کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الوجيز فى تفسير القرآن العزيز

الجزء الثالث

سورة الأحزاب سورة سبأ سورة فاطر سورة يس سورة الصافات سورة ص سورة الزمر سورة المؤمن سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة«محمد» صلى الله عليه و آله و سلم و تسمى سورة القتال سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقون سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة كورت سورة الإنفطار سورة التطفيف سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة ا لم نشرح سورة التين سورة العلق سورة القدر سورة البينة سورة إذا زلزلت سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة تبت سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس

الفهارس

فهرس الفرق و المذاهب فهرس مصادر التحقيق فهرس الكتاب

الوجيز فى تفسير القرآن العزيز


صفحه قبل

الوجيز فى تفسير القرآن العزيز، ج‏2، ص: 526

[31]- أَ لَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ‏ بفضله و رحمته‏ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ‏ الدالة على تفرّده بالإلهية و القدرة و الحكمة «1» إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ‏ دلالات‏ لِكُلِّ صَبَّارٍ على بلائه‏ شَكُورٍ لنعمائه.

[32]- وَ إِذا غَشِيَهُمْ‏ غطا الكفار مَوْجٌ كَالظُّلَلِ‏ هي ما يظلّ من جبل‏ «2» أو سحاب أو غيرهما دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ‏ الدعاء، لا يدعون سواه‏ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ متوسّط في الكفر، منزجر بعض الانزجار، أو ثابت على الطريق القصد و هو الإيمان‏ وَ ما يَجْحَدُ بِآياتِنا و منها الإنجاء من البحر إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ غدار شديد الغدر كَفُورٍ لنعم اللّه.

[33]- يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَ اخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ‏ لا يقضي عنه شيئا فيه‏ وَ لا مَوْلُودٌ مبتدأ و سوّغه النفي، و خبره، هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً .

و غيّر النّظم تأكيدا لعدم نفع المولود و حسما لأن يطمع في نفع مؤمن أباه الكافر إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ‏ بالبعث و الجزاء حَقٌ‏ لا خلف فيه‏ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَ لا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ الشيطان بأن يمنّيكم المغفرة، فيجرئكم على الذنوب.

[34]- إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ علم وقت قيامها وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ‏ «3» بوقته المعين له في علمه، و شدّده «نافع» و «عاصم» و ابن عامر» «4» وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ‏ أذكر أم أنثى، تام أم ناقص‏ وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً من خير أو شرّ و يعلمه اللّه‏ وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ‏ و يعلمه اللّه.

قيل: مرّ ملك الموت بسليمان فجعل يديم نظره الى رجل من جلسائه، فقال‏

(1) في «ب»: و الحكم.

(2) في «ب»: جبال.

(3) في المصحف الشريف بقراءة حفص: «ينزل»- كما سيشير اليه المؤلّف-.

(4) حجة القراآت: 567.

الوجيز فى تفسير القرآن العزيز، ج‏2، ص: 527

الرجل: من هذا؟ فقال: ملك الموت، قال كأنه يريدني، فمر الرّيح أن تحملني الى الهند ففعل، فقال الملك: كان نظري إليه تعجبا منه إذ أمرت أن أقبض روحه بالهند و هو عندك‏ «1» و جعل العلم للّه و الدراية للعبد لمحا «2» لمعنى الحيلة، فيفيد أنّه و أن اعمل حيلته لم يعرف ما يخصه من كسبه و عاقبته فضلا عن غيره‏ «3» إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ‏ بكل شي‏ء خَبِيرٌ بباطنه كظاهره.

و

عن أهل البيت عليهم السّلام: ان هذه الخمسة لا يعلمها إلّا اللّه تعالى‏ «4» .

(1) نقله البيضاوي في تفسيره 4: 33.

(2) اللمح: الإشارة.

(3) تفسير البيضاوي 4: 33 و تفسير الكشّاف 3: 505.

(4) تفسير مجمع البيان 4: 324.

