کتابخانه تفاسیر
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 199
فى الارض الهوى»! فمن يحب هواه كما يحب الله، حباً لها كاءله أم سواه، فقد ضل عن شرعة الحب مهما اختلفت دركاته اشراكاً بالله وفسقاً عن شرعة الله.
و قضية حب الانسان نفسه أن يحب ربه المستكمل لها الخالق اياها، فليحب نفسه اذا أحبها اللَّه حباًّ فى الله، وليبغضها اذا ابغضها اللَّه بغضاً فى الله، وليقدِّر نفسه متعلقة-/ ككل-/ بالله يروّضها بتقوى الله، ويُمَحوِر اللَّه بمرضاته فى حياته كلها دون سواه، وهذا هو من حق توحيد الله.
حب كل شىءٍ راجع الى حب النفس، وليرجع حب النفس الى حب الله، لا ان يحبلأنه من حب النفس، بل يحب نفسه لأنه من حب الله، موحداً فى الحب دون اشراكٍ بالله حى نفسه على ايمانه، فضلًا عنها على كفره واشراكه!.
كلٌّ منا يحول فى كل حياته حول نفسه فى كل حركاته الآفاقية والأنفسية، ولتكن نفسه طائفة حول ربه، فهو فى كل حركاته وسكنانه الحائرة فيها حورَ نفسه، حائر فى العمق حور ربِّه، لا يبتغى الا مرضاته، تطوافاً على طول خط الحياة بخطوطها وخيوطها حول ربه، حولًا معرفياً وحُبِّياً وعملياً، مبتعداً عن كل محور سوى اللَّه حتى نفسه المؤمنة بالله، وذلك هو التوحيد الحق.
و للحب مراحل خمس هى الودو العشق والهَيَمان والخلة والشَغف والخامسة هى البالغة مبالغ الحق ومراحلها اذ بلغت شغاف القلب ولبه وفؤاده.
ان حب الشغف والخلة هما المعتمد عليهما فى شرعة الحب، أن ليس معلَّلا بما يرجع الى منتفعات النفس أو الابتعاد عن مضارها فانهما حب العبيد والتجار، وذلك الحب غير المعلَّل هو حب الأحرار، أن تحب اللَّه لأنه الله، لا-/ فقط-/ لأنه الرحمن الرحيم، بل لأنه الكمال والجمال والجلال واللانهائى المطلق، وهو المحبوب فطرياً دون سبب الّا هو، فانه هو حظه ذاتياً، فكما الانسان يحب نفسه لأنه هو، فليحب ربه لأنه أكمل مما هو، بل وهو بكل ما لَه ومنه، يكون منه، فلا محبوبَ له-/ اذاً-/ الّا هو.
اذاً فذات اللَّه عين حظه، ثم ذوات أُخرى محبوبة لله هى على الهامش، حباً فى اللَّه ولله لا
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 200
سواه، وذلك الحب لا يتغير الّا تقدماً كما اللَّه لا يتغير، وأما الحب المعلَّل فهو متغير بتغير أسبابه أمام صفات الجمال والجلال للحق المتعال.
«لو» هنا فى موقف التحسر ومسرح التأثر التكسُّر للذين ظلموا فى شِرعة الحب، ف «لو» مدّوا بأبصارهم الى مسرح العذاب ومصرح القوة لله جميعاً، و «لو» تطلعوا ببصائرهم الى حين يرون العذاب، لرأوا حينذاك « أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً » دون سواه، ورأوا « أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ ».
لو يرون ذلك المسرح المصرح، الحاسم الموقف، القاصم الظهر، لا نتبهوا عن غفوتهم ولكن لا حياة لمن تنادى! ... لو يرون ...
« إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ » (2: 166)
اجل « يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً » (29: 25) « كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها » (7: 38) « الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ » (43: 67)، بل ورأس الأنداد ورئيسهم ابليس يتبَّرأ من تابعيه: « إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ » (14: 22)! ههناك ويلات الحسرات للذين اتخذوا من دون اللَّه أنداداً يحبونهم كحب الله.
