کتابخانه تفاسیر
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 282
و فصل القول وحقه فى آية الكرسى آنها جمعت جملةً تفصيل ما فى القرآن من توحيد الله فى كونه: رحماناً-/ رحيماً-/ حياً-/ قيوماً-/ حكيماً-/ خالقاً-/ عليماً-/ محيياً-/ مميتاً-/ ملكاً-/ سلاماً-/ مؤمناً-/ مهيمناً-/ عزيزاً-/ جباراً-/ متكبراً-/ له العرش وله الأسماء الحسنى.
ثم «الله» يكفى كمجمل البرهان على توحيد الذات والأفعال، و « لا إِلهَ إِلَّا هُوَ » توحيداً للصفات مع الذات، و « الْحَيُّ الْقَيُّومُ » توحيداً لأفعاله، وهكذا تكون آية الكرسى سيدة القرآن، ورب موحد فاز بتوحيد الذات دون الأفعال والصفات، ام وتوحيد الصفات دون الأفعال، ومثلث التوحيد-/ عقيدياً-/ هو ذروته وقمته أن «لا اله الا الله» ولا مؤثر فى الوجود الا الله، ولا حول ولا قوة الا بالله، مع الحفاظ على الاختيار-/ أمراً بين أمرين-/ فى اختيارية الأفعال، حيث اللااختيار فى مقدمات لها وتَقدِمات لا ينافى الاختيار «1» .
فتعدد صفات الذات واقعياً يعدِّد الذات، سواء أكان ذلك بتعدد الذات ان يحمل كلٌّ واحدةً من الصفات، ام بوحدة الذات بعديد الصفات، حيث العروض تركُّب وان واحداً فضلًا عن عديد الصفات العارضة على الذات!.
بل قد يكون الموصوف الواحد بعديد الصفات الزائدة على الذات هو أضل سبيلًا من عديد الذات بالصفات، فهنا قد تكون كل ذات بصفتها واحدة دون عروض ولا يمانعه الّا استحالة تعدد الذات، وهناك الذات الواحدة مركبة مع الصفات وهى فى نفسها خلوٌ عن الصفات مفتقرة اليها، فهى ابعد عن الحق واضل سبيلًا، فلو كانت اسماءه تعالى وصفاته متعددة الحقائق فى حين أنها عين الذات فذلك تناقض بيِّن بين الذات والصفات!.
و لو أنها عارضة على الذات فنفس عروضها حدوث وان كانت فى أنفسها واحدة! ولو كانت مركبة مع الذات منذ الأول فحدوثٌ-/ ايضاً-/ قضيةَ التركب مع الأزل وهو تناقض
(1) البحار 4: 161 ح 6 عن ابى عبدالله عليه السلام فى حديث التوحيد للمفضل ... لم يقدروا على عمل ولا معالجة مما احدث فى ابدانهم المخلوقة الا بربهم فمن زعم انه يقوى على عمل لم يرده اللَّه عزوجل فقد زعم ان ارادته تغلب ارادة اللَّه تبارك اللَّه رب العالمين.
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 283
بيِّن!.
و لو كانت مركبة مع الذات بعد الأزل فحدوث مكرور!.
و لو كانت كل واحدة منها عارضة على ذات تخصها فتعدد الذات بعديد الصفات!.
و لو كانت هى عين بعضها البعض ولكنها عارضة على الذات منذ الأزل ام بعده فتركب و حدوث على أية حال.
فليست اسماءُه وصفاته الذاتية الا تحبيرات اللغات، تعبيرات عن ذات واحدة من جميع الجهات والحيثيات دونما اى تعدد من عارض ومعروض أما هو من عديد التعددات.
و توحيد الأفعال هو لزام قيّوميته تعالى وهى قمة الاستقلال فى القيام بذاته وعلى كل نفس، فلوكان فى الكون فاعل سواه باستقلال، او شركة واقعية، لم يكن هو قيوماً على الاطلاق، ولكنه قيوم لافاعيل-/ فى الحق-/ الّا هو، اللهم الا فاعلًا بحوله وقوته كما يناسب الاختيار فى الفعل المختار.
و هكذا نجد الترتيب الرتيب بين توحيد الذات والصفات والأفعال فى «و آلهكم آلهٌ واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم» وذلك ترتيب المعرفة التوحيدية، ثم العبودية هى بعكس الترتيب، بادئة من الأفعال الى الصفات الى الذات.
