابن ابى حاتم والطبرانى والدار قطنى والبيهقى فى سننه عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله: لا أخرج من المسجد حتى أخبرك بآية-/ أو سورة-/ لم تنزل على نبى بعد سليمان غيرى قال: فمشى فتبعته حتى انتهى الى باب المسجد فأخرج احدى رجليه من اسكفة المسجد وبقيت الاخرى فى المسجد فقلت بينى وبين نفسى ذلك فأقبل علىّ بوجهه فقال: بأى شى‏ءٍ تفتتح القرآن اذا فتحت الصلاة؟ قلت: بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ -/ قال صلى الله عليه و آله: هى هى ثم خرج، واخرج الدار قطنى عن ابن عمر ان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: كان جبرئيل اذا جاء بالوحى اوّل ما يلقى علىّ « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ ».

(2)-/ تفسير البرهان عن تفسير العياشى عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: سرقوا أكرم فى كتاب الله: بسم‏الله الرحمن الرحيم‏ ، وعن الحسن بن خرزاد وروى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: اذا أم الرجل القوم جاء الشيطان الذى هو قريب الامام فيقول: هل ذكر الله؟ يعنى: هل قرأ بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ ؟ فان قال: نعم هرب منه، وان قال: لا ركب عنق الامام ودلّى رجليه فى صدره فلم يزل الشيطان امام القوم حتى يفرغوا من صلاتهم. وعن عيسى بن عبدالله عن ابيه عن جده عن على عليه السلام قال: بلغه أن اناساً ينزعون‏ بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ . قال: هى آية من كتاب اللَّه أنساهم اياها الشيطان، وعن اسماعيل بن مهران قال قال ابو الحسن الرضا عليه السلام ان بسم‏الرحمن الرحيم أقرب الى اسم اللَّه الاعظم من سواد العين الى بياضها، اقول وسواد عين البسملة هو اللَّه حيث توسط بياضها، وعن خالد بن المختار قال سمعت جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: ما لهم قاتلهم اللَّه عمدوا الى اعظم آية فى كتاب اللَّه فزعموا أنها بدعة اذا أظهروها وهى‏ بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ .

(3)-/ فى تفسير الثعلبى روى الشافعى عن مسلم بن جريح عن ابن ابى مليكة عن أم سلمة أنها قالت: قرأ رسول‏الله صلى الله عليه و آله فاتحة الكتاب فعد « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » آية « إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ » آية « اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ » آية « صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ‏ » آية، وفى الدر المنثور 1: 3-/ اخرج الدار قطنى وصححه والبيهقى فى السنن عن ابى هريرة قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله اذا قرأتم الحمد فاقرأوا « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » إنهاام القرآن وام الكتاب والسبع الثانى و « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » احدى آياتها، وفيه اخرج الدار قطنى والبيهقى فى السنن بسند صحيح عن عبد خير قال: سئل على عليه السلام عن السبع الثانى فقال: الحمدالله رب العالمين فقيل له: انما هى ست آيات؟ فقال: « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » آية، وفيه اخرج الطبرانى فى الاوسط وابن مردويه فى تفسيره والبيهقى عن ابى هريرة قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الحمدلله رب العالمين سبع آيات « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » احداهن وهى السبع الثانى والقرآن العظيم وهى فاتحة الكتاب اقول: ومن امثاله نتبينَّ ان « الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ » تعبيراً عن السورة لا يعنى استثناء البسملة عنها، بل هو تعريف باول آية غير مشترك فيها ولانها سورة الحمد.

و أخرج الدار قطنى، والبيهقى، عن ابى هريرة ان النبى صلى الله عليه و آله كان اذا قرء وهو يؤم الناس افتتح « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » واخرج ابو عبيد وابن سعد فى الطبقات وابن ابى شبية واحمد وابوداود وابن خزيمة وابن الأنبارى فى المصاحف و الحاكم وصححه والخطيب وابن عند البر كلاهما فى كتاب المسألة عن ام سلمة أن النبى صلى الله عليه و آله كان يقرء « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ الحمدلله ..» قطعها آية آية وعددها عد الاعراب وعد بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ ولم يعد عليهم، واخرج الثعلبى عن ابى هريرة قال: كنت مع النبى (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم) فى المسجد اذ دخل رجل يصلى فافتتح الصلاة وتعوّذ ثم قال: الحمدلله رب العالمين-/ فسمع النبى صلى الله عليه و آله فقال: يا رجل اقطعت على نفسك الصلاة؟ اما علمت ان « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » من الحمد فمن تركها فقد ترك آية ومن ترك آية فقد افسد عليه صلاته، واخرجه الثعلبى عن طلحة بن عبيدالله مثله، وأخرج الشافعى فى الأم والدار قطنى والحاكم وصححه والبيهقى عن معاوية انه قدم المدينة فصلّى بهم ولم يقرء « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » ولم يكبر اذا خفض واذا رفع فناداه المهاجرون والانصار حين سلم يا معاوية! أسرقت صلاتك؟ اين « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » واين التكبير؟ فلما صلى بعد ذلك قرء « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » لأم القرآن وللسورة التى بعدها وكبر حين يهوى ساجداً، واخرج البيهقى عن الزهرى قال: سنة الصلاة أن يقرء بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ وان اوّل من أسّر بسم‏الرحمن الرحيم عمروبن سعيد بن العاص بالمدينة وكان رجلًا حيييَّاً!

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏1، ص: 17

تركها فلا صلاة له كما استفاضت بها السنة مهما اختلف المتخلفون عنها فيها.

فعلى كل من يؤمن بالقرآن وأنه لم يحرف بزيادة ولا نقصان، الإيمان بأنها آية من القرآن.

و على كل من يؤمن بالسنة المحمدية صلى الله عليه و آله أن يتابع أثر الرسول فيما كان يفعل ويقول، وكما أجمع عليه ائمة اهل البيت عليهم السلام والخلفاء الثلاث فى اصلها، والشافعى فى الجهر بها، واحمد أنها آية منها، وابو حنيفة فى اصل قرائتها، وجماعة آخرون من الصحابة والتابعين‏ «1» فى آنهاآية

صفحه بعد