کتابخانه تفاسیر
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج3، ص: 4
آية
و أخرج أبو الشيخ عن قتادة الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ حمد نفسه فأعظم خلقه
و أخرج ابن أبى حاتم عن علي انه أتاه رجل من الخوارج فقال الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ أليس كذلك قال نعم فانصرف عنه ثم قال ارجع فرجع فقال أى قل انما أنزلت في أهل الكتاب
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و أبو الشيخ عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه انه أتاه رجل من الخوارج فقرأ عليه الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ و الآية ثم قال أليس الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ قال بلى فانصرف عنه الرجل فقال له رجل من القوم يا ابن أبزى ان هذا أراد تفسير الآية غير ما ترى انه رجل من الخوارج قال ردوه على فلما جاء قال أ تدرى فيمن أنزلت هذه الآية قال لا قال نزلت في أهل الكتاب فلا تضعها في غير موضعها
و أخرج ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن مجاهد قال نزلت هذه الآية في الزنادقة الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ قال قالوا ان الله لم يخلق الظلمة و لا الخنافس و لا العقارب و لا شيأ قبيحا و انما خلق النور و كل شي حسن فانزل فيهم هذه الآية
و أخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال نزل جبريل مع سبعين ألف ملك معهم سورة الانعام لهم زجل من التسبيح و التكبير و التهليل و التحميد و قال الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فكان فيه رد على ثلاثة أديان منهم فكان فيه رد على الدهرية لان الأشياء كلها دائمة ثم قال وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ فكان فيه رد على المجوس الذين زعموا أن الظلمة و النور هما المدبران و قال ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ فكان فيه رد على مشركي العرب و من دعا دون الله لها
و أخرج ابن جرير عن أبى روق قال كل شي في القرآن جَعَلَ فهو خلق
و أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ قال الكفر و الايمان
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن قتادة في قوله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ قال خلق الله السموات قبل الأرض و الظلمة قبل النور و الجنة قبل النار ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ قال كذب العادلون بالله فهؤلاء أهل الشرك
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن السدى في قوله وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ قال الظلمات ظلمة الليل و النور نور النهار ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ قال هم المشركون
و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن مجاهد في قوله ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ قال يشركون
و أخرج ابن جرير و ابن ابى حاتم عن ابن زيد في قوله ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ قال الآلهة التي عبدوها عدلوها بالله تعالى و ليس لله عدل و لا ند و ليس معه آلهة و لا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَ لا وَلَداً
قوله تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ) الآيات
أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن ابن عباس هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ يعنى آدم ثُمَّ قَضى أَجَلًا يعنى أجل الموت وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ أجل الساعة و الوقوف عند الله
و اخرج الفريابي و ابن أبى شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ و الحاكم و صححه عن ابن عباس في قوله ثُمَّ قَضى أَجَلًا قال أجل الدنيا و في لفظ أجل موته وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ قال الآخرة لا يعلمه الا الله
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن ابن عباس قَضى أَجَلًا قال هو النوم يقبض الله فيه الروح ثم يرجع إلى صاحبه حين اليقظة وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ قال هو أجل موت الإنسان
و أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ قال هذا بدء الخلق خلق آدم من طين ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ يقول أجل حياتك إلى يوم تموت و أجل موتك إلى يوم البعث ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ قال تشكون
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و أبو الشيخ عن مجاهد في قوله ثُمَّ قَضى أَجَلًا قال أجل الدنيا الموت وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ قال الآخرة البعث
