کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز-واحدی

الجزء الأول

مقدمة المحقق

دراسة عن الكتاب

مقدمة المؤلف سورة الفاتحة سورة البقرة سورة آل عمران‏[مدنية، و هي مائتا آية لا اختلاف في جملتها] سورة النساء[مدنية و هي مائة و سبعون و ست آيات في عدد أهل الكوفة، و سبع في عدد أهل الشام‏](1) سورة المائدة[مدنية، و هي مائة و عشرون آية] سورة الأنعام‏[مكية، و هي مائة و ستون و خمس آيات‏] سورة الاعراف‏[مكية، و هي مائتان و ست آيات‏] سورة الأنفال‏[مدنية سبعون و خمس آيات‏] سورة التوبة[مدنية و هي مائة و تسع و عشرون آية] سورة يونس‏[مكية و هي مائة و تسع آيات‏] سورة هود[و هي مائة و ثلاث و عشرون آية] سورة يوسف‏[مكية، و هي مائة و إحدى عشر آية] سورة الرعد[مكية و هي أربعون و ثلاث آيات‏] سورة ابراهيم‏[مكية و هم خمسون و آيتان‏] سورة الحجر[مكية و هي تسعون و تسع آيات بلا خلاف‏]

الجزء الثاني

تم الكتاب الفهرس

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز واحدی


صفحه قبل

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏1، ص: 86

تنخفض الهمم و تتراجع، حتى عاد و ابلها قطرة، و لم نشاهد ممّا كانت عليه ذرّة، ذلك قضاء اللّه مبرم، و وعد من الرّسول صلى اللّه عليه و سلم محكم، بانتزاع العلم و قبضه فيما أخبرناه الأستاذ أبو طاهر «1» محمّد بن محمّد بن محمش الزّياديّ [رضي اللّه عنه‏] «2» قراءة عليه في شهور سنة تسع و أربع مائة قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب الحافظ المعروف بابن الأخرم‏ «3» قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب‏ «4» قال: حدّثنا جعفر بن عون‏ «5» عن هشام ابن عروة «6» عن أبيه‏ «7» عن عبد اللّه بن عمرو أنّ النبيّ صلى اللّه عليه و سلم قال:

(1) تقدّمت ترجمته في: المقدمة ص 15.

(2) زيادة من عا و ظ، و في ظا: رحمه اللّه.

(3) الحافظ الكبير، سمع علي بن الحسن الهلالي، و إبراهيم بن عبد اللّه السعدي و محمد بن عبد الوهاب الفرّاء و خلائق بعدهم، روى عنه أبو عبد اللّه الحاكم، و أبو بكر بن إسحاق الصبغي و محمد بن إسحاق بن منده، و غيرهم. صنف مستخرجا على الصحيحين، و المسند الكبير.

توفي سنة 344 ه، و له كلام حسن في العلل و الرجال.

انظر ترجمته في: طبقات الحفاظ 3/ 864؛ و سير أعلام النبلاء 15/ 466؛ و شذرات الذهب 2/ 368.

(4) الحافظ أبو أحمد العبدي النيسابوري، سمع حفص بن عبد اللّه، و جعفر بن عون و الأصمعي و الواقدي، و أخذ الأدب عن الأصمعي و أبي عبيد، و الحديث عن ابن المديني و أحمد، و روى عنه النسائي و ابن خزيمة و البخاري، وثّقه مسلم وحدّث عنه في غير الصحيح. توفي سنة 272 ه.

انظر ترجمته في: طبقات الحفاظ 2/ 599؛ و تقريب التهذيب ص 494.

(5) جعفر بن عون المخزومي صدوق من التاسعة، سمع من هشام بن عروة و يحيى بن سعيد و الأعمش، و عنه: إسحاق بن راهويه و عبد بن حميد و أحمد بن الفرات. توفي سنة 207.

قال أحمد بن حنبل: رجل صالح ليس به بأس.

