کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن

الجزء الأول

الجزء الثاني و العشرون

الجزء الخامس و العشرون

الجزء السادس و العشرون

الجزء السابع و العشرون

الجزء الثامن و العشرون

رسالة من صاحب تفسير«الميزان» تعريفا بتفسير الفرقان مقدمة

الجزء التاسع و العشرون

الجزء الثلاثون

المقدمة المدخل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن


صفحه قبل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏27، ص: 202

الشياطين، فلا تظهر منه أية جفاوة .. و للمؤمنين سدا للثورة الفورة التي تتطلبها تلك الجاهلية في المشركين حتى يهدأوا في ظلال الرسول دونما فورة و لا ثورة.

فقلب المؤمن مستكن بربه، مطمئن بمآربه في سبيل ربه، و لكنه بحاجة إلى سكينة زائدة ليزداد إيمانا و اطمئنانا، حيث التقوى قد تفلت و جاه نعرات الجاهلية، فبالسكينة تلزم في ذواتهم و تندغم في إنياتهم:

وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى‏ : و انها كلمة التوحيد «1» العريقة الوطيدة، لا لفظته الخاوية عن العمل و العقيدة، و إنما الدالة منها في كافة مجالات الدلالة، فإن الكلمة هي الدالة، ففي مجال العقيدة تدل، و في مجال العمل تدل، فلا تزال دالة فعالة حتى تستأصل كل طغوى، و تجمع كل تقوى في كافة ميادين الحياة، و لكي تخفت صوت الطغوى، مراقبة للرب في كل حركة و خالجة، داخلة و خارجة، فلا يتبطر و لا يطغى لذاته، و إنما لربه و دينه، و الرب يأمر هنا بكظم فائرة الغيظ: لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ .

و لم تكن لزام التقوى بعيدة عنهم تقحم فيهم، فإنهم كانوا مؤمنين مطمئنين مستكنين بسكينة من اللّه- بل:

وَ كانُوا أَحَقَّ بِها وَ أَهْلَها : كانوا أحق الناس بكلمة التقوى، و كانوا أهلها:

أهلا لها إذ كانوا متقين، و أهلا لها ان يزيدهم اللّه هدى و تقوى:

(1).

الدر المنثور 6: 80- اخرج الترمذي و عبد الله بن احمد في زوائد المسند و ابن جرير و الدار قطني في الافراد و ابن مردويه و البيهقي في الأسماء و الصفات عن أبي بن كعب عن النبي (ص) «وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى‏» قال: «لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ»

و كما

أخرجه جماعة آخرون عن آخرين كسلمة بن الأكوع و عثمان عنه (ص) و عن علي عليه السلام و عن ابن عباس‏ ، هي رأس كل تقوى‏

، كذلك و عن مجاهد و عكرمة و سعيد بن جبير و عطاء و عن الزهري انها «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» . أقول و هي من فروع كلمة الإخلاص.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏27، ص: 203

وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ (47: 17) فلا تنال زيادة التقوى و لزامها إلّا أهلوها (جزاء من ربك عطاء وفاقا).

و يا لهما من معسكرين عديمي النظير في تاريخ الإنسان: مثلث السكينة التقوى بأهليتها، و ثالوث الكفر الصد عن المسجد الحرام و الهدي معكوفا ان يبلغ محله، التي تجمعها حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ ! ايمان في أحسن تقويم و كفر في أسفل سافلين‏ وَ كانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيماً .

فلما رأى الرسول رؤياه‏ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ‏ في الحديبية «1» و وفى هو و المؤمنون بعهد اللّه و ميثاقه فيها، فقد حان حين صدق رؤياه في تحقيق عمرة الحديبية في السنة المقبلة:

لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَ مُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً :

و لقد زعمت جماعة كالخليفة عمر أن هذه الرؤيا لا بد أن تتحقق في الحديبية و لذلك شكوا سائلين الرسول بكل حمية، فجاء الجواب أن صدقها في السنة المقبلة قبل الفتح و بعد صلح الحديبية، كما سجلوه في وثيقة الصلح: أن يفسح لهم مجال العمرة ثلاثة أيام و قد فسحت، ثم‏ «فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً» هو فتح مكة، فانه هو دون ذلك، لا صلح الحديبية، و ذلك لأن «ذلك» هنا

(1).

