کتابخانه تفاسیر
الموسوعة القرآنية، ج8، ص: 385
(عقل): العقل يقال للقوة المتهيئة لقبول العلم و يقال للعلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوة عقل و لهذا قال أمير المؤمنين رضى اللَّه عنه:
العقل عقلان
مطبوع و مسموع
و لا ينفع مسموع
إذا لم يك مطبوع
كما لا ينفع ضوء الشمس
و ضوء العين ممنوع
و إلى الأول
أشار صلّى اللَّه عليه و سلّم بقوله: «ما خلق اللَّه خلقا أكرم عليه من العقل»
و إلى الثاني
أشار بقوله: «ما كسب أحد شيئا أفضل من عقل يهديه إلى هدى أو يرده عن ردى»
و هذا العقل هو المعنى بقوله: وَ ما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ و كل موضع ذم اللَّه فيه الكفار بعدم العقل فإشارة إلى الثاني دون الأول نحو: وَ مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ إلى قوله: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ و نحو ذلك من الآيات، و كل موضع رفع التكليف عن العبد لعدم العقل فإشارة إلى الأول. و أصل العقل الإمساك و الاستمساك كعقل البعير بالعقال و عقل الدواء البطن و عقلت المرأة شعرها و عقل لسانه كفه و منه قيل للحصن معقل و جمعه معاقل. و باعتبار عقل البعير قيل عقلت المقتول أعطيت ديته، و قيل أصله أن تعقل الإبل بفناء ولى الدم و قيل بل بعقل الدم أن يسفك ثم سميت الدية بأى شىء كان عقلا و سمى الملتزمون له عاقلة، و عقلت عنه نبت عنه فى إعطاء الدية و دية معقلة على قومه إذا صاروا بدونه و اعتقله بالشغزبية إذا صرعه، و اعتقل رمحه بين ركابه و ساقه، و قيل العقال صدقة عام لقول أبى بكر رضى اللَّه عنه «لو منعونى عقالا لقاتلتهم» و لقولهم أخذ النقد و لم يأخذ العقال، و ذلك كناية عن الإبل بما يشد به أو بالمصدر فإنه يقال عقلته عقلا و عقالا كما يقال كتبت كتابا، و يسمى المكتوب كتابا كذلك يسمى المعقول عقالا، و العقيلة من النساء و الدر و غيرهما التي تعقل أي تحرس و تمنع كقولهم علق مضنة لما يتعلق به، و المعقل جبل أو حصن يعتقل به، و العقال داء يعرض فى قوائم الخيل، و العقل اصطكاك فيها.
(عقم): أصل العقم اليبس المانع من قبول الأثر يقال عقمت مفاصله و داء عقام لا يقبل البرء و العقيم من النساء التي لا تقبل ماء الفحل يقال عقمت المرأة و الرحم، قال: فَصَكَّتْ وَجْهَها وَ قالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ و ريح عقيم يصح أن يكون بمعنى الفاعل و هى التي لا تلقح سحابا و لا شجرا، و يصح أن يكون بمعنى المفعول كالعجوز العقيم و هى التي لا تقبل أثر الخير، و إذا لم تقبل و لم تتأثر لم
الموسوعة القرآنية، ج8، ص: 386
تعط و لم تؤثر، قال تعالى: إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ و يوم عقيم لا فرح فيه.
(عكف): العكوف الإقبال على الشيء و ملازمته على سبيل التعظيم له و الاعتكاف فى الشرع هو الاحتباس فى المسجد على سبيل القربة و يقال عكفته على كذا أي حبسته عليه لذلك قال: سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَ الْبادِ - وَ الْعاكِفِينَ - فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ - يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ - ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً - وَ أَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ - وَ الْهَدْيَ مَعْكُوفاً أي محبوسا ممنوعا.
(علق): العلق التشبث بالشيء، يقال علق الصيد فى الحبالة و أعلق الصائد إذا علق الصيد فى حبالته، و المعلق و المعلاق ما يعلق به و علاقة السوط كذلك، و علق القربة كذلك، و علق البكرة آلاتها التي تتعلق بها و منه العلقة لما يتمسك به و علق دم فلان بزيد إذا كان زيد قاتله، و العلق دود يتعلق بالحلق، و العلق الدم الجامد و منه العلقة التي يكون منها الولد، قال: خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ و قال: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ إلى قوله: فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً و العلق الشيء النفيس الذي يتعلق به صاحبه فلا يفرج عنه و العليق ما علق على الدابة من القضيم و العليقة مركوب يبعثها الإنسان مع غيره فيعلق أمره، قال الشاعر:
أرسلها عليقة و قد علم
أن العليقات يلاقين الرقم
و العلوق الناقة التي ترأم ولدها فتعلق به، و قيل للمنية علوق، و العلقى شجر يتعلق به، و علقت المرأة حبلت، و رجل معلاق يتعلق بخصمه.
