کتابخانه تفاسیر
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 9
عليه العذاب
و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال اسم الله الأعظم هو الله
و أخرج ابن أبى شيبة و البخاري في تاريخه و ابن الضريس في فضائله و ابن أبى حاتم عن جابر بن يزيد قال اسم الله الأعظم هو الله ألا ترى انه في جميع القرآن يبدأ به قبل كل اسم
و أخرج ابن أبى شيبة و ابن أبى الدنيا في الدعاء عن الشعبي قال اسم الله الأعظم يا الله
و أخرج ابن جرير عن الحسن قال الرحمن اسم ممنوع
و أخرج ابن أبى حاتم عن الحسن قال الرحيم اسم لا يستطيع الناس ان ينتحلوه
و أخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك قال الرحمن لجميع الخلق و الرحيم بالمؤمنين خاصة
و أخرج البيهقي في الأسماء و الصفات عن ابن عباس قال الرحمن و هو الرفيق الرحيم و هو العاطف على خلقه بالرزق وهما اسمان رفيقان أحدهما ارق من الآخر
و أخرج ابن جرير عن عطاء الخراساني قال كان الرحمن فلما اختزل الرحمن من اسمه كان الرحمن الرحيم
و أخرج البزار و الحاكم و البيهقي في الدلائل بسند ضعيف عن عائشة قالت قال لي أبى ألا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال و كان عيسى يعلمه للحواريين لو كان عليك مثل أحد ذهبا لقضاه الله عنك قلت بلى قال قولي اللهم فارج الهم كاشف الغم و لفظ البزار و كاشف الكرب مجيب دعوة المضطرين رحمان الدنيا و الاخرة و رحيمهما أنت ترحمني فارحمني رحمة تغنيني بها عمن سواك
و أخرج ابن أبى شيبة عن عبد الرحمن بن سابط قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو بهؤلاء الكلمات و يعلمهن اللهم فارج الهم و كاشف الكرب و مجيب المضطرين و رحمان الدنيا و الاخرة و رحيمهما ارحمني اليوم رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك
و أخرج البيهقي في شعب الايمان من طريق مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ان الله قد أنزل على سورة لم ينزلها على أحد من الأنبياء و الرسل قبلي قال النبي صلى الله عليه و سلم قال الله تعالى قسمت هذه السورة بيني و بين عبادي فاتحة الكتاب جعلت نصفها لي و نصفها لهم و آية بيني و بينهم فإذا قال العبد بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال الله عبدى دعاني باسمين رفيقين أحدهما أرق من الأخر فالرحيم ارق من الرحمن و كلاهما رفيقان فإذا قال الْحَمْدُ لِلَّهِ قال الله شكرني عبدى و حمدني فإذا قال رَبِّ الْعالَمِينَ قال الله شهد عبدى انى رب العالمين يعنى برب العالمين رب الانس و الجن و الملائكة و الشياطين و رب الخلق و رب كل شي فإذا قال الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يقول مجدنى عبدى و إذا قال مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ يعنى بيوم الدين يوم الحساب قال الله تعالى شهد عبدى انه لا مالك ليومه أحد غيرى و إذا قال مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ فقد أثنى على عبدى إِيَّاكَ نَعْبُدُ يعنى الله اعبد و أوحد وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قال الله تعالى هذا بيني و بين عبدى إياي يعبد فهذه لي و إياي يستعين فهذه له و لعبدي بعد ما سال بقية السورة اهْدِنَا أرشدنا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ يعنى دين الإسلام لان كل دين غير الإسلام فليس بمستقيم الذي ليس فيه التوحيد صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ يعنى به النبيين و المؤمنين الذين أنعم الله عليهم بالإسلام و النبوة غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ يقول أرشدنا غير دين هؤلاء الذين غضبت عليهم وهم اليهود وَ لَا الضَّالِّينَ وهم النصارى أضلهم الله بعد الهدى فبمعصيتهم غضب الله عليهم ف جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنازِيرَ وَ عَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً في الدنيا و الآخرة يعنى شر منزلا من النار وَ أَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ من المؤمنين يعنى أضل عن قصد السبيل المهدى من المسلمين قال النبي صلى الله عليه و سلم فإذا قال الامام وَ لَا الضَّالِّينَ فقولوا آمين يحبكم الله قال النبي صلى الله عليه و سلم قال لي يا محمد هذه نجاتك و نجاة أمتك و من اتبعك على دينك من النار قال البيهقي قوله رقيقان قيل هذا تصحيف وقع في الأصل و انما هو رفيقان و الرفيق من اسماء الله تعالى
و أخرج ابن مردويه و الثعلبي عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هرب الغيم إلى المشرق و سكنت الريح وهاج البحر و أصغت البهائم بآذانها و رجمت الشياطين من السماء و حلف الله بعزته و جلاله ان لا يسمى على شي الا بارك فيه
