کتابخانه تفاسیر
الدر المنثور فى تفسير المأثور
الجزء الأول
(سورة البقرة)
[سورة البقرة(2): آية 177]
[سورة البقرة(2): آية 185]
[سورة البقرة(2): آية 196]
الجزء الثاني
(سورة آل عمران)
سورة النساء
سورة المائدة
الجزء الثالث
(سورة الانعام)
سورة الأعراف
(سورة الأنفال)
سورة التوبة
(سورة يونس ع
سورة هود ع
الجزء الرابع
سورة يوسف ع
سورة الرعد
سورة ابراهيم ع
سورة الحجر
سورة النحل
سورة الاسراء
سورة الكهف
سورة مريم ع
سورة طه
سورة الأنبياء
سورة الحج
الجزء الخامس
سورة النور
[سورة النور(24): آية 31]
(سورة الفرقان مكية)
(سورة الأحزاب)
(سورة الزمر مكية)
(سورة غافر مكية)
الجزء السادس
(سورة شورى مكية)
(سورة القتال
[سورة محمد(47): الآيات 16 الى 19]
(سورة الفتح
(سورة الحجرات)
(سورة ق
(سورة الذاريات مكية)
(سورة الطور
(سورة النجم
(سورة الرحمن
سورة الواقعة
(سورة الحديد
(سورة الحشر
(سورة التحريم
(سورة الملك
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 19
سورة آل عمران فإذا قال الرجل نعم دنتا منه باعذاقهما حتى يتعلق بهما فيخطرا به الجبل
و أخرج الدارمي عن ابن مسعود انه قرأ عنده رجل سورة البقرة و آل عمران فقال قرأت سورتين فيهما اسم الله الأعظم الذي إذا دعى به أجاب و إذا سئل به أعطى
و أخرج أبو عبيد و ابن الضريس عن أبى منبت عن عمه ان رجلا قرأ البقرة و آل عمران فلما قضى صلاته قال له كعب أقرأت البقرة و آل عمران قال نعم قال فو الذي نفسي بيده ان فيهما اسم الله الذي إذا دعى به استجاب قال فأخبرني به قال لا و الله لا أخبرك و لو أخبرتك لاوشكت ان تدعو بدعوة أهلك فيها أنا و أنت
و أخرج أحمد و مسلم و أبو نعيم في الدلائل عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال كان الرجل إذا قرأ البقرة و آل عمران جد فينا يعنى عظم
و أخرج الدارمي عن كعب قال من قرأ البقرة و آل عمران جاءتا يوم القيامة يقولان ربنا لا سبيل عليه
و أخرج الأصبهاني في الترغيب عن عبد الواحد بن أيمن قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ سورة البقرة و آل عمران في ليلة الجمعة كان له من الأجر كما بين لبيد او عروبا فلبيدا الأرض السابعة و عروبا السماء السابعة
و أخرج حميد بن زنجويه في فضائل الأعمال عن عبد الواحد بن أيمن عن حميد الشامي قال من قرأ في ليلة البقرة و آل عمران كان أجره ما بين لبيدا و عروبا قال عروبا السماء السابعة و لبيد الأرض السابعة
و أخرج حميد بن زنجويه في فضائل القرآن من طريق محمد بن أبى سعيد عن وهب بن منبه قال من قرأ ليلة الجمعة سورة البقرة و سورة آل عمران كان له نورا ما بين عريبا و عجيبا قال محمد عريبا العرش و عجيبا أسفل الأرضين
و أخرج أبو عبيد عن أبى عمران انه سمع أبا الدرداء يقول ان رجلا ممن قد قرأ القرآن أغار على جار له فقتله و انه أقيد منه فقتل فما زال القرآن ينسل منه سورة سورة حتى بقيت البقرة و آل عمران جمعه ثم ان آل عمران انسلت منه فأقامت البقرة جمعه فقيل لها ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ قال فخرجت كأنها السحابة العظيمة قال أبو عبيد يعنى انهما كانتا معه في قبره تدفعان عنه و تؤنسانه فكانتا من آخر ما بقي معه من القرآن
و أخرج أبو عبيد و سعيد بن منصور و عبد بن حميد و البيهقي في الشعب عن عمر بن الخطاب قال من قرأ البقرة و آل عمران و النساء في ليلة كتب من القانتين
و أخرج الطبراني في الأوسط عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما خيب الله امر أقام في جوف الليل فافتتح سورة البقرة و آل عمران
و أخرج أبو عبيد عن سعيد عن ابن عبد العزيز التنوخي ان يزيد بن الأسود الجرشي كان يحدث انه من قرأ البقرة و آل عمران في يوم برئ من النفاق حتى يمسي و من قرأهما في ليلة برئ من النفاق حتى يصبح قال فكان يقرؤهما كل يوم وكل ليلة سوى جزئه
و أخرج أبو ذر في فضائله عن سعيد بن أبى هلال قال بلغني أنه ليس من عبد يقرأ البقرة و آل عمران في ركعة قبل أن يسجد ثم يسأل الله شيئا الا أعطاه
و أخرج أحمد و مسلم و الترمذي عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تجعلوا بيوتكم مقابر الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة و لفظ الترمذي و ان البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان
و أخرج أبو عبيد و النسائي و ابن الضريس و محمد بن نصر في كتاب الصلاة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صلوا في بيوتكم و لا تجعلوها قبورا و زينوا أصواتكم بالقرآن فان الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة
و أخرج أبو عبيد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان الشيطان يخرج من البيت إذا سمع سورة البقرة تقرأ فيه
و اخرج ابن عدى في الكامل و ابن عساكر في تاريخه عن أبى الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول تعلموا القرآن فو الذي نفسي بيده ان الشيطان ليخرج من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة
و اخرج الطبراني بسند ضعيف عن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان تلك الليلة
و أخرج بن الضريس و النسائي و ابن الأنباري في المصاحف و الطبراني في الأوسط و الصغير و ابن مردويه و البيهقي في شعب الايمان بسند ضعيف عن أبى مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا ألقين أحدكم يضع احدى رجليه على الأخرى ثم يتعنى و يدع أن يقرأ سورة البقرة فان الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة
و اخرج الدارمي و محمد بن نصر و ابن الضريس و الطبراني و الحاكم و صححه و البيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال ان لكل شي سناما و سنام
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 20
القرآن البقرة و ان الشيطان إذا سمع سورة البقرة نفر من البيت الذي يقرأ فيه و له ضريط
و اخرج أبو يعلي و ابن حبان و الطبراني و البيهقي في الشعب عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان لكل شي سناما و سنام القرآن سورة البقرة من قرأها في بيته نهارا لم يدخله الشيطان ثلاث ليال
و اخرج وكيع و الحرث بن أبى أسامة و محمد بن نصر و ابن الضريس بسند صحيح عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل القرآن سورة البقرة و أعظم آية فيه آية الكرسي و ان الشيطان ليفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة
و أخرج سعيد بن منصور و الترمذي و محمد بن نصر و ابن المنذر و الحاكم و صححه و البيهقي في الشعب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان لكل شي سناما و ان سنام القرآن البقرة و فيها آية هي سيدة آي القرآن آية الكرسي لا تقرأ في بيت فيه شيطان الا خرج منه
و أخرج البخاري في تاريخه عن السائب ابن حباب و يقال له صحبه قال البقرة سنام القرآن
و أخرج الديلمي عن أبى سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم السورة التي يذكر فيها البقرة فسطاط القرآن فتعلموها فان تعلمها بركة و تركها حسرة و لا تستطيعها البطلة و أخرج الدارمي عن خالد بن معدان موقوفا مثله
و أخرج أحمد و محمد بن نصر و الطبراني بسند صحيح عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال البقرة سنام القرآن و ذروته نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا استخرجت اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ من تحت العرش فوصلت بها
و أخرج البغوي في معجم الصحابة و ابن عساكر في تاريخه عن ربيعة الحرشي قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أى القرآن أفضل قال السورة التي يذكر فيها البقرة قيل فأي البقرة أفضل قال آية الكرسي و خواتيم سورة البقرة نزلن من تحت العرش
و أخرج أبو عبيد و احمد و البخاري في صحيحه تعليقا و مسلم و النسائي و الحاكم و أبو نعيم و البيهقي كلاهما في دلائل النبوة من طرق عن أسيد بن حضير قال بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة و فرسه مربوطة عنده إذ حالت الفرس فسكت فسكنت ثم قرأ فجالت فسكت فسكنت ثم قرأ فجالت فسكت فسكنت ثم قرأ فجالت فانصرف إلى ابنه يحيى و كان قريبا منها فاشفق ان تصيبه فلما اخذه رفع رأسه إلى السماء فإذا هو بمثل الظلة فيها أمثال المصابيح عرجت إلى السماء حتى ما يراها فلما أصبح حدث رسول الله صلى الله عليه و سلم بذلك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ا تدرى ما ذاك قال لا يا رسول الله قال تلك الملائكة دنت لصوتك و لو قرأت لأصبحت تنظر الناس اليها لا تتوارى منهم
