کتابخانه تفاسیر
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 4
عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ و قال هي سبع يا أم سلمة
و أخرج أحمد و البخاري و الدارمي و أبو داود و النسائي و ابن جرير و ابن حبان و ابن مردويه و البيهقي عن أبى سعيد بن المعلى قال كنت أصلى فدعاني النبي صلى الله عليه و سلم فلم أجبه فقال ألم يقل الله اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ ثم قال لاعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل ان تخرج من المسجد فأخذ بيدي فلما أردنا ان نخرج قلت يا رسول الله انك قلت لاعلمنك أعظم سورة في القرآن قال الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ هي السبع المثاني و القرآن العظيم الذي أوتيته
و أخرج أبو عبيد و أحمد و الدارمي و الترمذي و صححه و النسائي و ابن خزيمة و ابن المنذر و الحاكم و صححه و النسائي و ابن خزيمة و ابن مردويه و أبو ذر الهروي في فضائل القرآن و البيهقي في سننه عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج على أبى بن كعب فقال يا أبى و هو يصلى فالتفت أبى فلم يجبه فصلى أبى فخفف ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال السلام عليك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما منعك أن تجيبني إذ دعوتك فقال يا رسول الله انى كنت في الصلاة قال أ فلم تجد فيما أوحى الله إلى أن اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ قال بلى و لا أعود ان شاء الله قال أ تحب ان أعلمك سورة لم ينزل في التوراة و لا في الإنجيل و لا في الزبور و لا في الفرقان مثلها قال نعم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف تقرأ في الصلاة فقرأ بأم القرآن فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم و الذي نفسي بيده ما انزل في التوراة و لا في الإنجيل و لا في الزبور و لا في الفرقان مثلها و انها السبع من المثاني أو قال السبع المثاني و القرآن العظيم الذي أعطيته
و أخرج الدارمي و الترمذي و حسنه و النسائي و عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند و ابن الضريس في فضائل القرآن و ابن جرير و ابن خزيمة و الحاكم و صححه من طريق العلاء عن أبيه عن أبى هريرة عن أبى بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أنزل الله في التوراة و لا في الإنجيل و لا في الزبور و لا في الفرقان مثل أم القرآن و هي السبع المثاني و القرآن العظيم الذي أوتيت و هي مقسومة بيني و بين عبدى و لعبدي ما سأل
و أخرج مسلم و النسائي و ابن حبان و الطبراني و الحاكم عن ابن عباس قال بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس و عنده جبريل إذ سمع نقيضا من السماء من فوق فرفع جبريل بصره إلى السماء فقال يا محمد هذا ملك قد نزل لم ينزل إلى الأرض قط قال فاتى النبي صلى الله عليه و سلم فسلم عليه فقال أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبى قبلك فاتحة الكتاب و خواتيم سورة البقرة لن تقرأ حرفا منهما الا أوتيته
و أخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن أبى زيد و كانت له صحبة قال كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في بعض فجاج المدينة فسمع رجلا يتهجد و يقرأ بأم القرآن فقام النبي صلى الله عليه و سلم فاستمع حتى ختمها ثم قال ما في الأرض مثلها
و أخرج أبو عبيدة و أحمد و البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة و الحاكم و البيهقي عن أبى سعيد الخدري قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في سرية ثلاثين راكبا فنزلنا بقوم من العرب فسألناهم أن يضيفونا فأبوا فلدغ سيدهم فأتونا فقالوا فيكم أحد برقي من العقرب فقلت نعم أنا و لكن لا أفعل حتى تعطونا شيأ قالوا فانا نعطيكم ثلاثين شاة فقال فقرأت عليها الحمد سبع مرات فبرأ فلما قبضنا الغنم عرض في أنفسنا منها فكففنا حتى أتينا النبي صلى الله عليه و سلم فذكرنا ذلك له فقال أما علمت انها رقية اقتسموها و اضربوا لي معكم بسهم
و أخرج أحمد و البخاري و البيهقي في سننه عن ابن عباس ان نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم مروا بماء فيه لديغ أو سليم فعرض لهم رجل من أهل الحي فقال هل فيكم من راق ان في الماء رجلا لديغا أو سليما فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء فبرأ فجاء بالشاء إلى أصحابه فكرهوا ذلك و قالوا أخذت على كتاب الله أجرا حتى قدموا المدينة فقالوا يا رسول الله أخذ على كتاب الله أجرا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله
و أخرج أحمد و البيهقي في شعب الايمان بسند جيد عن عبد الله بن جابر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له الا أخبرك بأخير سورة نزلت في القرآن قلت بلى يا رسول الله قال فاتحة الكتاب و أحسبه قال فيها شفاء من كل داء
و أخرج الطبراني في الأوسط و الدارقطني في الافراد و ابن عساكر بسند ضعيف عن السائب بن يزيد قال عوذني رسول الله صلى الله عليه و سلم بفاتحة الكتاب تفلا
و أخرج سعيد بن منصور في سننه و البيهقي في شعب الايمان عن أبى سعيد الخدري أن رسول
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 5
الله صلى الله عليه و سلم قال فاتحة الكتاب شفاء من السم و أخرج أبو الشيخ بن حبان في كتاب الثواب من وجه آخر عن أبى سعيد و أبى هريرة مرفوعا مثله
و أخرج الدارمي و البيهقي في شعب الايمان بسند رجاله ثقات عن عبد الملك بن عمير قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فاتحة الكتاب شفاء من كل داء
و أخرج الثعلبي من طريق معاوية بن صالح عن أبى سليمان قال مر أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض غزوهم على رجل قد صرع فقرأ بعضهم في أذنه بأم القرآن فبرأ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هي أم القرآن و هي شفاء من كل داء
و أخرج أحمد و أبو داود و النسائي و ابن السنى في عمل اليوم و الليلة و الحاكم و صححه و البيهقي في الدلائل عن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه انه أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم أقبل راجعا من عنده فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد فقال أهله أ عندك ما تداوى به هذا فان صاحبكم قد جاء بخير قال فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام في كل يوم مرتين غدوة و عشية أجمع بزاقى ثم اتفل فبرأ فأعطوني مائة شاة فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فقال كل فمن أكل برقية باطل فقد أكلت برقية حق
و أخرج البزار في مسنده بسند ضعيف عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا وضعت جنبك على الفراش و قرأت فاتحة الكتاب و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فقد أمنت من كل شي الا الموت
و أخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ أم القرآن و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فكأنما قرأ ثلث القرآن
و أخرج عبد بن حميد في مسنده و الفريابي في تفسيره عن ابن عباس قال فاتحة الكتاب ثلث القرآن
و أخرج عبد بن حميد في مسنده بسند ضعيف عن ابن عباس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن
و أخرج الحاكم و صححه و أبو ذر الهروي في فضائله و البيهقي في الشعب عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه و سلم في مسير له فنزل فمشى رجل من أصحابه إلى جنبه فالتفت اليه النبي صلى الله عليه و سلم فقال ألا أخبرك بأفضل القرآن فتلا عليه الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
و أخرج ابن الضريس في فضائل القرآن و البيهقي في الشعب عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ان الله أعطاني فيما من به على انى أعطيتك فاتحة الكتاب و هي من كنوز عرشي ثم قسمتها بيني و بينك نصفين
و أخرج اسحق بن راهويه في مسنده عن علي انه سئل عن فاتحة الكتاب فقال حدثنا نبى الله صلى الله عليه و سلم انها أنزلت من كنز تحت العرش
و أخرج الحاكم و صححه و ابن مردويه في تفسيره و أبو ذر الهروي في فضائله و البيهقي في الشعب عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول و أعطيت فاتحة الكتاب و خواتيم سورة البقرة من تحت العرش و المفصل نافلة
و أخرج الديلمي في مسند الفردوس عن عمران بن حصين مرفوعا فاتحة الكتاب و آية الكرسي لا يقرؤهما عبد في دار فتصيبهم في ذلك اليوم عين انس أو جن
و أخرج أبو الشيخ في الثواب و الطبراني و ابن مردويه و الديلمي و الضياء المقدسي في المختارة عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أربع أنزلن من كنز تحت العرش لم ينزل منه شي غيرهن أم الكتاب و آية الكرسي و خواتيم سورة البقرة و الكوثر و أخرج ابن الضريس عن أبى امامة موقوفا مثله
و أخرج أبو نعيم و الديلمي عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فاتحة الكتاب تجزئ مالا يجزئ شي من القرآن و لو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان و جعل القرآن في الكفة الأخرى لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات
و أخرج أبو عبيد في فضائله عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان
و أخرج البيهقي في شعب الايمان عن الحسن قال أنزل الله مائة و أربعة كتب أودع علومها أربعة منها التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان ثم أودع علوم التوراة و الإنجيل و الزبور الفرقان ثم أودع علوم القرآن المفصل ثم أودع المفصل فاتحة الكتاب فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة
و أخرج وكيع في تفسيره و ابن الأنباري في المصاحف و أبو الشيخ في العظمة و أبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال رن إبليس أربعا حين نزلت فاتحه الكتاب و حين لعن و حين هبط إلى الأرض و حين بعث محمد صلى الله عليه و سلم
و أخرج ابن الضريس عن مجاهد قال لما نزلت الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِ
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 6
الْعالَمِينَ شق على إبليس مشقة شديد و رن رنة شديدة و نخر نخرة شديدة قال مجاهد فمن رن أو نخر فهو ملعون
و أخرج ابن الضريس عن عبد العزيز بن ربيع قال لما نزلت فاتحة الكتاب رن إبليس كرنته يوم لعن
و أخرج أبو عبيد عن مكحول قال أم القرآن قراءة و مسألة و دعاء
و أخرج أبو الشيخ في الثواب عن عطاء قال إذا أردت حاجة فاقرأ بفاتحة الكتاب حتى تختمها تقضى ان شاء الله
و أخرج ابن قانع في معجم الصحابة عن رجاء الغنوي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم استشفوا بما حمد الله به نفسه قبل ان يحمده خلقه و بما مدح الله به نفسه قلنا و ما ذاك يا نبى الله قال الْحَمْدُ لِلَّهِ و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله
و أخرج أبو عبيد عن أبى المنهال سيار بن سلامة ان عمر بن الخطاب سقط عليه رجل من المهاجرين و عمر يتهجد من الليل يقرأ بفاتحة الكتاب لا يزيد عليها و يكبر و يسبح ثم يركع و يسجد فلما أصبح الرجل ذكر ذلك لعمر فقال عمر لامك الويل أ ليست تلك صلاة الملائكة قلت فيه ان الملائكة اذن لهم في قراءة الفاتحة فقط فقد ذكر ابن الصلاح ان قراءة القرآن خصيصة أوتيها البشر دون الملائكة و انهم حريصون على سماعه من الانس
و أخرج ابن الضريس عن أبى قلابة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال من شهد فاتحة الكتاب حين يستفتح كان كمن شهد فتحا في سبيل الله و من شهد حتى تختم كان كمن شهد الغنائم حتى تقسم
و أخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق عن شداد بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أخذ أحدكم مضجعه ليرقد فليقرأ بأم القرآن و سورة فان الله يوكل به ملكا يهب معه إذا هب
و أخرج الشافعي في الام و ابن أبى شيبة في المصنف و أحمد في مسنده و البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة و البيهقي في السنن عن عبادة بن الصامت ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب
و أخرج الدارقطني و الحاكم عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أم القرآن عوض عن غيرها و ليس غيرها عوضا منها
و أخرج أحمد و البيهقي في سننه عن أبى هريرة قال أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج
و أخرج مالك في الموطأ و سفيان بن عيينة في تفسيره و أبو عبيد في فضائله و ابن أبى شيبة و أحمد في مسنده و البخاري في جزء القراءة و مسلم في صحيحه و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة و ابن جرير و ابن الأنباري في المصاحف و ابن حبان و الدارقطني و البيهقي في السنن عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج فهي خداج فهي خداج ثلاث مرات غير تام قال أبو السائب فقلت يا أبا هريرة انى أحيانا أكون وراء الامام فغمز ذراعي و قال اقرأ بها يا فارسى في نفسك فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال الله عز و جل قسمت الصلاة بيني و بين عبدى نصفين فنصفها لي و نصفها لعبدي و لعبدي ما سأل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اقرؤا يقول العبد الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فيقول الله حمدني عبدى و يقول العبد الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فيقول الله أثنى على عبدى و يقول العبد مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ فيقول الله مجدنى عبدى و يقول العبد إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فيقول الله هذا بيني و بين عبدى أولها لي و آخرها لعبدي و له ما سأل و يقول العبد اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ فيقول الله هذا لعبدي و لعبدي ما سأل
