کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن

الجزء الأول

الجزء الثاني و العشرون

الجزء الخامس و العشرون

الجزء السادس و العشرون

الجزء السابع و العشرون

الجزء الثامن و العشرون

رسالة من صاحب تفسير«الميزان» تعريفا بتفسير الفرقان مقدمة

الجزء التاسع و العشرون

الجزء الثلاثون

المقدمة المدخل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن


صفحه قبل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏25، ص: 284

نتسمى هذه السورة بالزمر لأنها تتحدث عن الزمر جملة و تفصيلا، ففي جملتها سوق الذين كفروا إلى النار زمرا و سوق الذين اتقوا إلى الجنة زمرا، و تفصيلا حيث تتحدث على طولها عن زمر الجنة و زمر النار.

و كلها تحوي محوى موضوع واحد هو توحيد اللّه تعالى، طائفة بالقلب في تعاقب جولاتها تطبع فيه حق التوحيد و التوحيد الحق، و تمنع عنه تسرّب كل شرك، حيث تستعرضها في صور شتى.

و تقارب آياتها في صلاتها يبرزها كأنها نزلت كما الّفت و الّفت كما نزلت، حيث الصلة الأليفة تبعّد اختلاف تاليفها عن تنزيلها، و ليست بذلك بدعا من السّور فكم لها من نظير.

تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) إنا أنزلنا.

كما أن إنزال الكتاب من اللّه العزيز الحكيم كان جملة في إحكام في ليلة القدر دفعة دون تدريج، كذلك تنزيل الكتاب تفصيلا في تدريج طول البعثة هو من اللّه العزيز الحكيم‏ كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (11: 1) ف «الكتاب» المنزّل هو المنزل مهما اختلفت صورة الجملة عن صورة التفصيل.

(تنزيل الكتاب) مبتدأ و (من اللّه) خبره المؤكد، أو أنه خبر للبسملة، أنها تنزيل الكتاب في تفصيله المجمل فإنها تحوي الكتاب جملة كما الكتاب كله تحويه تفصيلا، أم إنه خبر ل (هذا) أمّاذا من مبتدء؟ و كلّ محتمل و الأول أجمل وفاقا لأدب اللفظ دون حذف، و لأدب المعنى حيث أردف التنزيل بالإنزال.

فعزة اللّه و حكمته باهرتان في هذا التنزيل كما هما في ذلك الإنزال، و من تنزيل الكتاب‏ (تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) !

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏25، ص: 285

إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2) .

(إنا أنزلنا) تأكيد مثلث في (إن) و تكرير (نا) لجمعية الصفات في مثلث الحق: (أنزلنا بالحق) (إليك بالحق) (الكتاب بالحق) حق أنزل إلى حق إنزالا بحق، نور على نور يهدي اللّه لنوره من يشاء، و من لم يجعل اللّه له من نور فما له من نور! فالحق سمة الكتاب في أصله و نزوله و منزله، أ ترى كيف بالإمكان تسرّب الباطل في ذلك الحق؟! إذا (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) و (الدين) يوم الدنيا هو الطاعة، و هو يوم الأخرى جزاء الطاعة، و هو بروز حقيقة الطاعة و لا جزاء لها إلّا هي، (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) : الطاعة، في عبادة السر و العلانية، في النية و العقيدة المطوية، و في أعمال الجارحة الظاهرة جهارا و خفية، دون شرك و لا رئاء الناس أمّن ذا حتى نفسك، متخليا عمن سوى اللّه، متحليا باللّه.

فإخلاص الطاعة لغير للّه إلحاد في اللّه، و مشاكسة الطاعة للّه و لغير اللّه إشراك باللّه، و إخلاص الطاعة للّه توحيد في طاعة اللّه‏ (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) أنت يا حامل الرسالة السامية، لتكون نبراسا تنير الدرب على الدينين كيف يدينون اللّه في طاعته و عبادته! و لتقوم الحياة فرادى و جماعات على هذا الأساس، مراسا في إخلاص و إخلاصا في ذلك المراس، و ليكون متراسا و جاه كل إشراك باللّه في أي حقل من الحقول.

ليس الدين الخالص كلمة تقال، فكثيرون يتكلمون بالإخلاص و لا يدينون، إنما هو منهاج حياة في كافة الجنبات يبدأ من تصور فتصديق فاعتقاد، و ينتهي إلى نظام عملي في حياة الفرد و الجماعات.

