کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

بيان المعانى

الجزء الأول

خطبة الكتاب

[المقدمة]

المطلب الاول في بيان مبادئ في التفسير المطلب الثاني فيما يحتاج إليه المفسر المطلب الثالث في الحاجة الى التفسير المطلب الخامس في التفسير و التأويل و النهي عن القول في الرأي المطلب السادس في فضل القرآن و حفظه و تهديد من ينساه و السفر به المطلب السابع في التشريع في نهج القرآن و مفاصده و مميزات مكيه و مدنيه المطلب الثامن في النزول و كيفيته و ترتيب سوره و آياته المطلب التاسع في جمع القرآن و نسخه و ترتيبه و كونه توقيفيا و بيان ناسخه المطلب العاشر الناسخ و المنسوخ و القراءات و معنى انزل القرآن على سبعة أحرف مطلب حكاية واقعة: مطلب في الصوفية و معنى سبعة أحرف: المطلب الحادي عشر في خلق القرآن و عدمه و نسبته للكتب الأخرى و صدق النبوة المطلب الثاني عشر في الوحى و كيفية نزوله و معناه و أوله و الرؤيا الصادقة و معناها الخاتمة نسأل الله حسنها مطلب الفرق بين الحمد و الشكر و فضلهما و متى يطلبان مطلب إعاذة الله فى إصلاح الكون مطلب ولادة محمد صلى الله عليه و سلم
تفسير سورة الفاتحة عدد 5 - 1 تفسير سورة المسد عدد 6 - 111 تفسير سورة الفجر عدد 10 و 89 تفسير سورة الانشراح عدد 12 - 94 تفسير سورة العصر عدد 13 - 103 تفسير سورة العاديات 14 - 100 تفسير سورة الكوثر عدد 15 - 108 تفسير سورة التكاثر عدد 16 - 102 تفسير سورة الماعون عدد 17 و 107 تفسير سورة الكافرون عدد 18 - 109 تفسير سورة الناس عدد 21 - 114 تفسير سورة الإخلاص عدد 22 - 112 تفسير سورة عبس عدد 24 - 80 تفسير سورة القدر عدد 25 - 97 تفسير سورة و الشمس 26 - 91 تفسير سورة التين عدد 28 - 95 تفسير سورة قريش عدد 29 - 109 تفسير سورة القارعة عدد 30 - 101 تفسير سورة الهمزة عد 32 - 104 تفسير سورة الطارق عدد 36 - 86 بيان المطالب المشتمل عليها هذا الجزء

الجزء الثاني

تفسير سورة الشعراء عدد 47 - 26

مطلب الحكمة من قوله تعالى(تلقف ما يأفكون):

تفسير سورة القصص عدد 49 - 28 تفسير سورة الاسراء عدد 50 - 17 فهرس القسم الثاني من الجزء الأول تابع فهرسى القسم الثاني من الجزء الأول

الجزء الثالث

خطبة الكتاب

تفسير سورة يونس عدد 1 - 51 - 10

مطلب في معنى القدم:

مطلب معنى التعجب و التدبر و الأيام الست و العرش: مطلب السنين الشمسية و القمرية و ما يتعلق بهما: مطلب كراهية الدعاء بالشر على النفس: مطلب ذم الدنيا و حالة الرسول و عمر فيها: مطلب الأنواء و الحكم الشرعي فيها و الإبرة المحدثة: مطلب البغي و متى يكون مذموما و متى يكون ممدوحا و حكمه: مطلب معنى الزيادة و رؤية الله تعالى: مطلب الأوثان و ما يقع بين العابدين و المعبودين: مطلب الفرق بين آيات التحدي على الإتيان بمثل القرآن: مطلب الآية المدنية و شرط النسخ: مطلب معنى الرحمة و الفضل و مراتب كمال النفس. مطلب الحرام رزق مثل الحلال و قول المعتزلة فيه و الرد عليهم. مطلب أولياء الله من هم و المحبة الصادقة و الرؤيا الصالحة: مطلب رسالة الأنبياء خاصة عدا نوح باعتبار آخرها و محمد أولا و آخر: مطلب معنى الطمس و عدد الآيات و أن الأنبياء لم يدعوا على أممهم إلا بعد اليأس منهم: مطلب الحكمة في عدم قبول إيمان اليائس و إخراج جثة فرعون و معجزة القرآن: مطلب في المشيئة و الاستثناء و قصة يونس عليه السلام: مطلب المشيئة عند أهل السنة و المعتزلة و معنى الآية فيها:

تفسير سورة يوسف عدد 3 - 53 و 12

مطلب في الرؤيا و ماهيتها و ما يفعل رائيها و في الحواس العشرة:

مطلب الآية المدنية، و أسماء أخوة يوسف و أسماء الكواكب و الكيد ليوسف منهم: مطلب جرائم إخوة يوسف و فائدة العفو و صلاح الوالدين و عظيم فضل الله تعالى: مطلب خلاصة القول بالهم و بطلان أقوال من قال به و الشهادات على براءة يوسف عليه السلام: مطلب في لولا و السبب في نقل ما فيه و هم يوسف عليه السلام و الأحاديث الموضوعة: مطلب من تكلم في المهد و كيد النساء و الحذر من مخالطتهن: مطلب أقسام الخطأ و مراتب الحب و معنى الفتى و المتكأ و الإكبار: مطلب اختيار السجن ليوسف و المتآمرين على اغتيال الملك و تأويل رؤيا السجينين: مطلب مبادئ رسالة يوسف عليه السلام و تعبير رؤيا السجينين و مشروعية الرجاء: مطلب في ضمير أنساه و رؤيا ملك مصر الأكبر و خروج يوسف من السجن: مطلب مراتب النفس و مواقف التهم و حكاية الزمخشري و اجتماع يوسف بالملك بعد توليه الوزارة: مطلب تمرين الموظف و زواج يوسف بزليخا و دخول السنين المجدبة و اجتماع يوسف بإخوته: مطلب أول من سن التحقيق عن الهوية و معنى الأخوه و فضلها و محاسن الأخلاق: مطلب تعهد أولاد يعقوب بأخيهم الثاني و الإصابة بالعين و سببها و ما ينفعها: مطلب اتهام بنيامين بالسرقة و ما وقع لأخوته مع ملك مصر من جراء ذلك: مطلب جواز البكاء و الحزن و الأسف بما دون الضجر و تحريم شق الجيب و تحجيم الوجه و اللطم و قص الشعر: مطلب الصبر الجميل و شبهه و كتاب يعقوب لملك مصر: مطلب تعريف يوسف نفسه لاخوته و كرم أخلاقه معهم و تبشير يعقوب به: مطلب نسبة النزغ إلى الشيطان مجاز و سبب بلاء يعقوب و إتيان الفرج و حسن الموت: مطلب أول من سن النداء إلى الطعام و ملاذ الدنيا و تمني الموت و قبح الانتحار: مطلب في قوله تعالى حتى إذا استيأس الرسل و أنه يجوز عليهم ما يجوز على غيرهم من البشر:

تفسير سورة الأنعام عدد 5 - 55 - 6

مطلب نشأة الكون و مبدأ الخلق و أن لكل إنسان أجلين و ما يتعلق بذلك:

مطلب في الرحمة و معنى كتبها على نفسه المقدسة و أن الضار و النافع هو الله تعالى: مطلب لا يصح نزول الآية في أبي طالب و في حمل الأوزار و الآية العظيمة التي نزلت في حق الرسول صلى الله عليه و سلم: مطلب كل شي‏ء في القرآن مما كان و مما سيكون و الآية الخارقة لعقيدة المعتزلة: مطلب الجمع بين آيات الوفاة و سرعة الحساب و قول الفلاسفة فيه و معنى يذيق بعضكم بأس بعض: مطلب النهي عن مجالسة الغواة و ذم اللغو و تهديد فاعليه و مدح من يعرض عنه: مطلب في الصور و أن آزر هو أبو ابراهيم لا غير و ما وقع له مع أبيه و قومه و ملكهم: مطلب القساوة المنطقية مطلوبة، و قصة إبراهيم، و جواز حذف حرف الاستفهام: مطلب عموم رسالته صلى الله عليه و سلم و الآية المدنية و بحث في النسخ: مطلب الدلائل على قدرة الله و منافع الخلق فيها و معنى المستقر و المستودع و أصل الخلقة: مطلب نبذة فيما يتعلق بالرابطة لدى السادة الصوفية تابع لما مر في الآية 57 من الإسراء في ج 1: مطلب معتقد الزنادقة و المجوس و تحقيق رؤية الله تعالى: مطلب الاستفهام الإنكاري له معنيان و تمحيص لا في هذه الآية و ما يناسبها: مطلب الضرورات تبيح المحظورات و الضرورة تقدر بغيرها و أن طاعة الله واجبة مطلقا: مطلب النهي عن كل ما لم يذكر اسم الله عليه و الحكم الشرعي في التسمية و ما هو مفعولها. مطلب ما يوجب ضيق الصدر و المثل المضروب لذلك من معجزات القرآن: مطلب الأشياء التي ذم الله بها العرب و عدم جواز الوقف على الذكور و تخصيصهم دون الإناث بشي‏ء: مطلب ما تجب فيه الزكاة من الحبوب و غيرها و الحكم الشرعي في قدرها: مطلب المحرم و المحلل هو الله و أن أمر الرسول هو أمر الله و التحريم لنفع العباد و الحكم الشرعي بذلك: مطلب في المشيئة و الإرادة و اختيار العبد و دحض حجج المعتزلة و غيرهم: مطلب آيات الصفات و علامات الساعة و إيمان اليأس و اعتبار كل الأمم من ملة الإسلام و التفرقة في الدين: مطلب حكاية بنكتة و عظيم فضل الله:

الجزء الرابع

تفسير سورة الغاشية عدد 18 - 68 - 88

تفسير سورة النحل عدد 20 - 70 - 16

تفسير سورة النبأ عدد 30 - 80 - 78 تفسير سورة الانشقاق عدد 33 - 83 و 84 فهرست القسم الثاني من الجزء الثاني

الجزء الخامس

خطبة الكتاب

تفسير سورة البقرة عدد 1 - 87 و 2

مطلب الإيمان يزيد و ينقص و حال المنافقين و فضيحتهم و أفعالهم:

مطلب في المثل لما ذا يضرب و ما هو الرعد و البرق و ضمير مثله: مطلب في ثمار الجنة و نسائها و أهلها و ضرب المثل و العهود التي أخذها الله على خلقه: مطلب في المخترعات الحديثة و التحليل و التحريم و بحث في الخلق و قصة الجن و مغزى اعتراضهم: مطلب تفضيل الرسل على الملائكة و امتناع إبليس عن السجود و كونه ليس من الملائكة: مطلب إغواء إبليس لآدم و حواء و خروجهما من الجنة و إسكانهما الأرض: مطلب في العقل و معناه و أحاديث و مواعظ في الصبر و التقوى و غيرهما و الصلاة و ما خوطب به بنو إسرائيل: مطلب خروج بني إسرائيل من مصر و أخذهم ضريح يوسف و إنجائهم و إغراق فرعون و الميقات الأول: مطلب في الشكر و توبة بني إسرائيل و الميقات الثاني: مطلب في التيه و المن و السلوى و مخالفتهم أمر الله ثانيا: مطلب رفع الطور على بني إسرائيل و كيفية مسخهم قودة و خنازير: مطلب ما قاله الإمام المراغي و قصة البقرة و إحياء الميت: مطلب مثالب بني إسرائيل و تحويفهم كلام الله و نقضهم عهوده: مطلب حرص اليهود على الدنيا و عداوتهم لجبريل عليه السلام و ابن حوريا و عمر بن الخطاب و قوة إيمانه: مطلب في السحرة و هاروت و ماروت و الحكم الشرعي في السحر و الساحر و تعلمه و تعليمه و العمل به: مطلب في النسخ و أسبابه و أنه لا يكون إلا بمثله أو خير منه: مطلب الاختلاف في سبب نزول الآية 108 و تفنيد الأقوال فيها و مجهولية الفاعل: مطلب مناظرة اليهود و النصارى، و لغز في ذلك: مطلب فيما ابتلى به إبراهيم ربه و الكلمات التي علمها له و بناء الكعبة و غيرها: مطلب وصية يعقوب و بقية قصة إسماعيل عليهما السلام: مطلب بناء البيت و حدوده من جهاته و تحريمه و احترام ما فيه و بدء بنائه: مطلب كيفية الإيمان و الإسلام و المعمودية و من سنها و تحويل القبلة و أن الشهادة قد تكون بلا مشاهدة و منها شهادة خزيمة: مطلب آيات الصفات و الشكر على النعم و الذكر مفرد أو جماعة و ثواب الشهيد: مطلب في الصبر و ثوابه و ما يقوله المصاب عند المصيبة: مطلب في السعي و أدلة السمعية و الحكم الشرعي فيه و كتم العلم: مطلب الدلائل العشر المحتوية عليها الآية 164 من هذه السورة: مطلب في الأكل و أحكامه و أكل الميتة و الدم و غيرهما من المحرمات: مطلب أنواع البر و القصاص و ما يتعلق بهما: مطلب في الوصايا و من يوصى له و من لا و ما على الوصي و الموصى له و الموصي: مطلب في الصوم و فرضيته و الأعذار الموجبة للفطو و الكفارة و إثبات الهلال و إنزال الكتب السماوية: مطلب الدعاء و شروطه و الجمع بين الآيات الثلاث فيه و شروط الإجابة: مطلب أخذ أموال الناس باطلا و القضاء لا يحلل و لا يحرم و معنى الأهلة و ما كان في الجاهلية و أنه القتال الأولى: مطلب المقابلة بالمثل و فضل العفو و الإنفاق في سبيل الله و الإحسان: مطلب في المحافظة على الأدب في الحج و لزوم التقوى فيه و جواز البيع و الشراء في الموسم و دوام ذكر الله تعالى: مطلب مقتل زيد بن الدثنة و خبيب الأنصاري و إظهار حبهم لحضرة الرسول و الصلاة عند القتل و قصة صهيب: مطلب لا يصح نزول الآية في عبد الله بن سلام و بحث قيم في آيات الصفات و أن المزين في الحقيقة هو الله تعالى: مطلب الأنبياء و الرسل المتفق عليهم و المختلف فيهم و رسالتهم و عددهم و عدد الكتب المنزلة عليهم: مطلب في الإنفاق و الجهاد و فوائدهما و ما يترتب على القعود عنهما من البلاء: مطلب في الخمر و الميسر و مخالطة اليتامى و النظر إليهم و بحث في النفقة أيضا و حفظ بيت المال مطلب في الحيض و النفاس و ما يجوز معهما و ما يمتنع و كفارة من يقرب الحائض و في الإتيان في الدبر: مطلب في الأيمان و كفارتها و الإيلاء و الطلاق و العدة و كلمات من الأضداد و ما يتعلق بحقوق الزوجين: كراهة الطلاق و جواز الخلع على مال و حرمة أخذه إن كان لا يريدها و وقوع الطلاق الثلاث: مطلب في الرضاع و عدة الوفاة و الطلاق و ما يجب فيهما و نفقة الأولاد و المعتدات: مطلب قصة ذي الكفل و نادرة السلطان سليم و قصة أشمويل عليه السلام: مطلب في التابوت و مسيرهم للجهاد و مخالفتهم توصية نبيهم بالشرب من النهر و قتل جالوت و تولية داود عليه السلام: مطلب التفاضل بين الأنبياء و اختصاص كل منهم بشي‏ء و تفضيل محمد على الجميع و إعطائه ما أعطاهم كلهم من المعجزات: مطلب عظمة العرش و الكرسي و أفضل آية في القرآن و الأحاديث الواردة في ذلك و الإكراه في الدين: مطلب محاججة النمروذ مع إبراهيم عليه السلام و قصة عزير عليه السلام و سؤال إبراهيم عن كيفية إحياء الموتى و جوابه عليها: مطلب في الصدقة الخالصة و التوبة و ما يتعلق بهما و بيان أجرها و عكسه: مطلب أدل آية على فرض الزكاة و معنى الحكمة و الحكم الشرعي في الزكاة و النذر: مطلب الهداية من الله، و فضل إخفاء و إعلان الصدقة، و الربا و ما يتعلق به و الحكم الشرعي فيه: مطلب فائدة انظار المعسر و تحذير الموسر عن المماطلة بالأداء و أجر العافي عن الدين و التوبة عن الربا و آخر آية نزلت فيه:
مطلب في الكتابة و الشهادة على الدين و تحذير الكاتب و الشاهد من الإضرار بأحد المتعاقدين و حجر القاصر و من هو بحكمه: مطلب المحاسبة غير المعاقبة و معنى الخطأ و النسيان و الهم و الطاقة و الإصر و غيرهما:
تفسير سورة الأنفال عدد 2 و 98 و 8

تفسير سورة آل عمران عدد 3 و 89 و 3

مطلب في وفد نجران و مناظرته مع حضرة الرسول، و بيان المحكم و المتشابه في القرآن العظيم:

مطلب آيات الله في واقعة بدر. و مأخذ القياس في الأحكام الشرعية. و أن الله خلق الملاذ إلى عباده ليشكروه عليها و يعبدوه: مطلب في معنى الحساب و علامة رضاء الله على خلقه و موالاة الكفرة و تهديد من يواليهم أو يحبتهم: مطلب من معجزات القرآن تماثيل الأعمال كالسينما و في طاعة الله و رسوله التي لا تقبل الأولى إلا مع الثانية و هناك من الأمثال ما يقاربها: مطلب ولادة مريم من حنة و تزويج زكريا من إيشاع و قصتهما و ما يتعلق فيهما: مطلب في الاصطفاء، و من كمل من النساء، و ما احتوت عليه هذه الآيات و ما يتعلق بها: مطلب معجزات عيسى عليه السلام و قصة رفعه إلى السماء و عمل حوارييه من بعده: مطلب في المباهلة ما هي و على أي شي‏ء صالح رسول الله و قد نجوان و حكاية أسير الروم. مطلب في الحلف الكاذب و المان بما أعطى و المسبل إزاره و خلف الوعد و نقض العهد: مطلب وقت قبول التوبة و عدم قبولها. و معنى البر و الإثم. و التصديق بالطيب. و الوقف الذري. و تبدل الأحكام بتبدل الأزمان: مطلب في البيت الحوام و البيت المقدس و فرض الحج و سقوطه و تاريخ فرضه و الزكاة و الصوم و الصلاة أيضا: مطلب فتن اليهود و إلقائها بين المسلمين و سبب اتصال الأنصار بحضرة الرسول و ألفتهم: مطلب في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و الاجتماع و الفرقة و كون هذه الأمة خير الأهم و معنى كان و التذكير و التأنيث: مطلب حقد اليهود و المنافقين و رؤية حضرة الرسول و قصة أحد و ما وقع فيها: مطلب من أمي قديم، إلى حزن حادث و في الربا و مفاسده. و وجود الجنة و النار و الأوراق النقدية: مطلب في التقوى و كظم الغيظ و العفو و الإحسان، و مكارم الأخلاق و التنزه عن مذامتها: مطلب الأيام دول بين الناس، و كون الجهاد لا يقرب الأجل، و كذب المنافقين، و اللغات التي تجوز في كأين: مطلب المقتول ميت بأجله، و أنواع العبادة ثلاثة، و بحث في الشورى و من يشاور، و خطبة أبي طالب: مطلب في حياة الشهداء، و خلق الجنة و النار، و قصة أهل بنو معونة، و ما قاله معبد الخزاعي: مطلب غزوة حمراء الأسد، و بدر الصغرى، و أحاديث في فضل الجهاد و الرباط: مطلب في الزكاة و عقاب تاركها، و تحذير العلماء من عدم قيامهم بعلمهم، و حقيقة النفس: مطلب إخبار الله تعالى عما يقع على المؤمنين و قتل كعب بن الأشرف و الاعتبار و التفكر و الذكر و فضلهما و صلاة المريض: مطلب فيما وقع للنجاشي مع أصحاب رسول الله و وفد قريش. و مأخذ قانون عدم تسليم المجرمين السياسيين. و الصلاة على الغائب:

تفسير سورة النساء عدد 6 و 92 و 4

مطلب في أخلاق الجاهلية و فوائد السلطان للبلاد و العباد. و أكل مال اليتيم:

مطلب في الوصايا و أموال الأيتام و حفظها و تنميتها و رخصة الأكل منها للمحتاج: مطلب حد الزنى و اللواطة. و أصول التشريع. و المراد بالنسخ. و إيمان اليأس و التوبة: مطلب في المحرمات من النساء و في نكاح الحرة و الأمة و نكاح التبعة و التفاضل بين الناس: مطلب أكل المال بالباطل و جواز البيع بالتراضي و من يقتل نفسه و كبائر الذنوب و صغائرها و ما يتعلق بهذا: مطلب تفضيل الرجل على المرأة. و عدم مقاصصتهن لرجالهن. و أمر تأديبهن منوط برجالهن أيضا: مطلب أجمع آية في القرآن لمصارف الصدقة. و حق القرابة و الجوار و شبههما و ذم البخل: مطلب أن الخمر الثالثة و نزول آية التحويم و الأصول المتممة في النطق، و عدم اعتبار ردة السكران و طلاقه: مطلب طبايع اليهود أخزاهم الله و اسلام عبد الله بن سلام و أصحابه و غفران ما دون الشرك و علقة اليهود: مطلب توصية الله الحكام بالعدل و محافظة الأمانة و الأحاديث الواردة فيها و تواصي الاصحاب في ذلك: في مطلب معنى زعم قصة بشر و اليهودي و الزبير و الأنصاري و امتثال أوامر الرسول: مطلب ما فعله ابو نصير و فتح خيبر و تبوك و ما وقع فيهما من المعجزات و ظهور خير صلح الحديبية الذي لم يرض به الأصحاب. مطلب في قوله تعالى كل من عند الله، و كيفية حال المنافقين مع حضرة الرسول، و ان كلام الله لا يضاهيه كلام خلقه محمد فمن سواه صلى الله عليه و سلم: مطلب أمر حضرة الرسول بالقتال و الآية المبشرة إلى واقعة أحد و بدر الصغرى و الشفاعة و الرجاء و مشروعية السلام و رده: مطلب من يقتل و من لا يقتل و من يلزمة الكفارة للقتل و من لا و ما هو يلزم القاتل و أنواع القتل: مطلب في قصر الصلاة و كيفيتها و هل مقيدة بالخوف أم لا و مدتها، و قصة سرقة طعيمة بن أبيرق و جواز الكذب أحيانا: مطلب غفران مادون الشرك و توبة الشيخ على يد رسول الله: مطلب ارث النساء و القسم من الزوجات و جواز الفداء و العداء و الظلم و العدل: مطلب في التهكم و الكتاب و النهي عن مجالسة الغواة و أفعال المنافقين و أقوال اليهود الباطلة: مطلب عدم تيقن اليهود بان عيسى هو المصلوب، و آية الربا الرابعة، و عدد الأنبياء و الرسل و فرق النصارى و نص الأقانيم الثلاث:
فهرست القسم الاول من الجزء الثالث

الجزء السادس

تفسير سورة الزلزلة عدد 7 - 93 - 98 تفسير سورة الحديد عدد 8 - 94 - 57 تفسير سورة التغابن عدد 22 - 108 - 64

تفسير سورة المائدة عدد 26 و 112 و 5

مطلب في النسخ و الحرمات و أسباب تحريمها و الأنصاب و الأزلام و غيرها و الآية المستثناة:

مطلب في أحكام الصيد و ما يؤكل منه و ما لا، و ما هو المعلم من غيره و الصيد بالبندقية و العصا و غيرهما. مطلب في أحكام التيمم و كيفيته و جواز الوضوء الواحد لخمس صلوات و إن كلمة إنا لا تفيد العموم و فروض الوضوء و كيفيته: مطلب تذكير رسول الله ببعض النعم التي أنعم الله بها عليه بخلاصه من الحوادث و التآمر، و قصة موسى عليه السلام مع الجبارين: مطلب في مدة الفترة و ما بين عيسى و محمد من الزمن و عوج بن عنق و تيه بني إسرائيل و الحكمة منه: مطلب موت هارون و موسى عليهما السلام و قصة ولدي آدم عليه السلام: مطلب في حد المفسدين في الأرض و من تقبل توبتهم و من لا تقبل و حكاية داود باشا حاكم العراق: مطلب في الرابطة عند السادة النقشبندية و في حد السارق و معجزات الرسول و القصص و ما يتعلق به: مطلب في الذين ارتدوا عن الإسلام في زمن الرسول و بعد و اخبار الرسول بذلك عن طريق الاعجاز و من دخل في الإسلام: مطلب في مثالب اليهود و التفرقة في الدين و ما ينشا عنها و أن تبليغ الرسول مقصور على القرآن و أمره بترك حراسته: مطلب أشد الناس عداوة و أقربهم مودة للمسلمين و ان التشديد في الدين غير مشروع و لا ممدوح و كفارة اليمين: مطلب تحريم الخمر بتاتا و أسباب هذا التحريم و ذم الخمر و الميسر و شبههما و الحكم الشرعي فيه و ضرره في الوجود: مطلب في الخبيث و الطيب و النهي عن سؤال الله بما لم يكلف به عباده و ما حرمته الجاهلية قبل الإسلام: مطلب لا يستفاد من هذه الآية ترك الأمر بالمعروف و كيفية استماع الشهود على وصية الميت و سبب نزول هذه الآية: مطلب في نزول المائدة و ما قاله عيسى عليه السلام لطالبيها و ما أجاب به ربه عند سؤاله عما عزى إليه قومه:

تفسير سورة التوبة - براءة عدد 27 - 113 و 8

مطلب إنذار الله إلى الناس بانتهاء معاهدات الحرب و عدم صحة عزل أبي بكر من إمارة الحج و تهديد الكفار إذا لم يؤمنوا بعد هذا الانذار:

مطلب تفضيل الإيمان على كل عمل مبرور كعمارة المساجد و الإطعام و فك الأسرى و غيرها: مطلب في الرخص و العزائم و واقعة حنين مطلب أسباب ضرب الجزية على أهل الكتاب و ما هي، و معاملتهم بالحسنى و بيان مثالبهم التي يفعلونها و يأمرون بها: مطلب في ذم مانعي الزكاة و عقابهم، و معنى الكنز، و سبب نفي أبي ذر، و الأشهر الحرم، و اختلاف السنين، و عدد أيامها: مطلب فى المجاهدين و ما ذكره الله من هجرة رسوله و الحث على الجهاد و غزوة تبوك و ما وقع فيها: مطلب مثالب المنافقين و مصارف الصدقات و سبب وجوبها و تحريم السؤال: مطلب في الأصناف الثمانية و من يجوز إعطاؤه من الزكاة و من لا يحوز و بعض مثالب المنافقين أيضا: مطلب ظهور المنافقين و فضحهم و عدم قبول أعذارهم مطلب في فضايح المنافقين و إسلام بعضهم و ما قيل في الأيام و تقلباتها و الصحبة و فقدها. مطلب قصة ثعلبة و ما نتج عنها و حكم و أمثال في البخل و الطمع و الجبن و غيرها: مطلب موت ابن أبي سلول و كون العلة لا تدور مع المعلول، و أسباب التكرار في الآيات و عدم زيادة(ما) و لا غيرها في القرآن: مطلب في المستثنين من الجهاد، و الفرق بين العرب و الأعراب و أول من آمن و خبرهم، و تقسيم المنافقين، و عذاب القبر: مطلب سبب اتخاذ مسجد الضرار و مسجد قباء و فضله، و الترغيب في الجهاد و تعهد الله للمجاهدين بالجنة، و عدم جواز الاستغفار للكافرين: مطلب في إيمان أبي طالب و سبب استغفار ابراهيم لأبيه و كذب ما نقل عن ابن المقفع و قصة المخلفين الثلاثة و توبتهم: مطلب في مدح الصدق و فوائده و ذم الكذب و نتائجه و ما يتعلق بذلك و الرابطة عند السادة الصوفية: مطلب في فضل الجهاد و النفقة فيه و فضل طلب العلم و استثناء أهله من الجهاد، و الحكمة في قتال الأقرب بالأقرب و كون الايمان يزيد و ينقص و بحث في ما:
(تفسير سورة النصر عدد 28 - 114 و 110) (الخاتمة نسأل الله حسنها لديه) فهرست القسم الثاني من الجزء الثالث التقريظ الذي جادت به فريحة الأستاذ السيد عبد الرزاق ابن الشيخ حسين الخالدي ينبي‏ء عنه و عن تاريخ انتهائه و اسم مؤلفه

بيان المعانى


صفحه قبل

بيان المعانى، ج‏2، ص: 390

عز و جل أو مناديه المأمور بذلك‏ «فَيَقُولُ» للمشركين‏ «أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ» 62 في الدنيا أنهم شركاء معي في ملكي، و انهم واسطة نفعكم و ضركم الذين كنتم تتضرعون بهم زلفى و تزعمون أن لهم يدا عندنا، و مفعول زعم الأول محذوف تقديره تزعمونهم، و الثاني محذوف أيضا تقديره شركائي، لأن زعم يتعدى إلى مفعولين جائز حذفهما، قال في الكشاف: يجوز حذف المفعولين في باب ظن و لا يصح الاقتصار على أحدهما، و قال أبو حيان: إذا دل دليل على أحدهما جاز حذفه كقوله:

كان لم يكن بين إذا كان بعده‏

تلاق و لكن لا إخال تلاقيا

أي لا إخال بعد البين تلاقيا، قال تعالى‏ «قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ» الوارد في الآية؟؟؟ من سورة السجدة في ج 2، أي الواجب عليهم العذاب بما جنت أيديهم، و هم المعبودون و الرؤساء الكافرون الذين كانوا يأتمرون بأمرهم، و ينتهون بنهيهم‏ «رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا» أي أتباعنا الذين دعوناهم للغواية أَغْوَيْناهُمْ» باختيارهم و رضاهم لا بطريق القسر حتى تؤاخذ عليه، و ذلك أن الضال المضل له كفلان من العذاب، كفل على ضلاله، و كفل على إضلاله، راجع تفسير الآيتين 25 و 18 من سورة النحل في ج 2، لذلك تبرأوا منهم و عدوهم كأنفسهم بقولهم‏ «كَما غَوَيْنا» نحن باختيارنا و رغبتنا «تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ» الآن إذ ظهر خطأنا فيه‏ «ما كانُوا» هؤلاء «إِيَّانا يَعْبُدُونَ» 63 بل عبدوا شهواتهم راجع الآية 167 من سورة البقرة في ج 3 «وَ قِيلَ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ» من الأصنام و النجوم و النار و الحيوان و غيرها «فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ» لأن اللّه ختم على أفواه الناطقين منهم و لم يجعل قوة التكلم في الجمادات منها، فأيسوا مما كانوا يتوقعونه من شفاعتهم‏ «وَ رَأَوُا الْعَذابَ» المهيأ لهم هناك على سوء أعمالهم و هؤلاء الخاسرون‏ «لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ» 64 في الدنيا لما حل بهم ذلك العذاب و لكنهم ضلوا فحاق بهم ضلالهم‏ «وَ يَوْمَ يُنادِيهِمْ» و اذكر يا سيد الرسل لقومك يوم يسألهم في ذلك الموقف‏ «فَيَقُولُ ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ» 65 حين دعوكم إلى الإيمان و رفض الأوثان‏ «فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ» خفيت عليهم‏

بيان المعانى، ج‏2، ص: 391

الأخبار و اشتبهت عليهم الأعذار و وقعوا في حيرة «يَوْمَئِذٍ» يوم يلقى عليهم هذا السؤال‏ «فَهُمْ» كلهم مشغولون بأنفسهم‏ «لا يَتَساءَلُونَ» 66 بعضهم مع بعض عما وقع منهم بالدنيا، بل يسكتون يعلوهم الذل و الوجل رجاء أن تكون لهم حجة أو عذر عند اللّه يلقى في قلوبهم صورته، لأن ذلك الموقف يذمل فيه كل الخلق و منهم الأنبياء لشدة هوله، فيفوضون فيه الجواب عما يسألون عنه إلى علام الغيوب مع نزاهتهم عن غائلة السؤال عنه، فما ظنك بأولئك الضلال؟ و قرى‏ء فعميّت بالتشديد، قال تعالى‏ «فَأَمَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً» في دنياه‏ «فَعَسى‏ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ» 67 في الدار الآخرة، وعي هنا للتحقيق أي وجب أن يكونوا من الناجحين السعداء بفضل اللّه و حسن أعمالهم و أما من كان على العكس فوجب أن يكونوا من الخاسرين المعذبين بعدل اللّه و سوء أعمالهم‏ «وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ» من الأعيان و الاعراض، و الوقف على يختار لا على يشاء و هو معطوف على يخلق، فلا يخلق شيئا بلا اختيار، و هو أعلم بوجود الحكمة فيما يختاره، و هؤلاء المخلوقون كلهم‏ «ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ» التّخير في شي‏ء من أمرهم، كالطيرة بمعنى النظير، بل للّه الخيرة عليهم‏ (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ) .

مطلب نفي الاختيار عن العبد:

هذا، و في ظاهر هذه الآية نفي الاختيار عن العبد رأسا كما يقوله الجبرية و من أثبت للعبد اختيارا قال إنه لكونه بالدواعي التي لو لم يخلقها اللّه تعالى فيه لم يكن كان في حيز العدم، و هذا مذهب الأشعري على ما حققه الإمام العلامة الدّواني، قال الذي أثبته الأشعري هو تعلق قدرة العبد و إرادته الذي هو سبب عادي لخلق اللّه تعالى الفعل فيه و إذا فتشنا عن مبادئ الفعل وجدنا الإرادة منبعثة عن شوق له و رغبة فيه، و تصور له و قصد، و هذا هو الاختيار، و المعنى و اللّه أعلم، أن هؤلاء الذين يقترحون عليك الاقتراحات و يتمنون الأماني كما حكى اللّه عنهم في الآية 6 فما بعدها من سورة الفرقان المارّة و غيرها لا يليق بهم أن يتجاوزوا على اللّه و يتحكموا في طلباتهم لأن الكلام مسبوق لتجهيل المشركين في اختيارهم ما أشركوه باللّه و اصطفائهم إياه للعبادة و الشفاعة لهم يوم القيامة، كما يرمز إليه قوله آنفا (ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ) . أما

