کتابخانه تفاسیر
التفسير الوسيط للقرآن الكريم، ج8، ص: 74
فقوله- سبحانه- وَ ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِ توجيه للناس إلى التأمل في مظاهر قدرة اللّه- تعالى-، و إلى الحق الأكبر الذي قام عليه هذا الوجود، بعد أن بين- سبحانه- قبل ذلك، سنته التي لا تتخلف، و هي أن حسن العاقبة للمتقين، و سوء المصير للمكذبين.
و الحق: هو الأمر الثابت الذي تقتضيه عدالة اللّه- تعالى- و حكمته.
و الباء فيه للملابسة.
أى: و ما خلقنا السموات و الأرض و ما بينهما من كائنات لا يعلمها إلا اللّه، إلا خلقا ملتبسا بالحق الذي لا يحوم حوله باطل، و بالعدل الذي لا يخالطه جور و بالحكمة التي تتنزه عن العبث، و تأبى استمرار الفساد، و استبقاء ضعف الحق أمام الباطل.
التفسير الوسيط للقرآن الكريم، ج8، ص: 75
و المراد بالساعة في قوله- تعالى-: وَ إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ساعة البعث و الحساب و الثواب و العقاب في الآخرة.
أى: و إن ساعة إعطاء كل ذي حق حقه، و معاقبة كل ذي باطل على باطله، لآتية لا ريب فيها، فمن فاته أخذ حقه في الدنيا فسيأخذه وافيا غير منقوص في الآخرة، و من أفلت من عقوبة الدنيا فسينال ما هو أشد و أخزى منها في يوم الحساب.
فالجملة الكريمة انتقال من تهديد المجرمين بعذاب الدنيا، إلى تهديدهم بعذاب الآخرة، و المقصود من ذلك تسليته صلى اللّه عليه و سلم عما أصابه من المكذبين من أذى.
و أكد- سبحانه- هذه الجملة بإن و بلام التوكيد، ليدل على أن الساعة آتية لا محالة، و ليخرس ألسنة الذين ينكرون وقوعها و حدوثها ...
و جملة فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ تفريع على ما قبلها.
و الصفح الجميل: ترك المؤاخذة على الذنب، و إغضاء الطرف عن مرتكبه بدون معاتبة.
أى: ما دام الأمر كما ذكرنا لك أيها الرسول الكريم- من أن هذا الكون قد خلقناه بالحق، و من أن الساعة آتية لا ريب فيها ... فاصفح عن هؤلاء المكذبين لك صفحا جميلا، لا عتاب معه و لا حزن و لا غضب ... حتى يحكم اللّه بينك و بينهم.
و هذا التعبير فيه ما فيه من تسليته صلى اللّه عليه و سلم و تكريمه، لأنه- سبحانه- أمره بالصفح الجميل عن أعدائه، و من شأن الذي يصفح عن غيره، أن يكون أقوى و أعز من هذا الغير- فكأنه- سبحانه- يقول له: اصفح عنهم فعما قريب ستكون لك الكلمة العليا عليهم.
و شبيه بهذه الآية قوله- تعالى- فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ «1» .
و قوله- سبحانه-: ... فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ «2» .
و قوله- سبحانه- إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ تعليل للأمر بالصفح الجميل عنهم.
و الخلاق و العليم: صيغتا مبالغة من الخلق و العلم، للدلالة على كثرة خلقه، و شمول علمه.
(1) سورة الزخرف الآية 89.
(2) سورة البقرة الآية 109.
التفسير الوسيط للقرآن الكريم، ج8، ص: 76
أى: إِنَّ رَبَّكَ أيها الرسول الكريم، الذي رباك برعايته و عنايته، و اختارك لحمل رسالته هُوَ - سبحانه- الْخَلَّاقُ لك و لهم و لكل شيء في هذا الوجود.
الْعَلِيمُ بأحوالك و بأحوالهم، و بما يصلح لك و لهم و لكل الكائنات.
و قد علم- سبحانه- أن الصفح عنهم في هذا الوقت فيه المنفعة لك و لهم، فحقيق بك- أيها الرسول الكريم- أن تطيعه- سبحانه-، و أن تكل الأمور إليه.
