کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم

الجزء الاول

المقدمه «سوره الفاتحة -/ مكية -/ و آياتها سبع»

الجزء الثانى

المقدمة الفقراء أنتم الى الله الله هو الخالق الفاطر البديع 1 الله خالق كل شى‏ء 2 اختصاصات ربانية في علمه تعالي و قدرته 3 العلم الطليق لزام الخالقية الطليقة 4 علم الغيب المطلق المطبق خاص بالله 1 مفاتح الغيب خاصه بالله 3 فحتى الرسول محمد صلى الله عليه و آله لا يعلم الغيب الرباني إلا بوحي رسالي فحسب 3 كلمة الله و كلمة الشيطان؟؟ 2 حتى نعلم من الله هي العلم: العلامة لا العلم المعرفة الله‏هو متوفي الانفس و القاهر فوق عباده اختصاصات ربانية النظر الى الرب هو نظر القلب معرفيا و انتظار رحمته 2 سئوال عضال من اهل الكتاب«أرنا الله جهرة» 3 ماذا يعنى رب ارنى انظر اليك؟ 4 ما هو المعنى من و لقدرآه نزلة اخرى 5 معنى الاضلال الربانى و هدايته 1 معنى الاضلال الربانى في سورة محمد 2 معنى الاضلال الربانى 3 معنى الهداية و الاضلال من الله؟ الله تعالى هل يأمر بالفسق و الضلالة!؟! لاجبر و لا تفويض بل امر بين الامرين فاين تذهبون؟ انما الحساب على الله كما الاياب الى الله كتاب المحو و الاثبات الرباني من متشابهات القرآن مجى‏ء الله يوم الآخرة؟ الروح من امر الله و خلقه دون ذاتة الاعمال التكليفته مختارة دون اضطرار القاءات شيطانية في امنيات الرسل؟ اختيارات تكليفية باختبارات 1 اختيارات 2 التفكر آفاقيا و انفسيا ليس الله ظالما و لا ضلاما بل هر عادل مقسط 1

المجلد السابع

المقدمة

القواعد الاربع لعرش الخلافة الاسلامية للامام امير المؤمنين عليه السلام القاعدة الاولى لعرش الخلافة:

القاعدة الأولى لعرش الخلافة: علي ولد مسلما القاعدة الثانية لعرش الخلافة: قاعدة الاخوة:
اهل بيت العصمة المحمدية في سورة الدهر ذكرى عتيقة من الخمسة الطاهرة عليهم السلام سفينة نوح والبشارة المحمدية على أنقاضها: ذكرى عتيقة من الخمسة الطاهرة في كتاب ادريس النبي صلى الله عليه و آله محمد صلى الله عليه و آله وخلفاءه المعصومون هم الاسماءالتي علم آدم عليه السلام أئمة أهل البيت عليهم السلام هم من اصدق الصادقين الائمة من آل الرسول صلى الله عليه و آله هم اصدق الصديقين محمد صلى الله عليه و آله هو المنذر وعلى وعترته المعصومون هم لكل‏قوم هادون مثل نوره... في بيوت هي بيوت ائمة اهل البيت هي من افاضل البيوت التى اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه رجال الاعراف هم اعرف رجالات العصمة خلفاء الرسول صلى الله عليه و آله هم ورثة الكتاب