و أخرج الدارقطني و البيهقي في السنن بسند ضعيف عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله تعالى قسمت هذه الصلاة بيني و بين عبدى نصفين فإذا قال العبد بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يقول الله ذكرني عبدى فإذا قال الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ يقول الله حمدني عبدى فإذا قال الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يقول الله أثنى على عبدى فإذا قال مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ يقول الله مجدنى عبدى فإذا قال إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قال هذه الآية بيني و بين عبدى نصفين و آخر السورة لعبدي و لعبدي ما سال
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم في تفسيريهما عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله قسمت الصلاة بيني و بين عبدى نصفين و له ما سال فإذا قال العبد الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ قال مدحني عبدى و إذا قال الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال أثنى على عبدى ثم قال هذا لي و له ما بقي
و أخرج الطبراني في الأوسط عن أبى بن كعب قال قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم فاتحة الكتاب ثم قال قال ربكم ابن آدم أنزلت عليك سبع آيات ثلاث لي و ثلاث لك
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 7
و واحدة بيني و بينك فاما التي لي ف الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ و التي بيني و بينك إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ منك العبادة و على العون لك و أما التي لك اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ
[سورة الفاتحة (1): آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)
قوله تعالى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أخرج أبو عبيد و ابن سعد في الطبقات و ابن أبى شيبة و أحمد و أبو داود و ابن خزيمة و ابن الأنباري في المصاحف و الدارقطني و الحاكم و صححه و البيهقي و الخطيب و ابن عبد البر كلاهما في كتاب المسألة عن أم سلمة ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ملك يوم الدين إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ قطعها آية آية و عددها عد الاعراب وعد بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ آية و لم يعد عليهم
و أخرج ابن أبى حاتم و الطبراني و الدارقطني و البيهقي في سننه بسند ضعيف عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أخرج من المسجد حتى أخبرك بآية أو سورة لم تنزل على نبى بعد سليمان غيرى قال فمشى و تبعته حتى انتهى إلى باب المسجد فاخرج احدى رجليه من أسكفة المسجد و بقيت الأخرى في المسجد فقلت بيني و بين نفسي ذلك فاقبل على بوجهه فقال باي شي تفتتح القرآن إذا افتتحت الصلاة قلت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال هي هي ثم خرج
و أخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ آية
و أخرج سعيد بن منصور في سننه و ابن خزيمة في كتاب البسملة و البيهقي عن ابن عباس قال استرق الشيطان من الناس
و أخرج أبو عبيد و ابن مردويه و البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال أغفل الناس آية من كتاب الله لم تنزل على أحد سوى النبي صلى الله عليه و سلم الا أن يكون سليمان بن داود عليهما السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
و أخرج الدارقطني بسند ضعيف عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كان جبريل إذا جاءني بالوحي أول ما يلقى على بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
و أخرج الواحدي عن ابن عمر قال نزلت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* في كل سورة
و أخرج أبو داود و البزار و الطبراني و الحاكم و صححه و البيهقي في المعرفة عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه و سلم لا يعرف فصل السورة و في لفظ خاتمة السورة حتى ينزل عليه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* زاد البزار و الطبراني فإذا نزلت عرف ان السورة قد ختمت و استقبلت أو ابتدئت سورة أخرى
