کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

بيان المعانى

الجزء الأول

خطبة الكتاب

[المقدمة]

المطلب الاول في بيان مبادئ في التفسير المطلب الثاني فيما يحتاج إليه المفسر المطلب الثالث في الحاجة الى التفسير المطلب الخامس في التفسير و التأويل و النهي عن القول في الرأي المطلب السادس في فضل القرآن و حفظه و تهديد من ينساه و السفر به المطلب السابع في التشريع في نهج القرآن و مفاصده و مميزات مكيه و مدنيه المطلب الثامن في النزول و كيفيته و ترتيب سوره و آياته المطلب التاسع في جمع القرآن و نسخه و ترتيبه و كونه توقيفيا و بيان ناسخه المطلب العاشر الناسخ و المنسوخ و القراءات و معنى انزل القرآن على سبعة أحرف مطلب حكاية واقعة: مطلب في الصوفية و معنى سبعة أحرف: المطلب الحادي عشر في خلق القرآن و عدمه و نسبته للكتب الأخرى و صدق النبوة المطلب الثاني عشر في الوحى و كيفية نزوله و معناه و أوله و الرؤيا الصادقة و معناها الخاتمة نسأل الله حسنها مطلب الفرق بين الحمد و الشكر و فضلهما و متى يطلبان مطلب إعاذة الله فى إصلاح الكون مطلب ولادة محمد صلى الله عليه و سلم
تفسير سورة الفاتحة عدد 5 - 1 تفسير سورة المسد عدد 6 - 111 تفسير سورة الفجر عدد 10 و 89 تفسير سورة الانشراح عدد 12 - 94 تفسير سورة العصر عدد 13 - 103 تفسير سورة العاديات 14 - 100 تفسير سورة الكوثر عدد 15 - 108 تفسير سورة التكاثر عدد 16 - 102 تفسير سورة الماعون عدد 17 و 107 تفسير سورة الكافرون عدد 18 - 109 تفسير سورة الناس عدد 21 - 114 تفسير سورة الإخلاص عدد 22 - 112 تفسير سورة عبس عدد 24 - 80 تفسير سورة القدر عدد 25 - 97 تفسير سورة و الشمس 26 - 91 تفسير سورة التين عدد 28 - 95 تفسير سورة قريش عدد 29 - 109 تفسير سورة القارعة عدد 30 - 101 تفسير سورة الهمزة عد 32 - 104 تفسير سورة الطارق عدد 36 - 86 بيان المطالب المشتمل عليها هذا الجزء

الجزء الثاني

تفسير سورة الشعراء عدد 47 - 26

مطلب الحكمة من قوله تعالى(تلقف ما يأفكون):

تفسير سورة القصص عدد 49 - 28 تفسير سورة الاسراء عدد 50 - 17 فهرس القسم الثاني من الجزء الأول تابع فهرسى القسم الثاني من الجزء الأول

الجزء الثالث

خطبة الكتاب

تفسير سورة يونس عدد 1 - 51 - 10

مطلب في معنى القدم:

مطلب معنى التعجب و التدبر و الأيام الست و العرش: مطلب السنين الشمسية و القمرية و ما يتعلق بهما: مطلب كراهية الدعاء بالشر على النفس: مطلب ذم الدنيا و حالة الرسول و عمر فيها: مطلب الأنواء و الحكم الشرعي فيها و الإبرة المحدثة: مطلب البغي و متى يكون مذموما و متى يكون ممدوحا و حكمه: مطلب معنى الزيادة و رؤية الله تعالى: مطلب الأوثان و ما يقع بين العابدين و المعبودين: مطلب الفرق بين آيات التحدي على الإتيان بمثل القرآن: مطلب الآية المدنية و شرط النسخ: مطلب معنى الرحمة و الفضل و مراتب كمال النفس. مطلب الحرام رزق مثل الحلال و قول المعتزلة فيه و الرد عليهم. مطلب أولياء الله من هم و المحبة الصادقة و الرؤيا الصالحة: مطلب رسالة الأنبياء خاصة عدا نوح باعتبار آخرها و محمد أولا و آخر: مطلب معنى الطمس و عدد الآيات و أن الأنبياء لم يدعوا على أممهم إلا بعد اليأس منهم: مطلب الحكمة في عدم قبول إيمان اليائس و إخراج جثة فرعون و معجزة القرآن: مطلب في المشيئة و الاستثناء و قصة يونس عليه السلام: مطلب المشيئة عند أهل السنة و المعتزلة و معنى الآية فيها:

تفسير سورة يوسف عدد 3 - 53 و 12

مطلب في الرؤيا و ماهيتها و ما يفعل رائيها و في الحواس العشرة:

مطلب الآية المدنية، و أسماء أخوة يوسف و أسماء الكواكب و الكيد ليوسف منهم: مطلب جرائم إخوة يوسف و فائدة العفو و صلاح الوالدين و عظيم فضل الله تعالى: مطلب خلاصة القول بالهم و بطلان أقوال من قال به و الشهادات على براءة يوسف عليه السلام: مطلب في لولا و السبب في نقل ما فيه و هم يوسف عليه السلام و الأحاديث الموضوعة: مطلب من تكلم في المهد و كيد النساء و الحذر من مخالطتهن: مطلب أقسام الخطأ و مراتب الحب و معنى الفتى و المتكأ و الإكبار: مطلب اختيار السجن ليوسف و المتآمرين على اغتيال الملك و تأويل رؤيا السجينين: مطلب مبادئ رسالة يوسف عليه السلام و تعبير رؤيا السجينين و مشروعية الرجاء: مطلب في ضمير أنساه و رؤيا ملك مصر الأكبر و خروج يوسف من السجن: مطلب مراتب النفس و مواقف التهم و حكاية الزمخشري و اجتماع يوسف بالملك بعد توليه الوزارة: مطلب تمرين الموظف و زواج يوسف بزليخا و دخول السنين المجدبة و اجتماع يوسف بإخوته: مطلب أول من سن التحقيق عن الهوية و معنى الأخوه و فضلها و محاسن الأخلاق: مطلب تعهد أولاد يعقوب بأخيهم الثاني و الإصابة بالعين و سببها و ما ينفعها: مطلب اتهام بنيامين بالسرقة و ما وقع لأخوته مع ملك مصر من جراء ذلك: مطلب جواز البكاء و الحزن و الأسف بما دون الضجر و تحريم شق الجيب و تحجيم الوجه و اللطم و قص الشعر: مطلب الصبر الجميل و شبهه و كتاب يعقوب لملك مصر: مطلب تعريف يوسف نفسه لاخوته و كرم أخلاقه معهم و تبشير يعقوب به: مطلب نسبة النزغ إلى الشيطان مجاز و سبب بلاء يعقوب و إتيان الفرج و حسن الموت: مطلب أول من سن النداء إلى الطعام و ملاذ الدنيا و تمني الموت و قبح الانتحار: مطلب في قوله تعالى حتى إذا استيأس الرسل و أنه يجوز عليهم ما يجوز على غيرهم من البشر:

