کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الدر المصون فى علوم الكتاب المكنون

الجزء الثانى

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 1 الى 2] [سورة آل‏عمران(3): آية 3] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 4 الى 5] [سورة آل‏عمران(3): آية 6] [سورة آل‏عمران(3): آية 7] [سورة آل‏عمران(3): آية 8] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 9 الى 11] [سورة آل‏عمران(3): آية 12] [سورة آل‏عمران(3): آية 13] [سورة آل‏عمران(3): آية 14] [سورة آل‏عمران(3): آية 15] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 16 الى 17] [سورة آل‏عمران(3): آية 18] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 20 الى 22] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 23 الى 25] [سورة آل‏عمران(3): آية 26] [سورة آل‏عمران(3): آية 27] [سورة آل‏عمران(3): آية 28] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 29 الى 30] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 31 الى 34] [سورة آل‏عمران(3): آية 35] [سورة آل‏عمران(3): آية 36] [سورة آل‏عمران(3): آية 37] [سورة آل‏عمران(3): آية 38] [سورة آل‏عمران(3): آية 39] [سورة آل‏عمران(3): آية 40] [سورة آل‏عمران(3): آية 41] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 42 الى 44] [سورة آل‏عمران(3): آية 45] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 46 الى 47] [سورة آل‏عمران(3): آية 48] [سورة آل‏عمران(3): آية 49] [سورة آل‏عمران(3): آية 50] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 51 الى 52] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 53 الى 55] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 56 الى 58] [سورة آل‏عمران(3): آية 59] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 60 الى 61] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 62 الى 63] [سورة آل‏عمران(3): آية 64] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 65 الى 66] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 67 الى 70] [سورة آل‏عمران(3): آية 71] [سورة آل‏عمران(3): آية 72] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 73 الى 74] [سورة آل‏عمران(3): آية 75] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 76 الى 78] [سورة آل‏عمران(3): آية 79] [سورة آل‏عمران(3): آية 80] [سورة آل‏عمران(3): آية 81] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 82 الى 83] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 84 الى 85] [سورة آل‏عمران(3): آية 86] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 87 الى 89] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 90 الى 92] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 93 الى 94] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 95 الى 96] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 97 الى 98] [سورة آل‏عمران(3): آية 99] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 100 الى 102] [سورة آل‏عمران(3): آية 103] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 104 الى 106] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 107 الى 109] [سورة آل‏عمران(3): آية 110] [سورة آل‏عمران(3): آية 111] [سورة آل‏عمران(3): آية 112] [سورة آل‏عمران(3): آية 113] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 114 الى 117] [سورة آل‏عمران(3): آية 118] [سورة آل‏عمران(3): آية 119] [سورة آل‏عمران(3): آية 120] [سورة آل‏عمران(3): آية 121] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 122 الى 123] [سورة آل‏عمران(3): آية 124] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 125 الى 126] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 127 الى 132] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 133 الى 134] [سورة آل‏عمران(3): آية 135] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 136 الى 139] [سورة آل‏عمران(3): آية 140] [سورة آل‏عمران(3): آية 141] [سورة آل‏عمران(3): آية 142] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 143 الى 144] [سورة آل‏عمران(3): آية 145] [سورة آل‏عمران(3): آية 146] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 147 الى 152] [سورة آل‏عمران(3): آية 153] [سورة آل‏عمران(3): آية 154] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 155 الى 156] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 157 الى 158] [سورة آل‏عمران(3): آية 159] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 160 الى 161] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 162 الى 164] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 165 الى 166] [سورة آل‏عمران(3): آية 167] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 168 الى 169] [سورة آل‏عمران(3): آية 170] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 171 الى 173] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 174 الى 175] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 176 الى 177] [سورة آل‏عمران(3): آية 178] [سورة آل‏عمران(3): آية 179] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 180 الى 181] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 182 الى 183] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 184 الى 185] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 186 الى 187] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 188 الى 190] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 191 الى 192] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 193 الى 194] [سورة آل‏عمران(3): آية 195] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 196 الى 200]

سورة النساء

[سورة النساء(4): آية 1] [سورة النساء(4): آية 2] [سورة النساء(4): آية 3] [سورة النساء(4): آية 4] [سورة النساء(4): آية 5] [سورة النساء(4): آية 6] [سورة النساء(4): الآيات 7 الى 9] [سورة النساء(4): آية 10] [سورة النساء(4): آية 11] [سورة النساء(4): آية 12] [سورة النساء(4): الآيات 13 الى 14] [سورة النساء(4): آية 15] [سورة النساء(4): الآيات 16 الى 17] [سورة النساء(4): آية 18] [سورة النساء(4): آية 19] [سورة النساء(4): الآيات 20 الى 22] [سورة النساء(4): آية 23] [سورة النساء(4): آية 24] [سورة النساء(4): آية 25] [سورة النساء(4): الآيات 26 الى 28] [سورة النساء(4): الآيات 29 الى 32] [سورة النساء (4): آية 33] [سورة النساء (4): آية 43] [سورة النساء (4): الآيات 47 الى 49] [سورة النساء (4): الآيات 61 الى 64] [سورة النساء (4): آية 73] [سورة النساء (4): الآيات 74 الى 76] [سورة النساء (4): الآيات 77 الى 78] [سورة النساء (4): الآيات 84 الى 88] [سورة النساء (4): الآيات 92 الى 94] [سورة النساء (4): الآيات 95 الى 100] [سورة النساء (4): الآيات 110 الى 114] [سورة النساء (4): الآيات 125 الى 127] [سورة النساء (4): الآيات 128 الى 130] [سورة النساء (4): الآيات 131 الى 135] [سورة النساء (4): الآيات 136 الى 141] [سورة النساء (4): الآيات 142 الى 144] [سورة النساء (4): الآيات 145 الى 150] [سورة النساء (4): الآيات 151 الى 155] [سورة النساء (4): الآيات 156 الى 159] [سورة النساء (4): الآيات 160 الى 162] [سورة النساء (4): الآيات 163 الى 168] [سورة النساء (4): الآيات 169 الى 173] [سورة النساء (4): الآيات 174 الى 176] سورة المائدة [سورة المائدة (5): آية 1] [سورة المائدة (5): آية 2] [سورة المائدة (5): آية 3] [سورة المائدة (5): الآيات 4 الى 5] [سورة المائدة (5): آية 6] [سورة المائدة (5): الآيات 7 الى 13] [سورة المائدة (5): الآيات 14 الى 21] [سورة المائدة (5): الآيات 22 الى 26] [سورة المائدة (5): الآيات 27 الى 30] [سورة المائدة (5): الآيات 31 الى 32] [سورة المائدة (5): الآيات 33 الى 36] [سورة المائدة (5): الآيات 37 الى 38] [سورة المائدة (5): الآيات 39 الى 44] [سورة المائدة (5): آية 45] [سورة المائدة (5): الآيات 46 الى 47] [سورة المائدة (5): آية 48] [سورة المائدة (5): الآيات 49 الى 51] [سورة المائدة (5): الآيات 52 الى 53] [سورة المائدة (5): آية 54] [سورة المائدة (5): الآيات 55 الى 59] [سورة المائدة (5): آية 60] [سورة المائدة (5): الآيات 61 الى 65] [سورة المائدة (5): الآيات 66 الى 68] [سورة المائدة (5): آية 69] [سورة المائدة (5): الآيات 70 الى 72] [سورة المائدة (5): الآيات 73 الى 75] [سورة المائدة (5): الآيات 76 الى 79] [سورة المائدة (5): آية 80] [سورة المائدة (5): الآيات 81 الى 82] [سورة المائدة (5): آية 83] [سورة المائدة (5): الآيات 84 الى 88] [سورة المائدة (5): آية 89] [سورة المائدة (5): الآيات 90 الى 94] [سورة المائدة (5): آية 95] [سورة المائدة (5): الآيات 96 الى 100] [سورة المائدة (5): آية 101] [سورة المائدة (5): الآيات 102 الى 104] [سورة المائدة (5): الآيات 105 الى 106] [سورة المائدة (5): الآيات 107 الى 108] [سورة المائدة (5): آية 109] [سورة المائدة (5): آية 110] [سورة المائدة (5): الآيات 111 الى 113] [سورة المائدة (5): الآيات 114 الى 116] [سورة المائدة (5): الآيات 117 الى 118] [سورة المائدة (5): الآيات 119 الى 120]
فهرس الجزء الثاني من الدر المصون‏

