کتابخانه تفاسیر
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج7، ص: 290
كمريم وفاطمة الصديقة الكبرى عليها السلام.
وهذه المعية اللّامعة ليست فقط في الحياة الدنيا، بل وبأحرى في جنة المأوى وكما يروى عن رسول الهدى صلى الله عليه و آله «1» ، ولا تعني أنهم في درجتهم، بل هم ملحقون بهم تابعين.
ثم الطالبون لهدى صراط المنعم عليهم هم في بداية الأمر معهم ولمّا يصلوا إلى ما هم واصلون، فإذا وصلوا فهم منهم، فالواصل إلى درجة الصالحين هو منهم ومع الشهداء، فإذا وصلوا إلى هدي الشهداء فهم منهم ومع الصديقين، فإذا وصلوا إلى هديهم فهو منهم ومع النبيين، فإذا أصبحوا منهم فهم منهم ثم يتطلبون صراطاً فوقهم كصراط أوّل العابدين، كما أنه يتطلب في «اهْدِنَا» الثباتَ على صراطه والإرتقاء منه إلى ما فوقه فالطرق إلى اللَّه بعدد انفاس الخلائق.
«ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَ كَفى بِاللَّهِ عَلِيماً» «2» .
«ذلِكَ» البعيد المدى، العريق الهدى من هدي الصراط المستقيم ولحوقاً بأهله «الْفَضْلُ» كل الفضل «مِنَ اللَّهِ» لا سواه إلا كما سعاه، فاللَّه هداه كما سعاه «وَ كَفى بِاللَّهِ عَلِيماً» «عَلِيماً» بموارد فضله قابلية وفاعلية.
و «الْفَضْلُ» هنا ذو وجهين اثنتين، فهو مشار إليه وذلك معه مبتدءٌ و «مِنَ اللَّهِ» خبره، أم هو الخبر والمشار إليه هو المتقدم ذكره من إيمان بشروطه ونعمة الصراط المستقيم والهدي إليه والمعية المشرفة للذين يطيعون اللَّه والرسول صلى الله عليه و آله معهم.
ف «الْفَضْلُ» محلًّى باللّام يستغرق كل فضل، وهو خبر «ذلِكَ» و «مِنَ اللَّهِ» خبر له ثان أم وصف ل «الْفَضْلُ» .
(1). الدر المنثور 2: 182
(2). سورة النساء، الآية: 70
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج7، ص: 291
محمد صلى الله عليه و آله هو المنذر وعلى وعترته المعصومون هم لكلقوم هادون
لقد طعنوا في نبوته بنكران الحشر أولًا، وباستعجال عذاب الإستئصال ثانياً، وهنا يستأصلونها- في زعمهم- أن ليست لنبوته آية ثالثاً- وبذلك الثالوث المنحوس يظنونهم غالبين! ولم يأتوا فيها بشيء مبين إلّا شبهات واهية وادعاآت خاوية!.
«لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ» هي مقالة الناكرين لهذه الرسالة السامية، وليست هي من آيات الشرعة التدوينية فهنالك القرآن أفضل آية! إذاً فهي آية تكوينية لرسالته كما اوتي رسل اللَّه من قبل: «وَ إِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ ...» «2» فقد كانت له آيات تكوينية عابرة على ضوء آية القرآن القمة الاصيلة، ولكنهم كانوا يتطلبون منه آية كما أوتي رسل اللَّه، تعذيبية مدمرة، ام ارشادية مقترحة كما يشتهون، وهذه الآية كأضرابها اجابة قاطعة عما كانوا يقترحون، فعن آيات مستأصلة: «وَ ما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَ آتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَ ما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً» «3» «4» وعن سائر الآيات الحسية العابرة «وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ» فتلك الآيات الغابرة كانت تهدي من له شرعة عابرة، ولكنما الشرعة الدائبة القرآنية فآيتها دائبة كما هيه، فلا تكون- إذاً- كما ارسل الاولون.
وعن مطلق الآيات المقترحة أياً كانت «إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ» دونما اصالة في الاتيان بآية، ام وكالة عن اللَّه في أية آية: «وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها
(1). سورة الرعد، الآية: 7
(2)). 6: 124
(3)). 17: 59
(4). راجع تفسيرها في «الفرقان» في الاسراء
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج7، ص: 292
قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَ ما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ» «1» .