تفسير سورة الأنعام عدد 5 - 55 - 6

مطلب نشأة الكون و مبدأ الخلق و أن لكل إنسان أجلين و ما يتعلق بذلك:

مطلب في الرحمة و معنى كتبها على نفسه المقدسة و أن الضار و النافع هو الله تعالى: مطلب لا يصح نزول الآية في أبي طالب و في حمل الأوزار و الآية العظيمة التي نزلت في حق الرسول صلى الله عليه و سلم: مطلب كل شي‏ء في القرآن مما كان و مما سيكون و الآية الخارقة لعقيدة المعتزلة: مطلب الجمع بين آيات الوفاة و سرعة الحساب و قول الفلاسفة فيه و معنى يذيق بعضكم بأس بعض: مطلب النهي عن مجالسة الغواة و ذم اللغو و تهديد فاعليه و مدح من يعرض عنه: مطلب في الصور و أن آزر هو أبو ابراهيم لا غير و ما وقع له مع أبيه و قومه و ملكهم: مطلب القساوة المنطقية مطلوبة، و قصة إبراهيم، و جواز حذف حرف الاستفهام: مطلب عموم رسالته صلى الله عليه و سلم و الآية المدنية و بحث في النسخ: مطلب الدلائل على قدرة الله و منافع الخلق فيها و معنى المستقر و المستودع و أصل الخلقة: مطلب نبذة فيما يتعلق بالرابطة لدى السادة الصوفية تابع لما مر في الآية 57 من الإسراء في ج 1: مطلب معتقد الزنادقة و المجوس و تحقيق رؤية الله تعالى: مطلب الاستفهام الإنكاري له معنيان و تمحيص لا في هذه الآية و ما يناسبها: مطلب الضرورات تبيح المحظورات و الضرورة تقدر بغيرها و أن طاعة الله واجبة مطلقا: مطلب النهي عن كل ما لم يذكر اسم الله عليه و الحكم الشرعي في التسمية و ما هو مفعولها. مطلب ما يوجب ضيق الصدر و المثل المضروب لذلك من معجزات القرآن: مطلب الأشياء التي ذم الله بها العرب و عدم جواز الوقف على الذكور و تخصيصهم دون الإناث بشي‏ء: مطلب ما تجب فيه الزكاة من الحبوب و غيرها و الحكم الشرعي في قدرها: مطلب المحرم و المحلل هو الله و أن أمر الرسول هو أمر الله و التحريم لنفع العباد و الحكم الشرعي بذلك: مطلب في المشيئة و الإرادة و اختيار العبد و دحض حجج المعتزلة و غيرهم: مطلب آيات الصفات و علامات الساعة و إيمان اليأس و اعتبار كل الأمم من ملة الإسلام و التفرقة في الدين: مطلب حكاية بنكتة و عظيم فضل الله:

الجزء الرابع

تفسير سورة الغاشية عدد 18 - 68 - 88

تفسير سورة النحل عدد 20 - 70 - 16

تفسير سورة النبأ عدد 30 - 80 - 78 تفسير سورة الانشقاق عدد 33 - 83 و 84 فهرست القسم الثاني من الجزء الثاني

الجزء الخامس

خطبة الكتاب

تفسير سورة البقرة عدد 1 - 87 و 2

مطلب الإيمان يزيد و ينقص و حال المنافقين و فضيحتهم و أفعالهم:

مطلب في المثل لما ذا يضرب و ما هو الرعد و البرق و ضمير مثله: مطلب في ثمار الجنة و نسائها و أهلها و ضرب المثل و العهود التي أخذها الله على خلقه: مطلب في المخترعات الحديثة و التحليل و التحريم و بحث في الخلق و قصة الجن و مغزى اعتراضهم: مطلب تفضيل الرسل على الملائكة و امتناع إبليس عن السجود و كونه ليس من الملائكة: مطلب إغواء إبليس لآدم و حواء و خروجهما من الجنة و إسكانهما الأرض: مطلب في العقل و معناه و أحاديث و مواعظ في الصبر و التقوى و غيرهما و الصلاة و ما خوطب به بنو إسرائيل: مطلب خروج بني إسرائيل من مصر و أخذهم ضريح يوسف و إنجائهم و إغراق فرعون و الميقات الأول: مطلب في الشكر و توبة بني إسرائيل و الميقات الثاني: مطلب في التيه و المن و السلوى و مخالفتهم أمر الله ثانيا: مطلب رفع الطور على بني إسرائيل و كيفية مسخهم قودة و خنازير: مطلب ما قاله الإمام المراغي و قصة البقرة و إحياء الميت: مطلب مثالب بني إسرائيل و تحويفهم كلام الله و نقضهم عهوده: مطلب حرص اليهود على الدنيا و عداوتهم لجبريل عليه السلام و ابن حوريا و عمر بن الخطاب و قوة إيمانه: مطلب في السحرة و هاروت و ماروت و الحكم الشرعي في السحر و الساحر و تعلمه و تعليمه و العمل به: مطلب في النسخ و أسبابه و أنه لا يكون إلا بمثله أو خير منه: مطلب الاختلاف في سبب نزول الآية 108 و تفنيد الأقوال فيها و مجهولية الفاعل: مطلب مناظرة اليهود و النصارى، و لغز في ذلك: مطلب فيما ابتلى به إبراهيم ربه و الكلمات التي علمها له و بناء الكعبة و غيرها: مطلب وصية يعقوب و بقية قصة إسماعيل عليهما السلام: مطلب بناء البيت و حدوده من جهاته و تحريمه و احترام ما فيه و بدء بنائه: مطلب كيفية الإيمان و الإسلام و المعمودية و من سنها و تحويل القبلة و أن الشهادة قد تكون بلا مشاهدة و منها شهادة خزيمة: مطلب آيات الصفات و الشكر على النعم و الذكر مفرد أو جماعة و ثواب الشهيد: مطلب في الصبر و ثوابه و ما يقوله المصاب عند المصيبة: مطلب في السعي و أدلة السمعية و الحكم الشرعي فيه و كتم العلم: مطلب الدلائل العشر المحتوية عليها الآية 164 من هذه السورة: مطلب في الأكل و أحكامه و أكل الميتة و الدم و غيرهما من المحرمات: مطلب أنواع البر و القصاص و ما يتعلق بهما: مطلب في الوصايا و من يوصى له و من لا و ما على الوصي و الموصى له و الموصي: مطلب في الصوم و فرضيته و الأعذار الموجبة للفطو و الكفارة و إثبات الهلال و إنزال الكتب السماوية: مطلب الدعاء و شروطه و الجمع بين الآيات الثلاث فيه و شروط الإجابة: مطلب أخذ أموال الناس باطلا و القضاء لا يحلل و لا يحرم و معنى الأهلة و ما كان في الجاهلية و أنه القتال الأولى: مطلب المقابلة بالمثل و فضل العفو و الإنفاق في سبيل الله و الإحسان: مطلب في المحافظة على الأدب في الحج و لزوم التقوى فيه و جواز البيع و الشراء في الموسم و دوام ذكر الله تعالى: مطلب مقتل زيد بن الدثنة و خبيب الأنصاري و إظهار حبهم لحضرة الرسول و الصلاة عند القتل و قصة صهيب: مطلب لا يصح نزول الآية في عبد الله بن سلام و بحث قيم في آيات الصفات و أن المزين في الحقيقة هو الله تعالى: مطلب الأنبياء و الرسل المتفق عليهم و المختلف فيهم و رسالتهم و عددهم و عدد الكتب المنزلة عليهم: مطلب في الإنفاق و الجهاد و فوائدهما و ما يترتب على القعود عنهما من البلاء: مطلب في الخمر و الميسر و مخالطة اليتامى و النظر إليهم و بحث في النفقة أيضا و حفظ بيت المال مطلب في الحيض و النفاس و ما يجوز معهما و ما يمتنع و كفارة من يقرب الحائض و في الإتيان في الدبر: مطلب في الأيمان و كفارتها و الإيلاء و الطلاق و العدة و كلمات من الأضداد و ما يتعلق بحقوق الزوجين: كراهة الطلاق و جواز الخلع على مال و حرمة أخذه إن كان لا يريدها و وقوع الطلاق الثلاث: مطلب في الرضاع و عدة الوفاة و الطلاق و ما يجب فيهما و نفقة الأولاد و المعتدات: مطلب قصة ذي الكفل و نادرة السلطان سليم و قصة أشمويل عليه السلام: مطلب في التابوت و مسيرهم للجهاد و مخالفتهم توصية نبيهم بالشرب من النهر و قتل جالوت و تولية داود عليه السلام: مطلب التفاضل بين الأنبياء و اختصاص كل منهم بشي‏ء و تفضيل محمد على الجميع و إعطائه ما أعطاهم كلهم من المعجزات: مطلب عظمة العرش و الكرسي و أفضل آية في القرآن و الأحاديث الواردة في ذلك و الإكراه في الدين: مطلب محاججة النمروذ مع إبراهيم عليه السلام و قصة عزير عليه السلام و سؤال إبراهيم عن كيفية إحياء الموتى و جوابه عليها: مطلب في الصدقة الخالصة و التوبة و ما يتعلق بهما و بيان أجرها و عكسه: مطلب أدل آية على فرض الزكاة و معنى الحكمة و الحكم الشرعي في الزكاة و النذر: مطلب الهداية من الله، و فضل إخفاء و إعلان الصدقة، و الربا و ما يتعلق به و الحكم الشرعي فيه: مطلب فائدة انظار المعسر و تحذير الموسر عن المماطلة بالأداء و أجر العافي عن الدين و التوبة عن الربا و آخر آية نزلت فيه:
مطلب في الكتابة و الشهادة على الدين و تحذير الكاتب و الشاهد من الإضرار بأحد المتعاقدين و حجر القاصر و من هو بحكمه: مطلب المحاسبة غير المعاقبة و معنى الخطأ و النسيان و الهم و الطاقة و الإصر و غيرهما:
تفسير سورة الأنفال عدد 2 و 98 و 8

تفسير سورة آل عمران عدد 3 و 89 و 3

مطلب في وفد نجران و مناظرته مع حضرة الرسول، و بيان المحكم و المتشابه في القرآن العظيم:

مطلب آيات الله في واقعة بدر. و مأخذ القياس في الأحكام الشرعية. و أن الله خلق الملاذ إلى عباده ليشكروه عليها و يعبدوه: مطلب في معنى الحساب و علامة رضاء الله على خلقه و موالاة الكفرة و تهديد من يواليهم أو يحبتهم: مطلب من معجزات القرآن تماثيل الأعمال كالسينما و في طاعة الله و رسوله التي لا تقبل الأولى إلا مع الثانية و هناك من الأمثال ما يقاربها: مطلب ولادة مريم من حنة و تزويج زكريا من إيشاع و قصتهما و ما يتعلق فيهما: مطلب في الاصطفاء، و من كمل من النساء، و ما احتوت عليه هذه الآيات و ما يتعلق بها: مطلب معجزات عيسى عليه السلام و قصة رفعه إلى السماء و عمل حوارييه من بعده: مطلب في المباهلة ما هي و على أي شي‏ء صالح رسول الله و قد نجوان و حكاية أسير الروم. مطلب في الحلف الكاذب و المان بما أعطى و المسبل إزاره و خلف الوعد و نقض العهد: مطلب وقت قبول التوبة و عدم قبولها. و معنى البر و الإثم. و التصديق بالطيب. و الوقف الذري. و تبدل الأحكام بتبدل الأزمان: مطلب في البيت الحوام و البيت المقدس و فرض الحج و سقوطه و تاريخ فرضه و الزكاة و الصوم و الصلاة أيضا: مطلب فتن اليهود و إلقائها بين المسلمين و سبب اتصال الأنصار بحضرة الرسول و ألفتهم: مطلب في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و الاجتماع و الفرقة و كون هذه الأمة خير الأهم و معنى كان و التذكير و التأنيث: مطلب حقد اليهود و المنافقين و رؤية حضرة الرسول و قصة أحد و ما وقع فيها: مطلب من أمي قديم، إلى حزن حادث و في الربا و مفاسده. و وجود الجنة و النار و الأوراق النقدية: مطلب في التقوى و كظم الغيظ و العفو و الإحسان، و مكارم الأخلاق و التنزه عن مذامتها: مطلب الأيام دول بين الناس، و كون الجهاد لا يقرب الأجل، و كذب المنافقين، و اللغات التي تجوز في كأين: مطلب المقتول ميت بأجله، و أنواع العبادة ثلاثة، و بحث في الشورى و من يشاور، و خطبة أبي طالب: مطلب في حياة الشهداء، و خلق الجنة و النار، و قصة أهل بنو معونة، و ما قاله معبد الخزاعي: مطلب غزوة حمراء الأسد، و بدر الصغرى، و أحاديث في فضل الجهاد و الرباط: مطلب في الزكاة و عقاب تاركها، و تحذير العلماء من عدم قيامهم بعلمهم، و حقيقة النفس: مطلب إخبار الله تعالى عما يقع على المؤمنين و قتل كعب بن الأشرف و الاعتبار و التفكر و الذكر و فضلهما و صلاة المريض: مطلب فيما وقع للنجاشي مع أصحاب رسول الله و وفد قريش. و مأخذ قانون عدم تسليم المجرمين السياسيين. و الصلاة على الغائب:

تفسير سورة النساء عدد 6 و 92 و 4

مطلب في أخلاق الجاهلية و فوائد السلطان للبلاد و العباد. و أكل مال اليتيم:

مطلب في الوصايا و أموال الأيتام و حفظها و تنميتها و رخصة الأكل منها للمحتاج: مطلب حد الزنى و اللواطة. و أصول التشريع. و المراد بالنسخ. و إيمان اليأس و التوبة: مطلب في المحرمات من النساء و في نكاح الحرة و الأمة و نكاح التبعة و التفاضل بين الناس: مطلب أكل المال بالباطل و جواز البيع بالتراضي و من يقتل نفسه و كبائر الذنوب و صغائرها و ما يتعلق بهذا: مطلب تفضيل الرجل على المرأة. و عدم مقاصصتهن لرجالهن. و أمر تأديبهن منوط برجالهن أيضا: مطلب أجمع آية في القرآن لمصارف الصدقة. و حق القرابة و الجوار و شبههما و ذم البخل: مطلب أن الخمر الثالثة و نزول آية التحويم و الأصول المتممة في النطق، و عدم اعتبار ردة السكران و طلاقه: مطلب طبايع اليهود أخزاهم الله و اسلام عبد الله بن سلام و أصحابه و غفران ما دون الشرك و علقة اليهود: مطلب توصية الله الحكام بالعدل و محافظة الأمانة و الأحاديث الواردة فيها و تواصي الاصحاب في ذلك: في مطلب معنى زعم قصة بشر و اليهودي و الزبير و الأنصاري و امتثال أوامر الرسول: مطلب ما فعله ابو نصير و فتح خيبر و تبوك و ما وقع فيهما من المعجزات و ظهور خير صلح الحديبية الذي لم يرض به الأصحاب. مطلب في قوله تعالى كل من عند الله، و كيفية حال المنافقين مع حضرة الرسول، و ان كلام الله لا يضاهيه كلام خلقه محمد فمن سواه صلى الله عليه و سلم: مطلب أمر حضرة الرسول بالقتال و الآية المبشرة إلى واقعة أحد و بدر الصغرى و الشفاعة و الرجاء و مشروعية السلام و رده: مطلب من يقتل و من لا يقتل و من يلزمة الكفارة للقتل و من لا و ما هو يلزم القاتل و أنواع القتل: مطلب في قصر الصلاة و كيفيتها و هل مقيدة بالخوف أم لا و مدتها، و قصة سرقة طعيمة بن أبيرق و جواز الكذب أحيانا: مطلب غفران مادون الشرك و توبة الشيخ على يد رسول الله: مطلب ارث النساء و القسم من الزوجات و جواز الفداء و العداء و الظلم و العدل: مطلب في التهكم و الكتاب و النهي عن مجالسة الغواة و أفعال المنافقين و أقوال اليهود الباطلة: مطلب عدم تيقن اليهود بان عيسى هو المصلوب، و آية الربا الرابعة، و عدد الأنبياء و الرسل و فرق النصارى و نص الأقانيم الثلاث:
فهرست القسم الاول من الجزء الثالث

الجزء السادس

تفسير سورة الزلزلة عدد 7 - 93 - 98 تفسير سورة الحديد عدد 8 - 94 - 57 تفسير سورة التغابن عدد 22 - 108 - 64

تفسير سورة المائدة عدد 26 و 112 و 5

مطلب في النسخ و الحرمات و أسباب تحريمها و الأنصاب و الأزلام و غيرها و الآية المستثناة:

مطلب في أحكام الصيد و ما يؤكل منه و ما لا، و ما هو المعلم من غيره و الصيد بالبندقية و العصا و غيرهما. مطلب في أحكام التيمم و كيفيته و جواز الوضوء الواحد لخمس صلوات و إن كلمة إنا لا تفيد العموم و فروض الوضوء و كيفيته: مطلب تذكير رسول الله ببعض النعم التي أنعم الله بها عليه بخلاصه من الحوادث و التآمر، و قصة موسى عليه السلام مع الجبارين: مطلب في مدة الفترة و ما بين عيسى و محمد من الزمن و عوج بن عنق و تيه بني إسرائيل و الحكمة منه: مطلب موت هارون و موسى عليهما السلام و قصة ولدي آدم عليه السلام: مطلب في حد المفسدين في الأرض و من تقبل توبتهم و من لا تقبل و حكاية داود باشا حاكم العراق: مطلب في الرابطة عند السادة النقشبندية و في حد السارق و معجزات الرسول و القصص و ما يتعلق به: مطلب في الذين ارتدوا عن الإسلام في زمن الرسول و بعد و اخبار الرسول بذلك عن طريق الاعجاز و من دخل في الإسلام: مطلب في مثالب اليهود و التفرقة في الدين و ما ينشا عنها و أن تبليغ الرسول مقصور على القرآن و أمره بترك حراسته: مطلب أشد الناس عداوة و أقربهم مودة للمسلمين و ان التشديد في الدين غير مشروع و لا ممدوح و كفارة اليمين: مطلب تحريم الخمر بتاتا و أسباب هذا التحريم و ذم الخمر و الميسر و شبههما و الحكم الشرعي فيه و ضرره في الوجود: مطلب في الخبيث و الطيب و النهي عن سؤال الله بما لم يكلف به عباده و ما حرمته الجاهلية قبل الإسلام: مطلب لا يستفاد من هذه الآية ترك الأمر بالمعروف و كيفية استماع الشهود على وصية الميت و سبب نزول هذه الآية: مطلب في نزول المائدة و ما قاله عيسى عليه السلام لطالبيها و ما أجاب به ربه عند سؤاله عما عزى إليه قومه:

تفسير سورة التوبة - براءة عدد 27 - 113 و 8

مطلب إنذار الله إلى الناس بانتهاء معاهدات الحرب و عدم صحة عزل أبي بكر من إمارة الحج و تهديد الكفار إذا لم يؤمنوا بعد هذا الانذار:

مطلب تفضيل الإيمان على كل عمل مبرور كعمارة المساجد و الإطعام و فك الأسرى و غيرها: مطلب في الرخص و العزائم و واقعة حنين مطلب أسباب ضرب الجزية على أهل الكتاب و ما هي، و معاملتهم بالحسنى و بيان مثالبهم التي يفعلونها و يأمرون بها: مطلب في ذم مانعي الزكاة و عقابهم، و معنى الكنز، و سبب نفي أبي ذر، و الأشهر الحرم، و اختلاف السنين، و عدد أيامها: مطلب فى المجاهدين و ما ذكره الله من هجرة رسوله و الحث على الجهاد و غزوة تبوك و ما وقع فيها: مطلب مثالب المنافقين و مصارف الصدقات و سبب وجوبها و تحريم السؤال: مطلب في الأصناف الثمانية و من يجوز إعطاؤه من الزكاة و من لا يحوز و بعض مثالب المنافقين أيضا: مطلب ظهور المنافقين و فضحهم و عدم قبول أعذارهم مطلب في فضايح المنافقين و إسلام بعضهم و ما قيل في الأيام و تقلباتها و الصحبة و فقدها. مطلب قصة ثعلبة و ما نتج عنها و حكم و أمثال في البخل و الطمع و الجبن و غيرها: مطلب موت ابن أبي سلول و كون العلة لا تدور مع المعلول، و أسباب التكرار في الآيات و عدم زيادة(ما) و لا غيرها في القرآن: مطلب في المستثنين من الجهاد، و الفرق بين العرب و الأعراب و أول من آمن و خبرهم، و تقسيم المنافقين، و عذاب القبر: مطلب سبب اتخاذ مسجد الضرار و مسجد قباء و فضله، و الترغيب في الجهاد و تعهد الله للمجاهدين بالجنة، و عدم جواز الاستغفار للكافرين: مطلب في إيمان أبي طالب و سبب استغفار ابراهيم لأبيه و كذب ما نقل عن ابن المقفع و قصة المخلفين الثلاثة و توبتهم: مطلب في مدح الصدق و فوائده و ذم الكذب و نتائجه و ما يتعلق بذلك و الرابطة عند السادة الصوفية: مطلب في فضل الجهاد و النفقة فيه و فضل طلب العلم و استثناء أهله من الجهاد، و الحكمة في قتال الأقرب بالأقرب و كون الايمان يزيد و ينقص و بحث في ما:
(تفسير سورة النصر عدد 28 - 114 و 110) (الخاتمة نسأل الله حسنها لديه) فهرست القسم الثاني من الجزء الثالث التقريظ الذي جادت به فريحة الأستاذ السيد عبد الرزاق ابن الشيخ حسين الخالدي ينبي‏ء عنه و عن تاريخ انتهائه و اسم مؤلفه

