کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز

مقدمة هذا الكتاب روايات منتشرة فى المتن فى فضل القرآن و قد جمعناها هاهنا سورة الفاتحة مكية و آياتها سبع سورة آل عمران مدنية و آياتها مائتان سورة النساء مدنية عدد آياتها مائة و ست و سبعون آية سورة المائدة مدنية عدد آياتها مائة و عشرون آية سورة الأنعام مكية عدد آياتها مائة و خمس و ستون آية سورة الأنفال مدنية عدد آياتها خمس و سبعون آية سورة يونس و عدد آيها مائة و تسع آيات سورة هود مكية عدد آيها مائة و ثلاث و عشرون آية سورة يوسف مكية عدد آيها مائة و إحدى عشرة آية سورة الحجر مكية عدد آياتها تسع و تسعون آية سورة الكهف مكية عدد آياتها مائة و عشر آيات سورة مريم مكية عدد آياتها ثمان و تسعون آية سورة طه مكية و عدد آياتها مائة و خمس و ثلاثون آية سورة الأنبياء مكية و عدد آياتها مائة و اثنتا عشرة آية سورة المؤمنون مكية و عدد آياتها مائة و ثماني عشرة آية سورة الفرقان مكية و عدد آياتها سبع و سبعون آية سورة النمل مكية و عدد آياتها ثلاث و تسعون آية سورة العنكبوت مكية و عدد آياتها تسع و ستون آية النزول سورة الروم مكية و عدد آياتها ستون آية سورة لقمان مكية و عدد آياتها أربع و ثلاثون آية سورة السجدة مكية و عدد آياتها ثلاث و عشرون آية سورة الأحزاب مدنية و عدد آياتها ثلاث و سبعون آية النزول سورة سبأ مكية و عدد آياتها أربع و خمسون آية سورة فاطر و تسمى أيضا سورة الملائكة مكية و عدد آياتها خمس و أربعون آية سورة يس مكية و عدد آياتها ثلاث و ثمانون آية سورة الصافات مكية و عدد آياتها مائة و اثنتان و ثمانون آية سورة ص مكية و عدد آياتها ثمان و ثمانون آية سورة غافر مكية و عدد آياتها خمس و ثمانون آية سورة فصلت مكية و آياتها أربع و خمسون سورة الشورى عدد آياتها ثلاث و خمسون آية سورة الزخرف مكية عدد آياتها تسع و ثمانون سورة الدخان مكية عدد آياتها تسع و خمسون آية سورة الجاثية مكية و عدد آياتها سبع و ثلاثون آية سورة محمد(ص) مدنية و آياتها ثمان و ثلاثون سورة الحجرات مدنية و آياتها ثماني عشرة آية سورة ق مكية و آياتها خمس و أربعون آية سورة الذاريات مكية و آياتها ستون آية سورة الطور مكية و آيها تسع و أربعون آية سورة النجم مكية و آيها اثنتان و ستون آية سورة القمر مكية و عدد آياتها خمس و خمسون آية سورة الرحمن مدنية و آياتها ثمان و سبعون آية سورة الواقعة مكية و آياتها ست و تسعون آية سورة الحديد مدنية و آياتها تسع و عشرون آية سورة الحشر مدنية و آيها أربع و عشرون آية النزول سورة الممتحنة مدنية و آيها ثلاث عشرة آية 1 - النزول سورة الصف مدنية و آيها أربع عشرة آية النزول سورة الجمعة مدنية و آيها احدى عشرة آية سورة المنافقون مدنية و آيها إحدى عشرة آية سورة التغابن مدنية و عدد آيها ثمان عشرة آية سورة التحريم مدنية و عدد آيها اثنتا عشرة آية سورة الملك مكية و أيها ثلاثون آية سورة القلم مكية و آياتها اثنتان و خمسون آية سورة الحاقة مكية و آياتها اثنتان و خمسون آية سورة المعارج مكية و آياتها أربع و أربعون آية سورة نوح مكية و آياتها ثمان و عشرون آية سورة الجن مكية و آياتها ثمان و عشرون آية سورة المزمل مكية و آياتها عشرون آية سورة المدثر مكية و آياتها ست و خمسون آية سورة القيامة مكية و آياتها أربعون آية سورة الانسان مدنية و آياتها إحدى و ثلاثون آية النزول سورة المرسلات مكية و عدد آياتها خمسون آية سورة النبأ مكية و آياتها أربعون آية سورة النازعات مكية و آياتها ست و أربعون آية سورة عبس مكية و آياتها اثنتان و أربعون آية النزول سورة التكوير مكية و آياتها تسع و عشرون آية سورة الانفطار مكية و آياتها تسع عشرة آية سورة المطففين مكية و آياتها ست و ثلاثون آية النزول سورة الانشقاق مكية آياتها خمس و عشرون آية سورة البروج مكية آياتها اثنتان و عشرون آية سورة الطارق مكية و آياتها سبع عشرة آية سورة الأعلى مكية و آياتها تسع عشرة آية سورة الغاشية مكية و آياتها ست و عشرون آية سورة الفجر مكية و آياتها ثلاثون آية سورة البلد مكية و آياتها عشرون آية سورة الشمس مكية و آياتها خمس عشرة آية سورة الليل مكية و آياتها إحدى و عشرون آية سورة الضحى مكية و آياتها احدى عشرة آية النزول سورة الانشراح مكية و آياتها ثمان آيات سورة التين مكية و آياتها ثمان آيات سورة العلق مكية و آياتها تسع عشرة آية سورة القدر مكية و آياتها خمس آيات سورة البينة مدنية و آياتها ثمان آيات سورة إذا زلزلت مدنية و آياتها ثمان آيات سورة العاديات مدنية و آياتها إحدى عشرة آية سورة القارعة مكية و آياتها إحدى عشرة آية سورة التكاثر مكية و آياتها ثمان آيات سورة العصر مكية و آياتها ثلاث آيات سورة الهمزة مكية و آياتها تسع آيات سورة الفيل مكية و آياتها خمس آيات سورة الايلاف مكية و آياتها أربع آيات سورة الماعون مكية آياتها سبع آيات سورة الكوثر مكية و آياتها ثلاث سورة قل يا أيها الكافرون مكية و آياتها ست آيات سورة النصر مدنية و آياتها ثلاث آيات سورة المسد مكية و آياتها خمس آيات سورة الاخلاص مكية و آياتها أربع آيات سورة الفلق مدنية و آياتها خمس آيات سورة الناس مدنية و آياتها ست آيات دعاء الامام علي بن الحسين عليه السلام عند ختم القرآن

