کتابخانه تفاسیر
الجدول فى اعراب القرآن
الجزء السابع و العشرون
الجزء الثامن و العشرون
الجزء التاسع و العشرون
الجزء الثلاثون
الجزء الحادي و الثلاثون
فهارس الجدول
أولا: قسم الفوائد
ثانيا: قسم الدراسة البلاغية
علم البديع
علم البيان
علم المعاني
الجدول فى اعراب القرآن، ج1، ص: 22
(الرحمن) صفة مشتقة من صيغ المبالغة، وزنه فعلان من فعل رحم يرحم باب فرح.
(الرحيم) صفة مشتقة من صيغ المبالغة، أو صفة مشبهة باسم الفاعل وزنه فعيل من فعل رحم يرحم.
البلاغة
1- التكرير: لقد كرّر اللّه سبحانه و تعالى ذكر الرحمن الرحيم لأن الرحمة هي الإنعام على المحتاج و قد ذكر المنعم دون المنعم عليهم فأعادها مع ذكرهم و قال: «ربّ العالمين الرحمن» بهم أجمعين.
2- قدم سبحانه الرحمن على الرحيم مع أن الرحمن أبلغ من الرحيم، و من عادة العرب في صفات المدح الترقي في الأدنى الى الأعلى كقولهم: فلان عالم نحرير. و ذلك لأنه اسم خاص باللّه تعالى كلفظ «اللّه» و لأنه لما قال «الرحمن» تناول جلائل النعم و عظائمها و أصولها، و أردفه «الرحيم» كتتمة و الرديف ليتناول ما دقّ منها و لطف. و ما هو من جلائل النعم و عظائمها و أصولها أحق بالتقديم مما يدل على دقائقها و فروعها. و افراد الوصفين الشريفين بالذكر لتحريك سلسلة الرحمة.
فباسم اللّه تعالى تتم معاني الأشياء و من مشكاة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ تشرق على صفحات الأكوان أنوار البهاء.
الفوائد
البسملة:
عني العلماء ببحث البسملة من سائر وجوهها، نخص منها بالذكر:
1- اختلفوا حول كونها آية من كتاب اللّه أم لا، فابن مسعود و مالك و الأحناف و قراء المدينة و البصرة و الشام لا يرونها آية.
الجدول فى اعراب القرآن، ج1، ص: 23
و ابن عباس و ابن عمر و الشافعي و قراء مكة و الكوفة يرون أنها آية من كل سورة.
2- نزلت البسملة مجزّأة: الجزء الأول في قوله تعالى: «بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَ مُرْساها» الثاني: في قوله: «ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ» الثالث في قوله: «إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
[سورة الفاتحة (1): آية 2]
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2)
الإعراب:
(الحمد) مبتدأ مرفوع. (للّه) جار و مجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ تقديره ثابت أو واجب. (ربّ) نعت «1» للفظ الجلالة تبعه في الجر و علامة الجر الكسرة. (العالمين) مضاف إليه مجرور و علامة الجر الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
و جملة: «الحمد للّه ..» لا محل لها ابتدائية.
الصرف:
(الحمد) مصدر سماعي لفعل حمد يحمد باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
(ربّ) مصدر يرب باب نصر، ثم استعمل صفة كعدل و خصم، وزنه فعل بفتح فسكون.
(العالمين) جمع العالم، و هو اسم جمع لا واحد له من لفظه، و هو مشتق إما من العلم بكسر العين أو من العلامة، وزنه فاعل بفتح العين، و كذلك جمعه.
(1) أو بدل من لفظ الجلالة.
الجدول فى اعراب القرآن، ج1، ص: 24
البلاغة
1- إن جملة الْحَمْدُ لِلَّهِ خبر، لكنها استعملت لإنشاء الحمد و فائدة الجملة الاسمية ديمومة الحمد و استمراره و ثباته. و في قوله «للّه» فن الاختصاص للدلالة على أن جميع المحامد مختصة به سبحانه و تعالى.
2- لما افتتح سبحانه و تعالى كتابه بالبسملة و هي نوع من الحمد ناسب أن يردفها بالحمد الكلي الجامع لجميع أفراده البالغ أقصى درجات الكمال.