فهناك الأسباب بينهم كلها متقطعة بهم، اذ ينشغل كلٌّ بنفسه عن سواه، وتسقط كافة الصِّلات غير الأصيلات، اللّهم الّا صلة التقوى، وظهرت أكذوبات الأنداد وكل القيادات الضالة وخوت، وهنالك يتحسَّر التابعون.
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 201
سورة الملك
سورة الملك-/ مكية-/ وآياتها ثلاثون
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الملك (67): الآيات 4 الى 1]
«تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَ هُوَ حَسِيرٌ ...» (67: 1-/ 4)
انه تعالى متبارك فى مُلكه، دون لعنة ولا نكسة ولا نكبة، خلاف ملك الخلق، الا الملوك الذين هم ضِلال الرب فى ملكهم، الا فيما يجهلون ويعجزون للقصور الذاتى، فهو تعالى متبارك فى كافة شؤون الربوبية خَلقاً وأمراً: « أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ » (7: 54) ومتبارك فى الأمر التشريعى كما التكوينى-/ سواء: « تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً » (25: 1) ففى ملك السماوات والأرض ككلٍّ وفى كلٍّ: « وَ تَبارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما » (43: 85) ف:
« تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ».
انه ليس مَلِكاً ومالكاً يُملك مُلكه ومِلكه، انما هما بيده لا سواه، وهما له لا سواه، وكل مالك مملوك الا اياه، وكل مَلِك يُملك عليه سواه: « قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » (3: 26) « وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ » (17: 111).
و فيما اذا يؤتي ملكه من يشاء لا يتحلل هو عنه، ولا يؤتيه المُلك الخاص به: « وَ اللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ » (2: 247).
فالمَلِك الحق من الخلق ليس وكيلًا عن اللَّه بانعزاله-/ سبحانه-/ عن شىء من الملك، ولا شريكاً له ولياً من الذل، ولا معيناً يعينه-/ بعض الشىء-/ فى الملك، وانما يؤتاه تطبيقاً لحكمه
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 202
العدل بين الخلق، بشيراً ونذيراً، دون أن يكون له من الأمر شىء: « لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ » (3: 128) « فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ » (23:
«تبارك» ولأنه بيده الملك فهو متبارك: متعاظم بذاته وصفاته وأفعاله، لا تُحدد بركاته و لا يُمدُّ فيها وانما يَمَد ولا تُعَد نعمائه « وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها » وبما أن الملك يخصه، فالبركة أيضاً تخصه:
« الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ » ان اليد-/ هنا وفى سواه مما نسبت الى اللَّه-/ توحى بالسلطة الاءلهية اللامحدودة غير المغلوبة، والملك قرينة أُخرى اضافة الى القرينة العقلية، يوحى أن اليد هنا ليست هى الجارحة الجسدانية، فان المَلك لا تصله هذه اليد، وانما السلطة، وتقديم الظرف «بيده» والاستغراق المستفاد من «الملك» يفيدان الحصر، أن الملك-/ أياً كان-/ انما هو بيدالله.
و الملك أعم من ملك الخلق والتقدير والتدبير، ومن ملك النبوة والسلطة الزمنية، ولماذا يؤتيها الفجار اذا كانت هى أيضاً منه تعالى؟ له تأويل يأتى فى محله الأنسب.
كلام فى القدرة الالهية:
«وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» فما هو كل شىء، وما هى القدرة؟
فهل يقدر ربّنا أن يجمع بين المتناقضين ذاتياً، أو يخلق نفسه، أو يخلق مثله، أو يلد من يولد ولا يُخلق، أو أن يُدخل الدنيا فى بيضة دون أن تصغر الدنيا أو تكبر البيضة، أو ما الى ذلك من المستحيلات الذاتية عقلياً؟
نقول: الأمور المتصورة-/ من حيث تعلق القدرة بها وعدم تعلقها-/ على أربعة أضرب:
1-/ الكائنات التى بالامكان تحويرها وتغييرها، دون حاجة الى معجزة أو اختراع، فهى من أبسط الأشياء التى تتعلق بها القدرة.