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز


صفحه قبل

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ص: 1

مقدمة هذا الكتاب‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

القرآن الكريم معجزة الرسول الأعظم صلى اللّه عليه و آله و سلّم الخالدة، و الحجّة القائمة على البشرية جمعاء، و هو منذ ألف و أربعمائة سنة يتحدّى العالم على أن يأتوا بمثله‏ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ‏ «1» ثم تنزّل معهم بأن يأتوا بعشر سور فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ‏ «2» فعجزوا عن ذلك فطلب منهم أن يأتوا بسورة واحدة وَ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى‏ عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَ ادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ لَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ‏ «3» و هو لا يزال يتحدّاهم‏ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى‏ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً «4» .

و قد أمرنا الرسول الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و الأئمة من أهل بيته عليهم السلام بقراءة القرآن الكريم، و حثّوا الأمّة على التزود منه،

فمن حديث له صلّى اللّه عليه و آله: فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن، فإنه شافع مشفّع‏ «5» و ما حل مصدّق‏ «6» و من جعله أمامه قاده إلى الجنة، و من جعله خلفه ساقه إلى النار؛ و هو الدليل يدل على خير سبيل، و هو كتاب فيه تفصيل و بيان و تحصيل، و هو الفصل ليس بالهزل، و له ظهر و بطن، فظاهره حكم، و باطنه علم، ظاهره أنيق‏ «7» و باطنه عميق، له نجوم و على نجومه نجوم‏ «8» لا تحصى عجائبه، و لا تبلى غرائبه. فيه مصابيح الهدى، و منار الحكمة، و دليل على المعرفة لمن عرف الصفة «9» فليجل جال بصره، و ليبلغ الصفة نظره، ينج من عطب‏ «10» و يتخلص من نشب‏ «11» فإن التفكّر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور، فعليكم بحسن التخلّص، و قلّة التربّص‏ «12» .