الجزء الثالث‏

سورة الانعام‏

[سورة الأنعام (6): الآيات 1 الى 2] [سورة الأنعام (6): آية 3] [سورة الأنعام (6): الآيات 4 الى 5] [سورة الأنعام (6): آية 6] [سورة الأنعام (6): الآيات 7 الى 9] [سورة الأنعام (6): الآيات 10 الى 11] [سورة الأنعام (6): آية 12] [سورة الأنعام (6): الآيات 13 الى 14] [سورة الأنعام (6): الآيات 15 الى 16] [سورة الأنعام (6): الآيات 17 الى 18] [سورة الأنعام (6): آية 19] [سورة الأنعام (6): الآيات 20 الى 23] [سورة الأنعام (6): الآيات 24 الى 25] [سورة الأنعام (6): آية 26] [سورة الأنعام (6): آية 27] [سورة الأنعام (6): الآيات 28 الى 29] [سورة الأنعام (6): الآيات 30 الى 31] [سورة الأنعام (6): الآيات 32 الى 33] [سورة الأنعام (6): الآيات 34 الى 35] [سورة الأنعام (6): الآيات 36 الى 38] [سورة الأنعام (6): آية 39] [سورة الأنعام (6): آية 40] [سورة الأنعام (6): آية 41] [سورة الأنعام (6): الآيات 42 الى 45] [سورة الأنعام (6): الآيات 46 الى 51] [سورة الأنعام (6): آية 52] [سورة الأنعام (6): آية 53] [سورة الأنعام (6): آية 54] [سورة الأنعام (6): الآيات 55 الى 58] [سورة الأنعام (6): الآيات 59 الى 60] [سورة الأنعام (6): آية 61] [سورة الأنعام (6): الآيات 62 الى 65] [سورة الأنعام (6): الآيات 66 الى 68] [سورة الأنعام (6): آية 69] [سورة الأنعام (6): آية 70] [سورة الأنعام (6): آية 71] [سورة الأنعام (6): آية 72] [سورة الأنعام (6): آية 73] [سورة الأنعام (6): آية 74] [سورة الأنعام (6): آية 75] [سورة الأنعام (6): آية 76] [سورة الأنعام (6): الآيات 77 الى 79] [سورة الأنعام (6): آية 80] [سورة الأنعام (6): الآيات 81 الى 83] [سورة الأنعام (6): الآيات 84 الى 89] [سورة الأنعام (6): الآيات 90 الى 91] [سورة الأنعام (6): آية 92] [سورة الأنعام (6): آية 93] [سورة الأنعام (6): آية 94] [سورة الأنعام (6): الآيات 95 الى 96] [سورة الأنعام (6): الآيات 97 الى 98] [سورة الأنعام (6): آية 99] [سورة الأنعام (6): آية 100] [سورة الأنعام (6): الآيات 101 الى 103] [سورة الأنعام (6): الآيات 104 الى 105] [سورة الأنعام (6): الآيات 106 الى 108] [سورة الأنعام (6): آية 109] [سورة الأنعام (6): الآيات 110 الى 112] [سورة الأنعام (6): آية 113] [سورة الأنعام (6): الآيات 114 الى 117] [سورة الأنعام (6): الآيات 118 الى 121] [سورة الأنعام (6): الآيات 122 الى 123] [سورة الأنعام (6): آية 124] [سورة الأنعام (6): الآيات 125 الى 126] [سورة الأنعام (6): الآيات 127 الى 128] [سورة الأنعام (6): الآيات 129 الى 133] [سورة الأنعام (6): الآيات 134 الى 136] [سورة الأنعام (6): آية 137] [سورة الأنعام (6): آية 138] [سورة الأنعام (6): الآيات 139 الى 140] [سورة الأنعام (6): الآيات 141 الى 142] [سورة الأنعام (6): الآيات 143 الى 144] [سورة الأنعام (6): آية 145] [سورة الأنعام (6): آية 146] [سورة الأنعام (6): الآيات 147 الى 150] [سورة الأنعام (6): آية 151] [سورة الأنعام (6): الآيات 152 الى 153] [سورة الأنعام (6): الآيات 154 الى 156] [سورة الأنعام (6): الآيات 157 الى 158] [سورة الأنعام (6): الآيات 159 الى 165]

سورة الأعراف‏

[سورة الأعراف (7): الآيات 1 الى 2] [سورة الأعراف (7): آية 3] [سورة الأعراف (7): آية 4] [سورة الأعراف (7): الآيات 5 الى 9] [سورة الأعراف (7): الآيات 10 الى 11] [سورة الأعراف (7): الآيات 12 الى 15] [سورة الأعراف (7): آية 16] [سورة الأعراف (7): الآيات 17 الى 19] [سورة الأعراف (7): الآيات 20 الى 21] [سورة الأعراف (7): الآيات 22 الى 24] [سورة الأعراف (7): الآيات 25 الى 26] [سورة الأعراف (7): الآيات 27 الى 28] [سورة الأعراف (7): الآيات 29 الى 31] [سورة الأعراف (7): آية 32] [سورة الأعراف (7): الآيات 33 الى 37] [سورة الأعراف (7): آية 38] [سورة الأعراف (7): الآيات 39 الى 40] [سورة الأعراف (7): الآيات 41 الى 43] [سورة الأعراف (7): الآيات 44 الى 46] [سورة الأعراف (7): الآيات 47 الى 50] [سورة الأعراف (7): الآيات 51 الى 53] [سورة الأعراف (7): آية 54] [سورة الأعراف (7): الآيات 55 الى 56] [سورة الأعراف (7): آية 57] [سورة الأعراف (7): الآيات 58 الى 61] [سورة الأعراف (7): الآيات 62 الى 69] [سورة الأعراف (7): الآيات 70 الى 74] [سورة الأعراف (7): الآيات 75 الى 77] [سورة الأعراف (7): الآيات 78 الى 81] [سورة الأعراف (7): الآيات 82 الى 85] [سورة الأعراف (7): الآيات 86 الى 88] [سورة الأعراف (7): الآيات 89 الى 91] [سورة الأعراف (7): الآيات 92 الى 96] [سورة الأعراف (7): الآيات 97 الى 100] [سورة الأعراف (7): الآيات 101 الى 106] [سورة الأعراف (7): الآيات 107 الى 111] [سورة الأعراف (7): الآيات 112 الى 121] [سورة الأعراف (7): الآيات 122 الى 129] [سورة الأعراف (7): الآيات 130 الى 132] [سورة الأعراف (7): الآيات 133 الى 136] [سورة الأعراف (7): الآيات 137 الى 138] [سورة الأعراف (7): الآيات 139 الى 142] [سورة الأعراف (7): آية 143] [سورة الأعراف (7): الآيات 144 الى 146] [سورة الأعراف (7): الآيات 147 الى 149] [سورة الأعراف (7): الآيات 150 الى 152] [سورة الأعراف (7): آية 154] [سورة الأعراف (7): الآيات 155 الى 156] [سورة الأعراف (7): الآيات 157 الى 159] [سورة الأعراف (7): الآيات 160 الى 166] [سورة الأعراف (7): الآيات 167 الى 173] [سورة الأعراف (7): الآيات 174 الى 183] [سورة الأعراف (7): الآيات 184 الى 188] [سورة الأعراف (7): الآيات 189 الى 200] [سورة الأعراف (7): الآيات 201 الى 206]