الوجيز فى تفسير القرآن العزيز، ج‏2، ص: 529

سورة السجدة

[32]- ثلاثون أو تسع و عشرون آية مكية.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

[1]- الم‏ إن اسما للسورة فمبتدأ و خبره: [2]- تَنْزِيلُ الْكِتابِ‏ و إن كان تعديد حروف ف «تنزيل» خبر محذوف، أو مبتدأ خبره: لا رَيْبَ فِيهِ‏ و قوله‏ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ حال من الهاء، إذ لا عمل للمصدر فيما بعد خبره، أو هو الخبر و «لا ريب فيه» حال من «الكتاب» أو اعتراض و الهاء لمضمون الجملة، أي:

في تنزيله منه، و يعضده:

[3]- أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ‏ لأنّه إنكار لكونه منه و كذا: بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ‏ لأنّه تقرير له أشار ب «ا لم» إلى إعجازه، ثم أثبت أن تنزيله منه، و قرّر ذلك بنفي الرّيب عنه، ثمّ أضرب عن ذلك ب «أم» المنقطعة إلى انكار قولهم فيه بخلاف ذلك، ثمّ أضرب عنه إلى اثبات أنّه الحق المنزل منه‏ لِتُنْذِرَ علة ل «تنزيل» قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ‏ رسول بشريعة و لا ينفي وجود وصيّ فيهم حافظ لشرع رسول سابق ظاهر أو مستتر، لامتناع خلوّ الزمان من حجة لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ‏ بإنذارك.

الوجيز فى تفسير القرآن العزيز، ج‏2، ص: 530

[4]- اللَّهُ‏ مبتدأ، خبره: الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى‏ عَلَى الْعَرْشِ‏ فسّر في الأعراف‏ «1» و يجوز كونه صفة، و الخبر: ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ‏ إذا جاوزتم رضاه‏ مِنْ وَلِيٍ‏ ينصركم‏ وَ لا شَفِيعٍ‏ يشفع لكم‏ أَ فَلا تَتَذَكَّرُونَ‏ تتعظون بذلك.

[5]- يُدَبِّرُ الْأَمْرَ أمر الدنيا مدّة حياتها و أيامها، فينزله‏ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ‏ يرجع الأمر كلّه‏ إِلَيْهِ‏ بعد فنائها فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ‏ في الدنيا، و هو يوم القيامة.

و قيل: ينزل الوحي مع «جبرائيل» ثم يرجع إليه ما كان من قبوله أو ردّه مع «جبرائيل»، و ذلك في وقت هو كألف سنة، لأن مسافة نزوله و عروجه مسير ألف سنة إذ ما بين السماء و الأرض مسير خمسمائة سنة «2» .

و قيل: يقضي قضاء ألف سنة فينزل به الملك ثمّ يعرج بعد الألف لألف آخر «3» .

[6]- ذلِكَ‏ الخالق المدبّر عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ ما غاب عن الخلق و ما حضر الْعَزِيزُ المنيع في ملكه‏ الرَّحِيمُ‏ بعباده.

[7]- الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ أحكمه و أتقنه، أو علم كيف يخلقه من قولهم فلان يحسن كذا اي يعلمه‏ خَلَقَهُ‏ «4» بدل اشتمال من «كل شي‏ء»، و فتح «نافع» و «الكوفيّون» اللام على الوصف، «5» فالشي‏ء مخصوص بمتصل، و على الأول بمنفصل‏ وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ‏ آدم‏ مِنْ طِينٍ‏ .

(1) سورة الأعراف: 7/ 54.

(2) تفسير الكشّاف 3: 508.

(3) تفسير البيضاوي 4: 34.

(4) في المصحف الشريف بقراءة حفص: «خلقه».

(5) حجة القراآت: 568.

الوجيز فى تفسير القرآن العزيز، ج‏2، ص: 531

[8]- ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ‏ ما أنسل منه و انفصل أي ذرّيته‏ مِنْ سُلالَةٍ صفوة، انسلّت من الصّلب‏ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ‏ حقير أي النطفة، و هو بدل من «سلالة» أو صلتها فيراد بها العلقة.