بيان المعانى


صفحه قبل

بيان المعانى، ج‏3، ص: 562

و إذا أريد بهم الحفظة أو الموكلون بأعمال الخلق الكاتبون لحسناتهم و سيئاتهم فيكون إحضارهم ليتلى عليهم ما دوّنوه ليسألوا عنه بحضور المكتوب عنهم ليتبين لهم هل ظلموهم بشي‏ء من ذلك أم لا، و إذا أريد بهم الرجال العدول الأبرار من كل أمة فيكون حضورهم لسؤالهم هل أن الرسل بلغوا أممهم رسالة ربهم أم لا، لأن من الناس من يجحد مجي‏ء الرسل، و إذا أريد بهم أمة محمد يكون المراد من حضورهم أن يشهدوا على الأمم السالفة بأن رسلهم بلغوهم أوامر اللّه و نواهيه عند ما يقولون ما جاءنا من بشير و لا نذير، فيقال لهم من أين علمتم أنهم بلغوهم و أنتم بعدهم و لم تجتمعوا معهم؟ فيقولون من كتاب أنزله اللّه علينا ذكر فيه أن الرسل بلغوا أممهم و هو حق و صدق، و من أقوال رسولنا محمد الذي أخبرت يا ربنا أنه لم ينطق عن هوى، و ان قوله وحي منك يوحى إليه، و قد علمنا أنه حق و أن رسالته صدق، و مما يدل على أن هذه الأمة تشهد يوم القيامة على الأمم التي قبلها قوله تعالى:

(وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) الآية 143 من البقرة في ج 3، و مثلها الآية الأخيرة من سورة الحج في ج 3 أيضا «وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ» لكل ما يستحقه بموجب عمله‏ «وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ‏ 69» شيئا فلا يزاد على سيئات المسي‏ء، و لا ينقص من حسنات المحسن و ينال كل جزاء ما عمله إذا عاملهم بعدله، أما إذا عاملهم بفضله الواسع الذي يدخل فيه من يشاء جنته عمل أو لم يعمل فهو أهل لذلك فقد يعفو عن المسي‏ء و يضاعف للمحسن أضعافا كثيرة و هو جل عطفه لا يسأل عما يفعل‏ «وَ وُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ» جزاء «ما عَمِلَتْ» في دنياها من خير أو شر «وَ هُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ‏ 70» قبل محاسبتهم و قبل الإطلاع على كتبهم و الاستشهاد عليهم إذ ليس هو بحاجة إلى كتاب أو شاهد، و لكن ليعترفوا أنفسهم بما وقع منهم، و ليعلموا أن اللّه ما ترك لهم مثقال ذرة مما عملوه، و أنه قضى عليهم و لهم بما يستوجبونه، لأن الحاكم إذا أفهم المحكوم عليه جرمه و أسبابه و أدلته التي أدانته به و وجه ثبوته عليه بالبراهين التي لا تقبل التأويل و الحجج القاطعة لرد دفاعه يوقع الحق على نفسه و يلومها و يبرأ الحاكم من الحيف و الجور و الخصومة، و لا يوقر بقلبه غلا عليه،

بيان المعانى، ج‏3، ص: 563

و إذا لم يفعل ذلك فيقول له لما ذا حكمت عليّ و بماذا أثبت التهمة الملصقة بي؟ و لو كان في الحقيقة فاعلا فيوقع اللوم على الحاكم و يسند إليه الجور و الحيف و الخصومة من حيث لا لوم عليه في الحقيقة إلا تقصيره بعدم بيان الأسباب المذكورة.

قال تعالى‏ «وَ سِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى‏ جَهَنَّمَ» محل تنفيذ العقوبة المترتبة عليهم بعد تفهيمهم الحكم من الحاكم العدل و بيان أسبابه و تبيانه و اعترافهم بجرمهم‏ «زُمَراً» أفواجا بعضهم إثر بعض بواسطة شرطة العذاب الذين خصصهم اللّه تعالى لهذه الغاية في يوم النّهاية أذلاء مهانين مكبلين بالسلاسل و الأغلال بدلالة لفظ السوق‏ «حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها» لأنها كانت مغلقة لئلا يتأذى منها من ليس من أهلها لا خشية الفرار إذ لا فرار هناك كدور السجن في الدنيا فإنها تكون دائما مغلقة حتى إذا جي‏ء بسجين جديد فتحت فأدخل و أغلقت أيضا، إهانة لهم و إعلاما بأن إدخالهم قسرا إذلال لهم‏ «وَ قالَ لَهُمْ خَزَنَتُها» الموكلون بها المفوضون بتعذيب أهلها بأنواع العذاب المقدر لهم بعلم اللّه و بالمكان المعين لهم من قبله حين يقضى عليهم لأن جهنم دركات الواحدة أشر من الأخرى عند إرادة إدخالهم الدركة المخصّصة لهم ليذوقوا وبال أمرهم من عذابها، و يقال لهم توبيخا و تقريعا «أَ لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ» من جنسكم في الدنيا «يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ» المنزلة عليهم من لدنه‏ «وَ يُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى‏» إذ لم يبق مجال للإنكار و الاحتجاج كما لا مجلل للفرار و لا محل لتعقيب الحكم من استئناف و تمييز و إعادة محاكمة كأحكام الدنيا إذ لا معقب لحكم اللّه، و لهذا يقول اللّه تعالى حكاية عنهم‏ «وَ لكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ» الصادرة من الإله العظيم شديد العقاب المبينة في الآية 119 من سورة هود المارة «عَلَى الْكافِرِينَ‏ 71» يعنون أنفسهم لأنهم كفروا باللّه و رسله و ما جاءهم من الوحي‏ «قِيلَ» فتقول لهم الملائكة المذكورون بعنف و شدة بعد ما سمعوا قولهم‏ «ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها» لا مخرج لكم منها البتة، و إنما قالوا أبواب لأن كلا منهم له عذاب دون الآخر، فيدخل كل الباب الذي فيه محل عذابه، ثم يقال لهم بعد أن يستقر كل في مكانه هذا مثواكم‏ «فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ‏ 72» عن طاعة اللّه‏

بيان المعانى، ج‏3، ص: 564

و رسله المستأنفين عن قبول النصح و الإرشاد المعرضين عن الهدى و الصواب و السداد.