المجلد الخامس عشر

المقدمة الدعوة الى الله‏الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تمكين و امكانية عليكم انفسكم ثم انفس الآخرين ليس الا من الضرر من شروط الأمر والنهي‏الا في الا هم منهما الناسي نفسه لا يدعوا غيره الا بعد اصلاح نفسه فيما يدعوا واجب التناهي عن المنكر لفاعلي المنكر إنهاء و انتهاء مسارعة في الاثم بديل التناهي عن المنكر لا يامر و لا ينهى الا العامل او المتعامل وجوبهما كفائيا على الصالحين الدعاة الى الله العاملون الصالحات‏هم أحسن قولا ممن سواهم اخذا بالعفو و اعراضا عن الجاهلين قولة منافقة نهى عن المعروف و امر بالمنكر و قولة مؤمنة امر بالمعروف و نهى عن المنكر مرحلة اخيرة في الامر والنهي الدفاع/ الجهاد/ القتال‏فى سبيل الله عند المكنة اعدادات حربية وسواهامن قوة نفسية، سياسية، عقيدية، علمية، نفاقية تحريض رباني على قتال مكافح عددا وعددا المجاهدون يقتلون ويقتلون و هم منتصرون فيهما الحرب سبحال‏وليس ضمانا الغلب للمسلمين الا غلبا ايمانا المقتولون في سبيل الله‏أحياءبحياة خاصة عند ربهم لن يصيبنا الا ما كتب لنا قاتلين او مقتولين قتال قبال قتال دون اعتداء كلام فيه ختام حول الجهاد الإسلامي. معاهدات حربية تخلف عن قيادة القوات المسلمةو نفر جماعي للقتال على تفقه في الدين اذا رجعوا في استنفار عام إنفروا خفافا وثقالا وعلى أية حال كلام حول العصمة: المهاجرون في سبيل الله في مراغمات .. بما ظلموا واخرجوا من ديارهم عاقبوا بمثل ما عاقبوا به.. ثم قتلوا او ماتوا للمجاهدين علامات لنهديهم سبلنا إنما من جاهد يجاهد لنفسه جاهدوا مع رسول الله صلى الله عليه و آله اقعدوا لهم كل مرصد قاتلوا الذين يقاتلونكم قاتلوا في سبيل الله والمستضعفين.. إذا ضربتهم في سبيل الله فتبينوا... تكتية حربية«لا تتخذوا بطانة من دونكم» تكتيكة حربية فرض القتال في سبيل الله وأخذ الحذر فيه المنافقون مركسون بما كسبوا مهاجرة للرسول(ص) أخرجك ربك من بيتك بالحق نصرة ربانية في القتال اصلاحات حربية بين المسلمين المتحاربين طاعات وانفاقات في سبيل الله الأشهر الحرم في قتال وسواه بشارة لغلب الكتابين على المشركين بشارة النصر القتال المكتوب على المؤمنين فتح الفتوح

المجلد السادس عشر

المقدمة

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم


صفحه قبل

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏2، ص: 106

لكي يسمعه المشركون عن هذه الإذاعة القرآنية فيقطعوا آمالهم فلا يطلبوا إليه مشاركتهم في إشراكهم لفترة، و يسمعه المسلمون فيعلموا أن إشراكهم بعد الإيمان أحرى بالإحباط، إذا كان النبي صلى الله عليه و آله على محتده يحبط عمله لو أشرك و لن، «1» فلا يعنى «اياك اعني و اسمعى يا جارة» انه صلى الله عليه و آله ليس هو المعني بالخطاب، بل يعني تعميم الخطاب لغيره بالأولوية حين يعنيه‏ «2» و هذا لا ينافي العموم حيث الخطاب يعنى مثل قوله‏ «وَ لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا» فالعصمة ليست لتنافي التكليف بالواجب و ترك الحرام مهما لن يترك الواجب و لن يفعل الحرام.

ففي‏ «لَئِنْ أَشْرَكْتَ» إذاً ثلاث واجهات، تكليف النبي إستمراراً لترك الإشراك، و قطعاً لآمال من يريدون منه الإشراك مغبَّةَ إيمانهم، و تهويلًا للمؤمنين أنهم مأخوذون بالتكاليف الإلهية و بأحرى حين يؤخذ النبي بها، ف «اياك اعني» في الواجهة الأولي «و اسمعى يا جارة» في الاخريين! يبدء صراحاً بالأنبياء عليهم السلام، و هم لا يتطرق إلي قلوبهم طائف الشرك أبداً، تنبيهاً لمن سواهم إلي تفرُّد ذات اللَّه بالعبودية له و توحُّد الخلق في مقام العبودية بمن فيهم الأنبياء دونما استثناء، و التأكيد في‏ «لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ» يؤكد التهديد بالنسبة للآخرين إذا كان يشمل الرسول صلى الله عليه و آله لو أشرك!

