کتابخانه تفاسیر
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ص: 1
مقدمة هذا الكتاب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
القرآن الكريم معجزة الرسول الأعظم صلى اللّه عليه و آله و سلّم الخالدة، و الحجّة القائمة على البشرية جمعاء، و هو منذ ألف و أربعمائة سنة يتحدّى العالم على أن يأتوا بمثله فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ «1» ثم تنزّل معهم بأن يأتوا بعشر سور فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ «2» فعجزوا عن ذلك فطلب منهم أن يأتوا بسورة واحدة وَ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَ ادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ لَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ «3» و هو لا يزال يتحدّاهم قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً «4» .
و قد أمرنا الرسول الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و الأئمة من أهل بيته عليهم السلام بقراءة القرآن الكريم، و حثّوا الأمّة على التزود منه،
فمن حديث له صلّى اللّه عليه و آله: فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن، فإنه شافع مشفّع «5» و ما حل مصدّق «6» و من جعله أمامه قاده إلى الجنة، و من جعله خلفه ساقه إلى النار؛ و هو الدليل يدل على خير سبيل، و هو كتاب فيه تفصيل و بيان و تحصيل، و هو الفصل ليس بالهزل، و له ظهر و بطن، فظاهره حكم، و باطنه علم، ظاهره أنيق «7» و باطنه عميق، له نجوم و على نجومه نجوم «8» لا تحصى عجائبه، و لا تبلى غرائبه. فيه مصابيح الهدى، و منار الحكمة، و دليل على المعرفة لمن عرف الصفة «9» فليجل جال بصره، و ليبلغ الصفة نظره، ينج من عطب «10» و يتخلص من نشب «11» فإن التفكّر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور، فعليكم بحسن التخلّص، و قلّة التربّص «12» .
و
يقول صلّى اللّه عليه و آله لسلمان رضي اللّه عنه: يا سلمان عليك بقراءة القرآن، فإن قراءته كفّارة للذنوب، و ستر من النار، و أمان من العذاب ... و ينزل على صاحبه الرحمة، و يستغفر له الملائكة، و إشتاقت إليه الجنة، و رضي عنه المولى، و إن المؤمن إذا قرأ القرآن نظر اللّه إليه بالرحمة، يا سلمان ان المؤمن إذا قرأ القرآن فتح اللّه عليه أبواب الرحمة، و خلق اللّه بكل حرف يخرج من فمه ملكا يسبّح له إلى يوم القيامة، و انه ليس شيء بعد تعلّم العلم أحب إلى اللّه من قراءة القرآن، و إن أكرم العباد على اللّه بعد الأنبياء العلماء، ثم حملة القرآن، يخرجون من الدنيا كما يخرج الأنبياء، و يحشرون في قبورهم مع الأنبياء، و يمرّون على الصراط مع الأنبياء، و يأخذون ثواب الأنبياء، فطوبى لطالب العلم و حامل القرآن مما لهم عند اللّه من الكرامة و الشرف «13» .
و
يقول أمير المؤمنين عليه السلام: البيت الذي يقرأ فيه القرآن، و يذكر اللّه عز و جل فيه تكثر بركته، و تحضره الملائكة، و تهجره الشياطين، و يضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض، و إن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن، و لا يذكر اللّه عز و جل فيه تقلّ بركته، و تهجره
(1) سورة الطور، الآية: 34.
(2) سورة هود، الآية: 13.
(3) سورة البقرة، الآية: 24
(4) سورة الإسراء، الآية: 88.
(5) أي هو يشفع- يطلب النجاة؛ لقارئيه و العاملين بأحكامه فيشفعه اللّه جلّ جلاله فيهم.
(6) محل به: إذا سعى به إلى السلطان، و المراد: أن يسعى بالمسلم إلى اللّه جلّ جلاله إذا قصّر في العمل به.
(7) انيق: حسن معجب.
(8) له نجوم: أي آيات تدل على أحكام اللّه، و على نجومه نجوم: آيات تدل على هذه الآيات و توضّحها.
(9) لمن عرف الصفة: أي لمن عرف إشارات القرآن و بيانه.
(10) العطب: الهلاك.
(11) النشب: الوقوع فيما لا مخلص منه.
(12) التربص: الإنتظار. أصول الكافي 2/ 599.
(13) بحار الأنوار 92/ 18.