ثم «الله لا الا هو» تستغرق سلب الألوهية لغير الله، وايجابها لله، فليس المقدر هنا ادبياً «كائناً او موجوداً» لأنه يحيل وجود إله قبل او بعد، ومستغرق السلب يحيل أية ألوهية استئصالًا لإمكانيتها اياً كان وأيان.
فلو كان المقدر «كائناً» اختص السلب بالحال، لا والماضى والاستقبال، ولو عم مثلث الزمان لم ينف وجود إله قبل الزمان وبعد مضى الزمان، ولكنه يعم امكانية وجود إله اياً كان و ايان، فانه واحدٌ لا عن عدد ولا بتأويل عدد كما هو واحد لا بعدد «1» نفياً لإمكانية أى عدد، دون فعليتهام سابقته ولا حقته.
انه واحدٌ فوق الوحدة العددية: «واحد لا بعدد» اذ لا يتعدد، وكل واحد يتعدد او
(1)-/ ذلك مثلث التوحيد المذكور مكرراً فى الخطب التوحيدية للمعصومين عليهم السلام.
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 284
بالامكان ان يتعدد.
و واحد لا عن عدد، لم يكن عدداً ثم تفرد كما فى بعض الوحدات الامكانية.
و واحد لا بتأويل عدد، أولًا الى عدد سابق ثم تفرد، أم أولًا الى عدد لا حق وهو الآن موحَّد، فلا تعدد له زمنياً اذ هو خالق كل زمنى وزمان، ولا ذاتياً، فواقع العدد وامكانيته مسلوبان عن ذاته وصفاته وأفعاله، لا يتغير بانغيار المخلوقين، كما لا يتحدد بتحديد المحدودين، فهو سرمدى الواحدية بالأحدية الطليقة الحقيقة.
ف « سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ » كأول تلميذ لرسول الهدى صلى الله عليه و آله علي امير المؤمنين عليه السلام فى خطبة له توحيدية:
«اوّل الدين معرفته، وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده، وكمال توحيده الاخلاص له، وكمال الاخلاص له نفى الصفات عنه، لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة، فمن وصف اللَّه فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثنّاه، ومن ثنّاه فقد جزَّأه، ومن جزأه فقد جهله، ومن جهله فقد أشار اليه، ومن أشار اليه فقد حدّه، ومن حده فقد عدَّه ...» «1»
و ليست كلمة التوحيد-/ فقط-/ لفظة تقال، فانما هى القول بها فى مقال وحال وفعال فى كافة الأحوال، وهكذا تكون حصناً لمن دخلها، حصناً لفطرته عن تفطّرها، ولعقله عن جهله، ولصدره عن ضيقه، ولقلبه عن تقلّبه، وللّبه عن تحرّفه، ولفوآده ان يتفأد الا بنور المعرفة، ولحواسه وأعضاءه الا فى خدمة اللَّه وعبادته، وعباده، حيث تبدأ كلمة التوحيد من الفطرة الى العقل الى الصدر الى القلب الى اللب الى الفوآد، شاملة كل جوانب الروح واعماقه، ظاهرة فى كل الحواس والأعضاء دون ابقاء، فيصبح الموحّد بكل كونه وكيانه داخلًا فى حظيرة التوحيد لحضرة الواحد الحق المتعال.
(1)-/ من الخطبة الاولى فى النهج حسب رواية الشريف الرضى رحمه اللَّه تعالى.
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 285
«الحى القيوم»:
«الحى» فلا حى-/ كما لا إله-/ الا هو: « هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ » (40: 65) « وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ » (20: 111) «و توكل على الحى الذى لا يموت» (45: 58) وكل حى يموت بل هو ميّت حال حياته.
«القيوم» فلا قيوم الّا هو، قيوماً بذاته ولخلقه، قائماً على كل نفس بما كسبت وقائماً بالقسط تكويناً وتشريعاً.
و «الحى القيوم» هما يعنيان كل صفات الفعل الى صفات الذات: العلم والقدرة والحياة، فهما-/ اذاً-/ أجمع صفات اللَّه ذاتية وفعلية.
ثم «الحى» هى كأصل من صفات الذات مهما كانت مصدراً لصفات الفعل حيث الميت ليس ليفيض الحياة ولكنه حى فى ذاته قبل أن يخلق خلقاًو بعد ما يفنون.