بيان المعانى، ج‏2، ص: 392

ما قيل ان هذه الآية نزلت ردا على قول الوليد بن المغيرة (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى‏ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) الآية 31 من الزخرف في ج 2 فغير وجيه لأن هذه الآية لم تنزل بعد و لم يتفوّه بمقالته هذه بعد، و كذلك ما قيل إنها نزلت ردا لقول اليهود: (لو كان الرسول إلى محمد غير جبريل لآمنا به) كما سنفصّله في الآية 38 من سورة البقرة في ج 3، لأن هذه الآية مكية بالاتفاق و ليس بين اليهود و حضرة الرسول أخذ ورد في مكة، و لا يصح جعل ما في قوله تعالى‏ (ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) موصولة باعتبارها مفعولا ليختار، أي يجعل الوقف على ما يشاء و الابتداء بقوله و يختار و تسليطه على ما باعتبارها مفعولة، و عليه يكون المعنى و يختار الذي فيه الخير و الصلاح لهم على أن يكون ذلك الاختيار بطريق التفضل و الكره عند أهل السنة و الجماعة، و بطريق الوجوب عند المعتزلة، بل ما في الآية نافية، لأن اللغة لا تساعد أن تكون الخيرة بمعنى الخير، و لأن قوله تعالى بعد «سُبْحانَ اللَّهِ وَ تَعالى‏ عَمَّا يُشْرِكُونَ» لا يناسب المقام، كما أنه لا يناسب ما قبله و هو (يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ) على الإطلاق لأن في حصره بالأصلح قيدا و اللّه منزه عن القيد، و لأن فيه حذف العائد إذا جعلت ما بمعنى الذي، فيحتاج الى ضمير يعود اليه، إذ لاتتم الآية، و لا يوجد، و لمخالفته ظاهر الآية، تدبر، قال تعالى‏ «وَ رَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ» تخفيه من عداوة لك يا محمد «وَ ما يُعْلِنُونَ» 69 منها فيما بينهم من قولهم هلا اختار اللّه غير هذا للنبوة، قاتلهم اللّه ما كان لهم الخيرة من أمرهم، فكيف يتمنون على اللّه الأماني و يعترضون عليه، راجع تفسير الآية 134 من سورة الأنعام في ج 2 «وَ هُوَ اللَّهُ» المستأثر بالإلهية و الاختيار وحده و جملة «لا إِلهَ إِلَّا هُوَ» تقرير لاختصاصه بها كقولك القبلة الكعبة لا قبلة غيرها، لا كقولهم الحج عرفة، لأن عرفة معظم الحج لا كله و هذا الإله المنزّه المنفرد بالألوهية المتصرف بجميع ما في الكون ناميه و جامده، جوهره و عرضه‏ «لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى‏» أي الدنيا لأنها قبل الآخرة «وَ الْآخِرَةِ» لكونها بعد الدنيا، أما البرزخ الكائن بينهما فهو حاجز غير حصين لانتهائه بها، و من هذا الحمد قول السعداء في الجنة (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) الآية 33

بيان المعانى، ج‏2، ص: 393

من سورة فاطر المارة و (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ) الآية 36 من سورة الزمر في ج 2 و قوله آخرها (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) و هذا الحمد على طريق التلذّذ لا التكليف لانتهائه بالآخرة «لَهُ الْحُكْمُ» القطعي بين الخلائق فيهما وحده لارادّ له و لا معقّب‏ «وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ» كلكم أيها الخلق بعد الموت و تحضرون بين يديه بعد النشور لتفهيم هذا الحكم‏

فيا أكرم الرسل‏ «قُلْ» لقومك الذين يتدخلون في ما لا يعنيهم‏ «أَ رَأَيْتُمْ» أخبروني أيها الناس‏ «إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً» مطّردا دائما لا نهار معه‏ «إِلى‏ يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ» نهار تطلبون فيه معاشكم و تنتشرون فيه لمصالحكم‏ «أَ فَلا تَسْمَعُونَ» 71 قول اللّه فتذعنون إليه و تؤمنون به. قال بضياء و لم يقل بنهار كالآية الآتية إذ قابل النهار بليل، لأن منافع الضياء لا تقتصر على التصرف بالمعاش و المصالح بل هي كثيرة، و الظلام ليس بتلك المنزلة، لذلك قرن بالضياء السمع لأنه يدرك ما لا يدركه البصر من ذكر منافعه، و وصف فوائده، و نعت طرائقه، و هو أفضل منه بدليل تقديمه على البصر في القرآن لأن الأصم لا يستفاد من مجالسته البتة، بخلاف الأعمى، و قرن بالليل البصر لأن غيرك يبصر من منفعة الظلام ما تبصره أنت، قال تعالى‏ «قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً» لا ليل معه مستمرا متتابعا «إِلى‏ يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ» تنامون و تستريحون فيه من مشاق النهار و عناء التعب‏ «أَ فَلا تُبْصِرُونَ» 72 هذه الشواهد العظيمة الدالة على قدرة الإله القادر، فتقفوا على معانيها و تفهموا المراد منها و تتيقنوا أن لا أحد يقدر عليها غيره تعالى، فيتّضح لكم خطأكم بعبادة غيره و ترجعون إليه تائبين، و هو الذي يقبل التوبة من عباده و يعفو عما قبلها «وَ مِنْ رَحْمَتِهِ» لكم «أن‏ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ» منقطعا عن النهار بقدر معلوم‏ «وَ النَّهارَ» كذلك و جعلهما يتعاقبان بالظلمة و الضياء «لِتَسْكُنُوا فِيهِ» أي الليل‏ «وَ لِتَبْتَغُوا» في النهار «مِنْ فَضْلِهِ» لتأمين حوائجكم‏ «وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» 73 نعم اللّه المتوالية عليكم فيها، و تعرفون حق المنعم بها فتؤمنون به، إذ لو جعل الظلمة متصلة و الضياء متصلا لحرمتم منافع‏

بيان المعانى، ج‏2، ص: 394

و لذات كثيرة، و لما استقام لكم أمر معاشكم. و كلمة سرمدا لم تأت إلا في هذه السورة فقط، ثم كرر النداء للمشركين زيادة في توبيخهم و تقريعا على إصرارهم لعلهم ينتبهون فينتهون بقوله‏ «وَ يَوْمَ يُنادِيهِمْ» على ملاء الأشهاد «فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ» 74 تقدم تفسير مثله، و إن زعم تتعدى لمفعولين كقوله:

و إن الذي قد عاش يا أم مالك‏

يموت و لم أزعمك عن ذاك معزلا

و قد حذف في الآية هذه مفعولي زعم أيضا، و لك أن تقول فيها كما هو في الآية 64 المارة.

