کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم

الجزء الاول

المقدمه «سوره الفاتحة -/ مكية -/ و آياتها سبع»

الجزء الثانى

المقدمة الفقراء أنتم الى الله الله هو الخالق الفاطر البديع 1 الله خالق كل شى‏ء 2 اختصاصات ربانية في علمه تعالي و قدرته 3 العلم الطليق لزام الخالقية الطليقة 4 علم الغيب المطلق المطبق خاص بالله 1 مفاتح الغيب خاصه بالله 3 فحتى الرسول محمد صلى الله عليه و آله لا يعلم الغيب الرباني إلا بوحي رسالي فحسب 3 كلمة الله و كلمة الشيطان؟؟ 2 حتى نعلم من الله هي العلم: العلامة لا العلم المعرفة الله‏هو متوفي الانفس و القاهر فوق عباده اختصاصات ربانية النظر الى الرب هو نظر القلب معرفيا و انتظار رحمته 2 سئوال عضال من اهل الكتاب«أرنا الله جهرة» 3 ماذا يعنى رب ارنى انظر اليك؟ 4 ما هو المعنى من و لقدرآه نزلة اخرى 5 معنى الاضلال الربانى و هدايته 1 معنى الاضلال الربانى في سورة محمد 2 معنى الاضلال الربانى 3 معنى الهداية و الاضلال من الله؟ الله تعالى هل يأمر بالفسق و الضلالة!؟! لاجبر و لا تفويض بل امر بين الامرين فاين تذهبون؟ انما الحساب على الله كما الاياب الى الله كتاب المحو و الاثبات الرباني من متشابهات القرآن مجى‏ء الله يوم الآخرة؟ الروح من امر الله و خلقه دون ذاتة الاعمال التكليفته مختارة دون اضطرار القاءات شيطانية في امنيات الرسل؟ اختيارات تكليفية باختبارات 1 اختيارات 2 التفكر آفاقيا و انفسيا ليس الله ظالما و لا ضلاما بل هر عادل مقسط 1

المجلد السابع

المقدمة

القواعد الاربع لعرش الخلافة الاسلامية للامام امير المؤمنين عليه السلام القاعدة الاولى لعرش الخلافة:

القاعدة الأولى لعرش الخلافة: علي ولد مسلما القاعدة الثانية لعرش الخلافة: قاعدة الاخوة:
اهل بيت العصمة المحمدية في سورة الدهر ذكرى عتيقة من الخمسة الطاهرة عليهم السلام سفينة نوح والبشارة المحمدية على أنقاضها: ذكرى عتيقة من الخمسة الطاهرة في كتاب ادريس النبي صلى الله عليه و آله محمد صلى الله عليه و آله وخلفاءه المعصومون هم الاسماءالتي علم آدم عليه السلام أئمة أهل البيت عليهم السلام هم من اصدق الصادقين الائمة من آل الرسول صلى الله عليه و آله هم اصدق الصديقين محمد صلى الله عليه و آله هو المنذر وعلى وعترته المعصومون هم لكل‏قوم هادون مثل نوره... في بيوت هي بيوت ائمة اهل البيت هي من افاضل البيوت التى اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه رجال الاعراف هم اعرف رجالات العصمة خلفاء الرسول صلى الله عليه و آله هم ورثة الكتاب