و

يقول صلّى اللّه عليه و آله لسلمان رضي اللّه عنه: يا سلمان عليك بقراءة القرآن، فإن قراءته كفّارة للذنوب، و ستر من النار، و أمان من العذاب ... و ينزل على صاحبه الرحمة، و يستغفر له الملائكة، و إشتاقت إليه الجنة، و رضي عنه المولى، و إن المؤمن إذا قرأ القرآن نظر اللّه إليه بالرحمة، يا سلمان ان المؤمن إذا قرأ القرآن فتح اللّه عليه أبواب الرحمة، و خلق اللّه بكل حرف يخرج من فمه ملكا يسبّح له إلى يوم القيامة، و انه ليس شي‏ء بعد تعلّم العلم أحب إلى اللّه من قراءة القرآن، و إن أكرم العباد على اللّه بعد الأنبياء العلماء، ثم حملة القرآن، يخرجون من الدنيا كما يخرج الأنبياء، و يحشرون في قبورهم مع الأنبياء، و يمرّون على الصراط مع الأنبياء، و يأخذون ثواب الأنبياء، فطوبى لطالب العلم و حامل القرآن مما لهم عند اللّه من الكرامة و الشرف‏ «13» .

و

يقول أمير المؤمنين عليه السلام: البيت الذي يقرأ فيه القرآن، و يذكر اللّه عز و جل فيه تكثر بركته، و تحضره الملائكة، و تهجره الشياطين، و يضي‏ء لأهل السماء كما تضي‏ء الكواكب لأهل الأرض، و إن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن، و لا يذكر اللّه عز و جل فيه تقلّ بركته، و تهجره‏

(1) سورة الطور، الآية: 34.

(2) سورة هود، الآية: 13.

(3) سورة البقرة، الآية: 24

(4) سورة الإسراء، الآية: 88.

(5) أي هو يشفع- يطلب النجاة؛ لقارئيه و العاملين بأحكامه فيشفعه اللّه جلّ جلاله فيهم.

(6) محل به: إذا سعى به إلى السلطان، و المراد: أن يسعى بالمسلم إلى اللّه جلّ جلاله إذا قصّر في العمل به.

(7) انيق: حسن معجب.

(8) له نجوم: أي آيات تدل على أحكام اللّه، و على نجومه نجوم: آيات تدل على هذه الآيات و توضّحها.

(9) لمن عرف الصفة: أي لمن عرف إشارات القرآن و بيانه.

(10) العطب: الهلاك.

(11) النشب: الوقوع فيما لا مخلص منه.

(12) التربص: الإنتظار. أصول الكافي 2/ 599.

(13) بحار الأنوار 92/ 18.

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ص: 2

الملائكة، و تحضره الشياطين‏ «14» .

و

يقول الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام: عليك بالقرآن، فإن اللّه خلق الجنة بيده لبنة من ذهب، و لبنة من فضة، و جعل ملاطها المسك، و ترابها الزعفران، و حصباءها اللؤلؤ، و جعل درجاتها على قدر آيات القرآن، فمن قرأ القرآن قال له: اقرأ وارق، و من دخل منهم الجنة لم يكن في الجنة أعلى درجة منه ما خلا النبيون و الصدّيقون‏ «15» .

و

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: من قرأ القرآن قائما في صلاته كان له بكل حرف مائة حسنة، و من قرأه فيها قاعدا كان له بكل حرف خمسون حسنة، و من قرأه في غير صلاة كتب اللّه له بكل حرف عشر حسنات‏ «16» .

و يحسن بقارى‏ء القرآن أن يتدبّر معانيه، و ينظر في تفسيره، مستوضحا ما استغلق عليه فهمه، و تعذّر عليه معناه.