قال تعالى‏ «وَ سِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ» التي حكم لهم بدخولها و التنعم بنعيمها «زُمَراً» جماعات و زرافات على مراكبهم و مراتبهم، و جاء هنا لفظ السوق للمقابلة أو أنه للمراكب لا للراكبين لإرادة السرعة إلى دار الكرامة بالهيبة و الوقار و الاحترام، فشتان بين السوقين‏ «حَتَّى إِذا جاؤُها وَ فُتِحَتْ أَبْوابُها» قبل وصولهم زيادة في تبجيلهم و ليحصل لهم كمال السرور بدخولها رأسا من غير انتظار لأن الخزنة فتحوا أبوابها و وقفوا عليها صفوفا منتظرين قدومهم ليتشرفوا بهم كما هي الحالة في الدنيا عند قدوم أمير أو وزير أو عند ما يدخل السلطان مقامه في الأيام الرسمية ليتقبل التبريكات من رعيته و السلام عليه إذ يقف الجنود و الموظفون صفوفا عن يمين و شمال الباب الذي يجلس فيه إكراما له و إعلاما بأنها مهيأة لهم، فيدخلون بالاحترام و التكريم و تؤدى لهم التحية عنده دخولهم و خروجهم، و هكذا في الآخرة تقف الملائكة صفوفا لاستقبال أهل الجنة، و شتان بين هؤلاء الصفوف و تلك الصفوف، راجع الآية 50 من سورة ص في ج 1. و من هنا فليعلم أهل الدنيا الفرق بين تلك الحالتين، و عند ما يقبل أهل الجنة تحييهم الملائكة عن يمين الأبواب و شمالها احتراما لهم بدلالة قوله تعالى‏ «وَ قالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ» مقاما و نفسا «فَادْخُلُوها خالِدِينَ‏ 73» فيها أبدا فيدخل كل منهم الباب المهي‏ء له فيها منزله بحسب عمله، اللهم اجعلنا منهم بكرمك‏ «وَ قالُوا» بعد أن رأوا فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر في الدنيا «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ» الذي وعدنا به أنبياؤه في الدنيا «وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ» ملكنا أرض الجنة بدلا من أرض الدنيا و المراد بالأرض التي استقروا عليها بعد دخولهم الجنة تشبيها بأرض الدنيا من حيث الاسم و إلا لا مشابهة و لا مقايسة، و جعلنا «نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ» من قصورها و مضاربها و منتزهاتها التي منحنا اللّه إياها مما تشتهيه أنفسنا و تلذ أعيننا «فَنِعْمَ» الأجر «أَجْرُ الْعامِلِينَ‏ 74» خيرا الفاعلين حسنا في الدنيا، الجنة و نعيمها:

نعمت جزاء المؤمنين الجنة

دار الأماني و المنى و المنة

بيان المعانى، ج‏3، ص: 565

«وَ تَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ» عليهم محيطين بهم و محدقين صفوفا «مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ» إلى حيث يشاء اللّه تعالى إذ ذكر لنا ابتداء الغاية و سكت عن المغيا فلا يعلمها غيره لأن عرش الرحمن يكون في عرصات في الأرض، قال تعالى‏ (وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) الآية 18 من سورة الحاقة الآتية، و ذلك بعد أن تبدل الأرض غير الأرض و السموات، راجع الآية 48 من سورة إبراهيم الآتية، لأن أرضنا هذه لا تحويه و هي بالنسبة له كحلقة ملقاة في فلاة، و قال تعالى:

(وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا) الآية 22 من سورة و الفجر المارة في ج 1، و قال تعالى‏ (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا) الآية 38 من سورة النبأ الآتية و هؤلاء الملائكة ديدنهم‏ «يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ» تلذذا لا تعبدا إذ لا تكليف هناك و هذا التسبيح و التحميد من الملائكة بمقابلة أبواق الجند و ترتيلاتهم في الدنيا «وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ» من قبل الحق و وضع كل من الفريقين بمنزلته المخصصة له بقضاء قاضي القضاة الأبدي‏ «وَ قِيلَ» و القائل و اللّه أعلم المؤمنون‏ «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ 75» شكرا على ما أولاهم من هذه الكرامة الأبدية، فالحمد الأول كان على انجاز وعده و إيراثهم الأرض، و هذا الحمد الثاني على القضاء بالحق فلا تكرار، و الأول فاصل بين الطرفين بالوعد و الوعيد و الرضى و السخط، و الثاني للتفريق بينهما بحسب الأبدان فريق في الجنة و فريق في السعير، ثم إن الملائكة تحمد اللّه تعالى أيضا على ذلك القضاء لخلاصهم من تهم ما نسبوه إليهم من العبادة. و يوجد أربع سور مختومة بمثل هذه اللفظة هذه و الصافات و القلم و كورت. هذا، و اللّه أعلم، و استغفر اللّه، و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم، و صلى اللّه و سلم على سيدنا محمد و على آله و أصحابه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

تفسير سورة المؤمن عدد 10- 60- 40

(و تسمى سورة غافر) نزلت بمكة بعد سورة الزمر عدا آيتي 56/ 57 فإنهما نزلنا في المدينة، و هي خمس و ثمانون آية، و الف و مئة و تسعون كلمة، و أربعة آلاف و تسعمئة و ستون حرفا، و يوجد في القرآن سبع سور مبدوءة بما بدئت به، و هي هذه و السجدة و الشورى و الزخرف و الدخان و الجاثية و الأحقاف، و لا يوجد مثلها في عدد الآي.

بيان المعانى، ج‏3، ص: 566

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

قال تعالى: «حم‏ 1» اسم للسورة و مبدأ أسماء اللّه المحسن و الحكيم و الحاكم و الحنان و المنان و الحي و المميت و المجيد و المبدئ المعيد، قال ابن عباس: لكل شي‏ء لباب و لباب القرآن الحواميم، و المر، و حم، و نون اسم اللّه الرحمن حروف مقطعة، و حم بمعنى حمّ أي قضي الأمر بما كان و ما سيكون من مبدأ الكون إلى منتهاه، و هذه السور السبع تسمى آل حميم.