المجلد الخامس عشر

المقدمة الدعوة الى الله‏الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تمكين و امكانية عليكم انفسكم ثم انفس الآخرين ليس الا من الضرر من شروط الأمر والنهي‏الا في الا هم منهما الناسي نفسه لا يدعوا غيره الا بعد اصلاح نفسه فيما يدعوا واجب التناهي عن المنكر لفاعلي المنكر إنهاء و انتهاء مسارعة في الاثم بديل التناهي عن المنكر لا يامر و لا ينهى الا العامل او المتعامل وجوبهما كفائيا على الصالحين الدعاة الى الله العاملون الصالحات‏هم أحسن قولا ممن سواهم اخذا بالعفو و اعراضا عن الجاهلين قولة منافقة نهى عن المعروف و امر بالمنكر و قولة مؤمنة امر بالمعروف و نهى عن المنكر مرحلة اخيرة في الامر والنهي الدفاع/ الجهاد/ القتال‏فى سبيل الله عند المكنة اعدادات حربية وسواهامن قوة نفسية، سياسية، عقيدية، علمية، نفاقية تحريض رباني على قتال مكافح عددا وعددا المجاهدون يقتلون ويقتلون و هم منتصرون فيهما الحرب سبحال‏وليس ضمانا الغلب للمسلمين الا غلبا ايمانا المقتولون في سبيل الله‏أحياءبحياة خاصة عند ربهم لن يصيبنا الا ما كتب لنا قاتلين او مقتولين قتال قبال قتال دون اعتداء كلام فيه ختام حول الجهاد الإسلامي. معاهدات حربية تخلف عن قيادة القوات المسلمةو نفر جماعي للقتال على تفقه في الدين اذا رجعوا في استنفار عام إنفروا خفافا وثقالا وعلى أية حال كلام حول العصمة: المهاجرون في سبيل الله في مراغمات .. بما ظلموا واخرجوا من ديارهم عاقبوا بمثل ما عاقبوا به.. ثم قتلوا او ماتوا للمجاهدين علامات لنهديهم سبلنا إنما من جاهد يجاهد لنفسه جاهدوا مع رسول الله صلى الله عليه و آله اقعدوا لهم كل مرصد قاتلوا الذين يقاتلونكم قاتلوا في سبيل الله والمستضعفين.. إذا ضربتهم في سبيل الله فتبينوا... تكتية حربية«لا تتخذوا بطانة من دونكم» تكتيكة حربية فرض القتال في سبيل الله وأخذ الحذر فيه المنافقون مركسون بما كسبوا مهاجرة للرسول(ص) أخرجك ربك من بيتك بالحق نصرة ربانية في القتال اصلاحات حربية بين المسلمين المتحاربين طاعات وانفاقات في سبيل الله الأشهر الحرم في قتال وسواه بشارة لغلب الكتابين على المشركين بشارة النصر القتال المكتوب على المؤمنين فتح الفتوح

المجلد السادس عشر

المقدمة

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم


صفحه قبل

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏1، ص: 16

او بسملة دخول فى الدار دون استئناس واستئذان من صاحب الدار» «1»

ثم وفى كل القرآن « وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا » (73: 8) أفليست هى بعدُ آية من القرآن، وهى افضل آية من القرآن حيث تعنى أمّ القرآن اجمالًا كما هى تعنيه اجمالًا و هما تعنيانه تفصيلًا مهما بان تفصيل عن تفصيل.

و لان البسملة افضل آية فى الذكر الحكيم‏ «2» فلتذكر فى افضل عبادة هى الصلاة، وليكن عبدالله بسملة لله فى مجراه ومرساه، فابتداء اقواله وافكاره واعماله «بسم الله» وانتهاءها «بسم الله» اذا قام «بسم الله» واذا نام «بسم الله» اذا عقد النطفة «بسم الله» واذا حضر الموقف «بسم الله» وليكن هو بتمامه اسماً لله، يدل بكله على الله، اعلاناً-/ بالثناء على الله، واذاعة لذكر الله، كما وان الكون كله اسم الله.

