کتابخانه تفاسیر
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 60
و الصالحون: « فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (65) وَ لَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَ لَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَ أَشَدَّ تَثْبِيتاً (66) وَ إِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً (67) وَ لَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (68) وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (69) ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَ كَفى بِاللَّهِ عَلِيماً » (4: 70).
هنا نجد القمة العليا بين المنعم عليهم وهو الرسول محمد صلى الله عليه و آله فمن يطع اللَّه والرسول فاولئك مع هؤلاء المنعم عليهم فى تلكَ الطاعة مهما اختلفت المرتبة وكما هم درجات، النبيون اعلاهم والصالحون ادناهم، والصديقون والشهداء اوسطهم، وهم كلهم برِفاقهم المطيعين لله والرسول، عائشون تحت ظل ظليل من هذا الرسول العظيم، وهو على عظمه وصراطه القمة المقتدى به يتطلب فى صلواته ليل نهار: « اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ »!
و كيف لا يكون هو صراطاً ومطاعاً للمنعم عليهم طول الزمان وعرض المكان، وقد كانت نبواتهم وكتاباتهم مشروطة بالايمان به ونصرته، فهو اوّلهم ميثاقاً وخاتمهم مبعثاً:
و نرى فى سردٍ حكيم فى الذكر الحكيم للأولين من مربع المنعم عليهم، عديداً من النبيين:
كزكريا-/ يحيى-/ عيسى-/ ابراهيم-/ اسحاق-/ يعقوب-/ موسى-/ اسماعيل وادريس « إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا (56) وَ رَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا (57) أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَ مِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَ إِسْرائِيلَ وَ مِمَّنْ هَدَيْنا وَ اجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَ بُكِيًّا » (19: 58)
و علّ ممن هدينا واجتبينا من لم يُذكروا من النبيين، وكذلك الصديقين والشهداء
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 61
والصالحين.
ثم النعمة للاولين وأضرابهم من المعصومين كالصديقين، هى نعمة العصمة على درجاتها، فانهم كانوا على صراط مستقيم، هادين الى صراط مستقيم.
والمعيَّة المعنية هنا لمن يطع اللَّه والرسول هى المعية فى أصل الصراط، لا سيما وان الصراط المستقيم الى اللَّه واحد، مهما كان الطرق الى اللَّه بعدد أنفاس الخلائق، والصراط المستقيم-/ على أية حال-/ هو سلالة ما تستهدفه رسالات اللَّه وكتاباته، ويحمله رسل اللَّه كائنين عليه دالين اليه، فلولا الرسول لم يكن قرآن ولا اسلام التوحيد وتوحيد الاسلام، ولا صورة انسانية جادة ولا اعتصام تام بالله ولا عبودية صالحة.
اذاً فالرسول يمثِّل الصراط المستقيم، كما أن صِنوه، ومثيله الذى صنعه على مثاله، وبنيه المعصومين من بَعده، هم الصراط المستقيم بعده كما فى متظافر الروايات.
فطالما النبيون ومن ثَم الصديقون هم على صراط مستقيم، الّا أن لكلٍّ درجاتٍ: « وَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ » فالأمة الاسلامية تتطلب الهدى الى صراط الصديقين، وهم طالبون صراط محمد خاتم النبيين صلى الله عليه و آله، وكما سائر النبيين يطلبون صراطه ويؤمنون به قبل ابتعائه، فكلٌ الى ذاك الجمال يشير.
