کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الوجيز فى تفسير القرآن العزيز

الجزء الثالث

سورة الأحزاب سورة سبأ سورة فاطر سورة يس سورة الصافات سورة ص سورة الزمر سورة المؤمن سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة«محمد» صلى الله عليه و آله و سلم و تسمى سورة القتال سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقون سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة كورت سورة الإنفطار سورة التطفيف سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة ا لم نشرح سورة التين سورة العلق سورة القدر سورة البينة سورة إذا زلزلت سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة تبت سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس

الفهارس

فهرس الفرق و المذاهب فهرس مصادر التحقيق فهرس الكتاب

الوجيز فى تفسير القرآن العزيز


صفحه قبل

الوجيز فى تفسير القرآن العزيز، ج‏2، ص: 45

سورة يونس‏

[10]- مائة و تسع آيات مكية إلّا فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍ‏ الثلاث، أو وَ مِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ‏ الآية.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

[1]- الر فتحها «ابن كثير» و «قالون» و «حفص»، «1» و أمالها الباقون‏ تِلْكَ‏ أي هذه الآيات المنزلة آياتُ الْكِتابِ‏ القرآن‏ الْحَكِيمِ‏ المحكم أو الجامع للحكم.

[2]- أَ كانَ‏ إنكار لِلنَّاسِ‏ أهل مكة حال‏ «2» من‏ عَجَباً خبر «كان»،

(1) في تفسير البيضاوي 3: 2 فخّمها «ابن كثير» و «نافع» برواية «قالون» و «حفص»، و قرأ «ورش» بين اللفظين، و امالها الباقون اجراء لألف الراء مجرى المنقلبة من الياء. و في روح المعاني 11: 53 بتفخيم الراء المفتوحة و هو الأصل، و امال ابو عمرو و بعض القراء اجراء لألف الراء مجرى الألف المنقلبة عن الياء، فإنهم يميلونها تنبيها على أصلها. و في الإمالة هنا دفع توهم ان «ر» حرف ل «ما» و «لا» فقد صرحوا ان الحروف يمتنع فيها الإمالة و قرأ «ورش» بين بين.

(2) الظاهر ان الصحيح: و اللام حال من «عجبا»- كما يظهر من عبارة الآلوسي في تفسيره روح المعاني 11: 54 و فيه و اللام متعلقة بمحذوف وقع حالا من «عجبا» ... و في تفسير مجمع البيان 3: 88، و اللام في قوله: «للناس» يتعلّق بمحذوف كان صفة لعجب، فلما تقدّم صار حالا. و في تفسير الجلالين 1: 171: اي اهل مكة، استفهام انكار.

الوجيز فى تفسير القرآن العزيز، ج‏2، ص: 46

و اسمها أَنْ أَوْحَيْنا أي ايحاؤنا إِلى‏ رَجُلٍ مِنْهُمْ‏ محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

قيل: قالوا: إنّ اللّه لم يجد رسولا يرسله إلى الناس إلّا يتيم أبي طالب.

و قيل تعجبوا من إرساله بشرا أَنْ‏ مفسرة أو مخففة أَنْذِرِ النَّاسَ‏ خوّفهم بالعذاب‏ وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَ‏ بأن‏ لَهُمْ قَدَمَ‏ سابقة صِدْقٍ‏ أي منزلة رفيعة بما قدموا، أو شفاعة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم‏ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا القرآن المتضمن ذلك‏ لَساحِرٌ مُبِينٌ‏ بيّن، و قرأ «الكوفيون» و «ابن كثير» «لساحر» «1» .

و الإشارة الى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

[3]- إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ‏ في قدرها و لم يخلقهن دفعة مع قدرته على ذلك لحكم، منها إثبات الإختيار، و تعليم خلقه التثبت. ثُمَّ اسْتَوى‏ عَلَى الْعَرْشِ‏ فسّر في «الأعراف» «2» . يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يقدره و ينفذه على مقتضى حكمته‏ ما مِنْ شَفِيعٍ‏ يشفع لأحد عنده‏ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ‏ ردّ لزعمهم أنّ أصنامهم تشفع لهم‏ ذلِكُمُ‏ الموصوف بهذه الصفات‏ اللَّهُ رَبُّكُمْ‏ لا إله و لا ربّ لكم غيره‏ فَاعْبُدُوهُ‏ وحده‏ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ‏ تتفكرون و تتعظون.