الدر المنثور 6: 80- اخرج الفرياني و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و البيهقي في الدلائل عن مجاهد قال: أري الرسول (ص) و هو بالحديبية انه يدخل مكة هو و أصحابه آمنين محلقين رؤوسهم و مقصرين فلما نحر الهدى بالحديبية قال له أصحابه أين رؤياك يا رسول اللّه فأنزل اللّه الآية فرجعوا ففتحوا خيبر ثم اعتمر بعد ذلك فكان تصديق رؤياه في السنة المقبلة.

و فيه عن ابن عباس قال: كان تأويل رؤياه في عمرة القضاء.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏27، ص: 204

ليس إلّا صدق رؤيا الرسول، و لم تصدق إلّا في عمرة القضاء بعد الحديبية بسنة و قبل فتح مكة بسنة.

ف لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا التي أراها إياه في الحديبية، صدقها «بالحق» بحق الصدق و صدق الحق، صدقا يصاحب الحق، و الرؤيا هي:

«لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ» و لكن كيف؟

إنه صادق‏ «إِنْ شاءَ اللَّهُ» و ترى أن صدق وعد اللّه كذلك بحاجة إلى‏ «إِنْ شاءَ اللَّهُ» ؟! أجل- فإنه أدب دائب يؤدب به المؤمنون باللّه أن يكونوا «إِنْ شاءَ اللَّهُ» و يروضوا أنفسهم على‏ «إِنْ شاءَ اللَّهُ» حتى و فيما هو حتم حسب وعد اللّه كدخولهم المسجد الحرام للتطواف حول بيت اللّه!.

هذه المشية الإلهية يجب أن يعيشها المؤمن في صورتها الطليقة دونما تقيد بشي‏ء حتى تستقر في القلوب، و لكي تصبح حياة المؤمن صورة و وضاءة عن‏ «إِنْ شاءَ اللَّهُ» فيكون في حياته كل الحياة مثالا لمشيئة اللّه، ممثلا ل «إِنْ شاءَ اللَّهُ» فيعيش مشيئة اللّه حتى فيما يراه حتما كما وعد اللّه: «لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ» فهو هو اللّه الذي يقول هنا عن صدق الرؤيا «إِنْ شاءَ اللَّهُ» و لكي نتأدب نحن بأدب اللّه و نستن بسنة اللّه.

ثم و ليس دخول المسجد الحرام خائفين كما كان قبل الصلح، بل‏ «آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَ مُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ» : آمنين من بأس المشركين، محلقين و مقصرين حيث كانت عمرة القضاء، و المعتمر مخير بعد السعي بين الحلق و التقصير مهما كان الحلق أفضل و أحرى‏ «1» خلاف يوم الحج الأضحى حيث الحلق متعين إلّا لمن استثنى.

(1).

الدر المنثور 6: 81- اخرج مالك و الطيالسي و ابن أبي شيبة و البخاري و مسلم و ابو داود و الترمذي و ابن ماجة عن ابن عمران ان رسول اللّه (ص) قال: رحم اللّه المحلقين- قالوا:

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏27، ص: 205

«فعلم» اللّه‏ «ما لَمْ تَعْلَمُوا» من رحمة و حكمة بالغة، و من تأخير لصدق هذه الرؤيا حيث ظننتموها حالا حينها، «فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ» الدخول لعمرة القضاء «فَتْحاً قَرِيباً» الذي تكرر وعده طوال الرسالة في مكة و المدينة، و هو فتح مكة.

