کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن

الجزء الأول

الجزء الثاني و العشرون

الجزء الخامس و العشرون

الجزء السادس و العشرون

الجزء السابع و العشرون

الجزء الثامن و العشرون

رسالة من صاحب تفسير«الميزان» تعريفا بتفسير الفرقان مقدمة

الجزء التاسع و العشرون

الجزء الثلاثون

المقدمة المدخل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن


صفحه قبل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏29، ص: 91

القديمة «1» و بعد ثمانية أشهر من الدراسة لهذه اللوحة و الكتابة المنقوشة عليها، أجمعوا أنها من نفس الخشب الذي صنعت منه سفينة نوح (ع) و أنه وضعها في السفينة للتبرك و الاستحفاظ بعد أن تحققوا أن تلك الحروف كانت باللغة السامانية أو السامية: لغة نوح (ع) و قد ترجمها العلماء الروس المعنيون باللغات القديمة إلى اللغة الروسية، ثم العالم البريطاني (اين ايف ماكس) أستاذ الألسن القديمة في جامعة (مانشستر) ترجمها إلى الانجليزية «2» ، و هي بالعربية:

(1). و هم: سولي نوف- أستاذ الألسن القديمة في جامعة موسكو، و (ايفاهان خنيو) عالم الألسن القديمة في كلية لولوهان بالصين، و (ميشانن لو فارند) مدير الآثار القديمة، و (تانمول غورف) أستاذ اللغات في كلية كيفزو، و (دي راكن) أستاذ الآثار القديمة في معهد لينين، و (ايم احمد كولاد) مدير التنقيب و الاكتشافات العام، و (ميجر كولتوف) رئيس كلية ستالين» نقلتهم مجلة البذرة النجفية في العددين: الثاني و الثالث- شوال و ذي القعدة:

(2) ترجمتها باللغة الانجليزية كالتالي:

يا الهي و يا معيني‏ Omy God myhelper برحمتك و كرمك ساعدني‏ Keep myhands with mercy و لأجل هذه النفوس المقدسة And with your holybodies محمد Mohamed إيليا Alia شبر Shabbir شبير Shabbir فاطمة

Fatma They areall biggest and honourables

هم جميعهم عظماء و مكرمون‏ Theworld established for them العالم قائم لاجلهم ساعدني بحق أسمائهم. Help me bytheir names you canreform toright أنت تستطيع ان توجهني الى الطريق الصحيح.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏29، ص: 92

يا إلهي و يا معيني، برحمتك و كرمك ساعدني، و لأجل هذه النفوس المقدسة محمد- إيليا- شبر- شبير- فاطمة. الذين جميعهم عظماء و مكرمون، العالم قائم لأجلهم. ساعدني بحق أسمائهم، أنت تستطيع أن توجهني إلى الطريق الصحيح.

و لقد بقي هؤلاء العلماء في دهشة عظيمة أمام هذه اللوحة بأسمائها حيث توسل بها نوح و بقيت حتى الآن، واقع التصديق للقرآن‏ وَ جَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ‏ ، و هذه اللوحة موجودة الآن في متحف الآثار القديمة في موسكو و في خبر أن المسلمين رأوها من ذي قبل‏ «1» .

و لما اكتشفت هذه البشارة المحمدية نشرتها المجلات و الجرائد المهمة العالمية:

الروسية و البريطانية و القاهرية «2» .

و إليكم صورة اللوحة الفوتوغرافية باللغة الآرامية كما نشرت في الجرائد و المجلات و بعض الكتب ككتاب إيليا، و أصل اللوحة موجودة الآن في متحف الآثار القديمة في موسكو:

(1). الدر المنثور 6: 260: عن قتادة في الآية قال: عبرة و آية أبقاها الله حتى نظرت إليها هذه الأمة، و كم من سفينة غير سفينة نوح صارت رمما».

(2). 1- مجلة روسية شهرية تصدر في موسكو تشرين الثاني 1953، 2- مجلة (ويكلي ميرر) الاسبوعية اللندنية العدد الصادر 28 كانون الاول 1953، 3 مجلة (أستار) اللندنية، كانون الثاني 1954- 4 جريدة (سن لايت) الصادرة في مانجستر 23 كانون الثاني 1954، 5- جريدة (ويكلي ميرر) اللندنية في 1 شباط 1954، 6 جريدة (الهدى) القاهرية في 30 مارس 1953» و المصادر الاربعة الاخيرة نقلت ترجمة العالم البريطاني (ان أف ماكس) أستاذ الألسن القديمة في جامعة مانجستر.