انظر ترجمته في: الجرح و التعديل 2/ 485؛ و سير أعلام النبلاء 9/ 439؛ و طبقات ابن سعد 6/ 369؛ و تقريب التهذيب ص 141.

(6) هشام بن عروة بن الزبير الحافظ الحجة، حدّث عن أبيه و عمه ابن الزبير، و عنه شعبة و مالك و السفيانان؛ كان ثقة ثبتا كثير الحديث، و ربما دلّس. مات سنة 165 ه.

انظر ترجمته في: طبقات الحفاظ 1/ 144؛ و تقريب التهذيب ص 573.

(7) عروة بن الزبير التابعي الجليل، عالم المدينة روى عن أبيه يسيرا، و عن زيد بن ثابت‏

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏1، ص: 87

إنّ اللّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من النّاس، و لكن يقبض العلم بقبض العلماء، كلّما ذهب عالم ذهب بما معه من العلم، حتى إذا لم يبق عالم اتّخذ النّاس رؤوسا جهّالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلّوا و أضلّوا.

صدق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم‏ «1» ، فقد قبضت الفحول، و هلكت الوعول، و انقرض زمان العلم، و خمدت جمرته، و هزمته كرّة الجهل، و علت دولته، و لم يبق إلّا صبابة «2» نتجرّعها، و أطمار نجتابها «3» و نتدرّعها، و عليها من حال‏ «4» ، فإني كنت قد ابتدأت بإبداع كتاب في التّفسير لم أسبق إلى مثله، و طال عليّ الأمر في ذلك لشرائط تقلّدتها، و مواجب من حقّ النّصيحة لكتاب اللّه تعالى تحمّلتها، ثمّ استعجلني قبل إتمامه، و التّقصّي عمّا لزمني من عهدة أحكامه نفر متقاصرو الرّغبات، منخفضو الدّرجات، أولو البضائع المزجاة، إلى إيجاز كتاب في التّفسير، يقرب على من تناوله، و يسهل على من تأمّله، من أوجز ما عمل في بابه، و أعظمه فائدة «5» على متحفّظيه و أصحابه.

و هذا كتاب أنا فيه نازل إلى درجة أهل زماننا، تعجيلا لمنفعتهم، و تحصيلا للمثوبة في إفادتهم ما تمنّوه طويلا، فلم يغن عنهم أحد فتيلا، و تارك ما سوى قول واحد معتمد لابن عبّاس رحمه اللّه، أو من هو في مثل درجته، كما يترجم عن اللّفظ العويص بأسهل منه، و هذا حين أفتتحه فأقول: [قوله تعالى من‏]:

- و أبي هريرة و عائشة، و عنه أبو الزناد و ابن المنكدر. ولد في أوائل خلافة عثمان، و مات سنة 194 ه. كان عالما بالسيرة حافظا ثبتا.

انظر: طبقات الحفاظ 1/ 62؛ و طبقات ابن سعد 5/ 178؛ تاريخ البخاري 7/ 31؛ سير أعلام النبلاء 4/ 421.

(1) الحديث أخرجه البخاري في العلم، باب كيف يقبض العلم. فتح الباري 1/ 194؛ و مسلم في العلم برقم 2673. و الرواية: حتى إذا لم يبق عالما.

(2) الصّبابة: البقية من الماء و اللبن. القاموس.

(3) الأطمار: جمع طمر، و هو الثّوب الخلق، أو الكساء البالي من غير الصوف.

و يقال: اجتاب القميص: لبسه- القاموس.

(4) في ظ: عليها و على الأحوال كلّها.

(5) في النسخ كلّها عدا الأصل: عائدة.

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏1، ص: 88

سورة الفاتحة

[و هي سبع آيات‏] «1» [سورة الفاتحة (1): الآيات 1 الى 4]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)

(1) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ؛ أي: ابدؤوا أو افتتحوا بتسمية اللّه تيمّنا و تبرّكا، و «اللّه»: اسم تفرّد الباري به سبحانه، يجري في وصفه مجرى أسماء الأعلام، لا يعرف له اشتقاق. و قيل: معناه: ذو العبادة التي بها يقصد. الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ : صفتان للّه تعالى معناهما: ذو الرّحمة، [أي: الرّحمة لازمة له‏] «2» ، و هي إرادة الخير، و لا فرق بينهما، مثل: ندمان و نديم.