فما لهم تركوا أفضل آية من كتاب الله، اخفتوا بها ثم تركوها، والكتاب القاطع والسنة القاطعة حجتان لا مرد لهما أنها آية «3» يجهر بها فى الجهرية فرضاً وفى الاخفاتية نفلًا، فمن‏

(1)-/ الدر المنثور 1: 7-/ أخرج ابن ابى حاتم والطبرانى والدار قطنى والبيهقى فى سننه عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله: لا أخرج من المسجد حتى أخبرك بآية-/ أو سورة-/ لم تنزل على نبى بعد سليمان غيرى قال: فمشى فتبعته حتى انتهى الى باب المسجد فأخرج احدى رجليه من اسكفة المسجد وبقيت الاخرى فى المسجد فقلت بينى وبين نفسى ذلك فأقبل علىّ بوجهه فقال: بأى شى‏ءٍ تفتتح القرآن اذا فتحت الصلاة؟ قلت: بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ -/ قال صلى الله عليه و آله: هى هى ثم خرج، واخرج الدار قطنى عن ابن عمر ان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: كان جبرئيل اذا جاء بالوحى اوّل ما يلقى علىّ « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ ».

(2)-/ تفسير البرهان عن تفسير العياشى عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: سرقوا أكرم فى كتاب الله: بسم‏الله الرحمن الرحيم‏ ، وعن الحسن بن خرزاد وروى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: اذا أم الرجل القوم جاء الشيطان الذى هو قريب الامام فيقول: هل ذكر الله؟ يعنى: هل قرأ بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ ؟ فان قال: نعم هرب منه، وان قال: لا ركب عنق الامام ودلّى رجليه فى صدره فلم يزل الشيطان امام القوم حتى يفرغوا من صلاتهم. وعن عيسى بن عبدالله عن ابيه عن جده عن على عليه السلام قال: بلغه أن اناساً ينزعون‏ بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ . قال: هى آية من كتاب اللَّه أنساهم اياها الشيطان، وعن اسماعيل بن مهران قال قال ابو الحسن الرضا عليه السلام ان بسم‏الرحمن الرحيم أقرب الى اسم اللَّه الاعظم من سواد العين الى بياضها، اقول وسواد عين البسملة هو اللَّه حيث توسط بياضها، وعن خالد بن المختار قال سمعت جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: ما لهم قاتلهم اللَّه عمدوا الى اعظم آية فى كتاب اللَّه فزعموا أنها بدعة اذا أظهروها وهى‏ بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ .

(3)-/ فى تفسير الثعلبى روى الشافعى عن مسلم بن جريح عن ابن ابى مليكة عن أم سلمة أنها قالت: قرأ رسول‏الله صلى الله عليه و آله فاتحة الكتاب فعد « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » آية « إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ » آية « اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ » آية « صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ‏ » آية، وفى الدر المنثور 1: 3-/ اخرج الدار قطنى وصححه والبيهقى فى السنن عن ابى هريرة قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله اذا قرأتم الحمد فاقرأوا « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » إنهاام القرآن وام الكتاب والسبع الثانى و « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » احدى آياتها، وفيه اخرج الدار قطنى والبيهقى فى السنن بسند صحيح عن عبد خير قال: سئل على عليه السلام عن السبع الثانى فقال: الحمدالله رب العالمين فقيل له: انما هى ست آيات؟ فقال: « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » آية، وفيه اخرج الطبرانى فى الاوسط وابن مردويه فى تفسيره والبيهقى عن ابى هريرة قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الحمدلله رب العالمين سبع آيات « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » احداهن وهى السبع الثانى والقرآن العظيم وهى فاتحة الكتاب اقول: ومن امثاله نتبينَّ ان « الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ » تعبيراً عن السورة لا يعنى استثناء البسملة عنها، بل هو تعريف باول آية غير مشترك فيها ولانها سورة الحمد.

