کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن

الجزء الأول

الجزء الثاني و العشرون

الجزء الخامس و العشرون

الجزء السادس و العشرون

الجزء السابع و العشرون

الجزء الثامن و العشرون

رسالة من صاحب تفسير«الميزان» تعريفا بتفسير الفرقان مقدمة

الجزء التاسع و العشرون

الجزء الثلاثون

المقدمة المدخل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن


صفحه قبل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏22، ص: 160

به» إلا انه ليس لزامه ان الهدهد تفهمت لغة الإنسان من سليمان، فالذي علّم منطق الطير يعلم نطقها و يعلم كيف ينطق معها نطقها، و «عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ» تشمل النطق بلغتها بجنب تفهّمها لغته، بل لا فكاك بين ان يفهم منطقها و بين أن ينطق به.

و كما «علّمنا ..» تشمل العلمين سماعا و تكلما، كذلك «الطير»

1: 313- كنز العمال 7: 114- شرح صحيح مسلم للسنوسي 6: 281- شرح الآبي لمسلم 6: 282- أعلام النساء 3: 1221.

و

قد اخرج ابن قتيبة و الجاحظ ان عمر قال لأبي بكر انطلق بنا إلى فاطمة فانا قد أغضبناها فانطلقا جميعا فاستأذن على فاطمة فلم تأذن لهما فأتيا عليا فكلماه فأدخلهما عليها فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط فسلما عليها فلم ترد عليهما السلام فتكلم ابو بكر فقال: يا حبيبة رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) و اللَّه ان قرابة رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) أحب الي من قرابتي و إنك لأحب الي من عائشة ابنتي و لوددت يوم مات أبوك متّ و لا أبقى بعده أ فتراني أعرفك و اعرف فضلك و شرفك و امنعك حقك و ميراثك من رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) ألا إني سمعت أباك رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) يقول: لا نورث ما تركنا فهو صدقة، فقالت: أ رأيتكما ان حدثتكما حديثا عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) تعرفانه و تفعلان به؟

فقالا: نعم فقالت: نشدتكما اللَّه الم تسمعا رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) يقول: رضا فاطمة من رضاي و سخط فاطمة من سخطي فمن أحب فاطمة ابنتي فقد احبني و من ارضى فاطمة فقد ارضاني و من أسخط فاطمة فقد اسخطني؟ قالا: نعم سمعناه من رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) قالت: فاني اشهد اللَّه و ملائكته أنكما أسخطتماني و ما ارضيتماني، و لئن لقيت النبي (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) لأشكونكما اليه، فقال ابو بكر: انا عائذ باللَّه تعالى من سخطه و سخطك يا فاطمة، ثم انتحب ابو بكر يبكي حتى كادت نفسه ان تزهق و هي تقول: و اللَّه لأدعون عليك في كل صلاة أصليها، ثم خرج باكيا فاجتمع الناس اليه فقال لهم: يبيت كل رجل معانقا حليلته مسرورا بأهله و تركتموني و ما أنا فيه لا حاجة لي في بيعتكم أقيلوني بيعتي.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏22، ص: 161

تشمل سائر الطير دونما استثناء، مهما برزت الهدهد في ذلك المسرح.

و هل إن‏ «مَنْطِقَ الطَّيْرِ» هنا تختص علمه بمنطقها بين سائر الحيوان؟

فكيف علّم منطق النملة! أ لأنها كانت من طيرها فتشملها «الطير»؟ و لا يقال لذوات الأجنحة منها طير! أم لأن النملة اختصت بهذا النص بين الحيوان غير الطير، فلم يعلم منطق سائر الحيوان إلّا النملة؟ .. ليس لنا إلّا متابعة النص، فقد علّم منطق الطير و النملة ثم لا ندري هل علّم منطقا آخر ام لا؟ اللهم إلّا أن تلمح‏ «وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ» و «مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ» شي‏ء من العلم بمنطق سائر الحيوان بل و سائر الكائنات‏ «1» و شي‏ء من الملك و الملك.

