کتابخانه تفاسیر
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 42
والصبر بلا شكاية، واليقين بلا شبهة، والشهود بلا غيبة، والاقبال بلا رجعة، والايصال بلا قطيعة.
و من العبادة الصلاة بلا غفلة، والصوم بلا غيبة، والصدقة بلا منّة، والحج بلا اراءَة، والغزو بلا سمعة، والذكر بلا ملالة، وسائر العبادات بلا أية رئاء وسمعة وآفة.
ف «نعبد» تشمل باطلاق التعبير كلا العِبادة والعُبودة، كما كلُّ منهما درجات وفى التخلف عنهما دركات.
و هنا فى « إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ » انتقالة من غياب الحمد الى حضور العبادة والاستعانة، حيث المعرفة البدائية وهى شرط العبادة، هى غائبة بطبيعة الحال، ومن ثَمَّ الى حضور المعبود المعروف بما عرّف نفسه وتعرَّفنا اليه فى خطوات سابقة سابغة: « بسم اللَّه - الى-/ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ »
أنت قبل صلاتك منشغل عن اللَّه بمشاغل الحياة وشواغلها، فلما تكبِّر وتعنى به أنه اكبر من أن يوصف، تاخذ فى التغافل عما سوى اللَّه والانشغال بالله، ولكى تتهيّىءُ لحضوره فى معراج الصلاة تُقدِّم ما تَقَّدم على «اياك نعبد ..» وحين تكمل أصول المعرفة والدين بالبسملة-/ الى-/ « مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ » هنا يُسمح لك أن تخاطب صاحب المعراج ب « إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ».
فمن قبل كنت فى غياب هو مطلق الحضور، وانت الآن فى الحضور المطلق.
ف «اعبد ربك كأنك تراه وان لم تكن تراه فانه يراك».
فى « إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ » خرق لكافة الحجب ظلمانية ونورانية، وهو مجال فاسح لمقام التدلى فى « أَوْ أَدْنى » بعد ما «دنى»، فالدنو المعرفى العبودى كقاب قوسين، يعنى ان ليس بينه وبين اللَّه أحد، ثم التدّلى هو أن ينمحى العابد عن نفسه كما محّى ما سواه فلا يبقى الّا حجاب الذات المقدسة وهو لزام الألوهية: بينى وبينك إنيي ينازعنى-/ فارفع بلطفك إنيي من البين.
الله تبارك وتعالى حاضر لدى كل كائن، وناظر اليه رقيب عليه، وهو اقرب منه اليه
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 43
« وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ » قرباً علمياً وقيومياً، لا ذاتياً او زمانياً ومكانياً فانها بُعدٌ فى ساحة الألوهية، ومسٌ من كرامة الربوبية:
فلتكن فى حاضر خاطرك، فى علمك وعملك، فى سِّرك وعلانيتك، فى جوارحك وجوانحك، حاضراً لديه، اقرب منك الى نفسك فضلًا عما سواك، انمِحاءً لنفسك لكمال الحضور، فانعدم هنا عن كافة شخصياتك وتعلقاتك أمام ربك حتى تَنْوجِدَ متعلقاً بل وتعلقاً بربك متدليَّاً به.
أم تحضر بحضرته كما أنت حاضر لنفسك، أم-/ لا قل تقدير-/ كما انت حاضر عند عزيز من أعزتك وأنت تراه، أم وأدنى منه أنه يراك، آه يا ويلنا ونحن بعيدون فى معراجنا عن هذه الأربع، بل نجد كل ضالة سوى اللَّه فى صلاتنا! أفنحن أضعف من نساء فى المدنية بالنسبة لحضرة يوسف: « فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَ قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَ » ويوسف عبدٌ من عبيدالله، فهن يتناسين انفسهن فيقطعن ايديهن من جمال الحضور، ونحن نتثاقل عن معراج الصلاة لحد النفور، فاين تفُّرون؟!
فليكن المصلى فى معراجه حضوراً مطلقاً لدى ربه دون غياب، فان اليه الاياب وعليه الحساب وهو رب الأرباب.
تتقدم «اياك» هنا على «نعبد ونستعين» تدليلًا على حصر العبادة فى اللَّه ولله، وحصر الاستعانة فى الله: نعبدك أنت لا سواك، ونستعينك أنت لا سواك، تعبيراً عبيراً عن «لا اله الّا الله».