و أخرج الحاكم و صححه و البيهقي في سننه عن ابن عباس قال كان المسلمون لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* فإذا نزلت عرفوا ان السورة قد انقضت
و أخرج أبو عبيد عن سعيد بن جبير ان في عهد النبي صلى الله عليه و سلم كانوا لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* فإذا نزلت علموا ان قد انقضت السورة و نزلت أخرى
و أخرج الطبراني و الحاكم و صححه و البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا جاءه جبريل فقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* علم انها سورة
و أخرج البيهقي في شعب الايمان و الواحدي عن ابن مسعود قال كنا لا نعلم فصل ما بين السورتين حتى تنزل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
و أخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر انه كان يقرأ في الصلاة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* فإذا ختم السورة قرأها و يقول ما كتبت في المصحف الا لتقرأ
و أخرج الدارقطني عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم علمني جبريل الصلاة فقام فكبر لنا ثم قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* فيما يجهر به في كل ركعة
و أخرج الثعلبي عن على بن زيد بن جدعان ان العبادلة كانوا يستفتحون القراءة ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* يجهرون بها عبد الله بن عباس و عبد الله بن عمر و عبد الله بن الزبير
و أخرج الثعلبي عن أبى هريرة قال كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في المسجد إذ دخل رجل يصلى فافتتح الصلاة و تعوذ ثم قال الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فسمع النبي صلى الله عليه و سلم فقال له يا رجل قطعت على نفسك الصلاة اما علمت ان بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ من الحمد فمن تركها فقد ترك آية و من ترك آية فقد أفسد عليه صلاته
و أخرج الثعلبي عن علي انه كان إذا افتتح السورة في الصلاة يقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و كان يقول من ترك قراءتها فقد نقص و كان يقول هي تمام السبع المثاني
و أخرج الثعلبي عن طلحة بن عبيد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ترك بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقد ترك آية من كتاب الله
و أخرج الشافعي
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 8
في الام و الدار قطني و الحاكم و صححه و البيهقي عن معاوية انه قدم المدينة فصلى بهم و لم يقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و لم يكبر إذا خفض و إذا رفع فناداه المهاجرون و الأنصار حين سلم يا معاوية أ سرقت صلاتك أين بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و أين التكبير فلما صلى بعد ذلك قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لام القرآن و للسورة التي بعدها و كبر حين يهوى ساجدا
و أخرج البيهقي عن الزهري قال من سنة الصلاة أن يقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و ان أول من أسر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة و كان رجلا حييا
و أخرج أبو داود و الترمذي و الدارقطني و البيهقي عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه و سلم يفتتح صلاته بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
و أخرج البزار و الدارقطني و البيهقي في شعب الايمان من طريق أبى الطفيل قال سمعت على بن أبى طالب و عمارا يقولان ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يجهر في المكتوبات ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ في فاتحة الكتاب
و أخرج الطبراني في الأوسط و الدارقطني و البيهقي عن نافع ان ابن عمر كان إذا افتتح الصلاة يقرأ ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* في أم القرآن و في السورة التي تليها و يذكر انه سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه و سلم
و أخرج الدارقطني و الحاكم و البيهقي عن أبى هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* في الصلاة
و أخرج الطبراني و الدارقطني و البيهقي في شعب الايمان من طريق أبى الطفيل و الدارقطني و الحاكم عن أنس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
و أخرج الدارقطني و الحاكم و البيهقي و صححاه عن نعيم المجمر قال كنت وراء أبى هريرة فقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ وَ لَا الضَّالِّينَ قال آمين و قال الناس آمين و يقول كلما سجد الله أكبر و إذا قام من الجلوس قال الله أكبر و يقول إذا سلم و الذي نفسي بيده انى لاشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه و سلم