[9]- ثُمَّ سَوَّاهُ‏ قومه و أتمّ تصويره‏ وَ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ‏ إضافة تشريف، و تفيد أنه خلق عجيب لا يعلم كنهه إلّا اللّه كآية وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ‏ «1» وَ جَعَلَ لَكُمُ‏ عدل إلى الخطاب تنبيها على جسامة «2» نعم الجوارح‏ السَّمْعَ‏ أي الإسماع‏ وَ الْأَبْصارَ وَ الْأَفْئِدَةَ القلوب‏ قَلِيلًا ما زائدة أي شكرا قليلا تَشْكُرُونَ‏ .

[10]- وَ قالُوا أَ إِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ‏ غبنا فيها بالدفن، أو بأن صرنا ترابا مخلوطا بترابها.

و عن «علي» عليه السّلام و «ابن عباس» كسر اللام‏ «3» و قرأ «ابن عامر» «إذا» خبرا «4» و ناصبها ما دلّ عليه‏ أَ إِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أي نبعث. و قرأ «نافع» و «الكسائي» «انّا» خبرا «5» بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ‏ بالبعث‏ كافِرُونَ‏ جاحدون.

[11]- قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ‏ يقبض‏ «6» أرواحكم لا يبقي منها شيئا أو منكم أحدا مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى‏ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ‏ للجزاء.

[12]- وَ لَوْ تَرى‏ إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ‏ خجلا و ندامة، قائلين: رَبَّنا أَبْصَرْنا صدق وعدك‏ وَ سَمِعْنا منك تصديق رسلك‏ فَارْجِعْنا الى الدنيا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ‏ الآن، فما ينفعهم ذلك.

(1) سورة الإسراء: 17/ 85.

(2) الجسامة: العظمة.

(3) تفسير الكشّاف 3: 509.

(4) تفسير البيضاوي 4: 34.

(5) تفسير البيضاوي 4: 34.

(6) في «ج»: بقبض.

الوجيز فى تفسير القرآن العزيز، ج‏2، ص: 532

و جواب «لو» [محذوف تقديره:]- «1» لرأيت أسوء حال. و المضي فيها و في «إذ» لتحقق الوقوع، و لا مفعول ل «ترى» إذ معناه لو رميت ببصرك أو مقدّر دلّ عليه صلة «إذ» و الخطاب له صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أو لكلّ أحد.

[13]- وَ لَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها بالإلجاء و القصر وَ لكِنْ‏ بنينا الأمر على الإختيار، فلذلك: حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي‏ و عيدي لمن اختاروا الضلال و هو:

لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ‏ باختيارهم نسيان العاقبة و ترك التفكّر فيها كما يفيده:

[14]- فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا بفعلكم ما أذهلكم عنه من الانهماك في المعاصي، أو بترككم التفكر فيه.

و هذا مفعول «ذوقوا» أو صفة «يومكم» و المفعول مقدّر أي العذاب‏ إِنَّا نَسِيناكُمْ‏ جازيناكم بنسيانكم، أو تركناكم من الرّحمة و في استئنافه و بناء الفعل على «إن» و اسمها مبالغة وَ ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏ من الكفر و المعاصي.

[15]- إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا وعظوا بِها خَرُّوا سُجَّداً خشية و تواضعا للّه‏ وَ سَبَّحُوا نزهوه عما لا يليق به، متلبّسين‏ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ‏ شكرا على نعمه‏ وَ هُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ‏ «2» عن عبادته.

[16]- تَتَجافى‏ ترتفع و تتنحى‏ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ‏ الفرش و مواضع الاضطجاع للتهجّد أي صلاة اللّيل‏ يَدْعُونَ‏ داعين‏ رَبَّهُمْ خَوْفاً من عذابه‏ وَ طَمَعاً في رحمته‏ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ‏ في سبيل الخير.

و قيل: نزلت في الّذين لا ينامون حتى يصلّون صلاة العتمة «3» .

(1) الزيادة من تفسير البيضاوي 4: 34.

(2) هذه الآية من الآيات التي تجب السجدة لقراءتها.

صفحه بعد