طبيعة آيات الرسالات ان تدل على صادق الوحي تدوينية كانت ام تكوينية، تخويفية أمّاهيه، فانما الغاية المقصودة منها هي الحجة البالغة الإلهية، فليست- اذاً- في كمياتها وكيفياتها، في أمكنتها وأزمنتها، في الرسل الذين يؤتونها، ليست في ذلك كله إلّا كما يراه اللَّه ويرضاه صالحة للتدليل على رسالة الوحي، ف «اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ» «2» :
رسالة الوحي، ورسالة الآية الدالة على الوحي أمّاهيه من كميته وكيفية في ايّ زمان او مكان من رسالته.
ف «لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ» نكرانٌ لربوبيته له وان كان رباً، اذ ما خوله استنزال آيات كما يريدون، ومنها السيئة التي بها يستعجلون، وكساير الآيات التي ارسل بها النبيون، والجواب كلمة قاطعة قاصعة: «اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ» و «إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَ إِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ. أَ وَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَ ذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ، قُلْ كَفى بِاللَّهِ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ شَهِيداً ...» «3» «وَ يَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا ...» «4» مما يخص العلم بالآيات المعجزات والقدرة عليها واستصلاحها باللَّه تعالى شانه العزيز.
وهنا نجد في الاجابة عن سؤال «لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ» تعريفاً بكيان الرسول ككل «إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ» انذاراً بالوحي «إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ» «5» واما الوحي وآية الوحي فلست منهما في شيء، فانهما- فقط- من اللَّه دون سواه! ثم «وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ» من رسول كما أنا، ومن وحي كما القرآن، ومن آية للوحي كالقرآن وما قبله من آيات معجزات، ومن ساير ما يدل على رسالة الوحي.
ليس «وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ» عطفا على «مُنْذِرٌ» اذ لم يكن الرسول بشخصه ولا برسالته هادياً لكل قوم، حيث الاقوام قبله وقبل اقوامه كانت لهم هدات سواه، ثم الصيغة
(1). 6: 109
(2)). 6: 124
(3)). 29: 59
(4)). 10: 20
(5)). 21: 45
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج7، ص: 293
الصحيحة عن مغزى العطف «إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ» حتى لا يلتبس المعني بينه وبين سواه حيث القرآن بيان في قمته، ثم لا رباط في هداه «لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ» كما لا رباط بخصوص الهدات اليه، فلتعم كل هدى لكل قوم اصلية وفرعية، رسالة ام آية لها معجزة تدل عليه.
فإنما «إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ» تسلب عنه سائر المسؤوليات، والمسئُلات إلّا الانذار، فليس آية الوحي بيده كما الوحي، فانهما من عند اللَّه، ثم اللَّه لا يهدي كل الاقوام بنسق واحد وآية واحدة، وبل «وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ» إلى رسالة الوحي، «هادٍ» رسولي ككافة الآيات المعجزة وفقاً لمناسبات الزمن وأهله والحاجيات التي يعيشونها، ووفقا لصبغة الرسالة وصيغتها وصنيعتها، فالرسالة القرآنية في أجواء الفصاحة والبلاغة تتطلب آية خالدة تمشي مع الزمن هادية في كل الزمن حتى آخر الزمن، وهي بمتناول الأيدي في كل مكان وزمان، زمن الرسول وبعده حتى آخر زمن التكليف، اذاً فلا هادي إلى رسالة الوحي الاخير إلّا نفس الوحي الأخير في صيغة التعبير، وما يحويه من كل صغير وكبير: «أَ وَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ» ؟!، مهما كان نفس الرسول قرآناً كما القرآن وافضل، حيث يزيد بياناً وتفسيراً وتعبيراً علمياً وتطبيقاً «إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَ قُرْآنٌ مُبِينٌ» «1» فهو والقرآن يهديان الى رسالة وحيه اصالة، ولكنما الهداية المنفصلة عنه الى وحيه وشرعته تتمثل فى الهدات معه وبعده، و «لِكُلِّ قَوْمٍ» يشملهم ومَن قبلهم من رجالات السماء وخلفائِهم، والقرآن آية خالدة تمشي مع الزمن بردح يوازي ردح الرسالة لرسول الزمن محمد صلى الله عليه و آله.