و أخرج الدارقطني عن على بن أبى طالب قال كان النبي صلى الله عليه و سلم يجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* في السورتين جميعا
و أخرج الدارقطني عن على بن أبى طالب قال قال النبي صلى الله عليه و سلم كيف تقرأ إذا قمت إلى الصلاة قلت الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ قال قل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
و أخرج الدارقطني و البيهقي في شعب الايمان عن جابر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف تقرأ إذا قمت إلى الصلاة قلت أقرأ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ قال قل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
و أخرج الدارقطني عن ابن عمر قال صليت خلف النبي صلى الله عليه و سلم و أبى بكر و عمر فكانوا يجهرون ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
و أخرج الدارقطني عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمنى جبريل عليه السلام عند الكعبة فجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
و أخرج الدارقطني عن الحكم بن عمير و كان بدريا قال صليت خلف النبي صلى الله عليه و سلم فجهر في الصلاة ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* في صلاة الليل و صلاة الغداة و صلاة الجمعة
و أخرج الدارقطني عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
و أخرج أبو عبيد عن محمد بن كعب القرظي قال فاتحة الكتاب سبع آيات ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
و أخرج ابن أبى حاتم في تفسيره و الحاكم في المستدرك و صححه و البيهقي في شعب الايمان و أبو ذر الهروي في فضائله و الخطيب البغدادي في تاريخه عن ابن عباس ان عثمان بن عفان سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقال هو اسم من أسماء الله تعالى و ما بينه و بين اسم الله الأكبر الا كما بين سواد العين و بياضها من القرب
و أخرج ابن جرير و ابن عدى في الكامل و ابن مردويه و أبو نعيم في الحلية و ابن عساكر في تاريخ دمشق و الثعلبي بسند ضعيف جدا عن أبى سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان عيسى بن مريم أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلمه فقال له المعلم اكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* قال له عيسى و ما باسم الله قال المعلم لا أدرى فقال له عيسى الباء بهاء الله و السين سناؤه و الميم مملكته و الله أله آلهة و الرحمن رحمان الدنيا و الاخرة و الرحيم رحيم الآخرة و أخرج ابن أبى حاتم من طريق جويبر عن الضحاك مثل قوله
و أخرج ابن جريج و ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال أول ما نزل جبريل على محمد صلى الله عليه و سلم قال له جبريل بسم الله يا محمد يقول اقرأ بذكر الله و الله ذو الألوهية و المعبودية على خلقه أجمعين و الرحمن الفعلان من الرحمة و الرحيم الرفيق الرقيق بمن أحب أن يرحمه و البعيد الشديد على من أحب أن يضعف
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 9
عليه العذاب
و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال اسم الله الأعظم هو الله
و أخرج ابن أبى شيبة و البخاري في تاريخه و ابن الضريس في فضائله و ابن أبى حاتم عن جابر بن يزيد قال اسم الله الأعظم هو الله ألا ترى انه في جميع القرآن يبدأ به قبل كل اسم
و أخرج ابن أبى شيبة و ابن أبى الدنيا في الدعاء عن الشعبي قال اسم الله الأعظم يا الله
و أخرج ابن جرير عن الحسن قال الرحمن اسم ممنوع
و أخرج ابن أبى حاتم عن الحسن قال الرحيم اسم لا يستطيع الناس ان ينتحلوه
و أخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك قال الرحمن لجميع الخلق و الرحيم بالمؤمنين خاصة
و أخرج البيهقي في الأسماء و الصفات عن ابن عباس قال الرحمن و هو الرفيق الرحيم و هو العاطف على خلقه بالرزق وهما اسمان رفيقان أحدهما ارق من الآخر
و أخرج ابن جرير عن عطاء الخراساني قال كان الرحمن فلما اختزل الرحمن من اسمه كان الرحمن الرحيم
و أخرج البزار و الحاكم و البيهقي في الدلائل بسند ضعيف عن عائشة قالت قال لي أبى ألا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال و كان عيسى يعلمه للحواريين لو كان عليك مثل أحد ذهبا لقضاه الله عنك قلت بلى قال قولي اللهم فارج الهم كاشف الغم و لفظ البزار و كاشف الكرب مجيب دعوة المضطرين رحمان الدنيا و الاخرة و رحيمهما أنت ترحمني فارحمني رحمة تغنيني بها عمن سواك