لذلك نرى أن الصراط المطلوب لنا فى صلواتنا هو «صراط محمد وآله» «1» كما يرويه
(1)-/ اخرج الثعلبى فى الكشف والبيان فى الآية قال مسلم بن حيان سمعت ابا بريدة بقول: صراط محمد وآله، وفىتفسير وكيع بن جراح عن سفيان الثورى عن السدى عن اسباط ومجاهد عن عبدالله بن عباس فى الآية قال: قولوا معاشر العباد: ارشدنا الى حب محمد واهل بيته، واخرج الحموى فى فرائد السمطين باسناده عن اصبغ بن نباتة عن على عليه السلام فى قوله تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ » قال: الصراط ولا يتنا اهل البيت، واخرج ابن عدى والديلمى فى الصواعق ص 111 عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: اثبتكم على الصراط اشدكم حباً لاهل بيتى واخرج شيخ الاسلام الحموى باسنادة فى فرائد السمطين فى حديث عن الامام جعفر الصادق عليه السلام قوله: نحن خيرة بالله ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم الى الله، اخرج ابو سعيد فى شرف النبوة عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: انا واهل بيتى شجرة فى الجنة واغصانها فى الدنيا فمن تمسك بنا اتخذ الى ربه سبيلًا (ذخائر العقبى ص 16)، واخرجه مثله الحافظ الحسكانى فى شواهد التنزيل (1: 57) بسند متصل عن ابى بريدة وبسند آخر عن ابن عباس وثالث عنه قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لعلى بن ابى طالب: انت الطريق الواضح وانت الصراط المستقيم وانت يعسوب الدين، وبسند رابع عن جابر بن عبدالله قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ان اللَّه جعل علياً وزوجته وابناءه حجج اللَّه على خلقه وهم ابواب العلم فى امَّتى من اهتدى بهم هدى الى صراط مستقيم.
و من طريق اهل البيت فى عيون الاخبار ص 35-/ 36 باسنادة عن سيد العابدين على بن الحسين عليه السلام قال: ليس بين اللَّه وبين حجته حجاب ولا لله دون حجته ستر، نحن ابواب اللَّه ونحن الصراط المستقيم ونحن عيبة علمه ونحن تراجمة وحيه ونحن اركان توحيده ونحن موضع سره.
و فيه عن جعفر بن محمد عليه السلام فى « صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ » يعنى محمداً وذريته.
و فى امالى الصدوق (ص 173) عن النبى صلى الله عليه و آله من سره ان يجوز على الصراط كالريح العاصف ويلج الجنة بغير حساب فليتول وليى ووصيى وصاحبى وخليفتى على امتى على بن ابى طالب ومن سره ان يلج النار فليترك ولايته فوعزة ربى جل جلاله انه باب الذى لا يؤتى الا منه وانه الصراط المستقيم وانه الذى يسأل اللَّه عن ولايته يوم القيامة، واخرج ابن شهر آشوب فى المناقب ج 3: 72 عن ابراهيم الثقفى باسناده عن ابى برزة الاسلمى قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فى الآية، ان هذا صراطى مستقيماً فاتبعوه «سألت اللَّه ان يجعلها لعلى ففعل، ورواه مثله المجلسى فى البحار ج 35: 364 والسيد البحرانى فى غاية المرام ج 1: 247 عن الروضة لابن الفارسى وروى محمد بن الحسن الصفار باسناده عن ابى حمزة الثمالى فى الآية قال: هو والله على هو والله الميزان والصراط (غاية المرام ج 1، 246).
و عن جابر بن عبدالله ان النبى صلى الله عليه و آله بينما اصحابه عنده اذ قال واشار بيده الى علي: هذا صراط مستقيم فاتبعوه (ج 2: 435) وعن سعد عن ابى جعفر عليه السلام فى الآية قال: آل محمد الصراط الذى دل عليه (تفسير العياشى (ج 1: 384) والى عشرات من هذه الاحاديث اخرجها الفريقان عن النبى صلى الله عليه و آله وعن اهل بيته المعصومين عليهم السلام
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 62
الفريقان، ام «صراط على» «1» كمصداق ثان لذلك الصراط: كما سائر مصاديقه هم أهل
(1)-/ اخرج الثعلبى فى الكشف والبيان فى الآية قال مسلم بن حيان سمعت ابا بريدة بقول: صراط محمد وآله، وفىتفسير وكيع بن جراح عن سفيان الثورى عن السدى عن اسباط ومجاهد عن عبدالله بن عباس فى الآية قال: قولوا معاشر العباد: ارشدنا الى حب محمد واهل بيته، واخرج الحموى فى فرائد السمطين باسناده عن اصبغ بن نباتة عن على عليه السلام فى قوله تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ » قال: الصراط ولا يتنا اهل البيت، واخرج ابن عدى والديلمى فى الصواعق ص 111 عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: اثبتكم على الصراط اشدكم حباً لاهل بيتى واخرج شيخ الاسلام الحموى باسنادة فى فرائد السمطين فى حديث عن الامام جعفر الصادق عليه السلام قوله: نحن خيرة بالله ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم الى الله، اخرج ابو سعيد فى شرف النبوة عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: انا واهل بيتى شجرة فى الجنة واغصانها فى الدنيا فمن تمسك بنا اتخذ الى ربه سبيلًا (ذخائر العقبى ص 16)، واخرجه مثله الحافظ الحسكانى فى شواهد التنزيل (1: 57) بسند متصل عن ابى بريدة وبسند آخر عن ابن عباس وثالث عنه قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لعلى بن ابى طالب: انت الطريق الواضح وانت الصراط المستقيم وانت يعسوب الدين، وبسند رابع عن جابر بن عبدالله قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ان اللَّه جعل علياً وزوجته وابناءه حجج اللَّه على خلقه وهم ابواب العلم فى امَّتى من اهتدى بهم هدي الى صراط مستقيم.