و أخرج الدار قطنى، والبيهقى، عن ابى هريرة ان النبى صلى الله عليه و آله كان اذا قرء وهو يؤم الناس افتتح « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » واخرج ابو عبيد وابن سعد فى الطبقات وابن ابى شبية واحمد وابوداود وابن خزيمة وابن الأنبارى فى المصاحف و الحاكم وصححه والخطيب وابن عند البر كلاهما فى كتاب المسألة عن ام سلمة أن النبى صلى الله عليه و آله كان يقرء « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ الحمدلله ..» قطعها آية آية وعددها عد الاعراب وعد بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ ولم يعد عليهم، واخرج الثعلبى عن ابى هريرة قال: كنت مع النبى (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم) فى المسجد اذ دخل رجل يصلى فافتتح الصلاة وتعوّذ ثم قال: الحمدلله رب العالمين-/ فسمع النبى صلى الله عليه و آله فقال: يا رجل اقطعت على نفسك الصلاة؟ اما علمت ان « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » من الحمد فمن تركها فقد ترك آية ومن ترك آية فقد افسد عليه صلاته، واخرجه الثعلبى عن طلحة بن عبيدالله مثله، وأخرج الشافعى فى الأم والدار قطنى والحاكم وصححه والبيهقى عن معاوية انه قدم المدينة فصلّى بهم ولم يقرء « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » ولم يكبر اذا خفض واذا رفع فناداه المهاجرون والانصار حين سلم يا معاوية! أسرقت صلاتك؟ اين « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » واين التكبير؟ فلما صلى بعد ذلك قرء « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » لأم القرآن وللسورة التى بعدها وكبر حين يهوى ساجداً، واخرج البيهقى عن الزهرى قال: سنة الصلاة أن يقرء بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ وان اوّل من أسّر بسم‏الرحمن الرحيم عمروبن سعيد بن العاص بالمدينة وكان رجلًا حيييَّاً!

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏1، ص: 17

تركها فلا صلاة له كما استفاضت بها السنة مهما اختلف المتخلفون عنها فيها.

فعلى كل من يؤمن بالقرآن وأنه لم يحرف بزيادة ولا نقصان، الإيمان بأنها آية من القرآن.

و على كل من يؤمن بالسنة المحمدية صلى الله عليه و آله أن يتابع أثر الرسول فيما كان يفعل ويقول، وكما أجمع عليه ائمة اهل البيت عليهم السلام والخلفاء الثلاث فى اصلها، والشافعى فى الجهر بها، واحمد أنها آية منها، وابو حنيفة فى اصل قرائتها، وجماعة آخرون من الصحابة والتابعين‏ «1» فى آنهاآية

(1)-/ كابن عباس وعمار واسحاق وابو ثور وابو عبيد وابو هريرة وابن عمر وعايشة وام سلمة والنعمان بن بشيروالحكم بن عمير وانس وبريدة وجميع من رووا حديثها عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وعن وائمة اهل البيت عليهم السلام‏

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏1، ص: 18

جهراً او اخفاتاً «1»

فحتى ولو لم تكن آية فلتقرء قبل كل تلاوة لا سيما القرآن، ف «كل امرٍ ذى بال لا يبدءُ فيه ب بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ فهو اقطع او ابتر او اجذم» كما فى مستفيض السنة، فهلا تكون الفاتحة أمراً ذا بال وفى الصلاة وهى خير موضوع، وهذه عمود الدين وتلك عمود القرآن، اذاً فالصلاة دون بسملة مقطوعة بتراء والله منها براء.

و كما أن الفاتحة هى فاتحة الكتاب، فأولى بالبسملة لأنها فاتحة لكل كتاب من قرآن وسواه.

فكيف لا يجهر بها او تترك من اصلها وهى اعلان ثناء على اللَّه وكما يعلن بالثناء على غير اللَّه « فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً» (2: 200) اشد نداءً فى الجهر به، واشد ذكراً فى اكثاره، وأشد تبركاً فى الافتتاح به وأشد معرفياً فى عبوديته.

و لأن القرآن هو كتاب من اللَّه الى الناس ليحيدوا عن اخلاق النسناس نرى كتاب‏يبدء باسم اللَّه ويختم بالناس، ايحاءً بأنه يحمل جميع رحمات الله، عامة رحمانية وخاصة رحيمية، للجنة والناس وللعالمين أجمعين.