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ص: 2
الملائكة، و تحضره الشياطين «14» .
و
يقول الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام: عليك بالقرآن، فإن اللّه خلق الجنة بيده لبنة من ذهب، و لبنة من فضة، و جعل ملاطها المسك، و ترابها الزعفران، و حصباءها اللؤلؤ، و جعل درجاتها على قدر آيات القرآن، فمن قرأ القرآن قال له: اقرأ وارق، و من دخل منهم الجنة لم يكن في الجنة أعلى درجة منه ما خلا النبيون و الصدّيقون «15» .
و
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: من قرأ القرآن قائما في صلاته كان له بكل حرف مائة حسنة، و من قرأه فيها قاعدا كان له بكل حرف خمسون حسنة، و من قرأه في غير صلاة كتب اللّه له بكل حرف عشر حسنات «16» .
و يحسن بقارىء القرآن أن يتدبّر معانيه، و ينظر في تفسيره، مستوضحا ما استغلق عليه فهمه، و تعذّر عليه معناه.
و يعتبر مجمع البيان لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي «17» رحمه اللّه في قمّة التفاسير، لاحاطته بعلوم القرآن الكريم، و جمعه للأقوال.
و قد عمدت- تسهيلا للقارىء الكريم- إلى تلخيص هذا الكتاب النفيس، فحذفت منه فصول القراءة، و الحجّة، و الإعراب، و اللغة، و النظم، و أسباب النزول، و اقتصرت على المعنى ملخصا له و مرّبي مواضع رأيت المؤلف طاب رمسه يحيل إلى تفسيرها في محل آخر من الكتاب فنقلتها إلى موضع الآية.
نسأل اللّه جلّ جلاله أن ينفع به و يثيبني عليه انه قريب مجيب.
علي محمد علي دخيّل
(14) أصول الكافي 2/ 610.
(15) بحار الأنوار 92/ 198.
(16) المصباح 243.
(17) من أعلام القرن السادس.
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ص: 3
[روايات منتشرة فى المتن فى فضل القرآن و قد جمعناها هاهنا]
كتب الإمام علي الهادي عليه السّلام إلى بعض شيعته ببغداد: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، عصمنا اللّه و ايّاك من الفتنة، فإن يفعل فقد أعظم بها نعمة، و إن لا يفعل فهي الهلكة؛ نحن نرى أنّ الجدال في القرآن بدعة، اشترك فيها السائل و المجيب، فيتعاطى السائل ما ليس له، و يتكلّف المجيب ما ليس عليه، و ليس الخالق إلّا اللّه عزّ و جلّ و ما سواه مخلوق، و القرآن كلام اللّه، لا تجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين. جعلنا اللّه و ايّاك من الذين يخشون ربهم بالغيب و هم من الساعة مشفقون. التوحيد: 224
. من خطبة لأمير المؤمنين عليه السّلام: الحمد للّه الناشر في الخلق فضله، و الباسط فيهم بالجود يده؛ نحمده في جميع أموره، و نستعينه على رعاية حقوقه، و نشهد أن لا إله غيره، و أنّ محمدا عبده و رسوله، أرسله بأمره صادعا، و بذكره ناطقا، فأدّى أمينا، و مضى رشيدا، و خلّف فينا راية الحقّ، من تقدّمها مرق، و من تخلّف عنها زهق، و من لزمها لحق.
نهج البلاغة. خطبة: 96.
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم: إنّ أحق الناس بالتخشّع في السرّ و العلانية لحامل القرآن و إنّ أحق الناس بالصلاة و الصوم لحامل القرآن، ثم نادى بأعلى صوته: يا حامل القرآن تواضع به يرفعك اللّه، و لا تعزّز به فيذلّك اللّه، يا حامل القرآن تزيّن به للّه يزيّنك اللّه، و لا تزيّن به للناس فيشينك اللّه؛ من ختم القرآن فكأنّما أدرجت النبوّة بين جنبيه و لكنه لا يوحى إليه.
من خطبة لأمير المؤمنين عليه السّلام: تعلّموا القرآن فإنه أحسن الحديث، و تفقّهوا فيه فإنه ربيع القلوب، و استشفوا بنوره فإنّه شفاء الصدور، و أحسنوا تلاوته فإنّه أحسن القصص، فإنّ العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله، بل الحجّة عليه أعظم، و الحسرة له ألزم، و هو عند اللّه الوم. نهج البلاغة. خطبة: 106
قال الإمام الصّادق عليه السّلام: من قرأ في المصحف متّع ببصره، و خفف اللّه عن والديه و إن كانا كافرين. أصول الكافي: 2/.