و أخرج وكيع و الثعلبي عن ابن مسعود قال من أراد ان ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ليجعل الله له بكل حرف منها حسنة من كل واحد
و أخرج الديلمي في مسند الفردوس عن ابن عباس مرفوعا ان المعلم إذا قال للصبي قل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقال كتب للمعلم و للصبي و لأبويه براءة من النار
و أخرج ابن السنى في عمل اليوم و الليلة و الديلمي عن علي مرفوعا إذا وقعت في ورطة فقل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لا حول و لا قوة الا بالله العلى العظيم فان الله يصرف
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 10
بها ما يشاء من أنواع البلاء
و أخرج الحافظ عبد القادر الرهاوي في الأربعين بسند حسن عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل أمر ذى بال لا يبدأ فيه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* أقطع
و أخرج عبد الرزاق في المصنف و أبو نعيم في الحلية عن عطاء قال إذا تناهقت الحمر من الليل فقولوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
و أخرج أبو الشيخ في العظمة عن صفوان بن سليم قال الجن يستمتعون بمتاع الانس و ثيابهم فمن أخذ منكم ثوبا أو وضعه فليقل بسم الله فان اسم الله طابع
و أخرج أبو نعيم و الديلمي عن عائشة قالت لما نزلت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* ضجت الجبال حتى سمع أهل مكة دويها فقالوا سحر محمد الجبال فبعث الله دخانا حتى أظل على أهل مكة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* موقنا سبحت معه الجبال الا انه لا يسمع ذلك منها
و أخرج الديلمي عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* كتب له بكل حرف أربعة آلاف حسنة و محي عنه أربعة آلاف سيئة و رفع له أربعة آلاف درجة
و أخرج ابن أبى شيبة و البخاري و الدارقطني و الحاكم و البيهقي في سننه عن أنس بن مالك انه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال كانت مدا ثم قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* يمد بِسْمِ اللَّهِ* و يمد الرَّحْمنِ* و يمد الرَّحِيمِ*
و أخرج الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي في الجامع عن أبى جعفر محمد بن على قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مفتاح كل كتاب
و أخرج الخطيب في الجامع عن سعيد بن جبير قال لا يصلح كتاب الا أوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* و ان كان شعرا
و أخرج الخطيب عن الزهري قال مضت السنة ان لا يكتب في الشعر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
و أخرج ابن أبى شيبة و أبو بكر بن أبى داود و الخطيب في الجامع عن الشعبي قال كانوا يكرهون ان يكتبوا أمام الشعر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
و أخرج الخطيب عن الشعبي قال أجمعوا ان لا يكتبوا أمام الشعر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
و أخرج أبو عبيد و ابن أبى شيبة في المصنف عن مجاهد و الشعبي انهما كرها ان يكتب الجنب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
و أخرج أبو نعيم في تاريخ أصبهان و ابن أشته في المصاحف بسند ضعيف عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مجودة تعظيما لله غفر الله له
و أخرج البيهقي في شعب الايمان عن علي بن أبى طالب قال تنوق رجل في بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* فغفر له
و أخرج السلفي في جزء له عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تمد الباء إلى الميم حتى ترفع السين
و أخرج الخطيب في الجامع عن الزهري قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم ان تمد بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
و أخرج الخطيب و ابن أشته في المصاحف عن محمد بن سيرين انه كان يكره ان يمد الباء إلى الميم حتى يكتب السين
و أخرج الديلمي في مسند الفردوس و ابن عساكر في تاريخ دمشق عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كتبت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* فبين السين فيه
و أخرج الخطيب في الجامع و الديلمي عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا كتب أحدكم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* فليمد الرَّحْمنِ*
و أخرج الديلمي عن معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا معاوية ألق الدواة و حرف القلم و انصب الباء و فرق السين و لا تغور الميم و حسن اللَّهِ* و مد الرَّحْمنِ* و جود الرَّحِيمِ* و ضع قلمك على أذنك اليسرى فانه أذكر لك