و أخرج ابن حبان و الطبراني و الحاكم و البيهقي في الشعب عن أسيد بن حضير انه قال يا رسول الله بينما اقرأ الليلة سورة البقرة إذ سمعت وجبة من خلفي فظننت ان فرسي انطلق فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اقرأ يا أبا عبيد فالتفت فإذا مثل المصباح مدلى بين السماء و الأرض فما استطعت ان أمضى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك الملائكة نزلت لقراءتك سورة البقرة اما انك لو مضيت لرأيت العجائب
و أخرج الطبراني عن أسيد بن حضير قال كنت اصلى في ليلة مقمرة و قد أوثقت فرسي فجالت جولة ففزعت ثم جالت أخرى فرفعت رأسي و إذا ظلة قد غشيتني و إذا هي قد حالت بيني و بين القمر ففزعت فدخلت البيت فلما أصبحت ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال تلك الملائكة جاءت تسمع قراءتك من آخر الليل سورة البقرة
و أخرج أبو عبيد عن محمد بن جرير بن يزيد ان أشياخ أهل المدينة حدثوه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قيل له الم تر ان ثابت بن قيس بن شماس لم تزك داره البارحة تزهر مصابيح قال فلعله قرأ سورة البقرة فسئل ثابت فقال قرأت سورة البقرة
و أخرج ابن أبى الدنيا في مكايد الشيطان عن ابن مسعود قال خرج رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم لقيه الشيطان فاتخذا فاصطرعا فصرعه الذي من أصحاب محمد فقال الشيطان أرسلني أحدثك حديثا فأرسله قال فحدثني قال لا فاتخذا الثانية فاصطرعا فصرعه الذي من أصحاب محمد فقال أرسلني فلأحدثنك حديثا يعجبك فأرسله فقال حدثني قال لا فاتخذا الثالثة فصرعه الذي من أصحاب محمد ثم جلس على صدره واخذ بإبهامه يلوكها فقال أرسلني فقالا لا أرسلك حتى تحدثني قال سورة البقرة فانه ليس من آية منها تقرأ في وسط شياطين الا تفرقوا و لا تقرأ في بيت فيدخل ذلك البيت شيطان قالوا يا أبا عبد الرحمن فمن ذلك الرجل قال فمن ترونه الا عمر بن الخطاب
و أخرج الترمذي و حسنه و النسائي و ابن ماجة و محمد بن نصر
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 21
المروزي في كتاب الصلاة و ابن حبان و الحاكم و صححه و البيهقي في شعب الايمان عن أبى هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثا و هم ذوو عدد فاستقرأهم فاستقرأ كل رجل منهم يعنى ما معه من القرآن فاتى على رجل منهم من أحدثهم سنا فقال ما معك يا فلان قال معى كذا و كذا و سورة البقرة قال أ معك سورة البقرة قال نعم قال اذهب فأنت أميرهم فقال رجل من أشرافهم و الله ما منعني ان أتعلم سورة البقرة الا خشية ان لا أقوم بها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم تعلموا القرآن و اقرؤوه فان مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه و قام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان و مثل من تعلمه فيرقد و هو في جوفه كمثل جراب أوكى على مسك
و أخرج البيهقي في الدلائل عن عثمان بن العاص قال استعملني رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنا أصغر الستة الذين وفدوا عليه من ثقيف و ذلك انى كنت قرأت سورة البقرة
و أخرج البيهقي في شعب الايمان بسند ضعيف عن الصلصال ابن الدلهمس ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اقرؤا سورة البقرة في بيوتكم و لا تجعلوها قبورا قال و من قرأ سورة البقرة توج بتاج في الجنة
و أخرج وكيع و الدارمي و محمد بن نصر و ابن الضريس عن محمد بن الأسود قال من قرأ سورة البقرة في ليلة توج بها تاجا في الجنة
و أخرج الطبراني عن ابن مسعود قال من قرأ سورة البقرة فقد أكثر و أطاب
و أخرج وكيع و أبو ذر الهروي في فضائله عن التميمي قال سألت ابن عباس أى سورة في القرآن أفضل قال البقرة قلت فأي آية قال آية الكرسي
و أخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أشرف سورة في القرآن البقرة و أشرف آية آية الكرسي
و أخرج الحاكم و صححه و أبو ذر الهروي و البيهقي في شعب الايمان عن عمر قال تعلموا سورة البقرة و سورة النساء و سورة الحج و سورة النور فان فيهن الفرائض
و أخرج الدارقطني و البيهقي في السنن عن ابن مسعود ان امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله رأيى في رأيك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم للذي خطبها هل تقرأ من القرآن شيأ قال نعم سورة البقرة و سورة من المفصل فقال قد أنكحتكها على ان تقرئها و تعلها
و أخرج أبو داود و البيهقي عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه و سلم قال للرجل ما تحفظ من القرآن قال سورة البقرة و التي تليها قال قم فعلمها عشرين آية و هي امرأتك و كان مكحول يقول ليس ذلك لاحد بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم
و أخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن عمران بن أبان قال أتى عثمان بسارق فقال أراك جميلا ما مثلك يسرق قال هل تقرأ شيأ من القرآن قال نعم أقرأ سورة البقرة قال اذهب فقد وهبت يدك بسورة البقرة
و أخرج البيهقي في سننه عن أبى جمرة قال قلت لابن عباس انى سريع القراءة فقال لان اقرأ سورة البقرة فارتلها أحب إلى من ان أقرأ القرآن كله
و أخرج الخطيب في رواة مالك و البيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر قال تعلم عمر البقرة في اثنتي عشرة سنة فلما ختمها نحر جزورا
و ذكر مالك في الموطإ انه بلغه ان عبد الله بن عمر مكث على سورة البقرة ثماني سنين يتعلمها
و أخرج ابن سعد في طبقاته عن ميمون ان ابن عمر تعلم سورة البقرة في أربع سنين
و أخرج مالك و سعيد بن منصور و البيهقي في سننه عن عروة ان أبا بكر الصديق صلى الصبح فقرأ فيها بسورة البقرة في الركعتين كلتيهما
و أخرج الشافعي في الام و سعيد بن منصور و ابن أبى شيبة في المصنف و البيهقي عن أنس ان أبا بكر الصديق صلى بالناس الصبح فقرأ بسورة البقرة فقال عمر كربت الشمس ان تطلع فقال لو طلعت لم تجدنا غافلين
و أخرج ابن أبى شيبة عن أنس ان أبا بكر قرأ في يوم عيد بالبقرة حتى رأيت الشيخ يميد من طول القيام
و أخرج ابن أبى شيبة و المروزي في الجنائز و أبو ذر الهروي في فضائله عن الشعبي قال كانت الأنصار يقرؤن عند الميت بسورة البقرة
و أخرج أبو بكر بن الأنباري في المصاحف من طريق ابن وهب عن سليمان قال سئل ربيعة و أنا حاضر لم قدمت البقرة و آل عمران و قد نزل قبلهما نيف و ثمانون سورة بمكة فقال يعلم من قدمهما بتقدمتهما فهذا ما ينتهى اليه و لا يسأل عنه
و أخرج عبد الرزاق و ابن أبى شيبه معا في المصنف عن عروة قال كان شعار أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يوم مسيلمة يا أصحاب سورة البقرة
و أخرج أحمد في الزهد و الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن سليمان بن يسار قال استيقظ أبو أسيد لأنصاري ليلة و هو يقول إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ فاتنى وردي الليلة و كان وردي البقرة فلقد رأيت في المنام كان
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 22
بقرة تنطحنى
و أخرج ابن أبى شيبة عن مسدد عن ابن مسعود قال من حلف بسورة البقرة و في لفظ بسورة من القرآن فعليه بكل آية منها يمين
و أخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حلف بسورة من القرآن فعليه بكل آية منها يمين صبر فمن شاء بر و من شاء فجر
و أخرج أحمد و الحاكم في الكنى عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قرأ سورة البقرة و آل عمران جعل الله له ضاحين منظومين بالدر و الياقوت قال 7 أبو أحمد هذا حديث منكر
[سورة البقرة (2): آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى الم
أخرج وكيع و عبد بن حميد عن أبى عبد الرحمن السلمى انه كان يعد الم آية و حم* آية
و أخرج البخاري في تاريخه و الترمذي و صححه و ابن الضريس و محمد بن نصر و ابن الأنباري في المصاحف و الحاكم و صححه و ابن مردويه و أبو ذر الهروي في فضائله و البيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة و الحسنة بعشر أمثالها لا تقول الم* حرف و لكن ألف حرف و لام حرف و ميم حرف و أخرج سعيد بن منصور و ابن أبى شيبة و الدارمي و ابن الضريس و الطبراني و محمد بن نصر عن ابن مسعود موقوفا مثله
و أخرج محمد بن نصر و أبو جعفر النحاس في كتاب الوقف و الابتداء و الخطيب في تاريخه و أبو نصر السجزي في الإبانة عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اقرؤا القرآن فإنكم تؤجرون عليه اما انى لا أقول الم* حرف و لكن ألف عشر و لام عشر و ميم عشر فتلك ثلاثون
و أخرج ابن أبى شيبة و البزار و المذهبى في نقل العلم و أبو ذر الهروي و أبو نصر السجزي بسند ضعيف عن عوف بن مالك الأشجعي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ القرآن كتب الله بكل حرف حسنة لا أقول الم ذلِكَ الْكِتابُ حرف و لكن الالف و الذال و الالف و الكاف
و أخرج محمد بن نصر و البيهقي في شعب الايمان و السجزي عن عوف بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ حرفا من القرآن كتب الله له به حسنة لا أقول بِسْمِ اللَّهِ* و لكن باء و سين و ميم و لا أقول الم* و لكن الالف و اللام و الميم
و أخرج محمد بن نصر السلفي في كتاب الوجيز في ذكر المجاز و المجيز عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قرأ حرفا من القرآن كتب الله له عشر حسنات بالباء و التاء و الثاء
و أخرج ابن أبى داود في المصاحف و أبو نصر السجزي عن ابن عمر قال إذا فرغ الرجل من حاجته ثم رجع إلى أهله ليأت المصحف فليفتحه فليقرأ فيه فان الله سيكتب له بكل حرف عشر حسنات اما انى لا أقول الم* و لكن الالف عشر و اللام عشر و الميم عشر
و أخرج أبو جعفر النحاس في الوقف و الابتداء و أبو نصر السجزي عن قيس بن سكن قال قال ابن مسعود تعلموا القرآن فانه يكتب بكل حرف منه عشر حسنات و يكفر به عشر سيئات اما انى لا أقول الم* حرف و لكن أقول ألف عشر و لام عشر و ميم عشر
و أخرج وكيع و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و النحاس من طرق عن ابن عباس في قوله الم* قال أنا الله أعلم
و اخرج ابن جرير و البيهقي في كتاب الأسماء و الصفات عن ابن مسعود قال الم* حروف اشتقت من حروف هجاء أسماء الله
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و ابن مردويه عن ابن عباس في قوله الم* و حم* و ن قال اسم مقطع
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه و البيهقي في كتاب الأسماء و الصفات عن ابن عباس في قوله الم* و المص و الر* و المر و كهيعص و طه و طسم* و طس و يس و ص و حم* و ق و ن قال هو قسم أقسمه الله و هو من أسماء الله
و أخرج ابن جرير عن عكرمة قال الم* قسم
و أخرج ابن جريج عن ابن مسعود في قوله الم* قال هو اسم الله الأعظم
و أخرج ابن جريج و ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله الم* و حم* و طس قال هي اسم الله الأعظم
و أخرج ابن أبى شيبة في تفسيره و عبد بن حميد و ابن المنذر عن عامر انه سئل عن فواتح السور نحو الم* و الر* قال هي أسماء من اسماء الله مقطعة الهجاء فإذا وصلتها كانت اسما من اسماء الله
و أخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله الم* قال ألف مفتاح اسمه الله و لام مفتاح اسمه لطيف و ميم مفتاح اسمه مجيد
و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال فواتح السور اسماء من اسماء الله
و أخرج أبو الشيخ و البيهقي في الأسماء و الصفات عن السدى قال فواتح السور كلها من اسماء الله
و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله الم* قال اسم من أسماء القرآن
و اخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله الم* قال اسم من اسماء القرآن
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 23
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ بن حبان عن مجاهد قال الم* و حم* و المص و ص فواتح افتتح الله بها القرآن
و أخرج ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن الحسن قال الم* و طسم* فواتح يفتتح الله بها السور
و أخرج ابن المنذر عن مجاهد قال فواتح السور كلها الم* و المر و حم* و ق و غير ذلك هجاء موضوع
و أخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم قال الم* و نحوها أسماء السور
و أخرج ابن اسحق و البخاري في تاريخه و ابن جرير بسند ضعيف عن ابن عباس عن جابر بن عبد الله بن رباب قال مر أبو ياسر بن أخطب في رجال من يهود برسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يتلو فاتحة سورة البقرة الم ذلِكَ الْكِتابُ فأتاه أخوه حي بن أخطب في رجال من اليهود فقال تعلمون و الله لقد سمعت محمدا يتلو فيما أنزل عليه الم ذلِكَ الْكِتابُ فقالوا أنت سمعته قال نعم فمشى حي في أولئك النفر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا يا محمد الم تذكر انك تتلو فيما أنزل عليك الم ذلِكَ الْكِتابُ قال بلى قالوا قد جاءك بهذا جبريل من عند الله قال نعم قالوا لقد بعث الله قبلك أنبياء ما نعلمه بين لنبي لهم ما مدة ملكه و ما اجل أمته غيرك فقال حي بن اخطب و اقبل على من كان معه الالف واحدة و اللام ثلاثون و الميم أربعون فهذه احدى و سبعون سنة أ فتدخلون في دين نبى انما مدة ملكه و أجل أمته احدى و سبعون سنة ثم اقبل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد هل مع هذا غيره قال نعم قال ما ذاك قال المص قال هذه أثقل و أطول الالف واحدة و اللام ثلاثون و الميم أربعون و الصاد تسعون فهذه مائة و احدى و ستون سنة هل مع هذا يا محمد غيره قال نعم قال ما ذا قال الر* قال هذه أثقل و أطول الالف واحدة و اللام ثلاثون و الراء مائتان فهذه احدى و ثلاثون و مائتا سنة فهل مع هذا غيره قال نعم المر قال فهذه أثقل و أطول الالف واحدة و اللام ثلاثون و الميم أربعون و الراء مائتان فهذه احدى و سبعون سنة و مائتان ثم قال لقد لبس علينا أمرك يا محمد حتى ما ندري أ قليلا أعطيت أم كثيرا ثم قاموا فقال أبو ياسر لأخيه حي و من معه من الأحبار ما يدريكم لعله قد جمع هذا لمحمد كله احدى و سبعون و احدى و ستون و مائة و احدى و ثلاثون و مائتان و احدى و سبعون و مائتان فذلك سبعمائة و أربع و ثلاثون فقالوا لقد تشابه علينا أمره فيزعمون ان هذه الآيات نزلت فيهم هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ
و أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال ان اليهود كانوا يجدون محمدا و أمته ان محمدا مبعوث و لا يدرون ما مدة أمة محمد فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم و أنزل الم* قالوا قد كنا نعلم ان هذه الامة مبعوثة و كنا لا ندري كم مدتها فان كان محمد صادقا فهو نبى هذه الامة قد بين لنا كم مدة محمد لان الم* في حساب جملنا احدى و سبعون سنة فما تصنع بدين انما هو واحد و سبعون سنة فلما نزلت الر* و كانت في حساب جملهم مائتي سنة و واحد او ثلاثين سنة فقالوا هذا ألان مائتان و واحد و ثلاثون سنة و واحدة و سبعون قيل ثم أنزل المر فكان في حساب جملهم مائتي سنة و واحدة و سبعين سنة في نحو هذا من صدور السور فقالوا قد التبس علينا أمره
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن أبى العالية قال هذه الأحرف الثلاثة من التسعة و العشرين حرفا دارت فيها الألسن كلها ليس منها حرف الا و هو مفتاح اسم من أسمائه و ليس منها حرف الا و هو من آية و ثلاثة و ليس منها حرف الا و هو في مدة قوم و آجالهم فالألف مفتاح اسمه الله و اللام مفتاح اسمه اللطيف و الميم مفتاح اسمه مجيد فالألف آلاء الله و اللام لطف الله و الميم مجد الله فالألف سنة و اللام ثلاثون و الميم أربعون
و أخرج ابن المنذر و أبو الشيخ بن حبان في التفسير عن داود بن أبى هند قال كنت أسأل الشعبي عن فواتح السور قال يا داود ان لكل كتاب سرا و إن سر هذا القرآن فواتح السور فدعها و سل عما بدا لك
و أخرج أبو نصر السجزي في الإبانة عن ابن عباس قال آخر حرف عارض به جبريل رسول الله صلى الله عليه و سلم الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ
[سورة البقرة (2): آية 2]
ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2)
قوله تعالى ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ
أخرج الفريابي و عبد بن حميد و ابن الضريس و ابن جرير و ابن المنذر عن مجاهد قال من أول البقرة أربع آيات في نعت المؤمنين و آيتان في نعت الكافرين و ثلاث عشرة آية في نعت المنافقين و من أربعين آية إلى عشرين و مائة في بنى إسرائيل
و أخرج وكيع عن مجاهد قال هؤلاء الآيات الأربع في أول سورة البقرة إلى الْمُفْلِحُونَ نزلت في نعت المؤمنين و اثنتان من بعدها إلى عَظِيمٌ نزلت في نعت الكافرين و إلى العشر نزلت في المنافقين
و أخرج ابن جرير عن الربيع بن
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 24
أنس قال أربع آيات من فاتحة سورة البقرة في الذين آمنوا و آيتان في قادة الأحزاب
و أخرج ابن جرير و الحاكم و صححه عن ابن مسعود الم حرف اسم الله و الْكِتابُ القرآن لا رَيْبَ لا شك فيه
و أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ذلِكَ الْكِتابُ قال هذا الكتاب و أخرج ابن جرير و ابن الأنباري في المصاحف عن عكرمة مثله
و أخرج ابن إسحاق و ابن جرير و ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لا رَيْبَ فِيهِ قال لا شك فيه
و أخرج أحمد في الزهد و ابن أبى حاتم عن أبى الدرداء قال الريب الشك من الكفر
و أخرج الطستي في مسائل ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز و جل لا رَيْبَ فِيهِ قال لا شك فيه قال و هل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت ابن الزبعرى و هو يقول
ليس في الحق يا امامة ريب
انما الريب ما يقول الكذوب
و أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله لا رَيْبَ فِيهِ قال لا شك فيه و أخرج ابن جرير عن مجاهد مثله
قوله تعالى هُدىً لِلْمُتَّقِينَ
أخرج وكيع و ابن جرير عن الشعبي في قوله هُدىً قال من الضلالة
و أخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله هُدىً قال نور لِلْمُتَّقِينَ قال هم المؤمنون
و أخرج ابن اسحق و ابن جرير و ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله هُدىً لِلْمُتَّقِينَ أى الذين يحذرون من أمر الله عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى و يرجون رحمته في التصديق بما جاء منه
و أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله هُدىً لِلْمُتَّقِينَ قال للمؤمنين الذين يتقون الشرك و يعملون بطاعتي
و أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله هُدىً لِلْمُتَّقِينَ قال جعله الله هدى و ضياء لمن صدق به و نورا للمتقين
و أخرج ابن أبى حاتم عن معاذ بن جبل قال يحبس الناس يوم القيامة في بقيع واحد فينادى مناد أين المتقون فيقومون في كنف من الرحمن لا يحتجب الله منهم و لا يستتر قيل من المتقون قال قوم اتقوا الشرك و عبادة الأوثان و أخلصوا لله العبادة فيمرون إلى الجنة
و أخرج أحمد و عبد بن حميد و البخاري في تاريخه و الترمذي و حسنه و ابن ماجة و ابن أبى حاتم و الحاكم و صححه و البيهقي في الشعب عن عطية السعدي و كان من الصحابة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يبلغ العبد المؤمن أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا باس به حذرا لما به باس
و أخرج ابن أبى الدنيا في كتاب التقوى عن أبى هريرة ان رجلا قال له ما التقوى قال هل أخذت طريقا ذا شوك قال نعم قال فكيف صنعت قال إذا رأيت الشوك عدلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه قال ذاك التقوى
و أخرج ابن أبى شيبة و ابن أبى الدنيا و ابن أبى حاتم عن طلق بن حبيب انه قيل له ألا تجمع لنا التقوى في كلام يسير يرونه فقال التقوى العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء رحمة الله و التقوى ترك معاصى الله على نور من الله مخافة عذاب الله
و أخرج أحمد في الزهد و ابن أبى الدنيا عن أبى الدرداء قال تمام التقوى ان يتقى الله العبد حتى يتقيه من مثقال ذرة و حتى يترك بعض نرى انه حلال خشية أن يكون حراما يكون حجابا بينه و بين الحرام
و أخرج ابن أبى الدنيا عن الحسن قال ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرا من الحلال مخافة الحرام
و أخرج ابن أبى الدنيا عن سفيان الثوري قال انما سموا المتقين لأنهم اتقوا مالا يتقى
و أخرج ابن أبى الدنيا عن عبد الله بن المبارك قال لو ان رجلا اتقى مائة شي و لم يتق شيأ واحدا لم يكن من المتقين
و أخرج ابن أبى شيبة و ابن أبى الدنيا عن عون بن عبد الله قال تمام التقوى ان تبتغى علم ما لم تعلم منها إلى ما قد علمت منها
و أخرج ابن أبى الدنيا عن رجاء قال من سره أن يكون متقيا فليكن أذل من قعودا بل كل من أتى عليه أرغاه
و أخرج ابن أبى الدنيا من طريق مالك بن أنس عن وهب بن كيسان قال كتب رجل إلى عبد الله ابن الزبير بموعظة اما بعد فان لأهل التقوى علامات يعرفون بها و يعرفونها من أنفسهم من صبر على البلاء و رضى بالقضاء و شكر النعماء و ذل لحكم القرآن
و أخرج ابن أبى الدنيا عن ابن المبارك قال قال داود لابنه سليمان عليه السلام يا بنى انما تستدل على تقوى الرجل بثلاثة أشياء لحسن توكله على الله فيما نابه و لحسن رضاه فيما آتاه و لحسن زهده فيما فاته
و أخرج ابن أبى الدنيا عن سهم بن سحاب قال معدن من التقوى لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله
و أخرج أحمد في الزهد و ابن أبى الدنيا عن سعيد بن أبى سعيد المقبري قال بلغنا ان رجلا جاء إلى عيسى فقال يا معلم الخير كيف أكون تقيا لله كما ينبغي له قال بيسير من الامر تحب الله بقلبك كله و تعمل بكدحك و قوتك ما استطعت و ترحم ابن جنسك كما ترحم نفسك قال من ابن جنسي يا معلم الخير قال
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 25
ولد آدم كلهم و ما لا تحب ان يؤتى إليك فلا تأته إلى أحد فأنت تقى لله حقا
و أخرج ابن أبى الدنيا عن إياس ابن معاوية قال رأس التقوى و معظمه أن لا تعبد شيأ دون الله ثم تتفاضل الناس بالتقى و النهى
و أخرج ابن أبى الدنيا عن عون بن عبد الله قال فواتح التقوى حسن النية و خواتمها التوفيق و العبد فيما بين ذلك بين هلكات و شبهات و نفس تحطب على سلوها و عدو مكيد غير غافل و لا عاجر
و أخرج ابن أبى الدنيا عن محرز الطفارى قال كيف يرجو مفاتيح التقوى من يؤثر على الآخرة الدنيا
و أخرج ابن أبى الدنيا عن عمر بن عبد العزيز قال ليس تقوى الله بصيام النهار و لا بقيام الليل و التخليط فيما بين ذلك و لكن تقوى الله ترك ما حرم الله و أداء ما افترض الله فمن رزق بعد ذلك خيرا فهو خير إلى خير
و أخرج ابن أبى الدنيا عن محمد بن يوسف الفريابي قال قلت لسفيان أرى الناس يقولون سفيان الثوري و أنت تنام الليل فقال لي اسكت ملاك هذا الامر التقوى
و أخرج ابن أبى الدنيا عن شبيب بن شبة قال تكلم رجل من الحكماء عند عبد الملك بن مروان فوصف المتقى فقال رجل آثر الله على خلقه و آثر الآخرة على الدنيا و لم تكر به المطالب و لم تمنعه المطامع نظر ببصر قلبه إلى تعالى ارادته فسما لها ملتمسا لها فزهده مخزون يبيت إذا نام الناس ذا شجون و يصبح مغموما في الدنيا مسبحون قد انقطعت من همته الراحة دون منيته فشفاؤه القرآن و دواؤه الكلمة من الحكمة وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ لا يرى منها الدنيا عوضا و لا يستريح إلى لذة سواها فقال عبد الملك أشهد ان هذا أرجى بالا منا و أنعم عيشا
و أخرج ابن أبى شيبة و أبو نعيم في الحلية عن ميمون بن مهران قال لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة شريكه حتى تعلم من أين مطعمه و من أين ملبسه و من أين مشربه أ من حل ذلك أو من حرام
و أخرج ابن أبى الدنيا عن عمر بن عبد العزيز انه لما ولى حمد الله و أثنى عليه ثم قال أوصيكم بتقوى الله فان تقوى الله خلف من كل شي و ليس من تقوى الله خلف
و أخرج ابن أبى الدنيا عن عمر بن عبد العزيز قال يا أيها الناس اتقوا الله فانه ليس من هالك الا له خلف الا التقوى
و أخرج ابن أبى الدنيا عن قتادة قال لما خلق الله الجنة قال لها تكلمي قالت طوبى للمتقين
و أخرج ابن أبى الدنيا عن مالك بن دينار قال القيامة عرس المتقين
و أخرج ابن أبى الدنيا عن محمد بن يزيد الرحبي قال قيل لأبي الدرداء انه ليس أحد له بيت في الأنصار الا قال شعرا فما لك لا تقول قال و أنا قلت فاستمعوه
يريد المرء ان يعطى مناه
و يأبى الله الا ما أرادا
يقول المرء فائدتي و ذخري
و تقوى الله أفضل ما استفادا
و أخرج ابن أبى حاتم عن أبى العفيف و كان من أصحاب معاذ بن جبل قال يدخل أهل الجنة الجنة على أربعة أصناف المتقين ثم الشاكرين ثم الخائفين ثم أصحاب اليمين
[سورة البقرة (2): آية 3]
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3)
قوله تعالى الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ
أخرج جرير عن قتادة هُدىً لِلْمُتَّقِينَ قال نعتهم و وصفهم بقوله الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ الآية
و أخرج ابن اسحق و ابن جرير عن ابن عباس في قوله الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ قال يصدقون بِالْغَيْبِ قال بما جاء منه يعنى من الله
و أخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ قال هم المؤمنون من العرب قال و الايمان التصديق و الغيب ما غاب عن العباد من أمر الجنة و النار و ما ذكر الله في القرآن لم يكن تصديقهم بذلك من قبل أصحاب الكتاب أو علم كان عندهم وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ هم المؤمنون من أهل الكتاب ثم جمع الفريقين فقال أُولئِكَ عَلى هُدىً الآية
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن أبى العالية في قوله الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ قال بالله و ملائكته و رسله و اليوم الأخر و جنته و ناره و لقائه و الحياة بعد الموت
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة في قوله الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ قال آمنوا بالبعث بعد الموت و الحساب و الجنة و النار و صدقوا بموعود الله الذي وعد في هذا القرآن
و أخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز و جل الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ قال ما غاب عنهم من أمر الجنة و النار قال و هل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أبا سفيان بن الحرث يقول
و بالغيب آمنا و قد كان قومنا