کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز-واحدی

الجزء الأول

مقدمة المحقق

دراسة عن الكتاب

مقدمة المؤلف سورة الفاتحة سورة البقرة سورة آل عمران‏[مدنية، و هي مائتا آية لا اختلاف في جملتها] سورة النساء[مدنية و هي مائة و سبعون و ست آيات في عدد أهل الكوفة، و سبع في عدد أهل الشام‏](1) سورة المائدة[مدنية، و هي مائة و عشرون آية] سورة الأنعام‏[مكية، و هي مائة و ستون و خمس آيات‏] سورة الاعراف‏[مكية، و هي مائتان و ست آيات‏] سورة الأنفال‏[مدنية سبعون و خمس آيات‏] سورة التوبة[مدنية و هي مائة و تسع و عشرون آية] سورة يونس‏[مكية و هي مائة و تسع آيات‏] سورة هود[و هي مائة و ثلاث و عشرون آية] سورة يوسف‏[مكية، و هي مائة و إحدى عشر آية] سورة الرعد[مكية و هي أربعون و ثلاث آيات‏] سورة ابراهيم‏[مكية و هم خمسون و آيتان‏] سورة الحجر[مكية و هي تسعون و تسع آيات بلا خلاف‏]

الجزء الثاني

تم الكتاب الفهرس

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز واحدی


صفحه قبل

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏1، ص: 43

دراسة عن الكتاب‏

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏1، ص: 45

كتاب الوجيز و منهج المؤلّف فيه‏

هذا الكتاب من أصول الكتب المؤلّفة في التفسير مع اختصاره، و قد ألّفه المصنّف استجابة لرغبات بعض طلّاب العلم في الحصول على تفسير كامل للقرآن الكريم موجز، و كان قد بدأ أوّلا بتأليف كتابه «البسيط في التفسير» ثمّ طال الأمر في ذلك، فصنّف هذا الكتاب تعجيلا للمنفعة حيث قال‏ «1» :

«كنت قد ابتدأت بإبداع كتاب في التفسير، لم أسبق إلى مثله، و طال عليّ الأمر في ذلك لشرائط تقلّدتها، و مواجب من حقّ النصيحة لكتاب اللّه تحمّلتها، ثمّ استعجلني قبل إتمامه، و التّقصي عمّا لزمني من عهدة أحكامه نفر متقاصرو الرّغبات، منخفضو الدّرجات، أولو البضائع المزجاة، إلى إيجاز كتاب في التفسير، يقرب على من تناوله، و يسهل على من تأمّله، من أوجز ما عمل في بابه، و أعظمه فائدة على متحفّظيه و أصحابه». فقد وصف المؤلّف كتابه وصفا يتلاءم مع الكتاب، و لم يبالغ فيه، و كتابه هذا من أفضل ما ألّف في تفسير القرآن باختصار، و جاء العلماء من بعده فجعلوه مصدرا أساسيا لمؤلفاتهم في التفسير، و معرفة هذا الكتاب و فهمه تعطي القدر الكافي لمن أراد الاكتفاء به في علم التفسير، فقد قال الغزالي‏ «2» : «ما من علم إلّا و له اقتصار، و اقتصاد، و استقصاء، و نحن نشير إليها في التفسير و الحديث و الفقه و الكلام؛ لنقيس بها غيرها.

فالاقتصار في التفسير ما يبلغ ضعف القرآن، أي: مثله في المقدار، كالوجيز

(1) الوجيز، ورقة 1/ أ.

(2) إحياء علوم الدين 1/ 40؛ و ترتيب العلوم ص 211.

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏1، ص: 46

للواحديّ، و الاقتصاد ثلاثة أضعاف القرآن، كالوسيط للواحديّ، و ما وراء ذلك استقصاء ...».

و قال القفطي‏ «1» : و صنّف الوجيز، و هو عجيب.

