کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن

الجزء الأول

الجزء الثاني و العشرون

الجزء الخامس و العشرون

الجزء السادس و العشرون

الجزء السابع و العشرون

الجزء الثامن و العشرون

رسالة من صاحب تفسير«الميزان» تعريفا بتفسير الفرقان مقدمة

الجزء التاسع و العشرون

الجزء الثلاثون

المقدمة المدخل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن


صفحه قبل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏28، ص: 111

حين تقف قدرة الإنسان- أو أيا كان- و كل محاولاته، يقف علمه و ينتهي دوره المختار، فتنفرد القدرة الإلهية و علمه و أمره و يخلص الأمر كله للّه و هنا لك يخسر المبطلون‏ (فَلَوْ لا تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) :

فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ. فَرَوْحٌ وَ رَيْحانٌ وَ جَنَّةُ نَعِيمٍ. وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ. فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ. وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ. فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ‏ :

جولة ثانية تختصر الاولى، و تزيد عليها في الجزاء بين الموت و المعاد، فالاولى تستعرض الجزاء منذ القيامة الكبرى: (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ .. فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) .

و هذه تستعرضها منذ الاحتضار و الموت و إلى القيامة، (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ) .

في هذه الجولة نرى المقربين في مثلث الرحمة، علّ الروح و الريحان للبرزخ، و طبعا جنة نعيم و هي الخلد للآخرة «1» ، كما و ان المكذبين الضالين في مثنى:

(فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ) علّها للبرزخ، و (تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ) و ليست إلا للآخرة «2» و من ثم لأصحاب اليمين و هم الامة الوسطى بينهما، واحد يعم سلام الإكرام و الانعام، منذ الموت إلى يوم القيام.

و ترى ما هما الروح و الريحان؟ ان الرّوح و الروح من أصل واحد، ثم اختص الثاني بالنفس، و الأول بالنفس المتنفسّ، و هما ما به الحياة، حياة الأصل للروح، و حياة النزهة للروح، فالمقربون يتنفسون بالموت عن خنق ما كانوا و حنقه، ثم يزيدهم روحا و روحا و ريحانا، و عل الروح هنا رحمة نفسانية روحانية، و نسمة من جنة الرضوان، و نفحة من معرفة الرحمان، و يا لها

(1).

امالي الصدوق باسناده إلى موسى بن جعفر عن أبيه الصادق جعفر بن محمد (ع) في حديث‏ : «فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَ رَيْحانٌ» يعني في قبره‏ «وَ جَنَّةُ نَعِيمٍ» يعني في الآخرة.

(2)

اصول الكافي و أمالي الصدوق بهذا الاسناد «وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ» يعني في القبر «وَ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ» يعني في الآخرة.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏28، ص: 112

بوحدتها من روح و ريحان، ثم الريحان عطر يعطر المشام، و يذهب بعفونة الأيام.

ثم و ما هو (فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ) ؟ علّه يوحي بحالة مرضية لهم تطمئن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بسلام له منهم و سلوان، فلا يضطرب بما قد اقترفوه من آثام، فقد حوّلهم اللّه من لا سلام الى سلام، إذ كفّر عنهم سيئاتهم و أدخلهم مدخلا كريما، و بدّل سيئاتهم حسنات فأصبحوا في سلام و سلوان، في رحمة و غفران، فمنهم لك سلام، عطاء من ربك و إنعام: (وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى‏) .

و ترى لماذا (سلام) و ليس (السّلام)؟ قد يكون تنكير السّلام له منهم لإثبات أصل السّلام، دون أن يناحره شي‏ء من اللاسلام للأدنين من أصحاب اليمين، الذين قد يذوقوه في فترة البرزخ، و لو زاد ففي بداية القيامة، أم لو زاد فمصيرهم الأخير الجنة مهما ابتلوا هنا و هناك، إذا فحالهم مرضية للرسول الشفيع الأمين، و بشفاعته و ذويه يخرج غير المخلدين عن الجحيم، و هم أدنى أصحاب اليمين.