سورة التّوبة

[سورة التوبة (9): الآيات 1 الى 3] [سورة التوبة (9): الآيات 4 الى 5] [سورة التوبة (9): الآيات 6 الى 7] [سورة التوبة (9): الآيات 8 الى 10] [سورة التوبة (9): الآيات 11 الى 14] [سورة التوبة (9): الآيات 15 الى 17] [سورة التوبة (9): الآيات 18 الى 24] [سورة التوبة (9): الآيات 25 الى 30] [سورة التوبة (9): الآيات 31 الى 35] [سورة التوبة (9): الآيات 36 الى 37] [سورة التوبة (9): الآيات 38 الى 41] [سورة التوبة (9): الآيات 42 الى 43] [سورة التوبة (9): الآيات 44 الى 48] [سورة التوبة (9): آية 49] [سورة التوبة (9): الآيات 50 الى 53] [سورة التوبة (9): الآيات 54 الى 59] [سورة التوبة (9): الآيات 60 الى 62] [سورة التوبة (9): الآيات 63 الى 65] [سورة التوبة (9): الآيات 66 الى 70] [سورة التوبة (9): الآيات 71 الى 80] [سورة التوبة (9): الآيات 81 الى 84] [سورة التوبة (9): الآيات 85 الى 91] [سورة التوبة (9): الآيات 92 الى 93] [سورة التوبة (9): الآيات 94 الى 98] [سورة التوبة (9): الآيات 99 الى 100] [سورة التوبة (9): الآيات 101 الى 102] [سورة التوبة (9): الآيات 103 الى 106] [سورة التوبة (9): الآيات 107 الى 108] [سورة التوبة (9): آية 109] [سورة التوبة (9): الآيات 110 الى 111] [سورة التوبة (9): الآيات 112 الى 117] [سورة التوبة (9): الآيات 118 الى 120] [سورة التوبة (9): الآيات 121 الى 129]
فهرس الجزء الثالث من الدر المصون‏ تفسير سورة الأنعام‏ تفسير سورة الأعراف‏ تفسير سورة الأنفال‏ تفسير سورة التوبة

الجزء الرابع‏

سورة يونس‏

[سورة يونس (10): الآيات 1 الى 3] [سورة يونس (10): آية 4] [سورة يونس (10): الآيات 5 الى 9] [سورة يونس (10): الآيات 10 الى 11] [سورة يونس (10): الآيات 12 الى 13] [سورة يونس (10): آية 14] [سورة يونس (10): الآيات 15 الى 18] [سورة يونس (10): الآيات 19 الى 20] [سورة يونس (10): آية 21] [سورة يونس (10): آية 22] [سورة يونس (10): الآيات 23 الى 25] [سورة يونس (10): آية 26] [سورة يونس (10): آية 27] [سورة يونس (10): الآيات 28 الى 30] [سورة يونس (10): الآيات 31 الى 35] [سورة يونس (10): الآيات 36 الى 41] [سورة يونس (10): الآيات 42 الى 45] [سورة يونس (10): الآيات 46 الى 48] [سورة يونس (10): الآيات 49 الى 50] [سورة يونس (10): الآيات 51 الى 52] [سورة يونس (10): الآيات 53 الى 56] [سورة يونس (10): الآيات 57 الى 58] [سورة يونس (10): آية 59] [سورة يونس (10): الآيات 60 الى 62] [سورة يونس (10): الآيات 63 الى 65] [سورة يونس (10): الآيات 66 الى 67] [سورة يونس (10): الآيات 68 الى 70] [سورة يونس (10): الآيات 71 الى 72] [سورة يونس (10): الآيات 73 الى 75] [سورة يونس (10): الآيات 76 الى 78] [سورة يونس (10): الآيات 79 الى 81] [سورة يونس (10): الآيات 82 الى 83] [سورة يونس (10): الآيات 84 الى 87] [سورة يونس (10): الآيات 88 الى 89] [سورة يونس (10): الآيات 90 الى 92] [سورة يونس (10): الآيات 93 الى 99] [سورة يونس (10): الآيات 100 الى 104] [سورة يونس (10): الآيات 105 الى 109]

سورة هود

[سورة هود (11): الآيات 1 الى 2] [سورة هود (11): الآيات 3 الى 4] [سورة هود (11): آية 5] [سورة هود (11): الآيات 6 الى 9] [سورة هود (11): الآيات 10 الى 14] [سورة هود (11): الآيات 15 الى 16] [سورة هود (11): الآيات 17 الى 18] [سورة هود (11): آية 19] [سورة هود (11): الآيات 20 الى 23] [سورة هود (11): الآيات 24 الى 26] [سورة هود (11): آية 27] [سورة هود (11): الآيات 28 الى 30] [سورة هود (11): الآيات 31 الى 35] [سورة هود (11): الآيات 36 الى 40] [سورة هود (11): الآيات 41 الى 42] [سورة هود (11): الآيات 43 الى 44] [سورة هود (11): الآيات 45 الى 46] [سورة هود (11): الآيات 47 الى 49] [سورة هود (11): الآيات 50 الى 54] [سورة هود (11): الآيات 55 الى 56] [سورة هود (11): الآيات 57 الى 58] [سورة هود (11): الآيات 59 الى 62] [سورة هود (11): الآيات 63 الى 65] [سورة هود (11): الآيات 66 الى 67] [سورة هود (11): الآيات 68 الى 69] [سورة هود (11): الآيات 70 الى 72] [سورة هود (11): الآيات 73 الى 77] [سورة هود (11): الآيات 78 الى 80] [سورة هود (11): آية 81] [سورة هود (11): الآيات 82 الى 83] [سورة هود (11): الآيات 84 الى 87] [سورة هود (11): آية 88] [سورة هود (11): الآيات 89 الى 91] [سورة هود (11): آية 92] [سورة هود (11): الآيات 93 الى 97] [سورة هود (11): الآيات 98 الى 101] [سورة هود (11): الآيات 102 الى 107] [سورة هود (11): آية 108] [سورة هود (11): الآيات 109 الى 110] [سورة هود (11): آية 111] [سورة هود (11): الآيات 112 الى 115] [سورة هود (11): آية 116] [سورة هود (11): الآيات 117 الى 119] [سورة هود (11): الآيات 120 الى 123]