(ألا): فانتبهوا- إعلانا عاليا مدوّيا في إذاعة قرآنية، و تعبيرا جليا

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏25، ص: 286

جليلا مجلجلا للعالمين أجمع: «أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ» فكما له الألوهية و الربوبية الخالصة دون ندّ و لا ضد و لا شريك، كذلك له الدين الخالص طاعة و عبادة، فلا يعبد في ميزان اللّه- و هو الحق- إلّا اللّه، و لا يطاع إلّا اللّه، اللّهم إلّا من يحمل رسالة اللّه كوسيط في طاعة اللّه ف‏ (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ).

أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى‏ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ (3) .

إنه لا ولي في كافة معاني الولاية الحق إلّا اللّه، أمّن يلي شرعة اللّه و الدعوة كوسيلة إلى اللّه: (وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ) يعبدونهم من دون اللّه، لقد هرفوا فخرفوا في أسطورتهم العاذرة في تخيّلهم: (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى‏) : (وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَ لا يَنْفَعُهُمْ وَ يَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَ تُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَ لا فِي الْأَرْضِ سُبْحانَهُ وَ تَعالى‏ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (10: 18) ! عبادة غير اللّه يبعّد العابد عن اللّه، لأنها تسوية باللّه، فكيف تعبّد طريقا إلى اللّه: (لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى‏) ؟! فالمعبود الوثن لا يعقل، فلا يقرّب و لا يبعّد إلّا تبعيدا في فعل العابد، و المعبود الطاغوت طاغ على اللّه فكيف يقرّب إلى اللّه زلفى، و المعبود العابد من ملك او نبي أمّن ذا من الصالحين هم يتقربون إلى اللّه بدينه الخالص، و يقرّبون إليه بالدين الخالص، فكيف يقربون إلى اللّه زلفى بما ينافر دعوتهم في بعديها؟ بثالوث العبادة الخاسرة الكاسرة! و

لقد احتج الرسول (صلى اللّه عليه و آله و سلم) في حجاجه مع قادة الأحزاب، على مشركي العرب قائلا: (و أنتم فلم عبدتم الأصنام من دون‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏25، ص: 287

اللّه؟ فقالوا: نتقرب بذلك إلى اللّه تعالى، فقال (صلى اللّه عليه و آله و سلم): أو هي سامعة مطيعة لربها عابدة له حتى تتقربوا بتعظيمها إلى اللّه؟ فقالوا: لا- قال (صلى اللّه عليه و آله و سلم): فأنتم الذين نحتّموها بأيديكم فلإن تعبدكم- هي لو كان يجوز منها العبادة- أحرى من أن تعبدوها إذا لم يكن أمركم بتعظيمها من هو العارف بمصالحكم و عواقبكم و الحكيم فيما يكلّفكم) «1» .

و في الحق إن تسوية غير اللّه باللّه في أية منزلة من منازل الربوبية ضلال مبين: «تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ. إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ» (26:) 98) و ظلم عظيم: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) فكيف تكون- إذا- حال من يعبد من دون اللّه و لا يعبد اللّه، زعم أنه يقرب زلفى إلى اللّه؟ إنه أظلم و أطغى و أضل سبيلا! حيث الزلفى هي القربة الزلفى‏ «2» الراجحة على قربة العبادة دون إشراك! فيا لهم مراما ما أبعده أن يعتبروا عبادة غير اللّه أفضل و أحظى من عبادة اللّه.

و هكذا خيّل الى بعض الصوفية إذ يوجهون خطابهم في‏ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) إلى صورة المرشد القطب، زعما أنهم لا يليقون لخطاب دون فصل لبعدهم عن ساحته تعالى و بعده في محتده عنهم، فليعبدوا مقربا عند اللّه ليقربهم بذلك إلى اللّه! و هم بذلك يزدادون بعدا عن اللّه، كما ازداد طاغوتهم بعدا على بعد (ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ) ! و هم بهذه الهرطقة الجاهلة القاحلة ينزّلون الرب عن ساحته، و يمسون من كرامته،

(1). الاحتجاج للطبرسي عن النبي (صلى اللّه عليه و آله و سلم) حديث طويل و فيه:

ثم اقبل على مشركي العرب ...

(2) الزلفى هي مؤنث أزلف فهي افعل تفضيل في القرب و الحظوة.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏25، ص: 288

مخالفين أمره في عبادته الخالصة، و رافعين درجة من يزعمونهم عباده إلى درجته الخاصة! (إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) () حكم) بين الموحدين و سواهم، و بين المشركين في مختلف شركهم، و بينهم و شركائهم، و المشركون هم المحكومون في هذه الثلاث ل (إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ) في إشراكه باللّه، (كَفَّارٌ) لأنعم اللّه، لا هدى في الأولى و لا في الأخرى، فالإشراك باللّه محكوم في كافة المحاكم العادلة، لدى الفطرة و العقل و الشرعة الإلهية، و لا يملك أية برهنة إلّا حجة داحضة (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى‏) (ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها) ! لَوْ أَرادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَاصْطَفى‏ مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ سُبْحانَهُ هُوَ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (4) .

