کتابخانه تفاسیر
الكشف و البيان عن تفسير القرآن، ج1، ص: 101
و قال السريّ بن مغلس: ( الرَّحْمنِ بكشف الكروب، و الرَّحِيمِ بغفران الذنوب).
و قال عبد الله بن الجرّاح: ( الرَّحْمنِ ب ... «1» .. الطريق، و الرَّحِيمِ بالعصمة و التوفيق).
و قال مطهر بن الوراق: ( الرَّحْمنِ بغفران السيّئات و إن كن عظيمات، و الرَّحِيمِ بقبول الطاعات و إن كنّ [قليلات] «2» ).
و قال يحيى بن معاذ الرازي: ( الرَّحْمنِ بمصالح معاشهم، و الرَّحِيمِ بمصالح معادهم).
و قال الحسين بن الفضل: ( الرَّحْمنِ الذي يرحم العبد على كشف الضر و دفع الشر، و الرَّحِيمِ الذي يرقّ و ربما لا يقدر على الكشف).
و قال أبو بكر الوراق أيضا: ( الرَّحْمنِ بمن جحده و الرَّحِيمِ بمن وحّده، و الرَّحْمنِ بمن كفر و الرَّحِيمِ بمن شكر، و الرَّحْمنِ بمن قال ندّا و الرَّحِيمِ بمن قال فردا).
في أن التسمية من الفاتحة أو لا؟
و اختلف الناس في أنّ التسمية؛ هل هي من الفاتحة؟ فقال قرّاء المدينة و البصرة و قرّاء الكوفة: إنها افتتاح التيمّن و التبرّك بذكره، و ليست من الفاتحة و لا من غيرها من السور، و لا تجب قراءتها و أن الآية السادسة قوله تعالى: أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ . و هو قول مالك بن أنس و الأوزاعي و أبي حنيفة- رحمهم الله- و رووا ذلك عن أبي هريرة.
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن الحسن النيسابوري، حدّثنا أبو الحسن محمد بن الحسن الكابلي، أخبرنا علي بن عبد العزيز الحلّي، حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي، حدّثنا الحجاج عن أبي سعيد الهذلي عن ... «3» .. عن أبي هريرة قال (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) الآية السادسة
، فزعمت فرقة أنها آية من أمّ القرآن، و في سائر السور فصل، فليست هاهنا أنها يجب قراءتها.
[و قال قوم: إنها آية من فاتحة الكتاب] «4» رووا ذلك عن سعيد بن المسيب، و به قال قرّاء مكة و الكوفة و أكثر قرّاء الحجاز، و لم يعدّوا أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ آية.
و قال الشافعي و الشعبي و هو رأي عبد الله أنها نزلت في الآية الأولى من فاتحة الكتاب،
(1) بياض في المخطوط.
(2) بياض في المخطوط، و ما ذكرناه هو الظاهر.
(3) بياض في المخطوط.
(4) كلام غير مقروء و الظاهر ما أثبتناه.
الكشف و البيان عن تفسير القرآن، ج1، ص: 102
و هي من كل سورة آية إلّا التوبة. و الدليل عليه الكتاب و السنة؛ أمّا الكتاب
سمعت أبا عثمان بن أبي بكر الزعفراني يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن موسى يقول:
سمعت الحسن بن المفضّل يقول : رأيت الناس ..... «1» .. في النمل أن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فيها من القرآن فوجدتها بخطها و لو أنها مكرّرات في القرآن، فعرفنا أماكنها منه بل حتى فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ* «2» ، فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ* «3» لما كانا في القرآن كانت مكرّراتهما من القرآن.
و بلغنا أن رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم كتب في بدء الأمر على رسم قريش: «باسمك اللهم» حتى نزلت: وَ قالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَ مُرْساها «4» فكتب: بِسْمِ اللَّهِ* حتى نزلت:
قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ «5» ، فكتب: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ» ، حتى نزلت: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «6» ، فكتب مثلها فلمّا كانت ..... هذه .... و حيث أن يكون .. «7» .. منه ثم افتخر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بهذه الآية، و حقّ له ذلك.