و من طريق اهل البيت فى عيون الاخبار ص 35-/ 36 باسنادة عن سيد العابدين على بن الحسين عليه السلام قال: ليس بين اللَّه وبين حجته حجاب ولا لله دون حجته ستر، نحن ابواب اللَّه ونحن الصراط المستقيم ونحن عيبة علمه ونحن تراجمة وحيه ونحن اركان توحيده ونحن موضع سره.
و فيه عن جعفر بن محمد عليه السلام فى « صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ » يعنى محمداً وذريته.
و فى امالى الصدوق (ص 173) عن النبى صلى الله عليه و آله من سره ان يجوز على الصراط كالريح العاصف ويلج الجنة بغير حساب فليتول وليى ووصيى وصاحبى وخليفتى على امتى على بن ابى طالب ومن سره ان يلج النار فليترك ولايته فوعزة ربى جل جلاله انه الباب الذى لا يؤتى الا منه وانه الصراط المستقيم وانه الذى يسأل اللَّه عن ولايته يوم القيامة، واخرج ابن شهر آشوب فى المناقب ج 3: 72 عن ابراهيم الثقفى باسناده عن ابى برزة الاسلمى قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فى الآية، ان هذا صراطى مستقيماً فاتبعوه، سألت اللَّه ان يجعلها لعلي ففعل، ورواه مثله المجلسى فى البحار ج 35: 364 والسيد البحرانى فى غاية المرام ج 1: 247 عن الروضة لابن الفارسى وروى محمد بن الحسن الصفار باسناده عن ابى حمزة الثمالى فى الآية قال: هو والله علي هو والله الميزان والصراط (غاية المرام ج 1، 246).
و عن جابر بن عبدالله ان النبى صلى الله عليه و آله بينما اصحابه عنده اذ قال واشار بيده الى علي: هذا صراط مستقيم فاتبعوه (ج 2: 435) وعن سعد عن ابى جعفر عليه السلام فى الآية قال: آل محمد الصراط الذى دل عليه (تفسير العياشى (ج 1: 384) والى عشرات من هذه الاحاديث اخرجها الفريقان عن النبى صلى الله عليه و آله وعن اهل بيته المعصومين عليهم السلام
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 63
بيت الرسالة المحمدية عليهم السلام «1» كما وأن صراطهم هو صراط محمد صلى الله عليه و آله والذى يستهديه محمد
(1)-/ اخرج الثعلبى فى الكشف والبيان فى الآية قال مسلم بن حيان سمعت ابا بريدة بقول: صراط محمد وآله، وفىتفسير وكيع بن جراح عن سفيان الثورى عن السدى عن اسباط ومجاهد عن عبدالله بن عباس فى الآية قال: قولوا معاشر العباد: ارشدنا الى حب محمد واهل بيته، واخرج الحموى فى فرائد السمطين باسناده عن اصبغ بن نباتة عن على عليه السلام فى قوله تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ » قال: الصراط ولا يتنا اهل البيت، واخرج ابن عدى والديلمى فى الصواعق ص 111 عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: اثبتكم على الصراط اشدكم حباً لاهل بيتى واخرج شيخ الاسلام الحموى باسناده فى فرائد السمطين فى حديث عن الامام جعفر الصادق عليه السلام قوله: نحن خيرة بالله ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم الى الله، اخرج ابو سعيد فى شرف النبوة عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: انا واهل بيتى شجرة فى الجنة واغصانها فى الدنيا فمن تمسك بنا اتخذ الى ربه سبيلًا (ذخائر العقبى ص 16)، واخرجه مثله الحافظ الحسكانى فى شواهد التنزيل (1: 57) بسند متصل عن ابى بريدة وبسند آخر عن ابن عباس وثالث عنه قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لعلى بن ابى طالب: انت الطريق الواضح وانت الصراط المستقيم وانت يعسوب الدين، وبسند رابع عن جابر بن عبدالله قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ان اللَّه جعل علياً وزوجته وابناءه حجج اللَّه على خلقه وهم ابواب العلم فى امَّتى من اهتدى بهم هدي الى صراط مستقيم.
