کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن

الجزء الأول

الجزء الثاني و العشرون

الجزء الخامس و العشرون

الجزء السادس و العشرون

الجزء السابع و العشرون

الجزء الثامن و العشرون

رسالة من صاحب تفسير«الميزان» تعريفا بتفسير الفرقان مقدمة

الجزء التاسع و العشرون

الجزء الثلاثون

المقدمة المدخل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن


صفحه قبل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 70

و رواية نزولها في المدينة تعني نزولها الثاني عند تحول القبلة، و هي نازلة قبلها في مكة، و آية السبع المثاني المكية ليست لتعني سورة مدنية لو لا نزولها بداية في مكة.

و كما القرآن المحكم نزل على قلب الرسول (صلى اللّه عليه و آله و سلم) في ليلة مباركة هي ليلة القدر بعد زهاء خمسين ليلة من بداية الوحي، ثم القرآن المفصل بعد الحمد إلى المائدة، تفصيلا للمحكم النازل ليلة القدر.

فالحمد للّه الذي جعل لنا نصيبا من القرآن المحكم كما خص رسوله بنصيبه ليلة القدر، و اين محكم من محكم؟

ثم البسملة هي أفضل آيات السبع المثاني، كما السبع أفضل القرآن العظيم، مهما كانت الأقوال حول: هل هي آية من الحمد و سائر القرآن إلّا البرائة عشرة كاملة «1» إلا أن تسعة منها ناقصة مناقضة لحجة الكتاب و السنة.

فكونها آية من النمل دون خلاف يؤكد كونها آية قرآنية أينما حلت،

(1).، و هي- 1- ليست آية من أيّة سورة!- 2- آية من كل سورة سوى البرائة- 3- آية من الفاتحة دون غيرها- 4- بعض آية من الفاتحة فقط- 5- آية مستقلة أنزلت لبيان رؤوس السور تيمنا و للفصل بينها- 6- يجوز جعلها آية من الحمد و غير آية لتكرر نزولها بالوصفين- 7- بعض آية من جميع السور- 8- آية من الفاتحة و جزء آية من سائر السور إلّا البرائة- 9- جزء آية من الفاتحة و آية من السور الا البرائة- 10- انها آيات مستقلة حيثما كانت، و ترى ان ما سوى القول الاوّل من هذه العشرة متفقة على كونها آية و ان اختلفت في جهات أخرى و لا حجة في القول الاول كما لا حجة في كونها بعض آية- تأمل:

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 71

فجملة واحدة كيف تكون هنا آية و في سواها ليست آية و ليست هي إلّا هيه؟! و كون السورة سبعا من المثاني بشهادة القرآن و الرواية المتواترة تجعلها آية منها، و إلّا فهي ست من المثاني، و قد رقمت بواحدة مهما لم ترقم في سواها، فما أمرها إلا واحدة لأنها آية واحدة.

و كونها فصلا بين السور لا تجعلها غير آية، و لا تفتتح بها البراءة و هي سورة فذة، و لا غرو ان تفصل بين السور بآية مكررة كما يعرف بها ختام سورة و بداية أخرى.

و كيف يقحم في القرآن ما ليس منه مهما كان لفصل و سواه، إذ يحصل الفصل بسواه، أ فإقحاما في القرآن جملة كآية لكل سورة إلا البراءة؟

و قد امر الرسول (صلى اللّه عليه و آله و سلم) في بازغ الوحي ان يقرأه بالبسملة «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ..» كما أمر دائبا مستمرا بقراءتها في الصلاة «وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى» (87: 5) و الصلاة بلا تكبيرة او بسملة دخول في الدار دون استئناس و استئذان من صاحب الدار «1» .

(1).