و أخرج عبد الرزاق و ابن جرير و ابن المنذر و أبو الشيخ عن قتادة و الحسن في قوله قَضى أَجَلًا قالا قضى اجل الدنيا منذ خلقت إلى ان تموت وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ قال يوم القيامة
و اخرج أبو الشيخ عن يونس بن يزيد الأيلي قَضى أَجَلًا قال ما خلق في ستة ايام وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ قال ما كان بعد ذلك إلى يوم القيامة
و اخرج ابن جرير و ابن ابى حاتم و ابو الشيخ عن السدى في قوله ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ قال تشكون
و اخرج ابن ابى حاتم عن خالد بن معدان في قوله ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ و يقول في البعث
و اخرج ابن ابى حاتم عن قتادة في قوله
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج3، ص: 5
وَ ما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ يقول ما يأتيهم من شي من كتاب الله الا اعرضوا عنه و في قوله فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ يقول سيأتيهم يوم القيامة انباء ما استهزؤا به من كتاب الله عز و جل
قوله تعالى أَ لَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ الآية
اخرج ابن ابى حاتم عن ابى مالك في قوله مِنْ قَرْنٍ قال امه
و اخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن ابى حاتم و ابو الشيخ عن قتادة في قوله مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ يقول أعطيناهم ما لم نعطكم
و أخرج ابن المنذر و ابن ابى حاتم و ابو الشيخ من طريق على عن ابن عباس في قوله وَ أَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً يقول يتبع بعضها بعضا
و أخرج ابن ابى حاتم و ابو الشيخ عن هارون التيمي في قوله وَ أَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً قال المطر في ابانه
قوله تعالى وَ لَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً الآية
اخرج ابن جرير و ابن ابى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله وَ لَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ يقول لو أنزلنا من السماء صحفا فيها كتاب فلمسوه بأيديهم لزادهم ذلك تكذيبا
و اخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن ابى حاتم و ابو الشيخ عن قتادة في قوله وَ لَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ يقول في صحيفة
و اخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن ابى حاتم عن قتادة في قوله فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ يقول فعاينوه معاينة و مسوه بأيديهم
و اخرج ابن ابى شيبة و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن ابى حاتم و ابو الشيخ عن مجاهد في قوله فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ قال فمسوه و نظروا اليه لم يصدقوا به
قوله تعالى وَ قالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ الآية
اخرج ابن المنذر و ابن ابى أتم عن محمد بن اسحق قال دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم قومه إلى الإسلام و كلمهم فابلغ إليهم فيما بلغني فقال له زمعة بن الأسود بن المطلب و النضر بن الحارث بن كلدة و عبدة بن عبد يغوث و أبى بن خلف بن وهب و العاصي بن وائل بن هشام لو جعل معك يا محمد ملك يحدث عنك الناس و يرى معك فانزل الله في ذلك من قولهم وَ قالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ الآية
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن ابى حاتم و أبو الشيخ عن مجاهد في قوله وَ قالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ قال ملك في صورة رجل وَ لَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ قال لقامت الساعة
و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن قتادة في قوله وَ لَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ يقول لو أنزل الله ملكا ثم لم يؤمنوا لعجل لهم العذاب
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن ابن عباس وَ لَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً قال و لو أتاهم ملك في صورته لَقُضِيَ الْأَمْرُ لاهلكناهم ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ لا يؤخرون وَ لَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا يقول لو أتاهم ملك ما أتاهم الا في صورة رجل لأنهم لا يستطيعون النظر إلى الملائكة وَ لَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ يقول لخلطنا عليهم ما يخلطون
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن مجاهد في قوله وَ لَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا قال في صورة رجل و في خلق رجل
، و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و أبو الشيخ عن قتادة في قوله وَ لَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا يقول في صورة آدمي
و أخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله وَ لَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا قال لجعلنا ذلك الملك في صورة رجل لم نرسله في صورة الملائكة
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن ابن عباس وَ لَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ يقول شبهنا عليهم
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن السدى في قوله وَ لَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ يقول شبهنا عليهم ما يشبهون على أنفسهم
و أخرج ابن جرير و أبو الشيخ عن قتادة في قوله وَ لَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ يقول ما لبس قوم على أنفسهم الا لبس الله عليهم و اللبس انما هو من الناس قد بين الله للعباد و بعث رسله و اتخذ عليهم الحجة و أراهم الآيات و قدم إليهم بالوعيد
قوله تعالى وَ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ الآية
أخرج ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن محمد بن اسحق قال مر رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما بلغني بالوليد بن المغيرة و أمية بن خلف و أبى جهل بن هشام فهمزوه و استهزؤوا به فغاظه ذلك فانزل الله وَ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن السدى في قوله فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ من الرسل ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ يقول وقع بهم العذاب الذي استهزؤا به
قوله تعالى قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ الآية
أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ قال بئس و الله ما كان عاقبة المكذبين دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ و أهلكهم ثم
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج3، ص: 6
صيرهم إلى النار
قوله تعالى كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ
أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن سلمان في قوله كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ قال انا نجده في التوراة عطيفتين ان الله خلق السموات و الأرض ثم جعل مائة رحمة قبل أن يخلق الخلق ثم خلق الخلق فوضع بينهم رحمة واحدة و أمسك عنده تسعا و تسعين رحمة فيها يتراحمون و بها يتعاطفون و بها يتباذلون و بها يتزاورون و بها نحن الناقة و بها تنتج البقرة و بها تيعر الشاة و بها تتابع الطير و بها تتابع الحيتان في البحر فإذا كان يوم القيامة جمع تلك الرحمة إلى ما عنده و رحمته أفضل و أوسع
و أخرج أحمد و مسلم و البيهقي في الأسماء و الصفات عن سلمان عن النبي صلى الله عليه و سلم قال خلق الله يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مائة رحمة منها رحمه يتراحم بها الخلق و تسع و تسعون ليوم القيامة فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة
و أخرج عبد الرزاق و الفريابي و ابن أبى شيبة و البخاري و مسلم و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه و البيهقي في الأسماء و الصفات عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لما قضى الله الخلق كتب كتابا فوضعه عنده فوق العرش ان رحمتي سبقت غضبى
و أخرج الترمذي و صححه و ابن ماجة و ابن مردويه و البيهقي عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لما خلق الله الحق كتب كتابا بيده على نفسه ان رحمتي تغلب غضبى
و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا فرغ الله من القضاء بين الخلق أخرج كتابا من تحت العرش ان رحمتي سبقت غضبى و أنا أرحم الراحمين فيقبض قبضة أو قبضتين فيخرج من النار خلق كثير لم يعملوا خيرا مكتوب بين أعينهم عتقاء الله
و أخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان الله كتب كتابا بيده لنفسه قبل أن يخلق السموات و الأرض فوضعه تحت عرشه فيه رحمتي سبقت غضبى
و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير عن طاوس ان الله لما خلق الخلق لم يعطف شي منه على شي حتى خلق مائة رحمة فوضع بينهم رحمة واحدة فعطف بعض الخلق على بعض
و أخرج ابن حرير عن عكرمة حسبته أسنده قال إذا فرغ الله من القضاء بين خلقه أخرج كتابا من تحت العرش فيه ان رحمتي سبقت غضبى و انا أرحم الراحمين قال فيخرج من النار مثل أهل الجنة أو قال مثلا أهل الجنة
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و أبو الشيخ عن عبد الله بن عمرو قال ان الله مائة رجمه فاهبط منها رحمة واحدة إلى أهل الدنيا يتراحم بها الجن و الانس و طائر السماء و حيتان الماء و دواب الأرض و هو أمها و ما بين الهواء و اخترن عنده تسعا و تسعين رحمة حتى إذا كان يوم القيامة اختلج الرحمة التي كان أهبطها إلى أهل الدنيا فحواها إلى ما عنده فجعلها في قلوب أهل الجنة و على أهل الجنة