عمرة القضاء

: روت الرواة أنه لما كان ذو القعدة من سابع الهجرة- التالي لصلح الحديبية- خرج رسول اللّه (ص) حسب وثيقة الصلح الى مكة معتمرا مع جماعة من المدينة و اخرى من أهالي الحديبية، فأحرم من ذي الحليفة (مسجد الشجرة) و ساق معه الهدى، و سار بأصحابه ملبين، فلما قرب من مرّ الظهران بعث محمد بن مسلمة بالخيل و السلاح أمامه، فلما رآه المشركون رعبوا رعبا شديدا و ظنوا انه يغزوهم ناكثا للعهد الذي بينه و بينهم، فأخبروا سائر مكة، فلما جاء الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فنزل بمرّ الظهران حيث ينظر إلى أنصاب الحرم، بعث السلاح من القسي و النبل و الرماح إلى بطن ياجج، و سار إلى مكة بالسيوف المغمدة في قربها كما شارطهم من ذي قبل، فلما كان أثناء الطريق بعثت قريش‏

و المقصرين يا رسول اللّه؟ قال: رحم اللّه المحلقين- قالوا: و المقصرين يا رسول اللّه؟ قال: و المقصرين.

و

فيه اخرج الطيالسي و احمد و ابو يعلى عن أبي سعيد ان رسول اللّه (ص) و أصحابه حلقوا رءوسهم يوم الحديبية إلا عثمان بن عفان و أبا قتادة فاستغفر رسول اللّه (ص) للمحلقين ثلاثا و للمقصرين مرة.

أقول: استغفاره (ص) للمقصرين أعم من ذنب التقصير و سائر ذنوبهم حيث يقول اللّه‏ «وَ لا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ» و ذلك للمصدود عن إتمام مناسكه، و اما استغفاره للمحلقين فعن سائر ذنوبهم السابقة.

و لقد فصلنا القول حول حكم الحلق و التقصير في الحج و العمرة في كتابنا «اسرار. مناسك، أدلة: الحج» و قد طبع باللغة الفارسية و سوف ينقل إلى اللغة العربية إنشاء اللّه تعالى.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏27، ص: 206

مكرز بن حفص فقال: يا محمد! ما عرفناك تنقض العهد!

فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: و ما ذاك؟ قال: دخلت علينا بالسلاح و القسي و الرماح! فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لم يكن ذلك و قد بعثنا به إلى ياجج، فقال: بهذا عرفناك بالبر و الوفاء!.

و خرجت رؤوس الكفار من مكة لئلا ينظروا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و إلى أصحابه غيظا و حنقا، و اما بقية أهل مكة من الرجال و النساء و الولدان فجلسوا في الطريق و على البيوت ينظرون إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أصحابه، فدخلها و بين يديه أصحابه يلبون، و الهدي قد بعثه إلى ذي طوى و هو راكب ناقته القصواء التي كان راكبها يوم الحديبية، و عبد اللّه بن رواحة الأنصاري آخذ بزمام الناقة يقودها.

و هكذا صدق اللّه رسوله الرؤيا بالحق، ثم كان الفتح بعد عام من عمرة القضاء و ظهر دين اللّه، و دخل الناس في دين اللّه أفواجا، ثم ظهر في الجزيرة كلها، و من ثم يتحقق في العالم كله في دولة القائم من عترته (ع) و كما وعد:

[سورة الفتح (48): آية 28]

هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى‏ وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً (28)

ذكرنا في سورة الصف طرفا من تفسير نظيرتها «وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ» «1» و «رسوله» هنا كما هناك و كما في 82 آية أخرى‏ «2» تؤكد له أصالة الرسالة

(1). ج 28 ص 315.

(2) لفظة «رسوله» نجدها خاصة بالرسول محمد (ص) في 84 موضعا من القرآن دون سواه من رسل اللّه الا رسولي بالنسبة للمسيح في آية واحدة.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏27، ص: 207

الإلهية، و كأنها هي الوحيدة فلا رسالة إلا له دون سواه، و المرسلون المسبقون عليه إنما يعدّون لرسالته عدة بكل عدة و عدة.