اجل‏ «مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ» لا تعني البعض الذي يعرفه الكلّ علما فطريا أو تعلما، و انما «أوتينا» كعطاء خاص رباني كما «آتَيْنا داوُدَ وَ سُلَيْمانَ عِلْماً» فذلك المؤتى له من كل شي‏ء، شي‏ء من العلم الخاص و القدرة الخاصة أمّا هيه من المخبؤ تحت ستار الغيب، لا يعلمها إلّا من علمه اللَّه، و «إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ» حيث يبين اختصاص الفضل على سائر العالمين، إذ لا يناله أحد إلّا بما يؤتيه اللَّه لا سواه.

إلّا أن هنا فرقا بين‏ «عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ» و «أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ»

(1).

المجمع روى الواحدي بالإسناد عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: أعطي سليمان بن داود ملك مشارق الأرض و مغاربها فملك سبعمائة سنة و ستة أشهر، ملك أهل الدنيا كلهم من الجن و الانس و الشياطين و الدواب و الطير و السباع و أعطي علم كل شي‏ء و منطق كل شي‏ء و في زمانه صنعت الصنائع العجيبة التي سمع بها الناس و ذلك قوله‏ «عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ» .

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏22، ص: 162

حيث الأول تلمح انه علم منطق الطير ككل، و الثانية لمكان «من» التبعيض تختص علمه و قدرته بالبعض، فقد علّم- إذا- بعض المنطق من سائر الحيوان و سواها، كما أوتي البعض غير العلم كما العلم، و ليس منطق الطير كلّ ما يسمع منها، فقد يكون صوتا دون معنى كما قد يكون منا، و قد لا يكون صوتا نسمعه كما في النمل و اضرابها، فما يناله الإنسان من الصوت انما هو عدد محدود من الارتعاش الصوتي و هو كما يقال ما بين ستة عشر ألفا إلى اثنين و ثلاثين ألفا في الثانية، و الخارج منها في الجانبين خارج عن حدود سمعه، و قد تنطق الطير أو سائر الحيوان دون صوت، و إنما بإشارات تلغرافية أو الرادار كما نراها من النمل و سائر الحيوان، فلا يختص المنطق بما له صوت، بل يعمه مسموعا لنا و سواه، ام رمزا لا يسمع، و النطق هو إبراز ما في الباطن بآلة ظاهرة لسانا و سواه، و «عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ» تعم مثلث النطق.

اجل و للطير منطق كما لكل حيوان حيث الكل امم كما نحن: «وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‏ءٍ ثُمَّ إِلى‏ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ» (6: 38) .

ذلك! لضرورة التفاهم بينها لإدارة الشئون الحيوية لها، و ليس للإنسان التعرّف إلى منطقها مهما حاول و زاول، لأنه من الأسرار الربانية يعلّمها من يشاء!.

و حين يعلّم سليمان منطق الطير و يؤتى من كل شي‏ء فباحرى الرسول (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) و الأئمة من آله الطاهرين سلام اللَّه عليهم أجمعين، أحرى بهم ان يعلّموا منطق الطير و يؤتوا من كل شي‏ء «1» فإنهم أئمة

(1).

نور الثقلين 4: 77 في الخرائج و الجرائح قال بدر مولى الرضا (عليه السلام) ان إسحاق بن عمار دخل على موسى (عليه السلام) فجلس عنده و استأذن عليه رجل من‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏22، ص: 163

خراسان فكلمه بكلام لم اسمع بمثله كأنه كلام الطير، قال اسحق: فأجابه موسى (عليه السلام) بمثله و لغته إلى أن قضى وطره من مسائله فخرج من عنده فقلت: ما سمعت بمثل هذا الكلام! فقال (عليه السلام): هذا كلام قوم من أهل الصين و ليس كل كلام أهل الصين مثله ثم قال: أ تعجب من كلامي بلغته؟ فقلت: هو موضع العجب! قال (عليه السلام): أخبرك بما هو اعجب منه ان الامام يعلم منطق الطير و نطق كل ذي روح خلقها اللَّه تعالى و ما يخفى على الإمام شي‏ء.

أقول «لا يخفى على الامام شي‏ء» قد يعني لغة كل شي‏ء لا كل شي‏ء من كل شي‏ء فانه خاص باللَّه الذي لا يعزب عن علمه شي‏ء.