ثم الرعيل الأعلى منهم لهم السّلام كل السّلام دون عذاب و لا بلاء، ثم المتوسطون بين الأولين و الآخرين لهم وسط من السّلام‏ (فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ) مهما اعتراهم من غير سلام.

كما و أن روح المقربين و ريحانهم و جنتهم النعيم درجات حسب الدرجات، فلأفضل المقربين الرسول محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فضله على سواه، لحدّ يحتاجه في الزلفى من سواه.

كما و أن للمكذبين الضالين دركات في نزل من حميم و تصلية جحيم‏

«حتى انصرف المشيع و رجع المتفجع، اقعد في حفرته نجيّا لبهتة السؤال و عثرة الامتحان، و أعظم ما هنا لك بليّة نزول الجحيم و فورات السعير و سورات‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏28، ص: 113

الزفير، و لا دعة مزيحة، و لا قوة حاجزة، و لا موتة ناجزة، و لا سنة مسلية بين أطوار الموتات و عذاب الساعات)

«1» .

ثم و تصلية جحيم هي إيقادها بوقود أجسادهم و أرواحهم الجهنمية:

«وَ أُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ» (3: 10) فسائر أهل النار و هم هوامش الضلالة يحرقون بنارهم كما احترقوا يوم الدنيا، ثم و منهم من ينجو مع الناجين فيلحق بأصحاب اليمين، و منهم .. ثم لا يبقى في النار إلا الوقود حتى يتم جزاءهم الوفاق، ثم تخمد النار و يموت الوقود، المؤبدون ثم لا يحيون.

إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ. فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ‏ :

«وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ. فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ» (69: 52) لا علم اليقين فقط و لا عين اليقين، و إنما حق اليقين، الذي ليس فوقه يقين، و «هذا» هو اللّه، و هو كتاب اللّه، و هو يوم اللّه، لا ريب في أي من هذا و ذاك، فالمقربون لهم في ذلك حق اليقين، و أصحاب اليمين لهم عين اليقين أو علم اليقين، ثم للمكذبين الضالين عين اليقين إذ يدخلون الجحيم‏ «ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ» (102: 7) و كان لهم أن يرونها قبل يوم الدين: علم اليقين أو عين اليقين أو حق اليقين.

و مهما يتعرض علم اليقين و هو اليقين العلم، للخطأ أو الإهمال في متطلبات اليقين، أو تخطأ عين اليقين أو تهمل مهما كان أقل خطأ و إهمالا من علم اليقين، فليس حق اليقين و هو اليقين الحق، الثابت الصامد، مما يخطئ أو يهمل، لأنه واضح وضح النار و أوضح.

(1). نهج البلاغة للسيد الرضي عن أمير المؤمنين علي (ع): ...

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏28، ص: 114

سورة الحديد- مدنية- و آياتها تسع و عشرون‏

[سورة الحديد (57): الآيات 1 الى 11]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ (3) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى‏ عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَ ما يَخْرُجُ مِنْها وَ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما يَعْرُجُ فِيها وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)

لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (5) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ يُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَ هُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (6) آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ أَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ أَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) وَ ما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَ قَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (8) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى‏ عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ إِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (9)

وَ ما لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَ قاتَلُوا وَ كُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى‏ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11)

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏28، ص: 115

سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏ :

هنا و أحيانا في غيرها «سبح» و هنا لك في مواضيع «يسبح» إيحاء باستمرارية تسبيح الكائنات غابرا و مستقبلا و حاضرا دون فكاك، و أيا كان التسبيح و من اي كان.

و «سبح» مما تعدّى بنفسها، فلما ذا عدّيت هنا باللام و أحيانا بنفسها؟

لأن اللام توحي بالاختصاص، فلا تسبح ما في السماوات و الأرض إلا للّه، لا له و لسواه، فليحمل عليها المعدّى بنفسها: «وَ تُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا» فلا تسبيح إلا للّه.

و التسبيح هو الإمرار السريع دون تباطئ، من السبح: المرّ السريع في‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏28، ص: 116

الماء و الهواء أو أيا كان، فالمسبح للّه يمر سريعا في ممرات نفسه و سائر الكائنات، دون وقفة و لا ريبة، و يحمل معه تنزيه اللّه ذاتا و صفات و أفعالا و أسماء و أحكاما أم ماذا، لأن الكون محراب واسع تسجد فيه الكائنات لربها و تنزّهه عما لا يليق به.