و لقد تحقق الخير من وراء هذا التوجيه السديد من اللّه- تعالى- لنبيه صلى اللّه عليه و سلم فقد نرتب على هذا الصفح: النصر للنبي صلى اللّه عليه و سلم و للمؤمنين، و الهداية لبعض الكافرين و هم الذين دخلوا في الإسلام بعد نزول هذه الآية، و صاروا قوة للدعوة الإسلامية بعد أن كانوا حربا عليها، و تحقق- أيضا- قوله صلى اللّه عليه و سلم: «لعل اللّه أن يخرج من أصلابهم من يعبد اللّه- عز و جل-».
ثم أتبع- سبحانه- هذه التسلية و البشارة للرسول صلى اللّه عليه و سلم، بمنة و نعمة أجل و أعظم من كل ما سواها، ليزيده اطمئنانا و ثقة بوعد اللّه- تعالى- فقال: وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ .
و المراد بالسبع المثاني: صورة الفاتحة. و سميت بذلك، لأنها سبع آيات، و لأنها تثنى أى تكرر في كل ركعة من ركعات الصلاة.
قال صاحب الكشاف: و المثاني من التثنية و هي التكرير للشيء، لأن الفاتحة تكرر قراءتها في الصلاة. أو من الثناء، لاشتمالها على ما هو ثناء على اللّه- تعالى- ...» «1» .
و المعنى: و لقد أعطيناك- أيها الرسول الكريم- سورة الفاتحة التي هي سبع آيات، و التي تعاد قراءتها في كل ركعة من ركعات الصلاة، و أعطيناك- أيضا- القرآن العظيم الذي يهدى للطريق التي هي أقوم.
و أوثر فعل آتَيْناكَ بمعنى أعطيناك على أوحينا إليك، أو أنزلنا عليك؛ لأن الإعطاء أظهر في الإكرام و الإنعام.
و قوله وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ معطوف على سَبْعاً من باب عطف الكل على الجزء، اعتناء بهذا الجزء.
و وصف- سبحانه- القرآن بأنه عظيم، تنويها بشأنه، و إعلاء لقدره.
(1) تفسير الكشاف ج 2 ص 397.
التفسير الوسيط للقرآن الكريم، ج8، ص: 77
و مما يدل على أن المراد بالسبع المثاني سورة الفاتحة ما أخرجه البخاري بسنده عن أبى سعيد بن المعلى قال: مربى النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنا أصلى، فدعاني فلم آته حتى صليت، ثم أتيته فقال: ما منعك أن تأتينى؟ فقلت: كنت أصلى.
فقال: ألم يقل اللّه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ .
ثم قال: ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟ ثم ذهب النبي صلى اللّه عليه و سلم ليخرج، فذكرته فقال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ هي السبع المثاني و القرآن العظيم الذي أوتيته».
و روى البخاري- أيضا- عن أبى هريرة قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «أم القرآن هي:
السبع المثاني و القرآن العظيم».
هذا، و هناك أقوال أخرى في المقصود بالسبع المثاني، ذكرها بعض المفسرين فقال:
اختلف العلماء في السبع المثاني: فقيل الفاتحة. قاله على بن أبى طالب، و أبو هريرة، و الربيع بن أنس، و أبو العالية، و الحسن و غيرهم. و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم من وجوه ثابتة من حديث أبى بن كعب و أبى سعيد بن المعلى ...
و قال ابن عباس: هي السبع الطوال: البقرة، و آل عمران، و النساء، و المائدة، و الأنعام، و الأعراف، و الأنفال و التوبة معا ...
و أنكر قوم هذا و قالوا: أنزلت هذه الآية بمكة، و لم ينزل من السبع الطوال شيء إذ ذاك.
و قيل: المثاني القرآن كله، قال اللّه- تعالى- كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ . هذا قول الضحاك و طاوس، و قاله ابن عباس. و قيل له: مثاني، لأن الأنباء و القصص ثنيت فيه ..
و قيل: المراد بالسبع المثاني أقسام القرآن من الأمر و النهى و التبشير و الإنذار ..
ثم قال: و الصحيح الأول لأنه نص. و قد قدمنا في الفاتحة أنه ليس في تسميتها بالمثاني ما يمنع من تسمية غيرها بذلك، إلا أنه إذا ورد عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و ثبت عنه نص في شيء لا يحتمل التأويل، كان الوقوف عنده «1» .