(2) الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ هو الثّناء للّه، و الشّكر له بإنعامه. رَبِّ الْعالَمِينَ‏ : مالك المخلوقات كلّها.

(4) مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ [مأخوذ من الملك، و الملك مأخوذ من الملك، أي‏] «3» : قاضي يوم الجزاء و الحساب؛ لأنّه متفرّد «3» في ذلك اليوم بالحكم.

(1) ما بين [] زيادة من عا و ظ.

(2) ما بين [] زيادة من الأصل و ليست هي في سائر المخطوطات.

(3) ما بين [] زيادة من المطبوعة، و انظر: الحجة للفارسي 1/ 12. و في عا و ظا: ينفرد.

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏1، ص: 89

[سورة الفاتحة (1): الآيات 5 الى 7]

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لا الضَّالِّينَ (7)

(5) إِيَّاكَ نَعْبُدُ أي: نخصّك و نقصدك بالعبادة، و هي الطّاعة مع الخضوع. وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ : و منك نطلب المعونة.

(6) اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ ، أي: دلّنا عليه، و اسلك بنا فيه، و ثبّتنا عليه.

(7) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏ بالهداية، و هم قوم موسى و عيسى عليهما السّلام قبل أن يغيّروا نعم اللّه عزّ و جلّ. و قيل: هم الذين ذكرهم اللّه عزّ و جلّ في قوله تعالى: فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ... «1» الآية. غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ ، أي: غير الذين غضبت عليهم، و هم اليهود، و معنى الغضب من اللّه تعالى: إرادة العقوبة. وَ لَا الضَّالِّينَ‏ ، أي: و لا الذين ضلّوا، و هم النّصارى، فكأنّ المسلمين سألوا اللّه تعالى أن يهديهم طريق الذين أنعم عليهم و لم يغضب عليهم، كما غضب على اليهود، و لم يضلّوا عن الحقّ كما ضلّت النّصارى.

(1) و تمامها: مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً [النساء: الآية 69].

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏1، ص: 90

سورة البقرة

[مائتان و ثمانون و سبع آيات‏] «1» [سورة البقرة (2): الآيات 1 الى 2]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

الم (1) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ،

(1) الم‏ أنا اللّه أعلم‏ «2» .

(2) ذلِكَ الْكِتابُ‏ أي: هذا الكتاب، يعني: القرآن. لا رَيْبَ فِيهِ‏ أي: لا شكّ فيه، [أي‏]: إنّه صدق و حقّ. [و قيل: لفظه لفظ خبر، و يراد به النهي عن الارتياب. قال: فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ‏ و لا ريب فيه أنّه‏] «3» هُدىً‏ : بيان و دلالة لِلْمُتَّقِينَ‏ : للمؤمنين الذي يتّقون الشّرك. [في تخصيصه كتابه بالهدى للمتقين دلالة على أنّه ليس بهدى لغيرهم، و قد قال: وَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ ... الآية] «4» .

(3) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ‏ : يصدّقون‏ بِالْغَيْبِ‏ : بما غاب عنهم من الجنّة و النّار و البعث.

(1) زيادة من ظ و عا، و هذا عدّها على العدّ البصري، و هي في المصحف 286 آية.

(2) و هذا قول ابن عباس أخرجه عنه ابن أبي حاتم في تفسيره 1/ 27؛ و ابن جرير 1/ 88؛ و في سنده عطاء بن السائب، و شريك، و قد اختلطا و ساء حفظهما.

(3) زيادة من المطبوعة.

(4) زيادة من المطبوعة.

و الآية: وَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ رقمها 44، من سورة فصلت.