و أخرج ابن جرير عن أبى المخارق زهير بن سالم قال قال عمر لكعب ما أول شي ابتدأه الله من خلقه فقال كعب كتب الله كتابا لم يكتبه لم و لا مداد و لكن كتب بإصبعه يتلوها الزبرجد و اللؤلؤ و الياقوت أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا سبقت رحمتي غضبى
و أخرج ابن أبى الدنيا في كتاب حسن الظن بالله عن أبى قتادة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال الله للملائكة ألا أحدثكم عن عبدين من بنى إسرائيل ما أحدهما فيرى بنو إسرائيل انه أفضلهما في الدين و العلم و الخلق و الاخر انه مسرف على نفسه فذكر عند صاحبه فقال لن يغفر الله له فقال ألم يعلم انى أرحم الراحمين ألم يعلم ان رحمتي سبقت غضبى و انى أوجبت لهذا العذاب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا تألوا على الله
و أخرج ابن أبى شيبة و ابن ماجة عن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان الله خلق يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مائة رحمة فجعل في الأرض منها رحمة تعطف الوالدة على ولدها و البهائم بعضها على بعض و أخر تسعا و تسعين إلى يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة مائة رحمة
و أخرج مسلم و ابن مردويه عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان الله خلق يوم خلق السموات و الأرض مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين السموات و الأرض فجعل منها في الأرض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها و الوحش و الطير بعضها على بعض فإذا كان يوم القيامة أكلمها بهذه الرحمة
قوله تعالى وَ لَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهارِ الآيات
أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن السدى في قوله وَ لَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهارِ يقول ما استقر في الليل و النهار و في قوله قُلْ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا قال أما الولي فالذي يتولاه و يقر له بالربوبية
و اخرج ابن أبى حاتم
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج3، ص: 7
و أبو الشيخ عن ابن عباس فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قال بديع السموات و الأرض
و أخرج أبو عبيد في فضائل و ابن جرير و ابن الأنباري في الوقف و الابتداء عن ابن عباس قال كنت لا أدرى ما فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ حتى أتانى أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما انا فطرتها يقول أنا ابتدأتها
و اخرج عبد الرزاق و ابن جرير و ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قال خالق السموات و الأرض
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن السدى في قوله وَ هُوَ يُطْعِمُ وَ لا يُطْعَمُ قال يرزق و لا يرزق
و أخرج النسائي و ابن السنى و الحاكم و البيهقي في الشعب و ابن مردويه عن أبى هريرة قال دعا رجل من الأنصار النبي صلى الله عليه و سلم فانطلقنا معه فلما طعم النبي صلى الله عليه و سلم غسل يده قال الحمد لله الذي يُطْعِمُ وَ لا يُطْعَمُ و من علينا فهدانا و أطعمنا و سقانا وكل بلاء حسن أبلانا الحمد لله غير مودع ربى و لا مكافإ و لا مكفور و لا مستغنى عنه الحمد لله الذي أطعمنا من الطعام و سقانا من الشراب و كسانا من العرى و هدانا من الضلال و بصرنا من العمى و فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ*
و أخرج عبد الرزاق و ابن جرير و ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ قال من يصرف عنه العذاب
و أخرج ابن أبى حاتم من طريق بشر بن السرى عن هارون النحوي قال في قراءة أبى من يصرفه الله
و أخرج أبو الشيخ عن السدى في قوله وَ إِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ يقول بعافية
قوله تعالى قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً الآية
أخرج ابن اسحق و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن ابن عباس قال جاء النحام بن زيد و قردم بن كعب و بحرى بن عمر و فقالوا يا محمد ما تعلم مع الله إلها غيره فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا اله الا الله بذلك بعثت والى ذلك أدعو فانزل الله في قولهم قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً الآية
و أخرج آدم بن أبى إياس و ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ و البيهقي في الأسماء و الصفات عن مجاهد في قوله قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قال أمر محمد صلى الله عليه و سلم ان يسأل قريشا أى شي أكبر شهادة ثم أمره ان يخبرهم فيقول اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و البيهقي في الأسماء و الصفات عن ابن عباس وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ يعنى أهل مكة وَ مَنْ بَلَغَ يعنى من من بلغه هذا القرآن فهو له نذير