و

فيه عن المناقب لابن شهر آشوب محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال سمعته يقول: «عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ»

أقول: و هذا يؤيد تبعيض العلم و كل شي‏ء من كل شي‏ء.

و

فيه عن بصائر الدرجات بسند عن الثمالي قال‏ كنت مع علي بن الحسين (عليهما السلام) فانتشرت العصافير و صوتت فقال: يا أبا حمزة أ تدري ما تقول؟ قلت: لا قال:

تقدس ربها و تسأله قوت يومها ثم قال: يا با حمزة «عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ» .

و

عنه عن زرارة عن أبي عبد اللَّه (عليه السلام) قال قال امير المؤمنين (عليه السلام) لابن عباس: أن اللَّه علمنا منطق الطير كما علم سليمان بن داود، و منطق كل دابة في بر و بحر.

و

في تفسير البرهان 3: 201 محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات بسند متصل عن محمد بن جعفر عن أبيه قال قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم): استوصوا بالصنانيات خيرا يعني الخطاف فانه آنس طير الناس بالناس ثم قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم): أ تدرون ما تقول الصنانية إذ هي ترنمت تقول‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ حتى تقرء ام الكتاب فإذا كان في آخر ترنمها قالت و لا الضالين.

أقول: و الروايات في انهم علموا منطق الطير و أوتوا من كل شي‏ء علّها متواترة.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏22، ص: 164

سليمان و من فوقه من النبيين، و ما هم بعالمين كل شي‏ء خلافا لما يروى‏ «1» و ترى «علمنا و أوتينا»- و هو شخص- أ هي من سنة الرعونة و الكبرياء في الملوك؟ و سليمان من أفضل الصالحين! قد يعني نفسه و أباه داود، ام و من معه من النبيين و سائر المعصومين سلام اللَّه عليهم أجمعين، و كما «آتَيْنا داوُدَ وَ سُلَيْمانَ عِلْماً» .

و قد تلمح «علمنا و أوتينا» برجاحة الإعلان بما أنعم اللَّه أو اختص بكرامته، كما «وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ» شرط ألّا تمازجه رعونة و كبرياء فان اللَّه منها براء، بل هو هنا إعلان رسالي تدليلا بذلك العلم على رسالته الى الناس، فليس فقط تحديثنا بنعمة ربه راجحا غير واجب.

فقد أذاع سليمان هذه العطية الربانية للناس تحدثا بنعمة اللَّه دون مباهاة و لا تنفّج على الناس، و كما يدل عليه بتعقيبه‏ «إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ» .

و ليس منطق الطير و سائر الحيوان- ككلّ- بالساذج الحيواني دون العقول الإنسانية، و كما النملة و الهدهد تبرزان هذه الحقيقة، ان لها معارف كما

و قد يعني ان علمهم عليهم السلام أوسع من علمه كما

عن نفس المصدر عن الفيض بن المختار قال سمعت أبا عبد اللَّه (عليه السلام)، ان سليمان بن داود قال:

«عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ» و قد و اللَّه علمنا منطق الطير و علم كل شي‏ء،

أقول: و لكن الكل نسبي لا يعني ككل ما يعلمه اللَّه، و انما البعض الأكثر شمولا مما علم و أوتي سليمان.

(1).

المصدر عن بصائر الدرجات احمد بن محمد بن خالد عن بعض رجاله عن أبي عبد اللَّه (عليه السلام) و تلا رجل عنده هذه الآية «عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ» فقال ابو عبد اللَّه (عليه السلام) ليس فيها «من» انما هي «أوتينا كل شي‏ء»

أقول: انه مضروب عرض الحائط لمخالفته تواتر القرآن و كما في روايات العرض.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏22، ص: 165

للإنسان ام و قد تكون أصغى و أوفى، و أنها تسبّح بحمد ربها كما نسبّح‏ «كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِيحَهُ» (24: 41) «وَ لكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» (17: 44) «1» .