(علم): العلم إدراك الشيء بحقيقته؛ و ذلك ضربان: أحدهما إدراك ذات الشيء. و الثاني الحكم على الشيء بوجود شىء هو موجود له أو نفى شىء و هو منفى عنه. فالأول هو المتعدى إلى مفعول واحد نحو: لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ و الثاني المتعدى إلى مفعولين نحو قوله: فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ و قوله: يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ إلى قوله: لا عِلْمَ لَنا فإشارة إلى أن عقولهم طاشت. و العلم من وجه ضربان: نظرى و عملى، فالنظرى ما إذا علم فقد كمل نحو العلم بموجودات العالم، و العملي ما لا يتم إلا بأن يعمل كالعلم بالعبادات. و من وجه آخر ضربان: عقلى و سمعى، و أعلمته و علمته فى الأصل
الموسوعة القرآنية، ج8، ص: 387
واحد إلا أن الإعلام اختص بما كان بإخبار سريع، و التعليم اختص بما يكون بتكرير و تكثير حتى يحصل منه أثر فى نفس المتعلم. قال بعضهم: التعليم تنبيه النفس لتصور المعاني، و التعلم تنبه النفس لتصور ذلك و ربما استعمل فى معنى الإعلام إذا كان فيه تكرير نحو: أَ تُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ فمن التعليم قوله:
الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ - علم بالقلم- و علمتم ما لم تعلموا- علمنا منطق الطير- وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ و نحو ذلك. و قوله: وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها فتعليمه الأسماء هو أن جعل له قوة بها نطق و وضع أسماء الأشياء و ذلك بإلقائه فى روعه و كتعليمه الحيوانات كل واحد منها فعلا يتعاطاه و صوتا يتحراه، قال:
وَ عَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً قال له موسى: هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً قيل عنى به العلم الخاص الخفي على البشر الذي يرونه ما لم يعرفهم اللَّه منكرا بدلالة ما رآه موسى منه لما تبعه فأنكره حتى عرفه سببه، قيل و على هذا العلم فى قوله: قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ و قوله تعالى:
وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ فتنبيه منه تعالى على تفاوت منازل العلوم و تفاوت أربابها. و أما قوله: وَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ فعليم يصح أن يكون إشارة إلى الإنسان الذي فوق آخر و يكون تخصيص لفظ العليم الذي هو للمبالغة تنبيها أنه بالإضافة إلى الأول عليم و إن لم يكن بالإضافة إلى من فوقه كذلك، و يجوز أن يكون قوله عليم عبارة عن اللَّه تعالى و إن جاء لفظه منكرا إذا كان الموصوف فى الحقيقة بالعليم هو تبارك و تعالى، فيكون قوله: وَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ إشارة إلى الجماعة بأسرهم لا إلى كل واحد بانفراده، و على الأول يكون إشارة إلى كل واحد بانفراده. و قوله: عَلَّامُ الْغُيُوبِ فيه إشارة إلى أنه لا يخفى عليه خافية. و قوله: عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فيه إشارة أن للَّه تعالى علما يخص به أولياءه، و العالم فى وصف اللَّه هو الذي لا يخفى عليه شىء كما قال: لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ و ذلك لا يصح إلا فى وصفه تعالى. و العلم الأثر الذي يعلم به الشيء كعلم الطريق و علم الجيش، و سمى الجبل علما لذلك و جمعه أعلام، و قرئ: وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ و قال: وَ مِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ و فى أخرى:
وَ لَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ و الشق فى الشفة العليا علم و علم الثوب، و يقال فلان علم أي مشهور يشبه بعلم الجيش، و أعلمت كذا جعلت له علما، و معالم الطريق و الدين الواحد معلم، و فلان معلم للخير، و العلام الحناء
الموسوعة القرآنية، ج8، ص: 388
و هو منه، و العالم اسم للفلك و ما يحويه من الجواهر و الأغراض و هو فى الأصل اسم لم يعلم به كالطابع و الخاتم لما يطبع به و يختم به و جعل بناؤه على هذه الصيغة لكونه كالآلة و العالم آلة فى الدلالة على صانعه، و لهذا أحالنا تعالى عليه فى معرفة وحدانيته فقال: أَ وَ لَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ و أما جمعه فلأن من كل نوع من هذه قد يسمى عالما، فيقال عالم الإنسان و عالم الماء و عالم النار، و أيضا
قد روى: «إن للَّه بضعة عشر ألف عالم»
و أما جمعه جمع السلامة فلكون الناس فى جملتهم، و الإنسان إذا شارك غيره فى اللفظ غلب حكمه، و قيل إنما جمع هذا الجمع، لأنه عنى به أصناف الخلائق من الملائكة و الجن و الإنس دون غيرها. و قد روى هذا عن ابن عباس. و قال جعفر بن محمد: عنى به الناس و جعل كل واحد منهم عالما، و قال: العالم عالمان الكبير و هو الفلك بما فيه، و الصغير هو الإنسان، لأنه مخلوق على هيئة العالم و قد أوجد اللَّه تعالى فيه كل ما هو موجود فى العالم الكبير، قال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و قوله تعالى: وَ أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ قيل أراد عالمى زمانهم و قيل أراد فضلاء زمانهم الذين يجرى كل واحد منهم مجرى كل عالم لما أعطاهم و مكنهم منه و تسميتهم بذلك كتسمية إبراهيم عليه السلام بأمة فى قوله: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً و قوله: أَ وَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ .
(علن): العلانية ضد السر و أكثر ما يقال ذلك فى المعاني دون الأعيان، يقال علن كذا و أعلنته أنا، قال: أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَ أَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً أي سرا و علانية. قال: ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَ ما يُعْلِنُونَ و علوان الكتاب يصح أن يكون من علن اعتبارا بظهور المعنى الذي فيه لا بظهور ذاته.
(علا): العلو ضد السفل، و العلوي و السفلى المنسوب إليهما، و العلو الارتفاع و قد علا يعلو علوا و هو عال، و على يعلى فهو على، فعلا بالفتح فى الأمكنة و الأجسام أكثر. قال: عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ و قيل إن علا يقال فى المحمود و المذموم، و على لا يقال إلا فى المحمود، قال: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ - لَعالٍ فِي الْأَرْضِ وَ إِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ و قال تعالى: فَاسْتَكْبَرُوا وَ كانُوا قَوْماً عالِينَ و قال لإبليس: أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ - لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ - وَ لَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ - وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً - وَ اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا و العلى هو الرفيع القدر من على، و إذا وصف اللَّه تعالى به فى قوله: أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ - إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً فمعناه يعلو أن يحيط به
الموسوعة القرآنية، ج8، ص: 389
وصف الواصفين بل علم العارفين. و على ذلك يقال تعالى نحو: فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ و تخصيص لفظ التفاعل لمبالغة ذلك منه لا على سبيل التكلف كما يكون من البشر، و قال عز و جل: تَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً فقوله علوا ليس بمصدر تعالى. كما أن قوله نباتا فى قوله: أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً و تبتيلا فى قوله: وَ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا كذلك. و الأعلى الأشرف، قال: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى و الاستعلاء قد يكون طلب العلو المذموم، و قد يكون طلب العلاء أي الرفعة، و قوله: وَ قَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى يحتمل الأمرين جميعا. و أما قوله: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى فمعناه أعلى من أن يقاس به أو يعتبر بغيره و قوله: وَ السَّماواتِ الْعُلى فجمع تأنيث الأعلى و المعنى هى الأشرف و الأفضل بالإضافة إلى هذا العالم، كما قال: أَ أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها و قوله: لَفِي عِلِّيِّينَ فقد قيل هو اسم أشرف الجنان كما أن سجينا اسم شر النيران، و قيل بل ذلك فى الحقيقة اسم سكانها و هذا أقرب فى العربية، إذ كان هذا الجمع يختص بالناطقين، قال: و الواحد على نحو بطيخ. و معناه إن الأبرار فى جملة هؤلاء فيكون ذلك كقوله: فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ الآية و باعتبار العلو قيل للمكان المشرف و للشرف العلياء و العلية تصغير عالية فصار فى المتعارف اسما للغرفة، و تعالى النهار ارتفع، و عالية الرمح ما دون السنان جمعها عوال، و عالية المدينة، و منه قيل بعث إلى أهل العوالي، و نسب إلى العالية فقيل علوى. و العلاة السندان حديدا كان أو حجرا. و يقال العلية للغرفة و جمعها علالى و هى فعاليل، و العليان البعير الضخم، و علاوة الشيء أعلاه.
و لذلك قيل للرأس و العنق علاوة و لما يحمل فوق الأحمال علاوة. و قيل علاوة الرمح و سفالته، و المعلى أشرف القداح و هو السابع، و اعل عنى أي ارتفع، و تعالى قيل أصله أن يدعى الإنسان إلى مكان مرتفع ثم جعل للدعاء إلى كل مكان، قال بعضهم أصله من العلو و هو ارتفاع المنزلة فكأنه دعا إلى ما فيه رفعة كقولك افعل كذا غير صاغر تشريفا للمقول له. و على ذلك قال: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا - تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ - تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ - أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَ - تَعالَوْا أَتْلُ و تعلى ذهب صعدا. يقال عليته فتعلى و على حرف جر، و قد يوضع موضع الاسم فى قولهم غدت من عليه.