و الإشراك باللَّه هو القمة المعنية هنا في إحباط العمل، و يتلوه الإشراك برسول اللَّه صلى الله عليه و آله و خلفاءه المعصومين سلام اللَّه عليهم أجمعين في تأويل المصداق الخفي المختلف فيه‏ «3» ، و كما

(1). و مما يقرِّبه ما في مناقب ابن شهر آشوب عن صحيح الدار قطنى ان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله امر بقطع لص فقال اللص‏يا رسول اللَّه قدمته في الإسلام و تأمره بالقطع؟ فقال صلى الله عليه و آله: لو كانت ابنتي فاطمة، فسمعت فاطمة فحزنت فنزل جبرئيل بقوله: «لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ» فحزن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فنزل‏ «لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا» فتعجب النبي صلى الله عليه و آله من ذلك فنزل جبرئيل و قال، كانت فاطمة حزنت من قولك فهذه الآيات لموافقتها لترضى، أقول هذا من باب الاولية ان لو احذ النبي صلى الله عليه و آله باشراك و سواه فغيره أحرى دون ان ينظر الي محتده و منزلته‏

(2). القمي عن الصادق عليه السلام ان اللَّه عزوجل بعث نبيه باياك اعني و اسمعي يا جارة و الدليل على ذلك قوله‏عزوجل: «بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ» و قد علم اللَّه ان نبيه صلى الله عليه و آله يعبده و يشكره و لكن استعبد نبيه بالدعاء اليه تأديباً لُامته‏

(3). المصدر في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن الحكم بن بهلول عن رجل عن ابي عبداللَّه عليه السلام في الآيةقال: يعني ان اشركت في الولاية غيره‏ «بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ» يعني بل اللَّه فاعبد بالطاعة وكن من الشاكرين ان عضدتك بأخيك و ابن عملك‏

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏2، ص: 107

تختلف دركات الإشراك فكذلك دركات الإحباط حسبها.

«بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ» (39: 66).

لاتعبد غير اللَّه و لا تشرك باللَّه‏ «بَلِ اللَّهَ» لأنه اللَّه الواحد «فَاعْبُدْ» «وَ كُنْ» في توحيد العبادة «مِنَ الشَّاكِرِينَ» للَّه.

فلو سمح لك او أمرت أن تعبد غير اللَّه و أنت أعلى وارقى من كل من سوى اللَّه، لحبطت منزلتك، و لو كان على مستواك كان ترجيحاً عليك دون مرجح، و حتى لو كان أعلى منك كان ظلماً للحق، بل إن هذا الثالوث كله من الشرك و الظلم فإن الشرك لظلم عظيم و ضلال مبين‏ «تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ. إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ» ...

إذاً فاترك غير اللَّه‏ «بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ» في أن أمرك بتوحيده، و في عبادته، فأين التراب و رب الأرباب، فلأنه أكرمنا و سمح لنا- بل و أمرنا- أن نعبده لا سواه، لنستظل بظل رحمته و نخطوا خطوات، لذلك‏ «وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ» .

«وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالى‏ عَمَّا يُشْرِكُونَ» (39: 67).

«وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» في ألوهيته و هم يشركون به بعض خلقه، و لا يعبدونه حق عبادته، و لا يطيعونه حق طاعته، متجاهلين عظمته و محتده.

ثم‏ «وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» في ربوبيته‏ «إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى‏ بَشَرٍ مِنْ شَيْ‏ءٍ ...» (6:

91) و على الجملة «ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ» (33: 74) فقوّته و عزته تقتضيان توحيده و إنزال و حيه بياناً لكيف يوحدونه و يعبدونه.

«وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» حيث يرجعون إليه في قيامته‏ «وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ» .

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏2، ص: 108

فنكران توحيد اللَّه تضييع لقدره، و نكران و حيه تضييع لقدره، و نكران قيامته تضييع لقدره، و كل ذلك من الإشراك به‏ «سُبْحانَهُ وَ تَعالى‏ عَمَّا يُشْرِكُونَ» !