و إنما الميّزة البارزة للإنسان بين سائر الحيوان هو التقويم الأحسن فيه قلبا و قالبا، و انه لا يقف لحدّ، فله التكامل الى قم عليا من الكمال و أعلى من الملائكة المقربين، و للحيوان- ككل- مقام محدود، و حتى بالنسبة للحيوان الذي يتكامل و قليل ما هو، و ان الكمالات الإنسانية روحية و سواها

(1).

نور الثقلين 4: 78- المناقب عن تفسير الثعلبي قال الصادق (عليه السلام) قال الحسين بن علي عليهما السلام: إذا صاح النسر قال: يا ابن آدم أعش ما شئت آخره الموت، و إذا صاح الغراب قال: ان في البعد عن الناس أنسا- و إذا صاح القنبر قال:

اللهم العن مبغضي آل محمد (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) و إذا صاح الخطاف قرء الحمد للَّه رب العالمين و يمد الضالين كما يمدها القارئ.

و

فيه في مناقب أبي جعفر الباقر (عليه السلام) و سمع عصافير تصحن قال: تدري يا با حمزة ما يقلن؟ قلت: لا- قال:

يسبحن ربي عز و جل و يسألن قوت يومهن.

و

عن بصائر الدرجات بسند عن فضيل بن يسار عن أبي عبد اللَّه (عليه السلام) قال: كنت عنده إذ نظرت إلى زوج حمام فهدر الذكر على الأنثى فقال لي: أ تدري ما يقول؟ قلت: لا- قال يقول: ياء سكني و عرسي ما خلق اللَّه أحب إليّ منك إلّا ان يكون مولاي جعفر بن محمد.

و

فيه بسند عن سليمان من ولد جعفر بن أبي طالب قال: كنت مع أبي الحسن الرضا (عليه السلام) في حائط له إذ جاء عصفور فوقع بين يديه و أخذ يصيح و يكثر الصياح و يضطرب فقال لي: يا فلان تدري ما يقول هذا العصفور؟ قال قلت: اللَّه و رسوله و ابن رسوله اعلم قال: انها تقول ان حية تريد ان تأكل فراخي في البيت فخذ معك العصا و ادخل البيت و اقتل الحية، قال: فأخذت النبعة- و هي العصا- و دخلت إلى البيت و إذا حية تجول في البيت فقتلتها.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏22، ص: 166

تتبنى المساعي على قدرها، و الحيوان أوتيت المعرفة باللَّه غريزيا في كل وظائفها «كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِيحَهُ» !.

وَ حُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ‏ 17.

الحشر هو إخراج جماعة عن مستقرهم بازعاج و دفع جماعة، و هكذا يحشر الجنود المتفرقون في مختلف مستقراتهم لهدف الغزو، أو عرضهم أمام قائدهم أمّاذا؟، و الإيزاع هو المنع، و هنا الحبس عن تفرقهم و حشرهم ان‏

«يحبس أولهم على آخرهم» «1» .

فقد أصبح جنوده من الأقسام الثلاثة محشورة مع بعض، دون سماح لهم بالتفرق و الرجوع إلى مستقراتهم لفترة مقصودة فيما أهمه.

و «من» هنا تبعّض الجن و الإنس و الطير، فلم يكن الكلّ بأسرهم جنوده، فمن يبقى بعدهم اجمع حتى يحاربهم؟ أ يحارب الحيوان الوحش أو الملائكة أمّن هم؟ و لم يتجاوز ملكه ما يعرف الآن بفلسطين و لبنان و سوريا و العراق إلى ضفة الفرات! و الشيطان- و هو من الجن و زعيم مردة الشياطين- لم يكن من جنوده، و منهم محاربون له معارضون: «وَ اتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى‏ مُلْكِ سُلَيْمانَ وَ ما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَ لكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا» (2: 102) ، ثم الشياطين العمال لم يكونوا كلهم من جنوده، بل‏ «وَ الشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَ غَوَّاصٍ» (38: 37) «وَ مِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَ يَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذلِكَ وَ كُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ» (21: 82) و منهم من لم يطلع عليهم كمملكة سبإ حتى أخبره الهدهد! ثم الطير و هي البلايين‏

صفحه بعد