(عم): العم أخو الأب و العمة أخته، قال: أَوْ بُيُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ و رجل معم مخول و استعم عما و تعمه أي اتخذه عما و أصل
الموسوعة القرآنية، ج8، ص: 390
ذلك من العموم و هو الشمول و ذلك باعتبار الكثرة. و يقال عمهم كذا و عمهم بكذا عما و عموما و العامة سموا بذلك لكثرتهم و عمومهم فى البلد، و باعتبار الشمول سمى المشور العمامة فقيل تعمم نحو تقنع و تقمص و عممته، و كنى بذلك عن السيادة. و شاة معممة مبيضة الرأس كأن عليها عمامة نحو مقنعة و مخمرة، قال الشاعر:
يا عامر بن مالك يا عما
أفنيت عما و جبرت عما
أي يا عماه سلبت قوما و أعطيت قوما. و قوله: عَمَّ يَتَساءَلُونَ أي عن ما و ليس من هذا الباب.
(عمد): العمد قصد الشيء و الاستناد إليه، و العماد ما يعتمد قال:
إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ أي الذي كانوا يعتمدونه، يقال عمدت الشيء إذا أسندته، و عمدت الحائط مثله. و العمود خشب تعتمد عليه الخيمة و جمعه عمد و عمد، قال: فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ و قرئ: فِي عَمَدٍ و قال: بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها و كذلك ما يأخذه الإنسان بيده معتمدا عليه من حديد أو خشب.
و عمود الصبح ابتداء ضوئه تشبيها بالعمود فى الهيئة، و العمد و التعمد فى المتعارف خلاف السهو و هو المقصود بالنية، قال: وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً - وَ لكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ و قيل فلان رفيع العماد أي هو رفيع الاعتماد عليه، و العمدة كل ما يعتمد عليه من مال و غيره و جمعها عمد. و قرئ: فِي عَمَدٍ و العميد السيد الذي يعمده الناس، و القلب الذي يعمده الحزن، و السقيم الذي يعمده السقم، و قد عمد توجع من حزن أو غضب أو سقم، و عمد البعير توجع من عقر ظهره.
(عمر): العمارة نقيض الخراب، يقال عمر أرضه يعمرها عمارة، قال: وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ يقال عمرته فعمر فهو معمور قال:
وَ عَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها - وَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ و أعمرته الأرض و استعمرته إذا فوضت إليه العمارة، قال: وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فِيها و العمر و العمر اسم لمدة عمارة البدن بالحياة فهو دون البقاء فإذا قيل طال عمره فمعناه عمارة بدنه بروحه و إذا قيل بقاؤه فليس يقتضى ذلك فإن البقاء ضد الفناء، و لفضل البقاء على العمر وصف اللَّه به و قلما وصف بالعمر. و التعمير إعطاء العمر بالفعل أو بالقول على سبيل الدعاء قال: أَ وَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ - وَ ما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَ لا يُنْقَصُ
الموسوعة القرآنية، ج8، ص: 391
مِنْ عُمُرِهِ - وَ ما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ و قوله تعالى: وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ قال تعالى: طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ - وَ لَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ و العمر و العمر واحد لكن خص القسم بالعمر دون العمر نحو:
لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ و عمرك اللَّه أي سألت اللَّه عمرك و خص هاهنا لفظ عمر لما قصد به قصد القسم، و الاعتمار و العمرة الزيارة التي فيها عمارة الود، و جعل فى الشريعة للقصد المخصوص. و قوله: إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ إما من العمارة التي هى حفظ البناء أو من العمرة التي هى الزيارة. أو من قولهم: عمرت بمكان كذا أي أقمت به؛ لأنه يقال: عمرت المكان و عمرت بالمكان و العمارة أخص من القبيلة و هى اسم لجماعة بهم عمارة المكان، قال الشاعر:
لكل أناس من معد عمارة
و العمار ما يضعه الرئيس على رأسه عمارة لرئاسته و حفظا له ريحانا كان أو عمامة. و إذا سمى الريحان من دون ذلك عمارا فاستعارة منه و اعتبار به. و المعمر المسكن ما دام عامرا بسكانه. و العرمرمة صحب يدل على عمارة الموضع بأربابه.
و العمرى فى العطية أن تجعل له شيئا مدة عمرك أو عمره كالرقبى، و فى تخصيص لفظه تنبيه أن ذلك شىء معار. و العمر اللحم الذي يعمر به ما بين الأسنان، و جمعه عمور. و يقال للضبع أم عامر و للإفلاس أبو عمرة.
(عمق): مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ أي بعيد و أصل العمق البعد سفلا، يقال بئر عميق و معيق إذا كانت بعيدة القعر.