2-/ التى تحتاج الى قواعد علمية كالمخترَعات، فهى قبل اختراعها قد تُزعم مستحيلة،
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 203
ولكنما العلم يثبت امكانيتها.
3-/ التى لا تقدر المحاولات العلمية عليها من الطرق العادية، كمعجزات النبيين، التى يزعمها الانسان-/ ولا سيما المتحلل عن وحى السماء، الشاك فيه-/ يزعمها: من المستحيلات، ولكنها من الممكنات الذاتية، مهما كانت مستحيلة بالنسبة للقدرات المحدودة.
و من هذه خلق العالم لا من شىء، وسائر الاختصاصات الإلهية فى خلقه المبدَع، فاللاشىء الذى بالامكان ايجاده بالقدرة اللّامحدودة، انه يستحق اسم الشىء بهذه الامكانية الاستعداية لقبول الخلق، سواء أخلق أم لم يخلق، فالمادة الأولية كانت هى اللاشىء الممكن ايجاده، وقد خلقت، والسماوات الثمانية وما فوقها، كانت اللاشىء الممكن ايجاده ولم تخلق، ولكنهما على سواء فى أنهما شىء لامكانية خلقهما، مهما كانت الأولى راجحة فى الحكمة والثانية مرجوحة، فهى من المستحيل عرضياً، لا ذاتياً.
4-/ الأمور التى لا تستحق اسم الشىء، لأنها ليست كائنة، ولا بالامكان تكوينها:
معدومات مستحيلة التكوين، كالأمثلة المسبقة، فانها ليست من الأشياء حتى تشملها القدرة، مهما كانت إلهية لا نهائية.
ان القدرة تعنى امكانية تعلقها بشىء مما قدمناه، والاستحالة الذاتية تعنى-/ فيما تعنيه-/ استحالة تعلق القدرة بها وان كانت القدرة الإلهية، غير المحدودة، فاذا تعلقت القدرة بأمر-/ مما يزعم استحالته-/ فالواقع المقدور، دليل لا مرد له على امكانيته.
فهل بالامكان الجمع بين النقيضين معاً «أنا أنا ولست أنا،» أو سلبهما معاً: «أنا لست أنا ولا لا أنا» مهما كانت القدرة المحاولة لجمعها أو سلبهما إلهية؟
و هل بالامكان أن اللَّه خالق نفسه-/ فخلقُ شىء يسبقه عدمه، وهذا ينافى الوهية المخلوق، وخالقية شىء تقتضى كونه قبل مخلوقه، فهل ان اللَّه كان قبل كونه! أمران مستحيلان ذاتياً!
و هل بالامكان أن يخلق اللَّه مثله، فيكون المثل خالقاً غير مخلوق، مثله.
فالإله المخلوق إذاً لم يكن مخلوقاً، حتى يماثل خالقه، فهو معدوم لم يخلق! فهل المعدوم
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 204
يماثل الخالق، واذا كان مخلوقاً فكيف يماثل خالقه فى أنه غير مخلوق.
أم هل هو مخلوق وغير مخلوق لكى يربح الواجبين: مماثلته خالقه، وعموم القدرة الالهية لخلق مثله؟ الأمر اليكم!.
انه-/ رغم ما يزعمه الثالوثيون وأضرابهم-/ ليس عدم تعلق القدرة الالهية بالمحالات الذاتية، نقصاً فى القدرة، ونقضاً فى شمولها، وانما هى المحالات النسبية، التى لا يقدر عليها الّا الله، فيختصها بقدرته ف « إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ».
نسألكم: هل بالامكان أن يكون اللَّه اءلها وليس اءلهاً؟ خالقاً ولا خالق، عالماً ولا عالم! فاذا «نعم» فليس الملحدون خاطئين اذ تمسكوا بأحد جزءى القضية المتناقضة «موجود ومعدوم» اذ زعموا أنه معدوم، واذا «لا» فلماذا «لا» فهل الا لأنه من المحالات الذاتية! فكذلك سائر المحالات الذاتية كالأمثلة المسبقة.