و أخرج ابن أبى شيبة عن عبد الرحمن بن سابط قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو بهؤلاء الكلمات و يعلمهن اللهم فارج الهم و كاشف الكرب و مجيب المضطرين و رحمان الدنيا و الاخرة و رحيمهما ارحمني اليوم رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك
و أخرج البيهقي في شعب الايمان من طريق مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ان الله قد أنزل على سورة لم ينزلها على أحد من الأنبياء و الرسل قبلي قال النبي صلى الله عليه و سلم قال الله تعالى قسمت هذه السورة بيني و بين عبادي فاتحة الكتاب جعلت نصفها لي و نصفها لهم و آية بيني و بينهم فإذا قال العبد بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال الله عبدى دعاني باسمين رفيقين أحدهما أرق من الأخر فالرحيم ارق من الرحمن و كلاهما رفيقان فإذا قال الْحَمْدُ لِلَّهِ قال الله شكرني عبدى و حمدني فإذا قال رَبِّ الْعالَمِينَ قال الله شهد عبدى انى رب العالمين يعنى برب العالمين رب الانس و الجن و الملائكة و الشياطين و رب الخلق و رب كل شي فإذا قال الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يقول مجدنى عبدى و إذا قال مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ يعنى بيوم الدين يوم الحساب قال الله تعالى شهد عبدى انه لا مالك ليومه أحد غيرى و إذا قال مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ فقد أثنى على عبدى إِيَّاكَ نَعْبُدُ يعنى الله اعبد و أوحد وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قال الله تعالى هذا بيني و بين عبدى إياي يعبد فهذه لي و إياي يستعين فهذه له و لعبدي بعد ما سال بقية السورة اهْدِنَا أرشدنا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ يعنى دين الإسلام لان كل دين غير الإسلام فليس بمستقيم الذي ليس فيه التوحيد صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ يعنى به النبيين و المؤمنين الذين أنعم الله عليهم بالإسلام و النبوة غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ يقول أرشدنا غير دين هؤلاء الذين غضبت عليهم وهم اليهود وَ لَا الضَّالِّينَ وهم النصارى أضلهم الله بعد الهدى فبمعصيتهم غضب الله عليهم ف جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنازِيرَ وَ عَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً في الدنيا و الآخرة يعنى شر منزلا من النار وَ أَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ من المؤمنين يعنى أضل عن قصد السبيل المهدى من المسلمين قال النبي صلى الله عليه و سلم فإذا قال الامام وَ لَا الضَّالِّينَ فقولوا آمين يحبكم الله قال النبي صلى الله عليه و سلم قال لي يا محمد هذه نجاتك و نجاة أمتك و من اتبعك على دينك من النار قال البيهقي قوله رقيقان قيل هذا تصحيف وقع في الأصل و انما هو رفيقان و الرفيق من اسماء الله تعالى
و أخرج ابن مردويه و الثعلبي عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هرب الغيم إلى المشرق و سكنت الريح وهاج البحر و أصغت البهائم بآذانها و رجمت الشياطين من السماء و حلف الله بعزته و جلاله ان لا يسمى على شي الا بارك فيه
و أخرج وكيع و الثعلبي عن ابن مسعود قال من أراد ان ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ليجعل الله له بكل حرف منها حسنة من كل واحد
و أخرج الديلمي في مسند الفردوس عن ابن عباس مرفوعا ان المعلم إذا قال للصبي قل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقال كتب للمعلم و للصبي و لأبويه براءة من النار
و أخرج ابن السنى في عمل اليوم و الليلة و الديلمي عن علي مرفوعا إذا وقعت في ورطة فقل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لا حول و لا قوة الا بالله العلى العظيم فان الله يصرف
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 10
بها ما يشاء من أنواع البلاء
و أخرج الحافظ عبد القادر الرهاوي في الأربعين بسند حسن عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل أمر ذى بال لا يبدأ فيه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* أقطع
و أخرج عبد الرزاق في المصنف و أبو نعيم في الحلية عن عطاء قال إذا تناهقت الحمر من الليل فقولوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