و من طريق اهل البيت فى عيون الاخبار ص 35-/ 36 باسنادة عن سيد العابدين على بن الحسين عليه السلام قال: ليس بين اللَّه وبين حجته حجاب ولا لله دون حجته ستر، نحن ابواب اللَّه ونحن الصراط المستقيم ونحن عيبة علمه ونحن تراجمة وحيه ونحن اركان توحيده ونحن موضع سره.
و فيه عن جعفر بن محمد عليه السلام فى « صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ » يعنى محمداً وذريته.
و فى امالى الصدوق (ص 173) عن النبى صلى الله عليه و آله من سره ان يجوز على الصراط كالريح العاصف ويلج الجنة بغير حساب فليتول وليى ووصيى وصاحبى وخليفتى على امتى علي بن ابى طالب ومن سره ان يلج النار فليترك ولايته فوعزة ربى جل جلاله انه لباب الذى لا يؤتى الا منه وانه الصراط المستقيم وانه الذى يسأل اللَّه عن ولايته يوم القيامة، واخرج ابن شهر آشوب فى المناقب ج 3: 72 عن ابراهيم الثقفى باسناده عن ابى برزة الاسلمى قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فى الآية، ان هذا صراطى مستقيماً فاتبعوه «سألت اللَّه ان يجعلها لعلى ففعل، ورواه مثله المجلسى فى البحار ج 35: 364 والسيد البحرانى فى غاية المرام ج 1: 247 عن الروضة لابن الفارسى وروى محمد بن الحسن الصفار باسناده عن ابى حمزة الثمالى فى الآية قال: هو والله علي هو والله الميزان والصراط (غاية المرام ج 1، 246).
و عن جابر بن عبدالله ان النبى صلى الله عليه و آله بينما اصحابه عنده اذ قال واشار بيده الى علي- هذا صراط مستقيم فاتبعوه (ج 2: 435) وعن سعد عن ابى جعفر عليه السلام فى الآية قال: آل محمد الصراط الذى دل عليه (تفسير العياشى (ج 1: 384) والى عشرات من هذه الاحاديث اخرجها الفريقان عن النبى صلى الله عليه و آله وعن اهل بيته المعصومين عليهم السلام
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 64
نفسه لنفسه هو صراط فوقه والتثبيت على ما هو عليه، و لمن سواه-/ بطبيعة الحال-/ دونه ف « وَ لِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ» (6: 132) ف « هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَ اللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ » (2: 163) و « نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ » (6: 83)
هم كل من غضب اللَّه عليه دون جماعة خصوص، وتفسيرهم باليهود «1» تفسير مصداقى كأصدق مصاديقهم وأنحسهم فانهم منهم وليسوا كلهم، فمن اليهود من لم يغضب عليهم مهما لم يكونوا مسلمين كالمستسلمين مهما كانوا من الضالين، او المقصرين فيه غير معاندين ولا مكذبين، كما ومن غير اليهود مغضوب عليهم وان كانوا من المسلمين اذ « لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَ لا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَ لا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَ لا نَصِيراً » (4: 123)
فذكر اليهود كأنهم هم المغضوب عليهم دون سواهم ليس الّا لأنهم كمجموعة- لا
(1)-/ كما عن النبى صلى الله عليه و آله فى روايات عدة اخرجها عبد الرزاق واحمد وابن مردويه فى مسنده والبيهقى فى الشعبوعبد بن حميد وابن جرير والبغوى فى معجم الصحابة وابن المنذر وابو الشيخ عن عبدالله بن شقيق عن ابى ذر قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله هم اليهود.