الدر المنثور 1: 7- أخرج ابن أبي حاتم و الطبراني و الدار قطني و البيهقي في سننه عن بريدة قال قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم): لا أخرج من المسجد حتى أخبرك بآية- أو سورة- لم تنزل على نبي بعد سليمان غيري قال: فمشى فتبعته حتى انتهى الى باب المسجد فأخرج إحدى رجليه من اسكفة المسجد و بقيت الأخرى في المسجد فقلت بيني و بين نفسي ذلك فأقبل عليّ بوجهه فقال: بأي شي‏ء تفتتح القرآن إذا فتحت الصلاة؟ قلت: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ - قال (صلى اللّه عليه و آله و سلم): هي هي ثم خرج،

و

اخرج الدار قطني عن ابن عمران رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) قال: كان جبرئيل إذا جاء بالوحي اوّل ما يلقي عليّ‏ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» .

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 72

ثم و في كل القرآن‏ «وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا» (73: 8) أ فليست هي بعد آية من القرآن، و هي أفضل آية من القرآن حيث تعني أمّ القرآن إجمالا كما هي تعنيه اجمالا و هما تعنيانها تفصيلا مهما بان تفصيل عن تفصيل.

و لان البسملة أفضل آية في الذكر الحكيم‏ «1» فلتذكر في أفضل عبادة هي الصلاة، و ليكن عبد اللّه بسملة للّه في مجراه و مرساه، فابتداء أقواله و أفكاره و أعماله «بسم اللّه» و انتهاءها «بسم اللّه» إذا قام «بسم اللّه» و إذا نام «بسم اللّه» إذا عقد النطفة «بسم اللّه» و إذا حضر الموقف «بسم اللّه» و ليكن هو بتمامه اسما للّه، يدل بكله على اللّه، إعلانا- بالثناء على اللّه، و إذاعة لذكر اللّه، كما و ان الكون كله اسم اللّه.

(1).

تفسير البرهان عن تفسير العياشي عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سرقوا أكرم آية في كتاب اللّه: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

، و عن الحسن بن خرزاد و

روي عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: إذا أم الرجل القوم جاء الشيطان الذي هو قريب الإمام فيقول: هل ذكر اللّه؟ يعني: هل قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ؟ فان قال: نعم هرب منه، و إن قال: لا ركب عنق الإمام و دلّى رجليه في صدره فلم يزل الشيطان إمام القوم حتى يفرغوا من صلاتهم. و عن عيسى بن عبد اللّه عن أبيه عن جده عن علي (عليه السلام) قال: بلغه أن أناسا ينزعون‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ . قال: هي آية من كتاب اللّه أنساهم إياها الشيطان،

و

عن إسماعيل بن مهران قال قال ابو الحسن الرضا (عليه السلام) ان‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ أقرب الى اسم اللّه الأعظم من سواد العين الى بياضها

، أقول و سواد عين البسملة هو اللّه حيث توسط بياضها، و

عن خالد بن المختار قال سمعت جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: ما لهم قاتلهم اللّه عمدوا الى أعظم آية في كتاب اللّه فزعموا أنها بدعة إذا أظهروها و هي‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ .

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 73

فما لهم تركوا أفضل آية من كتاب اللّه، اخفتوا بها ثم تركوها، و الكتاب القاطع و السنة القاطعة حجتان لا مرد لهما أنها آية «1» يجهر بها

(1).

في تفسير الثعلبي روى الشافعي عن مسلم بن جريح عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة أنها قالت: قرأ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) فاتحة الكتاب فعد «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» آية «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» آية «الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» آية «مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» آية «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» آية «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» آية «صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ» آية

و

في الدر المنثور 1: 3- اخرج الدار قطني و صححه و البيهقي في السنن عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) إذا قرأتم الحمد فاقرأوا «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» انها ام القرآن و ام الكتاب و السبع المثاني و «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» احدى آياتها

، و

فيه اخرج الدار قطني و البيهقي في السنن بسند صحيح عن عبد خير قال: سئل علي (عليه السلام) عن السبع المثاني فقال: الحمد للّه رب العالمين فقيل له: انما هي ست آيات؟ فقال:

«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» آية

، و

فيه اخرج الطبراني في الأوسط و ابن مردويه في تفسيره و البيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) الحمد للّه رب العالمين سبع آيات‏ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» إحداهن و هي السبع المثاني و القرآن العظيم و هي فاتحة الكتاب،

أقول: و من أمثاله نتبيّن ان‏ «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» تعبيرا عن السورة لا يعني استثناء البسملة عنها، بل هو تعريف بأول آية غير مشترك فيها و لأنها سورة الحمد.