سورة يوسف‏

[سورة يوسف (12): الآيات 1 الى 3] [سورة يوسف (12): آية 4] [سورة يوسف (12): الآيات 5 الى 6] [سورة يوسف (12): الآيات 7 الى 9] [سورة يوسف (12): الآيات 10 الى 11] [سورة يوسف (12): الآيات 12 الى 13] [سورة يوسف (12): الآيات 14 الى 18] [سورة يوسف (12): الآيات 19 الى 22] [سورة يوسف (12): آية 23] [سورة يوسف (12): آية 24] [سورة يوسف (12): الآيات 25 الى 29] [سورة يوسف (12): آية 30] [سورة يوسف (12): آية 31] [سورة يوسف (12): الآيات 32 الى 34] [سورة يوسف (12): آية 35] [سورة يوسف (12): الآيات 36 الى 41] [سورة يوسف (12): الآيات 42 الى 44] [سورة يوسف (12): الآيات 45 الى 47] [سورة يوسف (12): الآيات 48 الى 50] [سورة يوسف (12): الآيات 51 الى 52] [سورة يوسف (12): الآيات 53 الى 62] [سورة يوسف (12): الآيات 63 الى 65] [سورة يوسف (12): الآيات 66 الى 70] [سورة يوسف (12): الآيات 71 الى 75] [سورة يوسف (12): آية 76] [سورة يوسف (12): الآيات 77 الى 79] [سورة يوسف (12): آية 80] [سورة يوسف (12): الآيات 81 الى 82] [سورة يوسف (12): الآيات 83 الى 85] [سورة يوسف (12): الآيات 86 الى 90] [سورة يوسف (12): الآيات 91 الى 95] [سورة يوسف (12): الآيات 96 الى 100] [سورة يوسف (12): الآيات 101 الى 109] [سورة يوسف (12): آية 110] [سورة يوسف (12): آية 111]

سورة النّحل‏

[سورة النحل (16): الآيات 1 الى 5] [سورة النحل (16): الآيات 6 الى 8] [سورة النحل (16): الآيات 9 الى 13] [سورة النحل (16): الآيات 14 الى 16] [سورة النحل (16): الآيات 17 الى 25] [سورة النحل (16): الآيات 26 الى 29] [سورة النحل (16): الآيات 30 الى 35] [سورة النحل (16): الآيات 36 الى 41] [سورة النحل (16): الآيات 42 الى 47] [سورة النحل (16): آية 48] [سورة النحل (16): الآيات 49 الى 50] [سورة النحل (16): الآيات 51 الى 53] [سورة النحل (16): الآيات 54 الى 57] [سورة النحل (16): الآيات 58 الى 63] [سورة النحل (16): الآيات 64 الى 66] [سورة النحل (16): آية 67] [سورة النحل (16): آية 68] [سورة النحل (16): الآيات 69 الى 72] [سورة النحل (16): الآيات 73 الى 74] [سورة النحل (16): الآيات 75 الى 78] [سورة النحل (16): الآيات 79 الى 84] [سورة النحل (16): الآيات 85 الى 89] [سورة النحل (16): الآيات 90 الى 95] [سورة النحل (16): الآيات 96 الى 105] [سورة النحل (16): الآيات 106 الى 110] [سورة النحل (16): الآيات 111 الى 113] [سورة النحل (16): الآيات 114 الى 119] [سورة النحل (16): الآيات 120 الى 122] [سورة النحل (16): الآيات 123 الى 128]

سورة الاسراء

[سورة الإسراء (17): الآيات 1 الى 2] [سورة الإسراء (17): الآيات 3 الى 6] [سورة الإسراء (17): الآيات 7 الى 9] [سورة الإسراء (17): الآيات 10 الى 12] [سورة الإسراء (17): الآيات 13 الى 15] [سورة الإسراء (17): آية 16] [سورة الإسراء (17): الآيات 17 الى 22] [سورة الإسراء (17): آية 23] [سورة الإسراء (17): الآيات 24 الى 30] [سورة الإسراء (17): الآيات 31 الى 36] [سورة الإسراء (17): الآيات 37 الى 41] [سورة الإسراء (17): الآيات 42 الى 46] [سورة الإسراء (17): الآيات 47 الى 50] [سورة الإسراء (17): الآيات 51 الى 54] [سورة الإسراء (17): الآيات 55 الى 57] [سورة الإسراء (17): آية 58] [سورة الإسراء (17): الآيات 59 الى 61] [سورة الإسراء (17): الآيات 62 الى 66] [سورة الإسراء (17): الآيات 67 الى 70] [سورة الإسراء (17): الآيات 71 الى 72] [سورة الإسراء (17): الآيات 73 الى 77] [سورة الإسراء (17): الآيات 78 الى 81] [سورة الإسراء (17): الآيات 82 الى 85] [سورة الإسراء (17): الآيات 86 الى 87] [سورة الإسراء (17): الآيات 88 الى 93] [سورة الإسراء (17): الآيات 94 الى 100] [سورة الإسراء (17): الآيات 101 الى 103] [سورة الإسراء (17): الآيات 104 الى 108] [سورة الإسراء (17): الآيات 109 الى 111]

سورة الكهف‏

[سورة الكهف (18): الآيات 1 الى 2] [سورة الكهف (18): الآيات 3 الى 6] [سورة الكهف (18): الآيات 7 الى 10] [سورة الكهف (18): الآيات 11 الى 13] [سورة الكهف (18): الآيات 14 الى 16] [سورة الكهف (18): الآيات 17 الى 18] [سورة الكهف (18): الآيات 19 الى 21] [سورة الكهف (18): الآيات 22 الى 23] [سورة الكهف (18): الآيات 24 الى 27] [سورة الكهف (18): الآيات 28 الى 29] [سورة الكهف (18): آية 30] [سورة الكهف (18): آية 31] [سورة الكهف (18): الآيات 32 الى 34] [سورة الكهف (18): آية 35] [سورة الكهف (18): الآيات 36 الى 38] [سورة الكهف (18): الآيات 39 الى 43] [سورة الكهف (18): الآيات 44 الى 47] [سورة الكهف (18): الآيات 48 الى 51] [سورة الكهف (18): الآيات 52 الى 54] [سورة الكهف (18): الآيات 55 الى 58] [سورة الكهف (18): الآيات 59 الى 60] [سورة الكهف (18): الآيات 61 الى 62] [سورة الكهف (18): الآيات 63 الى 65] [سورة الكهف (18): الآيات 66 الى 75] [سورة الكهف (18): الآيات 76 الى 77] [سورة الكهف (18): الآيات 78 الى 80] [سورة الكهف (18): الآيات 81 الى 84] [سورة الكهف (18): الآيات 85 الى 92] [سورة الكهف (18): الآيات 93 الى 95] [سورة الكهف (18): الآيات 96 الى 99] [سورة الكهف (18): الآيات 100 الى 102] [سورة الكهف (18): الآيات 103 الى 108] [سورة الكهف (18): الآيات 109 الى 110]
فهرس الجزء الرابع من الدر المصون‏ تفسير سورة يونس‏ تفسير سورة هود تفسير سورة يوسف‏ تفسير سورة الرعد تفسير سورة إبراهيم‏ تفسير سورة الحجر تفسير سورة النحل‏ تفسير سورة الإسراء تفسير سورة الكهف‏ تفسير سورة مريم‏

الدر المصون فى علوم الكتاب المكنون


صفحه قبل

الدر المصون فى علوم الكتاب المكنون، ج‏2، ص: 456

مثل هذا الكلام بليغ» و تسمية مثل هذا «جواب» غير معروف لغة و صناعة. و قدّره أبو البقاء: «فبما نقضهم ميثاقهم طبع على قلوبهم، أو لعنوا. و قيل: تقديره: فبما نقضهم لا يؤمنون، و الفاء زائدة». انتهى. و هذا الذي أجازه أبو البقاء تعرّض له الزمخشري و ردّه فقال: «فإن قلت: فهلّا زعمت أنّ المحذوف الذي تعلّقت به الباء ما دل عليه قوله‏ «بَلْ طَبَعَ اللَّهُ‏ ، فيكون التقدير: فبما نقضهم طبع اللّه على قلوبهم، بل طبع اللّه عليها بكفرهم ردّ و إنكار لقولهم:

«قُلُوبُنا غُلْفٌ» فكان متعلقا به».