7 و من المصادر كتاب إيليا من منشورات دار المعارف الاسلامية بلاهور باكستان برقم 42- اللغة الاردية.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏29، ص: 93

و قد ترجمت كما سبق كالتالي:

«يا إلهي و يا معينى، برحمتك و كرمك ساعدني، و لأجل هذه النفوس المقدسة: محمد- إيليا- شبر- شبير- فاطمة، الذين جميعهم عظماء و مكرمون العالم قائم لأجلهم، ساعدني بحق أسمائهم، أنت فقط تستطيع أن توجهني إلى الصواب.

و لقد سبق نوحا إدريس النبي عليه السلام في ذكر أسمائهم باللغة السريانية «پارقليطا- إيليا- طيطه- شپبر- شپيير «1» .

(1). التفصيل في كتابنا (رسول الإسلام في الكتب السماوية).

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏29، ص: 94

لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ الأذن التي تعي الحقائق الناصعة إنها تعي آية سفينة نوح، بما على لوحتها من آيات، و أوعى الآذان آذان النبيين، و أوعاها بينهم جميعا أذن الرسول الأقدس محمد عليه السلام. فحياته وعي للحقائق دون نسيان، و يخلفه في وعيه الشامل أذن علي عليه السلام. و على حد

قوله (ص) لما نزلت آية الأذن، «سألت ربي أن يجعلها أذن علي قال مكحول فكان علي يقول: ما سمعت من رسول اللّه (ص) شيئا فنسيته» «1»

و

عن علي (ع): ضمني رسول اللّه (ص) و قال: أمرني ربي أن أدنيك و لا أقصيك و أن تسمع و تعي‏ «2»

[سورة الحاقة (69): الآيات 13 الى 18]

فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ (13) وَ حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (15) وَ انْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ (16) وَ الْمَلَكُ عَلى‏ أَرْجائِها وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (17)

يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى‏ مِنْكُمْ خافِيَةٌ (18)

فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ هي الأولى من نفختي الإماتة و الإحياء و الواحدة توحي بنفاذها و سرعتها و شدة مفعولها دون مهل و لا فشل، نفخة و صرخة تسمع أعماق الكائنات و تصرعها و تمحقها كأن لم تكن، و على أثر هذه النفخة المدمرة:

وَ حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً : نفخة واحدة تخلق دكة واحدة، واحدة في عدها، مزدوجة في شدها و مدها: كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (89: 21) : يسمع منها صوت الدكداك: أشد الدقّ الذي يسحق و يبدل الشي‏ء إلى أجزاء دقاق كالدقيق.

(1). الدر المنثور 6: 260، و قد اخرج في غاية المرام ستة عشر حديثا مثله عن طريق الفريقين.

(2) رواه ابو نعيم في الحلية و الواحدي في اسباب النزول عن بريدة و ابو القاسم بن حبيب في تفسيره عن زر بن حبيش عن علي (ع) و رواه في تفسير روح البيان ج 10 ص 136.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏29، ص: 95

فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ : واقعة الاماتة و التدمير و تتلوها واقعة الإحياء و التعمير، و من الأولى: وَ انْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ .. و من الثانية:

يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى‏ مِنْكُمْ خافِيَةٌ اعتبرت الثانية كأنها الأولى أو من الأولى لاتصالهما: «يومئذ» إذ دكت الأرض و الجبال و وهت السماء.

وَ انْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ : مسترخية بشد رباطها بعد شد قماطها، فلقد كانت سبعا شدادا: وَ بَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً (78- 12) فهذه السبع الشداد سوف تسترخي و توهي: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ (14: 48) تصبح السماء غير السماء مغايرة في الصورة و الماهية، و المادة الاصلية هي نفس المادة، بانقلابها و انسلاخها عن ناموس العمار الى ناموس البوار.

وَ الْمَلَكُ عَلى‏ أَرْجائِها وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ إن الملك- عند انفراط الكون و تغيره بأرضه و سمائه- يخرج عن ميدان النضال الموت إلى الأرجاء: الجوانب، فرارا من الموت، إلى تحقيق أمر اللّه، بأمر اللّه و لعلهم ملائكة خصوص ممن شاء اللّه. إذ يصعق وقتئذ من في السماوات و من في الأرض: .. وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالى‏ عَمَّا يُشْرِكُونَ. وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى‏ فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ (29: 68) فعلهم هؤلاء الخصوص الذين شاء اللّه ألا يصعقوا، و لا سيما إذا كان‏ الْمَلَكُ عَلى‏ أَرْجائِها حالا من انشقاق السماء و وهيها! و يؤيده المروي عن النبي (ص) «1» » أو علهم كمن سواهم ممن هم قيام ينظرون في نفخة الإحياء، و لكنه يبقى السؤال:

لماذا على الأرجاء؟ أقول: و لكي يحملوا مع العرش، يحملهم الثمانية

(1).