فالمستحيل ذاتياً ليس شيئا حتى تتعلق به القدرة، ولا أن القدرة تتعلق باللاشىء الذى يستحيل أن يكون شيئاً، اللهم الا اللاشىء الممكن ايجاده.
فذلك ليس لنقص فى القدرة اللانهائية، وانما لأن القدرة لا تعنى الا التى بامكانها ايجاد الممكن الذاتى، فالنقص كل النقص فى المستحيل الذاتى الذى لا يقبل الايجاد، ان صح التعبير ب «يقبل ولا يقبل» عن اللاشىء المستحيل وجوده!.
و لئن سألت: هل لا يقدر ربنا أن يخلق المحالات، حالة قبول لخلقها. فالجواب أنه «ليس للمحال جواب»! فانما الحالة والصفة تخلق فى شىء موجود، لا المعدوم المستحيل الوجود، وفيما اذا كان الشىء موجوداً، لا يحمل صفة تناقض كيانه، فهل يحمل ذات اللَّه صفة الحدوث، أو هل تحمل ذوات الممكنات صفة الأزلية؟ كذلك-/ وبالأحرى-/ لا تحمل الذوات المستحيلة الوجود-/ ان صح تعبير الذوات-/ لا تحمل صفة الامكان والقبول-/ المناقضة للاستحالة الذاتية!
فقبول صفة الامكان للمفروض استحالته الذاتية يحمل تناقضين:
1-/ فرض القبول للمعدوم حالة عدمه: صفة دون موصوف!
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 205
2-/ تحميل الحالة المناقضة لذات المحمول عليه، جمعاً بين الصفة والموصوف المتناقضين:
مستحيل ذاتى يقبل حالة الامكان! ظلمات بعضها فوق بعض.
فالمحال الذاتى محال أينما حل، وبجنب القدرة الالهية أيضاً، وليس عنه خبر ولا جواب، الا أنه «ليس للمحال جواب» يجيب به الامام الصادق زنديقاً سأله: أليس هو قادراً أن يظهر لهم حتى يروه ويعرفوه فيُعبد على يقين؟
فيجيبه: «ليس للمحال جواب» يعنى بذلك: أن المحال ليس شيئاً يذكر فيسأل عنه، فلو أن اللَّه أظهر نفسه فلتره العيون بمشاهدة الأبصار، وفى ذلك تحول المجرد عن اللامادة الى المادة، لكى تشاهَد، وهذا محال!.
كما يُسأل الامام أمير المؤمنين على عليه السلام: «هل يقدر ربك أن يدخل الدنيا فى بيضة من غير أن تصغر الدنيا أو تكبر البيضة؟ قال: «ان اللَّه تبارك وتعالى لا ينسب الى العجز، والذى سألته لا يكون» «1» .
و ان كان هنا وجه آخر للجواب، فهو عن وجه آخر للسؤال وكما أجاب على عليه السلام نفسه عن نفسى السؤال: «و يلكان اللَّه لا يوصف بالعجز، ومَن أقدر ممن يلطِّف الأرض ويعظِّم البيضة» «2»
يعنى الحالة الممكنة فى موضع السؤال: أن يلطف اللَّه الأرض عن حجمها برفع الخلل والفواصل عن عناصرها وجزيآتها وذراتها، ودمجها كما يمكن، فتصبح قدَر البيضة فيدخلها فيها، فالبيضة اذاً لا تكبر حجماً مهما كبرت ثقلًا، كما الدنيا لا تصغر ثقلًا مهما صغرت حجماً، فهذه هى الحالة الممكنة من ادخال الأرض البيضة، بتلطيف الأرض حجماً وتكبير البيضة ثقلا!.
ثم استحالة تعلق القدرة الاءلهية قد تكون ذاتية كالأمثلة المسبقة، وقد تكون واقعية كصدور القبيح منه سبحانه، أو خلق المرجوح كونياً؛ وحسب المصلحة الجماعية للكائنات
(1)-/ نور الثقلين ج 1 ص 32 عن التوحيد للصدوق عن عمر بن اذينة عنه عليه السلام.