[4]- إِلَيْهِ‏ لا الى غيره‏ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً بعد الموت‏ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا مصدران قدر فعلهما إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ‏ يبتدئ به‏ «3» ثُمَّ يُعِيدُهُ‏ بعد إفنائه‏ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ بعدله، أو: عدلهم أي ايمانهم‏ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ‏ ماء في غاية الحرارة وَ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ‏ بسبب كفرهم أو بمقابلته.

و عدل عن أسلوب مقابله اشعارا بأن الغرض بالذات من الإبداء و الإعادة الإثابة،

(1) حجة القراآت: 327.

(2) في تفسير الآية (54) من سورة الأعراف.

(3) في «ب»: يبتدئه.

الوجيز فى تفسير القرآن العزيز، ج‏2، ص: 47

و التعذيب واقع بالعرض، و لشدة اعتنائه بالرحمة نسب الجزاء بها لنفسه بخلاف ضدها.

[5]- هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً ذات ضياء، مصدر أو جمع ضوء، و قرأ «قنبل» بهمزتين‏ «1» وَ الْقَمَرَ نُوراً ذا نور، و هو أعم من الضوء.

و قيل: الذاتي ضوء، و العرضي نور، فما في الشمس فمن ذاتها و ما في القمر فمكتسب منها وَ قَدَّرَهُ‏ أي كل واحد منهما من حيث السير مَنازِلَ‏ ثمانية و عشرين، أو الضمير للقمر، و خص بالذكر لظهور نزوله بها لِتَعْلَمُوا بذلك‏ عَدَدَ السِّنِينَ وَ الْحِسابَ‏ للأيام و الشهور لمنافع دينية و دنيوية ما خَلَقَ اللَّهُ ذلِكَ إِلَّا متلبسا بِالْحَقِ‏ لا باطلا- تعالى عنه- يُفَصِّلُ‏ نبيّن، و قرأ «ابن كثير» و «أبو عمرو» و «حفص» بالياء «2» الْآياتِ‏ الدلالات‏ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ‏ فيتدبرونها.

[6]- إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ بالتعاقب و الطول و القصر وَ ما خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ‏ من نيّرات و ملائكة و غيرها وَ الْأَرْضِ‏ من أجناس الكائنات‏ لَآياتٍ‏ لوجوده و وحدانيته و علمه و قدرته‏ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ‏ فيصدّقون بها.

[7]- إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ‏ لا يتوقعون‏ لِقاءَنا بالبعث‏ وَ رَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا من الآخرة، لإنكارهم لها وَ اطْمَأَنُّوا بِها سكنوا إليها وَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا غافِلُونَ‏ لا يتدبرونها.

[8]- أُولئِكَ مَأْواهُمُ النَّارُ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ‏ من الكفر و المعاصي.

[9]- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ‏ للجنة تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ خبر ثان أو حال من مفعول «يهدي» فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ‏ حال من «الأنهار» أو متعلق ب «تجري»:

(1) تفسير البيضاوي 3: 3.

(2) حجة القراآت: 328.

الوجيز فى تفسير القرآن العزيز، ج‏2، ص: 48

[10]- دَعْواهُمْ‏ دعاؤهم‏ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَ‏ نسبّحك تسبيحا يا اللّه‏ وَ تَحِيَّتُهُمْ‏ من الملائكة أو فيما بينهم‏ فِيها سَلامٌ وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ‏ مفسرة أو مخففة الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ أي يفتتحون كلامهم بالتسبيح و يختمونه بالتحميد.

[11]- وَ لَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ إذا دعوا على أنفسهم و أولادهم ضجرا اسْتِعْجالَهُمْ‏ أي كتعجيله لهم‏ بِالْخَيْرِ إذا استعجلوه‏ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ‏ و بناه «ابن عامر» للفاعل‏ «1» و نصب‏ أَجَلُهُمْ‏ أي لأهلكوا، و لكن يمهلهم‏ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لا يتوقعون البعث‏ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ‏ يتحيرون.