نور الثقلين 5: 403 عن ارشاد المفيد عن النبي (ص) قال: ان الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميت الا نشر، و لا حي الا مات، الا ما شاء الله. ثم يصاح بهم صيحة اخرى فينشر من مات ...

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏29، ص: 96

وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ‏ : الملك الذين هم على الأرجاء «ثمانية»: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ (40: 7) فهم المحمولون مع العرش، و لكي يساعدوا الحملة في تحقيق أمر اللّه.

فإذ

«ليس في طبقات السماوات موضع إهاب إلا و عليه ملك ساجد، أو ساع حافد «1»

فكونهم وقتئذ على الأرجاء، و باقي السماء منهم خلاء، ليس إلا أن منهم من صعق في الصيحة فانتهى دوره و منهم من لحق حملة العرش على الأرجاء، و هم ممن شاء اللّه ألا يصعقوا.

ما هو العرش هنا و من هم حملة العرش؟:

إن للّه عروشا عدة، منها عرش الخلق و التدبير، و منها عرش العلم، و منها كما هنا- عرش التربية: جسدانية، و نفسانية روحانية، يعنى به أعلى المقامات في أعلى الملإ، يحمله من خلق اللّه الملأ الأعلى ملائكية و بشرية أم ماذا؟!.

فهو على أية حال ليس عرشا كعروشنا يتكأ عليه، ثم خلقه يحملونه على عرشه، فيصبح في ازدواجية الحمل: محمولا مرتين! و إنما العرش خلق من خلق اللّه يحيط بسائر الخلائق من مصادر الأمر العليا بشأن الكون، في تدبيره جسدانيا و روحانيا.

فيوم الدنيا، لعرش العلم الإلهي حملة بين الخلق هم النبيون و أهلوهم المعصومون، و لعرش التدبير حملة منهم و من الملائكة المدبرات أمرا بإذن اللّه، و اللّه خالقهم و خالق العرش، و هو من ورائهم محيط.

لقد ذكر العرش في واحد و عشرين موضعا من القرآن و الكرسي في واحد، منها آيات استوائه تعالى على العرش، حينما كانت المادة الأولية دون أرض و لا سماء: هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ (11: 7)

(1). نهج البلاغة عن علي عليه السلام.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏29، ص: 97

و منها ما في استوائه عليه بعد ما خلق الأرض و السماء:

الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‏. لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّرى‏ (20: 6) عرش الالوهية و الملك المطلق، و منها ما يعنى به عرش التدبير:

ثُمَّ اسْتَوى‏ عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ (10: 3) و منها عرش العلم: ثُمَّ اسْتَوى‏ عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَ ما يَخْرُجُ مِنْها وَ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما يَعْرُجُ فِيها وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (57: 4) .. و ما إلى ذلك من عروش تناسب و ساحة الالوهية و الربوبية، و الحامل الأول و الأخير لهذه العروش هو اللّه تعالى، و قد يحملها من خلقه من يشاء، يحملونه باذنه و كما يريد من مصالح الخلق، و كما في الحملة الثمانية:

آيات ثلاث تحمل ذكر الحملة الثمانية، ثانيتها: وَ تَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ قِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ (39: 75) تعني العرش يوم قيامة الإحياء و الحساب.

و آخرها: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (50: 7) و هي كذلك تعني يوم الحساب ثم عرش الحاقة يمتاز بأمور عدة: منها ذكر العدد «ثمانية» و منها اختصاصهم بيوم الحساب‏ وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ فهل لأنهم أقل منهم يوم الدنيا فزادوا يوم الدين، أم كانوا أكثر فقلوا؟

ثم الملائكة الحافون حول العرش ليسوا كلهم حملة، فمنهم محمولون‏ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ‏ و لا ان الحملة هم الملائكة فحسب، كما أن آيتي الحمل لا تختصانه بهم: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ‏ وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ فمن هم الثمانية؟ و هل كانوا يوم الدنيا أقل أو أكثر؟.

صفحه بعد