3- أما حمد اللّه تعالى نفسه فإنه إخبار باستحقاق الحمد و أمر به أو أنه مقول على ألسنة العباد، أو مجاز عن إظهار الصفات الكمالية الذي هو الغاية القصوى من الحمد.
و قد قدم الحمد على الاسم الجليل لاقتضاء المقام فريد اهتمام به، و إن كان ذكر اللّه تعالى أهم في نفسه و الأهمية تقتضي التقديم.
الفوائد
الفاتحة:
لا تكاد تحصى فوائدها نختار منها:
1- نزل بها الوحي مرتين. الأولى في مكة عند ما فرضت الصلاة.
الثانية في المدينة عند ما تحولت القبلة.
2- للفاتحة أسماء عدة: فاتحة الكتاب، و أم القرآن، و أم الكتاب، و سورة الكنز، و سورة الحمد و الشكر و الدعاء، و سورة الصلاة و سورة الشفاء، و السبع المثاني.
3- وقع أسلوب الالتفات خلال هذه السورة فقد بدأت بالحديث عن الغائب ثم تحولت الى أسلوب الخطاب، و هذا ضرب من أضرب البلاغة الشائعة في كلام العرب.
الجدول فى اعراب القرآن، ج1، ص: 25
4- تشتمل الفاتحة على الكليات الأساسية في التصور الإسلامي، و لذلك فرض اللّه تكرارها في كل صلاة بل في كل ركعة، و
قد ورد في حديث مسلم عن أبي هريرة عن رسول اللّه «صلّى اللّه عليه و سلّم» قوله: «يقول اللّه تعالى: قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين: فنصفها لي و نصفها لعبدي، و لعبدي ما سأل: إذا قال العبد: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، قال اللّه: حمدني عبدي، و إذا قال: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، قال اللّه: أثنى عليّ عبدي.
فإذا قال: مالِكِ يَوْمِ . قال اللّه مجدني عبدي. و إذا قال: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ . قال: هذا لعبدي و لعبدي ما سأل».
[سورة الفاتحة (1): آية 3]
الإعراب:
(الرحمن) نعت للفظ الجلالة «1» . (الرحيم) نعت ثان للفظ الجلالة.
[سورة الفاتحة (1): آية 4]
الإعراب:
(مالك) نعت للفظ الجلالة «2» مجرور مثله. (يوم) مضاف إليه مجرور و علامة الجر الكسرة.
(الدين) مضاف إليه مجرور و علامة الجر الكسرة.
الصرف:
(مالك) اسم فاعل من ملك يملك على معنى الصفة المشبهة لدوام الملكية، باب ضرب وزنه فاعل جمعه ملّاك و مالكون.
(يوم) اسم بمعنى الوقت المحدد من طلوع الشمس إلى غروبها أو
(1) أو بدل من لفظ الجلالة و مثله الرحيم.
(2) أو بدل من لفظ الجلالة.
الجدول فى اعراب القرآن، ج1، ص: 26
غير المحدد. و هنا جاء بمعنى يوم القيامة. و جمعه أيّام، و جمع الجمع أياويم.
(الدين) مصدر دان يدين باب ضرب بمعنى جزى و أطاع أو خضع، وزنه فعل بكسر الفاء و سكون العين، و ثمّة مصدر آخر للفعل هو ديانة بكسر الدال. و الدين معناه الجزاء أو الطاعة، و قد يكون بمعنى الملّة أو العادة.
[سورة الفاتحة (1): آية 5]
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
الإعراب:
(إيّاك) ضمير بارز منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدّم، أو (إيّا) ضمير مبني في محل نصب مفعول به، و (الكاف) حرف خطاب. (نعبد) فعل مضارع مرفوع، و الفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن و (الواو) عاطفة. (إياك نستعين) تعرب كالسابق.
و جملة: «إياك نعبد ..» لا محل لها استئنافية.
و جملة: «إياك نستعين ..» لا محل لها معطوفة على جملة إياك نعبد.
الصرف:
(نستعين)، فيه إعلال أصله نستعون من العون، بكسر الواو، فاستثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى العين و سكنت الواو- و هو إعلال بالتسكين- ثم قلبت الواو ياء لسكونها و انكسار ما قبلها- و هو إعلال بالقلب-.