قال الشيخ‏ «1» : «و هو جواب حسن، و يمتنع من وجه آخر و هو أنّ العطف ب «بَلْ» للإضراب، و الإضراب إبطال أو انتقال، و في كتاب اللّه في الإخبار لا يكون إلا للانتقال، و يستفاد من الجملة الثانية ما لا يستفاد من الأولى، و الذي قدّره الزمخشري لا يسوغ فيه الذي قررناه، لأنّ قوله: «فبما نقضهم ميثاقهم و كفرهم بآيات اللّه و قولهم قلوبنا غلف طبع اللّه» هو مدلول الجملة التي صحبتها بَلْ» ، فأفادت الثانية ما أفادت الأولى، و لو قلت: «مرّ زيد بعمرو، بل مرّ زيد بعمرو» لم يجز». و قدّره الزمخشري «فعلنا بهم ما فعلنا».

قوله: بَلْ طَبَعَ‏ هذا إضراب عن الكلام المتقدم أي: ليس الأمر كما قالوا من قولهم: «قُلُوبُنا غُلْفٌ» .

و أظهر القرّاء لام بل في‏ «طَبَعَ» إلا الكسائي فأدغم من غير خلاف، و عن حمزة خلاف. و الباء في‏ «بِكُفْرِهِمْ» يحتمل أن تكون للسببية، و أن تكون للآلة كالباء في «طبعت بالطين على الكيس» يعني أنه جعل الكفر كالشي‏ء المطبوع به أي مغطّيا عليها، فيكون كالطابع. و قوله: «إِلَّا قَلِيلًا» يحتمل النصب على نعت مصدر محذوف أي: إلا إيمانا قليلا، و يحتمل كونه نعتا لزمان محذوف أي: زمانا قليلا، و لا يجوز أن يكون منصوبا على الاستثناء من فاعل‏ «يُؤْمِنُونَ» أي: إلا قليلا منهم فإنهم يؤمنون، لأنّ الضمير في «لا يؤمنون» عائد على المطبوع على قلوبهم، و من طبع على قلبه بالكفر فلا يقع منه الإيمان.

[سورة النساء (4): الآيات 156 الى 159]

وَ بِكُفْرِهِمْ وَ قَوْلِهِمْ عَلى‏ مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً (156) وَ قَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَ إِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّباعَ الظَّنِّ وَ ما قَتَلُوهُ يَقِيناً (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَ كانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (158) وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً (159)

قوله تعالى:

وَ بِكُفْرِهِمْ: فيه وجهان:

أحدهما: أنه معطوف على «ما» في قوله: «فَبِما نَقْضِهِمْ» فيكون متعلقا بما تعلق به الأول.

الثاني: أنه عطف على‏ «بِكُفْرِهِمْ» الذي بعد «طَبَعَ» . و قد أوضح الزمخشري ذلك غاية الإيضاح، و اعترض و أجاب بأحسن جواب، فقال: فإن قلت: علام عطف قوله‏ «وَ بِكُفْرِهِمْ» ؟ قلت: الوجه أن يعطف على‏ «فَبِما نَقْضِهِمْ» و يجعل قوله: «بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ» كلاما يتبع قوله: «وَ قَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ» على وجه الاستطراد،

(1) انظر البحر المحيط (3/ 389).

الدر المصون فى علوم الكتاب المكنون، ج‏2، ص: 457

و يجوز عطفه على ما يليه من قوله‏ «بِكُفْرِهِمْ» . فإن قلت: فما معنى المجي‏ء بالكفر معطوفا على ما فيه ذكره؟ سواء عطف على ما قبل الإضراب، أو على ما بعده، و هو قوله: «وَ كُفْرِهِمْ بِآياتِ اللَّهِ» و قوله‏ «بِكُفْرِهِمْ» . قلت: قد تكرر منهم الكفر؛ لأنهم كفروا بموسى ثم بعيسى ثم بمحمد، فعطف بعض كفرهم على بعض، أو عطف مجموع المعطوف على مجموع المعطوف عليه، كأنه قيل: فبجمعهم بين نقض الميثاق، و الكفر بآيات اللّه، و قتل الأنبياء، و قولهم: قلوبنا غلف، و جمعهم بين كفرهم و بهتهم مريم و افتخارهم بقتل عيسى عاقبناهم، أو بل طبع اللّه عليها بكفرهم و جمعهم بين كفرهم كذا و كذا».

قوله: بُهْتاناً في نصبه خمسة أوجه:

أظهرها: أنه مفعول به، فإنه مضمّن معنى «كلام» نحو: قلت خطبة و شعرا.

الثاني: أنه منصوب على نوع المصدر كقولهم: «قعد القرفصاء» يعني أن القول يكون بهتانا و غير بهتان.

الثالث: أن ينتصب نعتا لمصدر محذوف أي: قولا بهتانا، و هو قريب من معنى الأول.

الرابع: أنه منصوب بفعل مقدر من لفظه أي: بهتوا بهتانا.

الخامس: أنه حال من الضمير المجرور في قولهم أي: مباهتين، و جاز مجي‏ء الحال من المضاف إليه لأنه فاعل معنى، و التقدير: و بأن قالوا ذلك مباهتين.

قوله تعالى:

وَ قَوْلِهِمْ: عطف على «و كفرهم» و «عِيسَى» بدل من‏ «الْمَسِيحَ» أو عطف بيان، و كذلك‏ «ابْنَ مَرْيَمَ» ، و يجوز أن يكون صفة أيضا، و أجاز أبو البقاء في‏ «رَسُولَ اللَّهِ» هذه الأوجه الثلاثة، إلّا أنّ البدل بالمشتقات قليل. و قد يقال: إنّ‏ «رَسُولَ اللَّهِ» جرى مجرى الجوامد و أجاز فيه أن ينتصب بإضمار «أعني»، و لا حاجة إليه.

قوله‏ «شُبِّهَ لَهُمْ» : «شُبِّهَ» مبني للمفعول و فيه وجهان:

أحدهما: أنه مسند للجار بعده كقولك: «حيل إليه، و لبس عليه».

و الثاني: أنه مسند لضمير المقتول الذي دلّ عليه قولهم: «إِنَّا قَتَلْنَا» أي: و لكن شبّه لهم من قتلوه. فإن قيل:

لم لا يجوز أن يعود على المسيح؟ فالجواب أن المسيح مشبه به لا مشبه.