و أخرج أبو الشيخ و ابن مردويه عن أنس قال لما نزلت هذه الآية وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ كتب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى كسرى و قيصر و النجاشي و كل جبار يدعوهم إلى الله عز و جل و ليس بالنجاشي الذي صلى عليه
و أخرج أبو الشيخ عن أبى بن كعب قال اتى رسول الله صلى الله عليه و سلم بأسارى فقال لهم هل دعيتم إلى الإسلام قالوا لا فخلى سبيلهم ثم قرأ وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ ثم قال خلوا سبيلهم حتى يأتوا ما منهم من أجل انهم لم يدعوا
و أخرج ابن مردويه و أبو نعيم و الخطيب عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من بلغه القرآن فكأنما شافهته به ثم قرأ وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ
و أخرج ابن أبى شيبة و ابن الضريس و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي في قوله تعالى وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ قال من بلغه القرآن فكأنما رأى النبي صلى الله عليه و سلم و في لفظ من بلغه القرآن حتى يفهمه و يعقله كان كمن عاين رسول الله صلى الله عليه و سلم و كلمه
و أخرج آدم بن أبى إياس و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ و البيهقي في الأسماء و الصفات عن مجاهد في قوله وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ قال العرب وَ مَنْ بَلَغَ قال العجم
و أخرج ابن جرير و أبو الشيخ عن حسن بن صالح قال سالت ليثا هل بقي أحد لم تبلغه الدعوة قال كان مجاهد يقول حيثما يأتي القرآن فهو داع و هو نذير ثم قرأ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ
و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول بلغوا عن الله فمن بلغته آية من كتاب الله فقد بلغه أمر الله
و أخرج ابن جرير و أبو الشيخ من طريق قتادة عن الحسن ان نبى الله صلى الله عليه و سلم قال يا أيها الناس بلغوا و لو آية من كتاب الله فمن بلغته آية من كتاب الله فقد بلغه أمر الله أخذها أو تركها
و أخرج البخاري و ابن مردويه عن عبد الله بن عمر و عن النبي صلى الله عليه و سلم قال بلغوا عنى و لو آية و حدثوا عن بنى إسرائيل و لا حرج و من كذب على معتمد فليتبوأ مقعده من النار
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج3، ص: 8
و أخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب قال كأن الناس لم يسمعوا القرآن قبل يوم القيامة حين يتلوه الله عليهم
قوله تعالى الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ الآية
أخرج أبو الشيخ عن السدى الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ الآية يعنى يعرفون النبي صلى الله عليه و سلم كما يعرفون أبناءهم لان نعته معهم في التوراة الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ لأنهم كفروا به بعد المعرفة
قوله تعالى وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى الآية
أخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة قال قال النضر و هو من بنى عبد الدار إذا كان يوم القيامة شفعت لي اللات و العزى فانزل الله وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
قوله تعالى ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ الآيتين
أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن ابن عباس ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ قال معذرتهم
و أخرج ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن ابن عباس ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ قال حجتهم إِلَّا أَنْ قالُوا وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ يعنى المنافقين و المشركين قالوا وهم في النار هلم فلنكذب فلعله ان ينفعنا فقال الله انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ ضَلَّ عَنْهُمْ في القيامة ما كانُوا يَفْتَرُونَ يكذبون في الدنيا
و أخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ثم لم تكن فتنتهم بالنصب إِلَّا أَنْ قالُوا وَ اللَّهِ رَبِّنا بالخفض
و أخرج عبد بن حميد عن شعيب بن الحجاب سمعت الشعبي يقرأ و الله ربنا بالنصب فقلت ان أصحاب النحو يقرءونها وَ اللَّهِ رَبِّنا بالخفض فقال هكذا أقرأنيها علقمة بن قيس
و أخرج عبد بن حميد و أبو الشيخ عن علقمة انه قرأ و الله ربنا و الله يا ربنا
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر من طريق على عن ابن عباس في قول الله رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ ثم قال وَ لا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً قال بجوارحهم
و أخرج عبد بن حميد و ابن أبى شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن مجاهد في قوله وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ قال قول أهل الشرك حين رأوا الذنوب تغفر و لا يغفر الله لشرك انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ قال بتكذيب الله إياهم
