کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

ايسر التفاسير لكلام العلى الكبير

المجلد الاول

مقدمة مقدمة الطبعة الثالثة

سورة البقرة

سورة آل عمران

سورة النساء

سورة المائدة

الفهرس

المجلد الثانى

سورة الأنعام

سورة الاعراف

سورة الأنفال

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

فهرس المجلد الثاني

المجلد الثالث

سورة النحل

سورة الإسراء

سورة الكهف

سورة مريم

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة الحج

سورة المؤمنون

سورة النور

سورة الفرقان

سورة الشعراء

فهرس المجلد الثالث

المجلد الرابع

سورة النمل

سورة القصص

سورة العنكبوت

سورة الروم

سورة الأحزاب

سورة الصافات

سورة الزمر

سورة غافر

سورة فصلت

سورة الشورى

سورة الزخرف

فهرس المجلد الرابع

المجلد الخامس

«خاتمة الطبعة الأولى و الثانية» «خاتمة الطبعة الثالثة» فهرس المجلد الخامس

ايسر التفاسير لكلام العلى الكبير


صفحه قبل

ايسر التفاسير لكلام العلى الكبير، ج‏1، ص: 11

الشيطان: إبليس لعنه اللّه‏

الرجيم: المرجوم المبعد المطرود من كل رحمة و خير.

معنى الاستعاذة:

أستجير و أتحصن باللّه ربى من الشيطان الرجيم أن يلبّس علّى قراءتى. أو يضلّنى فأهلك و أشقى.

حكم الاستعاذة:

يسن‏ «1» لكل من يريد قراءة شى‏ء من القرآن سورة فأكثر أن يقول أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم ثم يقرأ. كما يستحب لمن غضب، أو خطر بباله خاطر سوء أن يستعيذ كذلك.

البسملة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

شرح الكلمات:

البسملة: قول العبد: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

الاسم: لفظ جعل علامة على مسمّى يعرف به و يتميّز عن غيره.

اللَّهِ‏ «2» : إسم علم على ذات الربّ تبارك و تعالى يعرف به.

الرَّحْمنِ‏ «*» : اسم من أسماء اللّه تعالى مشتق من الرحمة دال على كثرتها فيه تعالى.

الرَّحِيمِ‏ : إسم و صفة للّه تعالى مشتق من الرحمة و معناه ذو الرحمة بعباده المفيضها عليهم في الدنيا و الآخرة.

معنى البسملة:

ابتدى‏ء «3» قراءتى متبركا باسم اللّه الرحمن الرحيم مستعينا به عز و جل.

(1) لقول اللّه تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ‏ من سورة النحل.

(2) اسم لم يسمّ به غير اللّه تعالى، و هل هو جامد أو مشتق من أله يأله إلهة، و ألوهة إذا عبد، فالإله بمعنى المألوه أي المعبود، فلفظ إله اسم جنس يطلق على كل معبود بباطل كسائر الآلهة أو بحق كاللّه جلّ جلاله.

(3) يقدر متعلق الجار و المجرور بحسب المقام فالقارى‏ء يقول: أبتدئى قراءتي و الكاتب يقول أبتدى‏ء كتابتي، و الآكل يقول: أبتدى‏ء أكلي و هكذا.

(*) روى أن عيسى عليه السّلام قال: الرحمن رحمان الدنيا و الآخرة و الرحيم رحيم الآخرة و أعم منه قول النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: رحمان الدنيا و الآخرة و رحيمهما.

ايسر التفاسير لكلام العلى الكبير، ج‏1، ص: 12

حكم البسملة:

مشروع للعبد مطلوب منه أن يبسمل عند قراءة كل سورة من كتاب اللّه تعالى الا عند قراءة سورة التوبة فإنه لا يبسمل و ان كان في الصلاة المفروضة يبسمل سرا إن كانت الصلاة جهرية.

و يسن للعبد أن يقول باسم اللّه‏ «1» . عند الأكل و الشرب، و لبس الثوب. و عند دخول المسجد و الخروج منه، و عند الركوب. و عند كل أمر «2» ذى بال.

كما يجب عليه أن يقول بسم اللّه و اللّه أكبر عند الذبح و النحر.

(1) الْحَمْدُ «3» لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏

شرح الكلمات:

الْحَمْدُ : الوصف بالجميل، و الثناء به على المحمود ذى الفضائل و الفواضل، كالمدح‏ «4» و الشكر «5»

لِلَّهِ‏ : اللام حرف جر و معناها الاستحقاق أى أن اللّه مستحق لجميع المحامد و اللّه علم على ذات الرب تبارك و تعالى.

