کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

التفسير الواضح

الجزء الأول

الإهداء مقدمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

سورة البقرة

سورة آل عمران مدنية

الإنفاق أيضا[سورة آل‏عمران(3): آية 92]

سورة النساء

سورة المائدة

سورة الأنعام

عاقبة الاختلاف و الجزاء على العمل‏[سورة الأنعام(6): الآيات 159 الى 160]

سورة الأعراف

سورة الأنفال

من فضل الله على الناس‏[سورة الأنفال(8): الآيات 38 الى 40]

سورة التوبة

نبذة تاريخية:
فهرست

الجزء الثاني

تتمة سورة التوبة

سورة يونس - عليه السلام -

خلاصة ما مضى‏[سورة يونس(10): الآيات 108 الى 109]

سورة هود

خاتمة السورة[سورة هود(11): الآيات 120 الى 123]

سورة يوسف عليه السلام

النفس أمارة بالسوء[سورة يوسف(12): آية 53]

سورة الرعد

سورة النحل

سورة الإسراء

سورة الكهف

سورة مريم

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة الحج

سورة المؤمنون

سورة النور

سورة الفرقان

من قبيح أعمالهم‏[سورة الفرقان(25): الآيات 41 الى 44]

سورة الشعراء

سورة النمل

خاتمة السورة[سورة النمل(27): الآيات 91 الى 93]

سورة القصص

فهرس

الجزء الثالث

سورة الأحزاب

سورة الصافات

سورة الزمر

سورة غافر

سورة فصلت

التفسير الواضح


صفحه قبل

التفسير الواضح، ج‏1، ص: 6

و الأمر الثاني: أن أكثر الناس اتجهوا إلى القرآن الكريم و كأنهم سئموا هذا التخبط الشائن و الاضطراب المعيب، و رأوا بأنفسهم أن القوانين الوضعية لم تفلح في منع الجرائم و في الحفاظ على الحقوق، بل كأنهم شبعوا حتى أتخموا من هذه الحياة المادية الصرفة، فتلفتوا حيارى إلى منقذ لهم مما هم فيه إلى طريق يكون لهم فيه نور و هدى، فتذكروا أن القرآن العظيم فيه المخلص، و هو المنقذ و الموصل إلى ما يبتغون من استقرار، فبه ضمان لحياة نافعة تقوم على أن يؤدى كل واجبه كاملا و يأخذ حقه غير منقوص.

أليس القرآن هو الدستور الذي أنقذ الأمة العربية من جاهلية حمقاء إلى أمة إسلامية لها كيان معترف به و لها عزة و حضارة و علم.

و لم لا يكون كذلك؟ و قد كفل القرآن أن يسعد الناس في حاضرهم و مستقبلهم و لم يترك شأنا فيه خير لهم إلا قال فيه و فصل القول بما لا يدع شبهة لمبطل أو ادعاء لمتطاول، وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ‏ .

و بعد: فهذا هو القرآن الكريم، بل هو الهدى و النور، كتب شرحه بلغة سهلة واضحة لا تعمق فيها و لا إبعاد، خالية من الاصطلاحات العلمية الفنية، تفسر للشعب كل ما فيه من صوغ المعنى الإجمالى للآية، بلغة العصر، مع البعد عن الحشو و التطويل و الخرافات الإسرائيلية. و الاعتدال في الرأى، فلم يهدم كل قديم، و لم يرفع كل جديد «و إن يكن لكل فارس كبوة».

و لا طاقة للناس الآن بالإطالة فيما لا شأن له بأصل الغرض من التفسير، إذ المهم أن يفهم القرآن أكبر عدد ممكن من المسلمين.

ألم يأن للحق أن يدحض الباطل كما دحضه في صدر الإسلام؟ و قد يكون ما تراه من الجمعيات الإسلامية و المؤاخاة الدينية جذوة فيها ضوء يسطع ليبصر من أراد أن يسعد عاجلته و آجلته، و فيها نار تحرق هؤلاء الشياطين الذين لم يستحوا من اللّه و لا من الحق؛ فجعلوا من جاههم و نفوذهم حربا على الإسلام إبقاء على زخرف كاذب و فرارا من حقوق إخوانهم في الدين و الإنسانية قبلهم.