و

أخرج الدار قطني، و البيهقي، عن أبي هريرة ان النبي (صلى اللّه عليه و آله و سلم) كان إذا قرء و هو يؤم الناس افتتح‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ،

و

اخرج ابو عبيد و ابن سعد في الطبقات و ابن أبي شيبة و احمد و ابو داود و ابن خزيمة و ابن الأنباري في المصاحف و الحاكم و صححه و الخطيب و ابن عبد البر كلاهما في كتاب المسألة عن ام سلمة أن النبي (صلى اللّه عليه و آله و سلم) كان يقرء «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ..» قطعها آية آية و عددها عد الاعراب وعد بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ و لم يعد عليهم‏

، و

اخرج الثعلبي عن أبي هريرة قال: كنت مع النبي (صلى اللّه عليه و آله و سلم) في المسجد إذ دخل رجل يصلي فافتتح الصلاة و تعوذ ثم قال: الحمد للّه رب العالمين- فسمع النبي (صلى اللّه عليه‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 74

في الجهرية فرضا و في الاخفاتية نفلا. فمن تركها فلا صلاة له كما استفاضت بها السنة مهما اختلف المتخلفون عنها فيها.

فعلى كل من يؤمن بالقرآن و أنه لم يحرف بزيادة و لا نقصان، الايمان بأنها آية من القرآن.

و على كل من يؤمن بالسنة المحمدية (صلى اللّه عليه و آله و سلم) أن يتابع أثر الرسول فيما كان يفعل و يقول، و كما أجمع عليه أئمة اهل البيت (عليهم السلام) و الخلفاء الثلاث في أصلها، و الشافعي في الجهر بها، و أحمد أنها آية منها، و أبو حنيفة في أصل قرائتها و جماعة آخرون من الصحابة و التابعين‏ «1» في انها آية جهرا او إخفاتا «2» .

و آله و سلم) فقال: يا رجل أ قطعت على نفسك الصلاة؟ اما علمت ان‏ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» من الحمد فمن تركها فقد ترك آية و من ترك آية فقد أفسد عليه صلاته‏ و أخرجه الثعلبي عن طلحة بن عبيد اللّه مثله‏

، و أخرج الشافعي في الأم و الدار قطني و الحاكم و صححه و البيهقي عن معاوية انه قدم المدينة فصلى بهم و لم يقرء «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» و لم يكبر إذا خفض و إذا رفع فناداه المهاجرون و الأنصار حين سلم يا معاوية! أسرقت صلاتك؟ اين‏ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» و اين التكبير؟ فلما صلى بعد ذلك قرء «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» لأم القرآن و للسورة التي بعدها و كبر حين يهوي ساجدا، و اخرج البيهقي عن الزهري قال: سنة الصلاة أن يقرء بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ و إن اوّل من أسرّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة و كان رجلا حيييّا!

(1). كابن عباس و عمار و إسحاق و ابو ثور و ابو عبيد و ابو هريرة و ابن عمر و عايشة و ام سلمة و النعمان بن بشير و الحكم بن عمير و انس و بريدة و جميع من رووا حديثها عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) و عن و أئمة اهل البيت (عليهم السلام).