أمّا طريقة المؤلف التي سلكها في كتابه هذا فهي في الغالب أن يذكر في تفسير الآية قولا واحدا معتمدا لابن عباس، أو من هو في مثل درجته من الصحابة، أو تلامذته من التابعين، كما نصّ على بعض هذا في مقدمة كتابه، و فهم الباقي من دراسة الكتاب و تخريجه.

- و أحيانا يذكر في الآية قولين أو أكثر، خلافا لما اشترطه من ذكر قول واحد، و ذلك مثلا عند تفسير قوله تعالى: إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ‏ [هود: الآية 107].

و قوله تعالى: ثَلاثَةَ قُرُوءٍ [البقرة: الآية 228].

و قوله تعالى: وَ الْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ [آل عمران: الآية 14].

و قوله تعالى: بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ‏ [المائدة: الآية 1].

و قوله تعالى: وَ لَأُمَنِّيَنَّهُمْ‏ [النساء: الآية 119].

و أحيانا يرجّح بين الأقوال كما فعل عند تفسير: وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى‏ [السجدة: الآية 21]. ذكر أقوالا، و اختار الراجح. و غيرها من الأمثلة.

- و من منهجه أيضا في الكتاب أن يفسّر الكلمة الغريبة بأسهل منها.

- و اعتمد المؤلف على طريقة تفسير القرآن بالقرآن، و هذه أفضل طريقة للتفسير، و قد أكثر المؤلف من ذلك، و نذكر هاهنا بعض الأمثلة.

- قوله تعالى: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏ [الفاتحة: الآية 7]. قال: قيل:

هم الذين ذكرهم اللّه عزّ و جلّ في قوله تعالى: فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ‏ [النساء: الآية 69].

(1) إنباه الرواة 2/ 223.

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏1، ص: 47

- قوله تعالى: سَلامٌ عَلَيْكَ‏ [مريم: الآية 47]. قال: و هذا جواب الجاهل، كقوله: وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا: سَلاماً [الفرقان: الآية 63].

- قوله تعالى: وَ أَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَ ما هَدى‏ [طه: الآية 79]. قال: ردّ عليه حيث قال: وَ ما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ [غافر: الآية 29].

قوله تعالى: وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْ‏ءٍ حَيٍ‏ [الأنبياء: الآية 30]. قال:

يعني: إنّ جميع الحيوانات مخلوقة من الماء، كقوله تعالى: وَ اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ [النور: الآية 45].

قوله تعالى: وَ لَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا: هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ‏ [الأحزاب: الآية 22]. قال: و وعد اللّه تعالى إيّاهم في قوله: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ... [البقرة: الآية 214]، فعلموا بهذه الآية أنّهم يبتلون، فلمّا ابتلوا بالأحزاب علموا أنّ الجنّة و النصر قد وجبا لهم إن سلموا و صبروا.

- قوله تعالى: وَ لَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ* إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ* وَ إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ‏ [الصافات: الآية 171- 173]. قال: تقدّم الوعد بنصرتهم، و هو قوله: كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي‏ [المجادلة: الآية 21].

- قوله تعالى: بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى‏ صُحُفاً مُنَشَّرَةً [المدثر:

الآية 52]. قال: و ذلك أنّهم قالوا: إن سرّك أن نتبعك فأت كلّ واحد منّا بكتاب من ربّ العالمين، نؤمر فيه باتباعك، كما قالوا: لَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ‏ [الإسراء: الآية 93].

و هذا كثير، و قد اقتصرنا بهذه الأمثلة، و نذكر هاهنا أنّ الإمام أبا نصر الحداديّ عقد في كتابه القيّم «المدخل لعلم تفسير كتاب اللّه تعالى» بابا لهذا النّوع من التفسير، انظره بتحقيقنا ص 417.

- و يهتمّ المؤلف كثيرا ببيان الناسخ و المنسوخ في تفسيره، فلا يدع آية قيل فيها إنّها منسوخة إلّا و يذكرها، و هذا علم مهم جدا لمن يتعاطى التفسير.