تتقدم لان اللَّه أحق فى التقديم عليك وعلى عبادتك بكل موازين التقديم، فمَن أنت حتى تتقدم على ربك وان فى حضرة العبودية، وما هى عبادتك حتى تتقدم على المعبود فى حضرته؟!
و «نعبد ... ونستعين» جمعاً ليس جمع التعظيم للمفرد حيث المقام مقام التطامن والتذلل، فابراز نفسك كفردٍ زائدٌ أمام ربك فضلًا عن جمعك.
و انما يعنى اموراً عدة بين راجحة ومفروضة، وكلها مفروضة فى شرعة المعرفة.
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 44
فلكى لا تكذب فى صلاتك ادعاءً لحصر عبادتك فى الله، تُدمج نفسك فى جموع العابدين من الملائكة والجنة والناس اجمعين، من السابقين والمقربين واصحاب اليمين، حتى تصدق دعواك فى حصر العبادة، فان المخلصين صادقون فى حصرهم بأسرهم، فأنا-/ اذاً-/ قائل عنهم، وناقل منهم، وان لم أكن بنفسى أهلًا لتلك الدعوى، فلعلّى أسير بسيرتهم فاكون معهم: « وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً» (4: 69)
فاذا انت تقبل حق العبادة ايها الرب الجليل فاقبل منى أنا الذليل البائس الهزيل، تلك العبادة الخليطة بعبادات المخلَصين.
ثم دمْجاً لنفسى فى كل العالمين ممن يعبده ويسجد له طوعاً او كرهاً ف « إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً » والكون محراب فسيح تعبد فيه الكائنات ربها بلسان فصيح وغير فصيح.
و لان الصلاة جماعة أحرى ام هى مفروضة كأصلها ف «اياك نعبد» هى حكاية الحال الحاضرة والمقال لجموع المصلين، ومعنا ملائكة اللَّه ان كنا فى صلاتنا فاردين، ومعنا سائر الكون على أية حال.
و حتى ان كنا فى حصر العبادة لله صادقين، علينا أن نخفى أنفسنا فى جموع العابدين تحرُّزا عن الإنية والظهور، واعفاءً لأثر الشخوص والغرور، فلا أنا لائق للإشخاص والشخوص، ولا عبادتى تليق بحضرة المعبود، اذاً ف «نعبد ونستعين واهدنا» فى مثلث من انمحاء الشخصية أمام حضرة المعبود.
ان العبودية المطلقة تقتضى الطاعة المطلقة وبينهما عموم مطلق، فكل عبودية طاعة وليست كل طاعة عبودية، اللهم الّا مطلق العبودية الجامعة مع الشرك خفياً وجلياً.
و لماذا تنحصر العبادة بأسرها فى الله؟ لأنه «الله-/ الرحمن-/ الرحيم-/ رب العالمين-/ مالك يوم الدين» وكلٌ من هذه برهان تام لا مردَّ له على ضرورة الانحصار.
فهو «الله» فى مثلث الزمان وقبله وبعده، سرمدياً ما له من فواق ولا رفاق، الكمال
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 45
المطلق الصادر منه كل كامل وكمال « فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَ آياتِهِ يُؤْمِنُونَ »؟ « فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ »؟!
و هو «الرحمن» لا سواه، قبل ان يخلقك وبعد خلقك، لا رحمان الّا ايّاه، « فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ » « إِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ »؟!.
و هو «الرحيم» بمنٍّ يستحق خاصة الرحمات لا سواه
و هو « رَبِّ الْعالَمِينَ » لا رب سواه خلقاً ولا تدبيراً فمن ذا نعبد الّا اياه؟
وهو « مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ » ليس الا اياه فكيف نعبد سواه واليه الاياب وعليه الحساب؟
فان كنت تعبد ما تعبد حباً للكمال المطلق فهو اللَّه فلا تعبد-/ اذاً-/ الّا ايّاه.
و ان كنت تعبد استدراراً للرحمة أم ادراراً، فالرحمة خاصة بالله فلا تعبد الا اياه، شكراً واستكمالا به، واحتراماً لديه ما أنت المحتاج اليه دونه.
و ان كنت تعبد لمكان الربوبية فلا تعبد الّا اياه فانه-/ فقط-/ رب العالمين لا سواه:
و ان كنت طمعاً فى الثواب او خوفاً من العقاب فلا تعبد الّا اياه فانه-/ فقط-/ « مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ » لا سواه:
فمثلث العبادة الحرة وطلب الثواب وخوف العقاب، منحصر فى اللَّه منحسر عن سواه فكيف-/ اذاً-/ تعبد سواه وقد « أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ »؟!