وقدر الشى‏ءِ منزلته المتميز بها عن غيره، ولكل شى‏ءٍ قدر محدود جعله اللَّه له‏ «قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدْراً» (65: 3) ولكن اللَّه ليس له قدر مجعول ولا محدود، فباطل قدره أن يقدَّر بقَدَر المخلوقين كما يفعله المشركون و أدنى، و حق قدره أن يوحَّد في كونه و كيانه، في ألوهيته و ربوبيته، و في أنه المبدء و إليه المعاد، و له ما بين المبدء و المعاد.

«وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً» علّها هذه الأرض جميعا؟ أم جنس الارض بسبعها المستفادة من آية الطلاق: «وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ» و هي أحرى، حيث المقام مقام الجمع في قيامة التدمير و التعمير يوم الجمع، فلماذا تفلت الأرضون الستة الأخرى عن هذا الجمع، و قد لا تشملها السماوات أم يبعد؟ ثم التأكيد «جَمِيعاً» لا يأتى إلّاللجمع، فلا يقال جاء زيد جميعاً.

وترى‏ «الْأَرْضُ جَمِيعاً» ليست قبضته يوم الدنيا حتى تكون‏ «قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ» ؟ .. إنه أقبض الأرض عباده يوم الدنيا عارية مضمونة، دون أن يتخلى عنها في ملكها، ولكنها يوم الأخرى تخرج عن هذه القبضة العارية، فهى هنالك له ملك خاص قد ارتفعت عنها أيدي المالكين من بريته، و المتصرفين فيها من خليقته، و قد ورث تعالي عباده ما كان أودعهم من ملكها يوم الدنيا، فلم يبق ملك و لا مالك إلا بطل».

و ليست قبضته- فقط- ملكه، بل وجمعها بعد بسطها، و تدميرها بعد تعميرها، كما «وَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ» جمعاً لأقطارها، و طيَّاً لانتشارها: «يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ‏ (39: 67) ف «يقبض اللَّه الأرض يوم القيامة و يطوي السماوات بمينه ثم يقول: «انا الملك أين ملوك الارض» «1» .

و إنها ليست القبضة الإلهية قبضة اليد الجارحة، كما ليس طي السماوات بيمينه الجارحة! و إنما هي القدرة اللَّا محدودة، فمن قال إنها قبضة الأنامل ما قدره حق قدره. «2»

(1). الدر المنثور عن ابي هريرة سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: ..

(2). الدر المنثور اخرج عن ابن عباس قال مر يهودى برسول اللَّه صلى الله عليه و آله و هو جالس قال: كيف تقول يا ابا القاسم إذا وضع السماوات على هذه و أشار بالسبابه‏

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏2، ص: 109

اختصاصات ربانية في علمه تعالي و قدرته 3

«إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» (31: 34).

عرض لشطر من اختصاصات العلم و القدرة الربوبية دون اختصاص بها علماً و قدرة، ف «يُنَزِّلُ الْغَيْثَ» نموذج من خاصة القدرة، و الأربعة الاخرى نماذج من خاصة العلم.

فليست الآية لتحصر اختصاصات العلم و القدرة بهذه الخمس و هناك مآت المآت من الإختصاصات- علمياً و في القدرة باللَّه- ذكرت بطيّات آيات اخرى، فانما هذه الخمس اجابة عما سئل النبي صلى الله عليه و آله و كما في قصة الروح و اضرابها «1» فلا يصدق ما يفترى على رسول الهدى صلى الله عليه و آله قال «اوتيت مفاتيح كل شي‏ءٍ إلا الخمس: إن اللَّه عنده علم الساعة» «2» فان غيب‏

