کتابخانه تفاسیر
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج3، ص: 298
نبطس كعين على سيف البحر و خلف نبطس قينس محيط بالأرض فنبطس و ما دونه عنده كعين على سيف البحر و خلف قينس الأصم محيط بالأرض فقينس و ما دونه عنده كعين على سيف البحر و خلف الأصم المظلم محيط بالأرض فالاصم و ما دونه عنده كعين على سيف البحر و خلف المظلم جبل من ألماس محيط بالأرض فالظلم و ما دونه عنده كعين على سيف البحر و خلف ألماس الباكي و هو ماء عذب محيط بالأرض أمر الله نصفه ان يكون تحت العرش فأراد ان يستجمع فزجره فهو باك يستغفر الله فالماس و ما دونه عنده كعين على سيف البحر و العرش خلف ذلك محيط بالأرض فالباكى و ما دونه عنده كعين على سيف البحر
و أخرج أبو الشيخ عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما السموات السبع في الكرسي الا كدراهم سبعة ألقيت في ترس
قال ابن زيد قال أبو ذر عن النبي صلى الله عليه و سلم ما الكرسي في العرش الا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض و الكرسي موضع القدمين
و أخرج أبو الشيخ عن وهب رضى الله عنه قال خلق الله العرش و للعرش سبعون ألف ساق كل ساق كاستدارة السماء و الأرض
و اخرج عبد بن حميد و أبو الشيخ و البيهقي في الأسماء و الصفات عن مجاهد رضى الله عنه قال بين الملائكة و بين العرش سبعون حجابا حجاب من نور و حجاب من ظلمة و حجاب من نور و حجاب من ظلمة
و أخرج ابن أبى شيبة و البخاري و مسلم و الترمذي و النسائي و ابن ماجة و البيهقي في الأسماء و الصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول عند الكرب لا اله الا الله العظيم الحليم لا اله الا الله رب العرش العظيم لا اله الا الله رب السموات و رب الأرضين و رب العرش الكريم
و أخرج النسائي و الحاكم و البيهقي عن عبد الله بن جعفر رضى الله عنه قال علمني على رضى الله عنه كلمات علمهن رسول الله صلى الله عليه و سلم إياه يقولهن عند الكرب و الشيء يصيبه لا اله الا الله الحليم الكريم سبحان الله رب السموات السبع و رب العرش العظيم وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* قالوا يا رسول الله فكيف هي للحي قال أجود و أجود
و أخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن جعفر أنه زوج ابنته فخلا بها فقال إذا نزل بك الموت أو أمر من امور الدنيا فظيع فاستقبليه بان تقولي لا اله الا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ*
و أخرج أحمد في الزهد و أبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه رضى الله عنه أن حزقيل كان في سباء بختنصر مع دانيال من بيت المقدس فزعم حزقيل انه كان نائما على شاطئ الفرات فأتاه ملك و هو نائم فأخذ برأسه فاحتمله حتى وضعه في خزانة بيت المقدس قال فرفعت رأسي إلى السماء فإذا السموات منفرجات دون العرش قال فبدا لي العرش و من حوله فنظرت إليهم من تلك الفرجة فإذا العرش إذا نظرت اليه مظل على السموات و الأرض و إذا نظرت إلى السموات و الأرض رأيتهن متعلقات ببطن العرش و إذا الحملة أربعة من الملائكة لكل ملك منهم أربعة وجوه وجه انسان و وجه نسر و وجه أسد و وجه ثور فلما أعجبني ذلك منهم نظرت إلى أقدامهم فإذا هي في الأرض على عجل تدور بها و إذا ملك منهم ستة أجنحة جناحان يستر بهما وجهه من النور و جناحان يغطى بهما جسده و جناحان يطير بهما و إذا هم الملائكة المقربون و إذا ملائكة أسفل من ذلك سجود مذ خلق الله الخلق إلى أن ينفخ في الصور فإذا نفخ في الصور رفعوا رؤسهم فإذا نظروا إلى العرش قالوا سبحانك ما كنا نقدرك حق قدرتك ثم رأيتم العرش تدلى من تلك الفرجة فكان قدرها ثم أفضى إلى ما بين السماء و الأرض فكان يلي ما بينهما ثم دخل من باب الرحمة فكان قدره ثم أفضى إلى المسجد فكان قدره ثم وقع على الصخرة فكان قدرها ثم قال يا بن آدم فصعقت و سمعت صوتا لم أسمع مثله قط فذهبت أقدر ذلك الصوت فإذا قدره كعسكر اجتمعوا فاجلبوا بصوت واحد أو كفئة
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج3، ص: 299