مطلب في أنواع البديع التفسير و لمقابلة و قصة قارون:

و جاء في الآية 73 المارة من أنواع البديع اللف و النّشر المرتب، و يسمى التفسير من أقسام المعنوي في تحسين وجوه الكلام، و منه المقابلة كقوله:

ما أحسن الدين و الدنيا إذا اجتمعا

و أقبح الكفر و الإفلاس في الرجل‏

و جاء مثله في القرآن بقوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى‏ وَ اتَّقى‏ وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى‏) لآخر الآيات من سورة و الليل المارة، قال تعالى‏ «وَ نَزَعْنا» أفردنا و ميزنا و أخرجنا «مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ» من الأمم السالفة «شَهِيداً» يشهد عليهم بأنه بلغهم رسالة ربهم و نصحهم، لأن الأنبياء هم شهداء الأمم فيما لهم عليهم يوم القيامة «فَقُلْنا لهم» أي نقول للأمم المكذبة يوم القيامة «هاتُوا بُرْهانَكُمْ» على أن للّه شريكا بينوا حجتكم على صحة دعواكم هذه و ما كنتم تدينون به في الدنيا فصمتوا، إذ لا دليل لهم على ذلك و لا امارة «فَعَلِمُوا» حينذاك‏ «أَنَّ الْحَقَّ» في الإلهية كله‏ «لِلَّهِ» وحده‏ «وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ» 75 من دعوى الشرك، و جاء الفعل هنا بالماضي لتحققه، و هكذا كل ما هو محقق وقوعه، و كرر جل شأنه اللائمة على المشركين، لأنه لا شي‏ء أجلب لغضبه من ادعاء الشرك، كما لا شي‏ء أدخل في مرضاته من التوحيد، قال تعالى‏ «إِنَّ قارُونَ» بن يصهر بن قاهت‏ «كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى‏» قيل هو ابن عمه، لأن موسى بن عمران بن قاهت ابن لاوى بن يعقوب عليه السلام، و كان عالما لا أقرأ منه في التوراة، و لكنه نافق مثل السامري، و مثل يهوذا الأسخريوطي من حواري عيسى، و عبد اللّه بن‏

بيان المعانى، ج‏2، ص: 395

أبي بن سلول من أصحاب محمد، راجع الآية 30 من سورة الفرقان المارة، و الآية 11 من سورة الأنعام في ج 2 «فَبَغى‏ عَلَيْهِمْ» على بني إسرائيل لأنه كان عاملا عليهم‏ «وَ آتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ» الذهب و الفضة المدّخرة «ما إِنَّ مَفاتِحَهُ» مفاتح خزائنه إذا جعلته جمع مفتح بكسر الميم و هو ما يفتح به، و إذا جعلته جمع مفتح بفتحها فيكون مفاتحه خزائنه و هي المحال التي يدخر فيها المال، و ما موصولة في محل نصب بآتيناه، و أن اسمها و خبرها و هو «لَتَنُوأُ» تثقل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول و هو ما، و لهذا كسرت إن هنا «بِالْعُصْبَةِ» الجماعة الكثيرة «أُولِي الْقُوَّةِ» لا الضعفاء، و العصبة ما بين الثلاثة إلى الأربعين، قال ابن عباس كان يحمل مفاتحه أربعون رجلا، و قال غيره على ستين بغلا و لا يزيد قدر الواحد على الإصبع، فإذا كانت المفاتيح هكذا فما مقدار تلك الكنوز؟ و إذا كان عاملا من عمال فرعون عنده هذا القدر فما هو مقدار الذي عند فرعون؟ و مع هذا كله يناوئون اللّه. فلذلك أخذهم، و اذكر يا محمد لقومك قصته‏ «إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ» بحطام الدنيا و تبطر على قومك و تمرح بملك، فإنه زائل و الفرح مذموم‏ «إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ» الأشرين الذين لا يشكرون نعم اللّه، قالوا له ذلك لما رأوا من زيادة تكبره و تعاظمه عليهم و إطالة ثيابه خيلاء، قال تعالى‏ (وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ) الآية 23 من سورة الحديد ج 3 لأنه لا يفرح بالدنيا إلا من رضي بها و اطمأن إليها أما من يعلم أنه سيفارقها فلا يفرح بها، و لقد أحسن أبو الطيب المتبني في قوله:

أشد الغمّ عندي في سرور

تيقن عنه صاحبه انتقالا

و قال ابن شمس الخلافة:

و إذا نظرت فان بؤسا زائلا

المرء خير من نعيم زائل‏

و العرب تمدح بترك الفرح عند إقبال الخير و يقولون:

و لست بفرّاح إذا الدهر سرّني‏

و لا جازع من صرفه المتقلب‏

هذا و يشير نفي محبة اللّه لمثل هؤلاء إلى بغضه لهم و كراهته إياهم، لأن من لا يحبه اللّه يبغضه، و ينّبه إلى أن عدم المحبة كاف في الزجر عما نهى اللّه عنه‏

بيان المعانى، ج‏2، ص: 396

«وَ ابْتَغِ فِيما آتاكَ اللَّهُ» من المال في هذه الدنيا «الدَّارَ الْآخِرَةَ» بأن تنفق منه لأجلها مرضاة الذي أعطاكه و شكرا لنعمه‏ «وَ لا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا» كي تنجو من عذاب الآخرة.

مطلب في معنى النصيب و فوائد أخرى:

و النصيب هو حظّ الرجل من عمل الدنيا بلاغا للآخرة، أي اعمل لآخرتك كما تعمل لدنياك، و قيل النصيب هو الكفن، و قيل فيه:

نصيبك مما تجمع الدهر كله‏

رداءان تلوّى فيهما و حنوط

و في الحقيقة ان آخر ما يأخذه ابن آدم من ماله الذي جمعه من حلال و حرام بكدّ يمينه و عرق جبينه الذي يقدم غدا على المحاسبة عليه أمام الملك العلام هو الكفن و شي‏ء من الطيب لا غير، هذا ان قدر له الموت على الفراش، و إلا فقد لا يحصل على ذلك ان مات غرقا أو حرقا أو أكله السباع، فالسعيد من أمسك من ماله ما يكفيه و تصدق بالفضل لصلة رحمه و فقراء أمته ليدخر ثوابه في الدار الباقية، لأن هذه زائلة لا محالة و لو عمّر فيها ما عمر و قبل في المعنى:

كل ابن أنثى و إن طالت سلامته‏

يوما على آلة حدباء محمول‏

صفحه بعد