و أخرج الخطيب عن مطر الوراق قال كان معاوية بن أبى سفيان كاتب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمره أن يجمع بين حروف الباء و السين ثم يمده إلى الميم ثم يجمع حروف اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* و لا يمد شيأ من أسماء الله في كتابه و لا قراءته
و أخرج أبو عبيد عن مسلم بن يسار انه كان يكره أن يكتب بم حين يبدأ فيسقط السين
و أخرج أبو عبيد عن ابن عون انه كتب لابن سيرين بم فقال مه أكتب سينا اتقوا أن يأثم أحدكم و هو لا يشعر
و أخرج أبو عبيد عن عمران بن عون ان عمر بن عبد العزيز ضرب كاتبا كتب الميم قبل السين فقيل له فيم ضربك أمير المؤمنين فقال في سين
و أخرج ابن سعد في طبقاته عن جويرية بنت اسماء ان عمر بن عبد العزيز عزل كاتبا له في هذا كتب بم و لم يجعل السين
و أخرج ابن سعيد عن محمد بن سيرين انه كان يكره ان يكتب الباء ثم يمدها إلى الميم حتى يكتب السين و يقول فيه قولا شديدا
و أخرج الخطيب عن معاذ بن معاذ قال كتبت عند سوار بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* فمددت الباء و لم اكتب السين فامسك يدي و قال كان محمد و الحسن
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 11
يكرهان هذا
و أخرج الخطيب عن عبد الله بن صالح قال كتبت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* و رفعت الباء فطالت فأنكر ذلك الليث و كرهه و قال غيرت المعنى يعنى لأنها تصير لاما
و أخرج أبو داود في مراسيله عن عمر بن عبد العزيز ان النبي صلى الله عليه و سلم مر على كتاب في الأرض فقال لفتى معه ما في هذا قال بِسْمِ اللَّهِ* قال لعن من فعل هذا لا تضعوا بِسْمِ اللَّهِ* الا في موضعه
و أخرج الخطيب في تالى التلخيص عن أنس مرفوعا من رفع قرطاسا من الأرض فيه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* إجلالا له ان يداس كتب عند الله من الصديقين و خفف عن والديه و ان كانا كافرين
و أخرج ابن أبى داود في البعث عن خالد بن خالد بن سعيد بن العاص قال انى أول من كتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
و أخرج الثعلبي من طريق الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال قام النبي صلى الله عليه و سلم بمكة فقال بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* فقالت قريش دق الله فاك
و أخرج أبو داود في مراسيله عن سعيد بن جبير قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يجهر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* بمكة و كان أهل مكة يدعون مسيلمة الرحمن فقالوا ان محمدا يدعو إلى اله اليمامة فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بإخفائها فما جهر بها حتى مات
و أخرج الطبراني من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* هزأ منه المشركون و قالوا محمد يذكر اله اليمامة و كان مسيلمة يتسمى الرحمن فلما نزلت هذه الآية أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم ان لا يجهر بها
و أخرج الطبراني عن انس ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يسر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* و أبو بكر و عمر
و أخرج ابن أبى شيبة و الترمذي و حسنه و النسائي و ابن ماجة و البيهقي عن ابن عبد الله بن مغفل قال سمعني أبى و أنا اقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* فقال اى بنى محدث صليت خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبى بكر و عمر و عثمان فلم أسمع أحدا منهم جهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
و أخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس قال الجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* قراءة الاعراب
و أخرج ابن أبى شيبة عن ابراهيم قال جهر الامام ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* بدعة
و أخرج ابن الضريس عن يحيى بن عتيق قال كان الحسن يقول اكتبوا في أول الامام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* و اجعلوا بين كل سورتين خطا
[سورة الفاتحة (1): آية 2]
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2)
قوله تعالى الْحَمْدُ لِلَّهِ
أخرج عبد الرزاق في المصنف و الحكيم الترمذي في نوادر الأصول و الخطابي في الغريب و البيهقي في الأدب و الديلمي في مسند الفردوس و الثعلبي عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه قرأ الحمد رأس الشكر فما شكر الله عبد لا يحمده
و أخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن النواس بن سمعان قال سرقت ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لئن ردها الله لأشكرن ربى فوقعت في حي من أحياء العرب فيهم امرأة مسلمة فوقع في خلدها ان تهرب عليها فرأت من القوم غفلة فقعدت عليها ثم حركتها فصبحت بها المدينة فلما رآها المسلمون فرحوا بها و فشوا بمجيئها حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما رآها قال الْحَمْدُ لِلَّهِ فانتظروا هل يحدث رسول الله صلى الله عليه و سلم صوما أو صلاة فظنوا انه نسى فقالوا يا رسول الله قد كنت قلت لئن ردها الله لأشكرن ربى قال ألم أقل الْحَمْدُ لِلَّهِ