اجتمعت فتدافعت و أتى بعضها بعضا أو أعظم من ذلك قال حزقيل فلما صعقت قال أنعشوه فانه ضعيف خلق من طين ثم قال اذهب إلى قومك فأنت طليعتى عليهم كطليعة الجيش من دعوته منهم فأجابك و اهتدى بهداك فلك مثل أجره و من غفلت عنه حتى يموت ضالا فعليك مثل وزره لا يخفف ذلك من أوزارهم شبا ثم عرج بالعرش و احتملت حتى رددت إلى شاطئ الفرات فبينما أنا نائم على شاطئ الفرات إذ أتاني ملك فأخذ برأسي فاحتملني حتى أدخلني جنب بيت المقدس فإذا انا بحوض ماء لا يجوز قدمي ثم أفضيت منه إلى الجنة فإذا شجرها على شطوط أنهارها و إذا هو شجر لا يتناثر ورقه و لا يفنى عمره فإذا فيه الطلع و القضب و البيع و القطيف قلت فما لباسها قال هو ثياب كثياب الحور يتفلق على أى لون شاء صاحبه قلت فما أزواجها فعرضن على فذهبت لاقيس حسن وجوههن فإذا هن لو جمع الشمس و القمر كان وجه إحداهن اضوأ منهما و إذا لحم إحداهن لا يوارى عظمها و إذا عظمها لا يوارى مخها و إذا هي إذا نام عنها صاحبها استيقظ و هي بكر فعجبت من ذلك فقيل لي لم تعجب من هذا فقلت و مالى لا اعجب قال فانه من أكل من هذه الثمار التي رأيت خلد و من تزوج من هذه الأزواج انقطع عنه الهم و الحزن قال ثم أخذ برأسي فردني حيث كنت قال حزقيل فبينا انا نائم على شاطئ الفرات إذا أتاني ملك فأخذ برأسي فاحتملني حتى وضعني بقاع من الأرض قد كانت معركة و إذا فيه عشرة آلاف قتيل قد بددت الطيور و السباع لحومهم و فرقت بين أوصالهم ثم قال لي ان قوما يزعمون انه من مات منهم أو قتل فقد انفلت منى و ذهبت عنه قدرتي فادعهم قال حزقيل فدعوتهم فإذا كل عظم قد أقبل إلى مفصله الذي منه انقطع ما رجل بصاحبه بأعرف من العظم بمفصله الذي فارقه حتى أم بعضها بعضا ثم نبت عليها اللحم ثم نبتت العروق ثم انبسطت الجلود و أنا انظر إلى ذلك ثم قال ادع لي أرواحهم قال حزقيل فدعوتها و إذا كل روح قد أقبل إلى جسده الذي فارق فلما جلسوا سألتهم فيم كنتم قالوا انا لما متنا و فارقنا الحياة لقينا ملك يقال له ميكائيل قال هلموا أعمالكم و خذوا أجوركم كذلك سنتنا فيكم و فيمن كان قبلكم و فيمن هو كائن بعدكم فنظر في أعمالنا فوجدنا نعبد الأوثان فسلط الدود على أجسادنا و جعلت الأرواح تألمه و سلط الغم على أرواحنا و جعلت أجسادنا تألمه فلم نزل كذلك نعذب حتى دعوتنا قال ثم احتملنى فردني حيث كنت
(سورة يونس ع
مكية
أخرج النحاس و أبو الشيخ و ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة يونس بمكة
و أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال أنزلت سورة يونس بمكة
و أخرج أبو الشيخ عن محمد بن سيرين رضى الله عنه قال كانت سورة يونس تعد السابعة
و أخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ان الله أعطاني الرائيات إلى الطوسين مكان الإنجيل
و أخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن الأحنف رضى الله عنه قال صليت خلف عمر رضى الله عنه الغداة فقرأ بيونس و هود و غيرهما
قوله تعالى الر
اخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله الر قال فواتح السور اسماء من أسماء الله
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ و البيهقي في الأسماء و الصفات و ابن النجار في تاريخه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله الر قال أنا الله ارى
و أخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله الر قال أنا الله أرى
و أخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله الر قال أنا الله أرى
و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله الر و حم* و ن قال اسم مقطع
و اخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الر و حم و ن حروف الرحمن مفرقة
و أخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي في قوله الر قال ألف و لام و راء من الرَّحْمنُ*
قوله تعالى تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ
أخرج ابن أبى حاتم عن أنس بن مالك رضى الله عنه في قوله تعالى تِلْكَ يعنى هذه
و أخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله تعالى تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ قال الكتب التي خلت قبل القرآن
قوله تعالى أَ كانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ
أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و ابو الشيخ و ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما بعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم رسولا أنكرت العرب ذلك و من أنكر منهم قالوا الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا مثل
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج3، ص: 300