و الذي نراه، أن المقصود بالسبع المثاني هنا: سورة الفاتحة، لثبوت النص الصحيح بذلك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و متى ثبت النص الصحيح عنه صلى اللّه عليه و سلم في شيء فلا كلام لأحد معه أو بعده صلى اللّه عليه و سلم.
(1) تفسير القرطبي ج 10 ص 55.
التفسير الوسيط للقرآن الكريم، ج8، ص: 78
ثم نهى اللّه- تعالى- المسلمين في شخص نبيهم صلى اللّه عليه و سلم عن التطلع إلى زينة الحياة الدنيا، فقال- تعالى-: لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ ...
قال صاحب الكشاف: فإن قلت: كيف وصل هذا بما قبله؟
قلت: يقول اللّه- تعالى- لرسوله صلى اللّه عليه و سلم: قد أوتيت النعمة العظمى التي كل نعمة و إن عظمت فهي إليها حقيرة ضئيلة، و هي القرآن العظيم، فعليك أن تستغني به، و لا تمدن عينيك إلى متاع الدنيا ...
قال أبو بكر الصديق؛ من أوتى القرآن، فرأى أن أحدا أوتى من الدنيا أفضل مما أوتى، فقد صغر عظيما، و عظم صغيرا» «1» .
و قال ابن كثير: و قال ابن أبى حاتم: ذكر عن وكيع بن الجراح، قال: حدثنا موسى بن عبيدة، عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط، عن أبى رافع صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: أضاف النبي صلى اللّه عليه و سلم ضيفا، و لم يكن عنده صلى اللّه عليه و سلم شيء يصلحه، فأرسل إلى رجل من اليهود:
يقول لك محمد رسول اللّه: أسلفنى دقيقا إلى هلال رجب. قال اليهودي: لا إلا برهن. فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبرته، فقال: أما و اللّه إنى لأمين من في السماء، و أمين من في الأرض، و لئن أسلفنى أو باعني لأؤدين إليه. فلما خرجت من عنده نزلت هذه الآية. «لا تمدن عينيك» كأنه- سبحانه- يعزيه عن الدنيا» «2» .
و قوله- سبحانه- تَمُدَّنَ من المد، و أصله الزيادة. و استعير هنا للتطلع إلى ما عند الغير برغبة و تمن و إعجاب. يقال: مد فلان عينه إلى مال فلان، إذا اشتهاه و تمناه و أراده.
و المراد بالأزواج: الأصناف من الكفار الذين متعهم اللّه بالكثير من زخارف الدنيا.
و المعنى: لا تحفل- أيها الرسول الكريم- و لا تطمح ببصرك طموح الراغب في ذلك المتاع الزائل، الذي متع اللّه- تعالى- به أصنافا من المشركين فإن ما بين أيديهم منه شيء سينتهي عما قريب، و قد آتاهم اللّه- تعالى- إياه على سبيل الاستدراج و الإملاء، و أعطاك ما هو خير منه و أبقى، و هو القرآن العظيم.
قال صاحب الظلال: و العين لا تمتد. إنما يمتد البصر أى: يتوجه. و لكن التعبير التصويرى يرسم صورة العين ذاتها ممدودة إلى المتاع. و هي صورة طريفة حين يتخيلها المتخيل ..
(1) تفسير الكشاف ج 3 ص 398.
(2) تفسير ابن كثير ج 4 ص 566.
التفسير الوسيط للقرآن الكريم، ج8، ص: 79
و المعنى وراء ذلك، ألا يحفل الرسول صلى اللّه عليه و سلم بذلك المتاع الذي آتاه اللّه- تعالى- لبعض الناس ... و لا يلقى إليه نظرة اهتمام، أو نظرة استجمال، أو نظرة تمن» «1» .
و قال- سبحانه- هنا لا تَمُدَّنَّ ... بدون واو العطف، و قال في سورة طه وَ لا تَمُدَّنَّ ... بواو العطف، لأن الجملة هنا مستأنفة استئنافا بيانيا، جوابا لما يختلج في نفوس بعض المؤمنين من تساؤل عن أسباب الإملاء و العطاء الدنيوي لبعض الكافرين. و لأن الجملة السابقة عليها و هي قوله وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي ... كانت بمنزلة التمهيد لها، و الإجمال لمضمونها.