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏1، ص: 48

- و من طريقته التي اتبعها أيضا تخريج تفسير الآيات القرآنية على قواعد أصول الفقه، حيث يعالج بدقّة أنواع الأمر في القرآن، فيذكر عند كلّ آية فيها أمر نوع هذا الأمر، و كذا يبيّن نوع الاستفهام في الآيات التي وردت فيها صيغة الاستفهام، كما يطبّق بعض القواعد الأصولية على الآيات، كقاعدة: المطلق يحمل على المقيد، و العام المراد به الخصوص، و نذكر أمثلة على ذلك:

- ففي قوله تعالى: أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ [البقرة: الآية 31]، يذكر نوع الأمر فيقول: و هذا أمر تعجيز، أراد اللّه تعالى أن يبيّن عجزهم عن علم ما يرون و يعاينون.

- و في قوله تعالى: قُلِ اسْتَهْزِؤُا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ‏ [التوبة: الآية 64]، يبيّن نوع الأمر فيقول: أمر وعيد.

- و في قوله تعالى: فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ‏ [الجمعة: الآية 10]، يقول: أمر إباحة.

- و في بيانه لأنواع الاستفهام نذكر:

- قوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ‏ [البقرة: الآية 210]، يقول:

«هل» استفهام معناه النفي، أي: ما ينتظر هؤلاء.

- و قوله تعالى: وَ قُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْأُمِّيِّينَ: أَ أَسْلَمْتُمْ‏ [آل عمران:

الآية 20]، يقول: استفهام معناه الأمر، أي: أسلموا.

- و قوله تعالى: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ [النساء: الآية 41]، يقول: و هذا استفهام و معناه التوبيخ.

- و يذكر بعض أنواع الخبر، فيقول رحمه اللّه:

في قوله تعالى: وَ الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَ يَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ عَشْراً [البقرة: الآية 234]: خبر في معنى الأمر: و مراده: ليتربصن.

و في قوله تعالى: وَ ما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللَّهِ‏ [البقرة: الآية 272]، يقول:

خبر، و المراد به الأمر.

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏1، ص: 49

- و في تطبيق بعض القواعد الأصولية يذكر عند قوله تعالى: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ [الأنعام: الآية 103] ما نصه: في الدّنيا؛ لأنّه وعد في القيامة الرّؤية بقوله:

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ* إِلى‏ رَبِّها ناظِرَةٌ [القيامة: الآيتان 22، 23]، و المطلق يحمل على المقيد.

يريد: إن الأبصار لا تدركه؛ مطلق، ثم قيّد بأنّ هذا في الدنيا، لأنّ الآية الأخرى نصّت على الرؤيا في الآخرة، و قيّدتها بها.

- و يذكر كذلك عند قوله تعالى: وَ لِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً [الرعد: الآية 15]، فيقول: يعني: الملائكة و المؤمنين، وَ كَرْهاً و هم من أكرهوا على السجود، فسجدوا للّه سبحانه من خوف السّيف، و اللفظ عامّ و المراد به الخصوص.

- و من منهج المؤلف في هذا التفسير أنّه يبدأ أوّلا بذكر سبب نزول الآية إن كان لها سبب، ثمّ ما ورد من أحاديث و آثار دون نسبتها في الغالب، و أحيانا يذكر بعض الأسباب التي وردت في نزول الآية لم يكن ذكرها في كتابه «أسباب النزول» كما فعل في تفسير سورة المنافقون [الآية 5]، و سورة الشورى [الآية 36].

- و يتعرّض قليلا لذكر الخلاف الفقهي في الآية، كما فعل عند قوله تعالى:

حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ‏ [البقرة: الآية 196]، حيث ذكر مذهب أهل العراق، و مذهب الشافعي.

- و يتعرّض في تفسيره لذكر مسائل في العربية و النحو ..

فيذكر عند قوله تعالى: يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ‏ [آل عمران: الآية 133]، فيقول: و الواو لا تقتضي الترتيب.

- و عند قوله تعالى: وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ‏ [آل عمران: الآية 81]. يعرب «ما» فيقول: «ما» ها هنا للشرط.

صفحه بعد