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن سعيد بن جبير انه كان يقرأ هذا الحرف وَ اللَّهِ رَبِّنا بخفضها قال حلفوا و اعتذروا
و أخرج عبد بن حميد عن قتادة انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ قال باعتذارهم بالباطل و الكذب وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ قال ما كانوا يشركون به
قوله تعالى وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ الآية
أخرج عبد بن حميد و ابن أبى شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن مجاهد في قوله وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ قال قريش و في قوله وَ جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً قال كالجعبة للنبل
و أخرج عبد الرزاق و ابن جرير و ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وَ جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً قال يسمعونه بآذانهم و لا يعون منه شيأ كمثل البهيمة التي تسمع النداء و لا تدرى ما يقال لها
و أخرج ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن السدى في قوله وَ جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً قال الغطاء أكن قلوبهم أن يفقهوه فلا يفقهون الحق وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً قال صمم و في قوله أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ قال أساجيع الأولين
و أخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس في قوله أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ قال أحاديث الأولين
و أخرج عبد بن حميد و ابن أبى حاتم و ابن المنذر عن قتادة في قوله أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ قال كذب الأولين و باطلهم و الله أعلم
قوله تعالى وَ هُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَ يَنْأَوْنَ عَنْهُ
أخرج الفريابي و عبد الرزاق و سعيد بن منصور و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و الطبراني و أبو الشيخ و ابن مردويه و الحاكم و صححه و البيهقي في الدلائل عن ابن عباس وَ هُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَ يَنْأَوْنَ عَنْهُ قال نزلت في أبى طالب كان ينهى المشركين ان يؤذوا رسول الله صلى الله عليه و سلم و يتباعد عما جاء به
و أخرج ابن أبى شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و أبو الشيخ عن القاسم بن مخيمرة في قوله وَ هُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَ يَنْأَوْنَ عَنْهُ قال نزلت في أبى طالب كان ينهى عن النبي صلى الله عليه و سلم ان يؤذى و لا يصدق به
و أخرج ابن جرير ير عن عطاء بن دينار في قوله وَ هُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَ يَنْأَوْنَ عَنْهُ قال نزلت في أبى طالب كان ينهى الناس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و ينأى عما جاء به من الهدى
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه من طريق على بن أبى طلحة عن ابن عباس في قوله وَ هُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ قال ينهون الناس عن محمد أن يؤمنوا به وَ يَنْأَوْنَ عَنْهُ يتباعدون عنه
و أخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله وَ هُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَ يَنْأَوْنَ عَنْهُ يقول لا يلقونه و لا يدعون أحدا يأتيه
و أخرج ابن أبى شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن محمد بن الحنفية في قوله
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج3، ص: 9
وَ هُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَ يَنْأَوْنَ عَنْهُ قال كفار مكة كانوا يدفعون الناس عنه و لا يجيبون النبي صلى الله عليه و سلم
و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وَ هُمْ يَنْهَوْنَ قال قريش عن الذكر وَ يَنْأَوْنَ عَنْهُ يقول يتباعدون
و أخرج عبد الرزاق و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن قتادة في قوله وَ هُمْ يَنْهَوْنَ قال ينهون عن القرآن و عن النبي صلى الله عليه و سلم وَ يَنْأَوْنَ عَنْهُ يتباعدون عنه
و أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن أبى هلال في قوله وَ هُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَ يَنْأَوْنَ عَنْهُ قال نزلت في عمومه النبي صلى الله عليه و سلم و كانوا عشرة فكانوا أشد الناس معه في العلانية و أشد الناس عليه في السر
و أخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب في قوله وَ هُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ قال عن قتله وَ يَنْأَوْنَ عَنْهُ قال لا يتبعونه
قوله تعالى وَ لَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا الآيات
أخرج أبو عبيد و ابن جرير عن هرون قال في حرف ابن مسعود يا ليتنا نرد فلا نكذب بالفاء