قوله: لَفِي شَكٍّ مِنْهُ: «مِنْهُ» في محلّ جر صفة ل «شَكٍّ» يتعلّق بمحذوف، و لا يجوز أن تتعلّق فضلة بنفس‏ «شَكٍّ» ؛ لأن الشك إنما يتعدّى ب «في» لا ب «من»، و لا يقال: إنّ‏ «مِنْ» بمعنى «في» فإن ذلك قول مرجوح، و لا ضرورة لنا به هنا.

و قوله: ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ‏ يجوز في‏ «مِنْ عِلْمٍ» وجهان:

أحدهما: أنه مرفوع بالفاعلية و العامل أحد الجارّين: إمّا «لَهُمْ» و إما «بِهِ» ، و إذا جعل أحدهما رافعا له تعلّق الآخر بما تعلّق به الرافع من الاستقرار المقدر. و «مِنْ» زائدة لوجود شرطي الزيادة.

و الوجه الثاني: أن يكون‏ «مِنْ عِلْمٍ» مبتدأ زيدت فيه‏ «مِنْ» أيضا، و في الخبر احتمالان، أحدهما: أن يكون‏

الدر المصون فى علوم الكتاب المكنون، ج‏2، ص: 458

«لَهُمْ» فيكون‏ «بِهِ» : إمّا حالا من الضمير المستكنّ في الخبر، و العامل فيها الاستقرار المقدر، و إمّا حالا من‏ «عِلْمٍ» و إن كان نكرة لتقدّمها عليه و لاعتماده على نفي. فإن قيل: يلزم تقدّم حال المجرور بالحرف عليه و هو ضرورة لا يجوز في سعة الكلام. فالجواب أنّا لا نسلّم ذلك، بل نقل أبو البقاء و غيره أنّ مذهب أكثر البصريين جواز ذلك، و لئن سلّمنا أنه لا يجوز إلا ضرورة لكن المجرور هنا مجرور بحرف جر زائد، و الزائد في حكم المطّرح، و أمّا أن يتعلّق بمحذوف على سبيل البيان أي: أعني به، ذكره أبو البقاء، و لا حاجة إليه، و لا يجوز أن يتعلق بنفس‏ «عِلْمٍ» لأن معمول المصدر لا يتقدم عليه. و الاحتمال الثاني: أن يكون‏ «بِهِ» هو الخبر، و «لَهُمْ» متعلق بالاستقرار كما تقدم، و يجوز أن تكون اللام مبيّنة مخصصة كالتي في قوله: وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ «1» . و هذه الجملة المنفية تحتمل ثلاثة أوجه:

الجر على أنها صفة ثانية ل «شَكٍّ» أي: غير معلوم.

الثاني: النصب على الحال من‏ «شَكٍّ» ، و جاز ذلك و إن كان نكرة لتخصّصه بالوصف بقوله‏ «مِنْهُ» .

الثالث: الاستئناف، ذكره أبو البقاء، و هو بعيد.

قوله: إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِ‏ في هذا الاستثناء قولان:

أحدهما: و هو الصحيح الذي لم يذكر الجمهور غيره أنه منقطع؛ لأن اتباع الظن ليس من جنس العلم، و لم يقرأ فيما علمت إلا بنصب‏ «اتِّباعَ» على أصل الاستثناء المنقطع، و هي لغة الحجاز، و يجوز في تميم الإبدال من‏ «عِلْمٍ» لفظا فيجرّ، أو على الموضع فيرفع لأنه مرفوع المحل كما قدّمته لك، و «مِنْ» زائدة فيه.

و الثاني:- قاله ابن عطية-: أنه متصل قال: «إذ العلم و الظن يضمهما جنس أنهما من معتقدات اليقين، يقول الظانّ على طريق التجوّز: «علمي في هذا الأمر كذا» إنما يريد ظني» انتهى. و هذا غير موافق عليه لأن الظنّ ما ترجّح فيه أحد الطرفين، و اليقين ما جزم فيه بأحدهما، و على تقدير التسليم فاتباع الظن ليس من جنس العلم، بل هو غيره، فهو منقطع أيضا أي: و لكنّ اتباع الظن حاصل لهم.

قوله: وَ ما قَتَلُوهُ يَقِيناً الضمير في‏ «قَتَلُوهُ» فيه أقوال:

أظهرها: أنه لعيسى، و عليه جمهور المفسرين.

و الثاني:- و به قال ابن قتيبة و الفراء- أنه يعود على العلم أي: ما قتلوا العلم يقينا، على حد قولهم: «قتلت العلم و الرأي يقينا» و «قلته علما»، و وجه المجاز فيه أن القتل للشي‏ء يكون عن قهر و استعلاء، فكأنه قيل: و ما كان علمهم علما أحيط به، إنما كان عن ظن و تخمين.

الثالث:- و به قال ابن عباس و السدي و طائفة كبيرة- أنه يعود للظن تقول: «قتلت هذا الأمر علما و يقينا» أي:

تحققت، فكأنه قيل: و ما صحّ ظنهم عندهم و ما تحققوه يقينا و لا قطعوا الظن باليقين.

قوله: يَقِيناً فيه خمسة أوجه:

(1) سورة الإخلاص، الاية (4).

الدر المصون فى علوم الكتاب المكنون، ج‏2، ص: 459

أحدها: أنه نعت مصدر محذوف أي: قتلا يقينا.

الثاني: أنه مصدر من معنى العامل قبله كما تقدم مجازه، لأنه في معناه أي: و ما تيقنوه يقينا.

الثالث: أنه حال من فاعل‏ «قَتَلُوهُ» أي: و ما قتلوه متيقنين لقتله.

الرابع: أنه منصوب بفعل من لفظه حذف للدلالة عليه. أي: ما تيقّنوه يقينا، و يكون مؤكدا لمضمون الجملة المنفية قبله. و قدّر أبو البقاء العامل على هذا الوجه مثبتا فقال: «تقديره: تيقنوا ذلك يقينا» و فيه نظر.

الخامس:- و ينقل عن أبي بكر بن الأنباري- أنه منصوب بما بعد «بَلْ» من قوله:

«رَفَعَهُ اللَّهُ» و أن في الكلام 158 تقديما و تأخيرا أي: بل رفعه اللّه إليه يقينا، و هذا قد نصّ الخليل فمن دونه على منعه، أي: إن‏ «بَلْ» لا يعمل ما فيما قبلها، فينبغي ألا يصحّ عنه، و قوله: «بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ» ردّ لما ادّعوه من قتله و صلبه. و الضمير في‏ «إِلَيْهِ» عائد على‏ «اللَّهُ» على حذف مضاف أي: إلى سمائه و محلّ أمره و نهيه.

تعالى:

وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ: «إِنْ» هنا نافية بمعنى «ما» و «مِنْ أَهْلِ» يجوز فيه وجهان:

أحدهما: أنه صفة لمبتدأ محذوف، و الخبر الجملة القسمية المحذوفة و جوابها، و التقدير: و ما أحد من أهل الكتاب إلا و اللّه ليؤمننّ به، فهو كقوله: وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ‏ «1» أي: ما أحد منا، و كقوله: وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها «2» أي: ما أحد منكم إلّا واردها، هذا هو الظاهر.

و الثاني:- و به قال الزمخشري و أبو البقاء- أنه في محلّ الخبر، قال الزمخشري: «و جملة «لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ» جملة قسمية واقعة صفة لموصوف محذوف تقديره: و إن من أهل الكتاب أحد إلا ليؤمنن به، و نحوه: وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ‏ وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها و المعنى: و ما من اليهود أحد إلا ليؤمن».