(2) رواه عن النبي (صلى اللّه عليه و آله و سلم) فيمن رواه علي بن أبي طالب (عليه السلام) و عمار و ابو هريرة و انس و ابن عمر انه صلى خلف النبي (صلى اللّه عليه و آله و سلم) و أبي بكر و عمر فكانوا- يجهرون ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ و

النعمان بن بشير أن‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 75

فحتى و لو لم تكن آية فلتقرء قبل كل تلاوة لا سيما القرآن، فكل امر ذي بال لا يبدأ فيه‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ فهو أقطع أو أبتر أو أجذم كما في مستفيض السنة، فهلّا تكون الفاتحة أمرا ذا بال و في الصلاة و هي خير موضوع، و هذه عمود الدين و تلك عمود القرآن، إذا فالصلاة دون بسملة مقطوعة بتراء و اللّه منها براء.

و كما أن الفاتحة هي فاتحة الكتاب، فأولى بالبسملة لأنها فاتحة لكل كتاب من قرآن و سواه.

رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) قال: أتى جبرئيل فجهر بها، و الحكم بن عمير أنه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) جهر بها في المكتوبة و النافلة

، و

عن عائشة أنه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) كان يجهر بها،

و

أخرج الدار قطني عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم): علمني جبرئيل الصلاة فقام فكبر لنا ثم قرء «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» فيما يجهر به في كل ركعة،

و أخرج الثعلبي عن علي بن زيد بن جدعان أن العبادلة كانوا يستفتحون القراءة ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ يجهرون بها و هم: عبد اللّه بن عباس و عبد اللّه بن عمر و عبد اللّه بن الزبير، و

أخرج البزار و الدار قطني و البيهقي في شعب الايمان من طريق أبي الطفيل قال: سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) و عمارا يقولان: ان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) كان يجهر في المكتوبات ببسم اللّه الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب،

و

اخرج الطبراني و الدار قطني و البيهقي في شعب الايمان من طريق أبي الطفيل و الدار قطني و الحاكم عن انس قال: سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) يجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ،

و

اخرج الدار قطني عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: كان النبي (صلى اللّه عليه و آله و سلم) يجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ في السورتين جميعا،

و أخرج عن ابن عمر قال: صليت خلف النبي (صلى اللّه عليه و آله و سلم) و أبي بكر و عمر فكانوا يجهرون ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ، و

أخرج عن النعمان بن بشير قال قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم): أمّني جبرئيل (عليه السلام) عند الكعبة فجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ .

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 76

فكيف لا يجهر بها أو تترك من أصلها و هي إعلان ثناء على اللّه و كما يعلن بالثناء على غير اللّه: «فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً» (2: 200) أشد نداء في الجهر به، و أشد ذكرا في إكثاره، و أشد تبركا في الافتتاح به و أشد معرفيا في عبوديته.

و لان القرآن هو كتاب من اللّه الى الناس ليحيدوا عن أخلاق النسناس نرى كتاب اللّه يبدأ باسم اللّه و يختم بالناس، إيحاء بأنه يحمل جميع رحمات اللّه، عامة رحمانية، و خاصة رحيمية للجنة و الناس و للعالمين أجمعين.

و كما التنزيل بازغ باسم اللّه كذلك التأليف، فهو البداية و هو النهاية، و هو المبدء و هو الغاية.

و لكي نقرء القرآن سورا أم آيات فلنبدء بالاستعاذة «فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ» (16: 98) فقل: أعوذ باللّه- او- أستعيذ باللّه من الشيطان الرجيم.

يردّد المسلم هذه السورة قليلة الآيات، كثيرة الطويّات و المحتويات في الصلاة مرات و مرات، حين يقف بين يدي ربه مبتهلا، فارضا او متنفلا، و لا تقوم صلاة إلّا بها و كما

استفاض عنه (صلى اللّه عليه و آله و سلم): لا صلاة إلّا بفاتحة الكتاب.

و فيها من كليات التصورات الأصلية و العقيدة الإسلامية، و المشاعر السلمية السليمة، ما توحي بطرف من حكم اختيارها مناجاة في معراج الصلاة، فكل صلاة دونها باطلة، و كل صلات من دونها عاطلة، كما و كل صراط غيرها مائلة قاحلة.

صفحه بعد