و أخرج ابن جرير و الحاكم في تاريخ نيسابور و الديلمي بسند ضعيف عن الحكم بن عمير و كانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قلت الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فقد شكرت الله فزادك
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس قال الْحَمْدُ لِلَّهِ كلمة الشكر إذا قال العبد الْحَمْدُ لِلَّهِ قال الله شكرني عبدى
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الحمد هو الشكر و الاستحذاء لله و الإقرار بنعمه و هدايته و ابتدائه و غير ذلك
و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال قال عمر قد علمنا سُبْحانَ اللَّهِ* و لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ* فما الحمد قال علي كلمة رضيها الله لنفسه و أحب أن تقال
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن كعب قال الْحَمْدُ لِلَّهِ ثناء على الله
و أخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك قال الحمد رداء الرحمن
و أخرج ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن أبى عبد الرحمن الجبائي قال الصلاة شكر و الصيام شكر و كل خير تفعله لله شكر و أفضل الشكر الحمد
و أخرج الترمذي و حسنه و النسائي و ابن ماجة و ابن حبان و البيهقي في شعب الايمان عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل الذكر لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ* و أفضل الدعاء الْحَمْدُ لِلَّهِ
و أخرج ابن ماجة و البيهقي بسند حسن عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 12
و سلم ما أنعم الله على عبده نعمة فقال الْحَمْدُ لِلَّهِ الا كان الذي أعطى أفضل مما أخذه
و أخرج البيهقي في شعب الايمان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد ينعم عليه بنعمة الا كان الحمد أفضل منها
و أخرج عبد الرزاق و البيهقي في الشعب عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أنعم الله على عبد نعمة يحمد الله عليها الا كان حمد الله أعظم منها كائنة ما كانت
و أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو ان الدنيا كلها بحذافيرها في يد رجل من أمتي ثم قال الْحَمْدُ لِلَّهِ لكان الحمد أفضل من ذلك
و أخرج أحمد و مسلم و النسائي عن أبى موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الطهور شطر الايمان و الْحَمْدُ لِلَّهِ تملا الميزان و سُبْحانَ اللَّهِ* و الْحَمْدُ لِلَّهِ تملان أو تملا ما بين السماء و الأرض و الصلاة نور و الصدقة برهان و الصبر ضياء و القرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها
و أخرج سعيد بن منصور و أحمد و الترمذي و حسنه و ابن مردويه عن رجل من بنى سليم ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سُبْحانَ اللَّهِ* نصف الميزان و الْحَمْدُ لِلَّهِ تملا الميزان و الله أكبر يملا ما بين السماء و الأرض و الطهور نصف الميزان و الصوم نصف الصبر
و أخرج الترمذي عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم التسبيح نصف الميزان و الْحَمْدُ لِلَّهِ تملؤه و لا اله الا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص اليه
و أخرج أحمد و البخاري في الأدب المفرد و النسائي و الحاكم و صححه و أبو نعيم في الحلية و البيهقي في شعب الايمان عن الأسود ابن سريع التميمي قال قلت يا رسول الله ألا أنشدك محامد حمدت بها ربى تبارك و تعالى قال أما ان ربك يحب الحمد
و أخرج ابن جرير عن الأسود بن سريع ان النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس شي أحب اليه الحمد من الله و لذلك أثنى على نفسه فقال الْحَمْدُ لِلَّهِ
و أخرج البيهقي عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال التأني من الله و العجلة من الشيطان و ما شي أكثر معاذير من الله و ما شي أحب إلى الله من الحمد
و أخرج ابن شاهين في السند و الديلمي من طريق أبان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم التوحيد ثمن الجنة و الْحَمْدُ لِلَّهِ ثمن كل نعمة و يتقاسمون الجنة بأعمالهم
و أخرج الخطيب في تالى التلخيص من طريق ثابت عن أنس مرفوعا التوحيد ثمن الجنة و الحمد وفاء شكر كل نعمة
و أخرج أبو داود و النسائي و ابن ماجة و ابن حبان و البيهقي عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل أمر ذى بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع
و أخرج البخاري في الأدب المفرد عن ابن عباس قال إذا عطس أحدكم فقل الْحَمْدُ لِلَّهِ قال الملك رَبِّ الْعالَمِينَ فإذا قال رَبِّ الْعالَمِينَ قال الملك يرحمك الله
و أخرج البخاري في الأدب و ابن السنى و أبو نعيم كلاهما في الطب النبوي عن علي بن أبى طالب قال من قال عند كل عطسة سمعها الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ على كل حال ما كان لم يجد وجع الضرس و الاذن أبدا
و أخرج الحكيم الترمذي عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من بادر العاطس بالحمد لم يضره شي من داء البطن
و أخرج الحكيم الترمذي عن موسى بن طلحة قال أوحى الله إلى سليمان ان عطس عاطس من وراء سبعة أبحر فاذكرني
و أخرج البيهقي عن علي قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية من أهله فقال اللهم لك على ان رددتهم سالمين أن أشكرك حق شكرك فما لبثوا أن جأوا سالمين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحمد لله على سابغ نعم الله فقلت يا رسول الله ألم تقل ان ردهم الله أن أشكره حق شكره فقال أ و لم أفعل
و أخرج ابن أبى الدنيا في كتاب الشكر و ابن مردويه و البيهقي من طريق سعد بن اسحق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثا من الأنصار و قال ان سلمهم الله و غنمهم فان لله على في ذلك شكرا فلم يلبثوا ان غنموا و سلموا فقال بعض أصحابه سمعناك تقول ان سلمهم الله و غنمهم فان لله على في ذلك شكرا قال قد فعلت قلت اللهم شكرا و لك الفضل المن فضلا
و أخرج أبو نعيم في الحلية و البيهقي عن جعفر بن محمد قال فقد أبي بغلته فقال لئن ردها الله على لأحمدنه بمحامد يرضاها فما لبث ان أتى بها بسرجها و لجامها فركبها فلما استوى عليها رفع رأسه إلى السماء فقال الْحَمْدُ لِلَّهِ لم يزد عليها فقيل له في ذلك فقال و هل تركت شيأ أو أبقيت شيأ جعلت الحمد كله لله عز و جل
و أخرج البيهقي من طريق منصور عن ابراهيم قال يقال ان الْحَمْدُ لِلَّهِ أكثر الكلام تضعيفا
و أخرج أبو الشيخ و البيهقي عن محمد بن حرب قال قال سفيان
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 13
الثوري حمد الله ذكر و شكر و ليس شي يكون ذكرا و شكرا غيره
و أخرج ابن أبى الدنيا و أبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال ان العبد إذا قال سُبْحانَ اللَّهِ* فهي صلاة الخلائق و إذا قال الْحَمْدُ لِلَّهِ فهي كلمة الشكر التي لم يشكر الله عبد قط حتى يقولها و إذا قال لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ* فهي كلمة الإخلاص التي لم يقبل الله من عبد قط عملا حتى يقولها و إذا قال الله أكبر ملا ما بين السماء و الأرض و إذا قال لا حول و لا قوة الا بالله قال الله اسلم و استسلم
قوله تعالى رَبِّ الْعالَمِينَ
أخرج الفريابي و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و صححه من طرق عن ابن عباس في قوله رَبِّ الْعالَمِينَ قال الجن و الانس
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن مجاهد في قوله رَبِّ الْعالَمِينَ قال الجن و الانس و أخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير مثله
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله رَبِّ الْعالَمِينَ قال اله الخلق كله السموات كلهن و من فيهن و الأرضون كلهن و من فيهن و من بينهن مما يعلم و مما لا يعلم
و أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول و أبو يعلى في مسنده و ابن عدى في الكامل و أبو الشيخ في العظمة و البيهقي في شعب الايمان و الخطيب في التاريخ بسند ضعيف عن جابر بن عبد الله قال قل الجراد في سنة من سنى عمر التي ربى فيها فسال عنه فلم يخبر بشيء فاغتم لذلك فأرسل راكبا يضرب إلى كداء و آخر إلى الشام و آخر إلى العراق يسأل هل رئي من الجراد شي أولا فأتاه الراكب الذي من قبل اليمن بقبضة من جراد فألقاها بين يديه فلما رآها كبر ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول خلق الله ألف أمة ستمائة في البحر و أربعمائة في البر فأول شي يهلك من هذه الأمم الجراد فإذا أهلكت تتابعت مثل النظام إذا قطع سلكه
و أخرج ابن جريج عن قتادة في قوله رَبِّ الْعالَمِينَ قال كل صنف عالم
و أخرج ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن تتبع الجهرى قال العالمون ألف أمة فستمائة في البحر و أربعمائة في البر
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن أبى العالية في قوله رَبِّ الْعالَمِينَ قال الانس عالم و الجن عالم و ما سوى ذلك ثمانية عشر ألف عالم من الملائكة و للأرض أربع زوايا في كل زاوية ثلاثة آلاف عالم و خمسمائة عالم خلقهم لعبادته