ثم الواجب فى شرعة التوحيد عبادة الذات «الله» حضوراً وادراكاً:
« إِيَّاكَ نَعْبُدُ » «و من زعم انه يعبد بالصفة لا بالادراك فقد احال على غائب» عبادة من لا يحضره ولا يعرفه، اللّهم ألّا بما أنعم، فلولا النعمة لم تكن عبادة! و «اياك نعبد» تنافى الغياب، فالله تعالى حاضر لك واقرب اليك منك، فلتكن حاضراً لديه علماً به وادراكاً دون احاطة، فلوكانت عبادتك بالصفة الفعلية فهى إحالة على غائب، وكثير هولاء الذين يعبدون الغائب.
«ومن زعم انه يعبد الصفة والموصوف فقد ابطل التوحيد، لَان الصفة غير الموصوف» وهى الصفة الفعلية دون الذاتية فانها عين الذات، فعبادة الذات بصفة الفعل، ام بصفة الذات
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 46
اعتباراً لها زائدة على الذات، إنهاناحية عن خالص التوحيد الى خالص الشرك ام شائبه، حيث الثانية شرك فى الذات، والأولى شرك فى العبادة أن تعبده لأنه « الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ -/ رَبِّ الْعالَمِينَ -/ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ » فانها عبادة التجار والعبيد دون الأحرار، حيث يعبدونلانه الله، ومهما صحت الثلاث وقُبلت، الّا فى شرك الذات-/ فالعبادة الصحيحة هى عبادة الذات سواءً كانت للذات فقط، أم للذات والصفات تعليلًا لعبادة الذات، واما ان يعبد الذات والصفات ذاتية او فعلية، او يعبد الصفات كما هيه، او يعبد الصفات تفريعاً عليها الذات، فكل ذلك ابطال للتوحيد فذلك بين اشراك والحاد!
«و من زعم انه يضيف الموصوف الى الصفة فقد صغَّر بالكبير» «1» حيث يجعل الصفات اصلًا يفرّع عليها الذات، ففى عبادتهما هكذا مع بعض شركٌ انحس من التسوية، وفى عبادة الصفات أصالة بتفريع الذات انزلاق الى إلحاد، وفى عبادة الذات بأصالة الصفات، أن يعبده هو لهذه الصفات، تحلل عن عبادة الأحرار الى العبيد والتجار: « وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ » (6: 91).
فالعبادة درجات: 1-/ خوفاً من عذاب اللَّه وهى عبادة العبيد وكثيرٌ ما هم 2-/ وطمعاً فى ثواب اللَّه وهى عبادة الأجراء وهم أقل منهم «2» -/ 3 أن تعبد اللَّه لانه اللَّه وهم أقل قليل، وكما عن مولانا امير المؤمنين على عليه السلام: ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً فى جنتك ولكن وجدتك أهلًا للعبادة فعبدتُك «3»
و هذه المراتب مطوية فى « إِيَّاكَ نَعْبُدُ » فى ظلال ما قبلها، ف « إِيَّاكَ نَعْبُدُ » لانك الله، فانت اهل ان تُعبد «لا نريد منك غيرك، لا نعبدك بالعوض والبدل كما يعبدك الجاهلون بك،
(1)-/ يرويه اخواننا عن الامام الصادق عليه السلام وبين الاقواس بيانات منا.
(2)-/ الكافى محمدبن يعقوب باسناده عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان العبّاد ثلاثة قوم عبدواالله عزوجل خوفاً فتلكعبادة العبيد وقوم عبدوا اللَّه طلب الثواب فتلك عبادة الاجراء وقوم عبدوا اللَّه حبَّاً فتلك عبادة الاحرار وهى افضل العبادة.
(3)-/ مرآة العقول للمجلسى من باب النية ج 2 ص 101.
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 47
المغيَّبون عنك» «1»
واياك نعبد لانك «الرحمن-/ الرحيم-/ رب العالمين» طمعاً فى رحمتك وربوبيتك:
و اياك نعبد لانك « مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ » طمعاً فى ثوابك أو خوفاً من نارك وهذا أضعف العبادة.
و هذه الدرجات الثلاث كلٌ منها درجات كما أن عبادة غير اللَّه دَرَكات.
