کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن

الجزء الأول

الجزء الثاني و العشرون

الجزء الخامس و العشرون

الجزء السادس و العشرون

الجزء السابع و العشرون

الجزء الثامن و العشرون

رسالة من صاحب تفسير«الميزان» تعريفا بتفسير الفرقان مقدمة

الجزء التاسع و العشرون

الجزء الثلاثون

المقدمة المدخل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن


صفحه قبل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 64

بآياتها و هيبة لجنودها، فحقا هي راية القرآن إذ تقدمه و تعرّفه و تعنيه!.

4- و هي أساس القرآن:

إذ أسست تفاصيله فيها مجملة جميلة وضّاءة «1» و القرآن المفصل يتبنّى الأساس أساسا لتفاصيله.

5- و هي الكافية:

تجزي ما لا تجزي شي‏ء من القرآن حيث «تكفي من سواها و لا تكفي عنها سواها» «2» في اولى السورتين من الأوليين لفظيا حيث تكفي من سائر القرآن في الركعتين و لا يكفي سائره عنها فيهما، و معنويا فانها على اختصارها تحمل متنا حاصرا من غزيرة الوحي الهاطل، و خطابا لربنا في معراج الصلاة إذ تكفي عن كافة التفاصيل المسرودة في الذكر الحكيم حيث تناسب ذلك الخطاب.

6- و هي الحمد:

حيث تحمل أحمد حمد لرب العالمين، و خير ما يحمده به الحامدون، حمد غائب «الحمد للّه ..» و من ثم حاضر «إياك نعبد ...» فانها بشطريها

(1).

الدر المنثور 1: 2 اخرج الثعلبي عن الشعبي‏ ان رجلا شكا اليه وجع الخاصرة فقال: عليك بأساس القرآن قال: و ما أساس القرآن؟ قال: فاتحة الكتاب.

(2) المصدر اخرج الثعلبي عن عفيف بن سالم قال: سألت عبد اللّه بن يحيى بن أبي كثير عن قراءة فاتحة الكتاب خلف الامام فقال عن الكافية تسأل؟ قلت: و ما الكافية؟

قال: الفاتحة، اما تعلم انها تكفي عن سواها و لا تكفي عنها سواها؟

و

أخرج ابو نعيم و الديلمي عن أبي الدرداء قال قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم): فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شي‏ء من القرآن و اخرج الدار قطني و الحاكم عن عبادة بن الصامت قال قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم): ام القرآن عوض عن غيرها و ليس غيرها عوضا عنها.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 65

حمد مهما اختلف الموقف و التعبير و كله عبير، ثم و هي بادءة بالحمد، فلذلك كله سميت- فيما سميت- بسورة الحمد.

7- و هي السبع المثاني‏ «1» :

لأنها حسب القرآن العظيم سبع من المثاني‏

(1).

الدر المنثور 4: 105- اخرج الدارمي و ابن مردويه عن أبي بن كعب قال قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم): فاتحة الكتاب هي السبع المثاني-

و فيه 1: 3-

اخرج الدار قطني و صححه و البيهقي في السنن عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم): إذا قرأتم الحمد فاقرؤا: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ - إنها ام القرآن و أم الكتاب و السبع المثاني و «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» إحدى آياتها و اخرج ما في معناه عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) البخاري و الدارمي في مسنده و ابو داود و الترمذي و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و ابن مردويه و احمد في مسنده و ابن جرير و الطبراني في الأوسط و البيهقي و البخاري و النسائي و ابن حبان و ابو عبيد و ابن خزيمة و ابو ذر الهروي و عبد اللّه بن احمد بن حنبل في زوائد المسند و ابن الضريس في فضائل القرآن- أخرجه هؤلاء الحفاظ في مسانيدهم كما رواه علي امير المؤمنين (عليه السلام) و عمر ايضا عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم)-

فما يروى عن ابن عباس في بعض رواياته و سعيد بن جبير دون نسبة الى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) انها السبع الطوال: البقرة- آل عمران- النساء- المائدة- الانعام- الأعراف- يونس- انها لا تصدّق لمخالفتها المتواتر عن الرسول (صلى اللّه عليه و آله و سلم) أنها الفاتحة، و أنها نزلت قبل السبع الطوال و سواها من مدنيات و مكيات، و انها ليست مثاني باي معنى من معاني المثاني اللهم إلا كما القرآن كله مثاني «كتابا مثاني» و لا يخص السبع- و

من طريق اهل البيت (عليهم السلام) عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد اللّه (عليه السلام) عن الآية فقال: فاتحة الكتاب يثنىّ فيها القول (العياشي 1: 22) و رواه مثله عن يونس بن عبد الرحمن عمن رفعه قال: سألت أبا عبد اللّه (عليه السلام) عن هذه الآية قال: هي سورة الحمد، و رواه مثله عن محمد بن مسلم و عن السدي عمن سمع عليا (عليه السلام) يقول مثله‏ .