الرب: السيد المالك المصلح المعبود «6» بحق جل جلاله.

الْعالَمِينَ‏ : جمع عالم و هو كل ما سوى اللّه تعالى، كعالم الملائكة و عالم الجن و عالم الانس و عالم الحيوان، و عالم النبات.

(1) لحديث: سمّ اللّه و كل بيمينك، و هو في الصحيح.

(2) لحديث: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم اللّه فهو أبتر و الحديث و إن كان ضعيفا فإن العمل به لما في معناه من أحاديث صحاح.

(3) الحمد للّه أعظم سورة في القرآن لحديث البخاري عن أبي سعيد بن المعلى أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال له: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن، و قوله له ما أنزل في التوراة و لا في الإنجيل و لا في القرآن مثلها.

(4) هناك فرق بين المدح و الحمد، فالحمد يكون على الجميل الاختياري كما يحمد اللّه تعالى على لطفه و رحمته و إحسانه و أما المدح فإنه يكون على الاختياري و الاضطراري كما يمدح الإنسان على جمال وجهه و هو ليس فعله و على إحسانه الذي هو عمله الاختياري و الثناء المدح و تكراره مرة بعد مرة.

(5) الشكر: الثناء باللّسان على المنعم بما أولى من النعم، فهو أخص من الحمد موردا إذ مورده النعمة فقط و أعمّ متعلقا إذ متعلقه القلب و اللّسان و الجوارح لقول القائل:

أفادتك النعماء مني ثلاثة

يدي و لساني و الضمير المحجبا

و الحمد يعم المدح و الشكر لحديث: الحمد رأس الشكر.

(6) مما شهد لاطلاق لفظ الرّب على المعبود قول الشاعر:

أربّ يبول الثعلبان برأسه‏

لقد هان من بالت عليه الثعالب‏

ايسر التفاسير لكلام العلى الكبير، ج‏1، ص: 13

معنى الآية:

يخبر تعالى أن جميع أنواع المحامد من صفات الجلال و الكمال هى له وحده دون من سواه؛ إذ هو رب كل شى‏ء و خالقه و مالكه.

و أن علينا «1» أن نحمده و نثنى عليه بذلك.

(2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

تقدم شرح هاتين الكلمتين في البسملة. و أنهما اسمان وصف بهما اسم الجلالة «اللّه» فى قوله: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ثناء على اللّه تعالى لاستحقاقه الحمد كلّه.

(3) مالِكِ‏ «2» يَوْمِ الدِّينِ‏

شرح الكلمات:

مالِكِ‏ : المالك: صاحب الملك المتصرف كيف يشاء

ملك: الملك ذو السلطان الآمر الناهى المعطى المانع بلا ممانع و لا منازع‏

يَوْمِ الدِّينِ‏ : يوم الجزاء «3» و هو يوم القيامة حيث يجزى اللّه كل نفس ما كسبت‏

معنى الآية:

تمجيد للّه تعالى بأنه المالك لكل ما في يوم القيامة حيث لا تملك نفس لنفس شيئا و الملك الذى لا ملك يوم القيامة سواه.

(1) لأن اللفظ خبر و معناه الانشاء أي قولوا: الحمد للّه.

(2) قرأ حفص مالك باسم الفاعل، و قرأ نافع ملك بدون ألف و هما قراءتان سبعيتان و اللّه حقا هو الملك المالك.

(3) صح تفسير يوم الدين بيوم الحساب عن السلف من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و لما كان الحساب غايته الجزاء صح اطلاق لفظ الجزاء على يوم الدين، إذ يقال دانه يدينه بكذا دينا و دينا إذا حاسبه و جزاه، و في الحديث الكيّس من دان نفسه أي:

حاسبها، و عمل لما بعد الموت و العاجز من أتبع نفسه هواها و تمنى على اللّه الأماني. رواه أحمد و الترمذي و غيرهما و هو صحيح.

ايسر التفاسير لكلام العلى الكبير، ج‏1، ص: 14

هداية الآيات:

فى هذه الآيات الثلاث من الهداية ما يلى:

1- أن اللّه تعالى يحب‏ «1» الحمد فلذا حمد تعالى نفسه و أمر عباده به.

2- أن المدح يكون لمقتض. و إلا فهو باطل و زور فاللّه تعالى لما حمد نفسه ذكر مقتضى الحمد و هو كونه ربّ العالمين و الرحمن الرحيم و مالك يوم الدين.