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في مرضه: أيّها الناس يوشك أن أقبض سريعا فينطلق بي و قد قدّمت إليكم القول معذرة إليكم، ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب اللّه عزّ و جلّ، و عترتي أهل بيتي.
ثم أخذ بيد عليّ عليه السّلام فرفعها فقال: هذا عليّ مع القرآن و القرآن مع عليّ، لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض، فاسألوهما ما خلفت فيهما. الصواعق المحرقة: 75.
قال الإمام الصادق (ع): إنّ العزائم أربع: اقرأ باسم ربّك الذي خلق، و النجم، و تنزيل السجدة، و حم السجدة.
الخصال 252
قال الامام الصادق عليه السلام: عجبت لمن فزع من أربع كيف لا يفزع الى أربع: عجبت لمن خاف كيف لا يفزع الى قوله عزّ و جلّ: حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ فإني سمعت اللّه جلّ جلاله يقول بعقبها: فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ و عجبت لمن اغتمّ كيف لا يفزع الى قوله عزّ و جلّ: لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فإنّي سمعت اللّه عزّ و جلّ يقول بعقبها:
فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ و عجبت لمن مكر به كيف لا يفزع الى قوله: وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ فإني سمعت اللّه جلّ و تقدّس يقول بعقبها فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا و عجبت لمن أراد الدنيا و زينتها كيف لا يفزع الى قوله تبارك و تعالى: ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فإني سمعت اللّه عزّ اسمه يقول بعقبها: إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَ وَلَداً فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ و عسى موجبة.
الخصال: 218
عن السكوني، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام: انّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم صلّى على سعد بن معاذ فقال: لقد وافى من الملائكة سبعون ألفا و فيهم جبرائيل عليه السّلام يصلّون عليه، فقلت له: يا جبرائيل بما يستحق صلاتكم عليه؟.
فقال: بقراءته قل هو الله أحد قائما و قاعدا، و راكبا و ماشيا، و ذاهبا و جائيا.
أصول الكافي: 2/ 622.
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ هذا القرآن هو النور المبين، و الحبل المتين، و العروة الوثقى، و الدرجة العليا، و الشفاء الأشفى، و الفضيلة الكبرى، و السعادة العظمى؛ من استضاء به نوّره اللّه، و من عقد به أموره (عقد به أموره: تديّن به، و جعل أموره تبعا لأحكامه) عصمه اللّه، و من تمسّك به أنقذه اللّه، و من لم يفارق أحكامه رفعه اللّه، و من استشفى به شفاه اللّه، و من آثره على ما سواه هداه اللّه، و من طلب الهدى في غيره أضله اللّه. تفسير الصراط المستقيم: 3/ 294.
قال الامام الصادق عليه السلام: إن الدواوين يوم القيامة ثلاثة: ديوان فيه النعم، و ديوان فيه الحسنات، فتستغرق النعم عامة الحسنات، و يبقى ديوان السيئات، فيدعى بابن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن أمامه في أحسن صورة فيقول: يا رب أنا القرآن، و هذا عبدك المؤمن قد كان يتعب نفسه بتلاوتي، و يطيل ليله بترتيلي، و تفيض عيناه إذا تهجّد، فأرضه كما أرضاني، فيقول العزيز الجبار: عبدي أبسط يمينك فيملأها من رضوان اللّه العزيز الجبّار، و يملأ شماله من رحمة اللّه، ثم يقال: هذه الجنة مباحة لك، فاقرأ و اصعد، فإذا قرأ آية صعد درجة. أصول الكافي: 2/ 576.
قال أمير المؤمنين عليه السّلام: فالقرآن آمر زاجر، و صامت ناطق، حجّة اللّه على خلقه، أخذ عليهم ميثاقه، و ارتهن عليه أنفسهم، أتمّ نوره، و أكمل به دينه، و قبض نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و قد فرغ إلى الخلق من أحكام الهدى به، فعظّموا منه سبحانه ما عظّم من نفسه، فإنه لم يخف عنكم شيئا من دينه، و لم يترك شيئا رضيه أو كرهه إلّا و جعل له علما باديا، و آية محكمة تزجر عنه، أو تدعو إليه، فرضاه فيما بقي واحد، و سخطه فيما بقي واحد نهج البلاغة. خطبة: 179.