و كما «الحمدلله» تتبنَّى هذه الخمس، كذلك «اياك نعبد» فانه كمال الحمد.
و كما أن عبادة التألية تخصُّه، كذلك عبادة الطاعة، وعبادة الأفعال والأقوال، فالقول:
لولا اللَّه وفلان لما نجحت، اشراك فى القول، وسجدة الاحترام وركوعه لغير اللَّه اشراك فى فعل الاحترام، والطاعة المطلقة لغير اللَّه اشراك فى طاعة الله، وان كان « مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ » ولكنها طاعة لله دون سواه.
و لماذا تتقدم « إِيَّاكَ نَعْبُدُ » على « إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ »؟ والاستعانة لزام العبادة، حيث الموكول الى نفسه على تَوَفُّر العراقيل بينه وبين ربه ليس ليعبد ربه؟
علّه حثٌ لا ستجاشة الطاقات وتكريس الامكانيات ل «اياك نعبد» ثم اكمالها ب «اياك نستعين» فالعبادة هى فعل العبد مشفوعاً بعون الله، فعليك الحركة، وعلى اللَّه البركة، رفضاً للإتكالية فى الأمور المختارة، وتحريضاً على السعى ثم الاستعانة فى كماله وانتاجه.
كما وأن الاستعانة تعم العبادة وسواها، والعام يُذكر بعد الخاص تعميماً له ولسواه، ف «اياك نستعين» فى «اياك نعبد» وفى كل ما ترضاه.
ثم العبادة لا تنحصر فى مجالات الذكر والصلاة والحج، فانها تشمل كافة حركات الحياة وسكناتها، فلتكن كلها صلاةً لله وصلاتٍ بالله لتصبح الكل عبادة لله.
و لأن العابدين فرادى وجماعات لا يقدرون على اخلاص العبادة لله لضعفهم فى انفسهم ووجاه عرقلات الشياطين، فلا حول عن معصية اللَّه الّا بعصمة الله، ولا قوة على
(1)-/ تحف العقول عن الامام الصادق عليه السلام:
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 48
طاعة اللَّه الّا بعون الله، فعلينا الاستعانة بالله فى «اياك نعبد» كما فى سواه، استعانة تكوينية و تشريعية فى: كيف نعبده، هدياً الى صراط مستقيم فى عبادته، وفى تحقيق حق العبادة الخالصة هدياً الى الصراط ايصالًا الى المطلوب منه، فلولا الاعانة تشريعية وتكوينية لم تتحقق العبادة اللائقة الخالصة.
ف «اياك نستعين» على طاعتك وعبادتك «و على دفع شرور اعدائك ورد مكائدهم و المقام على ما امرتنا به» «1» و «اياك نستعين»: «استزادة من توفيقه وعبادته واستدامة لما أنعم اللَّه عليه ونصره «2» » «واياك نستعين»: افضل ما طلب به العباد حوائجهم» «3»
و لماذا «اياك نستعين» دون «بك نستعين»؟
لأن بينهما فارقاً والنص يوحى بتوحيد الأولى دون الثانية، سامحاً للاستعانة بغيروالى الله حين يأذن اللَّه ويرضى، فالمستعان-/ فقط-/ هو الله، ثم المستعان به فى اللَّه والى اللَّه فى اعانة هو اللَّه ومن يأذن به الله، حيث الدار دار الأسباب، وان كان اللَّه قد يقطع الاسباب كأية رسالة أو كرامة او عناية خاصة بمن يحب ويرضى.
ففى توحيد الاستعانة بالله منع عن كل استعانة بغير الله، وأمّا التوحيد فى استعانته فهو سائد فى الاستعانة بما ياذن به اللَّه كما فى الاستعانة بالله.
فكما «الحمدلله» والعبادة لله، كذلك المستعان هو اللَّه لا سواه، ومهما حمدنا سواه واستعنّا بسواه فلسنا لنعبد سواه، اذ « أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ».
فنحن «نستعين» بهدى الرسول، اللهَ فى: كيف نعبده: و « مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ ».
و «نستعين» باستغفار الرسول اللَّه فى غفرانة كما أمر الله: « وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً » (4: 64).
كما «نستعين» بدعاء الرسول وشفاعته اللَّه باذنه « لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ
(1)-/ تفسير الامام الحسن العسكرى عليه السلام عن النبى صلى الله عليه و آله.
(2)-/ من لا يحضره الفقيه عن العلل عن الرضا عليه السلام.