(1)-/ رواه عن النبى صلى الله عليه و آله فبمن رواه على بن ابى طالب عليه السلام وعمار وابو هريرة وانس وابن عمر انه صلى خلف النبى صلى الله عليه و آله وابى بكر وعمر فكانوا-/ يجهرون ب بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ والنعمان بن بشير أن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: اتى جبرئيل فجهر بها والحكم بن عمير انه صلى الله عليه و آله جهر بها فى المكتوبة والنافلة، وعن عائشة انه صلى الله عليه و آله كان يجهر بها، واخرج الدار قطنى عن ابى هريرة قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: علمنى جبرئيل الصلاة فقام فكبر لنا ثم قرء « بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ » فيما يجهر به فى كل ركعة، واخرج الثعلبى عن على بن زيد بن جدعان ان العبادلة كانوا يستفتحون القراءة ب بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ يجهرون بها وهم: عبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر وعبدالله بن الزبير، وأخرج البزار والدار قطنى البيهقى فى شعب الايمان من طريق ابى الطفيل قال: سمعت على بن ابى طالب عليه السلام وعماراً يقولان: ان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان يجهر فى المكتوبات ب بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ فى فاتحة الكتاب، واخرج الطبرانى والدار قطنى والبيهقى فى شعب الايمان من طريق ابى الطفيل والدار قطنى والحاكم عن انس قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يجهر ب بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ ، واخرج الدار قطنى عن على بن ابى طالب عليه السلام قال: كان النبى صلى الله عليه و آله يجهر ب بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ فى السورتين جميعاً، واخرج عن ابن عمر قال: صليت خلف النبى صلى الله عليه و آله وابى بكر وعمرٍ فكانوا يجهرون ب بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ ، واخرج عن النعمان بن بشير قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أمنى جبرئيل عليه السلام عند الكعبة فجهر ب بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ .

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏1، ص: 19

و كما التنزيل بازغ باسم اللَّه كذلك التأليف، فهو البداية وهو النهاية، وهو المبدء وهو الغاية.

و لكى نقرء القرآن سوراً أم آيات فلنبدء بالاستعاذة: « فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ» (16: 98) فقل: اعوذ بالله-/ او-/ استعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

يردد المسلم هذه السورة، قليلة الآيات، كثيرة الطويات والمحتويات فى الصلاة مرات ومرات، حين يقف بين يدى ربه مبتهلًا، فارضاً او متنفلًا، ولا تقوم صلاة الّا بها وكما استفاض عنه صلى الله عليه و آله: لا صلاة الّا بفاتحة الكتاب.

و فيها من كليات التصورات الأصيلة والعقيدة الاسلامية، والمشاعر السلمية السليمة، ما توحى بطرف من حكم اختيارها مناجاةً فى معراج الصلاة، فكل صلاة دونها باطلة، وكل صِلات من دونها عاطلة، كما وكل صراط غيرها مائلة قاحلة.

إن الصلاة وهى خير موضوع، وقد وضعت الحمد قِبَلها كخير موضوع فى خير موضع، إنها تتبنى اركاناً معنوية هى الركينة فيها وقد تتبناها اركانها بسائر فروضها الظاهرية.

فلتعرف يا عارجاً معراج ربك من أنت؟ وأمام مَن واقف انت؟ وماذا تعنى فيما تفعله وتقوله انت؟

أنت اللّاشى‏ء حقاً، مهما كنت شيئاً بما هباك الله، فكل شيئك أمام ربك لا شى‏ءَ، فانه الواهب كل شى‏ءٍ لكل شى‏ءٍ!

و هو كل شى‏ء اذ خلق الشى‏ء الذى منه كل شى‏ء لا من شى‏ءٍ!

أنت الفقير فى غناك فكيف لا تكون فقيراً فى فقرك، وهو الغنى ...