فهو المرسل «بالهدى» كل الهدى‏ «وَ دِينِ الْحَقِّ» : الثابت الذي لا حول له و لا محيد عنه، ثابتا دائيا على مر الزمن ما طلعت الشمس و غربت، فلا تغرب شمس الرسالة الإسلامية منذ بزوغها الى القيامة الكبرى، مرفوفا أعلامها، مشعّا وضاء على عقول و قلوب العالمين، معطية متطلبات الحياة و حاجات البيئات من ساكني الأكواخ إلى ساكني ناطحات السحاب.

لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ‏ : الطاعة كلها، من حقها و باطلها، كما في دولة القائم عليه السلام حيث الإسلام يظهر على الأديان كلها، فلا شوكة و لا كيان إلا له مهما بقيت بقية ضئيلة من سائر الأديان، فإنهم لا بد و هم تحت ظل الإسلام و رقابته و من اهل ذمته لا صوت لهم و لا صيت‏ «1» مهما انحسر سياسيا في ردح من الزمن لانكسار أهليها و ارتجاعهم عنها كنظام حيوي شامل، و لكنه حتى في الناحية السياسية لم ينحسر إلا تاركوه: «وَ لا تَهِنُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ» .

و إظهار «دِينِ الْحَقِّ» : الإسلام- على الدين كله، منه إظهار بالحجة و الآيات و هو كائن و يستمر منذ بزوغ الإسلام، و إن كان مبتلى بالخصام في حرب سجال طوال تأريخه المجيد .. و هذا الإظهار كائن بأصل الرسالة و ليس غاية لها، و النص يجعله غاية «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ» .

و منه إظهاره في واقع الحياة، غلبا في الحكم على غلبة في الحجة و هو لا محالة كائن في الدولة الأخيرة الإسلامية.

(1).

تفسير البرهان عن أبي جعفر الباقر (ع) في الآية قال: يظهر اللّه عز و جل في الرجعة

و

فيه عن أبي الحسن الماضي قال: يظهر على جميع الأديان عند قيام القائم ..

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏27، ص: 208

و ليس الإظهار هو الإمحاء حتى لا يبقى دين إلا و هو يفنى، و إنما هو الغلبة على الخصام رغم وجودهم، و لكنهم ضعفاء هزلاء متخالفون مع بعض متعادون:

من اليهود: «وَ قالَتِ الْيَهُودُ ... وَ أَلْقَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَ الْبَغْضاءَ إِلى‏ يَوْمِ الْقِيامَةِ كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ» (5: 64) و من النصارى: «وَ مِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى‏ .. فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَ الْبَغْضاءَ إِلى‏ يَوْمِ الْقِيامَةِ وَ سَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ» (5: 14).

و أما من سواهم من مليين و مشركين و ماديين فلا نعرف عنهم في دولة القائم شيئا، هل هم كذلك كائنون على ضعف أم بائدون، و إنّ ما نعرفه هو ظهور دين الحق على الدين كله، و علّه يلمح إلى وجود الدين كله حتى يظهر الإسلام على الدين كله.

وَ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً ظهورا بآياته في قرآنه المجيد، فإنه قوي بذاته، شاهد لظهوره بمؤهلاته، زاحف بلا سيف و لا حيف، لما في كيانه من استقامة مع الفطر و العقول، و مع نواميس الكون ككل، و ما فيه من استجابة لمتطلبات الحياة و الأحياء ما طلعت الشمس و غربت.

و فيما يلي- لآخر آية من سورة الفتح- تلميح مليح بشرطي ظهور هذا الدين في شطري الرسول و المرسل إليهم، فيها رمز استمرارية الفتح المبين، دون وقفة على الفتح الأول، فلا يزالون فاتحين ما داموا يحملون هذه الرسالة السامية كما يجب و قدر ما حملوا مما حمّلوا:

[سورة الفتح (48): آية 29]

صفحه بعد