و هو من متشابهات الصفات حيث يشترك فى التعبير عن الحيات بين اللَّه وخلقه الأحياء ولكن أين حياة من حياة، فان اللَّه هو الحياة، والخلق ليس فى ذاته الّا الممات، وحق المعنىِّ من الحي لله يباين كلياً المعنيِّ من حياة الخلق، فقد اشترك فيهما الإسم واختلف المعنى دون أية مشاركة اللهم الا فى عدم الموت فيهما، فلا نفهم من حياته الا أنه ليس بميت دون جهة من جهات الاثبات فى حياته، ونفهم من حياة الخلق كلي جهتى النفى والاثبات، فحياته تعالى تباين حياة خلقه، وحياتُهم تباين حياته فانه «باين عن خلقه وخلقه باين عنه»، حيث الحياة الالهية هى عين الذات وذاته عين الحياة، لا تختلفان عن بعضهما البعض الا فى تحبير اللغات، ولكى يحظوا الخلق معرفةً مَّا الى حضرة الحياة، اذ لا يعرفون من الذات المقدسة أمراً بالذات، ولولا الخلق لما كان تحبير اللغات وتعبير العبارات عن صفات وصفات اذ يعرف هو نفسه بالذات دون وسيط العبارات.
ذلك! ثم سائر الحياة هى على حدوثها عارضة على الذوات، وهى على عروضها ليست حقيقة الحياة، محدودة زائلة كما الذوات، خليطة بموتات وموتات، بل نفس هذه الحياة هى بجنب حياته من الموتات، فصدق الحياة عليها مجاز بعيد، وصدقها عليه تعالى هو حق
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 286
الحقيقة ولا تجتمعان الّا فى التعبير وتحبير اللغات.
و لأن اللَّه هو المحيى لكل حي، فحياة الخلق-/ اذاً-/ من خلق الله، فهى اذاً مباينة لحياة الله حق البينونة بين الخالق والمخلوق، حيث الخلق بين انشاءٍ لا من شىءٍ كما فى الخلق الأول، أو من شىءٍ خلقه قبل، وليس من شىءِ ذاته القدسية حتى يشابه ذاته كوالد وما ولد، فحياته واصبة كل الحياة دون أن تتفرع وتتولد عنها حياة، وحياة الخلق راسبة فى موتات، ناشئة عن ميتات وذاهبة الى موتات وهى بينهما فى الحق ممات، لا حظوة لها من حق الحياة ولا مثقال ذرة، وفيما الحياة المجازية فى الخلق لا محسوسة ولا معقولة، فبأحرى حياة اللَّه الا فى تأويل أنها غير الممات، فليست لنا حظوة المعرفة الايجابية لذات اللَّه ولا صفاته بأسرها الا بمعنى سلب أضدادها كما يناسب ساحة الألوهية.
فأسماء اللَّه وصفاته هى من أغمض المتشابهات، لابد من تجريدها عما يشابهها فى الخلق.
فربّنا «لم يزل حياً بلا حياة، كان حياً بلا حياة حادثة» «1» «حياً بلا كيف ولا أين، حياً بلا حياة حادثة بل حي فى نفسه» «2» فهو «نور لا ظلمة فيه وعلم لا جهل فيه وحياة لا موت فيه» «3»
الحياة ككل هى لأقل تقدير علم وقدرة، ولأنها درجات، فكل دانية هى موت نسبة الى عاليه، وكل درجات الحياة هى بأسرها موت بجنب خالق الحياة، وليست وليدة ذاته سبحانه حتى تجانس حياته باختلاف الدرجة، بل هى وليدة مادية بما أراد اللَّه كما المادة الأولية، فانه يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى، فهما صورتان متتابعتان لأصل المادة، وهى بأصلها وفصلها من خلق اللَّه سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمَّا يَصِفُونَ.
و «القيّوم» ليست الا هنا وفى طه « وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ » (111) وآل عمران « اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ
(1)-/ نور الثقلين 1: 258 ح 102 فى كتاب التوحيد باسناده الى أبى بصير عن ابى جعفر (عليهما السلام) حديثيذكر فيه صفة الرب عزوجل وفيه ...
(2)-/ المصدر عن ابى بصير عنه عليه السلام فى حديث طويل.
(3)-/ المصدر عن جابر الجعفى عنه عليه السلام.
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 287
وَ أَنْزَلَ التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ » (3)
و هذه الثلاث مشتركة فى عناية القيومية المطلقة: ذاتية وتكوينية وتشريعية، والأخيرة مصرحة-/ بعد اطلاقها-/ بالأخيرة.