و ها نحن الآن قد عزمنا- و العون من اللّه وحده- على الكتابة في التفسير على أن يخرج الجزء الأول ثم الذي يليه و هكذا، فإن كان في العمر بقية و من اللّه تأييد تم هذا العمل الذي نقصد به وجه اللّه.

التفسير الواضح، ج‏1، ص: 7

و لا أنكر أنه عمل ضخم ليس لمثلي أن يتعرض له، و لكن:

و أكذب النفس إذا حدثتها

إن صدق النفس يزرى بالأمل‏

و سنظل- و الحمد للّه- ندفع بأيدينا و بألسنتنا و بأقلامنا عن حمى هذا الدين حتى يظهره اللّه أو نهلك دونه، و لن يضيعنا اللّه.

و صدق اللّه إذ يقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ‏ .. «1»

(1) سورة محمد آية رقم 7.

التفسير الواضح، ج‏1، ص: 8

أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم‏

و معناه: أستجير بجناب اللّه من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني، أو دنياى، أو يصدني عما أمرت، أو يحثني على ما نهيت؛ فإنه لا يكفه إلا أنت يا رب العالمين، ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ. وَ قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ. وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ‏ (96- 98 من سورة المؤمنون).

فأنت ترى أن القرآن جعل دفع السيئة بالحسنة علاجا لشيطان الإنس، و الاستعاذة علاج شيطان الجن.

فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ‏ (98 من سورة النحل).

التفسير الواضح، ج‏1، ص: 9

سورة الفاتحة

مكية و آياتها سبع‏

[سورة الفاتحة (1): الآيات 1 الى 7]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)

اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لا الضَّالِّينَ (7)

تسمى سورة الفاتحة. لافتتاح القرآن بها، و أم الكتاب لاشتمالها على ما فيه من الثناء على اللّه- عز و جل- و التوحيد، و التعبد بأمره و نهيه، و بيان وعده و وعيده، و الأخبار و القصص، و كذا الحكم العملية كسلوك الصراط المستقيم، و تسمى السبع المثاني لأنها سبع آيات تثنى في الصلاة، أى: تعاد.

المفردات:

اللَّهِ‏ : علم على الذات العلية الرَّحْمنِ‏ : المتصفة ذاته بالرحمة و هي صفة

التفسير الواضح، ج‏1، ص: 10

خاصة به‏ الرَّحِيمِ‏ : من يرحم غيره بالفعل‏ وَ كانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً و هما في الأصل صفتان مأخوذتان من الرحمة، و هي رقة في القلب تقتضي الإحسان و التفضل بالنعم، و المراد هنا: الإحسان و التفضل بالنعم. الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ الحمد: الثناء بالجميل على الجميل الاختياري. رَبِ‏ الرب: المالك و السيد، و فيه معنى الربوبية و التربية و العناية الْعالَمِينَ‏ : جمع عالم، و هو ما سوى اللّه، و هو أنواع كعالم الإنسان و الحيوان و النباتات ... إلخ. مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ : المراد أن الأمر في قبضة قدرته يوم القيامة إِيَّاكَ نَعْبُدُ العبادة: الطاعة مع غاية الخضوع الناشئ من استشعار القلب عظمة المعبود، و المعنى: لا نعبد غيرك. وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ الاستعانة: طلب المعونة منه، أى: نخصك بطلب المعونة. اهْدِنَا : عرفنا و وفقنا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ : الطريق المعتدل، و المراد طريق الإسلام. الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ : المبعدون عن رحمة اللّه المعاقبون أشد العقاب لأنهم عرفوا الحق و تركوه، و قيل: هم اليهود الضَّالِّينَ‏ : الذين ضلوا الطريق، و قيل: هم النصارى.

آمِّينَ‏ : تقبل منا و استجب دعاءنا، و ليست من القرآن و لكن يسن ختم الفاتحة بها.