(4) إِيَّاكَ‏ «2» نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏

شرح الكلمات:

إِيَّاكَ‏ : ضمير نصب يخاطب به الواحد

نَعْبُدُ «3» : نطيع مع غاية الذل لك و التعظيم و الحب‏

نَسْتَعِينُ‏ : نطلب عونك لنا على طاعتك‏ «4»

معنى الآية:

علّمنا اللّه تعالى كيف نتوسل إليه في قبول دعائنا فقال احمدوا اللّه و اثنوا عليه و مجدوه، و التزموا له بأن تعبدوه وحده و لا تشركوا به و تستعينوه و لا تستعينوا بغيره.

هداية الآية:

من هداية هذه الآية ما يلى:

1- آداب الدعاء «5» حيث يقدم السائل بين يدى دعائه حمد اللّه و الثناء عليه و تمجيده. و زادت‏

(1) قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما من أحد أحب إليه الحمد من اللّه تعالى حتى إنه حمد نفسه، و لفظ البخاري، لا أحد أغير من اللّه و لذلك حرّم الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و لا شي‏ء أحب إليه المدح من اللّه و لذلك مدح نفسه و قال صلّى اللّه عليه و سلّم: ما أنعم اللّه على عبده بنعمة فقال: الحمد للّه إلا كان الذي أعطى أفضل مما أخذ. رواه البيهقي عن أنس بسند حسن.

(2) العدول عن نعبدك و نستعينك إلى ايّاك نعبد و إيّاك نستعين لإفادة الاختصاص و الحصر، و في إياك نعبد و ايّاك نستعين نكتة بلاعية و هي: الالتفات من الغيبة إلى الخطاب و هي من المحسنات البديعية.

(3) نعبد مضارع عبده إذا أطاعه متذلّلا له خوفا منه و طمعا فيما عنده فأحبه لذلك غاية الحب و عظمه غاية التعظيم و هكذا تكون عبادة المؤمن لربّه تعالى.

(4) و على كل ما يهم العبد من أمور دينه و دنياه.

(5) روى أبو داود و الترمذي، و النسائي أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سمع رجلا يدعو في صلاته فلم يصل على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: عجل هذا، ثم دعاه فقال له أو لغيره، إذا صلى أحدكم فليبدأ بحمد اللّه و الثناء عليه ثم ليصل على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ثم ليدع بعد مما شاء.

ايسر التفاسير لكلام العلى الكبير، ج‏1، ص: 15

السنة الصلاة على النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم يسأل حاجته فإنه يستجاب‏ «1» له.

2- أن لا يعبد غير ربه. و أن لا يستعينه إلّا هو سبحانه و تعالى.

(5) اهْدِنَا «2» الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏

شرح الكلمات:

اهْدِنَا : أرشدنا و أدم هدايتنا

الصِّراطَ : الطريق الموصل إلى رضاك و جنّتك و هو الإسلام لك‏

الْمُسْتَقِيمَ‏ : الذى لا ميل فيه عن الحق و لا زيغ عن الهدى‏

معنى الآية:

بتعليم من اللّه تعالى يقول العبد في جملة إخوانه المؤمنين سائلا ربّه بعد أن توسل إليه بحمده و الثناء عليه و تمجيده، و معاهدته أن لا يعبد هو و اخوانه المؤمنون إلا هو، و ان لا يستعينوا إلا به. يسألونه أن يديم هدايتهم‏ «3» للإسلام حتى لا ينقطعوا عنه.

من هداية الآية:

الترغيب في دعاء اللّه و التضرّع إليه و في الحديث الدعاء «4» هو العبادة.

(6) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏

شرح الكلمات:

الصراط: تقدم بيانه.

الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏ : هم النبيون و الصديقون و الشهداء و الصالحون‏ «5» ، و كل من أنعم اللّه‏

(1) روى أحمد عن أبي سعيد رضي اللّه عنه أنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: ما من مسلم يدعو اللّه عز و جل بدعوة ليس فيها إثم و لا قطيعة رحم إلا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصال: إمّا أن يعجل له دعوته و إما أن يدخرها له في الأخرى، و إما أن يصرف عنه من السوء مثلها قالوا: إذا نكثر، قال: اللّه أكثر.

(2) فعل الهداية يتعدى بنفسه و بحرف الجر فمن الأول قوله تعالى: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ و من الثاني قوله تعالى: فَاهْدُوهُمْ إِلى‏ صِراطِ الْجَحِيمِ‏ .

(3) الهداية نوعان: هداية بيان و إرشاد، و هذه تطلب من ذوي العلم، فهم يبينون للسائل طرق الخير و يرشدونه إليها. هداية توفيق إلى اعتقاد الحق و لزمه في الاعتقاد و القول و العمل، و هذه لا تطلب إلا من اللّه تعالى و منها هذه الدعوة: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ و يشهد للهداية الأولى و هي هداية البيان قوله تعالى: وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ . و يشهد للثانية قوله تعالى: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ‏ . فأثبت لنبيه هداية البيان و نفى عنه هداية التوفيق و هي الهداية القلبية الباطنة.