فلا تنوب مناب هذه الآية الخالدة أيّة آية مضت في الرسالات الخالية غير الخالدة، إذ ليست لتهدي الى هذه الرسالة السامية حجة لها بالغة، إلّا عابرة غابرة تخص زمن الرسول.
ومن ثم هناك هادٍ رسالي كمن رباه الرسول وصنعه على عينه من هارون لموسى والحواريين للمسيح، ومن علي امير المؤمنين للرسول الاقدس محمد صلى الله عليه و آله فانه هادٍ
(1)). 36: 69
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج7، ص: 294
لرسالة وحيه وشاهد منه: «أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَ مِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَ رَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ...» «1» وقد تلاه شاهدٌ لرسالته منفصل عنه متصل به لانه منه.
فعلي عليه السلام اصدق مصاديق من «لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ» وكما يروى عن الرسول صلى الله عليه و آله فيما تواتر عنه انه وضع صلى الله عليه و آله يده على صدره فقال: أنا المنذر وأومأ بيده الى منكب علي عليه السلام فقال:
انت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي» «2» إهتداء إلى هذه الرسالة السامية دون أية نقيصة أو زيادة.
ليس لعلي عليه السلام دور الهداية مستقلة عن هدي الوحي، فانما هو- على حدّ تعبيره- «فرسول اللَّه صلى الله عليه و آله لمنذور وأنا الهادي الى ما جاءَ به» «3» - «فالهادي بعد النبي صلى الله عليه و آله هاد لأمته على ما كان من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله «4» كما وان «كل امام هادي كل قوم في زمانه» «5» .
(1). 11: 17
(2)). الدر المنثور 4: 45- اخرج ابن جرير وابن مردوية وابو نعيم في المعرفة والديلمي وابن عساكر وابن النجار قال لمانزلت: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ - وضع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يده ... واخرج مثله ابن مردويه عن ابي برزه الاسلمي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: انما انت منذر ووضع يده على صدره نفسه ثم وضعها على صدر علي ويقول: لكل قوم هادٍ واخرج عبداللَّه بن احمد في زوائد المسند وابن ابي حاتم والطبراني في الاوسط والحاكم وصححه وابن مردويه وابن عساكر عن علي بن ابي طالب عليه السلام في الآية قال: رسول اللَّه صلى الله عليه و آله المنذر وانا الهادي
(3)). نور الثقلين 3: 482 ج 15 امالي الصدوق باسناده الى عباد بن عبداللَّه قال قال علي عليه السلام ما نزلت من القرآن آية الا وقدعلمت اين نزلت وفيمن نزلت وفي اي شيء نزلت وفي سهل نزلت او في جبل نزلت قيل فما نزل فيك؟ قال: لولا انكم سألتموني ما اخبرتكم نزلت في هذه الآية «إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ فرسول اللَّه ... وح 17 روى الحاكم ابو القاسم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل بالاسناد عن ابي بردة الاسلمي قال: دعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بالطهور وعنده علي بن ابي طالب فاخذ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بيد علي فالزقها بصدره ثم قال: انما انت منذر ثم ردها الى صدر علي ثم قال: ولكل قوم هاد ثم قال: انك منارة الانام وغاية الهدى وامير القرى اشهد على ذلك انك كذلك
(4). المصدر ح 18 كشف المحجة عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه قال اللَّه لنبيه «إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ» فالهادي بعد النبي هاد لامته على ما كان من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فمن عسى ان يكون الهادي الا الذي دعاكم الى الحق وقادكم الى الهدى
(5). المصدر ح 19 وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى محمد بن مسلم قال قلت لابي جعفر في هذه الآية فقال ... ومثله 20 في اصول الكافي باسناده عن الفضيل قال سألت ابا عبداللَّه عليه السلام عن قول اللَّه عز وجل «وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ» فقال: كل امام هاد للقرن الذي هو فيهم ومثله ح 21 القمي باسناده عن بريد العجلي عن ابي جعفر عليه السلام في الآية قال: رسول اللَّه المنذر ولكل زمان منا هاد يهديهم الى ما جاء به نبي اللَّه صلى الله عليه و آله ثم الهداة من بعده علي والاوصياء واحداً بعد واحد وفيه 23 الكافي باسناده عن ابي بصير قال قلت لابي عبداللَّه عليه السلام «إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ» فقال: رسول اللَّه صلى الله عليه و آله المنذر وعلي الهادي يا ابا محمد هل من هاد اليوم؟ قلت: بلى جعلت فداك ما زال منكم هاد من بعد هاد حتى دفعت اليك فقال: رحمك اللَّه يا ابا محمد لو كانت اذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية مات الكتاب ولكنه حي يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضي
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج7، ص: 295
ف «لا تخلو الارض من قائم بحجة اللَّه إما ظاهر مشهور وإما خائف مغمور لئلا تبطل حجج اللَّه وبيناته» «1» .