و يعتبر مجمع البيان لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي‏ «17» رحمه اللّه في قمّة التفاسير، لاحاطته بعلوم القرآن الكريم، و جمعه للأقوال.

و قد عمدت- تسهيلا للقارى‏ء الكريم- إلى تلخيص هذا الكتاب النفيس، فحذفت منه فصول القراءة، و الحجّة، و الإعراب، و اللغة، و النظم، و أسباب النزول، و اقتصرت على المعنى ملخصا له و مرّبي مواضع رأيت المؤلف طاب رمسه يحيل إلى تفسيرها في محل آخر من الكتاب فنقلتها إلى موضع الآية.

نسأل اللّه جلّ جلاله أن ينفع به و يثيبني عليه انه قريب مجيب.

علي محمد علي دخيّل‏

(14) أصول الكافي 2/ 610.

(15) بحار الأنوار 92/ 198.

(16) المصباح 243.

(17) من أعلام القرن السادس.

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ص: 3

[روايات منتشرة فى المتن فى فضل القرآن و قد جمعناها هاهنا]

كتب الإمام علي الهادي عليه السّلام إلى بعض شيعته ببغداد: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، عصمنا اللّه و ايّاك من الفتنة، فإن يفعل فقد أعظم بها نعمة، و إن لا يفعل فهي الهلكة؛ نحن نرى أنّ الجدال في القرآن بدعة، اشترك فيها السائل و المجيب، فيتعاطى السائل ما ليس له، و يتكلّف المجيب ما ليس عليه، و ليس الخالق إلّا اللّه عزّ و جلّ و ما سواه مخلوق، و القرآن كلام اللّه، لا تجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين. جعلنا اللّه و ايّاك من الذين يخشون ربهم بالغيب و هم من الساعة مشفقون. التوحيد: 224

. من خطبة لأمير المؤمنين عليه السّلام: الحمد للّه الناشر في الخلق فضله، و الباسط فيهم بالجود يده؛ نحمده في جميع أموره، و نستعينه على رعاية حقوقه، و نشهد أن لا إله غيره، و أنّ محمدا عبده و رسوله، أرسله بأمره صادعا، و بذكره ناطقا، فأدّى أمينا، و مضى رشيدا، و خلّف فينا راية الحقّ، من تقدّمها مرق، و من تخلّف عنها زهق، و من لزمها لحق.

نهج البلاغة. خطبة: 96.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم: إنّ أحق الناس بالتخشّع في السرّ و العلانية لحامل القرآن و إنّ أحق الناس بالصلاة و الصوم لحامل القرآن، ثم نادى بأعلى صوته: يا حامل القرآن تواضع به يرفعك اللّه، و لا تعزّز به فيذلّك اللّه، يا حامل القرآن تزيّن به للّه يزيّنك اللّه، و لا تزيّن به للناس فيشينك اللّه؛ من ختم القرآن فكأنّما أدرجت النبوّة بين جنبيه و لكنه لا يوحى إليه.

من خطبة لأمير المؤمنين عليه السّلام: تعلّموا القرآن فإنه أحسن الحديث، و تفقّهوا فيه فإنه ربيع القلوب، و استشفوا بنوره فإنّه شفاء الصدور، و أحسنوا تلاوته فإنّه أحسن القصص، فإنّ العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله، بل الحجّة عليه أعظم، و الحسرة له ألزم، و هو عند اللّه الوم. نهج البلاغة. خطبة: 106

قال الإمام الصّادق عليه السّلام: من قرأ في المصحف متّع ببصره، و خفف اللّه عن والديه و إن كانا كافرين. أصول الكافي: 2/.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في مرضه: أيّها الناس يوشك أن أقبض سريعا فينطلق بي و قد قدّمت إليكم القول معذرة إليكم، ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب اللّه عزّ و جلّ، و عترتي أهل بيتي.

ثم أخذ بيد عليّ عليه السّلام فرفعها فقال: هذا عليّ مع القرآن و القرآن مع عليّ، لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض، فاسألوهما ما خلفت فيهما. الصواعق المحرقة: 75.

