کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز-واحدی

الجزء الأول

مقدمة المحقق

دراسة عن الكتاب

مقدمة المؤلف سورة الفاتحة سورة البقرة سورة آل عمران‏[مدنية، و هي مائتا آية لا اختلاف في جملتها] سورة النساء[مدنية و هي مائة و سبعون و ست آيات في عدد أهل الكوفة، و سبع في عدد أهل الشام‏](1) سورة المائدة[مدنية، و هي مائة و عشرون آية] سورة الأنعام‏[مكية، و هي مائة و ستون و خمس آيات‏] سورة الاعراف‏[مكية، و هي مائتان و ست آيات‏] سورة الأنفال‏[مدنية سبعون و خمس آيات‏] سورة التوبة[مدنية و هي مائة و تسع و عشرون آية] سورة يونس‏[مكية و هي مائة و تسع آيات‏] سورة هود[و هي مائة و ثلاث و عشرون آية] سورة يوسف‏[مكية، و هي مائة و إحدى عشر آية] سورة الرعد[مكية و هي أربعون و ثلاث آيات‏] سورة ابراهيم‏[مكية و هم خمسون و آيتان‏] سورة الحجر[مكية و هي تسعون و تسع آيات بلا خلاف‏]

الجزء الثاني

تم الكتاب الفهرس

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز واحدی


صفحه قبل

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏2، ص: 835

[سورة العنكبوت (29): الآيات 50 الى 60]

وَ قالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَ إِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَ وَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى‏ عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَ ذِكْرى‏ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفى‏ بِاللَّهِ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَ كَفَرُوا بِاللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (52) وَ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَ لَوْ لا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ وَ لَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ (53) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ (54)

يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَ يَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55) يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ (57) وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَ عَلى‏ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59)

وَ كَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَ إِيَّاكُمْ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60)

(50) وَ قالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ‏ كما أنزل على من قبله من الأنبياء قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ‏ إذا شاء أرسلها، و ليست بيدي.

(51) قُلْ كَفى‏ بِاللَّهِ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ شَهِيداً يشهد على صدقي و على تكذيبكم. و قوله:

(55) وَ يَقُولُ: ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏ أي: جزاءه من العذاب.

(56) يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ نزلت في حثّ من كانوا بمكّة لا يقدرون على إظهار دينهم على الهجرة.

(57) كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ‏ أينما كانت، فلا تقيموا بدار الشّرك. و قوله:

(58) لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً أي: و لننزلنّهم منها قصورا.

(60) وَ كَأَيِّنْ‏ و كم‏ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا فتخبئه لغد اللَّهُ يَرْزُقُها يوما بيوم‏ وَ إِيَّاكُمْ‏ و ذلك أنّ الذين كانوا بمكّة من المؤمنين إذا قيل لهم اخرجوا إلى‏

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏2، ص: 836

[سورة العنكبوت (29): الآيات 61 الى 67]

وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61) اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ يَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ (62) وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (63) وَ ما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ لَهْوٌ وَ لَعِبٌ وَ إِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (64) فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)

لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَ لِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66) أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَ يُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَ فَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَ بِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67)

المدينة قالوا: فمن يطعمنا بها، و لا مال لنا هناك، فأنزل اللّه تعالى: اللَّهُ يَرْزُقُها وَ إِيَّاكُمْ.

(63) وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ على إنزاله الماء لإحياء الأرض‏ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ‏ العقل الذي يعرفون به الحقّ من الباطل.

(64) وَ ما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَهْوٌ وَ لَعِبٌ‏ لنفادها عن قريب‏ وَ إِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ‏ الحياة الدّائمة لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ‏ أنّها كذلك، و لكنّهم لا يعلمون.

(65) فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ‏ و خافوا الغرق‏ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ.

(66) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ‏ أي: ليجحدوا بما أنعمنا عليهم من إنجائهم، و الظّاهر أنّ هذا لام الأمر، أمر التّهديد، و يدلّ عليه قوله تعالى: وَ لِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ‏ .

(67) أَ وَ لَمْ يَرَوْا يعني: أهل مكّة أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً ذا أمن لا يغار على أهله‏ وَ يُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ‏ بالقتل و النّهب و السّبي‏ أَ فَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ‏ يعني: الأصنام‏ وَ بِنِعْمَةِ اللَّهِ‏ يعني: محمدا صلّى اللّه عليه و سلم و القرآن‏ يَكْفُرُونَ‏ .

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏2، ص: 837

[سورة العنكبوت (29): الآيات 68 الى 69]

وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‏ عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (68) وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)

(69) وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا أعداء الدّين و الكفّار لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا سبل الشّهادة و المغفرة. و قيل: من اجتهد في عمل للّه زاده اللّه تعالى هدى على هدايته‏ وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ‏ بنصره إيّاهم.

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏2، ص: 838

سورة الرّوم‏

[مكية، ستون آية] «1»

[سورة الروم (30): الآيات 1 الى 3]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

(1) الم‏ .