و أخرج عبد الرزاق و عبد بن بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن قتادة في قوله بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ من أعمالهم وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ يقول و لو وصل الله لهم دينا كدنياهم التي كانوا فيها لعادوا إلى أعمالهم أعمال السوء التي كانوا نهوا عنها
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن السدى في قوله بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ يقول بدت لهم أعمالهم في الآخرة التي افتروا في الدنيا
و أخرج ابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس قال فأخبر الله سبحانه انهم لو ردوا لم يقدروا على الهدى فقال وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ أى و لو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم و بين الهدى كما حلنا بينهم و بينه أول مرة وهم في الدنيا
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ قال و قالوا حين يردون إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا وَ ما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ
قوله تعالى قالُوا يا حَسْرَتَنا الآية
أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الحسرة الندامة
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و الطبراني و أبو الشيخ و ابن مردويه و الخطيب بسند صحيح عن أبى سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله يا حَسْرَتَنا قال الحسرة ان يرى أهل النار منازلهم من الجنة في الجنة فتلك الحسرة
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن السدى في قوله يا حَسْرَتَنا قال ندامتنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها قال ضيعنا من عمل الجنة وَ هُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ قال ليس من رجل ظالم يموت فيدخل قبره الا جاءه رجل قبيح الوجه أسود اللون منتن الريح عليه ثياب دنسة حتى يدخل معه قبره فإذا رآه قال له ما أقبح وجهك قال كذلك كان عملك قبيحا قال ما أنتن ريحك قال كذلك كان عملك منتنا قال ما أدنس ثيابك فيقول ان عملك كان دنسا قال من أنت قال أنا عملك فيكون معه في قبره فإذا بعث يوم القيامة قال له انى كنت أحملك في الدنيا باللذات و الشهوات فأنت اليوم تحملني فيركب على ظهره فيسوقه حتى يدخله النار فذلك قوله يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن عمرو بن قيس الملائي قال ان المؤمن إذا خرج من قبره استقبله عمله في أحسن صورة و أطيبه ريحا فيقول له هل تعرفني فيقول لا الا ان الله قد طيب ريحك و حسن صورتك فيقول كذلك كنت في الدنيا أنا عملك الصالح طالما ركبتك في الدنيا فأركبنى أنت اليوم و تلا يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً و ان الكافر يستقبله أقبح شي صورة و أنتنه ريحا فيقول هل تعرفني فيقول لا الا ان الله قد قبح صورتك و نتن ريحك فيقول كذلك كنت في الدنيا أنا عملك السيئ طالما ركبتني في الدنيا فانا اليوم أركبك و تلا وَ هُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ و أخرج ابن أبى حاتم من طريق عمرو بن قيس عن أبى مرزوق مثله
و أخرج عبد الرزاق و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ قال ما يعملون
قوله تعالى وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ
أخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد قال كل لعب لهو
قوله تعالى قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الآية
أخرج الترمذي و ابن جرير و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ و ابن مردويه و الحاكم و صححه و الضياء في المختارة عن علي قال قال أبو جهل للنبي صلى الله عليه و سلم انا لا نكذبك و لكن نكذب بما جئت به فانزل الله فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَ لكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ
و أخرج ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن أبى يزيد المدني ان النبي صلى الله عليه و سلم لقى أبا جهل فجعل أبو جهل يلاطفه و يسائله فمر به بعض شياطينه فقال أ تفعل هذا قال اى و الله انى لأفعل به
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج3، ص: 10
هذا و انى لاعلم انه صادق و لكن متى كنا تبعا لبنى عبد مناف و تلا أبو يزيد فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ الآية
و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن مردويه عن أبى ميسرة قال مر رسول الله صلى الله عليه و سلم على أبى جهل فقال و الله يا محمد ما نكذبك انك عندنا المصدق و لكننا نكذب بالذي جئت به فانزل الله فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَ لكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ
و أخرج ابن جرير عن أبى صالح في الآية قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه و سلم و هو جالس حزين فقال له ما يحزنك فقال كذبني هؤلاء فقال له جبريل انهم لا يُكَذِّبُونَكَ انهم ليعلون انك صادق وَ لكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ
و أخرج أبو الشيخ عن أبى الصالح قال كان المشركون إذا رأوا رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة قال بعضهم لبعض فيما بينهم انه لنبي فنزلت هذه الآية قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَ لكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ
و أخرج سعيد بن منصور و عبد ابن حميد و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ و الضياء عن على بن أبى طالب انه قرأ فإنهم لا يكذبونك خفيفه قال لا يجيئون بحق هو أحق من حقك
و أخرج ابن أبى حاتم و أبو الشيخ و الطبراني عن ابن عباس انه قرأ فإنهم لا يكذبونك محفظة قال لا يقدرون على أن لا تكون رسولا و على أن لا يكون القرآن قرآنا فاما أن يكذبوك بألسنتهم فهم يكذبونك فذاك الإكذاب و هو التكذيب
و أخرج سعيد بن منصور و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن محمد بن كعب انه كان يقرؤها فإنهم لا يكذبونك بالتخفيف يقول لا يبطلون ما في يديك
و أخرج عبد الرزاق و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وَ لكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ قال يعلمون انك رسول الله و يجحدون
و أخرج ابن أبى حاتم عن الحسن انه قرأ عنده رجل فإنهم لا يكذبونك خفيفة فقال الحسن فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ و قال ان القوم قد عرفوه و لكنهم جحدوا بعد المعرفة
قوله تعالى وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ الآية
أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن قتادة في قوله وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا قال يعزى الله نبيه صلى الله عليه و سلم كما تسمعون و يخبره ان الرسل قد كذبت قبله فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا حتى حكم الله وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ*
و أخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ قال يعزى نبيه صلى الله عليه و سلم
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن ابن جريح في قوله وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ الآية قال يعزى نبيه صلى الله عليه و سلم
قوله تعالى وَ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ الآيات
أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و البيهقي في الأسماء و الصفات عن ابن عباس في قوله وَ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ و النفق السرب فتذهب فيه فتأتيهم بآية أَوْ تجعل لهم سُلَّماً فِي السَّماءِ فتصعد عليه فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ أفضل مما أتيناهم به فافعل وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى يقول الله سبحانه لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين
و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن قتادة في قوله نَفَقاً فِي الْأَرْضِ قال سربا أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ قال يعنى الدرج
و أخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله تعالى تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ قال سربا في الأرض فتذهب هربا قال و هل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عدى بن زيد و هو يقول
فدس لها على الإنفاق عمرو
بشكته و ما خشيت كمينا
و أخرج ابن أبى شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن الحسن في قوله إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ قال المؤمنون وَ الْمَوْتى قال الكفار
و أخرج عبد بن حميد و ابن أبى شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن مجاهد في قوله إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ قال المؤمنون للذكر وَ الْمَوْتى قال الكفار حين يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ مع الموتى
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن قتادة في قوله إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ قال هذا مثل المؤمن سمع كتاب الله فانتفع به واخذ به و عقله فهو حي القلب حي البصر وَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَ بُكْمٌ و هذا مثل الكافر أصم أبكم لا يبصر هدى و لا ينتفع به
قوله تعالى وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ الآية
أخرج الفريابي و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن مجاهد في قوله إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ قال أصنافا مصنفة تعرف بأسمائها