[12]- وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ الجهد و البلاء دَعانا لكشفه‏ لِجَنْبِهِ‏ أي مضطجعا أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً أي في جميع حالاته‏ فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ استمر على طريقته و كفره‏ كَأَنْ‏ مخففة و اسمها ضمير شأن مقدر، أي كأنّه‏ لَمْ يَدْعُنا إِلى‏ ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ‏ التزيين‏ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ‏ للمشركين عملهم.

[13]- وَ لَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ‏ أهل الأعصر مِنْ قَبْلِكُمْ‏ يا أهل مكة لَمَّا ظَلَمُوا أشركوا وَ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ‏ بالدلائل على صدقهم. حال من الواو بتقدير «قد» وَ ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا لو أبقوا أي: في علمه تعالى‏ كَذلِكَ‏ الجزاء أي:

إهلاكهم‏ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ‏ المشركين.

[14]- ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ‏ خلفاء فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ‏ بعد القرون التي أهلكناها لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ‏ خيرا أو شرا، فنجازيكم‏ «2» به.

[15]- وَ إِذا تُتْلى‏ عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ‏ واضحات، حال، قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا

(1) حجة القراآت: 328.

(2) في «ب»: ليجاوزكم.

الوجيز فى تفسير القرآن العزيز، ج‏2، ص: 49

لا يتضمن غيب آلهتنا أَوْ بَدِّلْهُ‏ فاجعل مكان آية تتضمن ذلك غيرها قُلْ ما يَكُونُ لِي‏ ما يجوز لي. و فتح «الحرميان» و «أبو عمرو» الياء «1» و كذا «ياء» إني أخاف» «2» أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ من قبل‏ نَفْسِي‏ و خص التبديل بالجواب لشموله الإتيان بقرآن آخر، و فتح «نافع» و «أبو عمرو» الياء «3» إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى‏ إِلَيَ‏ فليس لي التصرف فيه بوجه‏ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي‏ بتبديله‏ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ‏ هو يوم القيامة.

[16]- قُلْ لَوْ شاءَ اللَّهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَ لا أَدْراكُمْ‏ أعلمكم اللّه‏ بِهِ‏ على لساني و قرأ «قنبل» و لأدراكم باللام‏ «4» أي و لا علمكم به على لسان غيري‏ فَقَدْ لَبِثْتُ‏ مكثت‏ فِيكُمْ عُمُراً أربعين سنة مِنْ قَبْلِهِ‏ قبل القرآن لا آتيكم بشي‏ء أَ فَلا تَعْقِلُونَ‏ تتفكرون بعقولكم لتعلموا انه ليس من قبلي.

[17]- فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‏ عَلَى اللَّهِ كَذِباً فزعم ان له شريكا أو ولدا أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ‏ القرآن‏ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ‏ المشركون.

[18]- وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ‏ إن لم يعبدوه‏ وَ لا يَنْفَعُهُمْ‏ إن عبدوه، لأنّه جماد و هم الأصنام‏ وَ يَقُولُونَ هؤُلاءِ الأصنام‏ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ‏ في الدنيا أو في الآخرة إن بعثنا قُلْ أَ تُنَبِّئُونَ اللَّهَ‏ أ تخبرونه‏ بِما لا يَعْلَمُ‏ من ان له شريكا، أو هؤلاء شفعاء عنده، أي لو صح ذلك لعلمه‏ فِي السَّماواتِ وَ لا فِي الْأَرْضِ‏ حال من العائد المقدر سُبْحانَهُ‏ تنزيها له‏ وَ تَعالى‏ عَمَّا يُشْرِكُونَ‏ يشركونه معه. و قرأ «حمزة» و «الكسائي» بالتاء «5» .

[19]- وَ ما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً على الحق من عهد آدم الى نوح، أو

(1) النشر في القراآت العشر 2: 287- 288.

(2) الآتي في آخر هذه الآية و انظر المصدر السابق.

(3) النشر في القراآت العشر 2: 282.

(4) النشر في القراآت العشر 2: 282.

(5) حجة القراآت: 329.

الوجيز فى تفسير القرآن العزيز، ج‏2، ص: 50

على الكفر في فترة فَاخْتَلَفُوا تفرقوا الى مؤمن و كافر وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ‏ بتأخير الجزاء الى يوم الفصل: يوم القيامة لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ‏ في الدنيا فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ‏ بإهلاك الكفرة.