(لو) تنحو نحو الممتنع، حيث اتخاذ الولد له يمتنع، و لماذا يتخذ ولدا؟ أ لكي يرثه بعد موته؟ و هو الوارث لخلقه حيا لا يموت! أم ليسانده في سلطانه؟ و هو المساند لكل سلطان، غنيا لا يستند و لا يساند! أم لوحشة عن وحدة؟ و وحشة الوحدة ليست إلّا لضعيف عن ضده الأقوى، و لا ضد له فضلا عن الأقوى! أمّا ذا من أسباب اتخاذ الولد؟ و هي كلها مستأصلة عن ساحة الربوبية: (قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا أَ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ) (10: 68) ؟

كل ذلك في بوتقة الاستحالة حيادا عن فقره تعالى و نقصه، كذلك و التبنّي تشريفيا فإنه مجاز فيما تجوز حقيقته: (وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏25، ص: 289

مُكْرَمُونَ ... (21: 26) فهم المصطفون في العبودية دون البنوة التشريفية.

و مع الغض عن هذه الاستحالة «لاصطفى» هو «مِمَّا يَخْلُقُ» 5 «ما يشاء» دون نظرة لاصطفاء المشركين ما يختلقونه كما يشاءون! «سبحانه» عن أن يتخذ ولدا، أو يصطفي مما يخلق ما يشاء ولدا، أو يصطفيه غيره ما لا يشاء له ولدا، لأنه‏ «هُوَ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ» واحد لا يثنى باتخاذ ولدا أو اصطفاءه، و قهار لا يحتاج إلى ولد يرثه أو يسانده! ... و لكنهم اصطفوا للّه ولدا ليسوا ليصطفوه لأنفسهم‏ «أَ فَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَ اتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً» (17: 40) ؟

و لو تخطّينا هذه الاستحالات فاتخذ اللّه ولدا، أم ولد لأبعد تقدير، لم يكن لزامه أن يشرك به إلّا بإذنه دون الأهواء «سُبْحانَهُ هُوَ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ» .

خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَ يُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5) .

آية فريدة في تكوير الليل و النهار على بعض، قد تعني معنى فريدا من الملاحم الغيبية هو كروية الأرض و دورانها.

تكوير الشي‏ء إدارته و ضم بعضه إلى بعض ككور العمامة، فتكويره على شي‏ء ادارته عليه منضما إليه، فكل من الليل و النهار دائر على زميله منضم إليه، فالكرة الأرضية تنقسم دائبا إلى أفقي الليل و النهار، متصلين ببعض، و كلّ ركب الآخر دوريا، و كما هو الثابت علميا و المشاهد عينيا، فلا وقت من الأوقات و لا آن من الأوان، إلّا أن نصف الكرة ليل و النصف الآخر المقابل له نهار، فكل مكوّر على الآخر، و هما حسب‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏25، ص: 290

الفصول و الأيام في تبادل التناقص و التزايد: «يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ يُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ» (22: 61) و هما متلاحقان حثيثا: «يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً» (7: 54) .

فكلما تدبر الشمس عن أفق يقبل فيه الليل فيغشى النهار في طلبه الحثيث، و كلما تقبل يدبر فيه الليل فيغشاه النهار! فلولا كروية الأرض لاستحال تكوير كلّ من الليل و النهار على الآخر، فإما ليل فقط أم نهار فقط! و لولا دوران الأرض لاستحال إيلاج كل في الآخر، و غشيانه الآخر هو الآخر!.

كور الليل من ناحية و كور النهار من أخرى يقتضيان دورين للكرة الأرضية، فلولا كور السطح نهارا لم يكوّر النهار على الليل، و لولا كور السطح المقابل ليلا لم يكوّر على النهار، حيث التقابل المسطح ليس كورا، فإنما هو التقابل النصف دائري لمكان الكورين.

فهذه الآية ترسم أنسق تعبير و أدقه لكور الأرض و دورها حول نفسها و حول شمسها، لا نجده في الصلاحات الجغرافية طول التاريخ الجغرافي! ثم في الآية ثلاثة مواضع تدلنا على إمكانية و لزوم المعاد الحساب:

«خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ» .

فعلى حق الخلق فيهما يحق المعاد، و لو كان باطلا لبطل المعاد: «وَ ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما باطِلًا ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ» (38: 27) «ما خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ» (44: 39) . فلو كانت الحياة هي الدنيا لحقّ فيها الحساب، و إذ لا حساب هنا على الظلم الوفير فخلق العالم باطل لولا عالم الحساب.

صفحه بعد