قال الشيخ‏ «3» : و هو غلط فاحش، إذ زعم أن‏ «لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ» جملة قسمية واقعة صفة لموصوف محذوف إلى آخره، و صفة «أحد» المحذوف إنما هو الجار و المجرور كما قدّرناه، و أمّا قوله: «لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ» فليست صفة لموصوف و لا هي جملة قسمية، إنما هي جملة جواب القسم، و القسم محذوف، و القسم و جوابه خبر للمبتدأ، إذ لا ينتظم من «أحد» و المجرور إسناد لأنه لا يفيد، و إنما ينتظم الإسناد بالجملة القسمية و جوابها، فذلك هو محطّ الفائدة، و كذلك أيضا الخبر هو «إلّا له مقام»، و كذلك «إلا واردها» إذ لا ينتظم مما قبل «إلا» تركيب إسنادي». و هذا- كما ترى- قد أساء العبارة في حق الزمخشري بما زعم أنه غلط و هو صحيح مستقيم، و ليت شعري كيف لا ينتظم الإسناد من «أحد» الموصوف بالجملة التي بعده و من الجارّ قبله؟ و نظيره أن تقول: «ما في الدار رجل إلا صالح» فكما أن «في الدار» خبر مقدم، و «رجل» مبتدأ مؤخر، و «إلا صالح» صفته، و هو كلام مفيد مستقيم، فكذلك هذا، غاية ما في الباب أنّ «إلا» دخلت على الصفة لتفيد الحصر. و أما ردّه عليه حيث قال: جملة قسمية، و إنما هي جواب القسم فلا يحتاج إلى الاعتذار عنه، و يكفيه مثل هذه الاعتراضات.

و اللام في‏ «لَيُؤْمِنَنَّ» جواب قسم محذوف كما تقدّم. و قال أبو البقاء: «لَيُؤْمِنَنَ‏ جواب قسم محذوف، و قيل:

أكّد بها في غير القسم كما جاء في النفي و الاستفهام» فقوله: «و قيل إلى آخره» إنما يستقيم ذلك إذا أعدنا الخلاف إلى‏

(1) سورة الصافات، الآية (164).

(2) سورة مريم، الآية (71).

(3) انظر البحر المحيط (3/ 292).

الدر المصون فى علوم الكتاب المكنون، ج‏2، ص: 460

نون التوكيد؛ لأنّ نون التوكيد قد عهد التأكيد بها في الاستفهام باطّراد، و في النفي على خلاف فيه، و أما التأكيد بلام الابتداء في النفي و الاستفهام فلم يعهد البتة. و قال أيضا قبل ذلك: «و ما من أهل الكتاب أحد، و قيل: المحذوف‏ «مِنْ» و قد مرّ نظيره، إلا أنّ تقدير «من» هنا بعيد، لأن الاستثناء يكون بعد تمام الاسم، و «من» الموصولة و الموصوفة غير تامة» يعني أنّ بعضهم جعل ذلك المحذوف لفظ «من» فيقدّر: و إن من أهل من إلا ليؤمننّ، فجعل موضع «أحد» لفظ «من» و قوله: «و قد مر نظيره» يعني قوله تعالى: وَ إِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ‏ «1» و معنى التنظير فيه أنه قد صرّح بلفظ «من» المقدّرة ههنا.

و قرأ أبيّ: «ليؤمننّ به قبل موتهم» بضم النون الأولى مراعاة لمعنى «أحد» المحذوف، و هو و إن كان لفظه مفردا فمعناه جمع. و الضمير في «به» لعيسى. و قيل: للّه تعالى، و قيل: لمحمد عليه السّلام. و في‏ «مَوْتِهِ» لعيسى. و يروى في التفسير أنه حين ينزل إلى الأرض يؤمن به كلّ أحد حتى تصير الملة كلها إسلامية. و قيل: يعود على «أحد» المقدر، أي: لا يموت كتابي حتى يؤمن بعيسى، و نقل عن ابن عباس ذلك، فقال له عكرمة:

«أفرأيت إن خرّ من بيت أو احترق أو أكله سبع» قال: لا يموت حتى يحرّك بها شفتيه أي: بالإيمان بعيسى. و قرأ الفياض بن غزوان: «و إنّ من أهل الكتاب» بتشديد «إنّ» و هي قراءة مردودة لإشكالها. قوله: «وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ» العامل فيه‏ «شَهِيداً» و فيه دليل على جواز تقدّم خبر «كان» عليها، لأنّ تقديم المعمول يؤذن بتقديم العامل. و أجاز أبو البقاء أن يكون منصوبا ب «يَكُونُ» و هذا على رأي من يجيز ل «كان» أن تعمل في الظرف و شبهه. و الضمير في‏ «يَكُونُ» لعيسى، و قيل: لمحمد عليه السّلام.

[سورة النساء (4): الآيات 160 الى 162]

فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَ بِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً (160) وَ أَخْذِهِمُ الرِّبَوا وَ قَدْ نُهُوا عَنْهُ وَ أَكْلِهِمْ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَ أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (161) لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَ الْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ الْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً (162)

قوله تعالى:

فَبِظُلْمٍ: هذا الجارّ متعلق ب «حَرَّمْنا» و الباء سببية، و إنما قدّم على عامله تنبيها على قبح سبب التحريم، و قد تقدّم أنّ قوله: «فَبِظُلْمٍ» بدل من قوله: «فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ» ، و تقدّم الردّ على قائله أيضا فأغنى عن إعادته. و «مِنَ الَّذِينَ» صفة ل «ظلم» أي: ظلم صادر من الذين هادوا. و قيل: ثمّ صفة للظلم محذوفة للعلم بها أي: فبظلم أيّ ظلم، أو فبظلم عظيم كقوله:

1681- فلا و أبي الطّير المربّة بالضّحى‏

على خالد لقد وقعت على لحم‏ «2»

أي: لحم عظيم.

قوله: أُحِلَّتْ لَهُمْ‏ هذه الجملة صفة ل «طَيِّباتٍ» فمحلّها نصب، و معنى وصفها بذلك أي: بما كانت‏

(1) سورة آل عمران، الآية (199).

(2) تقدم.

الدر المصون فى علوم الكتاب المكنون، ج‏2، ص: 461

عليه من الحلّ، و يوضّحه قراءة ابن عباس: «كانت أحلّت لهم». قوله: «كَثِيراً» فيه ثلاثة أوجه:

أظهرها: أنه مفعول به أي: بصدّهم ناسا أو فريقا أو جمعا كثيرا. و قيل: نصبه على المصدرية أي: صدّا كثيرا. و قيل: على ظرفية الزمان أي: زمانا كثيرا، و الأول أولى، لأنّ المصادر بعدها ناصبة لمفاعيلها، فيجري الباب على سنن واحد، و إنما أعيدت الباء في قوله: «وَ بِصَدِّهِمْ» و لم تعد في قوله: «وَ أَخْذِهِمُ» و ما بعده لأنه قد فصل بين المعطوف و المعطوف عليه بما ليس معمولا للمعطوف عليه، بل بالعامل فيه و هو «حَرَّمْنا» و ما تعلق به، فلمّا بعد المعطوف من المعطوف عليه بالفصل بما ليس معمولا للمعطوف عليه أعيدت الباء لذلك، و أمّا ما بعده فلم يفصل فيه إلا بما هو معمول للمعطوف عليه و هو «الرِّبَوا» .

