کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن

الجزء الأول

الجزء الثاني و العشرون

الجزء الخامس و العشرون

الجزء السادس و العشرون

الجزء السابع و العشرون

الجزء الثامن و العشرون

رسالة من صاحب تفسير«الميزان» تعريفا بتفسير الفرقان مقدمة

الجزء التاسع و العشرون

الجزء الثلاثون

المقدمة المدخل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن


صفحه قبل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏20، ص: 7

الجزء العشرون‏

سورة الحج‏

[سورة الحج (22): الآيات 1 الى 16]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْ‏ءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَ تَرَى النَّاسَ سُكارى‏ وَ ما هُمْ بِسُكارى‏ وَ لكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ يَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَ يَهْدِيهِ إِلى‏ عَذابِ السَّعِيرِ (4)

يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَ نُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى‏ أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَ مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى‏ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَ تَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ وَ أَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى‏ وَ أَنَّهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ (6) وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7) وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لا هُدىً وَ لا كِتابٍ مُنِيرٍ (8) ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَ نُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ (9)

ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (10) وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى‏ حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَ إِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى‏ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَ الْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (11) يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُ وَ ما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (12) يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى‏ وَ لَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (14)

مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ (15) وَ كَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ وَ أَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16)

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏20، ص: 9

سورة تسمى باسم أفضل فريضة من فرائض اللّه و أشملها تحليقا على كلّ شرعة اللّه، حيث تضم كل مرادات اللّه من الأمة المرحومة في سبيلها إلى اللّه، فكأنها هي القرآن كله، و كما فضلت سورتها- فيما فضلت- على سائر القرآن بسجدتين اثنتين، و

قد يروى عن النبي (صلى اللّه عليه و آله‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏20، ص: 10

و سلم) «فمن لم يسجدهما فلا يقرءهما» «1»

و الثانية أوجب و أحرى بها لمكان الأمر بها.

و مدنية السورة لائحة من آي الهجرة، و الإذن للقتال، و ناصية القوة في العدّة و العدّة للمسلمين، المعدّة للنضال، و قد يلمح الإذن للقتال مع بعض السياق من آياتها، انها من المدنيات الأوائل حيث أسّست دولة الإسلام جديدة قائمة على ساق، محضّرة نفسها لغزوات، و كما الظلال المحلّقة على جو السورة هي ظلال القوة و الهيبة و الهيمنة و التحذير و الترهيب و استجاشة مشاعر التقوى على الطغوى.

فانها تبدء بمشهد القيامة مزلزلا مزمجرا، ثم عذاب الذين كفروا «قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ» و مثل الشرك باللّه‏ «فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ» و من ييأس من نصر اللّه‏ «فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ» ثم مشهد القرى الكافرة «وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها» و إلى الاذن في القتال: «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ ...» .

ذلك كله جو القوة مهما لمعت شذر من آيها كأنها مكيات ام نازلة بين مكة و المدنية، فان جوّ السورة جو مدني إلا ما لمحت من هذه او تلك، مهما شابهت بعض الشي‏ء الجو المكي لأنها في بداية الهجرة، فليكن جوا هو عوان بين العهدين إلا في أمثال آيات القتال، و العقاب بالمثل، و قد يروى عن النبي (صلى اللّه عليه و آله و سلم) حين بايعه المدنيون و عرضوا

(1). هما الآية (18) و (77) و

في الدر المنثور 4: 342- اخرج احمد و ابو داود و الترمذي و الحاكم و البيهقي في سننه و ابن مردويه عن عقبة بن عامر قال‏ قلت يا رسول اللّه أ فضلت سورة الحج على سائر القرآن بسجدتين؟ قال (صلى اللّه عليه و آله و سلم) نعم فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما

و

فيه عن خالد بن معدان ان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) قال: فضلت سورة الحج على القرآن بسجدتين‏

و

صفحه بعد