اعرف من أنت، وأمام من واقف أنت، وماذا تقول أو تعنى بما تفعله أنت، ولتكن فى صلاتك قطعاً بصِلاتِك عما سوى الله، وصلة كُلُّك بالله، ولا حول ولا قوة الّا بالله.

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏1، ص: 20

بسم اللَّه الرحمن الرحيم:

لأنها تحوى ما تحويه الحمد كما حوت هى القرآن كله، فالبسملة اذاً هى القرآن كله، فعلينا التدبر فيها بكل اناقة وعملاقة لكى نحصل-/ لأقل تقدير-/ على الاصول الثلاثة، المستفادة من خماسية الكلمات فى البسملة.

فالباء هى مثلثة المعانى مصاحبة واستعانة وابتداءً، والاسم مسبَّعة المصاديق، والحاصل واحد وعشرون اكثرها معنية بالبسملة، و «بسم» تتعلق بالمعانى الثلاثة: أبتدء وأصاحب وأستعين باسم اللَّه الرحمن الرحيم.

و هل الاسم من الوسم: العلامة؟ او السَّمو: الرفعة؟ ظاهر الأدب لفظياً والمناسبة معنوياً يساعد الوسم، قلباً للواو الى الألف خلاف السمو، وأن الاسم علامة لمسماه وليس يعلوه مرتفعاً عليه.

الّا أن وصليَّة الألف حذفاً لها عند الوصل، دليل لعدم أصالة الألف بديلة عن الواو، ثم تصغيره على سُمّى وجمعه الأسماء دليل حذف الواو عن آخره، والّا فلا سمي ولا أسماء ولا حذف للألف عند الوصل لو كانت من الأصل.

اذاً فالاسم من السَّمْو الرفعة، رفعة العلامة على المَعلَم، فى الدلالة دون الرتبة، حيث الاسم يتقدم المسمى معرفة مهما كان المسمى يتقدمه مرتبة ورفعة.

و علّه مشتق من الوسم والسمو معاً باعتبار المعنيين واللفظ للسمو، فهو-/ اذاً علامة للشى‏ء تعلوه لتدل عليه، علو التدليل دون التعالى لديه، مهما كان أدنى منه او يساويه‏ام ويعلوا عليه.

ثم الاسم منه لفظى هو الأدنى علامة فانه بالوضع، ومنه عينى وهو اعلى منه حيث الدلالة ذاتية دون وضع، ثم الاسم العينى لله تبارك وتعالى منه ذاتى كصفات ذاته الثلاث:

الحياة والعلم والقدرة، أم فعلى كصفات الفعل المشتقة من صفات الذات، ام خلقى كسائر الخلق، فانه مَثَلٌ لله يدل عليه بما يفتقر فى ذاته اليه.

1-/ فمن اسماءه اللفظية:: اللَّه-/ الرحمن-/ الرحيم» امّاهيه.

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏1، ص: 21

2-/ واسماءه الذاتية هى واقع الحياة والعلم والقدرة.

3-/ واسماء الفعلية هى واقع صفاته الفعلية.

4-/ ومن اسماءه الخلقية كل الخليقة.

5-/ ثم الخاص منها انت الواقف أمامه.

6-/ ثم الاخص منها العبادة فانها سمة من سماته.

7-/ ثم أخص الخواص هم انبياءالله وافضلهم خاتمهم وأئمة اهل بيته المعصومين. عليهم السلام.

ففى اسمه اللفظى تأتى الابتداء والمصاحبة كما يروى عن الامام على عليه السلام: «ان العبد اذا أراد أن يقرء أو يعمل عملًا فيقول: بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ -/ اى: بهذا الاسم أعمل هذا العمل فكل عمل يعمل يبدء فيه‏ بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ فانه مبارك فيه» «1» ثم لا استعانة بهذا الاسم الّا بضرب من التأويل.