قال الإمام الصادق (ع): إنّ العزائم أربع: اقرأ باسم ربّك الذي خلق، و النجم، و تنزيل السجدة، و حم السجدة.

الخصال 252

قال الامام الصادق عليه السلام: عجبت لمن فزع من أربع كيف لا يفزع الى أربع: عجبت لمن خاف كيف لا يفزع الى قوله عزّ و جلّ: حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ‏ فإني سمعت اللّه جلّ جلاله يقول بعقبها: فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ و عجبت لمن اغتمّ كيف لا يفزع الى قوله عزّ و جلّ: لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ‏ فإنّي سمعت اللّه عزّ و جلّ يقول بعقبها:

فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ‏ و عجبت لمن مكر به كيف لا يفزع الى قوله: وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ فإني سمعت اللّه جلّ و تقدّس يقول بعقبها فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا و عجبت لمن أراد الدنيا و زينتها كيف لا يفزع الى قوله تبارك و تعالى: ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ‏ فإني سمعت اللّه عزّ اسمه يقول بعقبها: إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَ وَلَداً فَعَسى‏ رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ‏ و عسى موجبة.

الخصال: 218

عن السكوني، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام: انّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم صلّى على سعد بن معاذ فقال: لقد وافى من الملائكة سبعون ألفا و فيهم جبرائيل عليه السّلام يصلّون عليه، فقلت له: يا جبرائيل بما يستحق صلاتكم عليه؟.

فقال: بقراءته قل هو الله أحد قائما و قاعدا، و راكبا و ماشيا، و ذاهبا و جائيا.

أصول الكافي: 2/ 622.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ هذا القرآن هو النور المبين، و الحبل المتين، و العروة الوثقى، و الدرجة العليا، و الشفاء الأشفى، و الفضيلة الكبرى، و السعادة العظمى؛ من استضاء به نوّره اللّه، و من عقد به أموره (عقد به أموره: تديّن به، و جعل أموره تبعا لأحكامه) عصمه اللّه، و من تمسّك به أنقذه اللّه، و من لم يفارق أحكامه رفعه اللّه، و من استشفى به شفاه اللّه، و من آثره على ما سواه هداه اللّه، و من طلب الهدى في غيره أضله اللّه. تفسير الصراط المستقيم: 3/ 294.

قال الامام الصادق عليه السلام: إن الدواوين يوم القيامة ثلاثة: ديوان فيه النعم، و ديوان فيه الحسنات، فتستغرق النعم عامة الحسنات، و يبقى ديوان السيئات، فيدعى بابن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن أمامه في أحسن صورة فيقول: يا رب أنا القرآن، و هذا عبدك المؤمن قد كان يتعب نفسه بتلاوتي، و يطيل ليله بترتيلي، و تفيض عيناه إذا تهجّد، فأرضه كما أرضاني، فيقول العزيز الجبار: عبدي أبسط يمينك فيملأها من رضوان اللّه العزيز الجبّار، و يملأ شماله من رحمة اللّه، ثم يقال: هذه الجنة مباحة لك، فاقرأ و اصعد، فإذا قرأ آية صعد درجة. أصول الكافي: 2/ 576.

قال أمير المؤمنين عليه السّلام: فالقرآن آمر زاجر، و صامت ناطق، حجّة اللّه على خلقه، أخذ عليهم ميثاقه، و ارتهن عليه أنفسهم، أتمّ نوره، و أكمل به دينه، و قبض نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و قد فرغ إلى الخلق من أحكام الهدى به، فعظّموا منه سبحانه ما عظّم من نفسه، فإنه لم يخف عنكم شيئا من دينه، و لم يترك شيئا رضيه أو كرهه إلّا و جعل له علما باديا، و آية محكمة تزجر عنه، أو تدعو إليه، فرضاه فيما بقي واحد، و سخطه فيما بقي واحد نهج البلاغة. خطبة: 179.