حدّثنا عبد الله بن حامد بن محمد الوراق: أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه حدّثنا محمد ابن يحيى بن سهل، حدّثنا آدم بن أبي إياس، حدّثنا سلمة بن الأحمر عن يزيد بن أبي خالد عن عبد الكريم بن أمية عن أبي بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم: «ألا أخبرك بآية لم تنزل على أحد بعد سليمان بن داود غيري؟». فقلت: بلى. قال: «بأي شيء تفتتح إذا افتتحت القرآن؟». قلت: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* فقال: «هي هي» «8» [18].
و في هذا الحديث دلّ دليل على كون التسمية آية تامّة من الفاتحة و فواتح السور؛ لأن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حين لفظ الآية كلها، و التي في سورة النمل ليست بآية و إنما هي بعض الآية، و بالله التوفيق.
و أمّا الأخبار الواردة فيه،
فأخبرنا أبو القاسم السدوسي، حدّثنا أبو زكريا يحيى بن محمد ابن عبد الله العنبري، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدّثنا أبو سفيان المعمري عن إبراهيم بن يزيد قال : قلت لعمرو بن دينار: إن الفضل الرقاشي زعم أن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* ليس من القرآن؟ قال: سبحان الله! ما أجرأ هذا الرجل! سمعت سعيد بن جبير يقول: سمعت ابن عباس يقول: كان رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم إذا نزلت آية بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* علم أن السورة قد ختمت و فتح غيرها.
(1) بياض في المخطوط.
(2) سورة الرّحمن: 13.
(3) سورة المرسلات: 15.
(4) سورة هود: 41.
(5) سورة الإسراء: 110.
(6) سورة النمل: 31.
(7) بياض في المخطوط.
(8) مجمع الزوائد: 2/ 109 بتفاوت.
الكشف و البيان عن تفسير القرآن، ج1، ص: 103
و حدّثنا الحسن بن محمد: حدّثنا أبو الحسن عيسى بن زيد العقيلي: حدّثنا أبو محمد إسماعيل ابن عيسى الواسطي: حدّثنا عبد الله بن نافع عن جهم بن عثمان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «كيف تقول إذا قمت إلى الصلاة؟» [19] قال: أقول: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ . قال: «قل: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* » «1» .
و حدّثنا الحسن بن محمد، أخبرنا أبو الحسين. «2» ..، حدّثنا علي بن عبد العزيز، حدّثنا أبو عبيد، حدّثنا عمر بن هارون البلخي عن أبي صالح عن أبي مليكة عن مسلمة أن رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم كان يقرأ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ يعني يقطّعها آية آية حتّى عدّ سبع آيات عدّ الأعراب.
أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد، حدّثنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، حدّثنا محمد ابن جعفر، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثنا الحسين بن عبد الله عن أبيه عن جدّه عن علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه) أنه كان إذا افتتح السورة في الصلاة يقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* ، و كان يقول: «من ترك قراءتها فقد نقص». و كان يقول: «هي تمام السبع المثاني و القرآن العظيم».
و أخبرنا الحسين بن محمد بن جعفر، حدّثنا أبو العباس الأصم، حدّثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، حدّثنا جعفر بن حيّان عن عبد الملك بن جريح عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي «3» قال: فاتحة الكتاب.
و قيل لابن عباس: أين السابعة؟ قال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و عدّها في يديه ثم قال: أخرجها لكم، و ما أجد فيها أمركم.
أخبرنا [محمّد بن الحسين] حدّثنا عبد الله بن محمد بن مسلم، حدّثنا يزيد بن سنان، حدّثنا أبو بكر الحنفي، حدّثنا نوح بن أبي بلال قال: سمعت المقبري عن أبي هريرة أنه قال :
إذا قرأتم أمّ القرآن فلا تبرحوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فإنها إحدى آياتها و إنها السبع المثاني.
و أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب، أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد الله العنبري، حدّثنا جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ، حدّثنا أحمد بن نصر، حدّثنا آدم بن إياس عن أبي سمعان عن العلا، عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «يقول الله : قسمت الصلاة
(1) تاريخ جرجان: 491.
(2) بياض في المخطوط.
(3) سورة الحجر: 87.
الكشف و البيان عن تفسير القرآن، ج1، ص: 104
بيني و بين عبادي نصفين؛ فإذا قال العبد: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال الله: مجّدني عبدي، و إذا قال العبد الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ قال الله: حمدني عبدي، و إذا قال: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال: أثنى عليّ عبدي، و إذا قال: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال الله: فوّض إليّ أمره عبدي، و إذا قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قال الله: هذا بيني و بين عبدي، و إذا قال: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ قال الله: هذا لعبدي، و لعبدي ما سأل» «1» [20].
و أخبرنا علي بن محمد بن الحسن المقري، أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد القصّار، حدّثنا محمد بن بكر البصري، حدّثنا محمد بن علي الجوهري، حدّثنا. «2» .. حدثني أبو إسماعيل بن يحيى. «3» ..، حدّثنا سفيان الثوري عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : كنت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يحدّث أصحابه؛ إذ دخل رجل يصلّي، و افتتح الصلاة، و تعوّذ، ثم قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ . فسمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: «يا رجل، قطعت على نفسك الصلاة، أما علمت أن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ من الحمد؟ فمن تركها فقد ترك آية، و من ترك آية منه فقد قطعت عليه صلاته» «4» . لا تكون الصلاة إلّا بفاتحة الكتاب، و من ترك آية فقد بطلت صلاته [21].
و أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد الجرجاني، حدّثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر بن هشام، أخبرنا محمد بن يحيى، حدّثنا حكيم بن الحسين، حدّثنا سليمان بن مسلم المكّي عن نافع عن أبي مليكة عن طلحة بن عبيد الله قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم : «من ترك بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقد ترك آية من كتاب الله» «5» [22].
و قد عدّها علي عليه السّلام فيما عدّ من أمّ الكتاب.
و أما الإجماع،
فأخبرنا أبو محمد عبد الله بن حامد الورّاق، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الضبعي، حدّثنا عبد الله بن محمد، حدّثنا محمد بن يحيى، حدّثنا علي بن المديني، حدّثنا عبد الوهّاب بن فليح، عن عبد الله بن ميمون عن عبيد بن رفاعة أن معاوية بن أبي سفيان قدم المدينة فصلّى بالناس صلاة يجهر فيها، و لمّا قرأ أم القرآن و لم يقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و قضى صلاته، ناداه المهاجرون و الأنصار من كل ناحية: أنسيت! أين بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حين استفتحت القرآن؟ فأعادها لهم معاوية فقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
(1) السنن الكبرى: 1/ 316، أحكام القرآن: 1/ 8، تفسير ابن كثير: 1/ 12، بتفاوت.
(2) بياض في المخطوط.
(3) بياض في المخطوط.
(4) الدر المنثور: 1/ 7، عن الثعلبي.
(5) الدر المنثور: 1/ 7.
الكشف و البيان عن تفسير القرآن، ج1، ص: 105
الكلام في جزئية البسملة من باقي السور
هذا في الفاتحة، فأما في غيرها من السور،
فأخبرنا أبو القاسم الحبيبي، حدّثنا أبو العباس الأصم، حدّثنا الربيع بن سليمان، أخبرنا الشافعي، أخبرنا عبد المجيد بن عبد العزيز، عن ابن جريج، عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، أن أبا بكر بن حفص بن عاصم قال : صلى معاوية بالمدينة صلاة يجهر فيها بالقراءة، و قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لأم القرآن و لم يقرأ للسورة التي بعدها حتى قضى صلاته، فلمّا سلّم ناداه المهاجرون من كل مكان: يا معاوية، أ سرقت الصلاة أم نسيت؟ فصلى بهم صلاة أخرى و قرأ فيها للسورة التي بعدها.