(1). الدر المنثور 5: 169- اخرج ابن المنذر عن عكرمة ان رجلًا يقال له الوارث من بني مازن بن حفصة بن قيص‏غيلان جاء الي النبي صلى الله عليه و آله فقال: يا محمد متى قيام الساعة، و قد اجدبت بلادنا فمتى تخصب و قد تركت امرأتي حبلى فمتى تلد و قد علمت ما كسبت اليوم فماذا اكسب غداً و قد علمت بأي أرض أموت؟ فنزلت هذه الآية، و فيه اخرج ابن مردويه عن سلمة ابن الأكوع قال كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في قبة حمراء اذ جاء على فرس فقال: من انت؟ قال: انا رسول اللَّه، قال: متى الساعة؟ قال: غيب و ما يعلم الغيب الا اللَّه، قال: ما في بطن فرسي؟ قال: غيب و ما يعلم الغيب إلا اللَّه، قال: فمتى تمطر؟ قال: غيب و ما يعلم الغيب إلا اللَّه‏

(2). المصدر اخرج و الطبرانى عن ابن عمران النبي صلى الله عليه و آله قال: .. و فيه اخرج مثله ابن مردوبه عن علي بن ابي‏طالب عليه السلام قال: لم يعم على نبيكم صلى الله عليه و آله إلا الخمس من سرائر الغيب هذه الآية في آخر لقمان. و في اخرج احمد عن عامر او ابي مالك ان النبي صلى الله عليه و آله بينما هو جالس في مجلس فيه اصحابه جاء جبرئيل عليه السلام في غير صورته فحسب رجلًا من المسلمين فسلم فرد عليه السلام ثم وضع يده على ركبتي النبي صلى الله عليه و آله و قال له يا رسول اللَّه ما الإسلام؟ قال: ان تسليم وجهك للَّه‏و تشهد ان لا إله إلا اللَّه و ان محمداً عبده و رسوله و تقيم الصلاة و تؤتي الزكاة فاذا فعلت ذلك فقد اسلمت، قال نعم ثم قال: ما الايمان؟ قال: ان تؤمن باللَّه و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب و النبيين و الموت و الحياة بعد الموت و الجنة و النار و الحساب و الميزان و القدر خيره و شره، قال: فإذا فعلت ذلك فقد آمنت؟ قال: نعم، ثم قال: ما الإحسان؟ قال: ان تعبد اللَّه كأنك تراه فان كنت لا تراه فهو يراك، قال: فاذا فعلت ذلك فقد احسنت؟ قال: نعم، قال: فمتى الساعة يا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: سبحان اللَّه خمس لا يعلمها الا اللَّه ان اللَّه عنده ..

اقول: خمس هنا و في امثاله يعني شطراً من المصاديق الظاهرة المسئول عنها كراراً، و لا يعنى الحصر فيها فانه خلاف نصوص من القرآن.

و يشهد لهذا التوجه ما فيه ايضاً عن رجل من بني عامر قال يا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله هل بقي من العلم شي‏ء لا تعلمه؟ فقال: لقد علميني اللَّه خيراً و ان من العلم ما لا يعلمه الا اللَّه الخمس ان اللَّه عنده علم الساعة ف «من» تبعيض فالآية بيان لبعض الغيب الخاص‏

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏2، ص: 110

الذات و صفات الذات و صفات الفعل و غيب المعجزات و كثير أمثالها لايعلمها إلا اللَّه، و كما قال اللَّه تعالي عنه صلى الله عليه و آله: «وَ لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَ ما مَسَّنِيَ السُّوءُ» (7: 188) فليست هذه الخمس إلا قسماً من الغيب لاكله.

و هكذا يفسَّر ما يروى عن الرسول صلى الله عليه و آله من قوله: «مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلّا اللَّه ...». «1» والغيب هنا يعم غيب العلم و القدرة، فان‏ «يُنَزِّلُ الْغَيْثَ» مفتاحه الأوّل هو القدرة و على هامشه العلم.