قال الكميت بن يزيد في الهاشميات:

وجدنا لكم في آل حم آية

تأولها منا تقي و مغرب‏

و قال عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه: إن مثل صاحب القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لأهله منزلا فمر بأثر غيث، فبينما هو يسير و يتعجب منه إذ هو على روضات دمثات، فقال عجبت من الغيث الأول فهذا أعجب منه و أعجب، فقيل له إن مثل الغيث الأول مثل عظم القرآن، و إن مثل هذه الروضات الدمثات مثل آل حم و تجمع بالمدّ كالطواسين و الطواسيم و تقرأ بالتفخيم و مد الحاء و فتحه و إسكان الميم، و قرأها حمزة و غيره بالإمالة، و قرأها قراء المدينة بين الفتح و الكسر، و قرأها بعضهم بكسر الميم و يجمعها على حاميمات، و من شواهد هذا الجمع ما قاله ابن عساكر في تاريخه:

هذا رسول اللّه في الخيرات‏

جاء بياسين و حاميمات‏

أما معناها فأحسن الأقوال فيها قول من قال اللّه أعلم بمراده بذلك كما هو الحال فيما تقدم من الأقوال في الر و الم و المص و طسم و طس و ق و نون و ص، و شبهها لأنها رموز بين اللّه تعالى و رسوله لا يعرفها على الحقيقة غيرهما، راجع ما ذكرناه أوائل السور المذكورة تجد ما تريده، إذ لم نترك قولا قيل فيها و زدنا فيها ما لم يقله أحد و هو أنها رموز بين اللّه و رسوله، و منها اتخذ الملوك و الأمراء الشفرة التي لا يعرفها غيرهما، لأن جميع ما في الدنيا أخذ من كتب اللّه السماوية، سواء ما يتعلق بالملوك و الحكام و الأحكام و الآداب و الأخلاق و التنعيم و التعذيب و الحراسة و المراسيم و غيرها. «تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ» الغالب المنيع، و الكلام فيها كالكلام في مبدأ سورة الزمر المارة لفظا و معنى و إعرابا، إلا أنه هنا يجوز

بيان المعانى، ج‏3، ص: 567

جعل تنزيل فما بعده خبرا لحميم، و هناك ختم الآية بلفظ الحكيم، و هنا بلفظ «الْعَلِيمِ‏ 2» بكل ما كان و سيكون في الدنيا و الآخرة و هو من تفتن النظم و لا شك أن البليغ علمه بالأشياء و كنهها يكون حكيما بتصرفاتها و وصفها و وضعها في محالها «غافِرِ الذَّنْبِ» مهما كان لمن يشاء عدا الشرك‏ «وَ قابِلِ التَّوْبِ» من أي كان مهما كان فاعلا، و ساتر لما كان قبل التوبة من الذنوب‏ «شَدِيدِ الْعِقابِ» لمن يبقى مصرا على كفره و عناده لاستكباره عن الرجوع إلى ربه‏ «ذِي الطَّوْلِ» السعة و الغنى و الأنعام الدائم‏ «لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ 3» و المرجع في الآخرة. قد اشتملت هذه الآية العظيمة على ست صفات من صفات اللّه تعالى ملزمة للإقرار بربوبيته و استحقاقه للعبادة إذ جمعت بين الوعد و الوعيد و الترغيب و الترهيب و هي وحدها كافية للإيمان به تعالى و بما جاء عنه من كتاب و رسول لمن كان له قلب واع و آذان صاغية.

مطلب الجدال المطلوب و الممنوع و بحث في العرش و الملائكة و محاورة أهل النار:

قال تعالى‏ «ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا» باللّه و رسله و كتبه، أما المؤمنون فلا يجادلون بل يمتثلون أوامر ربهم فيه و ينقادون لها و يسلمون لما جاء به الرسل و يحققونه فعلا. و اعلم أن هذه الآية و الآية 176 من سورة البقرة في ج 3 و هي‏ (ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَ إِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ) من أشد آيات القرآن على المجادلين فيه. أخرج أبو داود عن أبي هريرة قال: إن جدالا في القرآن كفر، و قال المراء في القرآن كفر.

و عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قوما يتمارون، فقال إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب اللّه عزّ و جل بعضه ببعض، و إنما أنزل الكتاب ليصدق بعضه بعضا، فلا تكذبوا بعضه ببعضه فما علمتم منه فقولوه و ما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه. و روى مسلم عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال:

هاجرت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يوما فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية، فخرج صلّى اللّه عليه و سلم يعرف في وجهه الغضب، فقال إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب.

و قد نزلت هذه الآية في الحارث بن قيس السلمي أحد المستهزئين، و المراد بالجدال‏

بيان المعانى، ج‏3، ص: 568

ما كان منه بالباطل من الطعن في آيات اللّه المبرأة من الطعن، و ما كان القصد منه ادحاض الحق و إطفاء نور اللّه عز و جل، يؤيد هذا ما سيأتي من تشبيه حال كفار مكة بكفرة الأحزاب قبلهم. أما الجدال في آيات اللّه لإيضاح ملتبسها و حل مشكلها و مقاومة آراء أهل العلم في استنباط معانيها و بلاغة مبانيها و ردّ شبه أهل الزيغ عنها و إحراقهم بإفحامهم و إظهار جهلهم فيها؛ فهو أعظم من الجهاد في سبيل اللّه تعالى، و هو لازم على كل قادر كامل عارف في كلام اللّه. هذا، و ما نقلناه من الأخبار أعلاه يومى‏ء إلى هذا إذ يشعر أن نوعا من الجدال في القرآن كفر فدحضه من أعظم القربات للّه تعالى و هذا يسمى جدالا عن آيات اللّه لا في آيات اللّه، فلذلك كان محمودا لأن الجدال يتعدى بعن إذا كان للمنع و الذّب عن الشي‏ء، و يتعدى بغي إذا كان بخلافه و هو المذموم‏ «فَلا يَغْرُرْكَ» يا سيد الرسل‏ «تَقَلُّبُهُمْ» تصرف الكفرة المجادلين‏ «فِي الْبِلادِ 4» ذاهبين آئبين سالمين غانمين في تجاراتهم و زراعاتهم و زياراتهم، فإن عاقبة أمرهم الهلاك و الخسار، و مرجعهم إلى العذاب و الدمار.

صفحه بعد