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 66

وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (15: 87) و مهما كان القرآن كله مثاني: «اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ ..» (39: 29) و لكن «سبعا» و من ثم «القرآن العظيم» تخصها بهذه المثاني بما لها من مثنيات و معاني، فهي تحمل ازدواجية المثاني.

ثم «المثاني» جمع المثنية او المثنى و هو الذي يثنى، فأقلها ثلاث مثنيات و لكننا نجد لها سبعا من المثاني:

1- مثنى نزولا في عهدي المكي و المدني، اوّل ما نزلت بمكة، و حين حولت القبلة في المدنية، و لا مثنى هكذا إلّا هيه!.

2- مثنى في اوّليتها في التأليف كما في التنزيل و لا مثنى هكذا إلّا هيه!.

3- مثنى في الصلوات مفروضات و مسنونات‏ «1» إذ تثنى في أوّلييها إلّا في وتر الليل.

4- مثنى إذ تثنى بغيرها في الصلوات كلها إلّا في وتيرة العشاء.

5- مثنى في ثنائية التأويل حيث تعني القرآن جملة و يعنيها القرآن بالتفصيل.

(1). الدر المنثور 6: 104- اخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في الآية قال: هي ام القرآن تثنى في كل صلاة و أخرج ابن جرير و ابن الضريس عن قتادة في الآية قال: فاتحة الكتاب تثنى في كل ركعة مكتوبة و تطوع و أخرجه ابن الضريس عن أبي صالح مثله- و

في تفسير العياشي 1: 19، عن يونس بن عبد الرحمن رفعه قال: سألت أبا عبد اللّه (عليه السلام) عن هذه الآية قال: هي سورة الحمد، و انما سميت المثاني لأنها تثنى في الركعتين‏

و عن محمد بن مسلم عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) هي فاتحة الكتاب يثنى فيه القول‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 67

6- مثنى في المعنى الاتجاه فنصفها ثناء اللّه و نصفها عطاء اللّه.

7- و مثنى بثنائية الآيات حيث تتبنى في كل من السبع أمرين اثنين ف:

1- «بِسْمِ اللَّهِ- الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» 2- «الْحَمْدُ لِلَّهِ- رَبِّ الْعالَمِينَ» 3- «الرَّحْمنِ- الرَّحِيمِ» . 4- «مالِكِ- يَوْمِ الدِّينِ» 5- «إِيَّاكَ نَعْبُدُ- وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» 6- «اهْدِنَا- الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» 7- «صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ- غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ» !.

مثان سبعة في السبع المثاني في أم كتاب التدوين تتجاوب مع سبع التكوين، سبع الزمان و سبعي المكان: سماوات و أرضين، و سبعي الطواف حول البيت و بين الصفا و المروة، كما و مراتب خلقة الإنسان سبع:

«وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ» (23: 14) .

كذلك و مراتبه الباطنة سبع: الروح- الفطرة- العقل- الصدر- القلب- اللب و الفؤاد، و كما الصلاة أعمالها الظاهرة الملموسة سبعة حيث النية فعل القلب، و هي: القيام- الركوع- الانتصاب منه- السجدتان- و الانتصاب جلوسا بينهما- و القعود تشهدا و سلاما، و السبع المثاني لهذه السبع كالروح في الجسد، كما هي روح للإنسان.

و كما الشيطنات و الشياطين و أبواب الجحيم سبع و هي تغلق بالسبع المثاني!.

«و الذي نفس محمد بيده ما أنزل في التوراة و لا في الإنجيل و لا في‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 68

الزبور و لا في الفرقان مثلها» «1»

ف

«من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان» «2» .

لذلك‏

رنّ إبليس أربعا حين نزلت فاتحة الكتاب و حين لعن و حين هبط إلى الأرض و حين بعث محمد (صلى اللّه عليه و آله و سلم) «3»

فقد جعلت عدلا للرسول كما هي عدل القرآن، حيث الرسول (صلى اللّه عليه و آله و سلم) هو القرآن و القرآن هو الرسول (صلى اللّه عليه و آله و سلم) و هي تمثلهما جملة كما هما يمثلانها تفصيلا.