[20]- وَ يَقُولُونَ لَوْ لا هلّا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ‏ أي مما اقترحوه‏ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ‏ لا يعلمه إلّا هو، فلا ينزل إلّا ما يعلم أن فيه صلاحا فَانْتَظِرُوا نزولها أو العذاب‏ إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ‏ لهلاككم.

[21]- وَ إِذا أَذَقْنَا النَّاسَ‏ الكفار رَحْمَةً نعمة و خصبا «1» مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ‏ شدة و جدب‏ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا بتكذيبها و القدح فيها قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً مجازاة على المكر إِنَّ رُسُلَنا الحفظة يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ‏ و قرأ «يعقوب» بالياء «2» .

[22]- هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ‏ يمكنكم من السير. و قرأ «ابن عامر»: «ينشركم» من النشر «3» فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ‏ السفن‏ وَ جَرَيْنَ بِهِمْ‏ التفات الى الغيبة، كأنه خوطب غيرهم ليتعجب منهم‏ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ لينة وَ فَرِحُوا بِها جاءَتْها جواب «إذا» رِيحٌ عاصِفٌ‏ شديدة الهبوب‏ وَ جاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ‏ جهة وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ‏ فلا مخلص لهم من الهلاك‏ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ‏ بلا اشراك، بدل اشتمال من «ظنّوا» لَئِنْ‏ لام قسم‏ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ‏ الشدّة لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ‏ المؤمنين.

[23]- فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ‏ يظلمون‏ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ‏ بالشرك و الفساد يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ‏ ظلمكم كائن‏ عَلى‏ أَنْفُسِكُمْ‏ لأن وباله عليها

(1) الخصب: الخير.

(2) تفسير البيضاوي 3: 6 و تفسير القرطبي 8: 324.

(3) حجة القراآت: 329 و النشر في القراآت العشر 2: 282.

الوجيز فى تفسير القرآن العزيز، ج‏2، ص: 51

أو على بعضكم‏ مَتاعَ‏ خبر محذوف، أي هو منفعة الْحَياةِ الدُّنْيا الزائلة أو خبر «بغيكم» إن تعلق به الظرف، و نصبه «حفص» مصدرا، «1» أي تمتعون متاع‏ ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُكُمْ‏ في الآخرة فَنُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏ بالجزاء به.

[24]- إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا صفتها في سرعة زوالها بعد إقبالها كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ‏ بسببه‏ نَباتُ الْأَرْضِ‏ بعضه ببعض‏ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَ الْأَنْعامُ‏ من الحبوب و البقول و الكلأ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها بهجتها من أصناف النبات‏ وَ ازَّيَّنَتْ‏ بالأزهار. و أصله تزينت و أبدلت التاء «زاء» و أدغمت، وجي‏ء بهمزة وَ ظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها بتحصيل غلتها أَتاها أَمْرُنا حكمنا و عذابنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها أي زرعها حَصِيداً كالمحصود بآلة كَأَنْ‏ مخففة لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ‏ لم تكن من قبل‏ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ‏ ليعتبروا بها.

[25]- وَ اللَّهُ يَدْعُوا إِلى‏ دارِ السَّلامِ‏ السلامة أو دار اللّه أي الجنة وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ بلطفه‏ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ موصل إليها و هو الإيمان.

[26]- لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا المثوبة الْحُسْنى‏ وَ زِيادَةٌ أضعاف مضاعفة أو ترك حسابهم بنعيم الدنيا وَ لا يَرْهَقُ‏ يغشى‏ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ سواد وَ لا ذِلَّةٌ هوان‏ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ‏ .

[27]- وَ الَّذِينَ‏ عطف على «للذين أحسنوا» أي و للذين‏ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها أو مبتدأ بتقدير و «جزاء الذين» و خبره «جزاء سيئة بمثلها» أو «كأنما أغشيت» و ما بينهما اعتراض. «فجزاء سيئة» مبتدأ، و خبره «بمثلها» على زيادة «الباء» أو تقدير «واقع» وَ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ‏ من عذابه أو من جهته‏ مِنْ عاصِمٍ‏ مانع‏ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ‏ ألبست‏ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً جمع «قطعة» و سكّنه «ابن كثير»

صفحه بعد