(4) رواه أصحاب السنن، و صححه الترمذي عن النعمان بن بشير رضي اللّه عنه.

(5) ورد هذا البيان في قوله تعالى من سورة النساء وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً .

ايسر التفاسير لكلام العلى الكبير، ج‏1، ص: 16

عليهم بالإيمان به تعالى و معرفته، و معرفة محابه، و مساخطه، و التوفيق لفعل المحاب و ترك المكاره.

معنى الآية:

لما سأل المؤمن له و لاخوانه الهداية الى الصراط المستقيم، و كان الصراط مجملا بيّنه بقوله‏ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏ و هو المنهج القويم المفضى بالعبد إلى رضوان اللّه تعالى و الجنة و هو الاسلام القائم على الإيمان و العلم و العمل مع اجتناب الشرك‏ «1» و المعاصى.

هداية الآية:

من هداية الآية ما يلى:

1- الاعتراف بالنعمة

2- طلب حسن القدوة

(7) غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ‏

شرح الكلمات:

غَيْرِ : لفظ يستثنى‏ «2» به كإلّا.

الْمَغْضُوبِ‏ عليهم: من غضب اللّه تعالى عليهم لكفرهم و افسادهم في الأرض كاليهود.

الضَّالِّينَ‏ : من اخطأوا طريق الحق فعبدوا «3» اللّه بما لم يشرعه كالنصارى.

(1) الشرك: عبادة غير اللّه مع اللّه تعالى أو اعتقاد ربوبية أو ألهية كائن من كان مع اللّه تعالى و لو لم يعبده إشراك المخلوق فى صفات الخالق الذاتية أو الفعلية.

(2) لفظ غير مفرد مضاف دائما لفظا أو معنى و إدخال أل عليه خطأ و أصله الوصف و يستثنى به.

(3) الضلال الانحراف و البعد عن الهدى المطلوب و هو في الشرع نوعان: ضلال في الاعتقاد، و ضلال في العمل فالضلال فى الاعتقاد: هو كل اعتقاد مخالف كلا أو بعضا للمعتقد الإسلامي الذي بينه اللّه تعالى في كتابه و على لسان رسوله محمد صلّى اللّه عليه و سلّم و الضلال في العمل: هو عبادة اللّه تعالى بغير ما شرع و التقرب إليه عزّ و جل بما لم يشرعه قربة، و لا ينجو من هذا الضلال إلّا من تمسك بكتاب اللّه و سنة رسوله صلّى اللّه عليه و سلّم.

ايسر التفاسير لكلام العلى الكبير، ج‏1، ص: 17

معنى الآية:

لما سأل المؤمن ربّه الصراط المستقيم و بينه بأنه صراط من أنعم عليهم بنعمة الإيمان‏ «1» و العلم و العمل. و مبالغة في طلب الهداية الى الحق، و خوفا من الغواية استثنى كلا من طريق المغضوب عليهم، و الضالين.

هداية الآية:

من هداية الآية:

الترغيب في سلوك سبيل الصالحين، و الترهيب من سلوك سبيل الغاوين.

[تنبيه أول‏]: كلمة آمين ليست من الفاتحة. و يستحب أن يقولها الإمام إذا قرأ الفاتحة يمد بها صوته و يقولها المأموم، و المنفرد كذلك لقول الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم إذا أمن الإمام فأمنوا. «2» أي قولوا آمين بمعنى اللهم استجب دعاءنا، و يستحب الجهر بها؛ لحديث ابن ماجة:

كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا قال: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ‏ قال آمين حتى يسمعها أهل الصف الأول فيرتج بها المسجد.

[تنبيه ثان‏]: قراءة الفاتحة واجبة في كل ركعة من الصلاة، أمّا المنفرد و الإمام فلا خلاف في ذلك، و أمّا المأموم فإن الجمهور من الفقهاء على أنه يسن له قراءتها في السريّة دون الجهرية لحديث: من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة و يكون مخصصا لعموم حديث: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب.

(1) لفظ النعمة اسم جنس تحته أربعة أنواع: الأولى: نعمة الإيمان باللّه و بما أوجب الإيمان به الثانية: نعمة معرفة اللّه تعالى بأسمائه و صفاته، و الثالثة: نعمة معرفة محابه و مكارهه. و الرابعة: نعمة التوفيق لفعل المحاب و ترك المكاره.

صفحه بعد