محمد فانزل الله أَ كانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ الآية وَ ما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ الآية فلما كرر الله عليهم الحجج قالوا و إذا كان بشرا فغير محمد كان أحق بالرسالة ف لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ يقولون أشرف من محمد يعنى الوليد بن المغيرة من مكة و مسعود بن عمر و الثقفي من الطائف فانزل الله ردا عليهم أَ هُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ الآية و الله أعلم
قوله تعالى وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ
أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قال ما سبق لهم من السعادة في الذكر الأول
و أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قال أجرا حسنا بما قدموا من أعمالهم
و أخرج أبو الشيخ و ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قال القدم هو العمل الذي قدموا قال الله نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ و الآثار ممشاهم قال مشى رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أسطوانتين من مسجدهم ثم قال هذا أثر مكتوب
و أخرج ابن جرير و أبو الشيخ عن الربيع في قوله قَدَمَ صِدْقٍ قال ثواب صدق
و أخرج ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن السدى رضى الله عنه في قوله قَدَمَ صِدْقٍ قال يقدمون عليه عِنْدَ رَبِّهِمْ
و أخرج ابن جرير و ابن ابى حاتم عن مجاهد في قوله قَدَمَ صِدْقٍ قال خير
و أخرج ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله قَدَمَ صِدْقٍ قال سلف صدق
و أخرج ابن جرير و أبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله قَدَمَ صِدْقٍ أى سلف صدق
و أخرج أبو الشيخ عن بكار بن مالك رضى الله عنه في قوله قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
و أخرج ابن جرير و أبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه في قوله أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قال محمد صلى الله عليه و سلم شفيع لهم يوم القيامة
و أخرج ابن مردويه عن على ابن أبى طالب رضى الله عنه في قوله أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قال محمد صلى الله عليه و سلم شفيع لهم يوم القيامة
و أخرج ابن مردويه عن أبى سعيد الخدري في قوله قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قال محمد صلى الله عليه و سلم شفيع صدق لهم يوم القيامة
و أخرج الحاكم و صححه عن أبى بن كعب في قوله لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ قال سلف صدق
و أخرج ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن الحسن في قوله أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قال مصيبتهم في بيتهم صلى الله عليه و سلم
و أخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم في قوله قَدَمَ صِدْقٍ قال محمد صلى الله عليه و سلم
قوله تعالى قال الكافرون ان هذا لسحر مبين
و أخرج أبو الشيخ عن زائدة قال قرأ سليمان في يونس عند الآيتين لَساحِرٌ مُبِينٌ
قوله تعالى إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الآيتين
أخرج ابن أبى شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن مجاهد في قوله يُدَبِّرُ الْأَمْرَ قال يقضيه وحده و في قوله إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قال يحييه ثم يميته ثم يحييه
قوله تعالى هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَ الْقَمَرَ نُوراً
أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول تكلم ربنا بكلمتين فصارت إحداهما شمسا و الأخرى قمرا و كانا من النور جميعا و يعودان إلى الجنة يوم القيامة
و أخرج ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن السدى في قوله جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَ الْقَمَرَ نُوراً قال لم يجعل الشمس كهيئة القمر كي يعرف الليل من النهار و هو قوله فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ الآية
و أخرج أبو الشيخ و ابن مردويه عن ابن عباس في قوله هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَ الْقَمَرَ نُوراً قال وجوههما إلى السموات و أقفيتهما لي الأرض
و أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر قال الشمس و القمر وجوههما إلى السموات و أقفيتهما إلى الأرض
و أخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن عمر انه كان بين يديه نار إذ شهقت فقال و الذي نفسي بيده انها التعوذ بالله من النار الكبرى وراي القمر حين جنح للغروب فقال و الله انه ليبكي ألان
و أخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن المسيب قال لا تطلع الشمس حتى يصبحها ثلاثمائة ملك و سبعون ملكا أما سمعت أمية بن أبى الصلت يقول
ليست بطالعه لنا في رسلنا
الا معذبة و الا تجلد
قوله تعالى إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ الآية
أخرج أبو الشيخ عن خليفة العبدى قال ان الله تبارك و تعالى لم يعبد الا عن رؤية ما عبده أحد و لكن المؤمنين تفكروا في مجيء هذا الليل إذا جاء فملأ كل شي و غطى كل
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج3، ص: 301
شي و في مجيء سلطان النهار إذا جاء فمحا سلطان الليل و في السحاب المسخر بين السماء و الأرض و في النجوم و في الشتاء و الصيف فو الله ما زال المؤمنون يتفكرون فيما خلق ربهم تبارك و تعالى حتى أيقنت قلوبهم بربهم عز و جل و كأنما عبدوا الله عن رؤية
قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَ رَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا الآيتين
أخرج ابن جرير و أبو الشيخ عن ابن زيد في قوله إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَ رَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا الآية قال هؤلاء أهل الكفر
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وَ رَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَ اطْمَأَنُّوا بِها قال مثل قوله مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها الآية
و أخرج أبو الشيخ عن يوسف بن أسباط قال الدنيا دار نعم الظالمين قال و قال على بن أبى طالب الدنيا جيفة فمن أرادها فليصبر على مخالطة الكلاب
قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ
أخرج ابن أبى شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ قال يكون لهم نورا يمشون به و أخرج أبو الشيخ عن قتادة مثله
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ قال حدثنا الحسن قال بلغنا ان النبي صلى الله عليه و سلم قال المؤمن إذا خرج من قبره صور له عمله في صورة حسنة و ريح طيبة فيقول له ما أنت فو الله انى لأراك عين امرئ صدق فيقول له انا عملك فيكون له نورا و قائدا إلى الجنة و أما الكافر فإذا خرج من قبره صور له عمله في صورة سيئة و ريح منتنة فيقول له ما أنت فو الله انى لأراك عين امرئ سوء فيقول انا عملك فينطلق به حتى يدخله النار
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و أبو الشيخ عن ابن جريج في قوله يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ قال يمثل له عمله في صورة حسنة و ريح طيبة يعارض صاحبه و يبشره بكل خير فيقول من أنت فيقول انا عملك الصالح فيجعل له نورا من بين يديه حتى يدخله الجنة و الكافر يمثل له عمله في صورة سيئة و ريح منتنة فيلازم صاحبه حتى يقذفه في النار
و أخرج أبو الشيخ عن الربيع في قوله يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ قال حتى يدخلهم الجنة فحدث أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم لأحدهم يومئذ أعلم بمنزله منكم اليوم بمنزلنا ثم ذكر عن العلماء انه أنزلهم الجنة سبعة منازل لكل منزل من تلك المنازل أهل في سبع فضائل فقال النبي صلى الله عليه و سلم يسعى عليهم بما سألوا و بما خطر على أنفسهم حتى إذا امتلئوا كان طعامهم ذلك جشاء و ريح المسك ليس فيها حدث ثم ألهموا الحمد و التسبيح كما ألهموا النفس ثم يجتنى فاكهتها قائما و قاعدا و متكئا و على أى حال كان عليه ثم لا تصل إلى فيه حتى تعود كما كانت انها بركة الرحمن و بركة الرحمن لا تفنى و هي الخزائن التي لا تنقطع أبدا ما أخذ منها لم ينقص و ما ترك منها لم يفسد
قوله تعالى دَعْواهُمْ فِيها الآية
أخرج ابن مردويه عن أبى بن كعب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قالوا سبحانك اللهم و بحمدك أتاهم ما اشتهوا من الجنة من ربهم
و أخرج ابن أبى حاتم عن الربيع قال أهل الجنة إذا اشتهوا شيا قالوا سبحانك اللهم و بحمدك فإذا هو عندهم فذلك قوله دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَ
و أخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل رضى الله عنه قال ان أهل الجنة إذا دعوا بالطعام قالوا سُبْحانَكَ اللَّهُمَ فيقوم على أحدهم عشرة آلاف خادم مع كل خادم صحفة من ذهب فيها طعام ليس في الأخرى فيأكل منهن كلهن
و أخرج ابن جرير و أبو الشيخ عن قتادة في قوله دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَ قال يكون ذلك قولهم فيها
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و أبو الشيخ عن ابن جريج قال أخبرت ان قوله سُبْحانَكَ اللَّهُمَ إذا مر بهم الطائر يشتهونه قالوا سُبْحانَكَ اللَّهُمَ ذلك دعاؤهم به فيأتيهم الملك بما اشتهوا فإذا جاء الملك بما يشتهون فيسلم عليهم فيردون عليه فذلك قوله وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ فإذا أكلوا قدر حاجتهم قالوا الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فذلك قوله وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
و أخرج ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن ابن أبى الهذيل قال الحمد أول الكلام و آخر الكلام ثم تلا وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
قوله تعالى وَ لَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الآية
أخرج ابن ابى شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن مجاهد في قوله وَ لَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ قال هو قول الإنسان لولده و ماله إذا غضب عليهم اللهم لا تبارك فيه و العنه لقضى إليهم أجلهم قال لأهلك من دعى عليه و لأماته
و أخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير وَ لَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ قال قول الرجل للرجل اللهم اخزه اللهم العنه قال و هو يحب ان يستجاب له كما يحب اللهم اغفر له اللهم ارحمه
و أخرج ابن
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج3، ص: 302
جرير و ابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال هو دعاء الرجل على نفسه و ماله بما يكره أن يستجاب له
قوله تعالى وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ الآية
أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن ابن جرير في قوله دَعانا لِجَنْبِهِ قال مضطجعا
و أخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً قال على كل حال
و أخرج أبو الشيخ عن أبى الدرداء قال ادع الله يوم سرائك يستجيب لك يوم ضرائك
قوله تعالى ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ الآية
أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن قتادة في قوله ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ قال ذكر لنا ان عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية فقال صدق ربنا ما جعلنا خلائف في الا لينظر إلى أعمالنا فأروى الله خير أعمالكم بالليل و النهار و السر و العلانية
و أخرج ابن المنذر عن ابن جريح في قوله ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ لامة محمد صلى الله عليه و سلم
قوله تعالى وَ إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ الآية
أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن قتادة في قوله وَ إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قال هذا قول مشركي أهل مكة للنبي صلى الله عليه و سلم قال الله لنبيه صلى الله عليه و سلم قُلْ لَوْ شاءَ اللَّهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ
قوله تعالى قُلْ لَوْ شاءَ اللَّهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَ لا أَدْراكُمْ بِهِ الآية
أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله وَ لا أَدْراكُمْ بِهِ يقول أعلمكم به
و أخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله وَ لا أَدْراكُمْ بِهِ يقول و لا أشعركم به
و أخرج أبو عبيدة و ابن جرير و ابن المنذر عن الحسن انه قال و لا أدرأتكم به يعنى بالهمز قال الفراء لا أعلم هذا يجوز من دريت و لا أدريت الا ان يكون الحسن همزها على طبيعته فان العرب ربما غلطت فهمزت ما لم يهمز
و أخرج سعيد بن منصور و ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقرأ قل لو شاء الله ما تلوته عليكم و لا أنذرتكم به