و أخرج الثعلبي من طريق شهر بن حوشب عن أبى بن كعب قال العالمون الملائكة وهم ثمانون ثمانية عشر ألف ملك منهم أربعمائة أو خمسمائة ملك بالمشرق و مثلها بالمغرب و مثلها بالكتف الثالث من الدنيا و مثلها بالكتف الرابع من الدنيا مع كل ملك من الأعوان مالا يعلم عددهم الا الله
و أخرج أبو الشيخ و أبو نعيم في الحلية عن وهب قال ان الله عز و جل ثمانية عشر ألف عالم الدنيا منها عالم واحد
[سورة الفاتحة (1): آية 3]
قوله تعالى الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اخرج عبد بن حميد من طريق مطر الوراق عن قتادة في قول الله الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ قال ما وصف من خلقه و في قوله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال مدح نفسه مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال يوم يدان بين الخلائق أى هكذا فقولوا إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قال دل على أهله اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ أى الصراط المستقيم صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ أى طريق الأنبياء غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ قال اليهود وَ لَا الضَّالِّينَ قال النصارى
و أخرج الدارقطني و الحاكم و البيهقي عن أم سلمة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قرأ في الصلاة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فعدها آية الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ آيتين الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ثلاث آيات مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ أربع آيات و قال هكذا إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ و جمع خمس أصابعه
[سورة الفاتحة (1): آية 4]
قوله تعالى مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
أخرج الترمذي و ابن أبى الدنيا و ابن الأنباري كلاهما في كتاب المصاحف عن أم سلمة ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يقرأ ملك يوم الدين بغير ألف
و أخرج ابن الأنباري عن أنس قال قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبو بكر و عمر و طلحة و الزبير و عبد الرحمن بن عوف و معاذ بن جبل ملك يوم الدين بغير ألف
و أخرج أحمد في الزهد و الترمذي و ابن أبى داود و ابن الأنباري عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم و أبا بكر و عمر و عثمان كانوا يقرؤن مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ بالألف
و أخرج سعيد بن منصور و ابن أبى داود في المصاحف من طريق سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه و سلم و أبا بكر و عمر و عثمان كانوا يقرؤن مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
و أخرج وكيع في تفسيره و عبد بن حميد و أبو داود و ابنه عن الزهري ان رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبا بكر و عمر كانوا يقرءونها مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ و أول من قرأها ملك بغير ألف مروان
و أخرج ابن أبى داود و الخطيب من طريق ابن شهاب عن سعيد بن المسيب و البراء بن عازب قالا قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبو بكر و عمر ملك يوم الدين
و أخرج ابن أبى داود عن ابن شهاب انه
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 14
بلغه أن النبي صلى الله عليه و سلم و أبا بكر و عمر و عثمان و معاوية و ابنه يزيد كانوا يقرؤن مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال ابن شهاب و أول من أحدث ملك مروان
و أخرج ابن أبى داود و ابن الأنباري عن الزهري ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يقرأ ملك يوم الدين و أبا بكر و عمر و عثمان و طلحة و الزبير و أبيا و ابن مسعود و معاذ بن جبل
و أخرج ابن أبى داود و ابن الأنباري عن أنس قال صليت خلف النبي صلى الله عليه و سلم و أبى بكر و عمر و عثمان و علي كلهم كان يقرأ ملك يوم الدين
و أخرج ابن أبى داود و ابن أبى مليكة عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه و سلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
و أخرج ابن أبى داود و ابن الأنباري و الدارقطني في الافراد و ابن جميع في معجمه عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقرأ ملك يوم الدين
و أخرج الحاكم و صححه عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقرأ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
و أخرج الطبراني في معجمه الكبير عن ابن مسعود انه قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ بالألف غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ خفض
و أخرج وكيع و الفريابي و أبو عبيد و سعيد بن منصور و عبد بن حميد و ابن المنذر من طرق عن عمر بن الخطاب انه كان يقرأ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ بالألف
و أخرج وكيع و سعيد بن منصور عن أبى قلابة ان أبى ابن كعب كان يقرأ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
و أخرج وكيع و الفريابي و عبد بن حميد و ابن أبى داود عن أبى هريرة انه كان يقرؤها مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ بالألف
و أخرج عبد بن حميد عن أبى عبيدة ان عبد الله قرأها مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
و أخرج ابن جرير و الحاكم و صححه عن ابن مسعود و ناس من الصحابة في قوله مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال هو يوم الحساب
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ يقول لا يملك أحد معه في ذلك اليوم حكما كملكهم في الدنيا و في قوله يَوْمِ الدِّينِ قال يوم حساب الخلائق و هو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم ان خيرا فخير و ان شرا فشر الا من عفا عنه
و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد عن قتادة في قوله مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال يوم يدين الله العباد بأعمالهم
و أخرج أبو داود و الحاكم و صححه و البيهقي عن عائشة قالت شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قحوط المطر فأمر بمنبر فوضعه في المصلى و وعد الناس يوما يخرجون فيه فخرج حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر و حمد الله ثم قال انكم شكوتم جدب دياركم و استثخار المطر عن ابان زمنه عنكم و قد أمركم الله ان تدعوه و وعدكم أن يستجيب لكم ثم قال الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ملك يوم الدين لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ* يَفْعَلُ ما يُرِيدُ* اللهم أنت لا اله الا أنت الغنى و نحن الفقراء أنزل علينا الغيث و اجعل ما أنزل قوة و بلاغا إلى حين قال أبو داود حديث غريب اسناده جيد أهل المدينة يقرؤن ملك يوم الدين و هذا الحديث حجة لهم
[سورة الفاتحة (1): آية 5]
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
قوله تعالى إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله إِيَّاكَ نَعْبُدُ يعنى إياك نوحد و نخاف و نرجو ربنا لا غيرك وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ على طاعتك و على أمورنا كلها
و أخرج وكيع و الفريابي عن أبى رزين قال سمعت عليا قرأ هذا الحرف و كان قرشيا عربيا فصيحا إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا يرفعهما جميعا
و أخرج الخطيب في تاريخه عن أبى رزين ان عليا قرأ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فهمز و مد و شد
و أخرج أبو القاسم البغوي و الماوردي معافى معرفة الصحابة و الطبراني في الأوسط و أبو نعيم في الدلائل عن أنس بن مالك عن أبى طلحة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزاة فلقى العدو فسمعته يقول يا مالك يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قال فلقد رأيت الرجال تصدع تضربها الملائكة من بين يديها و من خلفها
[سورة الفاتحة (1): آية 6]
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
قوله تعالى اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ
أخرج الحاكم و صححه تعقبه الذهبي عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قرأ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ بالصاد
و أخرج سعيد بن منصور و عبد بن حميد و البخاري في تاريخه و ابن الأنباري عن ابن عباس انه قرأ اهدنا السراط بالسين
و أخرج ابن الأنباري عن عبد الله بن كثير انه كان يقرأ السراط بالسين
و أخرج ابن الأنباري عن الفراء قال قرأ حمزة الزراط بالزاي قال الفراء و الزراط بإخلاص الزاي لغة لعذره و كلب و بنى العين
و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ يقول ألهمنا دينك الحق
و أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ قال ألهمنا الطريق الهادي و هو دين الله الذي لا عوج له
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن ابن عباس قال الصراط الطريق
و أخرج وكيع و عبد
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 15
ابن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و المحاملي في أماليه من نسخة المصنف و الحاكم و صححه عن جابر بن عبد الله في قوله اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ قال هو الإسلام و هو أوسع مما بين السماء و الأرض
و أخرج ابن جريج عن ابن عباس قال الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ الإسلام
و أخرج ابن جرير عن ابن مسعود و ناس من الصحابة الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ الإسلام
و أخرج أحمد و الترمذي و حسنه و النسائي و ابن جرير و ابن المنذر و أبو الشيخ و الحاكم و صححه و ابن مردويه و البيهقي في شعب الايمان عن النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ضرب الله صراطا مستقيما و على جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة و على الأبواب ستور مرخاة و على باب الصراط داع يقول يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعا و لا تتفرقوا و داع يدعون يدعو من فوق الصراط فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيأ من تلك الأبواب قال ويحك لا تفتحه فإنك ان تفتحه تلجه فالصراط الإسلام و السوران حدود الله و الأبواب المفتتحة محارم الله و ذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله و الداعي من فوق واعظ الله تعالى في قلب كل مسلم
و أخرج وكيع و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و أبو بكر بن الأنباري في كتاب المصاحف و الحاكم و صححه و البيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن مسعود في قوله اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ قال هو كتاب الله
و أخرج ابن الأنباري عن ابن مسعود قال ان هذا الصراط محتضر تحضره الشياطين يا عباد الله هذا الصراط فاتبعوه و الصراط المستقيم كتاب الله فتمسكوا به
و أخرج ابن أبى شيبة و الدارمي و الترمذي و ضعفه و ابن جرير و ابن أبى حاتم و ابن الأنباري في المصاحف و ابن مردويه و البيهقي في شعب الايمان عن على قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقولستكون فتن قلت و ما المخرج منها قال كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم و خبر ما بعدكم و حكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل و هو حبل الله المتين و هو ذكره الحكيم و هو الصراط المستقيم
و أخرج الطبراني في الكبير عن ابن مسعود قال الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم
و أخرج ابن مردويه و البيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ تركنا رسول الله صلى الله عليه و سلم على طرفه و الطرف الأخر في الجنة
و أخرج البيهقي في الشعب من طريق قيس بن سعد عن رجل عن النبي صلى الله عليه و سلم قال القرآن هو النور المبين و الذكر الحكيم و الصراط المستقيم
و أخرج عبد بن حميد و ابن جريج و ابن أبى حاتم و ابن عدى و ابن عساكر من طريق عاصم الأحول عن أبى العالية في قوله الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ قال هو رسول الله صلى الله عليه و سلم و صاحباه من بعده قال فذكرنا ذلك للحسن فقال صدق أبو العالية و نصح
و أخرج الحاكم و صححه من طريق أبى العالية عن ابن عباس في قوله الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ قال هو رسول الله صلى الله عليه و سلم و صاحباه
و أخرج عبد بن حميد عن أبى العالية الرياحي قال تعلموا الإسلام فإذا علمتموه فلا ترغبوا عنه و عليكم بالصراط المستقيم فان الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ الإسلام و لا تحرفوه يمينا و شمالا
و أخرج سعيد بن منصور في سننه و ابن المنذر و البيهقي في كتاب الرؤية عن سفيان قال ليس في تفسير القرآن اختلاف انما هو كلام جامع يراد به هذا و هذا
و أخرج ابن سعد في الطبقات و أبو نعيم في الحلية عن أبى قلابة قال قال أبو الدرداء انك لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها
و أخرج ابن سعد عن عكرمة قال سمعت ابن عباس يحدث عن الخوارج الذين أنكروا الحكومة فاعتزلوا على بن ابى طالب قال فاعتزل منهم اثنا عشر ألفا فدعاني علي فقال اذهب إليهم فخاصمهم و ادعهم إلى الكتاب و السنة و لا تحاجهم بالقرآن فانه ذو وجوه و لكن خاصمهم بالسنة
و أخرج ابن سعد عن عمران بن مناح قال فقال ابن عباس يا أمير المؤمنين فانا أعلم بكتاب الله منهم في بيوتنا نزل فقال صدقت و لكن القرآن حمال ذو وجوه يقول و يقولون و لكن حاججهم بالسنن فإنهم لن يجدوا عنها محيصا فخرج ابن عباس إليهم فحاججهم بالسنن فلم يبق بأيديهم حجة
[سورة الفاتحة (1): آية 7]
صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لا الضَّالِّينَ (7)
قوله تعالى صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ
أخرج وكيع و أبو عبيد و سعيد بن منصور و عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبى داود و ابن الأنباري كلاهما في المصاحف من طرق عن عمر بن الخطاب أنه كان يقرأ سراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و غير الضالين
و أخرج أبو عبيد و عبد بن حميد و ابن أبى داود و ابن الأنباري عن عبد الله بن الزبير قرأ صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و غير الضالين في الصلاة