و ترى التسبيح فقط من‏ «ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» ؟ دونهما و من فيهما و هم أقدر و أحرى؟ .. إنه للكائنات كل الكائنات: «تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ فِيهِنَّ وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً» (17: 44) «أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِيحَهُ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ» (24: 41) «وَ سَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَ الطَّيْرَ وَ كُنَّا فاعِلِينَ» (21: 79) .

فالكائنات كلها تسبيحات للّه بما لا نفقهه، من التسبيح عن شعور و إدراك ممن نحسبهم غير عقلاء و لا مدركين، أو ما نفقهه من تسبيح اختياري لمن يعرفون اللّه بدرجاتهم، أم ذاتي لمن يكفر باللّه، فذاته في صفوف الكائنات تسبح اللّه عما لا يليق به من ذات و صفات أم ماذا.

فالعارفون اللّه، و من يدق أبواب المعرفة باللّه يرون اللّه مسبّحا عبر سير البصر و البصيرة في آيات اللّه، أنفسية و آفاقية «سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ» (41: 53) .

فالكائنات بذواتها و صفاتها و حالاتها، بأفعالها و أقوالها و كل ما لها: «سَبَّحَ لِلَّهِ» أ فلا تدل ذواتها الفقيرة البائسة على نزاهته تعالى عن البؤس و الفقر، أو لا تدل دلالة جامعة تضم سائر الدلالات أن اللّه مسبّح الذات و الأفعال و الصفات عما للكائنات كل الكائنات من ذوات و صفات: «هو خلو من خلقه و خلقه خلو منه» «كلما في الخلق يمتنع عن خالقه، و كل ما في الخالق يمتنع عن مخلوقه» و الى غير ذلك من مفارقات بين الواجب و الممكنات.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏28، ص: 117

«سَبَّحَ لِلَّهِ‏ .. وَ هُوَ الْعَزِيزُ ..» : غالب لا يغلب‏ «الْحَكِيمُ» : فلا يجهل أو يخطأ أو يظلم، عزيز حكيم: في ألوهيته و ربوبيته .. و في أنه مسبّح.

لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ :

«له ملك» الملكية المالكية الحقة دون زوال فلا يزول و هو لا يزال‏ «مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» المعبرة عن الكائنات كل الكائنات‏ «يُحْيِي وَ يُمِيتُ» : كأبرز مظاهر الربوبية المطلقة، لا فحسب، بل: «وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ» ما هو شي‏ء أو يمكن أن يكون شيئا، قدرة متعلقة بالممكنات في كافة الجهات.

فيا لتسبيح المملوك العبد للملك المالك بالحق من حلاوة و طلاوة، كيف لا و:

هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ‏ :

آية فريدة منقطعة النظير، ليست إلا هي و إلا هنا كما هي، اللهم إلا في البعض من اتجاهاتها بعبارات اخرى، تعني السرمدية الإلهية: أزلية و أبدية، و الحيطة العلمية و القيومية المطلقة.

و هذه الأسماء الأربعة من مظاهر السرمدية و الحيطة المطلقة الإلهية، كونا و كيانا و علما و قدرة و قيومية أم ماذا.

«هُوَ الْأَوَّلُ» لا سواه، و ترى أنه أوّل بالنسبة لسواه في الزمان أو المكان، تقدما فيهما على أيّ كان؟ و لا زمان له و لا مكان، فهو الذي كوّن المكان و الزمان! .. أو أنه أوّل في الحدوث؟ و ليس له حدث، و إنما أحدث الأشياء و كان إذ لا كان، فلم يحدث هو أيا كان، و ان كان حدوثا بلا زمان! كلا:

«إنه الأول لا عن أول قبله و عن بدء سبقه .. و لكن قديم أول و قديم آخر»

«1» : أولية القدمة و الأزلية، فلو سألت عن ربك متى كان؟ فالجواب‏

(1).

صفحه بعد