و فى أسماءه الذاتية والفعلية تأتى الاستعانة كما عن الأمام علي الهادى عليه السلام: «أستعين على امورى كلها بالله الذى لا تحق العبادة الّا له» «2» وأما الابتداء فضلًا عن المصاحبة فلا يناسبان هذه الأسماء، مهما صاحبنا اللَّه بصفاته الفعلية ام والذاتية بضرب من التأويل، و «الاسم صفة لموصوف» «3» م ونحن لا نصاحب صفات اللَّه او نبتدى‏ء بها، فان صفاته تعالى تصاحبه ذاتية ام فعلية، ونحن نستعين بها فيما نروم من مرضاته.

و فى اسماءه الخلقية بوجه عام لا مصاحبة ولا استعانة ولا ابتداء الّا فى مثلث الخواص، اللّهم الّا مصاحبة فى عبادة اللَّه والسجود لله ف « وَ لِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ ظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ‏ » (13: 15) واستعانة بهم فيما

(1)-/ تفسير البرهان نقلًا عن تفسير الامام العسكرى عليه السلام عن الامام على عليه السلام وعن محمد بن جرير الطبرى‏باسناده عن ابن عباس قال: ان اوّل ما نزل به جبرئيل على محمد صلى الله عليه و آله قال يا محمد قل استعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم ثم قال: قل: بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏ ، قال قال له جبرئيل: قل بسم اللَّه يا محمد! يقول: اقرء بذكر الله ربك وقم واقعد بذكر الله:

(2)-/ تفسير الامام العسكرى عن الامام على (عليهما السلام).

(3)-/ ابن بابويه بسنده عن ابن سنان قال: سألت اباالحسن الرضا عليه السلام عن الاسم، ما هو؟ قال: صفة لموصوف.

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏1، ص: 22

يصح سلوكاً الى الله.

و فى تلك كإسم من اسماءه الخَلقية تأتى مثلث معانى الباء، مصاحبة واستعانة وابتداءً، أصاحب نفسى فى عبادة اللَّه وسواها فلأ جردها عن الهوى حيث النفس آية من آيات‏فلتصاحب نفسها كآية تدل على الله.

و ابتدء بنفسى فى العبادة وسواها مما يرضاه الله، حيث البداية فى الخير بازغة بنفسك ثم من سواك: « قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً ».

ثم ابتداءً بعبادة اللَّه وبكل فعل يرضاه اللَّه تقديماً لمرضاته على سواه، ومصاحبة لها على أية حال، واستعانة بها فى كل حل وترحال: « وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ‏ » (2: 45) وكما عن الامام الرضا عليه السلام: «أسِمُ على نفسى سمة من سمات الله وهى العبادة والسمة هى العلامة «1»

ثم ابتداءً-/ فى عبادة اللَّه-/ برسول اللَّه صلى الله عليه و آله واهل بيت الرسالة كدلالة للطريق فهم السبل الى اللَّه والأدلّاء على الله.

و استعانة بهم فى سلوكنا الى الله، ومصاحبة لهم، فما صحبة الرسول هى ملازمته فى حياته الجسدية الدنيوية، بل هى صحبته فى رسالته الآلهية، استناناً بسنته واتباعاً لشرعته واستجابة لدعوته، فهم القائلون «نحن أسماء اللَّه الحسنى» ويصدقهم قول الله. « .. وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها » فانهم الذوات القدسية من أهل بيت الرسالة المحمدية عليهم السلام كما « ثُمَّ عَرَضَهُمْ‏ » يدل عليه حيث «هم» وهو لذوى العقول لا تعنى الّا اياهم!

فنحن فى مثلث الاستعانة المصاحبة الابتداء للسبعة اسماء الله، الّا ما لا يناسب ساحته و سماحته، فابتداء كل امر ذى بال ببسم اللَّه توحيد لله، وتركه الحادٌ فى الله، واشراك غيره فى الابتداء به ابتداع واشراك بالله، وكل ذلك-/ لأقل تقدير-/ فى لفظة القول، وعلى الموحد أن يوحد اللَّه قالًا وحالًا وافعالًا.

صفحه بعد