و «القيوم» فيعول، المبالغة القمة من القيام، قياماً فى مربعة الجهات رابعتها التقدير، ومنه الهداية « الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى » فهو قيوم فى ذاته وقيوم لخلقه تكويناً وتشريعاً وتقديراً، فلا قيوم الّا هو كما لا حى الا هو، اذ لا إله إلّاهو الحى القيوم.
فمن قيوميته فى ذاته سرمديته بأزليته وأبديته وغناه المطلق فى ذاته.
و من قيوميته فى صفات ذاته أنها عين بعض كما هى عين ذاته، دون قوام بعضها ببعض ثم قوامها ككل بذاته قضيةَ التركب فالحاجة فالحدوث فى ذاته وصفاته.
و من قيوميته فى رحمتيه رحمانية ورحيمية قيامه بالقسط « شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ » (3: 18) قسطاً يحلّق على كل أقساط الخلق والتقدير والتدبير، ومنه قيامه على كل نفس بما كسبت « أَ فَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَ صُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ » (13: 33) وقياماً على العباد بمصالحهم، وحيطة عليهم بما يكسبون، وحفظه لهم فيما يكسبون: « وَ هُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَ يُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً ... » (6: 16) حفظة يحفظونهم بامر الله: « لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ » (12: 11) وكما يحفظون الأعمال: « وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (10) كِراماً كاتِبِينَ » (82: 10)
لذلك فقد « عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ » فى كل المواجهات والوجوه دون ابقاء فى وجه من الوجوه، وهنا «القيوم» وصفاً للحى كما هو وصف لله يجعل كافة عوامل الموت والحياة والفقر والغنى خارجة عن ذاته وصفاته جلت عظمته، فهو «الله: الحى-/ الله: القيوم-/ الحى: القيوم».
ولزام قيوميته تعالى عدم تبعضه وتركبه فى ذات وصفات، وعدم قيامه فى موضوع او
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج1، ص: 288
مادة او صورة، ولا فى زمان او مكان او اىٍّ كان.
و منه علمه الذاتى والفعلى وقدرته بكل شىءٍّ، فالقيومية لزامها الحياة والعلم والقدرة المطلقة، كما الحياة لزامها العلم والقدرة وسائر القيومية، ف «الحى القيوم» عبارة مختصرة محتصرة عن كافة الصفات الربانية، ذاتية كأصل، وفعلية تتبنى الذاتية فى الفاعلية الربانية.
فقد استفيد العلم والقدرة من القيوم كما استفيدا من الحى، فقد تصبح-/ اذاً-/ «الحى القيوم» من الاسم الأعظم حيث يعمان صفات الذات والفعل الى الذات، كما و «الله-/ هو» تعبيران عن الذات و «الحى القيوم» عن كل الصفات.
بل وكل من «الحى» و «القيوم» يقتضى الصفات الثلاث، كما كلٌّ من الثلاث يقتضى قسيميه، ثم الثلاث تقتضى كل صفات الفعل دون ابقاءِ.
ذلك-/ مهما كان «الحى» تخص الذات و «العالم القادر» المستفادان منه ومن القيوم يعمّان غير الذات.
اذاً ف «الحى» بعد الاسمين الاعظمين: «الله-/ هو» هو أول الأسماء، ثم القيوم ومن ثم سائر الأسماء والصفات.
و أحرى بنا ان نعبر عن صفاته-/ ولا سيما الذاتية-/ بالأسماء، وعن صفات فعله بالأفعال حادثة بما احدثها، واسماءه اللفظية حادثة بما سماها، والمعنوية الذاتية هى عين ذاته مهما اختلفت بعضها عن بعض وعن الذات فى تحبير اللغات.
فلا مسرب لقيلة الكنيسة الّلاهوتية ان ذلك تثليث لذات اللَّه مهما اختلف عما عندنا من تثليث، فنحن مع المسلمين شرع سواء فى توحيد التثليث!.
فان تثليثنا ليس الا فى حقل التعبير، مع الاعتقاد بوحدة الذات والصفات وحدة حقيقية، ولكنهم يعتبرون الذوات الثلاث واحدة والواحدة ثلاثاً، فهى عندهم ثلاث بوحدتها، منفصلات بوصلتها، جواهر ثلاثة هى واحدة وواحدة هى الثلاث، وكما انفصل اقنوم الابن واقنوم الروح القدس عن رأس الزاوية فى مثلث الألوهة.