إنها اوّل ما نزلت على الرسول (صلى اللّه عليه و آله و سلم) فانها فاتحة الكتاب، و أصل الكتاب المنزل ثم الكتاب المؤلف، و لا تحمل الخمس الأول من العلق النازلة قبل الفاتحة إلّا البسملة «4» .

(1).

الدر المنثور 1: 4- اخرج جماعة ان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) خرج على أبي بن كعب فقال، يا أبي! و هو يصلي- فالتفت أبي فلم يجبه فصلى أبي فخفف ثم انصرف الى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) فقال: السلام عليك يا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم):

كيف تقرء في الصلاة؟ فقرأ بأم القرآن فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم):

و الذي نفسي بيده ...

(2) المصدر 1: 5- اخرج ابو عبيد في فضائله عن الحسن قال قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) ..

(3) المصدر اخرج وكيع في تفسيره و ابن الأنباري في المصاحف و ابو الشيخ في العظمة و ابو نعيم في الحلية عن مجاهد قال: رن إبليس اربع رنات و من طريق اهل البيت (عليهم السلام) في تفسير البرهان 1: 41 عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) مثله و رواه مثله العياشي 1: 20.

(4) القمي في تفسيره في قوله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ .. قال قال: اقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ، و في أسباب النزول للواحدي النيسابوري عن ابن عباس انه قال:

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 69

فقد توحي «اقرأ» أنه ما كان قارئا قبله، ثم «باسم ربك» يعلمه بماذا يبدأ قراءة الوحي، و لأن أفضل أسمائه هو اللّه، فباسم ربك هو «بسم اللّه» ثم «الذي خلق» هو «الرحمن» حيث الخلق هو أعم الرحمات و لا أعم من «الرحمن».

و من ثم‏ «خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ» هو الرحيم، فانه رحمة خاصة، ثم الأخص منه‏ «الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ» ثم‏ «عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ» رحيم في أخصه حيث يعم سائر الوحي على سائر رجالات الوحي.

فبداية الوحي تلميحة كتصريحه بأفضل آية من كتاب اللّه‏ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» حيث هي تقرأ قبل كل أمر ذي بال و القرآن يفوق كل أمر ذي بال! و قد صلى الرسول (صلى اللّه عليه و آله و سلم) مع علي و خديجة لما رجع من بازغة الوحي، و بطبيعة الحال قرأ الحمد، إذ

«لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب» «1» .

اوّل ما نزل به جبرئيل عن النبي (صلى اللّه عليه و آله و سلم) قال يا محمد استعذ ثم قل: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ .

(1).

الدر المنثور 1: 2- اخرج ابن أبي شيبة في المصنف و ابو نعيم و البيهقي كلاهما في دلائل النبوة و الواحدي و الثعلبي عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل ان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) قال لخديجة: إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء فقد و اللّه خشيت ان يكون هذا امرا فقالت: معاذ اللّه ما كان اللّه ليفعل بك فو اللّه إنك لتؤدي الامانة، و تصل الرحم و تصدق الحديث- الى ان قال-: سمعت نداء خلفي يا محمد يا محمد فأنطلق هاربا في الأرض فقال ورقة لا تفعل إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول ثم ائتني فأخبرني فلما خلا ناداه يا محمد! قل: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ الحمد للّه رب العالمين- حتى بلغ- و لا الضالين- فأتى ورقة فذكر له ذلك فقال ورقة ابشر ابشر فاني اشهد أنك الذي بشر به ابن مريم و انك على مثل ناموس موسى و انك نبي مرسل.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 70

و رواية نزولها في المدينة تعني نزولها الثاني عند تحول القبلة، و هي نازلة قبلها في مكة، و آية السبع المثاني المكية ليست لتعني سورة مدنية لو لا نزولها بداية في مكة.

و كما القرآن المحكم نزل على قلب الرسول (صلى اللّه عليه و آله و سلم) في ليلة مباركة هي ليلة القدر بعد زهاء خمسين ليلة من بداية الوحي، ثم القرآن المفصل بعد الحمد إلى المائدة، تفصيلا للمحكم النازل ليلة القدر.

فالحمد للّه الذي جعل لنا نصيبا من القرآن المحكم كما خص رسوله بنصيبه ليلة القدر، و اين محكم من محكم؟

ثم البسملة هي أفضل آيات السبع المثاني، كما السبع أفضل القرآن العظيم، مهما كانت الأقوال حول: هل هي آية من الحمد و سائر القرآن إلّا البرائة عشرة كاملة «1» إلا أن تسعة منها ناقصة مناقضة لحجة الكتاب و السنة.

فكونها آية من النمل دون خلاف يؤكد كونها آية قرآنية أينما حلت،

صفحه بعد