ولئن سألنا: منَ هو الهادي بعد دور الرسول والائمة الحضور زمن الغائب المغمور، القائم الموتور؟
فهل انه العالم العليم الأتقى الأعلم في كل دور وكور، وليست هدايته خالصة كما الرسول صلى الله عليه و آله والأئمة من آلال الرسول صلى الله عليه و آله فهذه الهدى غير المعصومة ولا العاصمة ليست بالتي تصلح خليفة من خلفاء الرسول في «إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ» ؟!
قلنا ان الهادي المعصوم على مرّ الزمن منذ الرسول صلى الله عليه و آله حتى القيامة الكبرى هو القرآن العظيم، فكما الرسول كان ينذر بالقرآن كذلك خلفاءه المعصومون الهادون إلى ما كان عليه، وليكن العلماء الربانيون هداتٍ بالقرآن كما يحق ويتمكنون، ثم الاخطاء حينئذ قلة مغفورة، او مردودة الى كتاب اللَّه وسنة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وان «القرآن لم يمت وانه يجري كما يجري الليل والنهار وكما يجري ...
(1). المصدر ح 24 القمي عن حماد عن ابي بصير عن ابي عبداللَّه عليه السلام قال: المنذر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله والهادي امير المؤمنين وبعده الائمة عليه السلام وهو قوله «وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ» في كل زمان هاد مبين وهو رد على من ينكر ان في كل اوان وزمان اماماً وانه لا تخلو الأرض ..
التفسير الموضوعى للقرآن الكريم، ج7، ص: 296
مثل نوره ... في بيوت هي بيوت ائمة اهل البيت هي من افاضل البيوت التى اذن اللَّه ان ترفع ويذكر فيها اسمه
أترى بماذا تتعلق «فِي بُيُوتٍ» ظرفاً؟ هل «اللَّهُ نُورُ» ؟ وهو نور السماوات والأرض دون اختصاص بيوت! وإن ذاته النور وصفات ذاته النور لا تحويها السماوات والأرض فضلًا عن بيوت! علّه و «مَثَلُ نُورِهِ» و «كَمِشْكاةٍ» و «يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ» و «نُورٌ عَلى نُورٍ» و «يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ» و «يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ» و «اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ» فكلٌ من هذه السبع تصلح متعلقاً به لذلك الظرف الظريف!
فمَثَل نوره في بيوتٍ، كمشكوة في بيوتٍ، يكاد زيتها يضيء في بيوتٍ، نور على نور في بيوتٍ، يهدي اللَّه لنوره من يشاء في بيوتٍ، ويضرب اللَّه الأمثال للناس في بيوتٍ، واللَّه بكل شيء عليم في بيوتٍ أذن اللَّه أن ترفع ويذكر فيها اسمه ...!
وما هي هذه البيوت؟ أهي بيوت اللَّه؟ وهي دون شرعة اللَّه وهدايته ليست لتُرفع ويُذكر فيها اسمه، وإن كان المسجدَ الحرام، إذ كان مجال المشركين، رجال تلهيهم كل شهوة فضلًا عن تجارة أو بيع عن ذكر اللَّه!.
أم هي بيوت الرسالات الإلهية وفي قمتها وقلبها بيت الرسالة المحمدية حيث تحوي الأنوار الأربعة عشر؟ أجل! فبيوت اللَّه إنما تُعمَّر وتُرفع ويذكر فيها اسمه ببيوت