و أخرج ابن جرير و أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما و لا أنذرتكم به قال ما حذرتكم به
قوله تعالى فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ
أخرج ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن السدى في قوله فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ قال لم أتل عليكم و لم أذكر
و أخرج ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن السدى في قوله فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ (عُمُراً) مِنْ قَبْلِهِ قال لبث أربعين سنة قبل أن يوحى اليه وراي الرؤيا سنتين و أوحى الله اليه عشر سنين بمكة و عشرا بالمدينة و توفى و هو ابن اثنتين و ستين سنة
و أخرج ابن أبى شيبة و البخاري و الترمذي عن ابن عباس قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم لأربعين سنة فمكث بمكة ثلاث عشرة يوحى اليه ثم أمر بالهجرة فهاجر عشر سنين و مات و هو ابن ثلاث و ستين
و أخرج أحمد و البيهقي في الدلائل عن أنس رضى الله عنه انه سئل بسن أى الرجال كان النبي صلى الله عليه و سلم إذ بعث قال كان ابن أربعين سنة
و أخرج البيهقي في الدلائل عن الشعبي قال نزلت النبوة على النبي صلى الله عليه و سلم و هو ابن أربعين سنة فقرن بنبوته إسرافيل عليه السلام ثلاث سنين فكان يعلمه الحكمة و الشيء لم ينزل القرآن فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل عليه السلام فنزل القرآن على لسانه عشرين عشرا بمكة و عشر بالمدينة
و أخرج ابن أبى شيبة عن أنس بن مالك قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم على رأس أربعين فأقام بمكة عشرا و بالمدينة عشرا و توفى على رأس ستين سنة
قوله تعالى فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً الآيتين
أخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة قال قال النضر إذا كان يوم القيامة شفعت لي اللات و العزى فانزل الله تعالى فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَ لا يَنْفَعُهُمْ وَ يَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ
قوله تعالى وَ ما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً الآية
أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله وَ ما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً قال على الإسلام
و أخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله وَ ما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا في قراءة ابن مسعود قال كانوا على هدى
و أخرج ابن أبى شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن مجاهد وَ ما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً قال آدم عليه السلام وحده فَاخْتَلَفُوا قال حين قتل أحدا بنى آدم أخاه
و أخرج ابن ابى حاتم عن السدى في قوله وَ ما كانَ النَّاسُ الآية قال كان الناس اهل دين واحد على دين آدم فكفروا فلو لا ان ربك أجلهم إلى يوم القيامة لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ
قوله تعالى وَ يَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الآية
أخرج ابن أبى حاتم عن الربيع في قوله فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ قال خوفهم عذابه و عقوبته
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج3، ص: 303
قوله تعالى وَ إِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً الآية
أخرج ابن أبى شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن مجاهد في قوله وَ إِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا قال استهزاء و تكذيب
و أخرج ابن أبى حاتم عن سفيان قال كل مكر في القرآن فهو عمل
قوله تعالى هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ الآية
أخرج البيهقي في سننه عن ابن عمر ان تميما الداري سال عمر بن الخطاب عن ركوب البحر فأمره بتقصير الصلاة قال يقول الله هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ
و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَ جَرَيْنَ بِهِمْ قال ذكر هذا ثم عد الحديث في حديث آخر عنه لغيرهم قال وَ جَرَيْنَ بِهِمْ قال فعزا الحديث عنهم فأول شيء كنتم في الفلك و جرين بهؤلاء لا يستطيع يقول جرين بكم و هو يحدث قوما آخرين ثم ذكر هذا ليجمعهم و غيرهم و جرين بهم هؤلاء و غيرهم من الخلق
و أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ قال أهلكوا
و أخرج البيهقي في الدلائل عن عروة قال فر عكرمة بن أبى جهل يوم الفتح فركب البحر فأخذته الريح فنادى باللات و العزى فقال أصحاب السفينة لا يجوز هاهنا أحد يدعو شيئا الا الله وحده مخلصا فقال عكرمة و الله لئن كان في البحر وحده أنه لفي البر وحده فاسلم
و أخرج ابن سعد عن ابن أبى مليكة قال لما كان يوم الفتح ركب عكرمة بن أبى جهل البحر هاربا فخب بهم البحر فجعلت الصرارى أى الملاح يدعون الله و يوحدونه فقال ما هذا قالوا هذا مكان لا ينفع فيه الا الله قال فهذا اله محمد الذي يدعونا اليه فارجعوا بنا فرجع فاسلم
و أخرج ابن أبى شيبة و أبو داود و النسائي و ابن مردويه عن سعد بن أبى وقاص قال لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس الا أربعة نفر و امرأتين و قال اقتلوهم و ان وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة عكرمة بن أبى جهل و عبد الله ابن خطل و مقيس بن ضبابة و عبد الله بن سعد بن أبى سرح فاما عبد الله بن خطل فأدرك و هو متعلق بأستار الكعبة فاستبق اليه سعيد بن حريث و عمار فسبق سعيد عمارا و كان أشب الرجلين فقتله و أما مقيس بن ضبابة فأدركه الناس في السوق فقتلوه و أما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة أخلصوا فان آلهتكم لا تغنى عنكم شيأ فقال عكرمة لئن لم ينجنى في البحر الا الإخلاص ما ينجني في البر غيره اللهم ان لك عهد ان أنت عافيتني مما أنا فيه ان آتى محمدا صلى الله عليه و سلم حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما قال فجاء فاسلم و أما عبد الله بن سعد بن أبى سرح فانه اختبأ عند عثمان رضى الله عنه فلما دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم للبيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله بايع عبد الله قال فرفع رأسه فنظر اليه ثلاثا كل ذلك يأبى فبايعه بعد الثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال اما كان فيكم رجل رشيد يقول إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله قالوا و ما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك ألا أومأت إلينا بعينك قال انه لا ينبغي لنبي ان تكون له خائنة أعين
قوله تعالى يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ
أخرج أبو الشيخ و ابن مردويه و ابو نعيم و الخطيب في تاريخه و الديلمي في مسند الفردوس عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث هن رواجع على أهلها المكر و النكث و البغي ثم تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ و لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ و فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ
و أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن نفيل الكناني رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث قد فرغ الله من القضاء فيهن لا يبغين أحدكم فان الله تعالى يقول أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ و لا يمكرن أحد فان الله تعالى يقول وَ لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ و لا ينكث أحد فان الله يقول فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ
و أخرج الحاكم و صححه و البيهقي في شعب الايمان عن ابى بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تبغ و لا تكن باغيا فان الله يقول إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ
و أخرج ابن أبى حاتم عن الزهري قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تبغ و لا تكن باغيا فان الله يقول إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ
و أخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يؤخر الله عقوبة البغي فان الله قال إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ
و أخرج البيهقي في الشعب عن أبى بكر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من ذنب أجدر من ان يعجل الله لصاحبه العقوبة من البغي و قطيعة الرحم
و أخرج أبو داود و البيهقي في الشعب عن عياض بن جابر ان الله أوحى إلي ان تواضعوا حتى لا يبغى أحد على
الدر المنثور فى تفسير المأثور، ج3، ص: 304
أحد و لا يفخر أحد على أحد
و أخرج البيهقي في الشعب من طريق بلال بن أبى بردة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله و عليه و سلم قال لا يبغى على الناس الا ولد بغى أو فيه عرق منه