و ما. «1» ..
النظر بآيات [السور] «2» مقاطع القرآن على ضربين متقاربة و متشاكلة.
و المتشاكلة نحو ما في سورة القمر و الرّحمن و أمثالهما، و المتقاربة قيل: في سورة ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ «3» ، و ما ضاهاها. ثم نظرنا في قوله: قَبْلِهِمْ ، فلم يكن من المتشاكلة و لا من المتقاربة، و وجدنا أواخر آي القرآن على حرفين: ميم و نون أو حرف صحيح قبلها نا مكسورة فأوّلها، أو واو مضموم ما قبلها، أو ألف مفتوح ما قبلها، و وجدنا سبيلهم هو هو مخالف لنظم الكتاب.
هذا و لم نر غير مبتدأ آية في كتاب الله .. «4» .. إذ يقول أيضا: إن التسمية لا [تخلو] «5» ؛ إما أن تكون مكتوبة للفصل بين السور، أو في آخر السور، أو في أوائلها أو حين نزلت كتبت، و حيث لم تنزل لم تكتب، فلو كتبت للفصل لكتبت. «6» .. و تراخ، و لو كتبت في الابتداء لكتبت في (براءة)، و لو كتبت في الانتهاء لكتبت في آخر قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ «7» . فلمّا أبطلت هذه الوجوه علمنا أنها كتبت حيث نزلت، و حيث لم تنزل لم تكتب.
يقول أيضا: إنا وجدناهم كتبوا ما كان غير قرآن من الآي و الأخرى، أو خضرة، و كتبوا التسمية بالسواد فعلمنا أنها قرآن، و بالله التوفيق.
حكم الجهر بالبسملة في الصلاة
ثم الجهر بها في الصلاة سنّة لقول الله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ «8» [فأمر] «9» رسوله أن يقرأ القرآن بالتسمية، و قال: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى «10» فأوجب الفلاح لمن صلّى بالتسمية.
(1) بياض في المخطوط.
(2) بياض في المخطوط و الظاهر ما أثبتناه.
(3) سورة ق: 1- 2.
(4) بياض في المخطوط.
(5) بياض في المخطوط و الظاهر ما أثبتناه.
(6) بياض في المخطوط.
(7) سورة الناس: 1.
(8) سورة العلق: 2.
(9) بياض في مصورة المخطوط، و الظاهر ما أثبتناه.
(10) سورة الأعلى: 14 و 15.
الكشف و البيان عن تفسير القرآن، ج1، ص: 106
و أخبرنا أبو القاسم [الحسن بن محمّد بن جعفر] حدّثنا أبو صخر محمد بن مالك السعدي بمرو، حدّثنا عبد الصمد بن الفضل الآملي، حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي بغوطة [دمشق] «1» قال : صليت خلف المهديّ أمير المؤمنين فجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، فقلت: ما هذه القراءة يا أمير المؤمنين؟ [فقال:] حدثني أبي عن أبيه عن عبد الله بن عباس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم جهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، قلت: أ آثرها عنك؟ قال: نعم «2» .
و حدّثنا الحسن بن محمد بن زكريا العنبري، حدّثنا محمد بن عبد السلام، حدّثنا إسحاق ابن إبراهيم، أخبرنا خيثمة بن سليمان قال: سمعت ليثا قال : كان عطاء و طاوس و مجاهد يجهرون ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
و حدّثنا الحسن بن محمد: حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن المروزي، حدّثنا الحسن ابن علي بن نصير الطوسي، حدّثنا أبو ميثم سهل بن محمد، حدّثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخزاعي، عن عمّار بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان ، أن العبادلة كانوا يستفتحون القراءة ب بسم اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يجهرون بها: عبد الله بن عباس، و عبد الله بن عمر، و عبد الله بن الزبير، و عبد الله بن صفوان.