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ص: 4
قال الإمام الصادق (ع): شكا رجل الى النبي صلى اللّه عليه و آله وجعا في صدره، فقال (ص): استشف بالقرآن، فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول ( وَ شِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ ) أصول الكافي 2/ 575.
أخرج الترمذي و حسّنه، و الحاكم، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي: كتاب اللّه، و عترتي أهل بيتي و لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.
إحياء الميت بفضائل أهل البيت: 44
عن عبد اللّه بن مسكان، عن يعقوب الأحمر قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: جعلت فداك إنه أصابتني هموم و أشياء لم يبق شيء من الخير إلّا و قد تفلّت منّي منه طائفة حتّى القرآن، لقد تفلت منّي طائفة منه. قال: ففزع عند ذلك حين ذكرت القرآن، ثم قال: إنّ الرجل لينسى السورة من القرآن فتأتيه يوم القيامة حتّى تشرف عليه من درجة من بعض الدرجات، فتقول: السلام عليك، فيقول: و عليك السلام، من أنت؟ فتقول: أنا سورة كذا و كذا، ضيّعتني و تركتني، أما لو تمسّكت بي بلغت بك هذه الدرجة، ثم أشار بإصبعه، ثم قال: عليكم بالقرآن فتعلّموه، فإنّ من الناس من يتعلّم القرآن ليقال: فلان قارىء، و منهم من يتعلّمه فيطلب به الصوت، فيقال: فلان حسن الصوت، و ليس في ذلك خير، و منهم من يتعلّمه فيقوم به في ليله و نهاره، لا يبالي من علم ذلك و من لم يعلمه. أصول الكافي: 2/ 582.
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، و من قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين، و من قرأ مائة آية كتب من القانتين، و من قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين، و من قرأ ثلثمائة آية كتب من الفائزين، و من قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين، و من قرأ ألف آية كتب له قنطار من تبر، القنطار خمسة عشر ألف مثقال من ذهب، و المثقال أربعة و عشرون قيراطا، أصغرها مثل جبل أحد، و أكبرها ما بين السماء إلى الأرض.
أصول الكافي: 2/ 585.
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: حملة القرآن عرفاء أهل الجنّة.
أصول الكافي: 2/ 606.
قال الإمام الصّادق عليه السّلام: ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتّى يتعلّم القرآن، أو يكون في تعليمه. أصول الكافي: 2/ 60.
قال أمير المؤمنين عليه السّلام: و عليكم بكتاب اللّه فإنه الحبل المتين، و النور المبين، و الشفاء النافع، و الريّ الناقع و العصمة للمتمسك، و النجاة للمتعلق؛ لا يعوجّ فيقام، و لا يزيغ فيستعتب و لا تخلقه كثرة الرد و ولوج السمع؛ من قال به صدق، و من عمل به سبق. نهج البلاغة. خطبة: 152.
و قال رسول اللّه (ص): من قرأ القرآن و لم يعمل به حشره اللّه يوم القيامة أعمى، فيقول: ( رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى ) فيؤمر به الى النار. عقاب الأعمال: 286.
قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السّلام: هو حبل اللّه المتين، و عروته الوثقى، و طريقته المثلى، المؤدّي إلى الجنّة، و المنجي من النار، لا يخلق (خلق- الثوب-: بلى) من الأزمنة، و لا يغث (غثّ- حديث القوم- ردؤ و فسد) على الألسنة، لأنه لم يجعل لزمان دون زمان، بل جعل دليل البرهان، و الحجّة على كل إنسان لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (النحل: 18). بحار الأنوار: 92/ 14.
عن الزهري قال: قلت لعلي بن الحسين عليهما السلام: أي الأعمال أفضل؟ قال الحال المرتحل قلت: ما الحال المرتحل؟ قال: فتح القرآن و ختمه، كلّما جاء بأوله ارتحل في آخره،
و
قال: قال رسول اللّه (ص): من أعطاه اللّه القرآن. فرأى ان رجلا أعطي أفضل مما أعطي فقد صغّر عظيما، و عظّم صغيرا. أصول الكافي 2/ 579.