و أخرج ابن المنذر و البيهقي عن رجاء ابن حيوة انه سمع قاصا في مسجد منى يقول ثلاث خلال هن على من عمل بهن البغي و المكر و النكث قال الله إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ و لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ و فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ ثم قال ثلاث خلال لا يعذبكم الله ما علمتم بهن الشكر و الدعاء و الاستغفار ثم قرأ ما يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَ آمَنْتُمْ ... قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ ... وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
و أخرج أبو الشيخ عن مكحول قال ثلاث من كن فيه كن عليه المكر و البغي و النكث قال الله إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ
و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو بغى جبل على جبل لدك الباغي منهما و أخرج ابن مردويه من حديث ابن عمر رضى الله عنه مثله
و أخرج أبو نعيم في الحلية عن أبى جعفر محمد بن على رضى الله عنه قال ما من عبادة أفضل من أن يسال و ما يدفع القضاء الا الدعاء و ان أسرع الخير ثوابا البر و اسرع الشر عقوبة البغي و كفى بالمرء عيبا ان يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه و ان يأمر الناس بما لا يستطيع التحول عنه و ان يؤذى جليسه بما لا يعنيه
قوله تعالى إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا الآية
أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ قال اختلط فنبت بالماء كل لون مما يأكل الناس كالحنطة و الشعير و سائر حبوب الأرض و البقول و الثمار و ما تأكله الانعام و البهائم من الحشيش و المراعى
و أخرج عبد الرزاق و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله وَ ازَّيَّنَتْ قال أنبتت و حسنت و في قوله كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ قال كأن لم تعش كان لم تنعم
و أخرج ابن جرير عن أبى بن كعب و ابن عباس و مروان ابن الحكم انهم كانوا يقرؤن و ازنيت و ظن أهلها انهم قادرون عليها و ما كان الله ليهلكهم الا بذنوب أهلها
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن أبى سلمة بن عبد الرحمن قال في قراءة أبى كان لم تغن بالأمس و ما أهلكناها الا بذنوب أهلها كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون
و أخرج ابن المنذر و أبو الشيخ عن أبى مجلز رضى الله عنه قال مكتوب في سورة يونس عليه السلام إلى جنب هذه الآية حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها إلى يَتَفَكَّرُونَ و لو ان لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا و لا يشبع نفس ابن آدم الا التراب و يتوب الله على من تاب فمحيت
قوله تعالى وَ اللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ
أخرج أبو نعيم و الدمياطي في معجمه من طريق الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما وَ اللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ يقول يدعو إلى عمل الجنة و الله السلام و الجنة داره
و أخرج عبد الرزاق و ابن جرير و ابن أبى حاتم عن أبى العالية رضى الله عنه في قوله وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ قال يهديهم للمخرج من الشبهات و الفتن و الضلالات
و أخرج أحمد و ابن جرير و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ و الحاكم و صححه و ابن مردويه و البيهقي في شعب الايمان عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من يوم طلعت شمسه الا وكل بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم الا الثقلين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم ان ما قل و كفى خير مما كثر و ألهى و لا آبت شمسه الا وكل بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين اللهم أعط منفقا خلفا و أعط ممسكا تلفا فانزل الله في ذلك كله قرآنا في قول الملكين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم وَ اللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ و أنزل في قولهما اللهم أعط منفقا خلفا و أعط ممسكا تلفا وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى إلى قوله لِلْعُسْرى