و أخرج أبو الشيخ في العظمة عن صفوان بن سليم قال الجن يستمتعون بمتاع الانس و ثيابهم فمن أخذ منكم ثوبا أو وضعه فليقل بسم الله فان اسم الله طابع
و أخرج أبو نعيم و الديلمي عن عائشة قالت لما نزلت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* ضجت الجبال حتى سمع أهل مكة دويها فقالوا سحر محمد الجبال فبعث الله دخانا حتى أظل على أهل مكة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* موقنا سبحت معه الجبال الا انه لا يسمع ذلك منها
و أخرج الديلمي عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* كتب له بكل حرف أربعة آلاف حسنة و محي عنه أربعة آلاف سيئة و رفع له أربعة آلاف درجة
و أخرج ابن أبى شيبة و البخاري و الدارقطني و الحاكم و البيهقي في سننه عن أنس بن مالك انه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال كانت مدا ثم قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* يمد بِسْمِ اللَّهِ* و يمد الرَّحْمنِ* و يمد الرَّحِيمِ*
و أخرج الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي في الجامع عن أبى جعفر محمد بن على قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مفتاح كل كتاب
و أخرج الخطيب في الجامع عن سعيد بن جبير قال لا يصلح كتاب الا أوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* و ان كان شعرا
و أخرج الخطيب عن الزهري قال مضت السنة ان لا يكتب في الشعر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
و أخرج ابن أبى شيبة و أبو بكر بن أبى داود و الخطيب في الجامع عن الشعبي قال كانوا يكرهون ان يكتبوا أمام الشعر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
و أخرج الخطيب عن الشعبي قال أجمعوا ان لا يكتبوا أمام الشعر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
و أخرج أبو عبيد و ابن أبى شيبة في المصنف عن مجاهد و الشعبي انهما كرها ان يكتب الجنب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
و أخرج أبو نعيم في تاريخ أصبهان و ابن أشته في المصاحف بسند ضعيف عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مجودة تعظيما لله غفر الله له
و أخرج البيهقي في شعب الايمان عن علي بن أبى طالب قال تنوق رجل في بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* فغفر له
و أخرج السلفي في جزء له عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تمد الباء إلى الميم حتى ترفع السين
و أخرج الخطيب في الجامع عن الزهري قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم ان تمد بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
و أخرج الخطيب و ابن أشته في المصاحف عن محمد بن سيرين انه كان يكره ان يمد الباء إلى الميم حتى يكتب السين
و أخرج الديلمي في مسند الفردوس و ابن عساكر في تاريخ دمشق عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كتبت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* فبين السين فيه
و أخرج الخطيب في الجامع و الديلمي عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا كتب أحدكم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* فليمد الرَّحْمنِ*
و أخرج الديلمي عن معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا معاوية ألق الدواة و حرف القلم و انصب الباء و فرق السين و لا تغور الميم و حسن اللَّهِ* و مد الرَّحْمنِ* و جود الرَّحِيمِ* و ضع قلمك على أذنك اليسرى فانه أذكر لك
و أخرج الخطيب عن مطر الوراق قال كان معاوية بن أبى سفيان كاتب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمره أن يجمع بين حروف الباء و السين ثم يمده إلى الميم ثم يجمع حروف اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* و لا يمد شيأ من أسماء الله في كتابه و لا قراءته
و أخرج أبو عبيد عن مسلم بن يسار انه كان يكره أن يكتب بم حين يبدأ فيسقط السين
و أخرج أبو عبيد عن ابن عون انه كتب لابن سيرين بم فقال مه أكتب سينا اتقوا أن يأثم أحدكم و هو لا يشعر
و أخرج أبو عبيد عن عمران بن عون ان عمر بن عبد العزيز ضرب كاتبا كتب الميم قبل السين فقيل له فيم ضربك أمير المؤمنين فقال في سين
و أخرج ابن سعد في طبقاته عن جويرية بنت اسماء ان عمر بن عبد العزيز عزل كاتبا له في هذا كتب بم و لم يجعل السين
و أخرج ابن سعيد عن محمد بن سيرين انه كان يكره ان يكتب الباء ثم يمدها إلى الميم حتى يكتب السين و يقول فيه قولا شديدا