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ص: 4

قال الإمام الصادق (ع): شكا رجل الى النبي صلى اللّه عليه و آله وجعا في صدره، فقال (ص): استشف بالقرآن، فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول ( وَ شِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ ) أصول الكافي 2/ 575.

أخرج الترمذي و حسّنه، و الحاكم، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي: كتاب اللّه، و عترتي أهل بيتي و لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

إحياء الميت بفضائل أهل البيت: 44

عن عبد اللّه بن مسكان، عن يعقوب الأحمر قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: جعلت فداك إنه أصابتني هموم و أشياء لم يبق شي‏ء من الخير إلّا و قد تفلّت منّي منه طائفة حتّى القرآن، لقد تفلت منّي طائفة منه. قال: ففزع عند ذلك حين ذكرت القرآن، ثم قال: إنّ الرجل لينسى السورة من القرآن فتأتيه يوم القيامة حتّى تشرف عليه من درجة من بعض الدرجات، فتقول: السلام عليك، فيقول: و عليك السلام، من أنت؟ فتقول: أنا سورة كذا و كذا، ضيّعتني و تركتني، أما لو تمسّكت بي بلغت بك هذه الدرجة، ثم أشار بإصبعه، ثم قال: عليكم بالقرآن فتعلّموه، فإنّ من الناس من يتعلّم القرآن ليقال: فلان قارى‏ء، و منهم من يتعلّمه فيطلب به الصوت، فيقال: فلان حسن الصوت، و ليس في ذلك خير، و منهم من يتعلّمه فيقوم به في ليله و نهاره، لا يبالي من علم ذلك و من لم يعلمه. أصول الكافي: 2/ 582.

قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، و من قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين، و من قرأ مائة آية كتب من القانتين، و من قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين، و من قرأ ثلثمائة آية كتب من الفائزين، و من قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين، و من قرأ ألف آية كتب له قنطار من تبر، القنطار خمسة عشر ألف مثقال من ذهب، و المثقال أربعة و عشرون قيراطا، أصغرها مثل جبل أحد، و أكبرها ما بين السماء إلى الأرض.

أصول الكافي: 2/ 585.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: حملة القرآن عرفاء أهل الجنّة.

أصول الكافي: 2/ 606.

قال الإمام الصّادق عليه السّلام: ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتّى يتعلّم القرآن، أو يكون في تعليمه. أصول الكافي: 2/ 60.

قال أمير المؤمنين عليه السّلام: و عليكم بكتاب اللّه فإنه الحبل المتين، و النور المبين، و الشفاء النافع، و الريّ الناقع و العصمة للمتمسك، و النجاة للمتعلق؛ لا يعوجّ فيقام، و لا يزيغ فيستعتب و لا تخلقه كثرة الرد و ولوج السمع؛ من قال به صدق، و من عمل به سبق. نهج البلاغة. خطبة: 152.

و قال رسول اللّه (ص): من قرأ القرآن و لم يعمل به حشره اللّه يوم القيامة أعمى، فيقول: ( رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى‏ وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى‏ ) فيؤمر به الى النار. عقاب الأعمال: 286.

قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السّلام: هو حبل اللّه المتين، و عروته الوثقى، و طريقته المثلى، المؤدّي إلى الجنّة، و المنجي من النار، لا يخلق (خلق- الثوب-: بلى) من الأزمنة، و لا يغث (غثّ- حديث القوم- ردؤ و فسد) على الألسنة، لأنه لم يجعل لزمان دون زمان، بل جعل دليل البرهان، و الحجّة على كل إنسان‏ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (النحل: 18). بحار الأنوار: 92/ 14.

عن الزهري قال: قلت لعلي بن الحسين عليهما السلام: أي الأعمال أفضل؟ قال الحال المرتحل قلت: ما الحال المرتحل؟ قال: فتح القرآن و ختمه، كلّما جاء بأوله ارتحل في آخره،

و

قال: قال رسول اللّه (ص): من أعطاه اللّه القرآن. فرأى ان رجلا أعطي أفضل مما أعطي فقد صغّر عظيما، و عظّم صغيرا. أصول الكافي 2/ 579.

صفحه بعد