و قد يعلم غير اللَّه أشراطاً من هذه الخمس وسواها بالوحي أو العقل و العلم و الحس‏ «2» و الضابطة العامة هي اختصاص علم الغيب باللَّه، اللهم إلّاغيب الوحي الرسالي حيث يحمل الأحكام الرسالية، و بعضٌ من سائر الغيب ليس منها هذه الخمس و اضرابها المعدودة في الذكر الحكيم، فعلم الغيب الخارج عن واجب الوحي بحاجة إلي برهان ام‏

(1). المصدر- اخرج الفريابي و البخاري و مسلم و ابن المنذر و ابن ابي حاتم عن ابن عمر قال قال رسول‏اللَّه صلى الله عليه و آله: «... لا يعلم ما عند اللَّه إلا اللَّه و لا متى تقوم الساعة الا اللَّه و لا يعلم ما في الأرحام إلّااللَّه و لا متى ينزل الغيث إلّااللَّه و ما تدري نفيس باي ارض تموت إلا اللَّه» اقول: متى ينزل غير مستفاد من ينزل الغيث الا على هامش القدرة ف «يُنَزِّلُ» فعل و ليس- فقط- علماً

(2). المصدر اخرج ابن ابي شيبة و البخاري و مسلم و ابن ابي حاتم و ابن المنذر و ابن مردويه عن ابي هريرة ان‏رجلًا قال يا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله متى الساعة؟ قال: ما المسئول عنها باعلم من السائل ولكن سأحدثكم باشراطها إذا ولدت الأمة ربتها فذاك من اشراطها و إذا كانت الحقاة العراة رؤس الناس فذاك من اشراطها و إذا تطاول رعاء الغنم في البنيان فذلك من اشراطها في خمس من الغيب لا يعلمهن الا اللَّه ثم تلا هذه الآية

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏2، ص: 111

ضرورة رسالية.

فالأحاديث القائلة ان علياً و الحسين عليهما السلام كانا يعلمان مضجعها، بين مطروحة و مؤ ولة إلي اجمال دون تفصيل‏ «1» و كما يروى عن أئمة الهدى ان هذه الأشياء الخمسة لا يعلمها على التفصيل و التحقيق غيره تعالي‏

فقد يعلم رسول او أمام او ولي بأي بلد يموت ولكنه ليس ليعلم مضجعه الخاص لمكان الإختصاص باللَّه فانه من الخمس المذكورة في الآية.

فطالما يُعلم إجمال الأرض التي فيها يموت، لا يُعرف تفصيلها، ام يُعرف ما في الأرحام:

أذكر؟ أم أنثى؟ حي أو ميت؟ صغير أو كبير؟ بالوسائل الحديثة ولكن لا يُعلم ما في لأرحام على التفصيل. «2»

(1). نور الثقلين 4: 220 في اصول الكافي بسند متصل عن الحسن بن الجهم قال قلت للرضا عليه السلام يااميرالمؤمنين عليه السلام قد عرف قاتله في الليلة التي يقتل فيها و الموضع الذي يقتل فيه و قوله لما سمع صياح الأوزّ في الدار: صوائح تتبعها نوائح، و قول ام كلثوم: صلَّيت تلك الليلة داخل الدار و امرت غيرك يصلى بالناس فابى عليها و كثر دخوله و خروجه تلك الليلة بلا سلاح وقد عرف ان ابن ملجم لعنه اللَّه قاتله بالسيف كان هذا مما لا يحسن تعرضه؟ فقال: ذلك كان ولكنه خيّر في تلك الليلة لتمضي مقادير اللَّه عزوجل.

و فيه عن مقتل الحسين لأبي مخنف: و ان الحسين لما نزل كربلاء و اخبر باسمهابكى بكاءٍ شديداً و قال: ارض كرب و بلاء، قفوا و لا تبرحوا و حطوا ولا ترتحلوا، فههنا و اللَّه محط رحالنا و ههنا و اللّه سفك دمائنا و ههنا و اللَّه تسبى حريمنا، و ههنا و اللَّه محل قبورنا، و ههنا و اللَّه محرشنا و منشرنا، و بهذا وعدني جدي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و لا خلاف في وعده‏