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏1، ص: 91

[سورة البقرة (2): الآيات 3 الى 7]

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولئِكَ عَلى‏ هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ وَ عَلى‏ سَمْعِهِمْ وَ عَلى‏ أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (7)

وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ : يديمونها و يحافظون عليها، وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ‏ : أعطيناهم ممّا ينتفعون به. يُنْفِقُونَ‏ : يخرجونه في طاعة اللّه تعالى.

(4) وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ‏ نزلت في [مؤمني‏] أهل الكتاب يؤمنون بالقرآن، وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ‏ يعني: التّوراة، وَ بِالْآخِرَةِ يعني: و بالدّار الآخرة هُمْ يُوقِنُونَ‏ : يعلمونها علما باستدلال.

(5) أُولئِكَ‏ يعني: الموصوفين بهذه الصّفات. عَلى‏ هُدىً‏ : بيان و بصيرة مِنْ رَبِّهِمْ‏ أي: من عند ربّهم، وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‏ : الباقون في النّعيم المقيم.

(6) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا : ستروا ما أنعم اللّه عزّ و جلّ به عليهم من الهدى و الآيات فجحدوها، و تركوا توحيد اللّه تعالى‏ سَواءٌ عَلَيْهِمْ‏ : معتدل و متساو عندهم‏ أَ أَنْذَرْتَهُمْ‏ : أعلمتهم و خوّفتهم [ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ‏ ] أم تركت ذلك‏ لا يُؤْمِنُونَ‏ نزلت في أبي جهل و خمسة من أهل بيته‏ «1» ، ثمّ ذكر سبب تركهم الإيمان، فقال:

(7) خَتَمَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ‏ [أي: طبع اللّه على قلوبهم‏] «2» و استوثق منها حتى لا يدخلها الإيمان، وَ عَلى‏ سَمْعِهِمْ‏ : [أي: مسامعهم حتى لا ينتفعوا بما يسمعون، وَ عَلى‏ أَبْصارِهِمْ‏ :] على أعينهم‏ غِشاوَةٌ غطاء فلا يبصرون الحقّ، وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ‏ متواصل لا تتخلّله فرجة.

(1) و هذا قول الضحاك. أسباب النزول ص 57.

(2) زيادة من المطبوعة.

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏1، ص: 92

[سورة البقرة (2): الآيات 8 الى 12]

وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ ما يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَ ما يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12)

(8) وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ... الآية. نزلت في المنافقين حين أظهروا كلمة الإيمان، و أسرّوا الكفر، فنفى اللّه سبحانه عنهم الإيمان بقوله:

وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ‏ فدلّ أنّ حقيقة الإيمان ليس الإقرار فقط.

(9) يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أي: يعملون عمل المخادع بإظهار غير ما هم عليه؛ ليدفعوا عنهم أحكام الكفر، وَ ما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ‏ لأنّ و بال خداعهم عاد عليهم بإطلاع اللّه تعالى نبيّه [عليه السّلام و المؤمنين‏] على أسرارهم و افتضاحهم، وَ ما يَشْعُرُونَ‏ : و ما يعلمون ذلك.

(10) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ‏ شكّ و نفاق، فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً أي: بما أنزل من القرآن فشكّوا فيه كما شكّوا في الذي قبله، وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ‏ : مؤلم‏ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ‏ بتكذيبهم آيات اللّه عزّ و جلّ و نبيّه صلى اللّه عليه و سلم. [و من قرأ: «يكذّبون» «1» فمعناه:

بكذبهم في ادّعائهم الإيمان‏] «2» .

(11) وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ‏ [لهؤلاء] المنافقين: لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ‏ بالكفر و تعويق النّاس عن الإيمان‏ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ‏ أي: الذي نحن عليه هو صلاح عند أنفسنا، فردّ اللّه تعالى عليهم ذلك، فقال:

(12) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لكِنْ لا يَشْعُرُونَ‏ : لا يعلمون أنّهم مفسدون.

(1) قرأ: «يكذّبون» بتشديد الذال، و ضم الياء نافع، و ابن كثير، و ابن عامر، و أبو عمرو، و أبو جعفر. الإتحاف ص 129.

صفحه بعد