و الجملة من قوله تعالى:

وَ قَدْ نُهُوا عَنْهُ: في محلّ نصب لأنها حالية، و نظير ذلك في إعادة الحرف و عدم ما تقدّم في قوله: فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ‏ «1» الآية. و «بِالْباطِلِ» يجوز أن يتعلق ب «أَكْلِهِمْ» على أنها سببية أو بمحذوف على أنها حال من «هم» في‏ «أَكْلِهِمْ» أي: ملتبسين بالباطل.

قوله تعالى:

لكِنِ الرَّاسِخُونَ: جي‏ء هنا ب «لكِنِ» لأنها بين نقيضين، و هما الكفار و المؤمنون.

و «الرَّاسِخُونَ» مبتدأ، و في خبره احتمالان:

أظهرهما: أنه‏ «يُؤْمِنُونَ» .

الثاني: أنه الجملة من قوله: «أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ» . و «فِي الْعِلْمِ» متعلق ب «الرَّاسِخُونَ» . و «مِنْهُمْ» متعلق بمحذوف لأنه حال من الضمير المستكنّ في‏ «الرَّاسِخُونَ» .

: «وَ الْمُؤْمِنُونَ» عطف على‏ «الرَّاسِخُونَ» ، و في خبره الوجهان المذكوران في خبر «الرَّاسِخُونَ» ، و لكن إذا جعلنا الخبر «أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ» فيكون يؤمنون ما محلّه؟ و الذي يظهر أنه جملة اعتراض لأنّ فيه تأكيدا و تسديدا للكلام، و يكون الضمير في‏ «يُؤْمِنُونَ» يعود على‏ الرَّاسِخُونَ» و «الْمُؤْمِنُونَ» جميعا، و يجوز أن تكون حالا منهما، و حينئذ لا يقال: إنها حال مؤكدة لتقدّم عامل مشارك لها لفظا؛ لأنّ الإيمان فيها مقيد، و الإيمان الأول مطلق، فصار فيها فائدة لم تكن في عاملها، و قد يقال: إنها مؤكدة بالنسبة لقوله: «يُؤْمِنُونَ» ، و غير مؤكدة بالنسبة لقوله:

«الرَّاسِخُونَ» .

قوله: وَ الْمُقِيمِينَ‏ قراءة الجمهور بالياء، و قرأ جماعة كثيرة: «و المقيمون» بالواو منهم ابن جبير و أبو عمرو بن العلاء في رواية يونس و هارون عنه، و مالك بن دينار و عصمة «2» عن الأعمش، و عمرو بن عبيد، و الجحدري و عيسى بن عمر و خلائق. فأما قراءة الياء فقد اضطربت فيها أقوال النحاة، و فيها ستة أقوال:

أظهرها:- و عزاه مكي لسيبويه‏ «3» ، و أبو البقاء للبصريين- أنه منصوب على القطع، يعني المفيد للمدح كما في قطع النعوت، و هذا القطع مفيد لبيان فضل الصلاة فكثر الكلام في الوصف بأن جعل في جملة أخرى، و كذلك‏

(1) سورة النساء، الآية (155).

(2) عصمة بن عروة أبو نجيح الفقيمي البصري. روى القراءة عن أبي عمرو بن العلاء و عاصم بن أبي النجود و روى أيضا حروفا عن أبي بكر بن عياش و الأعمش و معرور بن موسى.-- سئل عنه أبو حاتم فقال مجهول. انظر غاية النهاية (1/ 512).

(3) انظر الكتاب (1/ 248، 249).

الدر المصون فى علوم الكتاب المكنون، ج‏2، ص: 462

القطع في قوله‏ «وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ» على ما سيأتي هو لبيان فضلها أيضا، لكن على هذا الوجه يجب أن يكون الخبر قوله: «يُؤْمِنُونَ» ، و لا يجوز أن يكون قوله: «أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ» لأن القطع إنما يكون بعد تمام الكلام. قال مكي:

«و من جعل نصب‏ «الْمُقِيمِينَ» على المدح جعل خبر «الراسخين»: «يُؤْمِنُونَ» ، فإن جعل الخبر «أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ» لم يجز نصب‏ «الْمُقِيمِينَ» على المدح، لأنه لا يكون إلا بعد تمام الكلام».

و قال الشيخ‏ «1» : «و من جعل الخبر: أولئك سنؤتيهم فقوله ضعيف» قلت: هذا غير لازم، لأن هذا القائل لا يجعل نصب‏ «الْمُقِيمِينَ» حينئذ منصوبا على القطع، لكنه ضعيف بالنسبة إلى أنه ارتكب وجها ضعيفا في تخريج‏ «الْمُقِيمِينَ» كما سيأتي. و حكى ابن عطية عن قوم منع نصبه على القطع من أجل حرف العطف، و القطع لا يكون في العطف، إنما ذلك في النعوت، و لما استدلّ الناس بقول الخرنق:

1682- لا يبعدن قومي الّذين هم‏

سمّ العداة و آفة الجزر «2»

النّازلين بكلّ معترك‏

و الطّيّبون معاقد الأزر

على جواز القطع فرّق هذا القائل بأن البيت لا عطف فيه؛ لأنها قطعت «النازلين» فنصبته، و «الطيبون» فرفعته عن قولها «قومي»، و هذا الفرق لا أثر له؛ لأنه في غير هذا البيت ثبت القطع مع حرف العطف، أنشد سيبويه:

1683- و يأوي إلى نسوة عطّل‏

و شعثا مراضيع مثل السّعالي‏ «3»

فنصب «شعثا» و هو معطوف.

الثاني: أن يكون معطوفا على الضمير في‏ «مِنْهُمْ» أي: لكن الراسخون في العلم منهم و من المقيمين الصلاة.

الثالث: أن يكون معطوفا على الكاف في‏ «إِلَيْكَ» أي: يؤمنون بما أنزل إليك و إلى المقيمين الصلاة و هم الأنبياء.

الرابع: أن يكون معطوفا على «ما» في‏ «بِما أُنْزِلَ» أي: يؤمنون بما أنزل إلى محمد صلّى اللّه عليه و سلّم و بالمقيمين، و يعزى هذا للكسائي. و اختلفت عبارة هؤلاء في‏ «الْمُقِيمِينَ» فقيل: هم الملائكة. قال مكي:

«و يؤمنون بالملائكة الذين صفتهم إقامة الصلاة كقوله: يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ لا يَفْتُرُونَ‏ «4» . و قيل: هم الأنبياء، و قيل: هم المسلمون، و يكون على حذف مضاف أي: و بدين المقيمين.

الخامس: أن يكون معطوفا على الكاف في‏ «قَبْلِكَ» أي: و من قبل المقيمين، و يعني بهم الأنبياء أيضا.

السادس: أن يكون معطوفا على نفس الظرف، و يكون على حذف مضاف أي: و من قبل المقيمين، فحذف‏

(1) انظر البحر المحيط (3/ 395).

(2) انظر البيتين في ديوانها ص (29) و هما من شواهد الكتاب (1/ 202)، أمالي ابن الشجري (1/ 244)، المحتسب (2/ 198)، الإنصاف (2/ 468)، أوضح المسالك (2/ 76)، التصريح (2/ 116:، الأشموني (3/ 68)،-- الهمع (2/ 129)، مجاز القرآن (1/ 65)، و الجز جمع جزور و هي الناقة تجزر. و المعترك موضع ازدحام الناس.

(3) تقدم.

صفحه بعد