كما واخرجه سفيان بن عيينة فى تفسيره وسعيد بن منصور عن اسماعيل بن ابى خالد عنه صلى الله عليه و آله واخرجه احمد وعبد بن حميد والترمذى وحسن وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وابن حبان فى صحيحه عن عدى بن حاتم عنه صلى الله عليه و آله واخرجه احمد وابو داود وابن حبان والحاكم وصححه والطبرانى عن الشريد عنه (صلى اللَّه عليه و آله وسلم) (الدر المنثور 1: 16).
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 65
ككل هم أنحس حماقى الطغيان طول التاريخ الرسالى والرسولى «1»
فمن المغضوب عليهم « مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (106) ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَ أَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (107) أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (108) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ » (16: 109)
و منهم الذين يحاجون فى اللَّه بعد كمال الحجة واتضاح المهجة:
و المكذبون بآيات الله: «قال قد وقع عليكم رجس من ربكم وغضب أتجادلوننى فى أسماء سميتوها أنتم وآباءكم ...» (7: 171)
و الطاغين فى رزق الله: « كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَ لا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَ مَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى » (20: 81) هذا، فبأحرى الطغات على الله!
و المولِّين أدبارهم فى الجهاد: « وَ مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ» (8: 16).
و القاتلين المؤمنين متعمدين: لايمانهم: « وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً » (4: 13)
و هكذا نرى أن المغضوب عليهم-/ على مختلف دركاتهم-/ هم الذين شرحوا بالكفر صدراً، ام طغوا فى رزق اللهام على الله، ام كذبوا بآيات اللهام حاجوا فى اللَّه من أية طائفة
(1)-/ فى نور الثقلين: 1: 24 ح 106-/ القمى حدثنى ابى عن حماد عن حريز عن ابى عبدالله عليه السلام انه قال ... المغضوب عليهم النصاب والضالين اليهود والنصارى، وعنه عن ابن ابى عمير عن ابن اذينة عنه عليه السلام قال ... المغضوب عليهم النصاب والضالين الشكاك الذين لا يعرفون الامام، وفى الفقيه فيما ذكره الفضل من العلل عن الرضا عليه السلام انه قال: « غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ » استعاذة من ان يكون من المعاندين الكافرين المستخفين به وبأمره ونهيه « وَ لَا الضَّالِّينَ » اعتصام من ان يكون من الذين ضلوا عن سبيله من غير معرفة وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً وفى احتجاج الطبرسى وروينا بالاسناد المقدم ذكرهاعن ابى الحسن العسكرى عليه السلام ان ابا الحسن الرضا عليه السلام قال: ان من تجاوز بامير المؤمنين عليه السلام العبودية فهو من المغضوب عليهم ومن الضالين.
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 66
كانوا، ملحدين او مشركين ام كتابيين: هوداً او نصارى أم مسلمين، مهما اختلفت دركات الغضب عليهم كما المغضوب عليهم جزاءً وفاقاً.
ولكيلا يغتر غير اليهود بالأمانى الكاذبة، يأتى الأمان العام لمن آمن وعمل صالحاً من الذين هادوا كسواهم، بعد ضرب الذلة عليهم والمسكنة والغضب من اللَّه معللا بما علّل.
« وَ إِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَ قِثَّائِها وَ فُومِها وَ عَدَسِها وَ بَصَلِها قالَ أَ تَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ وَ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَ الْمَسْكَنَةُ وَ باؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا يَعْتَدُونَ (61) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هادُوا وَ النَّصارى وَ الصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ » (2: 62)
اذ تأتى تلوها دون فصل آية الأمان لأهل الايمان: « لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَ هُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَ أُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَ ما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ » (3: 115)