کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن

الجزء الأول

الجزء الثاني و العشرون

الجزء الخامس و العشرون

الجزء السادس و العشرون

الجزء السابع و العشرون

الجزء الثامن و العشرون

رسالة من صاحب تفسير«الميزان» تعريفا بتفسير الفرقان مقدمة

الجزء التاسع و العشرون

الجزء الثلاثون

المقدمة المدخل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن


صفحه قبل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏13، ص: 7

الجزء الثالث عشر

[بقية سورة التوبة]

[سورة التوبة (9): الآيات 25 الى 36]

لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَ ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‏ رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ أَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَ عَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (26) ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى‏ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (27) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا وَ إِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28) قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ لا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ لا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ (29)

وَ قالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَ قالَتِ النَّصارى‏ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَ ما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى‏ وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَ الرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَ الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (34)

يَوْمَ يُحْمى‏ عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى‏ بِها جِباهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35) إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَ قاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏13، ص: 9

لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَ ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) .

«لقد» في تأكيدين اثنين‏ «نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ» : من جبهات القتال و سواها، حيث عشتم نصر اللّه، «وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ» فلما كثرتم فأعجبتكم كثرتكم انكسرتم حيث انفلت عنكم صالح التوكل على اللّه و رجاء نصر اللّه‏ «فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً» حين تركتم ما يغنيكم من نصر اللّه‏ «وَ ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ» : أرض المعركة أم و سواها «بِما رَحُبَتْ» رحبة كأرض الصراع و الوقاع لمكان كثرتكم أم ككل الأرض، و ضيقة بما ضيقكم إعجابكم و ثقتكم بأنفسكم‏ «ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ» فرارا عن عدوكم، و في الأثر أن‏ «مَواطِنَ كَثِيرَةٍ» هذه هي ثمانون موطنا.

و ترى «كثيرة» هنا دليل عناية ثمانين فيما تطلق على أية حال؟

و المطلق إذا عني أكثر منها أو أقل لا يعني من كثرته إلّا ما عنى، و إذا لم يعن حدا معينا فعرفية الكثرات تختلف حسب الحالات و الملابسات و الإمكانيات، فمن مقلّ كثيرة أقل من ثمانين بكثير، و من مكثر ثريّ كثيرة أكثر منه بكثير طالما اتفق، صدق «كثيرة» لمن يملك مالا يعد الثمانون له‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏13، ص: 10

كثيرا، إذا فكيف يستدل ب «كثيرة» هنا أنها معنية لأقل تقدير فيما تطلق بحقل الإنفاق أم سواه؟ «1» .

ثم «كثيرة» في مواطن القتال هي أكثر كثيرة، و من ثمّ هي في مواطن أخرى بين كثيرة و قليلة، و الثالثة هي الأخرى قلة قليلة، فمن ينذر أن يتزوج كثيرا لا تعدو كثرته أربعا و ما زاد، و الذي يملك مليارات حين ينذر أن يدفع كثيرا لا يعد ثمانون منه إلّا أقل قليل!.

إذا فالكثيرة في كل حقل و حالة و ملابسة لها حدّها كما تعرفها أعرافها، دون أن يحد لها حد خاص هو قليل أو أقل قليل في بعض، أم كثير أو أكثر كثير في آخر و بينهما عوان.

«وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ» و هو واد بين مكة و الطائف وقعت فيه غزوة حنين حيث تناصر فيها هوازن و ثقيف على رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) و الذين معه، فانهزموا في البداية ثم هزموا بنصر اللَّه في النهاية، و اختصاص‏ «يَوْمَ حُنَيْنٍ» بالذكر بين كل المواطن دليل أنه أهم مما سواه، و حتى من فتح مكة، فإن تغلّب زهاء ثمانين من المؤمنين على أربعة آلاف هو منقطع النظير في كل تاريخ الحروب!: فلما فتح رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) مكة و قد بقيت من رمضان أيام خرج متجها إلى حنين لقتال هوازن و ثقيف بعد ما بلغه انهم جمعوا له ليقاتلوه، فسبقهم إلى أرض‏

(1).

نور الثقلين 2: 196 في معاني الأخبار عن أبي عبد اللَّه (عليه السلام) انه قال‏ في رجل نذر أن يتصدق بمبال كثير فقال: الكثير ثمانون فما زاد لقول اللَّه تبارك و تعالى‏ «لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ»

و كانت ثمانين موطنا. و

صفحه بعد