المعنى:

ابتدأ اللّه- سبحانه- بالبسملة ليرشدنا إلى أن نبدأ كل أمورنا بها متبركين مستعينين باسمه الكريم، و لا حول و لا قوة إلا به، ثم قال: الثناء بالجميل للّه- سبحانه- الواجب الوجود المنزه عن كل نقص، فالحمد ثابت للّه. فاحمدوه دون سواه، لأنه مالك الملك و رب العالمين؛ قد تولاهم بعنايته و رعايته، و تفضل على كل موجود بنعمه التي لا تحصى، لا لنفع يعود عليه بل لأنه الرحمن الرحيم، مالك الأمر يوم الجزاء و الحساب و القضاء. و من كانت هذه صفاته- جل شأنه- وجب أن تكون العبادة له دون سواه، و من تمام عبادته و الخضوع له ألا نطلب المعونة من غيره، بل علينا أن نطرق الأسباب الظاهرة بكل ما أوتينا من حيلة و علم و تجربة، ثم بعد هذا لا نستعين إلا به و لا نتوكل إلا عليه، و

في الحديث: «اللّهمّ أعنّى على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك»

تقولها دبر كل صلاة.

التفسير الواضح، ج‏1، ص: 11

ثم أرشدنا إلى طلب الهداية و التوفيق منه حتى نسير على الطريق المستقيم: طريق الحق و العدل، و لما كان الطريق المستقيم: طريقا لا يسلكه إلا القليل‏ وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ «1» و فيه من الوحشة ما فيه، أرشدنا إلى أننا سنكون مع المنعم عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء، فهو طريق الذين أنعم اللّه عليهم بنعمة الإيمان و الهداية، و لا شك أنهم غير من عرفوا الحق و ابتعدوا عنه كفرا و عنادا أو جهلا و ضلالا، فهؤلاء هم المغضوب عليهم الضالون عن طريق الهدى و السداد.

اللهم اقبل منا هذا الثناء، و استجب منا هذا الدعاء، و اجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم.

هذه السورة مكية.

و الفرق بين السورة المكية و المدنية يمكن إجماله فيما يلي:

1- المكي ما نزل قبل الهجرة و المدني ما نزل بعدها سواء نزل في المدينة أو ضواحيها أو في مكة عام الفتح أو في غزوة من الغزوات.

2- المكي أكثر إيجازا لأن المخاطبين به أبلغ العرب و معظمه تنبيهات و زواجر و بيان لأصول الدين بالإجمال، اقرأ إن شئت: الحاقّة، و القارعة، و الواقعة ... إلخ.

3- المدني في أسلوبه شي‏ء من الإسهاب، و فيه كثير من خطاب أهل الكتاب، و فيه بيان الأحكام العملية في العبادات و المعاملات الشخصية و المدنية و السياسية و الحربية و أصول الحكومة الإسلامية و التشريع فيها ... إلخ.

(1) سورة سبأ آية رقم 13.

التفسير الواضح، ج‏1، ص: 12

سورة البقرة

نزلت بالمدينة إلا آية 281 فنزلت بمنى في حجة الوداع أول سورة في ترتيب المصحف، و أطول سورة في القرآن، إذ عدد آياتها 286 آية، و فيها أطول آية في القرآن: «آية الدّين».

و هذه السورة الكريمة اشتملت على منهجين عظيمين:

الأول جاء في صدرها إلى آية 142 و طابعه أنه خطاب عام لجميع الناس فقد بدئت السورة بالكلام على القرآن، و أثره، ثم بيان موقف الناس منه، فمنهم المؤمن المسالم، و الكافر المجاهر، و المنافق المخادع. ثم اتجهت لخطاب أمة الدعوة- الناس جميعا- حيث دعاهم اللّه إلى الإيمان الصحيح، مبينا لهم إعجاز القرآن و صدق الرسول. ثم ذكر قصة خلق الإنسان و تكريمه، و موقف الشيطان منه.

ثم التفت إلى بنى إسرائيل- الطبقة الواعية في المجتمع المدني- فدعاهم إلى ما فيه خيرهم و ذكرهم بنعم اللّه عليهم، و حذرهم من نقمه، و بين لهم قبائحهم و سيئات آبائهم، و أطال في ذلك، و تعرض لأبى الأنبياء إبراهيم- عليه السلام- و إلى علاقته بالعرب، و إلى موقفهم منه، و كل هذا لا يعرفه الرسول إلا عن طريق الوحى.

أما المنهج الثاني فطابعه أنه خطاب للمسلمين- أمة الإجابة- و هو واقع في عجز السورة و قد بدئ بالكلام على أول حادثة دينية تمس المسلمين و أهل الكتاب- تحويل القبلة- ثم عالجت السورة المجتمع الإسلامى فذكرت الكثير من التشريعات و القوانين، و ما يجب أن يكون عليه المجتمع المثالي المسلم.

صفحه بعد