(2). المصدر في امالي الصدوق باسناده الي امير المؤمنين عليه السلام لما اراد المسير الي النهروان اتاه منجِّم فقال له: يا اميرالمؤمنين لا تسر في هذه الساعة و سر في ثلاث ساعات يمضين من النهار، فقال له اميرالمؤمنين عليه السلام ولم ذاك؟ قال: لأنك ان سرت في هذه الساعة اصابك و اصاب اصحاب اذى و ضرر شديد، و ان سرت في الساعة التي امرتك ظفرت و ظهرت و اصبت كلما طلبت، فقال له امير المؤمنين عليه السلام تدرى ما في بطن فهذه الدابة اذَكَر ام انثى؟ قال: ان حسبت علمت، قال له امير المؤمنين عليه السلام من صدقك على هذا القول كذب بالقرآن‏ «إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ...» - «ما كان محمد يدعى ما ادعيت» و فيه عن نهج البلاغة يؤمى به الي وصف الأتراك: كأني اراهم قوماً كأن وجوههم المجانّ المطرقة يلبسون السرق و الديباج، و يعتقبون الخيل العتاق و يكون استمرار قتل حتى يمشي المجروح على المقتول، و يكون المفلت أقل من المأسور فقال له بعض الصحابه: لقد اعطيت يا أمير المؤمنين عليه السلام علم الغيب؟ فضحك عليه السلام و قال للرجل- و كان كلبياً- يا اخا كلب ليس هو بعلم غيب، و انما هو تعلم من ذي علم، و انما علم الغيب غيب الساعة و ما عدده اللَّه سبحانه بقوله: «إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ..» فيعلم سبحانه ما في الأرحام من ذكر او انثى و قبيح أو جميل و سخي او بخيل و شقي أو سعيد و من يكون للنار حطباً أو في الجنان للنبيين مرافقاً فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه الا اللَّه و ما سوى ذلك فعلم علمه اللَّه نبيه صلى الله عليه و آله و دعا لي ان يعيه صدري و يضطم عليه جوارحي» اقول: «ما سوى ذلك ...» مطروح او مخصوص بما سوى ذلك اضرابه من علم الغيب كما في صدر الحديث‏

التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج‏2، ص: 112

«الْأَرْحامُ» هنا طليقة فلا تختص بأنثى الناس، الجنة و الناس و سائر ذوات الأرحام، من الحيوان و النبات بل و الجماد، بل و الأرض كلها فانها تحمل من صنوف الكائنات الحية و الميتة، و تحمل كل الميتات الإنسانية و سواها.

و العلم البالغ ما بلغ في معرفة الأجنة الإنسانية لا يحيط خبراً بما هو في الأرحام في كل لحظة و في كل طور من فيض و غيض: «اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى‏ وَ ما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَ ما تَزْدادُ» (13: 8).

ذلك العلم لم يصل الي ما ليس به جرم ظاهر و حجم، و لا نوعية من ذكورة و انوثة حين لا يملك أحد أن يعرف عن ذلك شيئاً في اللحظة الأولي لإتحاد الخلية و البويضة، و لا ملامح الأجنة و خواصها و حالاتها و استعدادتها، و لا أنها تموت في الأرحام أم تولد حية، و لا ملامح الأرواح التي تحملها، و لا آماد أعمارها و لا ... إلّا طرفاً ضئيلًا بالوسائل الحديثة على أخطائها أم بسائر الوسائل.

كذلك و تنزيل الغيث، مهما استطاع الإنسان بالجهود العلمية ان يحصل على غيث صناعي أحياناً قليلة ضئيلة، ولكنما الغيث النازل من السحاب المسخر في جو السماء لا ينزله إلّا اللَّه، و مهما عرف ناس بتجارب و مقاييس أشراط نزول الغيث و قربه، ولكنهم لا يقدرون على خلق الأسباب التي تنشئه.

و كذلك‏ «ما ذا تَكْسِبُ غَداً» من مكاسب روحية ام مادية كمّاً و كيفاً، نافعة ام ضارة، فانه كقرناءه غيب مغلق عمن سوى اللَّه.

صفحه بعد