(2) غُلِبَتِ الرُّومُ‏ غلبتها فارس‏ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ‏ أدنى أرض الشّام من أرض العرب و فارس، و هي أذرعات و عسكر. وَ هُمْ‏ و الرّوم‏ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ‏ غلبة فارس إيّاهم‏ سَيَغْلِبُونَ‏ فارس،

(4) فِي بِضْعِ سِنِينَ‏ البضع: ما بين الثّلاث إلى التّسع. لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ‏ من قبل أن تغلب الرّوم‏ وَ مِنْ بَعْدُ ما غلبت. وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ‏ يوم تغلب الرّوم فارس يفرح المؤمنون‏ بِنَصْرِ اللَّهِ‏ الرّوم؛ لأنّهم أهل كتاب، فهم أقرب إلى المؤمنين، و فارس مجوس فكانوا أقرب إلى المشركين، فالمؤمنون يفرحون بنصر اللّه الرّوم على فارس، و المشركون يحزنون لذلك‏ «2» .

(1) زيادة من ظا.

(2) عن أبي سعيد الخدريّ قال: لما كان يوم بدر ظهرت الرّوم على فارس، فأعجب ذلك المؤمنين، فنزلت‏ الم* غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ، وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ، لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ، وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ‏ ففرح المؤمنون بظهور الروم على فارس. أخرجه الترمذي في التفسير برقم 3190؛ و فيه عطية العوفي، و هو صدوق يخطى‏ء كثيرا.

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏2، ص: 839

[سورة الروم (30): الآيات 4 الى 12]

فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ (7) أَ وَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَ أَجَلٍ مُسَمًّى وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ (8)

أَ وَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَ أَثارُوا الْأَرْضَ وَ عَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها وَ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى‏ أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَ كانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ (10) اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12)

(6) وَعْدَ اللَّهِ‏ وعد ذلك وعدا وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ‏ يعني: مشركي مكّة لا يَعْلَمُونَ‏ ذلك، ثمّ بيّن مقدار ما يعلمون فقال:

(7) يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا يعني: أمر معاشهم، و ذلك أنّهم كانوا أهل تجارة و تكسّب بها.

(8) أَ وَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ‏ فيعلموا ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِ‏ أي: للحقّ، و هو الدّلالة على توحيده و قدرته‏ وَ أَجَلٍ مُسَمًّى‏ و وقت معلوم تفنى عنده. يعني: يوم القيامة. و قوله:

(9) وَ أَثارُوا الْأَرْضَ‏ أي: قلبوها للزّراعة وَ عَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها يعني: إنّ الذين أهلكوا من الأمم الخالية كانوا أكثر حرثا و عمارة من أهل مكّة.

(10) ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا أشركوا السُّواى‏ النّار أَنْ كَذَّبُوا بأن كذّبوا.

و قوله:

(12) يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ‏ أي: يسكتون لانقطاع حجّتهم، و ليأسهم من الرّحمة.

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏2، ص: 840

[سورة الروم (30): الآيات 13 الى 22]

وَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ وَ كانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ (13) وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15) وَ أَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَ لِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (16) فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ (17)

وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ (19) وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَ مِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ (22)

(13) وَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ‏ أوثانهم التي عبدوها رجاء الشّفاعة شُفَعاءُ وَ كانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ‏ قالوا: ما عبدتمونا. و قوله:

(14) يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ‏ يعني: المؤمنين و الكافرين، ثمّ بيّن كيف ذلك التّفرّق فقال:

(15) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ‏ أي: يسمعون في الجنّة.

(17) فَسُبْحانَ اللَّهِ‏ فصلّوا للّه سبحانه‏ حِينَ تُمْسُونَ‏ يعني: صلاة المغرب و العشاء الآخرة وَ حِينَ تُصْبِحُونَ‏ صلاة الفجر «و عشيا» يعني: صلاة العصر وَ حِينَ تُظْهِرُونَ‏ يعني: صلاة الظّهر.

(20) وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ‏ يعني: أباكم آدم‏ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ‏ يعني: ذريته.

(21) وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ‏ من جنسكم‏ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً يعني: الألفة بين الزّوجين.

(22) وَ مِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوانِكُمْ‏ و أنتم بنو رجل واحد، و امرأة واحدة.

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج‏2، ص: 841

[سورة الروم (30): الآيات 23 الى 27]

وَ مِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ ابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَ مِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) وَ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ (26) وَ هُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى‏ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)

(23) وَ مِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ ابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ‏ أي: اللّيل لتناموا فيه، و النّهار لتبتغوا فيه من فضله.

(24) وَ مِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً للمسافر وَ طَمَعاً للحاضر. و قوله:

(25) ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ‏ ثم إذا دعاكم دعوة، إذا أنتم تخرجون من الأرض، هكذا تقدير الآية على التّقديم و التأخير. و قوله:

(26) كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ‏ أي: مطيعون، لا طاعة العبادة و لكن طاعة الإرادة، خلقهم على ما أراد فكانوا على ما أراد، لا يقدر أحد أن يتغيّر عمّا خلق عليه. و قوله:

(27) وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ‏ أي: هيّن عليه. و قيل: هو أهون عليه عندكم و فيما بينكم؛ لأنّ الإعادة عندنا أيسر من الابتداء وَ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى‏ الصّفة العليا، و هو أنّه لا إله إلّا هو و لا ربّ غيره.

صفحه بعد