البلاغة
1- كرّر اللّه سبحانه و تعالى «إيّاك» لأنه لو حذفه في الثاني لفاتت فائدة التقديم و هي قطع الاشتراك بين العاملين إذ لو قال: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ و نستعين» لم يظهر أن التقدير إيّاك نعبد و إيّاك نستعين أو إيّاك نعبد و نستعينك، و إنه لم يقل
الجدول فى اعراب القرآن، ج1، ص: 27
نستعينك مع أنه مفيد لقطع الاشتراك بين العاملين و ذلك لكي يفيد الحصر بين العاملين.
و قدم العبادة على الاستعانة مع أن الاستعانة مقدمة، لأن العبد يستعين اللّه على العبادة ليعينه عليها، و ذلك لأن الواو لا تقتضي الترتيب، و الاستعانة هي ثمرة العبادة، و لأن تقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة ليستوجبوا الاجابة إليها.
2- الالتفات في هذه الآية الكريمة التفات من الغيبة الى الخطاب و تلوين للنظم من باب الى باب جار على نهج البلاغة في افتنان الكلام و مسلك البراعة حسبما يقتضي المقام. لما أن التنقل من أسلوب الى أسلوب أدخل في استجلاب النفوس و استمالة القلوب يقع من كل واحد من التكلم و الخطاب و الغيبة الى كل واحد من الآخرين. كما في قوله تعالى «اللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً» .
3- و إيثار صيغة المتكلم مع الغير في الفعلين للإيذان بقصور نفسه و عدم لياقته بالوقوف في مواقف الكبرياء منفردا و عرض العبادة و استدعاء المعونة و الهداية مستقلا و أن ذلك إنما يتصور من عصابة هو من جملتهم و جماعة هو من زمرتهم كما هو ديدن الملوك، أو للإشعار باشتراك سائر الموحدين له في الحال العارضة له بناء على تعاضد الأدلة الملجئة الى ذلك.
[سورة الفاتحة (1): آية 6]
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
الإعراب:
(اهد) فعل أمر دعائي مبني على حذف حرف العلة، و (نا) ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، و الفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. (الصراط) مفعول به ثان منصوب و علامة النصب الفتحة «1» .
(1) الفعل (هدى) يتعدى إلى المفعول الثاني من غير حرف جر أو بحرف الجر اللام أو بحرف الجر إلى. جاء في المحيط: هداه اللّه الطريق و له و إليه.
الجدول فى اعراب القرآن، ج1، ص: 28
(المستقيم) نعت للصراط منصوب مثله و علامة النصب الفتحة.
و الجملة: لا محل لها استئنافية.
الصرف:
(اهدنا) فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، أصله في المضارع المرفوع تهدينا، وزن اهدنا افعنا (الصراط)، هو بالسين و الصاد، و في قراءة الصاد إبدال حيث قلبت السين صادا لتجانس الطاء في الإطباق.
(المستقيم)، اسم فاعل من استقام، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة و كسر ما قبل آخره .. و فيه إعلال، أصله مستقوم- بكسر الواو- لأن مجرد فعله قام يقوم، ثم جرى فيه ما جرى في نستعين.
البلاغة
1- «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» و المستقيم المستوي و المراد به طريق الحق و هي الملة الحنيفية السمحة المتوسطة بين الإفراط و التفريط. فقد شبه الدين الحق بالصراط المستقيم، و وجه الشبه بينهما أن اللّه سبحانه و إن كان متعاليا عن الأمكنة لكن العبد الطالب الوصول لا بد له من قطع المسافات، ليكرم الوصول و الموافاة و هذا من قبيل الاستعارة التصريحية.
2- لقد كرّر سبحانه و تعالى ذكر «الصراط» لأنه المكان المهيّأ للسلوك، فذكر في الأول المكان دون السّالك فأعاده مع ذكره بقوله «صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ» المصرح فيه ما يخرج اليهود و هم المغضوب عليهم و النصارى و هم الضالون.
[سورة الفاتحة (1): آية 7]
صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لا الضَّالِّينَ (7)
الإعراب: