کتابخانه تفاسیر
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 107
و رجل قاص لا يجد من القضاء بدا و رجل أحمق متكلف فلست بالرجلين الماضيين فاكره أن أكون الثالث
[سورة البقرة (2): الآيات 108 الى 110]
قوله تعالى أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ الآيات
أخرج ابن اسحق و ابن جرير و ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال قال رافع بن حريملة و وهب بن زيد لرسول الله صلى الله عليه و سلم يا محمد ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرؤه أو فجر لنا أنهارا نتبعك و نصدقك فانزل الله في ذلك أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ إلى قوله سَواءَ السَّبِيلِ و كان حيي بن أخطب و أبو ياسر بن أخطب من أشد يهود حسدا للعرب إذ خصهم الله برسوله و كانا جاهدين في رد الناس عن الإسلام ما استطاعا فانزل الله فيهما وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ الآية
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن أبى العالية قال قال رجل يا رسول الله لو كانت كفاراتنا ككفارات بنى إسرائيل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أعطيتم خير كانت بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم الخطيئة وجدها مكتوبة على بابه و كفارتها فان كفرها كانت له خزيا في الدنيا و ان لم يكفرها كانت له خزيا في الآخرة و قد أعطاكم الله خيرا من ذلك قال وَ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ الآية و الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن فانزل الله أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ الآية
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن السدى قال سألت العرب محمدا صلى الله عليه و سلم ان يأتيهم بالله فيروه جهرة فنزلت هذه الآية
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن مجاهد قال سالت قريش محمدا صلى الله عليه و سلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا فقال نعم و هو كالمائدة لبنى إسرائيل ان كفرتم فأبوا و رجعوا فانزل الله أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ ان يريهم الله جهرة
و أخرج ابن جرير عن أبى العالية في قوله وَ مَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ يقول يتبدل الشدة بالرخاء
و أخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ قال عدل عن السبيل
و أخرج أبو داود و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و البيهقي في الدلائل عن كعب بن مالك قال كان المشركون و اليهود من أهل المدينة حين قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤذون رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه أشد الأذى فأمر الله رسوله و المسلمين بالصبر على ذلك و العفو عنهم ففيهم أنزل الله وَ لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً الآية و فيهم أنزل الله وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً الآية
و أخرج البخاري و مسلم و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و الطبراني و البيهقي في الدلائل عن أسامة بن زيد قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه يعفون عن المشركين و أهل الكتاب كما أمرهم الله و يصبرون على الأذى قال الله وَ لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً و قال وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتأول في العفو ما أمره الله به حتى أذن الله بقتل فقتل الله به من قتل من صناديد قريش
و أخرج عبد الرزاق و ابن جرير عن الزهري و قتادة في قوله وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ قالا كعب بن الأشرف
و أخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس في قوله حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ قال من قبل أنفسهم مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُ يقول يتبين لهم أن محمدا رسول الله
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة في قوله مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُ قال من بعد ما تبين لهم ان محمدا رسول الله يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ نعته و أمره و نبوته و من بعد ما تبين لهم ان الإسلام دين الله الذي جاء به محمدا صلى الله عليه و سلم فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا قال أمر الله نبيه ان يعفو عنهم و يصفح حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ فانزل الله في براءة و أمره فقال قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ الآية فنسختها هذه الآية و أمره الله فيها بقتال أهل الكتاب حتى يسلموا أو يقروا بالجزية
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و ابن مردويه و البيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا و قوله وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ* و نحو هذا في العفو عن المشركين قال نسخ ذلك كله بقوله قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ و قوله فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ
و أخرج ابن جرير و النحاس في تاريخه عن السدى في قوله فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا قال هي منسوخة نسختها قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ
و أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ يعنى من الأعمال من الخير في الدنيا
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 108
عن أبى العالية في قوله تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ قال تجدوا ثوابه
[سورة البقرة (2): الآيات 111 الى 112]
قوله تعالى وَ قالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ الآيتين
أخرج ابن أبى حاتم عن أبى العالية في قوله وَ قالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى قال قالت اليهود لن يدخل الجنة الا من كان يهوديا و قالت النصارى لن يدخل الجنة الا من كان نصرانيا تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قال أماني يتمنونها على الله بغير حق قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ يعنى حجتكم إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ بما تقولون انه كما تقولون بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ يقول أخلص لله
و أخرج ابن جرير عن مجاهد مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ قال أخلص دينه
[سورة البقرة (2): آية 113]
قوله تعالى وَ قالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ الآية
أخرج ابن اسحق و ابن جرير و ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال لما قدم أهل نجران من النصارى على رسول الله صلى الله عليه و سلم أتتهم أحبار يهود فتنازعوا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رافع بن حريملة ما أنتم على شي و كفر بعيسى و الإنجيل فقال رجل من أهل نجران لليهود ما أنتم على شي و جحد نبوة موسى و كفر بالتوراة فانزل الله في ذلك وَ قالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَ قالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ وَ هُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ أى كل يتلو في كتابه من كفر به
و أخرج ابن أبى حاتم عن أبى العالية في قوله وَ قالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ الآية قال هؤلاء أهل الكتاب الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة في قوله وَ قالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ قال بلى قد كانت أوائل النصارى على شي و لكنهم ابتدعوا و تفرقوا
و أخرج ابن جرير عن ابن جريح قال قلت لعطاء من هؤلاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ قال أمم كانت قبل اليهود و النصارى
و أخرج ابن جرير عن السدى في قوله كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ قال هم العرب قالوا ليس محمد صلى الله عليه و سلم على شي
[سورة البقرة (2): آية 114]
قوله تعالى وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ الآيتين
أخرج ابن اسحق و ابن أبى حاتم عن ابن عباس ان قريشا منعوا النبي صلى الله عليه و سلم الصلاة عند الكعبة في المسجد الحرام فانزل الله وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ الآية
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ قال هم النصارى
و أخرج عبد ابن حميد و ابن جرير عن مجاهد في قوله وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ قال هم النصارى كانوا يطرحون في بيت المقدس الأذى و يمنعون الناس ان يصلوا فيه
و أخرج ابن جرير عن السدى في قوله وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ الآية قال هم الروم كانوا ظاهروا بختنصر على بيت المقدس و في قوله أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ قال فليس في الأرض رومي يدخله اليوم الا و هو خائف ان تضرب عنقه و قد أخيف بأداء الجزية فهو يؤديها و في قوله لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ قال أما خزيهم في الدنيا فانه إذا قام المهدى و فتحت القسطنطينية قتلهم فذلك الخزي
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة في الآية قال أولئك أعداء الله الروم حملهم بغض اليهود على ان أعانوا بختنصر البابلي المجوسي على تخريب بيت المقدس
و أخرج ابن أبى حاتم عن كعب قال ان النصارى لما ظهروا على بيت المقدس حرقوه فلما بعث الله محمدا أنزل عليه وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَ سَعى فِي خَرابِها الآية فليس في الأرض نصراني يدخل بيت المقدس الا خائفا
و أخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال هؤلاء المشركون حين صدوا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن البيت يوم الحديبية
و أخرج ابن أبى شيبة عن أبى صالح قال ليس للمشركين ان يدخلوا المسجد الا و هم خائفون
و أخرج عبد الرزاق و ابن جرير عن قتادة في قولهم لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ قال يعطون الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ
و أخرج أحمد و البخاري في تاريخه عن بسر بن ارطاة قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها و أجرنا من خزي الدنيا و من عذاب الآخرة
[سورة البقرة (2): آية 115]
قوله تعالى وَ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ الآية
أخرج أبو عبيد في الناسخ و المنسوخ و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و الحاكم و صححه و البيهقي في سننه عن ابن عباس قال أول ما نسخ لنا من القرآن فيما ذكر لنا و الله أعلم شان القبلة قال الله تعالى وَ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ فاستقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلى نحو بيت المقدس و ترك البيت العتيق ثم صرفه الله تعالى إلى البيت العتيق و نسخها فقال وَ مِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ* الآية
و أخرج ابن المنذر عن ابن مسعود و ناس من الصحابة في قوله وَ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ قال كان الناس يصلون قبل
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 109
بيت المقدس فلما قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة على رأس ثمانية عشر شهرا من مهاجره و كان إذا صلى رفع رأسه إلى السماء ينظر ما يؤمر به فنسختها قبل الكعبة
و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و مسلم و الترمذي و النسائي و ابن جرير و ابن المنذر و النحاس في ناسخه و الطبراني و البيهقي في سننه عن ابن عمر قال كان النبي صلى الله عليه و سلم يصلى على راحلته تطوعا أينما توجهت به ثم قرأ ابن عمر هذه الآية فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ و قال ابن عمر في هذا نزلت هذه الآية
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و الدارقطني و الحاكم و صححه عن ابن عمر قال أنزلت فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ أن تصلى حيثما توجهت بك راحلتك في التطوع
و أخرج البخاري و البيهقي عن جابر بن عبد الله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة أنمار يصلى على راحلته متوجها قبل المشرق تطوعا
و أخرج ابن ابى شيبة و البخاري و البيهقي عن جابر بن عبد الله ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يصلى على راحلته قبل المشرق فإذا أراد أن يصلى المكتوبة نزل و استقبل القبلة و صلي
و أخرج ابن أبى شيبة و أبو داود و البيهقي عن أنس ان النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا سافر و أراد أن يتطوع بالصلاة استقبل بناقته القبلة و كبر ثم صلى حيث توجهت الناقة
و أخرج أبو داود الطيالسي و عبد بن الحميد و الترمذي و ضعفه و ابن ماجة و ابن جرير و ابن أبى حاتم و العقيلي و ضعفه و الدارقطني و أبو نعيم في الحلية و البيهقي في سننه عن عامر بن ربيعة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في ليلة سوداء مظلمة فنزلنا منزلا فجعل الرجل يأخذ الأحجار فيعمل مسجدا فيصلى فيه فلما ان أصبحنا إذا نحن قد صلينا على غير القبلة فقلنا يا رسول الله لقد صلينا ليلتنا هذه لغير القبلة فانزل الله وَ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ الآية فقال مضت صلاتكم
و أخرج الدارقطني و ابن مردويه و البيهقي عن جابر بن عبد الله قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية كنت فيها فأصابتنا ظلمة فلم نعرف القبلة فقالت طائفة منا القبلة هاهنا قبل الشمال فصلوا و خطوا خطا و قال بعضنا القبلة هاهنا قبل الجنوب فصلوا و خطوا خطا فلما أصبحوا و طلعت الشمس أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة فلما قفلنا من سفرنا سألنا النبي صلى الله عليه و سلم فسكت فانزل الله وَ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ الآية
و أخرج سعيد بن منصور و ابن المنذر عن عطاء ان قوما عميت عليهم القبلة فصلى كل انسان منهم إلى ناحية ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكروا ذلك له فانزل الله فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ
و أخرج ابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث سرية فأصابتهم ضبابة فلم يهتدوا إلى القبلة فضلوا لغير القبلة ثم استبان لهم بعد ما طلعت الشمس أنهم صلوا الغير القبلة فلما جأوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثوه فانزل الله وَ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ الآية
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن قتادة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ان إخالكم قد مات يعنى النجاشي فصلوا عليه قالوا نصلى على رجل ليس بمسلم فانزل الله وَ إِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الآية قالوا فانه كان لا يصلى إلى القبلة فانزل الله وَ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ الآية
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن مجاهد قال لما نزلت ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ قالوا إلى أين فأنزلت فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ
و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ قال قبلة الله أينما توجهت شرقا أو غربا
و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و الترمذي و البيهقي في سننه عن مجاهد فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ قال قبلة الله فأينما كنتم في شرق او غرب فاستقبلوها
و أخرج عبد بن حميد و الترمذي عن قتادة في هذه الآية قال هي منسوخة نسخها قوله تعالى فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ* أى تلقاءه
و أخرج ابن أبى شيبة و الترمذي و صححه و ابن ماجة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما بين المشرق و المغرب قبلة و أخرج ابن أبى شيبة و الدارقطني و البيهقي عن ابن عمر مثله
و أخرج ابن أبى شيبة و البيهقي عن عمر قال ما بين المشرق و المغرب قبلة إذا توجهت قبل البيت
[سورة البقرة (2): آية 116]
قوله تعالى وَ قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً
أخرج البخاري عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال قال الله تعالى كذبني ابن آدم و لم يكن له ذلك و شتمني ابن آدم و لم يكن له ذلك فاما تكذيبه إياي فيزعم انى لا أقدر أن أعيده كما كان و أما شتمه إياي فقوله لي ولد فسبحاني أن اتخذ صاحبة أو ولدا
و أخرج البخاري و ابن مردويه و البيهقي في الأسماء و الصفات عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله كذبني ابن آدم و لم ينبغ له أن يكذبني
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 110
و شتمني و لم ينبغ له أن يشتمني أما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني و ليس أول الخلق بأهون على من إعادته و أما شتمه إياي فقوله اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً و أنا الله الأحد الصمد لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ
و أخرج أحمد و البخاري و مسلم و النسائي و ابن مردويه و البيهقي عن أبى موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا أحد اصبر على أذى يسمعه من الله انهم يجعلون له ولدا و يشرك به و هو يرزقهم و يعافيهم
و أخرج ابن أبى شيبة و ابن المنذر و ابن ابى حاتم عن غالب بن عجرد قال حدثني رجل من اهل الشام قال بلغني ان الله لما خلق الأرض و خلق ما فيها من الشجر لم يكن في الأرض شجرة يأتيها بنو آدم الا أصابوا منها ثمرة حتى تكلم فجرة بنى آدم بتلك الكلمة العظيمة قولهم اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً فلما تكلموا بها اقشعرت الأرض و شاك الشجر
و أخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله وَ قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ قالوا إذا قالوا عليه البهتان سبح نفسه
قوله تعالى سُبْحانَهُ
أخرج عبد ابن حميد و ابن أبى حاتم و المحاملي في أماليه عن ابن عباس في قوله سُبْحانَ اللَّهِ* قال تنزيه الله نفسه عن السوء
و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و البيهقي في الأسماء و الصفات عن موسى بن طلحة عن النبي صلى الله عليه و سلم انه سئل عن التسبيح أن يقول الإنسان سبحان الله قال براءة الله من السوء و في لفظ انزاهه عن السوء مرسل
و أخرجه ابن جرير و الديلمي و الخطيب في الكفاية من طرق أخرى موصولا عن موسى ابن طلحة بن عبيد الله عن أبيه عن جده طلحة بن عبيد الله قال سالت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن تفسير سُبْحانَ اللَّهِ* قال هو تنزيه الله من كل سوء
و أخرج ابن مردويه من طريق سفيان الثوري عن عبد الله بن عبيد الله بن موهب أنه سمع طلحة قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن سُبْحانَ اللَّهِ* قال تنزيه الله عن كل سوء
و أخرج ابن أبى حاتم عن ميمون بن مهران انه سئل عن سُبْحانَ اللَّهِ* فقال اسم يعظم الله به و يتحاشى عن السوء
و أخرج ابن أبى شيبة و ابن المنذر عن ابن عباس ان ابن الكواء سأل عليا عن قوله سُبْحانَ اللَّهِ* فقال علي كلمة رضيها الله لنفسه
و أخرج ابن أبى حاتم عن الحسن قال سُبْحانَ اللَّهِ* اسم لا يستطيع الناس أن ينتحلوه
و أخرج عبد بن حميد عن يزيد بن الأصم قال جاء رجل إلى ابن عباس رضى الله عنه فقال لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ* نعرفها انه لا اله غيره و الْحَمْدُ لِلَّهِ* نعرفها ان النعم كلها منه و هو المحمود عليها و الله أكبر نعرفها انه لا شي أكبر منه فما سُبْحانَ اللَّهِ* فقال ابن عباس و ما تنكر منها هي كلمة رضيها الله لنفسه و أمر بها ملائكته و فرغ اليها الأخيار من خلقه
قوله تعالى كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ
أخرج أحمد و عبد بن حميد و أبو يعلى و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى الحاتم و النحاس في ناسخه و ابن حبان و الطبراني في الأوسط و أبو نصر السجزي في الإبانة و أبو نعيم في الحلية و الضياء في المختارة عن ابى سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كل حرف في القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر من طرق عن ابن عباس في قوله قانِتُونَ قال مطيعون
و أخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق ساله عن قوله كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ قال مقرون قال و هل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت قول عدى بن زيد
قانتا لله يرجو عفوه
يوم لا يكفر عبد ما ادخر
و أخرج ابن جرير عن عكرمة كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ قال مقرون بالعبودية
و أخرج ابن جرير عن قتادة كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ أى مطيع مقر بان الله ربه و خالقه
[سورة البقرة (2): آية 117]
بَدِيعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117)
قوله تعالى بَدِيعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ
أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن أبى العالية بَدِيعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ يقول ابتدع خلقهما و لم يشركه في خلقهما أحد
و أخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال ابتدعهما فخلقهما و لم يخلق قبلهما شي فتمثل به
و أخرج ابن أبى شيبة عن ابن سابط ان داعيا دعا في عهد النبي صلى الله عليه و سلم فقال اللهم انى أسألك باسمك الذي لا اله الا أنت الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ... بَدِيعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ و إذا أردت أمرا فإنما تقول له كُنْ فَيَكُونُ فقال النبي صلى الله عليه و سلم لقد كدت أن تدعو باسمه العظيم
[سورة البقرة (2): آية 118]
قوله تعالى وَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ الآية
أخرج ابن اسحق و ابن جرير و ابن ابى حاتم عن ابن عباس قال قال رافع بن حريملة لرسول الله صلى الله عليه و سلم يا محمد ان كنت رسولا من الله كما تقول فقل لله فليكلمنا حتى نسمع كلامه فانزل الله في ذلك وَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ قال هم كفار العرب لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ قال هلا يكلمنا كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ يعنى اليهود و النصارى و غيرهم تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ يعنى العرب و اليهود و النصارى و غيرهم
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن مجاهد في قوله وَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 111
اللَّهُ قال النصارى يقوله و الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ يهود
[سورة البقرة (2): آية 119]
إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ لا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ (119)
قوله تعالى إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِ الآية
أخرج وكيع و سفيان ابن عيينة و عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليت شعري ما فعل أبواي فنزل إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ لا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ فما ذكرهما حتى توفاه الله قلت هذا مرسل ضعيف الاسناد
و أخرج ابن جرير عن داود بن ابى عاصم ان النبي صلى الله عليه و سلم قال ذات يوم أين أبواي فنزلت قلت و الاخر معضل الاسناد ضعيف لا يقوم به و لا بالذي قبله حجة
و أخرج ابن المنذر عن الأعرج انه قرأ وَ لا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ اى أنت يا محمد
و أخرج ابن أبى حاتم عن ابى مالك قال الجحيم ما عظم من النار
[سورة البقرة (2): آية 120]
قوله تعالى وَ لَنْ تَرْضى الآية
أخرج الثعلبي عن ابن عباس ان يهود المدينة و نصارى نجران كانوا يرجون ان يصلى النبي صلى الله عليه و سلم إلى قبلتهم فلما صرف الله القبلة إلى الكعبة شق ذلك عليهم و أيسوا منه ان يوافقهم على دينهم فانزل الله وَ لَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَ لَا النَّصارى الآية
[سورة البقرة (2): الآيات 121 الى 123]
قوله تعالى الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ
أخرج عبد الرزاق عن قتادة في قوله الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ قال هم اليهود و النصارى
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و الحاكم و صححه عن ابن عباس في قوله يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ قال يحلون حلاله و يحرمون حرامه و لا يحرفونه عن مواضعه
و أخرج أبو عبيد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و الهروي في فضائله عن ابن عباس في قوله يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ قال يتبعونه حق اتباعه ثم قرأ وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها يقول اتبعها
و أخرج ابن أبى حاتم عن عمر ابن الخطاب في قوله يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ قال إذا مر بذكر الجنة سال الله الجنة و إذا مر بذكر النار تعوذ بالله من النار
و أخرج الخطيب في كتاب الرواة عن مالك بسند فيه مجاهيل عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ قال يتبعونه حق اتباعه
و أخرج عبد الرزاق و ابن جرير من طرق عن ابن مسعود قال في قوله يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ قال ان يحل حلاله و يحرم حرامه و يقرأه كما أنزل الله و لا يحرف الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ* و لا يتأول منه شيا غير تأويله و في لفظ يتبعونه حق اتباعه
و أخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم في قوله يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ قال يتكلمونه كما أنزل الله و لا يكتمونه
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة في قوله الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ قال منهم أصحاب محمد الذين آمنوا بآيات الله و صدقوا بها قال و ذكر لنا ان ابن مسعود كان يقول و الله ان حَقَّ تِلاوَتِهِ ان يحل حلاله و يحرم حرامه و يقرأه كما أنزله الله و لا يحرف عن مواضعه قال و حدثنا عن عمر بن الخطاب قال لقد مضى بنو إسرائيل و ما يعنى بما تسمعون غيركم
و أخرج وكيع و ابن جرير عن الحسن في قوله يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ قال يعملون بمحكمه و يؤمنون بمتشابهه و يكلون ما أشكل عليهم إلى عالمه
و أخرج ابن جرير عن مجاهد يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ قال يتبعونه حق اتباعه
[سورة البقرة (2): آية 124]
قوله تعالى وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ
أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و الحاكم و صححه و البيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ قال ابتلاه الله بالطهارة خمس في الرأس و خمس في الجسد في الرأس قص الشارب و المضمضة و الاستنشاق و السواك و فرق الرأس و في الجسد تقليم الاظفار و حلق العانة و الختان و نتف الإبط و غسل مكان الغائط و البول بالماء
و أخرج ابن اسحق و ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الكلمات التي ابتلى بهن ابراهيم فأتمهن فراق قومه في الله حين أمر بمفارقتهم و محاجته نمرود في الله حين وقفه على ما وقفه عليه من خطر الامر الذي فيه خلافهم و صبره على قذفهم إياه في النار ليحرقوه في الله و الهجرة بعد ذلك من وطنه و بلاده حين أمره بالخروج عنهم و ما أمره به من الضيافة و الصبر عليها و ما ابتلى به من ذبح ولده فلما مضى على ذلك كله و أخلصه البلاء قال الله له اسلم قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الكلمات التي ابتلى بها عشر ست في الإنسان و أربع في المشاعر فاما التي في الإنسان فحلق العانة و نتف الإبط أو الختان و تقليم الاظفار وقص الشارب و السواك و غسل يوم الجمعة و الاربعة التي في المشاعر الطواف بالبيت و السعى بين الصفا و المروة و رمى الجمار و الإفاضة
و أخرج ابن أبى شيبة و ابن جرير و ابن أبى حاتم و الحاكم و ابن مردويه و ابن عساكر عن ابن عباس قال ما ابتلى أحد بهذا الدين فقام به كله الا ابراهيم قال
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 112
وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ قيل ما الكلمات قال سهام الإسلام ثلاثون سهما عشر في براءة التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ إلى آخر الآية و عشر في أول سورة قد أفلح و سأل سائل وَ الَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ الآيات و عشر في الأحزاب إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِماتِ إلى آخر الآية فأتمهن كلهن فكتب له براءة قال تعالى وَ إِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى
و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و الحاكم من طرق عن ابن عباس وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ قال منهن مناسك الحج
و أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال الكلمات إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً و إِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ و الآيات في شأن المنسك و المقام الذي جعل لإبراهيم و الرزق الذي رزق ساكنو البيت و بعث محمد في ذريتهما
و أخرج ابن أبى شيبة و ابن جرير عن مجاهد في قوله وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ قال ابتلى بالآيات التي بعدها
و أخرج ابن أبى شيبة و ابن جرير عن الحسن قال ابتلاه بالكوكب فرضي عنه و ابتلاه بالقمر فرضي عنه و ابتلاه بالشمس فرضي عنه و ابتلاه بالهجرة فرضي عنه و ابتلاه بالختان فرضي عنه و ابتلاه بابنه فرضي عنه
و أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فَأَتَمَّهُنَ قال فاداهن
و أخرج ابن أبى حاتم عن عطاء قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من فطرة ابراهيم السواك
و أخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد قال من فطرة ابراهيم غسل الذكر و البراجم
و أخرج ابن ابى شيبة في المصنف عن مجاهد قال ست من فطرة ابراهيم قص الشارب و السواك و الفرق و قص الاظفار و الاستنجاء و حلق العانة قال ثلاثة في الرأس و ثلاثة في الجسد
و أخرج ابن أبى شيبة و أحمد و البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة عن أبى هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الفطرة خمس أو خمس من الفطرة الختان و الاستحداد و قص الشارب و تقليم الاظفار و نتف الآباط
و أخرج البخاري و النسائي عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من الفطرة حلق العانة و تقليم الاظفار و قص الشارب
و أخرج ابن أبى شيبة و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عشر من الفطرة قص الشارب و اعفاء اللحية و السواك و الاستنشاق بالماء و قص الاظفار و غسل البراجم و نتف الآباط و حلق العانة و انتقاض الماء يعنى الاستنجاء بالماء قال مصعب نسيت العاشرة الا ان تكون المضمضة
و أخرج ابن ابى شيبة و أحمد و أبو داود و ابن ماجة عن عمار بن ياسر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الفطرة المضمضة و الاستنشاق و السواك و قص الشارب و تقليم الاظفار و نتف الإبط و الاستحداد و غسل البراجم و الانتضاح و الاختتان
و أخرج البزار و الطبراني عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الطهارات أربع قص الشارب و حلق العانة و تقليم الاظفار و السواك
و أخرج مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة عن أنس بن مالك قال وقت لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في قص الشارب و تقليم الاظفار و حلق العانة و نتف الإبط ان لا تترك أكثر من أربعين يوما
و أخرج أحمد و البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال قيل للنبي صلى الله عليه و سلم لقد أبطأ عنك جبريل فقال و لم لا يبطئ عنى و أنتم حولي لا تستنون لا تقلمون أظفاركم و لا تقصون شواربكم و لا تنقون براجمكم
و أخرج الترمذي و حسنه عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه و سلم يقص أو يأخذ من شاربه قال و لان خليل الرحمن ابراهيم يفعله
و أخرج ابن أبى شيبة و أحمد و الترمذي و صححه و النسائي عن زيد بن أرقم ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من لم يأخذ من شاربه فليس منا
و أخرج مالك و البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال خالفوا المشركين وفروا اللحى و أحفوا الشوارب
و اخرج البزار عن أنس ان النبي صلى الله عليه و سلم قال خالفوا المجوس جزوا الشوارب و أعفو اللحى
و أخرج ابن أبى شيبة عن عبيد الله بن عبد الله بن عبيد الله قال جاء رجل من المجوس إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد حلق لحيته و أطال شاربه فقال له النبي صلى الله عليه و سلم ما هذا قال هذا في ديننا قال و لكن في ديننا ان تجز الشارب و ان تعفى اللحية
و أخرج البزار عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم أبصر رجلا و شاربه طويل فقال ائتوني بمقص و سواك فجعل السواك على طرفه ثم أخذ ما جاوز
و أخرج البزار و الطبراني في الأوسط و البيهقي في شعب الايمان بسند حسن عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقلم أظفاره و يقص شاربه يوم الجمعة قبل ان يخرج إلى الصلاة
و أخرج
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج1، ص: 113
ابن عدى بسند ضعيف عن أنس قال وقت لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ان يحلق الرجل عانته كل أربعين يوما و ان ينتف إبطه كلما طلع و لا يدع شاربيه يطولان و ان يقلم أظفاره من الجمعة إلى الجمعة
و أخرج ابن عساكر بسند ضعيف عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قصوا أظافيركم فان الشيطان يجرى ما بين اللحم و الظفر
و أخرج الطبراني بسند ضعيف عن وابصة بن معبد قال سالت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن كل شي حتى سألته عن الوسخ الذي يكون في الاظفار فقال دع ما يريبك إلى ما لا يريبك
و أخرج البزار عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لى لا أهم و رفغ أحدكم بين أنملته و ظفره
و أخرج البيهقي في شعب الايمان عن قيس بن حازم قال صلى النبي صلى الله عليه و سلم صلاة فأوهم فيها فسئل فقال ما لى لا أهم و رفغ أحدكم بين ظفره و أنملته
و أخرج ابن ماجة و الطبراني بسند ضعيف عن أبى امامة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال تسوكوا فان السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ما جاءني جبريل الا أوصاني بالسواك حتى لقد خشيت أن يفرض على و على أمتي و لو لا انى أخاف ان أشق على أمتي لفرضته لهم و انى لأستاك حتى انى لقد خشيت ان أحفى مقادم فمي
و أخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال السواك مطهرة للفم مرضاة للرب و مجلاة للبصر
و أخرج ابن عدى و البيهقي في شعب الايمان و ضعفه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عليكم بالسواك فانه مطهرة للفم مرضاة للرب مفرحة للملائكة يزيد في الحسنات و هو من السنة يجلو البصر و يذهب الحفر و يشد اللثة و يذهب البلغم و يطيب الفم
و أخرج البخاري و مسلم و أبو داود و النسائي و ابن ماجة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لولا ان أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة
و أخرج أحمد بسند حسن عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لولا ان أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء و عند كل وضوء بسواك
و أخرج البزار و أبو يعلى و الطبراني بسند ضعيف عن عائشة قالت ما زال النبي صلى الله عليه و سلم يذكر السواك حتى خشينا أن ينزل فيه القرآن
و أخرج أحمد و الحرث بن أبى اسامة و البزار و أبو يعلى و ابن خزيمة و الدارقطني و الحاكم و صححه و أبو نعيم في كتاب السواك و البيهقي في شعب الايمان عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال فضل الصلاة بسواك على الصلاة بغير سواك سبعون ضعفا
و أخرج البزار و البيهقي بسند جيد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ركعتان بسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك
و أخرج أحمد و ابو يعلى بسند جيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لقد أمرت بالسواك حتى ظننت انه ينزل على به قرآن أو وحى
و أخرج أحمد و أبو يعلى و الطبراني بسند ضعيف عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا ينام الا و السواك عنده فإذا استيقظ بدأ بالسواك
و أخرج الطبراني بسند حسن عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما زال جبريل يوصيني بالسواك حتى خفت على أضراسي
و أخرج البزار و الترمذي الحكيم في نوادر الأصول عن كليح بن عبد الله الخطمي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس من سنن المرسلين الحياء و الحلم و الحجامة و السواك و التعطر
و أخرج الطبراني في الأوسط عن ابى هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا ينام ليلة و لا ينتبه الا استن
و أخرج الطبراني بسند حسن عن زيد بن خالد الجهني قال ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخرج من بيته لشيء من الصلوات حتى يستاك
و أخرج ابن أبى شيبة و أبو داود بسند ضعيف عن عائشة ان النبي صلى الله عليه و سلم كان لا يرقد من ليل و لا نهار فيستيقظ الا تسوك قبل ان يتوضأ
و أخرج ابن أبى شيبة و مسلم و أبو داود و النسائي و ابن ماجة عن عائشة انها سئلت باي شي كان النبي صلى الله عليه و سلم يبدأ إذا دخل بيته قالت كان إذا دخل يبدأ بالسواك
و أخرج ابن ماجة عن على بن أبى طالب قال ان أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك و أخرجه أبو نعيم في كتاب السواك عن علي مرفوعا
و أخرج ابن السنى و ابو نعيم معافى الطب النبوي عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان السواك ليزيد الرجل فصاحة
و أخرج ابن السنى عن علي بن أبى طالب قال قراءة القرآن و السواك يذهب البلغم