و حدّثنا الحسن بن محمد، حدّثنا أبو نصر منصور بن عبد الله الاصفهاني، حدّثنا أبو القاسم الاسكندراني، حدّثنا أبو جعفر الملطي عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد أنه قال : «اجتمع آل محمد على الجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* ، و على أن يقضوا ما فاتهم من صلاة الليل بالنهار، و على أن يقولوا في أبي بكر و عمر أحسن القول و في صاحبهما».
و بهذا الإسناد قال : سئل الصادق عن الجهر بالتسمية، فقال: «الحق الجهر به، و هي التي التي ذكر الله عزّ و جلّ: وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً «3» ».
و حدّثنا الحسن، حدّثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب العدل، حدّثنا الحسين ابن أحمد بن الليث، حدّثنا محمد بن المعلّى المرادي، حدّثنا أبو نعيم عن خالد بن
(1) بياض في مصورة المخطوط، و الظاهر ما أثبتناه.
(2) البداية و النهاية: 10/ 162.
(3) سورة الإسراء: 46.
الكشف و البيان عن تفسير القرآن، ج1، ص: 107
إياس عن سعيد ابن أبي سعيد المقرئ عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «أتاني جبريل فعلمني الصلاة» «1» [23]، ثم قام رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم و كبّر فجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
و حدّثنا الحسن بن محمد، حدّثنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن حمدون، حدّثنا الشرقي، حدّثنا محمد بن يحيى، حدّثنا ابن أبي مريم عن يحيى بن أيوب و نافع بن أيوب قالا: حدّثنا عقيل عن الزهري قال : من سنّة الصلاة أن تقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ في فاتحة الكتاب [فإن] لم يقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لم يقرأ السورة. و قال: إن أوّل من ترك بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ عمرو ابن سعيد بن العاص بالمدينة
، و احتجّ من أنّ إتيان التسمية أنها من الفاتحة، و الجهر بها في الصلاة بما
أخبرنا عبد الله بن حامد، أخبرنا محمد بن الحسين بن الحسن بن الخليل النيسابوري القطّان، حدّثنا محمد بن إبراهيم الجرجاني، حدّثنا إبراهيم بن عمّار عن سعيد بن أبي عروبة عن الحجاج بن الحجاج عن قتادة عن أنس بن مالك قال : صليت مع رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم و أبي بكر و عمر و عثمان، فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
و أخبرنا عبد الله بن حامد، أخبرنا محمد بن إسماعيل العماريّ، حدّثنا يزيد بن أحمد بن يزيد، حدّثنا أبو عمرو، حدّثنا محمد بن عثمان، حدّثنا سعيد بن بشير، عن قتادة عن أنس ، أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أبا بكر و عمر و عثمان كانوا لا يجهرون، و يخفون بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
فعلم بهذا الحديث أنه لم ينف كون هذه الآية من جملة السورة، لكنه تعرّض لترك الجهر فقط، على أنه أراد بقوله: (لا يجهرون): أنهم لا يتكلفون في رفع الصوت و لم يرد الإسراء و التخافت أو تركها أصلا.
و يدل عليه ما
أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد الحبيبي، أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، حدّثنا محمد بن عبد السلام الوراق و عبد الله بن محمد بن عبد الرّحمن قالا:
حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أخبرنا يحيى بن آدم، أخبرنا شريك، عن ياسر، عن سالم الأفطس، عن ابن أبي ليلى، عن سعيد، عن ابن عباس، قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ جهر بها صوته، فكان المشركون يهزئون بمكّة و يقولون: يذكر إله اليمامة، يعنون مسيلمة الكذاب، و يسمونه الرّحمن، فأنزل الله: وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ فيسمع المشركون فيهزؤون، وَ لا تُخافِتْ عن أمتك و لا تسمعهم وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا «2» .
و احتجّوا أيضا
بما أخبرنا عبد الله بن حامد، أخبرنا محمد بن جعفر المطيري، حدّثنا بشر
(1) كنز العمّال: 7/ 441.