أما في سورة طه، فجملة وَ لا تَمُدَّنَّ ... معطوفة على ما سبقها من طلب و هو قوله- تعالى- فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِها، وَ مِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَ أَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى. وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً ... «2» .
و قوله- سبحانه- وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ نهى له صلى اللّه عليه و سلم عن الاهتمام بالمصير السيئ الذي ينتظر أعداءه.
أى: و لا تحزن- أيها الرسول الكريم- لكفر من كفر من قومك، أو لموتهم على ذلك، أو لأعراضهم عن الحق الذي جئتهم به، فإن القلوب بأيدينا نصرفها كيف نشاء، أما أنت فعليك البلاغ.
و قوله- سبحانه- وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ بيان لما يجب عليه نحو أتباعه، بعد بيان ما يجب عليه نحو أعدائه.
و خفض الجناح كناية عن اللين و المودة و العطف.
أى: و كن متواضعا مع أتباعك المؤمنين، رءوفا بهم، عطوفا عليهم.
قال الشوكانى: و خفض الجناح كناية عن التواضع و لين الجانب ... و أصله أن الطائر إذا ضم فرخه إليه بسط جناحه ثم قبض على الفرخ، فجعل ذلك وصفا لتواضع الإنسان لأتباعه ... و الجناحان من ابن آدم: جانباه «3» .
و قوله- سبحانه-: وَ قُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ معطوف على ما قبله.
(1) تفسير في ظلال القرآن ج 14 ص 3154.
(2) سورة طه الآيتان 130، 131.
(3) تفسير فتح القدير للشوكانى ج 3 ص 142.
التفسير الوسيط للقرآن الكريم، ج8، ص: 80
أى: لا تحزن- أيها الرسول الكريم- على مصير الكافرين، و تواضع لأتباعك المؤمنين، و قل للناس جميعا ما قاله كل نبي قبلك لقومه: إنى أنا المنذر لكم من عذاب اللّه إذا ما بقيتم على كفركم، الموضح لكم كل ما يخفى عليكم.
فالنذير هنا بمعنى المنذر، و المبين بمعنى الكاشف و الموضح.
و في الصحيحين عن أبى موسى الأشعرى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «إنما مثلي و مثل ما بعثني اللّه به، كمثل رجل أتى قومه فقال: يا قوم، إنى رأيت الجيش بعيني، و إنى أنا النذير العريان، فالنجاء النجاء، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا، و انطلقوا على مهلهم فنجوا.
و كذبه طائفة منهم فأصبحوا مكانهم، فصبحهم الجيش فأهلكهم و اجتاحهم، فذلك مثل من أطاعنى و اتبع ما جئت به، و مثل من عصاني و كذب ما جئت به من الحق» «1» .
ثم هدد- سبحانه- الذين يحاربون دعوة الحق، و يصفون القرآن بأوصاف لا تليق به فقال- تعالى-: كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ. الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ..
و الكاف في قوله كَما للتشبيه، و ما موصوله أو مصدرية و هي المشبه به أما المشبه فهو الإيتاء المأخوذ من قوله- تعالى- وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي .
و لفظ «المقتسمين» افتعال من القسم بمعنى تجزئة الشيء و جعله أقساما ..
و المراد بهم بعض طوائف أهل الكتاب، الذين آمنوا ببعضه و كفروا بالبعض الآخر.
أو المراد بهم- كما قال ابن كثير: «المقتسمين» أى المتحالفين، أى الذين تحالفوا على مخالفة الأنبياء و تكذيبهم و أذاهم ...» «2» .
و لفظ «عضين» جمع عضة- بزنة عزة-، و هي الجزء و القطعة من الشيء. تقول:
عضيت الشيء تعضية، أى: فرقته و جعلته أجزاء كل فرقة عضة.
قال القرطبي ما ملخصه: و واحد العضين عضة، من عضيت الشيء تعضية أى فرقته، و كل فرقة عضة. قال الشاعر: و ليس دين اللّه بالمعضى. أى: بالمفرق.
(1) صحيح البخاري: كتاب الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم- ج 9 ص 115 و صحيح مسلم كتاب الفضائل ج 7 ص 63.